تراثنا العددان[79 و 80]

418
/

مجلّة تراثنا العددان 79 و 80

۱

تراثنا

صاحب الامتياز : مؤسسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث

المدير المسؤول : السيد جواد الشهرستاني

العددان الثالث والرابع [٧٩ ـ ٨٠]

السنة العشرون

محتويات العدد

* الفوائد البديعة من « وسائل الشيعة » (١) .

.............................  السيّد علي الحسيني الميلاني ٧

* مكانة « العقل » في التشريع .

..................................  السيّد علي الهاشمي ٥١

* العزاء والرثاء سُنّة قرآنية .

.................................. الشيخ محمّد السند ١١٥

* معجم شواهد غريب الحديث (٢) .

......................................  أسعد الطيّب ١٣١

* فهرس مخطوطات مكتبة أمير المؤمنين العامّة / النجف الأشرف (١٧) .

......................  السيّد عبد العزيز الطباطبائي قدس‌سره ٢٣١

ISSN ١٠١٦ – ٤٠٣٠

۲

مجلّة تراثنا العددان 79 و 80

رجب ـ ذو الحجّة

١٤٢٥ هـ



* مصطلحات نحوية (٢٦) .

.............................  السيّد علي حسن مطر ٢٨٧

* من ذخائر التراث :

* نُبذَةٌ من السياسة الحسينية ـ للعلّامة الشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء ، المتوفّىٰ سنة ١٣٧٣ هـ .

............................  تحقيق : علي جلال باقر ٣٠١

* من أنباء التراث .

........................  هيئة التحرير / عامر الشوهاني ٤١٠

*      *     *

* صورة الغلاف : نموذج من مخطوطة « مصباح السالكين » للشيخ كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني ، المولود سنة ٦٣٦ هـ ، والمتوفّىٰ بين السنوات ٦٧٩ ـ ٦٩٩ هـ ، والذي تقوم مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث بتحقيقة .

۳

مجلّة تراثنا العددان 79 و 80

۴

مجلّة تراثنا العددان 79 و 80

۵

مجلّة تراثنا العددان 79 و 80

۶

الفوائد البديعة من وَسَائِل الشّيعَةِ (١)

السيّد عليّ الحسيني الميلاني

بسم الله الرحمٰن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على خير خلقه وأشرف بريّته محمّد وآله الطاهرين ، ولعنة الله علىٰ أعدائهم أجمعين ، من الأوّلين والآخرين .

وبعد . .

فإنّه لمّا وصلنا إلىٰ أحكام نافلة الليل في بحوثنا الفقهيّة في كتاب الصلاة ، استوقفني ما جاء في إحدىٰ روايات المسألة ، ونبّهني علىٰ أمرٍ كنت في غفلة منه حتّىٰ تلك الساعة . .

وهذا أوّلاً نصّ الرواية :

« عن معاوية بن وهب ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال : قلت له : إنّ رجلاً من مواليك ، من صلحائهم ، شكا إلَيّ ما يلقىٰ من النوم ، وقال : إنّي أُريد القيام بالليل . . .

۷

قلت : فإنّ من نسائنا أبكار الجارية ، تحبّ الخير وأهله وتحرص علىٰ الصلاة ، فيغلبها النوم ، حتّىٰ ربّما قضت وربّما ضعفت عن قضائه ، وهي تقوىٰ عليه أوّل الليل .

فرخّص لهنّ في الصلاة أوّل الليل إذا ضعفن وضيّعن القضاء » (١) .

فقلت في نفسي : سبحان الله ! كنّا ـ ولا نزال ـ نرجع إلىٰ كتاب وسائل الشيعة لننظر في أدلّة الأحكام الشرعيّة ، وأمّا الفوائد الأُخرىٰ المشتملة عليها تلك النصوص ، فلم نلتفت إليها ولم نهتمّ بها .

انظر إلىٰ هذه الرواية . . كيف علّم الأئمّة عليهم السلام الشيعة وأدّبوهم علىٰ الأحكام والسُنن فضلاً عن العمل بالأحكام الإلزامية ، حتّىٰ إنّ الجواري الأبكار في البيوت « تحرص » علىٰ صلاة الليل ، بحيث لمّا يغلبها النوم « تقضي » الصلاة بالنهار ، لكنّها لمّا تضعف عن القضاء « تشكو » إلىٰ وليّها ما تلقاه من غلبة النوم ثمّ من الضعف عن القضاء ، فيأتي الرجل إلىٰ الإمام عليه السلام ليسأل لها عن الوظيفة الشرعيّة في هذه الحالة ! !

نعم . . هكذا ربّىٰ أهل بيت النبيّ الشيعة ، يلتزمون بالنوافل ، حتّىٰ «أبكار الجارية» منهم ، وإلىٰ هذا الحدّ يحرصون عليها ولا يتركونها . .

وهكذا شأن أهل بيت النبيّ ، الّذين كانوا أوصياءه وخلفاءه في الغرض الذي من أجله بُعث ، كما في قوله تعالىٰ : ( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ) (٢) .

وإلّا لَما أمر بالتمسّك بهم ـ دون غيرهم ـ من بعده ، في قوله صلّىٰ

__________________

(١) وسائل الشيعة ٤ / ٢٥٥ ح ٥٠٧٨ و ٥٠٧٩ .

(٢) سورة الجمعة ٦٢ : ٢ .

۸

الله عليه وآله وسلّم في حقّهم : « إنّي تارك فيكم الثقلين ما أن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّىٰ يردا علَيّ الحوض » .

ولَما شبّههم في النجاة بسفينة نوح ؛ إذ قال صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم : « أهل بيتي كسفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق » (١) .

ولَما حثّ علىٰ الكون معهم في جميع الأحوال ، كما في الحديث الوارد عنه ـ في كتب الفريقين ـ بتفسير قوله تعالىٰ : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) (٢) .

ولمّا عزمت ـ علىٰ أثر التدبّر في الرواية المذكورة ـ علىٰ دراسة شاملة لروايات كتاب الوسائل ـ في مفاهيمها عدا الأحكام التكليفيّة ـ وقفت علىٰ مناهج تربويّة راقية ، وتعاليم أخلاقيّة عالية ، وفوائد قيّمة من علوم مختلفة . . . ممّا يتجلّىٰ به جانب ممّا أفاضه الله عليهم من العلوم ، وأوقفهم عليه من الحقائق . . . ما لا يوجد في غيرهم بعد رسول الله صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم أبداً .

إنّ مَن يدرس الروايات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام دراسة واعية ، يطّلع علىٰ بعض حالاتهم القدسيّة وملكاتهم المعنويّة ، التي جعلتهم القادة والقدوة في سبيل تحصيل المعارف الحقّة وطريق السير إلىٰ الله ، كما ورد عنهم عليهم السلام في قولهم : « بنا عُرف الله وبنا عُبد الله » (٣) .

وإنّ مَن يدرس ما ورد عنهم ـ في الأبواب المختلفة ـ لا يشكّ في

__________________

(١) وسائل الشيعة ٢٧ / ٣٤ ح ٣٣١٤٥ .

(٢) سورة التوبة ٩ : ١١٩ .

(٣) كتاب التوحيد ـ للشيخ الصدوق ـ : ١٥٢ .

۹

إحاطتهم بكافّة العلوم ، وأنّهم هم ورثة علم النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وعنهم أُخذ ، وبواسطتهم انتشر في البلاد الإسلاميّة ، من الحجاز والعراق والشام واليمن وغيرها . .

ولذا ورد عنهم عليهم السلام : « إنّه ليس أحد عنده علم إلّا شيء خرج من عند أمير المؤمنين عليه السلام ، فليذهب الناس حيث شاؤوا فوالله ليس الأمر إلّا ههنا . وأشار بيده إلى بيته » (١) .

وورد عنهم القول لسلمة بن كهيل والحكم بن عتيبة : « شرّقا وغرّبا ، فلا تجدان علماً صحيحاً إلّا شيئاً خرج من عندنا أهل البيت » (٢) .

وإنّ مَن يدرس كلامهم ـ كما ورد عنهم ـ وينقله بلا دخل أو تصرّف من عنده . . . فإنّ الناس سوف يتبعونهم ، كما روي عنهم من « أنّ الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتّبعونا » (٣) .

فعلينا أن ندرس كلامهم ، وأن ننقل ما درسنا منه إلىٰ الناس ، وأن يكون نقلنا له بلا تصرّف فيه ، وأمّا المخالفون لهم ، فقد سعوا في إنكاره وكتمه ، ومنعوا من نقله وتعليمه . .

وبعد ، فقد كانت تلك الرواية هي الحافز لدراسة الروايات من تلك الجهات ، وبالتالي تأليف هذا الكتاب ، ثمّ كانت الأُمور المذكورة هي الداعي إلىٰ نشره ؛ لعلّي أكون قد أدّيت بعض الواجب ، وقد سمّيته بـ :

« الفوائد البديعة من أخبار وسائل الشيعة »

وبالله التوفيق .

__________________

(١) وسائل الشيعة ٢٧ / ٦٩ ح ٣٣٢٢٣ .

(٢) وسائل الشيعة ٢٧ / ٦٩ ح ٣٣٢٢٤ . وسنشرح بالتفصيل انتشار العلوم عنهم في موضعه ؛ فانتظر .

(٣) وسائل الشيعة ٢٧ / ٩٢ ح ٣٣٢٩٧ .

۱۰

(١) بُني الإسلام علىٰ خمس ، علىٰ : الصلاة والزكاة والحجّ والصوم والولاية

عقد الشيخ الحرّ العاملي رحمه الله ـ قبل الورود في أدلّة الأحكام الشرعيّة بحسب الأبواب الفقهيّة ، ابتداءً بكتاب الطهارة وٱنتهاءً بكتاب الديّات ـ أبواباً بعنوان : « أبواب مقدّمة العبادات » ، فأورد في الباب الأوّل روايات كثيرة بالمضمون المذكور ، يعبّر عنها بـ : « مباني الإسلام » . . والذي نقصده نحن هو : فهم المراد من « الولاية » في هذه الروايات ، فلنذكر بعضها مرقّمةً بأرقامها ، ثمّ نتكلّم عليها :

٢ ـ عن أبي جعفر عليه السلام : « بُني الإسلام علىٰ خمس : علىٰ الصلاة والزكاة والحجّ والصوم والولاية » .

قال زرارة : وأيّ شيء من ذلك أفضل ؟

فقال : الولاية أفضل ؛ لأنّها مفتاحهنّ ، والوالي هو الدليل عليهنّ .

٤ ـ عن عمرو بن حريث أنّه قال لأبي عبد الله عليه السلام : « ألا أقصّ عليك ديني ؟

قال : بلىٰ .

۱۱

قلت : أدين الله بشهادة أن لا إلٰه إلّا الله وحده لا شريك له ، وأنّ محمّداً رسول الله صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم شهر رمضان ، وحجّ البيت ، والولاية . . . » وذَكَر الأئمّة عليهم السلام .

« فقال : يا عمرو ! هذا دين الله ودين آبائي ، الّذي أدين الله به في السرّ والعلانيّة » .

٦ ـ وفي رواية عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : « وولايتنا » .

قال الشيخ الحرّ : الجهاد من توابع الولاية ولوازمها ؛ لِما يأتي ، ويدخل فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

٧ ـ وفي رواية عنه : « أثافي الإسلام ثلاثة : الصلاة والزكاة والولاية ، لا تصحّ واحدة منها إلّا بصاحبتها » .

٩ ـ وفي رواية عجلان بن أبي صالح : « قلت لأبي عبد الله عليه السلام : أوقفني علىٰ حدود الإيمان .

فقال : شهادة أن لا إلٰه إلّا الله ، وأنّ محمّداً رسول الله ، والإقرار بما جاء من عند الله ، وصلاة الخمس ، وأداء الزكاة ، وصوم شهر رمضان ، وحجّ البيت ، وولاية وليّنا وعداوة عدوّنا ، والدخول مع الصادقين » .

١٠ ـ وعن أبي جعفر عليه السلام : « بُني الإسلام علىٰ خمس . . . والولاية ، ولم يناد بشيء ما نودي بالولاية » .

۱۲

١٣ ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام : « الإسلام هو الظاهر الذي عليه الناس : شهادة أن لا إلٰه إلّا الله ، وأنّ محمّداً رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحجّ البيت ، وصيام شهر رمضان ؛ فهذا الإسلام » .

٢٠ ـ وفي خبر عرض عبد العظيم الحسني دينه علىٰ الإمام عليّ بن محمّد الهادي عليهما السلام : « إنّ الفرائض الواجبة بعد الولاية : الصلاة والزكاة والصوم . . . » .

٢٣ ـ وفي رواية عن « عبد الرزّاق بن همام ، عن معمر (١) بن قتادة ، عن أنس ، قال رسول الله : جاءني جبرئيل فقال لي : يا أحمد ! الإسلام عشرة أسهم . . . والعاشرة : الطاعة ، وهي : العصمة » .

٢٤ ـ وعن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر عليه السلام : « بُني الإسلام علىٰ خمس . . . والولاية لنا أهل البيت . فجعل في أربع منها رخصةً ، ولم يجعل في الولاية رخصة . . . والولاية صحيحاً كان أو مريضاً أو ذا مالٍ أو لا مال له ، فهي لازمة » .

٢٦ ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام : « المحمديّة السهلة ـ السمحة ـ

__________________

(١) الظاهر أنّه معمر ـ وهو ابن راشد ـ وأنّه قتادة ـ أي ابن دعامة ـ فالصحيح « عن » بدل « بن » .

۱۳

إقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصيام شهر رمضان ، وحجّ البيت الحرام ، والطاعة للإمام ، وأداء حقوق المؤمن » .

٢٩ ـ وفي رواية عنه عليه السلام : « بُني الإسلام علىٰ خمس دعائم : علىٰ الصلاة والزكاة والصوم والحجّ وولاية أمير المؤمنين والأئمّة من ولده عليهم السلام » .

٣٤ ـ وفي أُخرىٰ (١) عنه عليه السلام : « أيّ الأعمال أفضل بعد المعرفة ؟

فقال : ما من شيء بعد المعرفة يعدل هذه الصلاة . . . وفاتحة ذلك كلّه معرفتنا ، وخاتمته معرفتنا . . . » .

٣٥ ـ وعن أمير المؤمنين عليه السلام : « ثمّ الولاية ، وهي خاتمتها والحافظة لجميع الفرائض والسُنن » .

٣٨ ـ وفي رواية ، عن معاذ بن مسلم ، عن أبي عبد الله عليه السلام : « إنّه سُئل عن الدين الذي لا يقبل الله من العباد غيره ، ولا يعذرهم علىٰ جهله ؟ فقال :

شهادة أن لا إله إلّا الله ، وأنّ محمّداً رسول الله ، والصلاة الخمس . . .

__________________

(١) في هذه الرواية : « والذي بعث محمّداً ـ صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم ـ بالحقّ بشيراً ونذيراً ، لقضاء حاجة امرئ مسلم وتنفيس كربته أفضل من حجّة وطواف . . . » .

۱۴

والايتمام بأئمّة الحقّ من آل محمّد » .

٣٩ ـ وعن أبي جعفر : « عشر من لقي الله بهنّ دخل الجنّة . . . والولاية لأولياء الله ، والبراءة من أعداء الله » .

أقول :

لا ريب في أنّ الصلاة والزكاة والصيام والحجّ من فروع الدين ، ومن الأحكام الشرعيّة الضروريّة ، وأنّ الجاحد لها ـ بعد قيام الحجّة عليها له ـ كافر مرتدّ ، وقد عقد الشيخ الحرّ الباب اللاحق لهذا المعنىٰ ، وعنوانه : « باب ثبوت الكفر والارتداد بجحود بعض الضروريات وغيرها ، ممّا تقوم الحجّة فيه بنقل الثقات » . . . وجاء في جملة تلك الأخبار :

« عن عبد الرحيم القصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام ـ في حديث ـ قال : الإسلام قبل الإيمان ، وهو يشارك الإيمان ؛ فإذا أتىٰ العبد بكبيرة من كبائر المعاصي أو صغيرة من صغائر المعاصي التي نهىٰ الله عنها ، كان خارجاً من الإيمان وثابتاً عليه اسم الإسلام ، فإن تاب واستغفر عاد إلىٰ الإيمان ولم يخرجه إلىٰ الكفر والجحود والاستحلال . .

وإذا قال للحلال : هذا حرام ، وللحرام : هذا حلال ، ودان بذلك ، فعندها يكون خارجاً من الإيمان والإسلام إلىٰ الكفر » .

إلّا أنّ الكلام في : « الولاية » ؛ فما المراد منها في مباني الإسلام ؟

قد تُفسّر « الولاية » في هذه الأخبار بـ : « الحكومة » ، بأن يكون المراد : إنّ الله فرض على المؤمنين الصلاة والزكاة ونحوهما ، وفرض عليهم السعي لقيام حكومة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام ، وذلك :

۱۵

* أوّلاً : لمجيء « الولاية » في سياق الصلاة والزكاة . . . ممّا هي من فروع الدين .

* وثانياً : لوجود قرائن في نفس الأخبار علىٰ هذا المعنىٰ ، كقوله عليه الصلاة والسلام في الخبر الأوّل : « الولاية أفضل ؛ لأنّها مفتاحهنّ ، والوالي هو الدليل عليهنّ » ؛ فمعنىٰ « مفتاحهنّ » أنّ الولاية ، أي « الحكومة » ، هي الطريق والسبب الموصل إليهنّ ، و « الوالي » ، أي « الحاكم » ، هو المرشد إليهنّ ، والحامل للناس علىٰ العمل بهنّ ، ولولا الحكومة ونفوذ الكلمة لَما حصل ذلك . .

وكقوله عليه السلام : « وولايتنا » في الخبر الثالث ، وهذا هو الذي فهمه الشيخ الحرّ إذ قال : « الجهاد من توابع الولاية . . . » ؛ فلولا « الولاية » بمعنىٰ « الحكومة » وبسط اليد ونفوذ الكلمة من « الحاكم » الشرعي ، لَما تحقّق الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بين المسلمين .

لكن التحقيق : أنّ المراد من « الولاية » في هذا المقام هو : « الولاية المطلقة » ، وهي : « الإمامة الكبرىٰ » و « الخلافة العظمىٰ » بعد رسول الله صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم ، التي من جملة شؤونها وأبعادها : « الحكومة » .

وتوضيح ذلك :

إنّ النبيّ صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم له الولاية التشريعيّة ـ أي الأولويّة بالناس من أنفسهم ـ التي دلّ عليها قوله تعالىٰ : ( النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ) (١) ، وغيره من الأدلّة . . . وهذه الولاية تعمّ جميع الشؤون ، وتقتضي وجوب الإطاعة والانقياد له في أوامره ونواهيه علىٰ الإطلاق ،

__________________

(١) سورة الأحزاب ٣٣ : ٦ .

۱۶

سواء في الأُمور الخاصّة أو العامة ، في الحرب أو السلم ، وفي غير ذلك من المجالات .

ثمّ إنّ هذه الولاية بكلّ أبعادها قد ثبتت من بعده لأمير المؤمنين عليه السلام بالأدلّة القطعيّة من الكتاب والسُنّة ، ومن ذلك حديث الغدير ، حينما خاطب صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم المسلمين مشيراً إلىٰ الآية المذكورة : « ألست أوْلىٰ بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلىٰ . قال : فمَن كنت مولاه فهذا عليّ مولاه . . . » .

ولذا عرّفوا الإمامة بعد النبيّ بأنّها : « رئاسة عامّة في الدين والدنيا لشخص من الأشخاص نيابة عن النبيّ » .

فكانت الرئاسة العامّة والحكومة الدنيويّة من شؤون الإمامة يتولّاها الإمام الحقّ بعد رسول الله صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم ، وعلىٰ الناس الإطاعة المطلقة له والانصياع التام لأوامره ونواهيه . .

فما قد يترآىٰ من كلمات بعض من الترادف بين « الحكومة » و « الإمامة » فاشتباه فاحش ، بل الترادف هو بين « الخلافة » و « الإمامة » ، والتفريق بينهما اشتباه آخر .

وعليه ، فإنّ المراد من « الولاية » في أخبار مباني الإسلام هو هذا المعنىٰ ، لا الحكومة ؛ وذلك لأنّها وإن جاءت مع الصلاة و . . . في سياقٍ واحد مُعنونة بعنوان واحد ، كـ : « الأثافي » و « الدعائم » و « التكاليف » و « الفرائض » لكنّ الروايات الأُخرىٰ في الباب ، توضّح المراد وتفسّر ما يوهم الخلاف ؛ لأنّ الحديث يفسّر بعضه بعضاً (١) . .

__________________

(١) قاعدة حديثية مستفادة من النصوص ، يستدلُّ بها في البحوث عند الخاصّة والعامّة .

۱۷

ففي الرواية ( رقم ٤ ) : ذَكَر الأئمّة عليهم السلام ؛ وكان معرفتهم والقول بإمامتهم « دين الله . . . » ، إلىٰ جنب : « شهادة أن لا إلٰه إلّا الله وحده لا شريك له ، وأنّ محمّداً رسول الله . . . » .

وكذلك في الرواية ( رقم ١٢ ) ؛ إذ جاء فيها : « عن دين الله الذي افترض الله عزّ وجلّ علىٰ العباد ، ما لا يسعهم جهله ، ولا يقبل منهم غيره ؟

فقال ـ عليه السلام ـ : شهادة أن لا إلٰه إلّا الله وأنّ محمّداً رسول الله ، وإقام الصلاة . . . والولاية » .

وفي الرواية ( رقم ٢٠ ) : « هذا ـ والله ـ دين الله الذي ارتضاه لعباده . . . » .

وفي الرواية ( رقم ٩ ) : ذكر الشهادتين ثمّ الأربعة ، ثمّ قال : « وولاية وليّنا وعداوة عدوّنا والدخول مع الصادقين » ، وكذلك في الرواية ( رقم ٣٩ ) ، ولعلّ في قوله « والدخول مع الصادقين » إشارة إلىٰ قوله تعالىٰ : ( وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) المتقدّم سابقاً .

ويلاحظ أنّه في الرواية ( رقم ٣٩ ) ذكر الشهادتين و « الولاية لأولياء الله والبراءة من أعداء الله » ضمن أُمور « عشر من لقي الله بهنّ دخل الجنّة » ، كما ذكر الولاية كذلك في الرواية ( رقم ٢٨ ) ، وقال : « أُولئك أهل الإيمان » .

لكنّه في الرواية ( رقم ١٣ ) لمّا بيّن الإسلام قال : « الإسلام هو الظاهر الذي عليه الناس » ، فذكر الشهادتين والأربعة ، ولم يذكر « الولاية » .

وبذلك يظهر :

* أوّلاً : الفرق بين « الإسلام » و « الإيمان » .

* وثانياً : إنّ « الإيمان » شرط الدخول في الجنّة ؛ وهذا مفاد الرواية

۱۸

( رقم ٢٥ ) : عن النبيّ صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم : « أطيعوا ولاة أمركم تدخلوا جنّة ربّكم » ؛ لأنّ المراد من « ولاة الأمر » هم : « الأئمّة المعصومون » ؛ إذ الأمر بإطاعة وليّ الأمر إطاعة مطلقة ، دليل علىٰ عصمة « وليّ الأمر » ، وإلّا لم يؤمر بإطاعته كذلك ، ولا أحد من الحكّام في تاريخ الإسلام بمعصوم .

* وثالثاً : إنّه لا يتحقّق « الإيمان » إلّا بالولاية لأهل البيت عليهم السلام والبراءة من أعدائهم ، ولا تكفي الولاية بدون البراءة .

ثمّ إنّ الرواية ( رقم ٢١ ) تفيد أنّ الله فرض « الولاية » علىٰ الأُمّة « ليميّز الخبيث من الطيّب » .

وفي الرواية ( رقم ٢٨ ) مدح عظيم للشيعة ؛ ففيها : « من عادىٰ شيعتنا فقد عادانا » ، و « من ردّ عليهم فقد ردّ علىٰ الله » ، ولا بدّ أن يكون ذلك من أجل تشيّعهم لأهل البيت عليهم السلام بالمعنىٰ الصحيح ، واتّباعهم لهم حقّ المتابعة والإطاعة ، كما هو ظاهر الرواية .

هذا ، وفي الرواية ( رقم ٢٠ ) دلالة واضحة علىٰ اختلاف المرتبة بين « الولاية » و « الأربعة » .

وجاء في الرواية ( رقم ٣٤ ) : « وفاتحة ذلك كلّه معرفتنا ، وخاتمته معرفتنا » ، وفي الرواية ( رقم ٣٣ ) : « وختم ذلك بالولاية » ، وفي الروايتين نقاط :

١ ـ إنّه يعتبر في « الولاية » : « المعرفة » .

٢ ـ إنّ الأربعة ـ وكذا غيرها ـ مشروطة بمعرفة الأئمّة من أهل البيت عليهم السلام ؛ فلولاها لم يترتّب أثر علىٰ شيء من تلك الأُمور .

٣ ـ الموافاة أيضاً شرط . . بأن يقدم المؤمن علىٰ الله مع « المعرفة » ؛ فلو مات ـ حتّىٰ مع قيامه بتلك الأعمال ، وحتّىٰ مع المعرفة ـ منكراً لولاية

۱۹

أهل البيت عليهم السلام ما تُقبّل منه شيء !

وأفادت الرواية ( رقم ٣٦ ) ترتّب أثر دنيوي كبير علىٰ « الولاية » ؛ إذ قال عليه السلام : « انّ الله يدفع بمَن يصلّي من شيعتنا عمَّن لا يصلّي من شيعتنا . . . » ، مضافاً إلىٰ أنّ « الولاية » بالمعنىٰ الصحيح لا تتحقّق إلّا بالإطاعة في الواجبات والمحرّمات وغيرها .

هذا ، وقد عقد الشيخ الحرّ العاملي ( الباب ٢٩ ) من أبواب مقدّمة العبادات للروايات الدالّة علىٰ النقاط الثلاث المذكورة ، وقد جعل عنوانه : « باب بطلان العبادة بدون ولاية الأئمّة عليهم السلام وﭐعتقاد إمامتهم » ، وكان من جملة أخباره :

رقم ٢ : « عن أبي جعفر عليه السلام ـ في حديث ـ قال : ذروة الأمر وسنامه ومفتاحه وباب الأشياء ورضا الرحمٰن : الطاعة للإمام بعد معرفته ؛ أمَا لو أنّ رجلاً قام ليله وصام نهاره وتصدّق بجميع ماله وحجّ جميع دهره ، ولم يعرف ولاية وليّ الله فيواليه وتكون جميع أعماله بدلالته إليه ، ما كان له علىٰ الله حقّ في ثوابه ، ولا كان من أهل الإيمان » .

وفي عدّة روايات بأسانيد مختلفة : والله لو عبد عمره ما بين الركن والمقام ، صائماً نهاره وقائماً ليله ، ثمّ لقي الله بغير ولايتنا ، لم ينفعه ذلك شيئاً (١) .

رقم ١٩ : عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالىٰ : ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ) (٢) ، قال : « ألا ترىٰ كيف اشترط ؟ ولن تنفعه التوبة والإيمان والعمل الصالح حتّىٰ اهتدىٰ ؟ والله ،

__________________

(١) وسائل الشيعة ١ / ١٢٢ ح ٣٠٨ ـ ٣١٢ .

(٢) سورة طه ٢٠ : ٨٢ .

۲۰

لو جهد أن يعمل ما قُبل منه حتّىٰ يهتدي . قلت : إلىٰ من جعلني الله فداك ؟ قال : إلينا » .

وقد ورد من طرق العامّة روايات تفسّر الآية المباركة كذلك ؛ كما في ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق وتهذيب الكمال ، وفي التفاسير ، مثل الدرّ المنثور للسيوطي ٣ / ٣٩٠ ، وروح المعاني للآلوسي ١١ / ٤٥ ، وفتح القدير للشوكاني ٢ / ٤١٤ ، وغيرها . .

وروى الحاكم الحسكاني (١) ، قال : « أخبرنا أحمد بن محمّد بن أحمد الفقيه (٢) ، قال : أخبرنا عبد الله بن محمّد بن جعفر (٣) ، قال : حدّثنا موسىٰ بن هارون (٤) ، قال : حدّثنا إسماعيل بن موسىٰ الفزاري (٥) ، قال : حدّثنا عمر بن شاكر البصري (٦) ، عن ثابت البناني (٧) في قوله : ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ ) ، قال : إلىٰ ولاية أهل بيته » (٨) .

وكذلك ما دلّت عليه الروايات السابقة ؛ فإنّ ذلك مروي في كتب

__________________

(١) توجد ترجمته في تذكرة الحفّاظ ٣ / ١٢٠٠ ، سير أعلام النبلاء ١٨ / ٢٦٨ ، الجواهر المضيّة في طبقات الحنفية ٢ / ٤٩٦ ، منتخب السياق في تاريخ نيسابور : ٤٦٣ ، وغيرها .

(٢) المتوفّىٰ سنة ٤٣٠ ؛ المنتخب من السياق : ١٠٧ ، العِبَر ٢ / ٢٦٢ ، شذرات الذهب ٣ / ٢٤٥ .

(٣) المتوفّىٰ سنة ٣٦٩ ؛ سير أعلام النبلاء ١٦ / ٢٨٧ .

(٤) المتوفّىٰ سنة ٢٩٤ ؛ تاريخ بغداد ١٣ / ٥٠ ، سير أعلام النبلاء ١٢ / ١١٦ .

(٥) المتوفّىٰ سنة ٢٤٥ ؛ الجرح والتعديل ١ / ١٩٦ ، الثقات ٨ / ١٠٤ ، الكاشف ١ / ١٢٩ ، تهذيب الكمال ٣ / ٢١٠ .

(٦) صحيح الترمذي ٤ / ٢٥٦ ، الثقات ٥ / ١٥١ .

(٧) تهذيب الكمال ٤ / ٣٤٦ ، سير أعلام النبلاء ٥ / ٢٢٠ ، تقريب التهذيب ١ / ١١٥ .

(٨) شواهد التنزيل ١ / ٤٩٢ .

۲۱

العامّة وبأسانيدهم المختلفة أيضاً ، وإنْ أبدلوا لفظ « الولاية » بـ : « المحبّة » . .

قال ابن عساكر :

« أنبأنا ابن السمسار ، أنبأنا علي بن الحسن الصوري ، أنبأنا سليمان ابن أحمد بن أيوب الطبراني اللخمي بأصبهان ، أنبأنا الحسين بن إدريس الحريري التستري ، حدّثنا أبو عثمان طالوت بن عباد البصري الصيرفي ، أنبأنا فضال بن جبير ، أنبأنا أبو أُمامة الباهلي ، قال : قال رسول الله صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم : خلق الله الأنبياء من أشجار شتّىٰ ، وخلقني وعليّاً من شجرة واحدة ، فأنا أصلها وعليّ فرعها وفاطمة لقاحها والحسن والحسين ثمرها ، فمَن تعلّق بغصن من أغصانها نجا ، ومن زاغ هوىٰ .

ولو أنّ عبداً عبد الله بين الصفا والمروة ألف عام ، ثمّ ألف عام ، ثمّ ألف عام ، ثمّ لم يدرك محبّتنا ، لأكبّه الله علىٰ منخريه في النار ، ثمّ تلا : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) (١) » (٢) .

وروىٰ ابن عساكر أيضاً بإسناد له قوله صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم :

« ولو أنّ أُمّتي صاموا حتّىٰ يكونوا كالحنايا ، وصلّوا حتّىٰ يكونوا كالأوتار ، ثمّ أبغضوك ، لأكبّهم الله في النار » (٣) .

*      *     *

__________________

(١) سورة الشورىٰ ٤٢ : ٢٣ .

(٢) تاريخ دمشق ٤٢ / ٦٥ .

(٣) تاريخ دمشق ٤٢ / ٦٦ .

۲۲

(٢) لو أنّ العباد إذا جهلوا وقفوا ولم يجحدوا لم يكفروا

عن أبي عبد الله عليه السلام (١) . .

وهذه الكلمة من أحسن الكلام ، وفيها قاعدة عامّة وفائدة مهمّة في الحثّ علىٰ التعقّل والتعلّم ، والاحتياط في الأُمور ، والمحافظة علىٰ العقائد وضروريات الدين . .

إنّه قد يطلق « الجهل » ويراد منه ما يقابل : « العقل » ، وقد يطلق ويراد منه ما يقابل : « العلم » ، وكلاهما محتمل هنا ؛ فإن كان المراد هو الأوّل ، ففيه الحثّ علىٰ التعقّل والتفهّم للأُمور ، وإن كان المراد هو الثاني ، ففيه الحثّ علىٰ التعلّم . . وإلّا فالاحتياط .

وعلىٰ كلّ حال ، فإنّ مقتضى الحكمة في حال الجهل بالشيء هو « التوقّف » والسكوت حتّىٰ يرتفع الجهل ويتّضح الحال ، هذا في مطلق الأُمور ؛ لأنّ الموافقة علىٰ الشيء والقبول له ، أو الإنكار للشيء والردّ له ، مع الجهل بالحقيقة ، قد يؤدّي إلىٰ الباطل ، وترتيب الأثر عليه عملاً قد يوقع في الضلالة .

وأمّا في خصوص القضايا الراجعة إلىٰ العقيدة الثابتة بدليل قطعي ، فعن أبي جعفر عليه السلام : « كلّ شيء يجرّه الإقرار والتسليم فهو الإيمان ،

__________________

(١) وسائل الشيعة ١ / ٣٢ ح ٤٧ .

۲۳

وكلّ شيء يجرّه الإنكار والجحود فهو الكفر » (١) ؛ وذلك لأنّ كثيراً من المسائل العقائديّة يعسر بل يتعذّر دركها أو فهم تفاصيلها علىٰ العقول ، حتّىٰ كبار العقلاء والعلماء ، لكن لمّا كانت من الضروريات فلا بُدّ من التسليم ، ولو علىٰ الإجمال ، ولا أقلّ من عدم الجحد والإنكار ؛ وإلّا كان من الكافرين .

*      *     *

__________________

(١) وسائل الشيعة ١ / ٣٠ ح ٤٠ .

۲۴

(٣) كان أبي يبعث أُمّي وأُمّ فروة تقضيان حقوق أهل المدينة

عن الإمام الكاظم عليه السلام في جواب عبد الله الكاهلي ، في رواية ، قال :

« قلت لأبي الحسن عليه السلام : إنّ امرأتي وٱمرأة ابن مارد تخرجان في المآتم فأنهاهما ، فتقول لي امرأتي : إنْ كان حراماً فانهنا عنه حتّىٰ نتركه ، وإن لم يكن حراماً فلأيّ شيء تمنعناه ؟ فإذا مات لنا ميّت لم يجئنا أحد !

قال : فقال أبو الحسن عليه السلام عن الحقوق تسألني ، كان أبي يبعث أُمّي وأُمّ فروة تقضيان حقوق أهل المدينة » (١) .

وفي بيان هذه الرواية نقول :

١ ـ إنّ عقد المأتم علىٰ الميّت كان في عصر النبيّ والأئمّة عليهم السلام من الآداب والسُنن في مجتمع المسلمين . .

ومن الواضح أنّ أقلّ ما يجري ـ في مجلس من هذا القبيل ـ هو ذكر محاسن الميّت ورثاؤه والبكاء عليه .

ومن أخبار الباب ما عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : « مات الوليد ابن المغيرة ، فقالت أُمّ سلمة للنبيّ صلّىٰ الله عليه وآله : إنّ آل المغيرة قد

__________________

(١) وسائل الشيعة ٣ / ٢٣٩ ح ٣٥١٠ .

۲۵

أقاموا مناحةً فأذهب إليهم ؟ فأذِن لها ، فلبست ثيابها وتهيّأت ، . . . فندبت ابن عمّها بين يدي رسول الله فقالت : . . . فما عاب رسول الله ذلك ولا قال شيئاً » (١) .

٢ ـ إنّ المأتم لا يختصّ بالرجل ، بل كان للنساء مأتم كذلك ، فإنهنّ ـ وخاصّة نساء البيوتات ـ كنّ يحضرن المأتم المقام علىٰ الميّت .

٣ ـ وإنّ الرجال كانوا لا يمانعون نساءهم من النوح وحضور المآتم ، بل بالعكس ؛ فإنّهم كانوا يحبّذون ذلك ويبعثون نساءهم للمشاركة مع ذوي الميّت في حزنهم وعزائهم ، ما لم يستلزم ذلك ما لا يجوز أو لا ينبغي ، فلا منع إلّا بعنوان ثانوي . .

كما في الخبر عن الإمام الباقر عليه السلام : « إنّما تحتاج المرأة إلىٰ النوح لتسيل دمعتها ، ولا ينبغي لها أن تقول هجراً ، فإذا جاء الليل فلا تؤذي الملائكة بالنوح » (٢) .

٤ ـ إنّ الإمام أبا عبد الله الصادق عليه السلام كان يرسل أُمّه وزوجته ـ أُمّ الإمام الكاظم عليه السلام ـ لمآتم أهل المدينة ، ولا يكتفي بإرسال بعض الأخوات أو البنات أو القريبات ، ممّا يدلّ علىٰ اهتمامه بالأمر .

٥ ـ إنّ جملة : « كان أبي يبعث » ظاهرة في الاستمرار .

٦ ـ إنّ قول المرأة لزوجها الكاهلي : « فإذا مات لنا ميّت لم يجئنا أحد » ، يفيد : إنّ الحضور في مآتم الناس من الحقوق المتبادلة ، فإنّك إن حضرت مجلس أخيك يرىٰ نفسه ملزماً بالحضور في مجلسك إذا مات لك ميّت ؛ لأنّه يعتبر ذلك دَيْناً عليه أن يقضيه ؛ وإلّا فلا يلتزم .

__________________

(١) وسائل الشيعة ١٧ / ١٢٥ ح ٢٢١٥٧ .

(٢) وسائل الشيعة ١٧ / ١٢٧ ح ٢٢١٦١ .

۲۶

٧ ـ ولذا قال الإمام عليه السلام : « تقضيان حقوق أهل المدينة » .

والمستفاد من هذه الرواية أمران : أحدهما عام ، والآخر خاصّ . .

* أمّا الأوّل :

فإنّ كلّ ما كان من الآداب والعادات والتقاليد الاجتماعيّة موجباً لتقوية روابط المحبّة وأواصر الأُخوّة بين الناس من غير أن يستلزم مفسدة ، فإنّه محبّذ عند الشارع أيضاً ، مندوب إليه ومحبوب لديه .

* وأمّا الثاني :

فإنّ السُنن الجارية في المجتمع في خصوص تكريم الميّت بإقامة المأتم عليه ، والبكاء والرثاء له ، وحضور الآخرين ، والمواساة لذوي الميّت وأصحاب العزاء . . كلّ ذلك قد أمضاه الشارع المقدّس قولاً وفعلاً وتقريراً . .

وممّا ورد في ذلك من رواياتنا :

* عن أبي عبد الله عليه السلام ـ في حديث ـ : « لمّا مات إبراهيم ابن رسول الله صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم ـ هملت عين رسول الله بالدموع ، ثمّ قال رسول الله : تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الربّ ، وإنّا بك يا إبراهيم لمحزونون » (١) .

* وعن أحدهما ـ عليهما السلام ـ : لمّا ماتت رقيّة . . . كانت « فاطمة عليها السلام علىٰ شفير القبر ، تنحدر دموعها في القبر » (٢) .

__________________

(١) وسائل الشيعة ٣ / ٢٨٠ ح ٣٦٥١ .

(٢) وسائل الشيعة ٣ / ٢٧٩ ح ٣٦٤٩ .

۲۷

* و « إنّ رسول الله صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم حين جاءته وفاة جعفر ابن أبي طالب وزيد بن حارثة ، كان إذا دخل بيته كثر بكاؤه عليهما جدّاً ويقول : كانا يحدّثاني ويؤنساني فذهبا جميعاً » (١) .

* و « أوصىٰ أبو جعفر عليه السلام بثمانمائة درهم لمأتمه ، وكان يرىٰ ذلك من السُنّة ؛ لأنّ رسول الله صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم قال : اتّخذوا لآل جعفر طعاماً ، فقد شغلوا » (٢) .

* و « أوصىٰ أبو جعفر عليه السلام أن يُندب في المواسم عشر سنين » (٣) .

* و « ماتت ابنة لأبي عبد الله عليه السلام ، فناح عليها سنةً ، ثمّ مات له ولد آخر فناح عليه سنةً ، ثمّ مات إسماعيل فجزع عليه جزعاً شديداً فقطع النوح فقيل له : أيُناح في دارك ؟

فقال : إنّ رسول الله صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم قال ـ لمّا مات حمزة ـ : لكن حمزة لا بواكي له » (٤) .

* وعن أبي عبد الله عليه السلام : « لمّا قُتل جعفر بن أبي طالب ، أمر رسول الله صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم فاطمة ـ عليها السلام ـ أن تتّخذ طعاماً لأسماء بنت عميس ثلاثة أيّام ، وتأتيها ونساؤها وتقيم عندها ثلاثة أيّام ، فجَرَت بذلك السُنّة أن يُصنع لأهل المصيبة طعاماً ثلاثاً » (٥) .

* وعنه : « ينبغي لجيران صاحب المصيبة أن يطعموا الطعام عنه ثلاثة

__________________

(١) وسائل الشيعة ٣ / ٢٨٠ ح ٣٦٥٤ .

(٢) وسائل الشيعة ٣ / ٢٣٨ ح ٣٥٠٩ .

(٣) وسائل الشيعة ٣ / ٢٣٩ ح ٣٥١١ .

(٤) وسائل الشيعة ٣ / ٢٤١ ح ٣٥١٦ .

(٥) وسائل الشيعة ٣ / ٢٣٥ ح ٣٤٩٩ .

۲۸

أيّام » (١) .

* وعن عمر بن عليّ بن الحسين : « لمّا قُتل الحسين بن عليّ عليه السلام ، لبس نساء بني هاشم السواد والمسوح ، وكنّ لا يشتكين من حرٍّ ولا برد ، وكان عليّ بن الحسين يعمل لهنّ الطعام للمأتم » (٢) .

* وقد سبق أن فعلنَ ذلك لمّا قُتل الحسن بن عليّ عليه السلام بالسمّ ، وقد ذُكر ذلك في مصادر الجمهور أيضاً بترجمته ؛ قال ابن سعد : « فلمّا مات أقام نساء بني هاشم عليه النوح شهراً » (٣) .

* بل رووا أنّه : « حدّت نساء بني هاشم عليه سنةً » (٤) .

* بل لقد عُطّلت الأسواق سبعاً ؛ قالوا : « ومكث الناس يبكون علىٰ الحسن بن عليّ سبعاً ، ما تقوم الأسواق » (٥) .

وغير ذلك كثير ، ممّا فيه الأمر بمثل تلك الأُمور والتقرير لها .

* بل الفعل أيضاً ؛ فقد روي في كتب الفريقين أنّ الإمام الحسن عليه السلام قد خرج إلىٰ الناس بعد استشهاد أمير المؤمنين وعليه ثياب سود (٦) .

فمَن كان متّبعاً للسُنّة النبويّة ، ومقتدياً بالأئمّة الطاهرين من أهل بيته عليهم السلام ، لا ينكر فوائد هذه المراسم ، ولا يوسوس في شرعيّتها . .

وأمّا أتباع بعض النواصب والمبتدعة ، فلا كلام لنا معهم .

*       *      *

__________________

(١) وسائل الشيعة ٣ / ٢٣٧ ح ٣٥٠٣ .

(٢) وسائل الشيعة ٣ / ٢٣٨ ح ٣٥٠٨ .

(٣) ترجمة الإمام الحسن من طبقات ابن سعد : ٩٠ ، تهذيب الكمال ٦ / ٢٥٢ وغيرهما .

(٤) تاريخ دمشق ١٣ / ٢٩٥ ، البداية والنهاية ٨ / ٤٤ .

(٥) منتخب مذيّل تاريخ الطبري : ١٩ .

(٦) شرح نهج البلاغة ١٦ / ٢٢ .

۲۹

(٤) كونوا دعاةً للناس بغير ألسنتكم

عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : « كونوا دعاةً للناس بغير ألسنتكم ؛ ليروا منكم الورع والاجتهاد والصلاة والخير ، فإنّ ذلك داعية » (١) .

وفي هذه الرواية فائدة جليلة . .

إنّ الإنسان قد يكون واسطةً في التبليغ ، بأن يؤمر بتبليغ مطلب إلىٰ فرد أو أُمّة ، فإذا قام بواجب التبليغ ، بأن أدّىٰ الرسالة كما أُمر بها ، كان ممتثلاً للأمر ومؤدّياً للتكليف ، سواء علم بمضمون الرسالة أم لم يعلم ، وسواء عمل به أم لا .

وقد يتصدّىٰ الإنسان لتعليم علم من العلوم أو تدريس كتاب من الكتب ، فإنّه ـ إذا أحسن التعليم والتدريس ـ يكون قد قام بالواجب عليه ومؤدّياً للوظيفة المطلوبة منه ، وإن لم يطبّق علىٰ نفسه ما علّمه للغير ، وقد رأينا في المدرّسين لعلوم اللغة العربيّة ـ من النحو والصرف ونحوهما ـ من يتقن العلم ويحسن تدريسه ، بل يُعدّ من أفضل الأساتذة فيه ، لكنّه لمّا يتكلّم أو يقرأ يلحن .

وقد يريد الإنسان أن يكون داعياً ، وهذا يختلف عن « المبلّغ » و « المعلّم » تماماً ؛ لأنّ المقصود من « الداعوية » هو أن يدعو الناس إلىٰ

__________________

(١) وسائل الشيعة ١ / ٧٦ ح ١٧١ .

۳۰

نفسه ويقول لهم : كونوا مثلي ، ولذا جاء في رواية أُخرىٰ في الباب : « كونوا دعاةً إلىٰ أنفسكم بغير ألسنتكم » (١) ، فكأنّه يطرح نفسه في المجتمع بعنوان أنّه من خرّيجي مدرسة أهل البيت عليهم السلام ، ومن المؤدّبين بآدابهم والحاملين لعلومهم . . . فيدعو الآخرين لأن يكونوا مثله ، ويدخلوا مدخله . .

يكونون مثله ؟ ! في أيّ شيء ؟

١ ـ في الفكر والعقيدة ؛ بأن يمثّل أهل البيت عليهم السلام في فكرهم : في المبدأ والمعاد ، وفي النبوّة والإمامة ، وفي سائر المعارف الدينيّة .

٢ ـ في العبادة والعمل ؛ بأن يكون تابعاً لأهل البيت عليهم السلام في أداء الفرائض والالتزام بالنوافل والسُنن .

٣ ـ في الأخلاق والصفات ؛ بأن يكون مبتعداً عن الصفات السيّئة ، ومتخلّقاً بالأخلاق الفاضلة الكريمة .

فمَن توفّرت فيه تعاليم أهل البيت عليهم السلام في الأبعاد الثلاثة المتعلّقة بالفكر والجوارح والنفس ، جاز له أن ينتسب حقيقةً إلىٰ مدرسة العترة الطاهرة ، ويدّعي الانتماء الواقعي إلىٰ مذهبهم ، وصلح لأن يكون داعيةً إليهم ، وكان أهلاً لأن يدعو « الناس » قاطبةً ، وحينئذٍ لا حاجة إلىٰ القول باللسان ، ولذا جاء في الرواية : « وكونوا زيْناً ولا تكونوا شيْناً » (٢) ؛ لأنّ هكذا إنسان يعرّف مذهبه وٱنتمائه إليه بسلوكه بين الناس ؛ قال عليه السلام : « ليروا منكم . . . » ولم يقل : « ليسمعوا منكم » ، بل « ليروا » بالفعل « الورع والاجتهاد . . . » .

__________________

(١) وسائل الشيعة ١ / ٧٦ ح ١٧٠ .

(٢) وسائل الشيعة ١ / ٧٦ ح ١٧٠ .

۳۱

والروايات في الوصيّة بالورع والاجتهاد كثيرة ، بل إنّ بعض الأصحاب لمّا طلب من الإمام أن يوصيه بشيء ، لم يوصه إلّا بذلك ؛ قال : « قلت لأبي عبد الله عليه السلام : أوصني . قال : أُوصيك بتقوىٰ الله والورع والاجتهاد » (١) .

ومعلومٌ أنّ « الورع » فوق « التقوىٰ » .

فمَن كان ذا ورع عند الشبهات ، وذا اجتهاد في العبادات ، خاصّةً في الصلاة ، وفاعلاً للخيرات ، بجميع معاني الكلمة ، كان « زَيْناً » لأهل البيت عليهم السلام ، وقدوةً صالحةً في المجتمع ؛ لأنّ تلك الحالات والملكات الموجودة فيه « داعية » للآخرين « بغير لسان » .

فالمستفاد من النصوص في المقام ـ بإيجاز ـ هو :

إنّه لا مانع من أن يقوم الشخص بتبليغ تعاليم أهل البيت أو يتصدّىٰ لتدريس بعض علومهم عليهم السلام . . إن كان أهلاً لذلك . .

وأمّا كونه داعياً إلىٰ مذهبهم ، بأن ينصب نفسه كمعرّف لفكرهم وتعاليمهم ، فقد وضعوا له شروطاً وصفات يجب أن تتجسّد فيه ، فإذا توفّرت فيه ووصلت إلىٰ تلك المرحلة ، فلا حاجة إلىٰ « الألسنة » .

*      *     *

__________________

(١) وسائل الشيعة ١ / ٨٦ ح ٢٠٢ .

۳۲

(٥) صلاة الأئمّة ألف ركعة في كلّ يوم وليلة

عقد صاحب الوسائل ـ رحمه الله ـ باباً بعنوان : « باب استحباب صلاة ألف ركعة في كلّ يوم وليلة بل كلّ يوم وكلّ ليلة إن أمكن » ، فروىٰ فيه :

أمير المؤمنين عليه السلام :

عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : « إن استطعت أن تصلّي في كلّ يوم ألف ركعة فصلّ ، إنّ عليّاً عليه السلام كان في آخر عمره يصلّي في كلّ يوم وليلة ألف ركعة .

وعنه عليه السلام : « إن استطعت أن تصلّي في شهر رمضان وغيره في اليوم والليلة ألف ركعة فافعل ، فإنّ عليّاً عليه السلام كان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة » .

الإمام الحسين عليه السلام :

وقيل لعلي بن الحسين عليه السلام : ما أقلّ ولد أبيك ؟

قال : « العجب كيف ولدت له ! كان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة ، فمتىٰ كان يتفرّغ للنساء ؟ » .

الإمام السجّاد عليه السلام :

وعن أبي جعفر عليه السلام : « كان علي بن الحسين يصلّي في اليوم

۳۳

والليلة ألف ركعة كما كان يفعل أمير المؤمنين . . . » .

وعنه عليه السلام : « كان علي بن الحسين عليه السلام يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة ، وكانت الريح تميله بمنزلة السنبلة » .

وعن عبد العزيز بن أبي حازم ، قال : « سمعت أبا حازم يقول : ما رأيت هاشمياً أفضل من علي بن الحسين ، وكان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة حتّىٰ خرج بجبهته آثار سجوده مثل كركرة البعير » .

الإمام الرضا عليه السلام :

عن إسماعيل بن علي ، عن أبيه أخي دعبل بن علي ، عن الرضا عليه السلام ، أنّه خلع علىٰ دعبل قميصاً من خزٍّ وقال له : « احتفظ بهذا القميص ؛ فقد صلّيت فيه ألف ليلة ، كلّ ليلة ألف ركعة ، وختمت فيه القرآن ألف ختمة » .

وعن عبد السلام بن صالح الهروي ، قال : جئت إلىٰ باب الدار التي حبس فيها الرضا عليه السلام بسرخس وقد قيّد ، وٱستأذنت عليه السجّان فقال : لا سبيل لك عليه . قلت : ولم ؟ قال : لأنّه ربما صلّىٰ في يومه وليلته ألف ركعة » .

أقول :

روي عن الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام أنّه قال : « أيّها الناس ! إنّ الله جلّ ذكره ما خلق العباد إلّا ليعرفوه ، فإذا عرفوه عبدوه ، وإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة ما سواه » (١) ؛ فكانت المعرفة شرطاً

__________________

(١) سفينة البحار ٦ / ٢١٨ باب العين « عرف » .

۳۴

للعبادة . .

كما في خبر آخر عن أمير المؤمنين عليه السلام ؛ قال : « المتعبّد علىٰ غير فقهٍ كحمار الطاحونة يدور ولا يبرح » ؛ ولذا فقد فُضّلت عبادة العالم علىٰ عبادة غيره بمراتب كثيرة جدّاً ، كما في الخبر : « ركعتان من عالمٍ خير من سبعين ركعة من جاهل » (١) .

هذا ، وكلّما ازدادت المعرفة بالله ازدادت العبودية له ، فأمير المؤمنين عليه السلام الذي قال : « لو كُشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً » (٢) ، قال الإمام الرضا عليه السلام عنه : « كان عليّ ـ والله ـ عبداً صالحاً أخو رسول الله صلّىٰ الله عليه وآله ، ما نال الكرامة من الله إلّا بطاعته لله ولرسوله » (٣) .

وقد بيّن الإمام الرضا عليه السلام تلك « الكرامة » في كلام له وصف أمير المؤمنين عليه السلام فيه ؛ إذ قال : « عبدٌ اختصّه الله بقدرته ليبيّن بها فضله عنده ، وآثره بكرامته ليوجب بها حجّته علىٰ خلقه ، وليجعل ما آتاه الله من ذلك ثواباً علىٰ طاعته ، وباعثاً علىٰ اتّباع أمره ، ومؤمّناً عباده المكلّفين من غلط مَن نصبه عليهم حجّةً ولهم قدوةً » (٤) .

فهي « كرامة » من الله جُعلت له « ثواباً علىٰ طاعته » ؛ ليكون « باعثاً » للمكلّفين علىٰ « اتّباع أمره » ، ولتتمّ به « حجّته » عليهم .

وهكذا كان أئمّتنا عليهم الصلاة والسلام ، فالعبادة لله عن معرفة منهم حصّلت لهم تلك المنزلة ، وكلّما ازدادوا كرامةً عند الله وقرباً منه ازدادوا

__________________

(١) سفينة البحار ٦ / ١٦ باب العين « عبد » .

(٢) غُرر الحِكم ـ للآمدي ـ ٢ / ١٤٢ .

(٣) بحار الأنوار ٢٥ / ٢٨٧ .

(٤) بحار الأنوار ٢٥ / ٢٧٧ .

۳۵

خشيةً وخضوعاً له ، كما نقول في زيارتنا لهم :

« وأشهد أنّكم الأئمّة الراشدون ، المهديون ، المعصومون ، المكرّمون ، المقرّبون ، المتّقون ، الصادقون ، المطيعون لله ، القوّامون بأمره ، العاملون بإرادته ، الفائزون بكرامته . .

اصطفاكم بعلمه ، وٱختاركم لسرّه ، وٱجتباكم بقدرته ، وأعزّكم بهداه ، وخصّكم ببرهانه ، وٱنتجبكم لنوره ، وأيّدكم بروحه ، ورضيكم خلفاء في أرضه ، وحججاً علىٰ بريّته . .

عصمكم الله من الزلل ، وآمنكم من الفتن ، وطهّركم من الدنس ، وأذهب عنكم الرجس ، وطهّركم تطهيراً .

فعظّمتم جلاله ، وأكبرتم شأنه ، ومجّدتم كرمه ، وأدمتم ذكره ، ووكّدتم ميثاقه ، وأحكمتم عقد طاعته . . . » .

نعم ، هكذا كان أئمّة أهل البيت عليهم السلام ، والشواهد علىٰ ذلك لا تحصىٰ ولا تحصر ، بل إنّه ممّا يعترف به خصومهم وأعداؤهم ، والفضل ما شهدت به الأعداء !

هذا ، وإنّ صلاة أمير المؤمنين والأئمّة الطاهرين عليهم السلام ألف ركعة في اليوم والليلة ـ بما لذلك من دلالات وآثار ، كما أشرنا إلىٰ بعضها في ضوء الأخبار ـ من جملة الأُمور المقتضية للأفضلية ، لأنّ هذه الأعمال والحالات غير مذكورة بتراجم أحدٍ من مشاهير الصحابة سوىٰ أمير المؤمنين عليه السلام ؛ فيكون الأفضل فيما بينهم علىٰ الإطلاق ، وقد تقرّر في محلّه عند جمهور العلماء من الفريقين تعيّن الأفضل للإمامة والخلافة بعد رسول الله صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم .

ومن هنا ذكر ذلك العلّامة الحلّي ـ رحمه الله ـ في مناقب أمير

۳۶

المؤمنين ، وأضاف قائلاً : وكذلك كان عليّ بن الحسين عليه السلام .

ولمّا كان ابن تيمية من القائلين بتعيّن الأفضل للإمامة ، لكنّه من النواصب المعاندين لأمير المؤمنين ، فقد اضطرّ لأن يقول في الجواب : « هذا لا يمكن إلّا علىٰ وجه يكره في الشريعة أو لا يمكن بحالٍ ، فلا يصلح ذكر مثل هذا في المناقب » (١) .

فإن كان الإشكال عدم رجحان هذا العمل ، فاندفاعه واضح جدّاً ؛ لاتّفاق الكلّ علىٰ أنّ الصلاة خير موضوع ، والإكثار منها سُنّة بلا خلاف .

وإن كان الإشكال عدم إمكانه ، فإنّ أدلّ دليل علىٰ إمكان الشيء وقوعه ؛ فأخبار صلاة أئمّتنا عليهم السلام ثابتة عند أصحابنا ، وقد أقرّ علماء العامّة بصلاة الإمام أبي عبد الله سيّد الشهداء عليه السلام (٢) . .

وبصلاة الإمام السجّاد عليه السلام كذلك ؛ فقد روىٰ الذهبي والمزّي وٱبن عساكر وٱبن حجر عن مالك بن أنس ، قال : « بلغني أنّه كان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة إلىٰ أن مات . قال : وكان يسمّىٰ زين العابدين لعبادته » (٣) .

وروىٰ ابن عساكر بعدّة أسانيد عن الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام ، قال : « كان أبي عليّ بن الحسين يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة ، فلمّا حضرته الوفاة بكىٰ . قال : فقلت : يا أبة ! ما يبكيك ؟ فوالله ما رأيت أحداً طلب الله طلبك ، ما أقول هذا إنّك أبي .

__________________

(١) منهاج السُنّة ٢ / ١٧٦ .

(٢) العقد الفريد ٤ / ٣٨٤ ، المختصر في أخبار البشر ١ / ١٩١ ، وغيرهما .

(٣) تذكرة الحفّاظ ١ / ٧٥ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٢٦٩ ، تهذيب الكمال ١٣ / ٢٤١ ، تاريخ دمشق ٤١ / ٣٧٨ .

۳۷

فقال : يا بني ! إنّه إذا كان يوم القيامة لم يبق ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل إلّا كان لله عزّ وجلّ فيه المشيئة ، إن شاء غفر له وإن شاء عذّبه » (١) .

وممّا يجوز لنا الاحتجاج به في الردّ علىٰ كلام ابن تيمية ما ذكره الحفّاظ منهم بتراجم غير واحد من الأعلام بأنّه كان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة ، نذكر منهم :

١ ـ علي بن عبد الله بن العبّاس (٢) .

٢ ـ ميمون بن مهران الرقّي (٣) .

٣ ـ بلال بن سعد الأشعري (٤) .

٤ ـ عامر بن عبد الله الأسدي المدني (٥) .

٥ ـ مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير (٦) .

٦ ـ كهمس بن الحسن (٧) .

٧ ـ أبو عبد الله محمّد بن خفيف الشيرازي (٨) .

__________________

(١) تاريخ دمشق ٤١ / ٣٧٩ .

(٢) الطبقات الكبرىٰ ٥ / ٣١٣ ، الثقات ٥ / ١٦٠ ، تهذيب الكمال ٢٠ / ٣٩٠ ، البداية والنهاية ٨ / ٣٠٦ ، سير أعلام النبلاء ٥ / ٢٥٣ .

(٣) تاريخ دمشق ٦١ / ٣٦٧ ، تهذيب الكمال ٢٩ / ٢٢٦ ، تذكرة الحفاظ ١ / ٩٩ ، سير أعلام النبلاء ٥ / ٧٧ .

(٤) تاريخ دمشق ١٠ / ٤٨٤ ، تهذيب الكمال ٢ / ٢٩٢ ، سير أعلام النبلاء ٥ / ٩٠ ، البداية والنهاية ٩ / ٣٨٠ .

(٥) تاريخ دمشق ٢٦ / ١٧ ، صفة الصفوة ٣ / ٢٠٢ .

(٦) سير أعلام النبلاء ٧ / ٢٩ ، الإصابة ٢ / ٢٧٦ ، صفة الصفوة ٢ / ١٧٦ ، ميزان الاعتدال ٤ / ١١٨ ـ ١١٩ .

(٧) سير أعلام النبلاء ٦ / ٣١٦ ـ ٣١٧ ، حلية الأولياء ٦ / ٢١١ ، صفة الصفوة ٣ / ٣١٤ .

(٨) تاريخ دمشق ٥٢ / ٤١٤ .

۳۸

هذا ، وقد تقدّم عن غير واحد من أعلام العامّة القول بأنّ الإمام أبا عبد الله الحسين الشهيد عليه السلام والإمام السجّاد عليّ بن الحسين عليه السلام ، كانا يصلّيان كلّ يوم وليلة ألف ركعة ، وقد روىٰ الشيخ الحرّ قول أبي حازم بذلك في الإمام السجّاد عن ولده عبد العزيز . .

* أمّا « أبو حازم » فهو : سلمة بن دينار ، من رجال الصحاح الستّة عند أهل السُنّة ، وصفه الذهبي بـ : « الإمام القدوة الواعظ ، شيخ المدينة المنوّرة » ، مات سنة ١٣٣ ، ١٣٥ ، ١٤٠ هـ (١) .

* وأمّا ابنه « عبد العزيز » : فمن رجالها كذلك ؛ قال ابن حجر : « صدوق فقيه » (٢) .

وروىٰ الشيخ الحرّ ـ رحمه الله ـ خبر صلاة الإمام الرضا عليه السلام ألف ركعة في كلّ يوم وليلة عن الإمام نفسه في قصّة القميص الذي أعطاه دعبل الخزاعي ـ رحمه الله ـ وقد جاء الخبر في ذلك في غير واحد من مصادرنا ، ولعلّ من أقدمها رواية الشيخ الصدوق ـ رحمه الله ومجمل ذلك هو (٣) :

قصّة القميص :

دخل دعبل علىٰ الإمام الرضا عليه السلام فقال له : يا بن رسول الله ! إنّي قد قلت فيكم قصيدةً وآليت علىٰ نفسي أن لا أنشدها أحداً قبلك .

فقال له الإمام عليه السلام : هاتها يا دعبل .

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ٦ / ٩٦ .

(٢) تقريب التهذيب ١ / ٥٠٨ .

(٣) انظر تفصيل القصّة في : عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ / ٢٦٣ ، إكمال الدين وتمام النعمة : ٣٧٣ .

۳۹

فأنشده . . . إلى أن قال :

أرىٰ فيئهم في غيرهم متقسّماً

وأيديهم من فيئهم صفراتِ

فجعل الإمام يردّد هذا البيت ويبكي ويقول : صدقت يا دعبل .

فقال :

إذا وتروا مدّوا إلىٰ واتريهم

أكفّاً عن الأوتار منقبضاتِ

فجعل الإمام يقلّب كفّيه ويقول : أجل إنّها ـ والله ـ منقبضات .

فقال :

قبور بكوفان وأُخرىٰ بطيبةٍ

وأُخرىٰ بفخٍّ نالها صلواتي

وقبر ببغداد لنفسٍ زكيّةٍ

تضمّنها الرحمٰن في الغرفاتِ

فقال له الإمام عليه السلام : أفلا أُلحق لك بهذا الموضع بيتين بهما تمام قصيدتك ؟ » .

قال دعبل : بلىٰ يا بن رسول الله .

فقال الإمام :

وقبر بطوسٍ يا لها من مصيبةٍ

ألحّت علىٰ الأحشاء بالزفراتِ

إلىٰ الحشر حتّىٰ يبعث الله قائماً

يفرّج عنّا الغمّ والكرباتِ

فقال دعبل : لا أعلم قبراً بطوس ، لمَن هذا القبر ؟

۴۰

قال عليه السلام : ذاك قبري ، ولا تمضي الأيّام والليالي حتّىٰ يصير مختلف شيعتي ، فمَن زارني في غربتي كان معي في درجتي يوم القيامة .

ولمّا فرغ دعبل من إنشاد قصيدته أعطاه الإمام عليه السلام صرّةً وجبّة خزّ ، وٱنصرف دعبل .

فلمّا كان في الطريق اعترض اللصوص القافلة وأخذوا كلّ ما كان معهم ، وجلسوا ناحيةً يقتسمون ما سلبوه ، فتمثّل أحدهم بقول دعبل : أرىٰ فيئهم . . . فقال له دعبل : لمَن هذا البيت ؟ قال : لرجل من خزاعة يدعىٰ : دعبل بن علي . فقال : أنا دعبل . فردّوا علىٰ القافلة جميع ما أخذوه .

ثمّ إنّ دعبل وصل إلىٰ قم ، فأنشد أهاليها القصيدة وأخبرهم بما أعطاه الإمام عليه السلام ، فسألوه أن يبيعهم الجبّة فأبىٰ ، فلحقه جماعة منهم وأخذوا منه الجبّة ودفعوا إليه ألف دينار بدلاً عنها ، فطلب منهم قطعةً منها ليضعها في كفنه فأعطوه .

وفي هذه القصّة فوائد :

أوّلاً : ذكر طرف من عبادات الإمام الرضا عليه السلام .

وثانياً : علم الإمام بالمغيّبات ؛ ففي القصّة علىٰ ذلك دلالات .

وثالثاً : مسألة التبرّك بالنبيّ صلّى الله عليه وآله والأئمّة عليهم السلام وعقيدة المسلمين بمختلف الفرق منذ صدر الإسلام ، ولعلّنا نشرح هذا الموضوع في الموضع المناسب إن شاء الله تعالىٰ .

۴۱

ورابعاً : التأمّل والتدقيق في ألفاظ ومضامين النصوص الواردة قد يوصل إلىٰ معانٍ أكثر عمقاً ؛ فالنصّ المذكور يصف الّذين استولوا علىٰ القافلة بـ : « اللصوص » ، ويذكر أنّ : رئيسهم كان يصلّي ، وقد حلّ كتاف دعبل وجميع أهل القافلة ، وردّ ما أُخذ منهم إليهم ؛ لكرامة دعبل ، وهذه قرائن يمكن أن نستظهر منها أنّ هؤلاء لم يكونوا لصوصاً همّهم السلب والنهب فقط ، بل هم من المضطهدين الثائرين علىٰ ظلم الخليفة ، وأنّ استيلاءهم علىٰ القافلة هو بعض أعمالهم في محاربة الخليفة وتضعيف سلطانه في البلاد .

وجاء خبر صلاة الإمام الرضا عليه السلام عن أبي الصلت الهروي أيضاً في رواية أُخرىٰ . .

* أمّا أبو الصلت الهروي ـ وهو عبد السلام بن صالح ـ : فمن علماء الحديث والكلام ، خَدَمَ الإمام الرضا وروىٰ عن كبار العلماء ورووا عنه .

وقد ذُكر في كتب الحديث والرجال ، لا سيّما بمناسبة روايته حديث « مدينة العلم » ، وهو : عن أبي معاوية الضرير ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عبّاس ، قال : قال رسول الله صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم : « أنا مدينة العلم وعليّ بابها » .

هذا الحديث الصحيح الدالّ علىٰ أفضلية أمير المؤمنين عليه السلام من سائر الصحابة أجمعين ، فحاول بعض النواصب الطعن فيه بالقدح في أبي الصلت ، لكنّ جماعةً من أعاظم أهل السُنّة انبروا لإثبات صحّة الحديث وللدفاع عن وثاقة أبي الصلت . وإنْ شئت التفصيل فارجع إلىٰ الجزء الحادي عشر من كتابنا الكبير نفحات الأزهار .

* وتبقىٰ قضيّة سجن الإمام الرضا عليه السلام في سرخس ، وهي

۴۲

مدينة بين « نيسابور » و « مرو » ؛ يقول الراوي : «لمّا قدم عليّ بن موسىٰ الرضا عليه السلام نيسابور أيّام المأمون ، قمت في حوائجه والتصرّف في أمره ما دام بها ، فلمّا خرج إلىٰ مرو شيّعته إلىٰ سرخس ، فلمّا خرج من سرخس أردت أن أشيّعه إلىٰ مرو ، فلمّا سار مرحلةً أخرج رأسه من العماريّة وقال لي : يا عبد الله ! انصرف راشداً فقد قمت بالواجب وليس للتشييع غاية . . . » (١) .

ومن هذا الخبر يظهر أنّ الإمام عليه السلام لم يتوقّف في « سرخس » ، بل توجّه إلىٰ مرو مباشرةً ؛ قال المسعودي : « وصل إلىٰ المأمون أبو الحسن علي بن موسىٰ الرضا وهو بمدينة مرو ، فأنزله المأمون أحسن إنزال » (٢) .

ثمّ إنّه في سنة ٢٠١ جعل المأمون الإمام عليه السلام وليّ عهده ، بإشارةٍ من الفضل بن سهل الذي كان وزيره ومدبّر أُموره ، فلمّا بلغ خبره العبّاسيّين ببغداد ساءهم ذلك ، فأخرجوا إبراهيم بن المهدي وبايعوه بالخلافة ، والفضل يخفي الأخبار عن المأمون ، حتّىٰ بلغه الخبر ، فغضب علىٰ الفضل وندم من ولاية عهد الإمام عليه السلام ، فعزم علىٰ المسير إلىٰ بغداد ومعه الإمام الرضا والفضل بن سهل .

روي عن الحسن بن عباد ـ وكان كاتب الرضا عليه السلام ـ قال : دخلت عليه وقد عزم المأمون بالمسير إلىٰ بغداد ، فقال الرضا : يا بن عباد ! ما ندخل العراق ولا نراها . قال : فبكيت وقلت : آيستني أن آتي أهلي وولدي . فقال : أمّا أنت فستدخلها ، وإنّما عنيت نفسـي (٣) .

__________________

(١) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ١ / ١٤٧ ـ ١٤٨ ، وكذلك في معجم البلدان ٣ / ٢٠٨ .

(٢) مروج الذهب ٤ / ٢٨ حوادث السنة ٢٠٠ ؛ وٱنظر : بحار الأنوار ٤٩ / ١٤٢ ـ ١٤٣ .

(٣) الأنوار البهيّة ـ للشيخ عبّاس القمّي ـ : ٢٣٣ ـ ٢٣٤ .

۴۳

أمّا الفضل ، فقد احتال المأمون عليه حتّىٰ قتله في حمّامٍ بسرخس ، وهناك سجن الإمام عليه السلام في دارٍ كما في الرواية عن أبي الصلت .

وأمّا الإمام عليه السلام ، فقد احتال عليه حتّىٰ سمّه ؛ قال ياسر الخادم : لمّا كان بيننا وبين طوس سبعة منازل اعتلّ أبو الحسن عليه السلام ، فدخلنا طوس وٱشتدّت به العلّة ، فبقينا بطوسٍ أيّاماً (١) ، فلمّا قضىٰ نحبه أمر المأمون بدفنه بسناباد من طوس بجنب قبر هارون ، وذلك في سنة ٢٠٣ (٢) .

وينبغي الإشارة هنا إلىٰ نقاط :

١ ـ ذكر الخطيب البغدادي ، وعنه ابن عساكر : أنّ الإمام عليه السلام مات بسرخس (٣) ، وهو غلط فاحش ، إلّا أنّ صدوره من مثلهما ليس بغريب .

٢ ـ قد ذكرت المصادر أنّ المباشر لقتل الفضل غيلةً في الحمام بسرخس هو خال المأمون وٱسمه : غالب ، وأضافت عدّة منها أنّه قد تعاون معه في ذلك أربعة من مماليك المأمون ـ وفي بعضها : من خواصّه ـ لكنّه جعل لمن جاء بهم عشرة آلاف دينار ، فقالوا له : أنت أمرتنا بقتله . فأنكر وضرب أعناقهم (٤) !

٣ ـ قد تكلّم بعض العلماء في أخبار أنّ المأمون قد سمّ الإمام عليه

__________________

(١) الأنوار البهيّة : ٢٣٣ ـ ٢٣٤ .

(٢) بحار الأنوار ٤٩ / ١٤٢ ـ ١٤٣ .

(٣) تاريخ بغداد ١٠ / ١٨٢ ، تاريخ دمشق ٣٣ / ٢٨١ ـ ٢٨٢ .

(٤) سير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٨٤ وٱنظر الهامش ، المنتظم في تاريخ الملوك والأُمم ١٠ / ١١٢ .

۴۴

السلام ، مستدلّين بأنّه قد توجّع له وأظهر الحزن عليه ، لكنّه استدلالٌ عجيبٌ ؛ فقد رأينا المأمون يجعل عشرة آلاف دينار لمن جاء بقتلة الفضل ثمّ يضرب أعناقهم وقد أمر هو بقتله ! !

وأيضاً ، فقد أظهر حزناً شديداً لمصرع الفضل وعزّى والدته وقال : إنّ الله أخلفني عليك بدل ابنك .

فبكت وقالت : كيف لا أحزن علىٰ ولدٍ أكسبني ولداً مثلك (١) ؟

وبعد . .

فإنّ خبر سجن الإمام عليه السلام في سرخس يحتاج إلىٰ دراسة أكثر !

*      *     *

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ١٠ / ٩٩ ـ ١٠٠ .

۴۵

(٦) امتحنوا شيعتنا بثلاث

عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام ، قال :

« امتحنوا شيعتنا عند ثلاث : عند مواقيت الصلاة ؛ كيف محافظتهم عليها ؟ وعند أسرارهم ؛ كيف حفظهم لها عند عدوّنا ؟ وعند أموالهم ؛ كيف مواساتهم لإخوانهم فيها ؟ » (١) .

بيان :

إنّه ليس كلّ مَن يدّعي شيئاً تُسمع دعواه ، ويُقبل منه ما يقول . .

ومَن ادّعىٰ التشيّع لأهل البيت عليهم السلام تُقبل منه الدعوىٰ كيفما كان ؟ !

من الناس مَن يدّعي « الحبّ » لأهل البيت ، ومنهم مَن يدّعي « التشيّع » لهم ، لكنّ الحبّ صفة نفسانية وحالة باطنية تبرزها الإطاعة للمحبوب « فإنّ المحبّ لمَن يحبّ مطيع » ، أمّا « التشيّع » فمفهومٌ لا يتحقّق إلّا بالطاعة .

والحبّ من المفاهيم المشكّكة ، فهو يقبل القلّة والكثرة ، والشدّة والضعف ، لكنّ « التشيّع » لا يصدق إلّا بالاتّباع المطلق ؛ فمَن تابع أهل البيت عليهم السلام في بعض الأُمور ولم يتابعهم في البعض الآخر ـ فضلاً

__________________

(١) وسائل الشيعة ٤ / ١١٢ ح ٤٦٥٠ .

۴۶

عن أنْ يخالفهم ـ فليس بشيعةٍ لهم . .

ولذا جاء عن الإمام عليه السلام : « والله ما أنا بإمامٍ إلّا لمَن أطاعني ، فأمّا مَن عصاني فلست له بإمام .

لِمَ يتعلّقون باسمي ؟ !

ألا يكفّون اسمي من أفواههم ؟ ! » .

أي : فالّذين يدّعون التشيّع ويقولون نحن جعفريّة ولا يطيعون عليهم أنْ يكفّوا اسم الإمام من أفواههم ، إنّه يقول : « فوالله لا يجمعني الله وإيّاهم في دار » (١) .

وقد أمر الإمام عليه السلام بامتحان من يدّعي التشيّع لهم بثلاثة أُمور كلّ منها يشير إلىٰ بعد من الأبعاد الأساسيّة في الحياة الفردية والاجتماعية :

١ ـ البعد العبادي :

فالصلاة ـ في البعد العبادي في مدرسة أهل البيت عليهم السلام ـ : « عمود الدين ، مثلها كمثل عمود الفسطاط ، إذا ثبت العمود ثبتت الأوتاد والأطناب ، وإذا مال العمود وٱنكسر لم يثبت وتد ولا طنب » (٢) .

ويقول عليه السلام : « أحبّ الأعمال إلىٰ الله عزّ وجلّ : الصلاة » (٣) .

ويقول : « أوّل ما يحاسب به العبد : الصلاة ، فإنْ قُبلت قُبل سائر أعماله ، وإذا رُدّت رُدّ عليه سائر عمله » (٤) .

__________________

(١) وسائل الشيعة ١٦ / ٢٣٨ ح ٢١٤٥٣ .

(٢) وسائل الشيعة ٤ / ٢٧ ح ٤٤٢٤ .

(٣) وسائل الشيعة ٤ / ٣٨ ح ٤٤٥٤ .

(٤) وسائل الشيعة ٤ / ٣٤ ح ٤٤٤٢ .

۴۷

وقال رسول الله صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم : « لا يزال الشيطان ذعراً من المؤمن ما حافظ علىٰ الصلوات الخمس لوقتهنّ ، فإذا ضيّعهنّ تجرّأ عليه فأدخله العظائم » (١) .

بل قال صلّىٰ الله عليه وآله : « ما بين الكفر والإيمان إلّا ترك الصلاة » (٢) .

ولعلّه لهذا السبب قدّم الإمام عليه السلام الصلاة في الذكر علىٰ غيرها في روايتنا .

٢ ـ البعد الاجتماعي :

الظاهر ـ بقرينة قوله عليه السلام : « عند عدوّنا » ـ أنّ المراد هو : الأسرار المتعلّقة بالمذهب لا الأسرار الشخصيّة في الشؤون الفردية ، وإنْ لم يبعد إرادتها كذلك . .

لقد لاقىٰ أهل البيت عليهم السلام منذ اليوم الأوّل أنواع الظلم والأذىٰ من الحكّام الظالمين ، فإنّهم لم يألوا جهداً مدّة ملكهم في القضاء علىٰ الأئمّة وذرّية رسول الله صلّىٰ الله عليه وآله وسلّم ، فكانوا بين قتيل وأسير وهارب وخائف ، فلا تجد في بلاد الإسلام بلدةً إلّا وفيها قبرٌ لأحدهم تشارك في قتله الأُمويّون والعبّاسيّون ، أو مات شريداً بعيداً عن أهله ووطنه . .

ثمّ بذل أعوان الظلمة غاية جهدهم معهم في إخمال ذكر أهل البيت وإطفاء نورهم ، وحملوا الناس علىٰ شتمهم وسبّهم ولعنهم علىٰ المنابر ،

__________________

(١) وسائل الشيعة ٤ / ١١٢ ح ٤٦٤٨ .

(٢) وسائل الشيعة ٤ / ٤٢ ح ٤٤٦٨ .

۴۸

وإخفاء فضائلهم وستر مناقبهم .

وما لاقىٰ أهل البيت من الأعداء لوناً من الشدائد والمحن إلّا لاقاه أتباعهم ، وما قاسوا نوعاً من الظلم إلّا قاساه أشياعهم ؛ فلماذا داسوا بطن عمّار ، ونفوا أبا ذرّ ، وقتلوا حِجراً وعمرو بن الحمق . . وجرىٰ ما جرىٰ علىٰ الكميل ورشيد الهجري وميثم التمّار . . واتّصل البلاء ولا يزال إلىٰ يومنا هذا ؟ !

أمّا محو أسماء الشيعة من الديوان ، وحرمانهم من العطاء ، وردّ شهاداتهم في المحاكم . . . فهذا أقلّ ما وقع عليهم ، حتّىٰ إذا احتاج إلىٰ أكلةٍ أو شربةٍ باع ثوبه ، وإلّا عاش بحسرةٍ أو مات فقراً . .

ثمّ ما اكتفوا بذلك ، فأحدثوا المذاهب والأقوال في مقابل الدين ومذهب أهل بيت سيّد المرسلين ، ووضعوا المدارس ونصبوا فيها المدرّسين وحملوا الناس علىٰ الانتماء إليها ، حتّىٰ نشأ أبناؤهم عليها وكادوا لا يعرفون غيرها . .

في مثل هذه الظروف ، التي لا يجرأ أحد علىٰ ذكر حديث عن أمير المؤمنين وأبنائه الطاهرين ، بل لا يمكنه أن يتفوّه باسمه ، حتّىٰ جاء في رواية عن أبي عبد الله عليه السلام : « إيّاكم وذكر عليّ وفاطمة ؛ فإنّ الناس ليس شيء أبغض إليهم من ذكر عليّ وفاطمة » (١) ، كان من الطبيعي أن يأمر الأئمّة عليهم السلام بـ « الكتمان » و « التقيّة » ، وينهوا عن « الإذاعة » .

ولعلّ الفرصة تسنح لنا أن نتكلّم عن ذلك ببعض التفصيل في موضع آخر إن شاء الله تعالىٰ .

__________________

(١) وسائل الشيعة ١٦ / ٢٣٨ ح ٢١٤٥٤ .

۴۹

٣ ـ البعد الاقتصادي :

يقول عليه السلام : « وعند أموالهم ؛ كيف مواساتهم لإخوانهم فيها ؟ » .

وفي رواية أُخرىٰ : « اختبروا إخوانكم بخصلتين ، فإن كانت فيهم وإلّا فاعزب ثمّ اعزب ثمّ اعزب : المحافظة علىٰ الصلوات في مواقيتها ، والبرّ بالإخوان في العسر واليسر » (١) .

و « البرّ » في « العسر واليسر » هو : « المواساة » .

وقد ورد عن أبي جعفر عليه السلام وقد قيل له : إنّ الشيعة عندنا كثير . فقال : « فهل يعطف الغني علىٰ الفقير ؟ وهل يتجاوز المحسن عن المسيء ؟ ويتواسون ؟ فقلت : لا . فقال : ليس هؤلاء شيعة ، الشيعة مَن يفعل هذا » (٢) .

فهو في هذا الخبر ينفي أن يكون غير المواسي لأخيه الشيعي شيعيّاً .

وفي الخبر السابق يقول في مَن ليست فيه هذه الخصلة : « فاعزب ثمّ اعزب ثمّ اعزب » ، أي : ابتعد عنه ، قالها ثلاث مرّات لا مرّة واحدة ، وهي عبارة أُخرىٰ عن أنّه ليس من الشيعة ؛ لأنّ الأئمّة طالما يأمرون شيعتهم بالتواصل والتقارب فيما بينهم . . .

للموضوع صلة . . .

__________________

(١) وسائل الشيعة ١٢ / ١٤٨ ح ١٥٩٠٣ .

(٢) الكافي ٢ / ١٧٣ .

۵۰

مكانة « العقل » في التشريع

السيّد عليّ الهاشمي

بسم الله الرحمٰن الرحيم

اتّفق علماء المسلمين علىٰ حرمة ممارسة الإنسان للتشريع في قبال الأحكام الشرعية الثابتة بالكتاب والسُنّة ؛ إذ أجمعوا ـ ولو نظريّاً ـ علىٰ أنّه لا اجتهاد في مقابل النصّ ، إلّا أنّهم اختلفوا بعد ذلك في تحديد موقع العقل في الشريعة علىٰ ثلاثة أقوال :

الأوّل : جواز رجوع الفقيه إلىٰ العقل بوصفه مصدراً مستقلّاً للتشريع في طولِ الكتاب والسُنّة ، لمعرفة أحكام الموضوعات التي لم يرد نصّ من الشارع لبيان حكمها الشرعي .

الثاني : جواز اتّخاذ العقل طريقاً كاشفاً عن الأحكام الشرعية التي لا نجد دليلا عليها من الآيات والروايات .

الثالث : حصر وظيفة العقل باستنباط الأحكام الشرعية من أدلّتها المتمثّلة في الكتاب والسُنّة .

وسوف نتعرّض في ما يلي لكلّ من هذه الأقوال بالبحث والنقد ، ونحاول أن نتعرَّف أيّها الحقيق بالاتّباع . .

۵۱

أمّا القول الأوّل :

فهو يمثّل اتّجاهاً لدىٰ بعض فقهاء أهل السُنّة ، يفسح المجال لتدخّل العقل في التشريع ، بذريعة عدم بيان الشريعة لأحكام جميع الموضوعات ، وهذا الاتّجاه هو المعروف بـ : « اجتهاد الرأي » ، في قبال التعبّد بالنصوص وعدم الانسياق وراءَ الرأي والتقدير الشخصي في مجال تحديد الأحكام ، الذي كان عليه أئمة أهل البيت عليهم‌السلام والسائرون علىٰ هداهم . .

قال ابن حزم : « فكان ممّا حدث بعده صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أربعة أشياء غلط فيها القوم فتديّنوا بها ، ووفّق الله تعالىٰ آخرين لإسقاط القولِ بها ، ويسّرهم للثبات علىٰ ما بيّنه تعالىٰ في كتابه وعلىٰ لسانِ رسوله ، وتلك الأشياء التي حدثت هي : الرأي والقياس والاستحسان والتعليل والتقليد .

فكان حدوث الرأي في القرن الأوّل . . . وحقيقة معنىٰ لفظ الرأي الذي اختلفنا فيه هو : الحكم في الدين بغير نصّ ، ولكن بما رآه المفتي أحوط وأعدل في التحريم والتحليل أو الإيجاب .

ومَن وقف علىٰ هذا الحدّ وعرف معنىٰ الرأي ، اكتفىٰ في إيجاب المنع منه بغير برهان ؛ إذ هو قول بلا برهان » (١) .

ويمكن إبطال هذا القول بالأدلّة التالية :

الدليل الأوّل :

ما دلّ من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة علىٰ انحصار حقّ

__________________

(١) الصادع في الردّ علىٰ من قال بالقياس والرأي والاستحسان والتعليل ، مجلّة دراسات أُصولية ـ قم ، العدد المزدوج ( ٤ ـ ٥ ) ، ص ٢٣٧ ـ ٢٣٨ .

۵۲

التشريع بالله عزّ وجلّ ، وعلىٰ حرمة تدخّل الإنسان في مجال التشريع ، ومن ذلك :

١ ـ قوله تعالىٰ : ( وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ) (١) .

ومن الواضح : أنّ ما أنزله الله سبحانه علىٰ نبيّه الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم منحصر بالكتاب والسُنّة ، فالآية صريحة في الدلالة علىٰ انحصار التشريع بهما ، وفي إلحاقِ من يلجأ إلىٰ استمداد الأحكام من غيرهما بالكافرين .

فإن قيل :

إنّ هذه الآية توجب الحكم بما أنزل الله تعالىٰ ، ولكنّها لم تنهَ عن الأخذ بحكم العقل في ما لم ينزل به من الله حكم .

فالجواب :

إنّ هذا يرد علىٰ فرض وجود وقائع لم ينزل بها حكم شرعي ، وهو ليس صحيحاً قطعاً ؛ لِما هو ثابت بالعديد من أدلّة الكتاب والسُنّة ـ التي سنعرض لها عمّا قريب ـ من أنّ أحكام الشريعة شاملة لكلِّ الوقائع ، وأنّه ما من واقعة إلّا ولله فيها حكم ، والروايات المفسِّرة لهذه الآية (٢) تدلّ علىٰ أنّ المراد : أنّ الأحكام جميعها قد بُلّغت ، وأنّ المخالف لِما بُلّغ ونَزل في القرآن أو سُنّة النبيّ والأئمّة المعصومين عليهم‌السلام حاكم بغير ما أنزل الله تعالىٰ .

__________________

(١) سورة المائدة ٥ : ٤٤ .

(٢) سنورد بعضها ضمن عنوان : الدليل الثالث ، من هذا البحث .

۵۳

٢ ـ قوله تعالىٰ عن النبيّ الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ) (١) .

وهو يؤكّد أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مع كونه أكمل الخلق وأكرمهم علىٰ الله سبحانه ، ليس مخوّلاً بإصدار الأحكام استناداً إلىٰ عقله ورأيه الشخصي ، وإنّما هو مقيّد بتبليغ ما يتلقّاه من ربّه عن طريق الوحي ، فغيره ممّن لا يبلغ شأوه من الناس أَوْلىٰ بأن يمنع من اتّخاذ رأيه وعقله مصدراً للتشريع .

هذا وقد روي عن الإمام الصادق عليه‌السلام قوله لهشام بن الحكم : « إنّ لله علىٰ الناسِ حجّتين : حجّة ظاهرة وحجّة باطنة ، فأمّا الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمّة عليهم‌السلام ، وأمّا الباطنة فالعقول » (٢) .

ولا ينبغي أن يتوهّم من هذا الحديث أنّ العقل يقع في مرتبة النبيّ والإمام من حيث خصوصيّة كونهما مصدراً للتشريع ؛ فإنّ هذه الخصوصيّة قد نُفيت عن العقل بالأدلّة التي نسوق بعضها فعلاً في هذا البحث ، وأُثبتت للحجّة الظاهرة فقط .

قال تعالىٰ : ( أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ) (٣) ، وقال تعالىٰ : ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ) (٤) ، فأعطىٰ بذلك حقّ الطاعة والتشريع للنبيّ والإمام ، وهما الحجّة الظاهرة ، وميّزهما بذلك عن الحجّة الباطنة ، أي : العقل .

فلا بُدّ من حمل مراد الشارع بالحديث المذكور علىٰ الجانب

__________________

(١) سورة النجم ٥٣ : ٣ و ٤ .

(٢) الكافي ١ / ١٦ ح ١٢ كتاب العقل والجهل .

(٣) سورة النساء ٤ : ٥٩ .

(٤) سورة الحشر ٥٩ : ٧ .

۵۴

العقائدي خاصّة دون التشريعي ، وأنّ الحجّة الباطنة تهدي الإنسان إلىٰ معرفة ربّه ، وإلىٰ إدراك أنّه ليس بوسعه أن يعرف ما يرضي الله وما يسخطه ، بل لا بُدّ له من طلب الرسل ليتعرّف منهم دين الله تعالىٰ ، ويصوغ سلوكه الفردي والاجتماعي في إطار أحكام الدين ، وسيأتي قريباً ما أقرّه الإمام الصادق عليه‌السلام من « أنّ مَن عَرفَ أنّ له ربّاً ، فينبغي أن يعرف أنّ لذلك الربّ رضاً وسخطاً ، وأنّه لا يعرف رضاه أو سخطه إلّا برسول ، فمَن لم يأته الوحي ، فقد ينبغي له أن يطلب الرسل ، فإذا لقيهم عرف أنّهم الحجّة ، وأنّ لهم الطاعة المفترضة » (١) .

٣ ـ الروايات المتضافرة في مصادر الفريقين التي تنهىٰ عن ( الابتداع ) في الدين ، وهو : إدخال ما ليس من الدين فيه .

فكلّ حكم لم يرد فيه نصّ من الشارع ، لا يجوز لأيّ أحد من الناس أن يضيفه إلىٰ الشريعة وأن يلزم به المسلمين ؛ لأنّه لو كان مراداً للشارع المقدّس لجاء به نصٌّ من الكتاب أو السُنّة .

وقد كثرت الروايات التي تذمّ الابتداع وتحذّر منه وتتوعّد عليه ؛ نظراً لِما ينتج عنه من اختلاط التشريع الإلٰهي بالأحكام الوضعية التي ما أنزل الله بها من سلطان .

ومن هذه الروايات :

١ ـ قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من أَحدَثَ في أمرنا هذا ما ليس منه ، فهو ردّ » (٢) .

__________________

(١) الكافي ١ / ١٦٨ ـ ١٦٩ ح ٢ كتاب الحجّة .

(٢) كنز العمّال ١ / ٢١٩ ح ١١٠١ .

۵۵

٢ ـ قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « اتّبعوا ولا تبتدعوا ؛ فقد كفيتم » (١) .

٣ ـ قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ألا وكلّ بدعة ضلالة ، ألا وكلّ ضلالة في النار » (٢) .

٤ ـ قول أمير المؤمنين عليه‌السلام : « ما أُحدثت بدعة إلّا ترك بها سُنّة ، فاتّقوا البِدع ، وٱلزموا المَهْيَع » (٣) .

٥ ـ قوله عليه‌السلام أيضاً : « إنّما بدءُ الفتن أهواء تُتَّبَع ، وأحكام تُبتدع ، يخالَف فيها كتاب الله ، يُقلّد فيها رجالٌ رجالاً علىٰ غير دين الله » (٤) .

الدليل الثاني :

ما دلَّ من الأحاديث علىٰ أنّ الإنسان ليس مكلّفاً بالتشريع ؛ لأنّه لا يمتلك القدرة علىٰ معرفة ما يرضي الله تعالىٰ وما يسخطه ، وليس لديه إحاطة بالملاكات الواقعية التي يقوم عليها التشريع وتبتني عليها الأحكام الإلٰهيّة ، ومن هذه الأحاديث :

١ ـ قول الإمام الصادق عليه‌السلام : « ليس لله علىٰ خلقه أن يعرفوا ، وللخلقِ علىٰ الله أن يعرّفهم ، ولله علىٰ الخلقِ إذا عرّفهم أن يقبلوا » (٥) .

٢ ـ عن الإمام الصادق عليه‌السلام في حديث طويل أنّه قال : « بالعقل عرف العباد خالقهم وأنّهم مخلوقون ، وأنّه المدبِّرُ لهم وأنّهم المدبَّرون ، وأنّه

__________________

(١) كنز العمّال ١ / ٢٢١ ح ١١١٢ .

(٢) الكافي ١ / ٥٧ ح ٢٢ .

(٣) نهج البلاغة : الخطبة ١٤٥ . .

والمَهْيَع : الطريق الواسع المنبسط ، كنايةً عن سعة الشريعة ووفائها بجميع الأحكام بنحوٍ لا يترك مسوّغاً للابتداع .

(٤) نهج البلاغة : الخطبة ٥٠ .

(٥) الكافي ١ / ١٦٤ ح ١ .

۵۶

الباقي وهم الفانون . . .

قيل له : فهل يكتفي العباد بالعقل دون غيره ؟

قال : إنّ العاقل لدلالة عقله الذي جعله الله قوامه وزينته وهدايته ، علم أنّ الله هو الحقّ ، وأنّه هو ربّه ، وعلم أنّ لخالقه محبّة ، وأنّ له كراهة ، وأنّ له طاعة ، وأنّ له معصية ، فلم يجد عقلَه يدلُّه علىٰ ذلك » (١) .

أي : لم يجد عقله يدلّه علىٰ ما يحبّه الله ولا علىٰ ما يكرهه ، حتّىٰ يعرف العصيان من الطاعة .

٣ ـ « عن منصور بن حازم ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : . . . إنّ مَن عَرَفَ أنّ له ربّاً ، فينبغي أن يعرف أنّ لذلك الربِّ رضاً وسخطاً ، وأنّه لا يعرف رضاه أو سخطه إلّا بوحي أو رسول ، فمَن لم يأته الوحي ، فقد ينبغي له أن يطلب الرسل ، فإذا لقيهم عرف أنّهم الحجّة ، وأنّ لهم الطاعة المفترضة . . . فقال عليه‌السلام : رحمك الله » (٢) .

الدليل الثالث :

ما دلَّ من الآيات والروايات علىٰ إكمال الدين ووفاء النصوص الشرعية ببيان أحكام جميع الموضوعات ، وأنّه ما مِن واقعة إلّا وللهِ فيها حكم ، ومنها :

١ ـ قوله تعالىٰ : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) (٣) .

__________________

(١) الكافي ١ / ٢٩ كتاب العقل والجهل .

(٢) الكافي ١ / ١٦٨ ـ ١٦٩ ح ٢ كتاب الحجّة .

(٣) سورة المائدة ٥ : ٣ .

۵۷

٢ ـ قوله تعالىٰ : ( مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ) (١) .

٣ ـ قوله تعالىٰ : ( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ ) (٢) .

٤ ـ قول الإمام الصادق عليه‌السلام : « ما مِن شيء إلّا وفيه كتاب أو سُنّة » (٣) .

٥ ـ قول الإمام الباقر عليه‌السلام : « إنّ الله تبارك وتعالىٰ لم يدع شيئاً تحتاج إليه الأُمّة إلّا أنزله في كتابه وبيّنه لرسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وجعل لكلِّ شيء حدّاً ، وجعل عليه دليلاً يدلّ عليه ، وجعل علىٰ مَن تعدّىٰ ذلك الحدِّ حدّاً » (٤) .

٦ ـ ما ورد عن سماعة ، أنّه سأل الإمام عليّ بن موسىٰ الرضا عليه‌السلام : « أكلّ شيء في كتاب الله وسُنّة نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أو تقولون فيه ؟

فقال : بل كلّ شيء في كتاب الله وسُنّة نبيّه » (٥) .

٧ ـ « عن الإمام الرضا عليه‌السلام : فمَن زعمَ أنّ الله عزّ وجلّ لم يكمل دينه ، فقد ردَّ كتاب الله ، ومَن ردَّ كتاب الله فهو كافر » (٦) .

٨ ـ عن الإمام الصادق عليه‌السلام وهو يتحدّث عن شمول الشريعة : « فيها كلّ حلال وحرام ، وكلّ شيءٍ يحتاج إليه الناس ، حتّىٰ الأرش في الخدش » (٧) .

__________________

(١) سورة الأنعام ٦ : ٣٨ .

(٢) سورة النحل ١٦ : ٨٩ .

(٣) الكافي ١ / ٥٩ ح ٤ .

(٤) الكافي ١ / ٥٩ ح ٢ .

(٥) الكافي ١ / ٦٢ ح ١٠ .

(٦) معاني الأخبار : ٩٦ .

(٧) بصائر الدرجات : ١٩٨ ، باب ١٢ في الأئمّة أنّ عندهم الصحيفة الجامعة ح ٤ ، الكافي ١ / ٣٣٩ كتاب الحجّة ، باب فيه ذكر الصحيفة ح ١ .

۵۸

ويتحصّل ممّا تقدّم :

أوّلا : إنّ النصوص الواردة في الدليل الأوّل ، تدلّ علىٰ حرمة اتّخاذ العقل مصدراً مستقلّاً للتشريع .

ثانياً : إنّ نصوص الدليل الثاني توضّح علّة هذا التحريم ، وأنّها عدم قدرة العقل علىٰ إدراك ملاكات الأحكام من المصالح والمفاسد ، بل إنّ تكليف الإنسان بمعرفة الأحكام غير معقول ؛ لأنّه تكليف بغير المقدور .

ثالثاً : إنّ نصوص الدليل الثالث تثبت عدم الحاجة أصلاً إلىٰ العقل بوصفه مصدراً مستقلّاً للأحكام في طولِ الكتاب والسُنّة ؛ لأنّها تنصّ علىٰ وفاء الشريعة بأحكام جميع الوقائع ، وتنقض الأساس الذي استند إليه أصحاب القول الأوّل ، من عدمِ توفّر البيان الشرعي لأحكام بعض الوقائع .

وقد كان أصحاب القول بالرأي علىٰ وعي بأنّ الذهنية الإسلامية لا تستسيغ تدخّل الإنسان في التشريع ، ولا ترتضي تحكيم العقل في قبال النصوص الشرعية ، ولأجل ذلك حاولوا إقناع هذه الذهنية بأنّ هناك أحكاماً لم توضّحها النصوص ، الأمر الذي يضطرّنا إلىٰ الاستعانة باجتهاد الرأي لسدِّ الفراغ الحاصل في أدلّة الأحكام .

وقد كان عمر بن الخطّاب هو رائد اتّجاه تحكيم الرأي في مجال التشريع ، الأمر الذي تفطّن له وأقرّ به كثير من الباحثين ، ومنهم :

١ ـ الدكتور محمّد رواس قلعه‌چي ؛ فقد قال في مقدّمة كتابه من موسوعة فقه السلف ـ إبراهيم النخعي : « إنّ الأُستاذ لمدرسة الرأي هو عمر ابن الخطّاب ؛ لأنّه واجه من الأُمور المحتاجة إلىٰ التشريع ما لم يواجهه

۵۹

خليفة قبله ولا بعده » (١) .

٢ ـ الدكتورة نادية العمري ؛ فقد قالت : « لم يكن الاجتهاد بالرأي والعمل بالقياس وتحقيق مقاصد الشريعة بدعةً ابتدعها التابعون المقيمون في العراق ، بل كان ذلك نموّاً لاتّجاه سبقهم فيه عدد من الصحابة ، منهم عمر بن الخطّاب » (٢) .

٣ ـ الأُستاذ أحمد أمين ؛ الذي قال : « بل يظهر لي أن عمر كان يستعمل الرأي في أوسع من المعنىٰ الذي ذكرناه ؛ ذلك أنّ ما ذكرناه هو استعمال الرأي حيث لا نصَّ من كتاب ولا سُنّة ، لكنّنا نرىٰ عمر سار أبعدَ من ذلك ، فكان يجتهد في تعرّف المصلحة التي لأجلها كانت الآية أو الحديث ، ثمّ يسترشد بتلك المصلحة في أحكامه ، وهو أقرب شيء إلىٰ ما يعبّر عنه الآن بالاسترشاد بروح القانون لا بحرفيّته » (٣) .

وقد كان عمر بن الخطّاب يتحدّث عن نقص الأدلّة الشرعية وكأنّه أمر مفروغ عنه ، « قال الشعبي : قال لي عمر بن الخطّاب : ما في كتاب اللهِ وقضاءِ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاقضِ به ، فإذا أتاك ما ليس في كتاب اللهِ ولم يقضِ به النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فما قضىٰ به أئمّة العدل ، وما لم يقضِ به أئمّةُ العدل ، فأنت بالخيار ، إن شئت أن تجتهد رأيك ، وإن شئت تؤامرني ، ولا أرىٰ مؤامرتك إيّاي إلّا أسلم لك » . أخرجه وكيع في أخبار القضاة ( ٢ / ١٨٩ ) » (٤) .

وقد عمد القائلون بالرأي إلىٰ دعم ما يذهبون إليه ببعض الروايات ،

__________________

(١) موسوعة فقه السلف ١ / ٨٥ .

(٢) اجتهاد الرسول : ٣٢١ .

(٣) فجر الإسلام : ٢٣٨ .

(٤) روضة الناظر وجنّة المناظر ١ / ١١ مقدّمة المحقّق .

۶۰

ومنها :

* أوّلاً : حديث يرويه « الحارث بن عمرو ، عن رجال من أصحاب معاذ ؛ أنّ النبيّ لمّا بعثه إلىٰ اليمن ، قال : كيف تقضي إذا عرض لك قضاء ؟

قال معاذ : أقضي بكتاب الله .

قال : فإن لم يكن في كتاب الله ؟

قال معاذ : فبسُنّة رسول الله .

قال : فإن لم يكن في سُنّة رسول الله ؟

قال معاذ : أجتهد رأيي .

قال : فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الحمدُ لله الذي وفّق رسولَ رسولِ الله إلىٰ ما يرضي رسولَ الله » (١) .

ويلاحظ علىٰ هذا الحديث :

* أوّلاً : مناقشة العلماء في سنده ؛ فقد ذكروا فيه : أنّه ضعيف من جهتين (٢) :

الأُولىٰ : أنّه مرسل لا حجّة فيه ؛ لأنّه مرويّ عن أُناس من أهل حمص غير معروفين .

والأُخرىٰ : أنّ راويه الحارث بن عمرو ابن أخي المغيرة بن شعبة هو نفسه مجهول أيضاً . .

قال ابن الجوزي : « هذا حديث لا يصحّ . . . لأنّ الحارث بن عمروٍ

__________________

(١) مسند أحمد ٥ / ٢٣٦ ، سُنن الترمذي ٣ / ٦١٦ ح ١٣٢٧ وح ١٣٢٨ ، سُنن أبي داود سليمان بن الأشعث ٣ / ٣٠٣ ح ٣٥٩٢ .

(٢) أُصول الفقه ٣ / ١٩٣ .

۶۱

مجهول ، وأصحاب معاذٍ من أهل حمص لا يُعرفون ، وما هذا طريقه لا وجه لثبوته » (١) .

وقال ابن حزم : « لا يصحّ ؛ لأنّ الحارث مجهول ، وشيوخه لا يُعرفون ، فلا يحلّ الاحتجاج به لسقوطه ، وهو باطل لا أصل له » (٢) .

* ثانياً : إنّ هذا الحديث معارَض بحديث آخر رواه ابن ماجة في الواقعة نفسها بسنده « عن معاذ ، قال : لمّا بعثني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلىٰ اليمن قال : لا تقضينَّ ولا تفصلنَّ إلّا بما تعلم ، وإن أشكل عليك أمر فقف حتّىٰ تتبيّنه ، أو تكتب إليَّ فيه » (٣) .

ويعضد هذا الحديث موافقته لآيات الكتاب المتقدّمة ، التي تحرّم علىٰ الإنسان ممارسة التقنين ، وتصرّح بانحصار حقّ التشريع بالله عزّ وجلّ .

* ثالثاً : إنّ السيرة العملية لمعاذ تكذِّب هذا الحديث ؛ فقد روىٰ مالك في موطّئه : « أنّ معاذ بن جبل الأنصاري أخذ من ثلاثين بقرة تبيعاً ، ومن أربعين بقرة مسنّة ، وأُتي بما دون ذلك ، فأبىٰ أن يأخذ منه شيئاً ، وقال : لم أسمع من رسول الله فيه شيئاً ، حتّىٰ ألقاه فأسأله » (٤) . .

فسيرة معاذ في اليمن لم تكن قائمة علىٰ اجتهاد الرأي ، وإنّما كانت علىٰ التوقّف ومراجعة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في ما لا يعلم حكمه ، تطبيقاً لِما أوصاه به النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الرواية التي تقدّم ذكرها عن ابن ماجة .

__________________

(١) العلل المتناهية في الأحاديث الواهية ٢ / ٧٥٨ ح ١٢٦٤ .

(٢) الإحكام في أُصول الأحكام ٦ / ٣٧٣ .

(٣) سُنن ابن ماجة ١ / ٢١ ح ٥٥ .

(٤) الموطّأ ١ / ٢٦٠ باب : ما جاء في صدقة البقر .

۶۲

* رابعاً : إنّه حديث واضح الاختلاق ؛ إذ كيف يُعقل أن يقرّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فكرة نقص الشريعة ! وكيف يرضىٰ لواليه أن يتدخّل في التشريع ، مع تصريح الآية الكريمة بأنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نفسه لا ينطق عن الهوىٰ ، وأنّ ما يبلّغه منحصر بما يتلقّاه وحياً من الله عزّ وجلّ ؟ !

* ثانياً : حديث رواه أبو داود ، قال : « حدّثنا إبراهيم بن موسىٰ ، حدّثنا عيسىٰ ، حدّثنا أُسامة ( هو ابن زيد ) ، عن عبيد الله بن أبي رافع ، قال : سمعت أُمّ سلمة من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : أنا أقضي بينكم برأيي في ما لم ينزل علَيَّ فيه » (١) .

وردّه ابن حزم بقوله : « أمّا حديث أُمّ سلمة فساقط لوجوه :

أوّلها : أنّه لا يصحّ ؛ لأنّ راويه أُسامة بن زيد ضعيف ؛ أيَّ الأُسامتين كان : أُسامة بن زيد الليثي ، أو أُسامة بن زيد بن أسلم .

والثاني : إنّ رأي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حقّ مقطوع به ؛ وليس رأي غيره كذلك ، قال الله عزّ وجلّ : ( إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّـهُ ) (٢) . . . فوضح أنّ معنىٰ قوله : ( في ما لم ينزل عليه فيه ) إنّما هو ممّا لم ينزل عليه فيه قرآن ، فيحكم بما أراه الله تعالىٰ من الوحي ، فبطل تعلّقهم بهذا الخبر لو صحَّ ، وهو لا يصحّ » (٣) .

أقول :

لو صحَّ هذا الحديث لا يبطل تعلّقهم به ؛ لأنّ ما لم ينزل عليه

__________________

(١) سُنن أبي داود ٣ / ٣٠٢ كتاب الأقضية ح ٣٥٨٥ .

(٢) سورة النساء ٤ : ١٠٥ .

(٣) الصادع : ٢٤٦ ـ ٢٤٧ .

۶۳

فيه شيء شامل لكلّ من الكتاب والسُنّة ، إذ كلّ منهما وحي نازل من الله عزّ وجلّ ، ولو كان يريد بالنازل خصوص القرآن ، لَما قال : ( أقضي بينكم برأيي ) الظاهر في إرادة الرأي الشخصي ، ولقال : أقضي بينكم بما أراني الله .

ولكنّ الرواية ليست صحيحة ، لا لِما ذكره من ضعف سندها فقط ، وإنّما لمنافاتها لآيات الكتاب الصريحة في أنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا يتقوّل علىٰ الله : ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ) .

ويلاحظ :

أنّ أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام وقفوا موقفاً حاسماً من اتّجاه الرأي ، وشجبوه شجباً قاطعاً ، وأكّدوا في أحاديثهم ما نصّ عليه كتاب الله من كمال الدين ، وعدم جواز تدخّل الإنسان في الأحكام بالزيادة والنقصان . .

روىٰ : « حمّاد بن عثمان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : سأله سَوْرة ـ وأنا شاهد ـ فقال : جعلت فداك بمَ يفتي الإمام ؟ قال : بالكتاب . قال : فما لم يكن في الكتاب ؟ قال : بالسُنّة . قال : فما لم يكن في الكتاب والسُنّة ؟ فقال : ليس من شيء إلّا في الكتاب والسُنّة » (١) .

وعن الإمام الباقر عليه‌السلام أنّه قال : « لو حدّثنا برأينا ضللنا كما ضلّ مَن قبلنا ، ولكنّنا حدّثنا ببيّنة من ربّنا ، بيّنها لنبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فبيّنها لنا » (٢) .

« وفي هذا الحديث الشريف عبرة لمَن اعتبر ؛ لأنّه إذا كان هذا حال المعصوم لو اعتمد في استنباط الأحكام علىٰ رأيه وٱجتهاده من غير نصّ ،

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٤٠٨ .

(٢) بصائر الدرجات : ٣١٩ .

۶۴

مع عصمته المانعة من الخطأ ، فكيف حال من يترك النصّ لاجتهاد ورأي ضعيف يعترف بأنّه يحتمل الخطأ والصواب ؟ ! » (١) .

وبينما يقول أصحاب الرأي : إنّ للمجتهد أجرين في حال الإصابة ، وأجراً واحداً في حال الخطأ ، نجد الإمام الصادق عليه‌السلام ـ وقد سأله أبو بصير : ترِد علينا أشياء ليس نعرفها في كتاب الله ولا سُنّة ، فننظر فيها ؟ ـ يقول : « لا ، أما إنّك إن أصبت لم تؤجر ، وإن أخطأت كذبت علىٰ الله عزّ وجلّ » (٢) .

وقد استحوذت فكرة قصور النصوص الشرعية عن الوفاء بأحكام جميع الوقائع علىٰ أذهان أصحاب هذا الاتّجاه ، فأصبحوا يناقشون أتباع خطّ الإمامة المتعبّدين بالنصوص ويحاولون إحراجهم بذِكر قضايا يتوهّمون أنّه لا نصَّ شرعياً فيها ، فكانوا يتلقّون منهم إجابات حاضرة ومحكمة تجعلهم لا يحيرون جواباً .

ومن شواهد ذلك : ما جاءَ في رجال الكشّي عن حريز ، « قال : دخلت علىٰ أبي حنيفة وعنده كتب كانت تحول في ما بيننا وبينه ، فقال : هذه الكتب كلّها في الطلاق .

قلت : نحن نجمع هذا كلّه في حرف .

قال : وما هو ؟

قلت : قوله تعالىٰ : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ) (٣) .

__________________

(١) هداية الأبرار : ١٤٢ .

(٢) الكافي ١ / ٥٦ ح ١١ ، وسائل الشيعة ٢٧ / ٤٠ ح ٣٣١٥٦ .

(٣) سورة الطلاق ٦٥ : ١ .

۶۵

فقال لي : وأنت لا تعلم شيئاً إلّا برواية ؟

قلت : أجل .

قال : ما تقول في مكاتب كانت مكاتبته ألف درهم فأدّىٰ تسعمئة وتسعة وتسعين ، ثمّ أحدث ( يعني : الزنا ) كيف تحدّه ؟

قلت : عندي حديث ؛ حدّثني محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام : أنّ عليّاً عليه‌السلام كان يضرب بالسوطِ وبثلثه وبنصفه وببعضه وبقدر أدائه .

فقال لي : فإنّي أسألك عن مسألة لا يكون فيها شيء ؛ فما تقول في جمل أُخرج من البحر ؟

فقلت : إن شاء فليكن جملاً ، وإن شاء فليكن بقرة ، إن كانت عليه فلوس أكلناه ، وإلّا فلا » (١) .

ويلاحظ :

أنّ مقتضىٰ ما ثبت من حرمة التشريع ، هو ما أكّدته النصوص من كمال الدين وٱستيعاب الأحكام الشرعية لجميع الوقائع ، ذلك أنّ عدم وفاء الأدلّة الشرعية بجميع الأحكام ، مع عدم السماح للإنسان بتعيين أحكام ما ليس عليه دليل شرعي ، يوقع الإنسان في العسر والحرج ، وهو أمر مخالف للحكمة ، فلا يمكن صدوره من الشارع المقدّس .

ومنه يتّضح : أنّ افتراض عدم مصادمة التشريع العقلي للتشريع الإلٰهي ؛ وأنّ أحكام العقل تكون في طول التشريع الإلٰهي لا في قباله ، هو افتراض يقوم علىٰ دعوىٰ نقص الشريعة وعدم وفائها ببيان جميع الأحكام ، وهي دعوىً ثبت بطلانها بالنصوص الدالّة علىٰ إكمال الدين وأنّه ما من

__________________

(١) اختيار معرفة الرجال ـ للشيخ الطوسي ـ : ٤٤٨ ح ٧١٨ .

۶۶

واقعة إلّا ولله فيها حكم .

وإذاً ، فاتّخاذ العقل مصدراً للتشريع ، الذي اصطلحوا عليه باجتهاد الرأي لا يكون إلّا في قبال النصّ ، وهو ما اتّفق المسلمون علىٰ حرمته ، وأنّ ادّعاء قصر اللجوء إلىٰ العقل علىٰ حالات عدم بيان حكم الواقعة في الكتاب والسُنّة ، هو ادّعاء لا يُراد به إلّا التغطية علىٰ الهدف الحقيقي لأصحاب هذا الاتّجاه ، الّذين أرادوا التدخّل في التشريع والتصرّف في الأحكام عن طريق الإضافة تارة ، والتغيير والتبديل تارة أُخرىٰ .

ولا أدلَّ علىٰ ذلك من أنّ الأحكام التي أصدرها أصحاب هذا الاتّجاه ، كانت كلّها من نوع الاجتهاد في مقابل النصّ ، وٱستعراض جميع هذه الأحكام يخرج بنا عن حدود هذا البحث ، فينبغي لنا تقديم نماذج يسيرة منها ، تاركين لمَن يرغب المزيد متابعة البحث في مظانّه (١) .

فمن نماذج ذلك :

١ ـ تشريع عمر الطلاق ثلاثاً دفعة واحدة ، أو دفعات في مجلس واحد ، بأن يقول : أنتِ طالق ثلاثاً ، أو يكرّر لفظ الطلاق بقوله : أنتِ طالق ، أنتِ طالق ، أنتِ طالق . .

فقد حكم عمر بأنّها تحسب ثلاث تطليقات حقيقية ، فتحرم المرأة علىٰ زوجها حتّىٰ تنكح زوجاً غيره ، علىٰ الرغم من أنّ الثابت شرعاً أنّ هذا الطلاق يحسب طلقة واحدة ، وأنّ الرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يعدّ مثل هذا الطلاق لعباً بالكتاب ؛ فقد أخرج النسائي « عن محمود بن لبيد ، قال : أُخبر رسول الله عن رجل طلّق امرأته ثلاث تطليقات جميعاً ، فقام غضبان ثمّ

__________________

(١) ومنها كتاب النصّ والاجتهاد للعلّامة السيّد عبد الحسين شرف الدين قدس‌سره .

۶۷

قال : أيُلعب بكتاب الله وأنا بين أظهركم ؟ ! » (١) .

« وعن ابن عبّاس ، قال : طلّق ركانة زوجته ثلاثاً في مجلس واحد ، فحزن عليها حزناً شديداً ، فسأله رسول الله : كيف طلّقتها ؟ قال : طلّقتها ثلاثاً في مجلس واحد ، قال : إنّما تلك طلقة واحدة ، فارتجعها » (٢) .

ومع ذلك أعمل عمر رأيه في هذا الحكم المنصوص ، وٱحتسب مثل هذا الطلاق ثلاثاً .

« روىٰ مسلم عن ابن عبّاس ، قال : كان الطلاق علىٰ عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأبي بكر وسنتين من خلافة عمر طلاق الثلاث واحدة ، فقال عمر بن الخطاب : إنّ الناس قد استعجلوا في أمر قد كانت لهم فيه أناة ، فلو أمضيناه عليهم » (٣) .

« عن طاووس ، قال : قال عمر بن الخطّاب : قد كانت لكم في الطلاق أناة فاستعجلتم أناتكم ، وقد أجزنا عليكم ما استعجلتم من ذلك » (٤) .

٢ ـ تشريع عمر صلاة ( التراويح ) في شهر رمضان ، وهي ( بدعة ) بنصّ كلام النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وباعتراف عمر نفسه ؛ فقد جاء في مصادر العامّة الحديثية : أنّ عمر قد اطّلع في زمان خلافته علىٰ الناس ، وهم يتنفّلون ليلاً في المسجد النبوي في شهر رمضان ، فرأىٰ أن يجمعهم علىٰ قارئ واحد ، ليصلّوا النافلة جماعة ، بدلاً من أن يصلّوها فرادىٰ ، فجمعهم علىٰ أُبيّ بن كعب ، ثمّ اطّلع عليهم ليلة أُخرىٰ وهم يصلّون هذه النافلة في جماعة ،

__________________

(١) سُنن النسائي ٦ / ١٠٤ ـ ١٠٥ ح ٣٤٠١ ، الدرّ المنثور ٥ / ٤٢٧ .

(٢) بداية المجتهد ونهاية المقتصد ٢ / ٦١ ، الدرّ المنثور ١ / ٦٦٨ .

(٣) صحيح مسلم بشرح النووي ١٠ / ٣١٢ .

(٤) كنز العمّال ٩ / ٦٧٦ ح ٢٧٩٤٣ .

۶۸

فأعجبه ذلك وقال : نِعمَ البدعة هذه (١) .

وقد جاء بعد ذلك فقهاء التبرير ، فقاموا بتقسيم البدعة إلىٰ : بدعة محمودة وبدعة مذمومة ، والحقّ : إنّ هذا التقسيم إنّما يصحّ في المعنىٰ اللغوي للبدعة ، وهو : الشيء الحادث المخترع ، تبعاً لكونه نافعاً للفرد والمجتمع أو ضارّاً بهما ، وأمّا البدعة بالمعنىٰ الشرعي ، فإنّها لا تكون إلّا مذمومة وغير جائزة ؛ لأنّها تدخّل في التشريع ، وإدخال ما ليس من الدين فيه .

والذي تؤكّده المصادر : أنّ هناك محاولات جرت في زمن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لإقامة صلاة التراويح ، وجوبهت برفض النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم القاطع لها ، وتصريحه بأنّها بدعة وليست من الدين في شيء .

فقد روي عن الإمام الصادق عليه‌السلام أنّه قال : « صوم شهر رمضان فريضة ، والقيام في جماعة في ليله بدعة ، وما صلّاها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في لياليه بجماعة ، ولو كان خيراً ما تركه ، وقد صلّىٰ في بعض ليالي شهر رمضان وحده ، فقام قوم خلفه ، فلمّا أحسَّ بهم دخل بيته ، فعل ذلك ثلاث ليالٍ ، فلمّا أصبح بعد ثلاث صعد المنبر ، فحمد الله وأثنىٰ عليه ثمّ قال : أيّها الناس ! لا تصلّوا النافلة ليلاً في شهر رمضان ولا في غيره جماعةً ؛ فإنّها بدعة ، ولا تصلّوا الضحىٰ ؛ فإنّها بدعة ، وكلّ بدعة ضلالة ، وكلّ ضلالة سبيلها إلىٰ النار ، ثمّ نزل وهو يقول : قليل في سُنّة خير من كثير في بدعة » (٢) .

٣ ـ تحريم عمر لمتعة الحجّ ومتعة النساء ، مع اعترافه صراحة بثبوت

__________________

(١) صحيح البخاري ٢ / ٧٠٧ كتاب صلاة التراويح .

(٢) دعائم الإسلام ١ / ٢١٣ .

۶۹

تشريعهما ؛ إذ خطب الناس يوماً فقال : « متعتان حلالتان كانتا علىٰ عهد رسولِ الله ، وأنا أنهىٰ عنهما وأُعاقب عليهما : متعة الحجّ ، ومتعة النساء » (١) .

وفي رواية أُخرىٰ أنّه قال : « أيّها الناس ! ثلاث كنَّ علىٰ عهد رسول الله ، وأنا أنهىٰ عنهنَّ ، وأُحرّمهنَّ ، وأُعاقب عليهنَّ : متعة الحجّ ، ومتعة النساء ، وحيَّ علىٰ خير العمل » (٢) .

وفي صحيح مسلم : « عن أبي نضرة ، قال : كان ابن عبّاس يأمر بالمتعة ، وكان ابن الزبير ينهىٰ عنها ، قال : فذكرت ذلك لجابر بن عبد الله ، فقال : علىٰ يدي دار الحديث ، تمتّعنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فلمّا قام عمر ( أي : بأمر الخلافة ) قال : إنّ الله كان يحلّ لرسوله ما يشاء بما يشاء ، وإنّ القرآن قد نزل منازله ، فأتمّوا الحجّ والعمرة كما أمركم الله ، وأبتّوا نكاح هذه النساء ، فلن أُؤتىٰ برجل نكح امرأةً إلىٰ أجل إلّا رجمته بالحجارة » (٣) .

وقد علّق العلّامة المرحوم شرف الدين علىٰ قول عمر : « فأتمّوا الحجّ والعمرة كما أمركم الله » بقوله : « ما أدري والله ما المراد بهذا الكلام ، فهل كان رسول الله يتمّ الحجّ والعمرة علىٰ خلاف ما أمر الله ؟ ! وهل كان هو [ عمر ] ومخاطبوه أعرف منه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأوامر الله ونواهيه ؟ ! » (٤) .

وأخرج مسلم في صحيحه « عن سعيد بن المسيّب ، قال : اجتمع عليّ وعثمان بعسفان ، فكان عثمان ينهىٰ عن المتعة والعمرة ، فقال له عليّ :

__________________

(١) التفسير الكبير ، في تفسير قوله تعالىٰ : ( فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ ) ( سورة البقرة ٢ : ١٩٦ ) ، وقوله تعالىٰ : ( فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ ) ( سورة النساء ٤ : ٢٤ ) .

(٢) شرح التجريد : ٣٧٤ أواخر مبحث الإمامة .

(٣) صحيح مسلم بشرح النووي ٨ / ٤٠١ باب : في المتعة بالحجّ والعمرة .

(٤) النصّ والاجتهاد : ١٨٦ الهامش .

۷۰

ما تريد إلىٰ أمر فعله رسول الله تنهىٰ عنه ؟ ! فقال عثمان : دعنا منك ؛ فقال عليّ : إنّي لا أستطيع أن أدعك » (١) .

والذي تظهرنا عليه المصادر التاريخية والحديثية التي دُوّنت بأقلام العامّة ، أنّ أصحاب هذا الاتّجاه كانوا قد بدأوا بممارسة نشاطهم من أجل التدخّل في التشريع مقابل ما هو ثابت بالنصّ ، في حياة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ومن جملة الشواهد التي يمكن تقديمها لإثبات ذلك :

١ ـ اعتراض عمر بن الخطّاب علىٰ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في إمضائه صلح الحديبية ؛ إذ قال له : ألستَ نبيَّ الله حقّاً ؟

قال : بلىٰ .

قال : ألسنا علىٰ الحقّ ، وعدوّنا علىٰ الباطل ؟

قال : بلىٰ .

قال : فلِم نعطي الدنيّة في ديننا إذاً ؟

فقال : إنّي رسول الله ، ولست أعصيه ، وهو ناصري .

قال : أَوَليس كنت تحدّثنا أنّا سنأتي البيت فنطّوّف به ؟

قال : بلىٰ ، فأخبرتك أنّا نأتيه العام ؟ !

قال : قلت : لا .

قال : فإنّك آتيه ومطّوّف به » (٢) .

ومن هذا النصّ يتبيّن : أنّ عمر كان يعتدّ برأيه ، ولا يتعبّد بفعل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الذي لا يصدر إلّا عن الوحي الإلٰهي ، ويحاول جاهداً أن يجد ثغرةً ينفذ منها لإثبات خطأ الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مواقفه .

__________________

(١) صحيح مسلم بشرح النووي ٨ / ٤٢٨ .

(٢) صحيح البخاري ٢ / ٩٧٨ كتاب الشروط .

۷۱

٢ ـ اعتراض عمر علىٰ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حينما أمرَ أبا هريرة بقوله : اذهب ، فمَن لقيته يشهد أن لا إلٰه إلّا الله ، مستيقناً بها قلبه ، فبشّرْه بالجنّة .

فكان أوّل من لقيه عمر ، فسأله عن شأنه ، فأخبره بما أمره به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال أبو هريرة : « فضرب عمر بيده بين ثدييّ ، فخررتُ لأستي ، فقال : ارجع يا أبا هريرة ! فرجعت إلىٰ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأجهشت بكاءً ، وركبني عمر فإذا هو علىٰ أثري . . . فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا عمر ! ما حملك علىٰ ما فعلت ؟ !

قال : يا رسول الله ! أبعثت أبا هريرة بأنّ مَن لقي الله يشهد أن لا إلٰه إلّا الله ، مستيقناً بها قلبه ، فبشّرْه بالجنّة ؟ !

قال : نعم .

قال : فلا تفعل ! فإنّي أخشىٰ أن يتّكل الناس عليها ، فخلِّهم يعملون .

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : فخلِّهم » (١) .

والذي تفيده المصادر : أنّه « لم يكن لهذه المعارضة عنده صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أيَّ أثر ، وقد بلَّغ تلك البشرىٰ للأُمّة بنفسه ، فسمعها منه عمر نفسه ، وعثمان ابن عفّان ، ومُعاذ بن جبل ، وعبادة بن الصامت ، وعتبان بن مالك (٢) ، وغيرهم ، حتّىٰ تجاوزت حدّ التواتر ، فكانت من الضروريّات بين المسلمين ، علىٰ اختلافهم في المذاهب والمشارب » (٣) .

ومنه يتّضح : أنّ عبارة : ( قال رسول الله : فخلِّهم ) الواردة في المصدر ، مُقحمة في النصّ ، وموضوعة علىٰ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ويُراد بها

__________________

(١) صحيح مسلم بشرح النووي ١ / ١٨٢ ـ ١٨٤ .

(٢) صحيح مسلم بشرح النووي ١ / ١٦٦ ـ ١٨٨ .

(٣) النصّ والاجتهاد : ١٨٣ .

۷۲

الإيهام بأنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صحَّح رأي عمر ، ونسب نفسه إلىٰ الخطأ ـ حاشاه ـ ولأجل ذلك ذهب بعض علماء العامّة ، كـ : النووي ، والقاضي عيّاض ، إلىٰ القول : « إنّ الصواب في هذه الواقعة كان إلىٰ جانب عمر ، وٱدّعوا أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صوّبه حين عرض عليه رأيه » (١) .

والأدهىٰ من ذلك أنّ بعضهم حاول أن يؤسّس علىٰ ذلك قاعدة مفادها : « إنّ الإمام والكبير مطلقاً ، إذا رأىٰ شيئاً ورأىٰ بعض أتباعه خلافه ، ينبغي للتابع أن يعرضه علىٰ المتبوع ؛ لينظر فيه ، فإن ظهر له ما قاله التابع هو الصواب ، رجع المتبوع إليه ، وإلّا بيّن للتابع جواب الشبهة التي عرضت له .

قلتُ : إنّما يصغىٰ لهذا الكلام إذا لم يكن المتبوع نبيّاً بحقّ ، أمّا إذا كان نبيّاً فليس لأحدٍ من الأُمّة كافّة إلّا السمع والطاعة والإيمان الخالص من كلِّ شبهة » (٢) .

٣ ـ منع عمر من كتابة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قُبيل وفاته كتاباً يعصم الأُمّة من الضلال ، وٱتّهامه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأنّه يهجر ، وهي الحادثة المعروفة بـ : « رزيّة يوم الخميس » ، وهي جرأة علىٰ مقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وٱجتهاد صريح في قبال النصّ ، وتحكيم للرأي الشخصي علىٰ ما يراه الله ورسوله .

ومن بواعث العجب إصرار بعضهم علىٰ تصحيح موقف عمر بقولهم : « إنّ عمر كان موفّقاً للصواب في إدراك المصالح ، وكان صاحب إلهام من الله تعالىٰ ! وهذا ممّا لا يصغىٰ إليه في مقامنا هذا ؛ لأنّه يرمي

__________________

(١) النصّ والاجتهاد : ١٨٤ ، صحيح مسلم بشرح النووي ١ / ١٨٣ الهامش .

(٢) النصّ والاجتهاد : ١٨٤ .

۷۳

إلىٰ أنّ الصواب في هذه الواقعة إنّما كان في جانبه لا في جانب النبيّ ، وأنّ إلهامه يومئذٍ كان أصدق من الوحي الذي نطق به الصادق الأمين صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم » (١) .

والملاحظ :

أنّهم يجهدون لحدّ الآن لتصحيح رأي عمر بمثل هذا العذر ، مع أنّ عمر نفسه يصرّح بأنّه إنّما منع الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من كتابة الكتاب ؛ لعلمه بأنّه أراد أن يسجّل خطّيّاً ما كان يؤكّده بأقواله من إمامة عليّ عليه‌السلام ومرجعيّته السياسية والتشريعية للأُمّة من بعده ، وأنّ عمر أدرك أنّ الكتاب سيكون وثيقة خطّيّة تقف عقبةً في وجه الاجتهاد وإعمال الرأي في أمر الإمامة . .

فقد نقل ابن أبي الحديد عن تاريخ بغداد أنّ عمر سأل ابن عبّاس عن الإمام عليّ عليه‌السلام : « يا عبد الله ! عليك دماء البدن إن كتمتنيها ، هل بقي في نفسه شيء من أمر الخلافة ؟ قلت : نعم . قال : أيزعم أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نصّ عليه ؟ قلت : نعم ، وأزيدك : سألت أبي عمّا يدّعيه ، فقال : صدق . فقال عمر : لقد كان من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في أمره ذرو من قول لا يثبت حجّة ، ولا يقطع عذراً ، ولقد كان يربع في أمره وقتاً ما ، ولقد أراد في مرضه أن يصرّح باسمه ـ يعني عليّاً ـ فمنعتُ من ذلك ؛ إشفاقاً وحيطة علىٰ الإسلام . . . » (٢) .

فهو يرىٰ نفسه أشفق علىٰ الإسلام من الله ورسوله ! ولست أدري أيّة شفقة تتحقّق في منع رسول الله من كتابة ما يعصم الأُمّة من الضلال ؟ !

__________________

(١) النصّ والاجتهاد : ١٦٢ .

(٢) شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ١٢ / ٢٠ ـ ٢١ .

۷۴

والذي نخلص إليه من البحث في القول الأوّل :

أوّلاً : إنّ اتّخاذ العقل مصدراً مستقلّاً للتشريع محكوم بالحرمة شرعاً ، وإنّ الشارع المقدّس قد أكمل الدين وبيّن أحكام جميع الوقائع .

ثانياً : إنّ استعمال العقل والرأي في التشريع لا يكون إلّا في قبال النصّ ، ما دامت الشريعة قد تكفّلت ببيان أحكام جميع الوقائع ، وإنّ دعوىٰ اتّخاذ العقل مصدراً للتشريع في طول الكتاب والسُنّة ، وفي خصوص الأحكام التي لم يبيّنها الشارع ، هي دعوىً باطلة يُراد بها التغطية علىٰ التدخّل في التشريع ، وخلط الأحكام الإلٰهيّة بالقوانين الوضعيّة ؛ لبطلان أرضية تلك الدعوىٰ ، وهي : وجود أحكام لم يُبيّنها الشارع ، بل إنّ الشريعة لم تترك حكماً لم تستوعبه فبقي مهملاً .

وأمّا القول الثاني :

فهو : ما يذهب أصحابه إلىٰ جواز الرجوع إلىٰ العقل بوصفه كاشفاً مستقلّا عن الأحكام الشرعية ، وهم طائفتان تختلف كلّ منهما عن الأُخرىٰ ، أوّلاً : في نوعية المسوّغ الذي يَفرِض في رأيها الرجوع إلىٰ العقل لاكتشاف الحكم الشرعي ، وثانياً : في الطريقة التي تسلكها لاستكشاف الحكم الشرعي عن طريق العقل .

أمّا الطائفة الأُولىٰ :

فيمثّلها أصحاب القياس ، ويرون : أنّ مسوّغ الرجوع إلىٰ العقل إمّا عدم توفّر النصّ الشرعي علىٰ حكم الواقعة ، وإمّا عدم حصول العلم بصدور الدليل علىٰ الحكم من الشارع ؛ ذلك أنّ الروايات المنقولة لنا في

۷۵

كتب الحديث ـ عدا ما ثبت بالتواتر وبالضرورة من الدين ـ لا طريق للعلم بصدورها واقعاً من النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وإنّ منهج نقد السند في إثبات صحّة الحديث ، لا يثبت صحّة جميع الروايات ليسوغ العمل بها ونسبة مضامينها إلىٰ الشارع المقدّس ، ومن هنا لا بُدّ من الرجوع إلىٰ العقل لاكتشاف أحكام الموضوعات التي لا دليل صحيحاً عليها .

وأمّا طريقة اكتشاف الحكم الشرعي عقلاً لدىٰ هذه الطائفة ، فهي التي اصطلح عليها بـ : « القياس الفقهي » ، وعُرّف بأنّه : « إثبات حكم في محلّ بعلّةٍ ؛ لثبوته في محلّ آخر بتلك العلّة » (١) ؛ ذلك لأنّ الحكم يدور مدار علّته وملاكه .

وقال ابن حزم : « حَدَثَ القياس في القرن الثاني ، وقال به بعضهم ، وأنكره سائرهم وتبرّأُوا منه .

ومعنىٰ لفظ ( القياس ) الذي اختلفنا فيه هو : أنّهم قالوا : يجب أن يحكم بما لا نصَّ فيه من الدين ، بمثلِ الحكم بما فيه نصّ وفي ما أُجمع عليه من حكم الدين . .

ثمّ اختلفوا ؛ فقال حذّاقهم : لاتّفاقهما في علّة الحكم . وقال بعضهم : لاتّفاقهما في وجهٍ من الشبه » (٢) .

ومن روّاد هذه الطريقة في اكتشاف الحكم الشرعي : أبو حنيفة ، الذي قيل عنه : إنّه « بلغت روايته إلىٰ سبعة عشر حديثاً أو نحوها » (٣) .

ومّما استدلّوا به علىٰ صحّة طريقية القياس : الرواية المرسلة عن

__________________

(١) أُصول الفقه ٣ / ١٨٣ .

(٢) الصادع : ٢٣٨ .

(٣) مقدّمة ابن خلدون : ٤٤٤ .

۷۶

معاذ بن جبل التي قدّمنا ذِكرها ، وعلمت ما فيها ، وقالوا : « قد أقر النبيّ الاجتهاد بالرأي ، وٱجتهاد الرأي لا بُدّ من ردّه إلىٰ أصل ، وإلّا كان رأياً مرسلاً ، والرأي المرسل غير معتبر ، فانحصر الأمر بالقياس » (١) .

ولا شكَّ في صحّة القياس ومشروعيّته إذا كانت علّة الحكم منصوصاً عليها من قبل الشارع ، كما لو قال : ( حُرِّمت الخمر لإسكارها ) ؛ إذ العُرف يفهم من هذه العبارة : أنّ الحرمة منصبّة في الواقع علىٰ المسكر ، وأنّ الخمر فرد من أفراده ، فيقوم بتعدية الحكم الشرعي لكلّ سائل مسكر وإن لم يُسمَّ خمراً .

« فإذا وردَ نصٌّ من قبل الشارع في بيان علّة الحكم في المقيس عليه ، فإنّه يصحّ الاكتفاء به في تعدية الحكم إلىٰ المقيس بشرطين :

الأوّل : أن نعلمَ بأنّ العلّة المنصوصة تامّة ، يدور معها الحكم أينما دارت .

الثاني : أن نعلم بوجودها في المقيس » (٢) .

ولكنَّ نصَّ الشارع علىٰ علّة الحكم وملاكه حالة نادرة جدّاً ؛ ولأجل ذلك نجد العاملين بالقياس يلجأُون عادة إلىٰ الظنون والاحتمالات العقلية لتشخيص علّة الحكم الثابت في الأصل واستنباطها ، ثمَّ يقومون بتسرية هذا الحكم إلىٰ موضوع آخر يماثل موضوع الأصل في توفّره علىٰ تلك العلّة المستنبطة .

إلّا أنّ هذه الطريقة لا تؤدّي إلىٰ العلم بأنّ العلّة التي افترضوها هي العلّة الحقيقية للحكم ، كما أنّ وجود تشابه وتماثل بين موضوعين في أمر

__________________

(١) أُصول الفقه ٣ / ١٩٣ .

(٢) أُصول الفقه ٣ / ١٨٧ .

۷۷

من الأُمور لا يلزم منه تماثلهما في جميع الخصوصيّات ، ومنها علّة الحكم الشرعي ؛ ذلك لأنّ العقل لا طريق له للعلم بعلل وملاكات الأحكام الشرعية ؛ لأنّها أُمور توقيفية لا تُعلم إلّا بالسماع من الشارع المقدّس ؛ وعليه : فغاية ما يؤدّي إليه جهد القائس هو الظنّ بعلّة الحكم الشرعي ، وهو لا يغني من الحقّ شيئاً .

ولأجل ذلك نجد أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام قد وقفوا موقفَ الرافض المفنّد لهذه الطريقة في تشخيص الأحكام الشرعيّة ؛ لِما تؤدّي إليه من تسرّب الأحكام العقلية الظنّية إلىٰ منظومة الأحكام الشرعية ، وتقديمها إلىٰ الأُمّة باعتبارها جزءاً من الأحكام الإلٰهية ، وقد دخل بعض الأئمّة عليهم‌السلام في مناظرات مباشرة مع أصحاب هذه الطريقة ، أثبتوا لهم فيها بطلانها وعدم مشروعيّتها بأدلّة قاطعة .

ومن شواهد ذلك :

١ ـ قول الإمام الصادق عليه‌السلام : « إنّ أصحاب المقاييس طلبوا العلم بالمقاييس ، فلم تزدهم المقاييس من الحقّ إلّا بُعداً ، وإنّ دين الله لا يصاب بالمقاييس » (١) .

٢ ـ « عن الإمام الصادق عليه‌السلام قال لبعض أصحابه : إيّاك وخصلتين مهلكتين : تفتي الناس برأيك ، وتدين بما لا تعلم ، إنّ أوّل من قاس إبليس ، وإنّ أوّل من سنَّ لهذه الأُمّة القياس لمعروف » (٢) .

٣ ـ ما جاء في جواب الإمام الصادق عليه‌السلام حينما قال له ابن شُبرمة :

__________________

(١) المحاسن ١ / ٢١١ .

(٢) دعائم الإسلام ٢ / ٥٣٦ .

۷۸

« يا أبا عبد الله ! إنّا قضاة العراق ، وإنّا نقضي بالكتاب والسُنّة ، وإنّه ترد علينا أشياء نجتهد فيها بالرأي . . . فأقبل أبو عبد الله عليه‌السلام فقال : أيّ رجل كان عليّ بن أبي طالب ؟ ! فقد كان عندكم بالعراق ، ولكم به خبر ؛ فأطراه ابن شبرمة ، وقال فيه قولاً عظيماً ، فقال له أبو عبد الله عليه‌السلام : فإنّ عليّاً أبىٰ أن يُدخل في دين الله الرأي ، وأن يقول في شيء من دين الله بالرأي والمقاييس » (١) .

٤ ـ « عن ابن جميع ، قال : دخلت علىٰ جعفر بن محمّد ، أنا وﭐبن أبي ليلىٰ وأبو حنيفة . . . فقال لابن أبي ليلىٰ : مَن هذا معك ؟ قال : هذا رجل له بصر ونفاذ في أمر الدين . قال : لعلّه يقيس أمر الدين برأيه . . . [ إلىٰ أن قال ] : يا نعمان ! حدّثني أبي عن جدّي : أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : أوّل مَن قاس أمر الدين برأيه إبليس ، قال الله تعالىٰ له : اسجد لآدم ، فقال : أنا خير منه ، خلقتني من نار وخلقته من طين ؛ فمَن قاس الدين برأيه قرنه الله تعالىٰ يوم القيامة بإبليس ؛ لأنّه اتّبعه بالقياس » (٢) .

٥ ـ « عن ابن شُبرمة ، قال : دخلت أنا وأبو حنيفة علىٰ جعفر بن محمّد ، فقال لأبي حنيفة : اتقِ الله ولا تقس الدين برأيك ؛ فإنّ أوّل مَن قاس إبليس . . .

ثمّ قال جعفر عليه‌السلام : ويحك ! أيّهما أعظم : قتل النفس أو الزنا ؟ ! قال : قتل النفس . قال : فإنّ الله قد قبل في قتل النفس شاهدين ، ولم يقبل في الزنا إلّا أربعة .

ثمّ قال : أيّهما أعظم : الصلاة أم الصوم ؟ ! قال : الصلاة . قال عليه‌السلام :

__________________

(١) المحاسن ١ / ٢١٠ .

(٢) حلية الأولياء : ٣ / ١٩٦ ـ ١٩٧ .

۷۹

فما بال الحائض تقضي الصيام ولا تقضي الصلاة ؟ ! فكيف يقوم لك القياس ؟ ! فاتّقِ الله ولا تقِس » (١) .

٦ ـ « عن عثمان بن عيسىٰ ، قال : سألت أبا الحسن موسىٰ عليه‌السلام عن القياس ، فقال : ما لكم والقياس ؟ ! إنّ الله لا يُسأل كيف أحلَّ وكيف حرّم » (٢) .

٧ ـ « عن محمّد بن حكيم ، عن أبي الحسن عليه‌السلام ، قال : إنّما هلك مَن كان قبلكم بالقياس ، إنّ الله تبارك وتعالىٰ لم يقبض نبيّه حتّىٰ أكمل له جميع دينه ، في حلاله وحرامه ، فجاءَكم بما تحتاجون إليه في حياته ، وتستغنون به وبأهل بيته بعد موته ، وإنّها لصحف عند أهل بيته ، حتّىٰ أنّ فيها أرش خدش الكفّ » (٣) .

وقد حاول القائلون بالقياس إثبات حجّيّته وجوازه شرعاً ، وتشبّثوا لذلك بأدلّة من الكتاب والسُنّة والإجماع والعقل ، ولكنّها جميعاً أدلّة موهونة مردودة عليهم (٤) .

والعجيب من أمر أصحاب القياس أنّهم تمادوا فيه حتّىٰ ذهبوا إلىٰ القول بإمكان ممارسة رسول الله نفسه للاستدلال القياسي ! بحجّة أنّ القياس يقوم علىٰ معرفة علل الأحكام الشرعية ، ومَن أعلم من النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعلل الأحكام وملاكاتها !

قال الشيرازي : « ولأنّ القياس استنباط معنىٰ الأصل وردّ الفرع إليه ،

__________________

(١) علل الشرائع ١ / ١٠٨ ـ ١٠٩ .

(٢) الكافي ١ / ٥٧ .

(٣) بصائر الدرجات : ١٦٧ .

(٤) لاحظ ردودها في : كتاب الأُصول العامّة للفقه المقارن ـ للعلّامة محمّد تقي الحكيم قدس‌سره ـ : ٣٣٢ ـ ٣٥٧ .

۸۰

والنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أعلم بذلك من غيره ، فهو أَوْلىٰ » (١) .

بل ذهب بعضهم إلىٰ أنّ النبيّ مأمورٌ بممارسة القياس ، وأنّ عدم ممارسته للقياس يقدح في عصمته ، واستدلّوا لذلك بقوله تعالىٰ : ( فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ ) (٢) بدعوى أنّه « أعلىٰ الناس بصيرةً وأكثرهم اطّلاعاً علىٰ شرائط القياس ، وما يجب ويجوز فيها ، وذلك إنْ لم يرجّح دخوله في هذا الأمر علىٰ دخول غيره ، فلا أقلّ من المساواة ، فيكون مندرجاً تحت الآية ، فكان مأموراً بالقياس ، فكان فاعلاً له ، وإلّا قدح في عصمته » (٣) .

ولا يخفىٰ ما في هذه الدعاوىٰ من الهبوط بشخصية النبيّ الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من مقام النبوّة الشامخ ، والاتّصال الدائم المباشر بالوحي ، ليكون بمنزلة أحد العلماء العاديّين ، فيضطرّ أحياناً لسلوك أساليبهم في معرفة الأحكام ، التي لا تؤدّي عادةً إلّا إلىٰ الظنّ بالحكم الشرعي .

وأمّا الطائفة الثانية :

من الذاهبين إلىٰ جواز الرجوع إلىٰ العقل بوصفه كاشفاً مستقلّاً عن الأحكام الشرعية ، فهي تتمثّل بما ذهب إليه معظم المتأخّرين من علمائنا ، وهم يرون : أنّ « الذي يصلح أن يكون مراداً من الدليل العقلي المقابل للكتاب والسُنّة هو : كلّ حكم للعقل يوجب القطع بالحكم الشرعي . .

وبعبارة ثانية : هو : كلّ قضيّة عقلية يتوصّل بها إلىٰ العلم القطعي بالحكم الشرعي . وقد صرّح بهذا المعنىٰ جماعة من المحقّقين المتأخّرين .

__________________

(١) التبصرة في أُصول الفقه : ٥٢٢ .

(٢) سورة الحشر ٥٩ : ٢ .

(٣) المحصول في علم الأُصول ٢ / ٤٢٧ ـ ٤٢٨ .

۸۱

وهذا أمر طبيعي ؛ لأنّه إذا كان الدليل العقلي مقابلاً للكتاب والسُنّة ، فلا بُدّ أن لا يكون معتبراً إلّا إذا كان موجباً للقطع ، الذي هو حجّة بذاته ، فلذلك لا يصحّ أن يكون شاملاً للظنون وما لا يصلح للقطع بالحكم من المقدّمات العقلية » (١) .

ومسوّغ الرجوع إلىٰ العقل لاستكشاف الحكم الشرعي لدىٰ هذه الطائفة هو فقدان الدليل علىٰ بعض الأحكام ـ بعد صدوره من الشارع ـ بسبب الحوادث الطبيعيّة أو الاجتماعية التي أدّت إلىٰ تلف وضياع بعض المصادر الحديثيّة المبيّنة لأدلّة الأحكام الشرعية .

وأمّا طريقة هذه الطائفة في اكتشاف الحكم الشرعي عن طريق العقل بنحو العلم واليقين ، فقد تبلورت في تقسيم « مدركات العقل إلىٰ مستقلّة وغير مستقلّة ، وأرادوا بالمستقلّة ما تفرّد العقل بها دون توسّط بيان شرعي ، ومثّلوا له بإدراك العقل الحسن والقبح ، المستلزم لإدراك حكم الشارع بهما ، وفي مقابلها غير المستقلّة ، وهي التي يعتمد الإدراك فيها علىٰ بيان من الشارع ، كإدراكه وجوب المقدّمة عند الشارع بعد اطّلاعه علىٰ وجوب ذيها لديه ، أو إدراكه نهي الشارع عن الضدّ العام بعد اطّلاعه علىٰ وجوب ضدّه ، إلىٰ ما هنالك ممّا ذكروه من الأمثلة ، وأكثرها موضع نقاش » (٢) .

فطريقة هذه الطائفة في اكتشاف الحكم الشرعي عن طريق العقل تتحدّد في قاعدتين :

أُولاهما : قاعدة الملازمة بين حكم العقل بحسن شيء أو قبحه ،

__________________

(١) أُصول الفقه ٣ / ١٢٥ .

(٢) الأُصول العامّة للفقه المقارن : ٣٨١ .

۸۲

وبين حكم الشارع بوجوبه أو حرمته ، « والأمثلة التي أوردوها ، كوجوب قضاء الدَين ، وردّ الوديعة ، والعدل ، والإنصاف ، وحسن الصدق النافع ، وقبح الظلم وحرمته ، إنّما هي من صغريات هذه القاعدة » (١) .

والثانية : قاعدة الملازمة بين إدراك العقل لحكم ثابت بدليل شرعي ، وبين حكم آخر للشارع مستكشَف بالملازمة المذكورة ، وقد تقدّم ذِكر بعض صغريات هذه القاعدة .

والتعقيب علىٰ رأي هذه الطائفة يقع في نقطتين :

* النقطة الأُولىٰ :

تتعلّق بما ذهبوا إليه من أنّ الشارع المقدّس بيّن أدلّة أحكام جميع الوقائع وجعلها بين أيدي المكلّفين ، إلّا أنّ حوادث الدهر الطبيعية والاجتماعية أتت علىٰ بعضها وضيّعته ، فلا بُدّ لسدّ الفراغ الناجم عن ذلك من اللجوء إلىٰ العقل .

ويرِد علىٰ هذه الدعوىٰ :

* أوّلاً :

أنّها منافية لقوله تعالىٰ : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) (٢) ، التي أكدّ فيها الله عزّ وجلّ تعهّده بحفظ دينه ، ولا معنىٰ لحفظ الدين إلّا المحافظة علىٰ مصادره وعلىٰ الأدلّة المبيّنة لأحكامه وتعاليمه ، وهي موزّعة علىٰ الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة . .

__________________

(١) الأُصول العامّة للفقه المقارن : ٢٨٢ .

(٢) سورة الحجر ١٥ : ٩ .

۸۳

ولا يصحّ القول بأنّ المراد بالذِكر هو خصوص الكتاب ؛ لأنّ كلمة ( الذِكر ) تشمل بعمومها كلَّ ما أنزله الله تعالىٰ وحياً علىٰ نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، سواء أكان وحياً بلفظه ومعناه ومتعبّداً بتلاوته وهو القرآن الكريم ، أم وحياً بالمعنىٰ فقط غير متعبّد بتلاوته ، وهو الحديث الشريف .

وقال ابن حزم : « القرآن والخبر الصحيح بعضهما مضافٌ إلىٰ بعض ، وهما شيءٌ واحدٌ في أنّهما من عند الله تعالى ، وحكمهما حكم واحدٌ في باب وجوب الطاعة لهما . . . وقال تعالىٰ : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) ، وقال تعالىٰ : ( قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ ) (١) ، فأخبر تعالىٰ ـ كما قدّمنا ـ أنّ كلام نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كلّه وحي ، والوحي بلا خلافٍ ذِكرٌ ، والذِكر محفوظ بنصّ القرآن .

فصحّ بذلك أنّ كلامه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كلّه محفوظ بحفظ الله عزّ وجلّ ، مضمون لنا أنّه لا يضيع منه شيء . . . فهو منقول إلينا كلّه » (٢) .

واحتمال ضياع بعض أدلّة الأحكام لا منشأ له ـ بعد هذا ـ إلّا أحد أمرين ، كلاهما غير معقول بالنسبة للشارع المقدّس :

الأوّل : أنّه تعالىٰ لم يفِ بعهده ، وترك للحوادث أن تذهب ببعض النصوص المبيّنة لتعاليمه ، وهو احتمال باطل بملاحظة قوله تعالىٰ : ( إِنَّ اللَّـهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ) (٣) ، وقوله تعالىٰ : ( وَلَن يُخْلِفَ اللَّـهُ وَعْدَهُ ) (٤) ، وقوله تعالىٰ : ( وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّـهِ ) (٥) .

__________________

(١) سورة الأنبياء ٢١ : ٤٥ .

(٢) الإحكام في أُصول الأحكام ١ / ٩٦ ـ ٩٧ .

(٣) سورة الرعد ١٣ : ٣١ .

(٤) سورة التوبة ٩ : ١١١ .

(٥) سورة الحجّ ٢٢ : ٤٧ .

۸۴

الثاني : أنّ قدرة الشارع المقدّس قد ضاقت عن السيطرة علىٰ صروف الدهر ، ممّا أدّىٰ إلىٰ فقد بعض أدلّة الأحكام ، وهذا معناه : نسبة العجز إلىٰ ساحته عزّ وجلّ ، وأنّه مغلوب علىٰ أمره ، وهو مردود بنحو قوله تعالىٰ : ( وَاللَّـهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ ) (١) ، وقوله سبحانه : ( وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ) (٢) ، وقوله : ( وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ) (٣) .

* ثانياً :

إنّ ما ذكروه من تلف كتب ابن أبي عمير نتيجة دفنه لها خوفاً من السلطة ، وحرق مكتبة الشيخ الطوسي بسبب الفتنة الطائفية التي حصلت في بغداد ، وقيام المغول بإتلاف مكتبات المسلمين ، وما إلىٰ ذلك من الحوادث ، لا يتمّ الاستدلال به علىٰ ضياع أدلّة الأحكام وحصول النقص في مصادر التشريع ، بل غاية ما يثبت به ضياع بعض تلك الكتب أو بعض نسخها فقط ؛ ذلك أنّ مصنّفات المسلمين كانت واسعة الانتشار في أرجاء العالم الإسلامي ، وكانت حركة التأليف والاستنساخ قائمة علىٰ قدم وساق ، وكانت حوانيت الورّاقين التي تتولّىٰ مهمّة المطابع في عصرنا الحاضر ، ومهنة استنساخ الكتب من المهن الرائجة آنذاك ، فإذا تلفت نسخة أو أُخرىٰ من أحد الكتب في جهة ما ، بقيت لذلك الكتاب أكثر من نسخة في بقية الجهات .

__________________

(١) سورة يوسف ١٢ : ٢١ .

(٢) سورة الأنعام ٦ : ١٨ و ٦١ .

(٣) سورة فاطر ٣٥ : ٤٤ .

۸۵

وممّا يؤيّد ذلك أنّ المعاصرين من الباحثين ومحقّقي التراث ، غالباً ما يجدون أكثر من نسخة مخطوطة للكتاب الذي يرومون تحقيقه .

وتجدر الإشارة إلىٰ أنّ هناك مَن يشكّك في صحّة دعوىٰ إتلاف المغول لكتب التراث (١) .

* ثالثاً :

إنّ ممّا يبطل دعوىٰ ضياع نصوص بعض الأحكام : ما نجده بين أيدينا فعلاً من الموسوعات الحديثيّة التي تفي باستنباط أحكام جميع الوقائع ، ولا تترك حاجة أو ضرورة للاستعانة بالعقل . .

ولأجل ذلك نلاحظ : أنّه علىٰ الرغم من احتواء مصنّفات علمائنا علىٰ مباحث الأدلّة والأُصول العقلية ، فإنّ معظمهم لا يجدون أنفسهم مضطرّين إلىٰ الاستفادة منها عمليّاً ، ويصرّحون بوفاء الأدلّة الشرعية بالكشف عن أحكام جميع الوقائع .

يقول السيّد الصدر في مقدّمة رسالته العملية : إنّه اعتمد في استنباط فتاواها علىٰ « الكتاب والسُنّة النبوية الشريفة ، بامتدادها المتمثّل في سُنّة الأئمّة المعصومين من أهل البيت عليهم‌السلام باعتبارهم أحد الثقلين اللذين أمر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالتمسّك بهما ، ولم نعتمد في شيء من هذه الفتاوىٰ علىٰ غير هذين المصدرين .

أمّا القياس والاستحسان ونحوهما ، فلا نرىٰ مسوّغاً شرعيّاً للاعتماد عليها ؛ تبعاً لأئمّة أهل البيت عليهم‌السلام .

__________________

(١) الإسماعيليّون والمغول ونصير الدين الطوسي : ٤٧ ـ ٥١ .

۸۶

وأمّا ما يسمّىٰ بالدليل العقلي ، الذي اختلف المجتهدون والمحدّثون في أنّه هل يسوغ العمل به أو لا ، فنحن وإن كنّا نؤمن بأنّه يسوغ العمل به ، ولكنّنا لم نجد حكماً واحداً يتوقّف إثباته علىٰ الدليل العقلي بهذا المعنىٰ ، بل كلّ ما يثبت بالدليل العقلي فهو ثابت في نفس الوقت بكتاب أو سُنّة .

وأمّا ما يسمّىٰ بالإجماع ، فهو ليس مصدراً إلىٰ جانب الكتاب والسُنّة ، ولا يعتمد عليه إلّا من أجلِ كونه وسيلة إثبات للسُنّة في بعض الحالات » (١) .

* وأمّا النقطة الثانية :

فالكلام فيها علىٰ القاعدتين اللتين ذكروهما لاستكشاف الحكم الشرعي عقلاً بنحو العلم واليقين ، لبيان وجود الأدلّة علىٰ ما ثبت بهما من أحكام .

* القاعدة الأُولىٰ :

وهي : الملازمة العقلية بين إدراك العقل العملي لحسن الأفعال أو قبحها من جهة ، وبين حكم الشارع بوجوب تلك الأفعال أو حرمتها من جهة أُخرىٰ ؛ فمن الواضح جدّاً أنّ الأحكام التي اكتشفوها عن طريق الملازمة المذكورة ، كوجوب العدل وحرمة الظلم ، وغيرهما ممّا تقدّم ذِكره ، كلّها منصوص عليها في الآيات والروايات .

__________________

(١) الفتاوىٰ الواضحة : ١٥ .

۸۷

* وأمّا القاعدة الثانية :

وهي : الملازمة العقلية بين إدراك حكم ثابت بدليل شرعي ، وبين حكم شرعي آخر يستكشف عن طريق تلك الملازمة ؛ فسوف نستعرض باختصار أهمّ ما ذكروه من مصاديق هذه القاعدة ، وهي :

* أوّلاً : قاعدة الملازمة بين أمر الشارع بشيء ونهيه عن ضدّه .

والمراد بالضدّ في مصطلح الأُصوليّين : « مطلق المعاند والمنافي ، وجودياً كان أو عدمياً » (١) ، فيشمل كلّاً من الضدّ والنقيض في مصطلح المناطقة .

والملاحظ :

أنّ هذه القاعدة غير ثابتة لديهم ؛ فإنّ عمدة ما استدلّ به علىٰ هذه الملازمة مسلكان :

أوّلهما : مسلك مقدّميّة ترك الضدّ لفعلِ ضدّه .

والثاني : مسلك التلازم ، وأنّ حرمة أحد المتلازمين تستلزم حرمة ملازمه الآخر . .

ومثاله : ترك الصلاة الملازم لفعل الأكل ؛ فحرمة ترك الصلاة تستدعي حرمة ضدّه الخاصّ الذي هو : الأكل .

وقد أبطل العلماء كِلا هذين المسلكين ؛ قال الآخوند الخراساني : « إنّ توهّم توقّف الشيء علىٰ تركِ ضدّه ، ليس إلّا من جهة المضادّة والمعاندة

__________________

(١) كفاية الأُصول : ١٢٩ .

۸۸

بين الوجودين ، وقضيّتها الممانعة بينهما ، ومن الواضحات أنّ عدم المانع من المقدّمات .

وهو توهّم فاسد ؛ وذلك لأنّ المعاندة والمنافرة بين الشيئين لا تقتضي إلّا عدم اجتماعهما في التحقّق ، وحيث لا منافاة أصلاً بين أحد العينين وما هو نقيض الآخر وبديله ، بل بينهما كمال الملاءمة ، كان أحد العينين مع نقيض الآخر وما هو بديله في مرتبة واحدة ، من دون أن يكون في البين ما يقتضي تقدّم أحدهما علىٰ الآخر .

فكما أنّ قضية المنافاة بين المتناقضين لا تقتضي تقدّم ارتفاع أحدهما في ثبوت الآخر ، كذلك في المتضادَّين ، كيف ولو اقتضىٰ التضادّ توقّف وجود الشيء علىٰ عدم ضدّه ، توقّف الشيء علىٰ عدم مانعهِ ، لاقتضىٰ توقّفَ عدمِ الضدِّ علىٰ وجود الشيء ، توقّف عدم الشيء علىٰ مانعهِ ، بداهة ثبوت المانعيّة في الطرفين ، وكون المطاردة من الجانبين ، وهو دور واضح . . .

وأمّا من جهة لزوم عدم اختلاف المتلازمين في الوجود في الحكم ، فغايته أن لا يكون أحدهما فعلاً محكوماً بغير ما حكم به الآخر ، لا أن يكون محكوماً بحكمه .

وعدم خلوّ الواقعة عن الحكم ، فهو إنّما يكون بحسب الحكم الواقعي لا الفعلي ، فلا حرمة للضدّ من هذه الجهة أيضاً ، بل علىٰ ما هو عليه ، لولا الابتلاء بالمضادّة للواجب الفعلي من الحكم الواقعي » (١) .

وقال الشيخ المظفّر رحمه‌الله ـ بعد أن أثبت أنّ الأمر بالشيء لا يقتضي

__________________

(١) كفاية الأُصول : ١٣٠ ـ ١٣٣ .

۸۹

النهي عن ضدّه العامّ ، أي : نقيضه ـ : « إنّ القول باقتضاء الأمر بالشيء للنهي عن ضدّه الخاصّ ، يبتني ويتفرّع علىٰ القول باقتضائه للنهي عن ضدّه العامّ ، ولمّا ثبت ـ حسب ما تقدّم ـ أنّه لا نهي مولوي عن الضدّ العامّ ، فبالطريق الأَوْلىٰ نقول : أنّه لا نهي مولويّ عن الضدّ الخاصّ ؛ لِما تقدّم من ابتنائه وتفرّعه عليه ، وعلىٰ هذا فالحقّ : أنّ الأمر بالشيء لا يقتضي النهي عن ضدّه مطلقاً ، سواء أكان عامّاً أو خاصّاً » (١) .

هذا بالنسبة لحكم العقل بالملازمة ، وأمّا ما يستفاد من الدليل الشرعي ، أي : دليل الأمر بالشيء ، فإنّه كذلك لا دلالة فيه علىٰ حرمة ضدّه كما حقّقه العلماء ، من أنّه لا يدلّ عليه لا بالمطابقة ولا بالتضمّن ولا بالالتزام (٢) .

قال صاحب الحدائق رحمه‌الله : وأمّا « استلزام الأمر بالشيء النهي عن ضدّه الخاصّ ، فلم نقف له في الأخبار علىٰ أثر ، مع أنّ الحكم في ذلك ممّا تعمّ به البلوىٰ ، وقد حقّقنا . . . أنّ التمسّك بالبراءة الأصلية [ أي : العقلية ] في ما تعمّ به البلوىٰ من الأحكام بعد تتبّع الأدلّة وعدم الوقوف علىٰ ذلك فيها ، حجّة واضحة ، ولو كان الأمر كما ذكروا ، لورد عنهم عليهم‌السلام النهي عن أضداد الواجبات من حيث هي كذلك . . . والتالي باطل ، علىٰ أنّه لا يخفىٰ ما في القول بذلك من الحرج المنفي بالآية والرواية ، كما صرّح به شيخنا الشهيد الثاني ، فيكون داخلاً في باب : اسكتوا عمّا سكت الله عنه » (٣) .

__________________

(١) أُصول الفقه ٢ / ٢٩٧ ـ ٢٩٩ .

(٢) كفاية الأُصول : ١٣٣ ، أُصول الفقه ٢ / ٢٩٦ .

(٣) الحدائق الناضرة ١ / ٥٩ ـ ٦٠ .

۹۰

وقال المحقّق الأصفهاني : إنّ القول باقتضاء الأمر بالشيء للنهي عن ضدّه « يصعب الالتزام به ؛ إذ اللازم منه بطلان جميع العبادات الصادرة من المديون بفلس واحد لغريمٍ مطالبٍ ، فلا يصحّ حجّه وصلاته وٱعتكافه ، وغير ذلك من العبادات التي تضادّ الأداء ، وقلَّ مَن يسلم منه أو من نظائره ، وهذا مخالف لضرورة الفقه ، بل الدين ، كما قال بعض الأساطين » (١) .

ونقل صاحب الحدائق عن الشهيد الثاني قوله بهذا الشأن : لو كان الأمر بالشيء يقتضي النهي عن ضدّه ، « لم يتحقّق السفر إلّا لأوحديّ الناس ؛ لمصادمته ـ غالباً ـ لتحصيل العلوم الواجبة ، وقلّما ينفكّ الإنسان عن شغل الذمّة بشيء من الواجبات الفوريّة ، مع أنّه علىٰ ذلك التقدير موجب لبطلان الصلاة الموسّعة في غير آخر وقتها ، ولبطلان النوافل اليومية وغيرها » (٢) .

* ثانياً : قاعدة الملازمة العقلية بين إيجاب شيء شرعاً وبين إيجاب مقدّمته شرعاً .

ولا بُدّ من الإشارة أوّلاً إلىٰ أنّ مقدّمة الواجب علىٰ نحوين :

* أوّلهما : المقدّمة الشرعية ، كمقدّمية الوضوء للصلاة ؛ وهذا النحو من المقدّمة مرتبط بالشارع المقدّس ، فهو الذي يبيّنه من خلال إيجابه ، ولولا ذلك لا يتمكّن العقل من إدراكه ليحكم بوجوبه .

* والنحو الثاني : المقدّمة العقلية ، وهي التي يتوقّف عليها تحقّق

__________________

(١) وقاية الأذهان : ٢٩٧ ، وأشار في الهامش إلىٰ أنّ بعض الأساطين هو : الشيخ جعفر الكبير كاشف الغطاء .

(٢) الحدائق الناضرة ١ / ٥٩ ـ ٦٠ .

۹۱

الواجب تكويناً ، كالسفر بالنسبة لأداء مشاعر الحجّ ، وهذه المقدّمة هي محلّ البحث .

وقد تعدّدت الأقوال في هذه المسألة حتّىٰ تجاوزت العشرة ، وقد أورد العلّامة المظفّر عناوين العشرة المهمّة منها ، وٱنتهىٰ إلىٰ القول بأنّ الحقّ هو عدم وجوب مقدّمة الواجب العقلية ، « كما عليه جماعة من المحقّقين المتأخّرين . . . وذلك لأنّه إذا كان الأمر بذي المقدّمة داعياً للمكلّف إلىٰ الإتيان بالمأمور به ، فإنّ دعوته هذه ـ لا محالة بحكم العقل ـ تحمله وتدعوه إلىٰ الإتيان بكلِّ ما يتوقّف عليه المأمور به تحصيلاً له .

ومع فرض وجود هذا الداعي في نفس المكلّف لا تبقىٰ حاجة إلىٰ داع آخر من قبل المولىٰ ، مع علم المولىٰ ـ حسب الفرض ـ بوجود هذا الداعي ؛ لأنّ الأمر المولويَّ ـ سواء كان نفسيّاً أم غيريّاً ـ إنّما يجعله المولىٰ لغرضِ تحريكِ المكلّف نحو فعلِ المأمور به ؛ إذ يجعل الداعي في نفسه حيث لا داعيَ ، بل يستحيل في هذا الفرض جعل الداعي الثاني من المولىٰ ؛ لأنّه يكون من باب تحصيل الحاصل » (١) .

وأشار في حاشية البحث إلىٰ أنّ أوّل من تنبّه إلىٰ ذلك وبرهن عليه ، هو أُستاذه الأصفهاني ، وعاضده عليه كلّ من السيّدين الخوئي والحكيم .

قال المحقّق الأصفهاني : « إنّ العقل يذعن بأنّ ذا المقدّمة ـ المفروض استحقاق العقاب علىٰ تركه لجعل الداعي نحوه ـ لا يوجد إلّا بإيجاد مقدّمته ، فلا محالة تنقدح الإرادة في نفس المنقاد للبعث النفسي ،

__________________

(١) أُصول الفقه ٢ / ٢٩٢ ـ ٢٩٣ .

۹۲

ولا حاجة إلىٰ جعل داعٍ آخر إلىٰ المقدّمة بنفسها » (١) .

وقال المحقّق الخوئي : « لا دليل علىٰ وجوب المقدّمة وجوباً مولويّاً شرعياً ؛ حيث إنّ العقل بعد أن رأىٰ توقّف الواجب علىٰ مقدّمته ، ورأىٰ أنّ المكلّف لا يستطيع امتثال الواجب النفسي إلّا بعد الإتيان بها ، فبطبيعة الحال يحكم العقل بلزوم الإتيان بالمقدّمة توصّلاً إلىٰ الإتيان بالواجب ، ومع هذا لو أمر الشارع بها فلا محالة يكون إرشاداً إلىٰ حكم العقل بذلك ؛ لاستحالة كونه مولويّاً » (٢) .

وقال السيّد الحكيم : « أمّا صحّة البعث مولويّاً إلىٰ المقدّمة زائداً علىٰ البعث إلىٰ ذيها ، فيدفعها أنّ البعث إلىٰ ذيها كافٍ في البعث إليها في نظر العقل ، فيكون البعث إليها لغواً » (٣) .

وقد أنهىٰ الشيخ المظفّر رحمه‌الله بحثه عن مقدّمة الواجب بقوله : « إنّه لا وجوبَ غيريَّ [ مقدّمي ] أصلاً ، وينحصر الوجوب المولوي بالواجب النفسي فقط ، فلا موقع إذن لتقسيم الواجب إلىٰ النفسي والغيري ، فليحذف ذلك من سجل الأبحاث الأُصولية » (٤) .

* ثالثاً : مسألة اجتماع الأمر والنهي .

والمقصود بالاجتماع هنا : « الالتقاء الاتّفاقي بين المأمور به والمنهيّ عنه في شيء واحد . . . كالمثال المعروف ( الصلاة في المكان

__________________

(١) نهاية الدراية في شرح الكفاية ٢ / ١٧١ .

(٢) محاضرات في أُصول الفقه ٢ / ٤٣٨ .

(٣) حقائق الأُصول ١ / ٢٩٦ .

(٤) أُصول الفقه ٢ / ٢٩٣ .

۹۳

المغصوب ) . . . المفروض فيه : أنّه لا ربط لعنوان الصلاة المأمور به بعنوان الغصب المنهيّ عنه ، لكن قد يتّفق للمكلّف صدفة أن يجمع بينهما ، بأن يصلّي في مكان مغصوب . . . فيكون هذا الفعل الواحد داخلاً في ما هو مأمور به من جهة ، فيقتضي أن يكون المكلّف مطيعاً للأمر ممتثلاً ، وداخلاً في ما هو منهيّ عنه من جهة أُخرىٰ ، فيقتضي أن يكون المكلّف عاصياً به مخالفاً » (١) .

وقد اضطرّ القائلون بالجواز إلىٰ الخوض في بحوث لفظية دقيقة بعيدة عن الفهم العرفي ، كالقول بأنّ متعلّق الحكم هو العنوان لا المعنون ، أو أنّ تعدّد العنوان يوجب تعدّد المعنون ، كلّ ذلك من أجل أن ينتهوا إلىٰ تصحيح صلاة المكلّف في المغصوب ، وإن كانت له مندوحة من إتيانها فيه ؛ لتمكّنه من الصلاة في غير المغصوب !

وكلّ هذا الجهد سببه توهّم وجود وقائع لا كاشف لها من الأدلّة الشرعية ، وهو توهّم ليس له واقع .

ويلاحظ :

أنّهم انطلقوا في المثال المذكور من افتراض أنّ الشارع قد أصدر حكمين ، أوّلهما : إيجاب الصلاة ، وثانيهما : تحريم الغصب ، فاجتمعا صدفة في الصلاة في المغصوب ، فأخذوا يبحثون عن صحّة الصلاة في هذا الفرض أو عدم صحّتها .

هذا مع وجود بعض الأدلّة الشرعيّة التي تبيّن حكم هذه المسألة ،

__________________

(١) أُصول الفقه ٢ / ٣١٤ ـ ٣١٥ .

۹۴

وهي :

أوّلاً : ما روي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام في وصيّته لكميل بن زياد النخعي من قوله : « وٱنظر في ما تصلّي ، وعلىٰ ما تصلّي ، إن لم يكن من وجهه وحلّه ، فلا قبول » (١) .

ثانياً : ما جاء في المكاتبة عن صاحب الزمان ـ عجّل الله تعالىٰ فرجه الشريف ـ « قال : لا يحلُّ لأحدٍ أن يتصرّف في مالِ غيره بغير إذنه » (٢) .

وهو دالٌّ علىٰ حرمة التصرّف الغصبي مطلقاً ، حتّىٰ لو كان ذلك التصرّف بعنوانه الأوّلي عبادة واجبة ؛ ومع اتّصاف الصلاة في المغصوب بعدم الحلّيّة ، وكونها مبغوضة للمولىٰ ، كيف يمكن التقرّب بها إليه ، لتتّصف بالقبول والصحّة ؟ !

ثالثاً : ما جاء في عوالي اللآلي : « سأله بعض أصحابه ، فقال : يا بن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ما حال شيعتكم في ما خصّكم الله به إذا غاب غائبكم واستتر قائمكم ؟

فقال عليه‌السلام : ما أنصفناهم إن واخذناهم ، ولا أحببناهم إذا عاقبناهم ، بل نبيح لهم المساكن لتصحّ عباداتهم » (٣) .

ودلالته واضحة علىٰ عدم صحّة العبادة مع عدم إباحة المكان .

وعليه : فتصحيح الصلاة في المغصوب بناءً علىٰ إمكان اجتماع الأمر والنهي عقلاً منافٍ للأدلّة المتقدّمة ، وأمّا القول بعدم صحّتها ، فإنّه ليس

__________________

(١) تحف العقول : ١٧٤ ، بشارة المصطفىٰ : ٢٨ ، وسائل الشيعة ٥ / ١١٩ ح ٦٠٨٨ .

(٢) وسائل الشيعة ٢٥ / ٣٨٦ ح ٣٢١٩٠ .

(٣) عوالي اللآلي ٤ / ٥ ح ٢ ، مستدرك وسائل الشيعة ٧ / ٣٠٣ ح ٣ .

۹۵

متوقّفاً علىٰ الاستناد إلىٰ قاعدة عدم إمكان الاجتماع عقلاً ؛ ذلك أنّ مسوّغ اللجوء إلىٰ هذه القاعدة هو عدم وجود الدليل الشرعي ، وهو موجود بالأدلّة المذكورة .

* رابعاً : مسألة الملازمة بين النهي والفساد .

والبحث فيها عن أنّ العقل هل يدرك وجود ملازمة بين نهي الشارع عن شيء ، وبين حكم الشارع نفسه بفساد ذلك الشيء إذا ارتكبه المكلّف أم لا ؟

والشيء المنهيّ عنه ، قد يكون عبادة كالنهي عن صوم العيدين ، وقد يكون معاملة ، كالنهي عن البيع وقت النداء لصلاة الجمعة ، والنهي عن بيع الخمر والميتة والعبد الآبق .

والمراد بالفساد : ما يقابل الصحّة ، « والصحّة في العبادة والمعاملة لا تختلف ، بل [ هي ] فيهما بمعنىً واحدٍ ، وهو التماميّة » (١) ، أي : مطابقة كلٍّ منهما لِما هو معتبر فيها من الأجزاء والشرائط ، ومعنىٰ فسادهما عدم المطابقة المذكورة .

ولازم فساد العبادة عدم سقوط الأمر بها وعدم سقوط الأداء والقضاء ، ولازم فساد المعاملة عدم ترتّب أثرها عليها ، كالنقل والانتقال في عقد البيع (٢) .

أمّا في ما يتعلّق بالنهي عن العبادة ، فقد ذهبوا إلىٰ أنّ العقل يدرك ثبوت الملازمة المذكورة ، وٱتّخذوا من ذلك قاعدة للحكم بفساد العبادة

__________________

(١) كفاية الأُصول : ١٨٢ .

(٢) أُصول الفقه ٢ / ٣٤٨ ـ ٣٤٩ .

۹۶

المنهيّ عنها إذا أتىٰ بها المكلّف .

وأمّا في ما يتعلّق بالنهي عن المعاملة ، فقد أكّدوا « أنّ استناد الفساد إلىٰ النهي إنمّا يصحّ أن يفرض ويتنازع فيه فيما إذا كان العقد بشرائطه موجوداً ، حتّىٰ شرائط المتعاقدين وشرائط العوضين ، وأنّه ليس في البين إلّا المبغوضيّة الصرفة المستفادة من النهي ، وحينئذٍ يقع البحث في أنّ هذه المبغوضيّة هل تنافي صحّة المعاملة أو لا تنافيها ؟

وأمّا إذا كان النهي دالّاً علىٰ اعتبار شيء في المتعاقدين ، أو العوضين ، أو العقد ، مثلُ النهي عن بيع السفيه والمجنون والصغير ، الدالّ علىٰ اعتبار العقل والبلوغ في البايع ، وكالنهي عن بيع الخمر والميتة والآبق ونحوها ، الدالّ علىٰ اعتبار إباحة المبيع والتمكّن من التصرّف به ، وكالنهي عن العقد بغير العربية ـ مثلاً ـ الدالّ علىٰ اعتبارها في العقد ، فإنّ النهي في كلِّ ذلك لا شكَّ في كونه دالّاً علىٰ فساد المعاملة ؛ لأنّ هذا النهي في الحقيقة يرجع إلىٰ . . . الإرشاد إلىٰ اعتبار شيء في المعاملة ، وقد تقدّم أنّ هذا ليس موضع الكلام من منافاة نفس النهي بداعي الردع والزجر لصحّة المعاملة » (١) .

وقد اختلفت الأقوال في هذه المسألة ، وفرّق المتأخّرون من العلماء بين النهي عن المعاملة بمعنىٰ السبب ، أي : العقد الإنشائي ، كالنهي عن البيع وقت النداء بصلاة الجمعة ، وبين النهي بمعنىٰ المسبّب ، كالنهي عن بيع الخمر والعبد الآبق ، وذهبوا إلىٰ أنّ النهي عن المعاملة بمعنىٰ السبب لا يلازم فسادها ، وأنّ النهي عن المسبّب يلازم الفساد .

__________________

(١) أُصول الفقه ٢ / ٣٥٥ ـ ٣٥٦ .

۹۷

ويلاحظ :

أنّ الجواب عن هذه المسألة لا يتوقّف علىٰ القول بثبوت الملازمة العقلية بين النهي والفساد ، أو عدم ثبوتها ، بل يمكن معرفته اعتماداً علىٰ فهم مفاد الأدلّة الشرعية ، ولأجل ذلك عدَّ بعض العلماء هذه المسألة من مباحث الألفاظ .

قال الآخونذ الخراساني : « لا يخفىٰ أنّ عدَّ هذه المسألة من مباحث الألفاظ إنّما هو لأجل أنّه في الأقوال قولٌ بدلالته [ أي النهي ] علىٰ الفساد في المعاملات مع إنكار الملازمة بينه وبين الحرمة » (١) .

وقال المحقّق الأصفهاني : « لا يبعد دلالة النهي عنه [ أي الفساد ] باللزوم بالمعنىٰ الأخصّ ؛ فتكون دلالته لفظيّة ، ويؤيّده فهم العرف ، ولذا ترىٰ الفقهاء يستدلّون في أبواب الفقه علىٰ الفساد بالنهي ، ولعلّ القائل بدلالته عليه شرعاً ينظر بطرف خفيّ إلىٰ هذه السيرة » (٢) .

وقال الشيخ المظفّر : « قد يدّعي بعضهم أنّ هذه الملازمة ـ علىٰ تقدير ثبوتها ـ من نوع الملازمات البيّنة بالمعنىٰ الأخصّ ، وحينئذٍ يكون اللفظ الدالّ بالمطابقة علىٰ النهي ، دالّاً بالدلالة الالتزامية علىٰ فساد المنهيّ عنه ، فيصحّ أن يراد من الدلالة ما هو أعمّ من الدلالة اللفظية والعقلية » (٣) .

والذي يبدو لي : أنّه لا شكَّ في دلالة صيغة النهي علىٰ الحرمة

__________________

(١) كفاية الأُصول : ١٨٠ .

(٢) وقاية الأذهان : ٤٠٤ .

(٣) أُصول الفقه ٢ / ٣٤٧ .

۹۸

التكليفية ، وٱستحقاق المكلّف العقاب إذا ارتكب المنهيّ عنه ، وأمّا الدلالة علىٰ الفساد فليست مستفادة من صيغة النهي ، وإنّما تستفاد من أدلّة شرعية أُخرىٰ ، ولذا يختلف حكم هذه المسألة باختلاف الموارد .

فدلالة النهي عن العبادة علىٰ فسادها ، تستفاد من علمنا بأنّ الشارع قد اشترط في صحّة العبادة أن يؤتىٰ بها بقصد القربة ، وهو لا يتأتّىٰ مع النهي عنها ، الكاشف عن حرمتها ومبغوضيّتها للشارع ؛ إذ لا يُعقل التقرّب إلىٰ المولىٰ بما هو مبغوض له ، و « لا طاعة لمَن عصىٰ الله » (١) ، كما روي عن النبيّ الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وأمّا النهي عن المعاملة ، فإنّه لا يدلّ علىٰ فسادها ، إلّا إذا كان دالّاً علىٰ اعتبار شيء في العقد أو المتعاقدين أو العوضين ، كما تقدّم ذِكره ، ومرجع ذلك إلىٰ فقد العقد لبعض الشروط المعتبرة في صحّته شرعاً .

وأمّا إذا كانت المعاملة مستوفية للشرائط وتعلَّق النهي بإيقاعها في حالٍ معيّنة ، كالنهي عن البيع وقت النداء ، فإنّه لا دلالة لصيغة النهي علىٰ بطلان المعاملة وعدم نفوذها ؛ قال الآخوند : « إنّ النهي الدالّ علىٰ حرمتها لا يقتضي الفساد ؛ لعدم الملازمة فيها ـ لغة ولا عرفاً ـ بين حرمتها وفسادها أصلاً » (٢) .

فصيغة النهي عن إيقاع البيع وقت النداء ، لا تدلّ علىٰ أكثر من الحرمة التكليفية والمبغوضيّة ، « ولم تثبت المنافاة لا عقلاً ولا عرفاً بين مبغوضيّة العقد والتسبّب به ، وبين إمضاء الشارع له ، بعد أن كان العقد مستوفياً لجميع الشروط المعتبرة فيه ، بل ثبت خلافها ، كحرمة الظهار ، التي

__________________

(١) كتاب سُليم : ٤٠٨ .

(٢) كفاية الأُصول : ١٨٧ .

۹۹

لم تنافِ ترتّب الأثر عليه من الفراق » (١) .

وقد جرىٰ المحدّث البحراني قدس‌سره علىٰ هذه الطريقة ، فعالج هذه المسألة في ضوء ما تقتضيه الأدلّة الشرعية ، وممّا قال بهذا الشأن : « إنّ القاعدة التي بنوا عليها الكلام في المقام من أنّ النهي في غير العبادات لا يقتضي الفساد وإن اشتهرت وتكرّرت في كلامهم . . .

إلّا أنّنا نرىٰ كثيراً من عقود المعاملات قد حكموا ببطلانها ، من حيث النهي الوارد عنها في الروايات ، ومَن تتبّع كتاب البيع وكتاب النكاح عثر علىٰ كثير منها ، كبيع الخمر والخنزير والعذرة وبيع الغرر ونحو ذلك . . .

وما ذكروه من القاعدة المشار اليها ، اصطلاح أُصولي لا تساعد عليه الأخبار بحيث يكون أصلاً كلّيّاً وقاعدة مطّردة ، بل المفهوم منها كون الأمر كذلك في بعض ، وبخلافه في آخر . . .

ويخطر بالبال ، في الجمع بين الأخبار المتصادمة في هذا المجال ، أن يقال : إنّ النهي الواقع في الأخبار إن كان باعتبار عدم قابلية المعقود عليه للدخول تحت مقتضىٰ العقد ، فإنّه يبطل العقد رأساً ، كالأشياء التي ذكرناها ؛ فإنّ الظاهر أنّ النهي عنها إنّما وقع من حيث عدم قابليّتها للانتقال إلىٰ ما أُريد نقلها إليه . .

وإن كان لا كذلك ، بل باعتبار أمر خارج من زمان أو مكان أو قيد خارج ، أو نحو ذلك ممّا لا مدخل له في أصل العوضين ، فالحكم فيه ما ذكروه من صحّة العقد ، وإن حصل الإثم باعتبار مخالفة النهي ، ومنه : البيع وقت النداء ؛ فإنّ النهي عنه وقع من حيث الزمان ، فيقال بصحّة البيع

__________________

(١) أُصول الفقه ٢ / ٣٥٤ ـ ٣٥٥ .

۱۰۰

حينئذٍ لعدم تعلّق النهي بذاتِ شيء من العوضين باعتبار عدم قابليّته للعوضيّة ، وإنّما وقع باعتبار أمر خارج عن ذلك وإن أثم باعتبار إيقاعه في ذلك الزمان المنهيّ عن الإيقاع فيه » (١) .

* خامساً : مسألة الإجزاء .

ويقع البحث في هذه المسألة عن أنّه هل توجد ملازمة عقلية بين إتيان المكلّف بالمأمور به بالأمر الاضطراري أو الظاهري ، وبين حكم الشارع بإجزاءِ ما أتىٰ به عن المأمور به بالأمر الأوّلي الاختياري ، أو الواقعي ، أم لا ؟ وقد قسّموا البحث في هذه المسألة علىٰ مقامين :

* المقام الأوّل :

في إجزاء المأمور به بالأمر الاضطراري ، ولم يتّفق العلماء هنا علىٰ القولِ بالإجزاء عقلاً ، فما هو معروف في فتاواهم من القول بالإجزاء ، لا بُدّ أن يكون مردّه إلىٰ ما استفادوه من الأدلّة الشرعية في هذا المقام .

قال الشيخ المظفّر رحمه‌الله : « لا شكَّ في أنّ هذه الأوامر الاضطرارية أوامر واقعية حقيقية ذات مصالح ملزمة كالأوامر الأوّلية . . . وإذا امتثلها المكلّف أدّىٰ ما عليه في هذا الحال وسقط عنه التكليف بها .

ولكن يقع البحث والتساؤل فيما لو ارتفعت تلك الحالة الاضطرارية الثانوية ، ورجع المكلّف إلىٰ حالته الأُولىٰ من التمكّن من أداءِ ما كان عليه واجباً في حالة الاختيار ، فهل يجزئه ما كان قد أتىٰ به في حال الاضطرار ،

__________________

(١) الحدائق الناضرة ١٠ / ١٧٦ ـ ١٧٧ .

۱۰۱

أو لا يجزئه ، بل لا بُدّ له من إعادة الفعل في الوقت أداءً . . . أو إعادته خارج الوقت قضاءً ؟

إنّ هذا أمر يصحّ فيه الشكّ والتساؤل ، وإن كان المعروف بين الفقهاء في فتاويهم القول بالإجزاء مطلقاً أداءً وقضاءً .

غير أنّ إطباقهم علىٰ القول بالإجزاء ليس مستنداً إلىٰ دعوىٰ أنّ البديهيّة العقلية تقضي به ، لأنّه هنا يمكن تصوّر عدم الإجزاء بلا محذور عقليّ ، أعني : يمكننا أن نتصوّر عدم الملازمة بين الإتيان بالمأمور به بالأمر الاضطراري وبين الإجزاء به عن الأمر الواقعي الاختياري » (١) .

وفصّل المحقّق الأصفهاني في هذا المقام في ما يخصّ حكم العقل بالملازمة ، فقسّم المكلّف به اضطراراً إلىٰ ثلاثة أقسام :

أوّلها : أن يكون مشتملاً علىٰ عين مصلحة الواجب الأوّلي .

والثاني : أن يكون مشتملاً علىٰ مصلحة ملزمة لكنّها من غير نوع المصلحة الموجودة في الفعل الاختياري .

والثالث : أن يكون مشتملاً علىٰ مرتبة نازلة من المصلحة القائمة بالفعل الاختياري .

وذهب إلىٰ أنّ لازم الإتيان بالأوّل الإجزاء ، ولازم الإتيان بالثاني عدم الإجزاء ، وفرّق في الثالث بين ما أمكن تدارك مصلحة الفعل الاختياري فذهب إلىٰ عدم الإجزاء ، وما إذا لم يمكن ذلك فذهب إلىٰ الإجزاء (٢) .

ثمّ قال : « هذا ، وأمّا الحكم بحسب الأدلّة ، فهو يختلف باختلاف

__________________

(١) أُصول الفقه ٢ / ٢٤٧ ـ ٢٤٨ .

(٢) وقاية الأذهان : ١٩٨ .

۱۰۲

الموارد . . . فإنّ إجزاء هذه الأحكام عن الواقعيّات الأوّلية تابع لما يستفاد من الأدلّة من أمر العذر الذي أخذه الشارع في موضوعاتها ، فإن علم منها أنّه العذرُ وقت العمل ، فلا شكَّ في الإجزاء ؛ لأنّ المفروض أنّها بدل عن تلك الأحكام ، ولا معنىٰ للجمع بين البدل والمبدل منه . . . وإن علم منها أنّه العذر المستوعب ، فلا حكم حتّىٰ يبحث عن إجزائه ، وعلىٰ فرض عدم استفادة أحد الأمرين من الأدلّة ، وٱنتهاء النوبة إلىٰ الأصل العملي ، فلا شكَّ أنّ الأصل عدم تلك الأحكام ، فلا بُدّ من إحراز تلك الأوامر أوّلاً ، ثمّ البحث عن إجزائها » (١) .

وقال الشيخ المظفّر ـ بعد أن قرّر أنّ ذهابهم إلىٰ القولِ بالإجزاء غير مستند إلىٰ دعوىٰ أنّ البديهيّة العقلية تقتضي الإجزاء ـ : « لا إشكال في أنّ المأتيَّ به في حال الاضطرار أنقص من المأمور به في حال الاختيار ، والقول بالإجزاء فيه ، معناه : كفاية الناقص عن الكامل ، مع فرض التمكّن من أداءِ الكامل في الوقت أو خارجه ، ولا شكَّ في أنّ العقل لا يرىٰ بأساً بالأمر بالفعل ثانياً بعد زوال الضرورة ؛ تحصيلاً للكامل الذي قد فات منه ، بل قد يلزم العقل بذلك إذا كان في الكامل مصلحة ملزمة لا يفي بها الناقص ، ولا يسدُّ مسدَّ الكامل في تحصيلها .

والمقصود الذي نريد أن نقوله بصريح العبارة : ( أنّ الإتيان بالناقص ، ليس بالنظرة الأُولىٰ ممّا يقتضي عقلاً الإجزاء عن الكامل ) ، فلا بُدّ أن يكون ذهاب الفقهاء إلىٰ الإجزاء لسرٍّ هناك » (٢) .

ثمّ إنّه ذكر أربعة أُمور تصلح كلّها أو بعضها لتوجيه القول بالإجزاء ،

__________________

(١) وقاية الأذهان : ٢٠٠ ـ ٢٠١ .

(٢) أُصول الفقه ٢ / ٢٤٧ ـ ٢٤٨ .

۱۰۳

وليس منها حكم العقل بالملازمة ، بل كلّها مستفادة من فهم النصوص الشرعية الواردة في التكاليف الاضطرارية .

والحاصل : إنّ دلالة النصوص علىٰ إجزاء الإتيان بالمأمور به بالأمر الاضطراري عن الاختياري تُغني عن القول بالملازمة العقلية المفيدة للإجزاء ، وأمّا القول بأنّ العقل يحكم بعدم الملازمة وعدم الإجزاء ، فإنّه مناف لما هو مستفاد من الأدلّة الشرعية .

* المقام الثاني :

في إجزاء المأمور به بالأمر الظاهري ، وهو : الأمر الثابت بالحجج الظاهرية ، أي : الأمارات والأُصول العملية ، فإذا أتىٰ المكلّف بالوظيفة وفقاً للحجّة الظاهرية ، ثمّ انكشف الواقع بعد ذلك ، وتبيّن أنّه غير ما قامت عليه الأمارة أو الأصل ، فهل يجب علىٰ المكلّف امتثال الأمر الواقعي أداءً في الوقت وقضاءً خارجه ، أم لا يجب عليه ذلك ، ويجزي ما أتىٰ به علىٰ طبق الأمارة والأصل ، وإن تبيّن خطَأُهما ؟

والرأي السائد لدىٰ العلماء هو عدم الإجزاء ، سواء انكشف خطأ الأمارة أو الأصل يقيناً أو بحجّة معتبرة ، ولا فرق في ذلك بين قيام الحجّة الظاهرية التي انكشف خطَأُها علىٰ الأحكام أو الموضوعات .

نعم ، ذهبوا إلىٰ الإجزاء في الأحكام ؛ للإجماع عليه ، لا لكونه مقتضىٰ القاعدة العقلية .

هذا كلّه بناءً علىٰ ثبوت الحكم الظاهري ، وهو بحاجة إلىٰ إعادة النظر ؛ لأنّه في مورد الأمارة يتوقّف علىٰ حجّيّة الظنّ ، وفي مورد الأصل العملي يتوقّف علىٰ القول بعدم توفّر الأدلّة الشرعيّة علىٰ بعض الأحكام ،

۱۰۴

وكِلا الأمرين محلّ تأمّل ونظر يحتاج بيانه إلىٰ بحث مستقلّ .

والحاصل من بحث الملازمات العقلية بنوعيها : أنّ بعضها غير ثابت أصلاً ، والثابت منها لا يكشف عن أحكام ليس عليها دليل من الآيات والروايات ، بحيث يتوقّف استنباطها علىٰ تلك الملازمات .

كما أنّ الحاصل من بحث الدليل العقلي عموماً :

أوّلاً : إنّ تشريع الأحكام عن طريق العقل مستقلّاً عن الأدلّة النقلية من الكتاب والسُنّة محرّم شرعاً .

ثانياً : إنّ اكتشاف الأحكام الشرعية عن طريق القياس محرّم أيضاً ؛ لأنّه لا يؤدّي إلىٰ العلم بالحكم الشرعي ، ولا يفيد أكثر من الظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً .

ثالثاً : إنّ اكتشاف الحكم الشرعي عن طريق ما هو ثابت من الملازمات العقلية وإن كان جائزاً ؛ لاشتراطه بأدائه إلىٰ العلم بالحكم ، إلّا أنّه ليس ضرورياً ؛ إذ لا يتوقّف عليه الاستنباط بعد توفّر الأدلّة الشرعية الكاشفة عن أحكام جميع الوقائع .

فينبغي صرف الجهد العقلي إلىٰ اكتشاف الأحكام من أدلّتها الشرعية ، ولا حاجة لإنفاق الوقت والجهد في تأسيس قواعد لحلّ مشاكل افتراضية ليس لها وجود في مجال استنباط الأحكام .

بقيت هناك نقطتان تجدر الإشارة إليهما في ختام البحث :

النقطة الأُولىٰ :

تتعلّق بتقريب كيفية وفاء الشريعة بأحكام جميع القضايا ، بما فيها القضايا الحادثة بعد عصر التشريع ، فقد يقال بصعوبة تصوير ذلك ، بدعوىٰ

۱۰۵

« أنّ النصوص التشريعية من قرآنٍ أو سُنّةٍ هي نصوصٌ متناهية ، بينما الحوادث الواقعة والمتوقّعة غير متناهية ، فلا سبيل إلىٰ إعطاء الحوادث والمعاملات الجديدة منازلها وأحكامها في فقه الشريعة إلّا عن طريق الرأي » (١) .

والجواب عن ذلك : إنّ الشارع المقدّس قد احتاط لهذا الأمر بأن شرّع الأحكام علىٰ نحوين :

أوّلهما : الأحكام الشرعية التي يتعلّق كلّ منها بموضوع خاصّ أو عنوان جزئي ، فيختصّ به ولا يتعدّاه إلىٰ غيره ، كحرمة الخمر ، ووجوب الصلاة .

وثانيهما : الأحكام الشرعية التي يتعلّق كلّ منها بعنوان عامّ أو موضوع كلّي يصلح للانطباق علىٰ أفراد ومصاديق متعدّدة ، وهذا النوع من الأحكام هو المصطلح عليه لدىٰ الفقهاء بـ : « القواعد الفقهية » التي تحدّد في ضوئها أحكام الوقائع المستجدّة التي ينطبق عليها العنوان الكلّي أو الموضوع العامّ الذي تعلّق به الحكم الشرعي .

وبتشريع هذا النحو من الأحكام تتمكّن الشريعة من الوفاء بأحكام القضايا المتجدّدة عبر الزمن ، بنحو لا يبقي فراغاً في منطقة التشريع ، ولا يترك مجالاً لدعوىٰ ضرورة الاستعانة بالعقل في صياغة الأحكام أو اكتشافها عن طريق القياس ، وما ينجم عن ذلك من تسرّب القوانين الوضعيّة إلىٰ ساحة التشريع الإلٰهي .

__________________

(١) موسوعة فقه السلف ١ / ٨٢ ـ ٨٣ ؛ وٱنظر : أعلام الموقّعين ـ لابن القيّم ـ ١ / ٣٣٣ .

۱۰۶

وإلىٰ هذا النوع من الأحكام الكلّيّة أو القواعد الفقهيّة تشير الأحاديث الواردة عن الأئمّة المعصومين عليهم‌السلام ، كـ : قول الإمام الصادق عليه‌السلام : « إنّما علينا أن نلقي إليكم الأُصول ، وعليكم أن تفرّعوا » (١) ، وقول الإمام الرضا عليه‌السلام : « علينا إلقاء الأُصول وعليكم التفريع » (٢) .

قال الحرّ العاملي قدس‌سره: « هذان الحديثان تضمّنا جواز التفريع علىٰ الأُصول المسموعة منهم ، وهي : القواعد الكلّيّة المأخوذة عنهم لا علىٰ غيرها ، فلا دلالة له [ علىٰ ] أكثر من العمل بالنصّ العامّ ، ولا خلاف فيه بين العقلاء » (٣) .

وفي بصائر الدرجات : « عن موسىٰ بن بكر ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : الرجل يغمىٰ عليه اليوم أو اليومين أو ثلاثة أو أكثر من ذلك ، كم يقضي ؟

فقال : ألا أُخبرك بما ينتظم هذا وأشباهه ؟ فقال : كلّ ما غلب الله عليه من أمرٍ ، فالله أعذر لعبده » (٤) .

النقطة الثانية :

لو افترضنا أنّنا لم نجد في النصوص الشرعية دليلاً يحدّد حكم قضيّة ما ، فلا يسوغ لنا أن نعزو ذلك إلىٰ تفريط الشارع المقدّس في بيان حكم هذه القضيّة ، ولا إلىٰ ضياع النصّ الخاصّ بحكمها ؛ فقد تقدّم أنّ

__________________

(١) السرائر : ٤٧٧ ، وسائل الشيعة ٢٧ / ٦١ ح ٣٣٢٠١ .

(٢) السرائر : ٤٧٧ ، وسائل الشيعة ٢٧ / ٦٢ ح ٣٣٢٠٢ .

(٣) الفصول المهمّة في أُصول الأئمّة : ٢١٤ ـ ٢١٥ .

(٤) بصائر الدرجات : ٣٢٦ ـ ٣٢٧ .

۱۰۷

الشارع قد أكمل الدين وتعهّد بحفظه ، والتفسير الصحيح لهذه الحالة هو ما ذكره الشارع نفسه من أنّه وسّع علىٰ المكلّف وتركه مطلق العنان ، ولم يلزمه بفعل أو تركٍ تجاه هذه القضيّة .

وقد ورد بهذا الشأن كثير من الأدلّة في مصادر الفريقين ، منها :

١ ـ قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « الحلال ما أحلّه الله في كتابه ، والحرام ما حرّم الله في كتابه ، وما سكت عنه فهو ممّا عفا عنه » (١) .

٢ ـ قول الإمام عليّ عليه‌السلام : « إنّ الله افترض عليكم فرائض فلا تضيّعوها ، وحدّ لكم حدوداً فلا تعتدوها ، ونهاكم عن أشياء فلا تنتهكوها ، وسكت لكم عن أشياء ولم يدعها نسياناً ، فلا تتكلّفوها » (٢) .

٣ ـ قول الإمام الصادق عليه‌السلام : « ما حجب الله علمه عن العباد فهو موضوع عنهم » (٣) .

٤ ـ « عن عبد الأعلىٰ بن أعين ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام : مَن لم يعرف شيئاً ، عليه شيء ؟ قال : لا » (٤) .

٥ ـ قول الإمام الصادق عليه‌السلام : « إنّ الله عزّ وجلّ احتجّ علىٰ الناس بما آتاهم وما عرّفهم » (٥) .

فعدم وجود دليل خاصّ أو عامّ يبيّن حكم واقعة ما ، دليل علىٰ أنّ

__________________

(١) سُنن الترمذي ٤ / ٢٢٠ ح ١٧٢٦ ، سُنن ابن ماجة ٥ / ٧٣ ح ٣٣٦٧ ، سُنن البيهقي ١٤ / ٢٩٧ ح ١٩٩٣٥ ، المستدرك علىٰ الصحيحين ٥ / ١٥٨ .

(٢) وسائل الشيعة ١٥ / ٢٦٠ ح ٢٠٤٥٢ ، نهج البلاغة : ٤٨٧ الحكمة ١٠٥ .

(٣) الكافي ١ / ١٦٤ ح ٣ ، التوحيد : ص ٤١٣ ح ٩ .

(٤) الكافي ١ / ١٦٤ ح ٢ ، التوحيد : ٤١٢ ح ٨ .

(٥) التوحيد : ٤١٠ ح ٢ .

۱۰۸

حكمها الإباحة ، ولا يدلّ علىٰ نقص في التشريع أو فقدان لبعض أدلّة الأحكام ، بنحو يضطرّنا إلىٰ الرجوع إلىٰ العقل وٱتّخاذه مقنّناً أو كاشفاً عن الأحكام ، وعليه ينبغي حصر وظيفة العقل باستنباط الأحكام بالرجوع إلىٰ النصوص الشرعية من آيات الكتاب الكريم ، وأحاديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأئمّة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين .

والحمد لله ربّ العالمين .

*      *     *

۱۰۹

مصادر البحث

١ ـ القرآن الكريم .

٢ ـ اجتهاد الرسول ، لنادية شريف العمري ، مؤسّسة الرسالة / بيروت ، ١٤٠١ هـ ـ ١٩٨١ م .

٣ ـ الإحكام في أُصول الأحكام ، لابن حزم علي بن أحمد الأندلسي ، تحقيق لجنة من العلماء ، ط ٢ ، دار الجيل / بيروت ، ١٤٠٥ هـ ـ ١٩٨٥ م .

٤ ـ اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشّي ) ، لأبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي ، تحقيق محمّد فاضل الميبدي والسيّد أبو الفضل الموسويان ، نشر وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي / طهران ، ١٤٢٤ هـ .

٥ ـ الإسماعيليّون والمغول ونصير الدين الطوسي ، لحسن الأمين ، مركز دراسات الغدير / قم ، ١٤١٧ هـ ـ ١٩٩٧ م .

٦ ـ أُصول الفقه ، للشيخ محمّد رضا المظفّر ، مطبعة النعمان / النجف الأشرف ، ١٣٨٦ هـ ـ ١٩٦٦ م .

٧ ـ الأُصول العامة للفقه المقارن ، للسيّد محمّد تقي الحكيم ، دار الأندلس / بيروت ، ١٩٦٣ م .

٨ ـ أعلام الموقّعين ، لابن قيّم الجوزية ، تحقيق طٰه عبد الرؤوف ، دار الجيل / بيروت .

٩ ـ بشارة المصطفىٰ لشيعة المرتضىٰ ، لمحمّد بن علي الطبري ، تحقيق جواد القيّومي الأصفهاني ، مؤسّسة النشر الإسلامي / قم ، ١٤٢٠ هـ .

١٠ ـ بداية المجتهد ونهاية المقتصد ، لمحمّد بن أحمد ، ابن رشد القرطبي ، ١٣٨٩ هـ ـ ١٩٦٩ م .

١١ ـ بصائر الدرجات في فضائل آل محمّد ، للشيخ محمّد بن الحسن الصفّار ، تعليق وتصحيح الميرزا محسن كوچه باغي ، منشورات الأعلمي / طهران ، ١٤٠٤ هـ .

۱۱۰

١٢ ـ التبصرة في أُصول الفقه ، لأبي إسحاق الشيرازي ، تحقيق محمّد حسن هيتو ، دار الفكر / دمشق ، ١٤٠٣ هـ ـ ١٩٨٣ م .

١٣ ـ تحف العقول عن آل الرسول ، لعلي بن الحسين بن شعبة الحرّاني ، تصحيح وتعليق علي أكبر الغفّاري ، مؤسّسة النشر الإسلامي / قم ، ١٤٠٤ هـ .

١٤ ـ التفسير الكبير ( مفاتيح الغيب ) ، لفخر الدين محمّد بن عمر الرازي .

١٥ ـ الحدائق الناضرة في فقه العترة الطاهرة ، للشيخ يوسف البحراني ، طبعة مؤسّسة النشر الإسلامي / قم ، ١٣٧٧ هـ .

١٦ ـ حقائق الأُصول ، للسيّد محسن الحكيم ، النجف الأشرف ، ١٣٧٢ هـ .

١٧ ـ حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ، لأبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهاني ، دار الكتاب العربي / بيروت ، ١٤٠٥ هـ ـ ١٩٨٥ م .

١٨ ـ الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور ، لجلال الدين السيوطي ، دار الفكر / بيروت ، ١٤١٤ هـ ـ ١٩٩٣ م .

١٩ ـ دعائم الإسلام ، للقاضي أبو حنيفة النعمان ، تحقيق علي أصغر فيضي ، دار المعارف / مصر ، ١٣٨٣ هـ ـ ١٩٦٣ م .

٢٠ ـ روضة الناظر وجنّة المناظر ، لابن قدامة ، عبد الله بن أحمد ، تحقيق شعبان محمّد إسماعيل ، مؤسّسة الريّان / بيروت ، ١٤١٩ هـ ـ ١٩٩٨ م .

٢١ ـ السرائر ، لمحمّد بن إدريس الحلّي ، مؤسّسة النشر الإسلامي / قم ، ١٤١٤ هـ .

٢٢ ـ سُنن ابن ماجة ، لمحمّد بن يزيد القزويني ، تحقيق بشّار عوّاد معروف ، دار الجيل / بيروت ، ١٤١٨ هـ ـ ١٩٩٨ م .

٢٣ ـ سُنن أبي داود ، لسليمان بن الأشعث ، ضبط وتعليق محمّد محيي الدين عبد الحميد ، دار الفكر / بيروت .

٢٤ ـ سُنن البيهقي ، لأحمد بن الحسين ، دار الفكر / بيروت ، ١٤١٦ هـ ـ ١٩٩٦ م .

٢٥ ـ سُنن الترمذي ، لمحمّد بن عيسىٰ ، تحقيق إبراهيم عطوة عوض ،

۱۱۱

دار إحياء التراث العربي / بيروت ، ١٣٨١ هـ ـ ١٩٦٢ م .

٢٦ ـ سُنن النسائي ، لأحمد بن شُعيب ، ضبط وتصحيح عبد الوارث محمّد علي ، دار الكتب العلمية / بيروت ، ١٤١٦ هـ ـ ١٩٩٥ م .

٢٧ ـ شرح التجريد ، لعلاء الدين علي بن محمّد القوشجي ، الطبعة الحجرية .

٢٨ ـ شرح نهج البلاغة ، لابن أبي الحديد المعتزلي ، عزّ الدين عبد الحميد ابن هبة الله بن محمّد المدائني ، تحقيق محمّد أبو الفضل إبراهيم ، دار إحياء الكتب العربية / مصر ، ١٣٨٥ هـ ـ ١٩٦٥ م .

٢٩ ـ الصادع في الردّ علىٰ مَن قال بالقياس والرأي والاستحسان والتعليل ، لابن حزم الأندلسي ، تحقيق محمّد رضا الأنصاري ، مجلّة دراسات أُصولية / قم ، العدد المزدوج ( ٤ ـ ٥ ) لسنة ١٤٢٤ هـ .

٣٠ ـ صحيح البخاري ، لمحمّد بن إسماعيل ، تحقيق مصطفىٰ ديب البُغا ، دار ابن كثير ودار اليمامة / دمشق وبيروت ، ١٤١٤ هـ ـ ١٩٩٣ م .

٣١ ـ صحيح مسلم بشرح النووي ، تحقيق خليل مأمون شيحا ، دار المعرفة / بيروت ، ١٤٢٢ هـ ـ ٢٠٠١ م .

٣٢ ـ علل الشرائع ، للشيخ الصدوق ، محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي ، مؤسّسة الأعلمي / بيروت ، ١٤٠٨ هـ ـ ١٩٨٨ م .

٣٣ ـ العلل المتناهية في الأحاديث الواهية ، لابن الجوزي ، تحقيق خليل الميس ، دار الكتب العلمية / بيروت ، ١٤٢٤ هـ ـ ٢٠٠٣ م .

٣٤ ـ عوالي اللآلي ، لابن أبي جمهور الأحسائي ، تحقيق مجتبىٰ العراقي ، مطبعة سيّد الشهداء / قم ، ١٤٠٣ هـ ـ ١٩٨٣ م .

٣٥ ـ الفتاوىٰ الواضحة ، للسيّد محمّد باقر الصدر ، مطبعة الآداب / النجف الأشرف ، ١٣٩٦ هـ .

٣٦ ـ فجر الإسلام ، لأحمد أمين ، دار الكتاب العربي / بيروت ، ١٩٦٩ م .

٣٧ ـ الفصول المهمّة في أُصول الأئمّة ، للحرّ العاملي ، محمّد بن الحسن ، منشورات بصيرتي / قم .

۱۱۲

٣٨ ـ الكافي ، للكليني محمّد بن يعقوب الرازي ، تحقيق علي أكبر الغفّاري ، دار الكتب الإسلامية / طهران ، ١٣٨٨ هـ .

٣٩ ـ كتاب سُليم بن قيس الهلالي ، تحقيق محمّد باقر الأنصاري ، الناشر : « دليل ما » / قم ، ١٤٢٤ هـ .

٤٠ ـ كفاية الأُصول ، للآخوند الخراساني ، تحقيق مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث / قم ، ١٤٠٩ هـ .

٤١ ـ كنز العمّال ، للمتّقي الهندي ، مؤسّسة الرسالة / بيروت ، ١٤٠٥ هـ .

٤٢ ـ المحاسن ، لأحمد بن محمّد البرقي ، تحقيق المحدّث الأُرموي ، دار الكتب الإسلامية / قم .

٤٣ ـ المحصول في علم الأُصول ، لفخر الدين محمّد بن عمر الرازي ، تحقيق محمّد عبد القادر عطا ، دار الكتب العلمية / بيروت ، ١٤٢٠ هـ ـ ١٩٩٩ م .

٤٤ ـ محاضرات في أُصول الفقه ، لمحمّد إسحاق الفيّاض ، تقريراً لبحث السيّد الخوئي ، مطبعة النجف ، ١٣٨٢ هـ ـ ١٩٦٢ م .

٤٥ ـ المستدرك علىٰ الصحيحين ، للحاكم النيسابوري محمّد بن عبد الله ، صنعة عبد السلام علّوش ، دار المعرفة / بيروت ، ١٤١٨ هـ ـ ١٩٩٨ م .

٤٦ ـ مستدرك وسائل الشيعة ، لميرزا حسين النوري الطبرسي ، تحقيق مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث / قم ، ١٤٠٧ هـ .

٤٧ ـ مسند أحمد بن حنبل ، شرحه ووضع فهارسه حمزة أحمد الزين ، دار الحديث / القاهرة ، ١٤١٦ هـ ـ ١٩٩٥ م .

٤٨ ـ معاني الأخبار ، للشيخ الصدوق ، تصحيح علي أكبر الغفّاري ، نشر جماعة المدرّسين / قم ، ١٣٦١ هـ . ش .

٤٩ ـ مقدّمة ابن خلدون ، مراجعة لجنة من العلماء ، ط المكتبة التجارية / مصر .

٥٠ ـ موسوعة فقه السلف ـ إبراهيم النخعي ، محمّد روّاس قلعه چي ، دار النفائس / بيروت ، ١٤٠٦ هـ ـ ١٩٨٦ م .

٥١ ـ النصّ والاجتهاد ، للسيّد عبد الحسين شرف الدين الموسوي ،

۱۱۳

مؤسّسة الأعلمي / بيروت ، ١٣٨٦ هـ ـ ١٩٦٦ م .

٥٢ ـ نهاية الدراية في شرح الكفاية ، للشيخ محمّد حسين الأصفهاني ، تحقيق مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث / قم ، ١٤١٨ هـ ـ ١٩٩٨ م .

٥٣ ـ نهج البلاغة ، جمع الشريف الرضي ، تحقيق صبحي الصالح ، دار الكتاب اللبناني / بيروت ، ١٩٨٠ م .

٥٤ ـ هداية الأبرار إلىٰ طريق الأئمّة الأطهار ، للشيخ حسين الكركي ، تصحيح رؤوف جمال الدين ، النجف ، ١٣٩٦ هـ .

٥٥ ـ وسائل الشيعة ، للحرّ العاملي الشيخ محمّد بن الحسن ، تحقيق مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث / قم ، ١٤١٦ هـ .

٥٦ ـ وقاية الأذهان ، للشيخ محمّد رضا الأصفهاني ، تحقيق مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث / قم ، ١٤١٣ هـ .

*      *     *

۱۱۴

العزاء والرثاء سُنّة قرآنية

الشيخ محمّد السند

بسم الله الرحمٰن الرحيم

يطرح بعضهم سؤالاً عن المبرّر الشرعي والأهداف الدينية وراء تكرار العزاء وإقامة المأتم علىٰ سيّد الشهداء عليه‌السلام وبضعة المصطفىٰ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كلّ عام ، مع تطاول المدّة ، بنحو رتيب وندبة راتبة ، والحال إنّ الندبة والرثاء علىٰ السبط الشهيد سُنّة إلٰهية تكوينية وقرآنية ، وكذلك هو سُنّة نبوية .

وقد أوضحت الكثير من الكتب والمراجع التاريخية والدراسات عدّة من هذه الوجوه :

فالوجه الأوّل : وهو السُنّة التكوينية الإلٰهية .

يشير إليه قوله تعالىٰ : ( فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ ) (١) ؛ إذ

__________________

(١) سورة الدُخان ٤٤ : ٢٩ .

۱۱۵

أنّ الله سبحانه وتعالىٰ قد نفىٰ ـ في هذه الآية الكريمة ـ بكاء السماء والأرض علىٰ هلاك قوم فرعون الظالمين ، وهو ما يقضي بوجود شأن فعل البكاء من السماء والأرض كظاهرة كونية ، وإلّا لَما كان للنفي معنىً محصّل . .

وقد أشارت المصادر العديدة من كتب أهل سُنّة الجماعة بوقوع هذه الظاهرة الكونية عند مقتل الحسين عليه‌السلام من مطر السماء دماً ، وٱحمرارها مدّة مديدة ، ورؤية لون الدم علىٰ الجدران وتحت الصخور والأحجار في المدن والبلاد الإسلامية ، فلاحظ ما ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق في ترجمة الحسين عليه‌السلام بأسانيد متعدّدة (١) .

بل قد أطلعنا أخيراً بعض المؤمنين علىٰ كتاب ( ذي أنكلوساكسون كرونكل ) ، كتبه مؤلّفه سنة ١٩٥٤ م ، يشتمل علىٰ ذكر الأحداث التاريخية التي مرّت بها الأُمّة البريطانية منذ عهد المسيح عليه‌السلام .

وهو يذكر لكلّ سنة أحداثها ، حتّىٰ يأتي علىٰ ذكر أحداث سنة ٦٨٥ م ، التي تقابل سنة ٦١ هـ سنة استشهاد السبط عليه‌السلام ، فيذكر المؤلّف أنّ في هذه السنة مطرت السماء دماً ، وأصبح الناس في بريطانيا فوجدوا أن ألبانهم وأزبادهم تحوّلت إلىٰ دم (٢) . .

هذا مع أنّ الكاتب لم يجد لهذه الظاهرة تفسيراً ، ولم يشر لا من قريب ولا من بعيد إلىٰ مقارنة ذلك لسنة ٦١ هـ .

__________________

(١) تاريخ مدينة دمشق ١٤ / ٢٢٦ ـ ٢٣٠ من ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام .

(٢) لاحظ : ص ٣٥ وص ٣٨ وص ٤٢ من كتاب The Anglo-Saxon Chrovicle وقد سجّل الكتاب في مكتبة Everyman’s Libarary برقم ٦٢٤ .

۱۱۶

وأمّا الوجه الثاني : وهو كون ذلك سُنّة قرآنية .

فهو علىٰ نمطين :

الأوّل : افتراض الباري تعالىٰ مودّة أهل البيت عليهم‌السلام ، بل وجعل هذه الفريضة من عظائم الفرائض القرآنية ، وذلك في قوله تعالىٰ : ( ذَٰلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّـهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ شَكُورٌ ) (١) . .

فقد جعل المودّة أجراً علىٰ مجموع الرسالة المشتملة علىٰ أُصول الدين العظيمة ، ممّا يدلّل علىٰ كون هذه الفريضة في مصاف أُصول الديانة .

ثمّ بيّن تعالىٰ أنّ المودّة لها لوازم وأحكام ، منها : الاتّباع ، كما في قوله تعالىٰ : ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ ) (٢) .

ومنها : الإخبات والإيمان بذلك ، كما في قوله تعالىٰ : ( وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ) (٣) .

ومنها : الحزن لحزنهم ، والفرح لفرحهم ، كما في قوله تعالىٰ : ( إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِن قَبْلُ

__________________

(١) سورة الشورىٰ ٤٢ : ٢٣ .

(٢) سورة آل عمران ٣ : ٣١ .

(٣) سورة الحُجرات ٤٩ : ٧ .

۱۱۷

وَيَتَوَلَّوا وَّهُمْ فَرِحُونَ ) (١) . .

ففد بيّن تعالىٰ ـ من خلال دلالة هذه الآية علىٰ أنّ العداوة للرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مقتضاها الحزن لفرحه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأهل بيته عليهم‌السلام ، والفرح لمصيبته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأهل بيته عليهم‌السلام ـ أنّ المحبّة تقتضي الحزن لمصابهم ، والفرح لفرحهم .

ونظير هذه الدلالة قوله تعالىٰ : ( إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ) (٢) . .

فعلىٰ هذه الدلالة القرآنية يكون العزاء وإقامة المأتم والرثاء والندبة علىٰ مصاب السبط عليه‌السلام ، بضعة المصطفىٰ ، سيّد شباب أهل الجنّة ، ريحانة الرسول الأمين صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، من مقتضيات الفريضة العظيمة الخالدة بخلود الدين ، وهي : مودّة القربىٰ .

الثاني : ما عقدنا هذا المقال له ، وهو : إنّ القرآن قد تضمّن الرثاء والندبة علىٰ خريطة وقائمة المظلومين طوال سلسلة أجيال البشرية . .

وقد استعرض القرآن الكريم ظلامتهم ، بدءاً من هابيل إلىٰ بقية أدوار الأنبياء والرسل ، وروّاد الصلاح والعدالة ، والجماعات المصلحة المقاومة للفساد والظلم ، كأصحاب الأُخدود ، وقوافل الشهداء عبر تاريخ البشرية ، وحتّىٰ الأطفال المجني عليهم نتيجة سُنن جاهلية ، كالموؤدة ، بل قد رثىٰ وندب القرآن الناقة ـ ناقة صالح عليه‌السلام ـ لمكانتها .

ولم يقتصر القرآن علىٰ الرثاء والندبة لمن وقعت عليهم الظلامات ،

__________________

(١) سورة التوبة ( براءة ) ٩ : ٥٠ .

(٢) سورة آل عمران ٣ : ١٢٠ .

۱۱۸

بل أخذ في التنديد بالظالم والعتاة الظلمة ، وتوعّدهم بالعذاب والنقمة والبطش ، كما نجده في جملة من الموارد التي سنتعرّض لها ـ في هذا المقال ـ في السور القرآنية ، وهي :

* الأُولىٰ : قصّة أصحاب الأُخدود في سورة البروج .

فالسورة تستهلّ بالقَسم الإلٰهي أربع مرّات : ( وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ * وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ) (١) ، وهذا الابتداء بمثابة توثيق للواقعة والحادثة التي يريد الإخبار عنها ، وفي هذا منهجاً ودرساً يحثّ علىٰ توثيق الحادثة أوّلاً ، ثمّ الخوض في تفاصيلها ورسم أحداثها .

ثمّ تسرد السورة وقائع الحدث الذي جاء القسم الإلٰهي علىٰ وقوعه ، مبتدئة بلفظ : ( قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ ) (٢) ، وهو أُسلوب رثاء وندبة وعزاء ، نظير قول الراثي : قتل الحسين عطشاناً . كما أن توصيفهم بأصحاب الأُخدود بيان لكيفية القتل التي جرت عليهم .

وتواصل السورة تصوير مسرح الحدث ؛ استثارة للعواطف وتهييجها ، وذلك بوصف الأُخدود : ( النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ ) (٣) ، وهو بيان لشدّة استعار النار التي أُجّجت لإحراقهم ، وهو وصف لبشاعة الجناية وفظاعتها .

ثمّ يتابع القرآن الكريم قوله : ( إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ ) (٤) ، وهو بيان للقطة أُخرىٰ من مسرح عمليات الحادثة التي أوقعها الظالمين علىٰ

__________________

(١) سورة البروج ٨٥ : ١ ـ ٣ .

(٢) سورة البروج ٨٥ : ٤ .

(٣) سورة البروج ٨٥ : ٥ .

(٤) سورة البروج ٨٥ : ٦ .

۱۱۹

المؤمنين ، من إرعابهم وتهديدهم بإجلاسهم علىٰ شفير الأُخدود المتأجّج أوّلاً ، ولأجل ممارسة الضغط عليهم للتخلّي عن مبادئهم التي يتمسّكون بها ، وفيه بيان لشدّة صلابة المؤمنين مع هذا الإرعاب المسلّط عليهم .

ثمّ تتابع السورة : ( وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ ) (١) ، وهذا بيان يجسّد فوران الشفقة الإلٰهية علىٰ الظلامة ، والتلهّف علىٰ ما يُفعل بالمؤمنين .

ثمّ تتلو السورة : ( وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّـهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ) (٢) ، فيبيّن براءة المؤمنين في قبال شدّة الظلامة ، ومن جهة أُخرىٰ يبيّن شدّة صلابة المؤمنين وصمودهم وعلوّ مبدأهم .

ثمّ يبدأ الباري تعالىٰ بتهديد الظالمين وتنديده بهم من موقع المالك للسماوات والأرض ، والشاهد المراقب لكلّ الأُمور : ( الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) (٣) .

ثمّ يقول تعالىٰ : ( إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ . . . إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ * إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ * وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ) (٤) . .

فيسطّر تعالىٰ قاعدة وسُنّة إلٰهية عامّة من الوقوف بصفّ المظلومين ومواجهة الظالمين ، وهو بذلك يربّي المسلمين والمؤمنين والقارئ للقرآن علىٰ التضامن مع المظلومين ، والنفرة من الظالمين والتنديد بهم عبر طول

__________________

(١) سورة البروج ٨٥ : ٧ .

(٢) سورة البروج ٨٥ : ٨ .

(٣) سورة البروج ٨٥ : ٩ .

(٤) سورة البروج ٨٥ : ١٠ ـ ١٤ .

۱۲۰

التاريخ ، ولا يتخاذلوا باللامبالاة بأن يقولوا : هذه الأحداث والوقائع غابرة في التاريخ ولا تعنينا . بل يحثّ علىٰ التضامن في صفّ كلّ مظلوم من أوّل تاريخ البشرية والتنديد بكلّ ظالم .

وهذا الجوّ القرآني تراه لا يكتفي من المسلم والقارئ للسورة بالتعاطف وجيشان الأحاسيس تجاه المظلوم ، بل يستحثّهما علىٰ النفور من الظالم والتنديد به ، وإن كان ولّىٰ زمانه في غابر التاريخ .

كلّ ذلك لتطهير الإنسان من الذوبان في مسير الظالمين ، وٱنجذاباً له مع مبادئ المظلومين .

وإضافة إلىٰ إقامة الندبة والرثاء علىٰ أصحاب الأُخدود ، والتنديد بقاتليهم ، نرىٰ السورة تضمّ : ( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ * فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ * بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ * وَاللَّـهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ ) (١) ، فتذكّر قارئها بمسيرة بقية ظلامات الظالمين ، من عصابة جنود فرعون ، وثمود ، الّذين جنوا علىٰ ناقة صالح عليه‌السلام .

فالسورة ابتدأت بقَسم علىٰ تأكيد وقوع الفادحة في المؤمنين ، وتحسّر في ندبتهم ورثائهم وإظهار العزاء عليهم ، وبيان عظم التنكيل بهم ، وبراءتهم عن الجرم سوىٰ صمود الإيمان وبسالته ، ثمّ توّعدت علىٰ الانتقام بتصوير مليء بالأحاسيس الجيّاشة ؛ إثارة للعاطفة .

ثمّ إن ها هنا إلفاتات مهمّة :

الأُولىٰ : إنّ هذه السورة حيث كانت في أُسلوب أدب الرثاء والندبة والعزاء وإقامة المأتم علىٰ أصحاب الأُخدود ، فلا بُدّ أن تكون قراءة هذه

__________________

(١) سورة البروج ٨٥ : ١٧ ـ ٢٠ .

۱۲۱

السورة في كيفية التجويد بنحو من التصوير البياني والطور الإيقاعي المناسب لجوّ معاني السورة ، وهذه الكيفية هي المعروفة بطور الرثاء والنوح .

وقد تقرّر في علم التجويد أخيراً ضرورة التصوير والترسيم البياني لجوّ معاني الكلام ، فلا تصحّ قراءة القرآن علىٰ وتيرة واحدة ، بل آيات البشارة بالجنّة والثواب والنعيم تقرأ بنحو الابتهاج والفرح ، وآيات النذر والوعيد تقرأ بكيفية الخوف والقشعريرة ، وآيات التشريع والأحكام تقرأ بكيفية التبيين والتعليم ، وآيات الحكمة والمعارف والموعظة تقرأ بنحو الطور الصوتي المناسب لجوّ الموعظة والحكمة .

فمن ذلك نستخلص : إنّ النوح والترديد الرثائي من ألحان القراءة القرآنية لهذه السور المتضمّنة للمراثي .

الثانية : إنّ الكثير من المفسّرين أشاروا إلىٰ أنّ القرآن قد نزل علىٰ أُسلوب أمثال ، ومواعظ ، وحكم ، وإنذار ، وبشارة ، وأحكام ، ومعارف ، وأخبار ، وأنباء ، و . . . ولم يشيروا إلىٰ وجود أُسلوب وأدب الرثاء والندبة في القرآن الكريم ، مع أنّه من الفصول المهمّة في الأدب والأُسلوب القرآني ، كما سنذكر نموذجاً من بعض قائمة المراثي والندب في السور القرآنية .

الثالثة : إنّ اشتمال الكتاب العزيز في العديد من السور القرآنية علىٰ المراثي والندبة والعزاء ، وهو قرآن يتلىٰ كلّ صباح ومساء ، وفي كلّ آن وزمان ، وهو عهد الله تعالىٰ إلىٰ خلقه اللازم أن يتعاهدوه بالقراءة والتدبّر كلّ يوم ، ولا سيّما في شهر رمضان الذي هو ربيع القرآن ، وذلك يقضي : دعوة القرآن لإقامة الرثاء والندبة والعزاء علىٰ ظلامات المظلومين وروّاد

۱۲۲

الإصلاح الإلٰهي في البشرية في كلّ يوم ، فضلاً عن كلّ أُسبوع ، فضلاً عن كلّ شهر وكلّ موسم وكلّ سنة بنحو راتب رتيب ، في كلّ قراءة للقرآن وختمة .

فإذا كانت تلك سُنّة القرآن في ظلامات المظلومين ، حتّىٰ الناقة ، ناقة صالح عليه‌السلام ـ كما سنتعرّض لبيان الرثاء القرآني فيها ـ فما ظنّك ببضعة المصطفىٰ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وريحانة خاتم الأنبياء ، وسيّد شباب أهل الجنّة عليه‌السلام ، ولا سيّما مع أمر وٱفتراض القرآن بمودّته والحزن لمصابه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كما تقدّم في النمط السابق ؟ !

* الثانية : قصّة يوسف عليه‌السلام ويعقوب عليه‌السلام في سورة يوسف .

ويستهلّ القرآن الكريم تفصيل أحداث المأساة التي جرت عليهما بقوله تعالىٰ : ( لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ ) (١) ، كما يختم كلامه في السورة : ( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ . . . ) (٢) ؛ ليبيّن أنّ ما قصّه وسرده من فعل يوسف ويعقوب عليها‌السلام سُنّة تستنّ بها هذه الأُمّة .

ويبدأ الحديث عن ظلامة يوسف عليه‌السلام وهو في سن يافع ناعم الأظافر بقوله تعالىٰ : ( فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ ) (٣) . .

__________________

(١) سورة يوسف ١٢ : ٧ .

(٢) سورة يوسف ١٢ : ١١١ .

(٣) سورة يوسف ١٢ : ١٥ .

۱۲۳

فيرسم للقارئ مسرح الحدث بتعصبّهم بجمعهم علىٰ الطفل الصغير آخذينه ليلقوه في ( غيابة ) الجبّ ؛ ليبيّن فظاعة فعلهم وأنّهم ألقوه في أعماق الجبّ ، وهذا نظير قوله تعالىٰ : ( وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ ) (١) ، وهذا التعبير الرثائي يشابهه ما استعمله شاعر أهل البيت عليهم‌السلام بقوله : « أفاطم لو خِلْت الحسين مجدّلاً » ، وهو نحو من تجييش العاطفة ليعيش السامع والقارئ الحالة المأساوية وكأنّه يخوضها .

ثمّ يقول تعالىٰ في ذيل التصوير الأوّل : ( وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـٰذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ) (٢) ؛ لتبيين مدىٰ شدّة القساوة الجارية علىٰ يوسف عليه‌السلام وهو في نعومة أظفاره ، وأنّ العناية الإلٰهية لا تتركه من دون لطفها .

وتتابع السورة آثار المصيبة علىٰ يعقوب عليه‌السلام : ( وَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَىٰ عَلَىٰ يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ * قَالُوا تَاللَّـهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّىٰ تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ * قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّـهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) (٣) . .

فتبيّن أنّ الجزع والندبة قد اشتدّا بالنبيّ يعقوب عليه‌السلام إلىٰ حدّ إصابة عيناه الشريفة بالعمىٰ ، وقد اشتدّ حزنه وشكواه إلىٰ الله تعالىٰ إلىٰ درجة أن اتّهمه أبناءه بالسوء في عقله أو بدنه ، وهو معنىٰ الحرض ، والبثّ : شدّة الحزن ؛ وهذا يدلّ علىٰ أنّ الجزع من فعل الظالمين ممدوح ،

__________________

(١) سورة يوسف ١٢ : ١٠٢ .

(٢) سورة يوسف ١٢ : ١٥ .

(٣) سورة يوسف ١٢ : ٨٤ ـ ٨٦ .

۱۲۴

وإنّما الجزع من قضاء الله وقدره هو المذموم ، وأمّا اللواذ والالتجاء إلىٰ الله تعالىٰ في الجزع والشكوىٰ والبثّ والحزن فهذا ممدوح ، وهو تنفّر من الظالمين .

* الثالثة : قصّة قتل الأنبياء عليهم‌السلام .

وقد ندّد القرآن الكريم بقتل الأنبياء عليهم‌السلام ، وٱستنكر هذا الفعل ، في ما يقرب من تسعة مواضع : ( ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ) (١) .

و : ( أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ) (٢) .

و : ( قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاءَ اللَّـهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) (٣) .

و : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ . . . ) (٤) .

و : ( ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ) (٥) .

و : ( سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ) (٦) .

__________________

(١) سورة البقرة ٢ : ٦١ .

(٢) سورة البقرة ٢ : ٨٧ .

(٣) سورة البقرة ٢ : ٩١ .

(٤) سورة آل عمران ٣ : ٢١ .

(٥) سورة آل عمران ٣ : ١١٢ .

(٦) سورة آل عمران ٣ : ١٨١ .

۱۲۵

و : ( . . . قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) (١) .

و : ( فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بِآيَاتِ اللَّـهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ . . . ) (٢) .

و : ( كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ ) (٣) .

وكذلك ندّد القرآن بقتل روّاد الإصلاح الإلٰهي في البشرية : ( وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) (٤) .

* الرابعة : قصّة الموؤدة .

قوله تعالىٰ في سورة التكوير : ( وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ ) (٥) . .

وهذه ندبة قرآنية للوليدة التي كانت تُقتل في زمن الجاهلية نتيجة السُنن العرفية الجاهلية الظالمة ، ويبيّن في هذا الأُسلوب الرثائي كيفية مسرح الجناية برمس الوليدة وهي حيّة في التراب مع كمال براءتها .

* الخامسة : عزاء الشهداء .

وهم ممّن يُقتل في سبيل الله تعالىٰ : ( وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي

__________________

(١) سورة آل عمران ٣ : ١٨٣ .

(٢) سورة النساء ٤ : ١٥٥ .

(٣) سورة المائدة ٥ : ٧٠ .

(٤) سورة آل عمران ٣ : ٢١ .

(٥) سورة التكوير ٨١ : ٨ ـ ٩ .

۱۲۶

سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتٌ ) (١) .

* السادسة : قصّة هابيل .

وجريمة قتله من قبل قابيل في قوله تعالىٰ : ( لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّـهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ * فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) (٢) . .

فيبيّن البراءة في جانب هابيل ، والوحشية والقساوة في جانب قابيل ، والبيان يصوّر شدّة الأحاسيس من الطرفين أثناء التحامهما في الحدث ، إلّا أنّ أحاسيس هابيل مملوءة بالصفاء والإحسان ، وأحاسيس قابيل مشحونة بالعدوان والتجاوز لمقتضيات الفطرة .

* السابعة : قصّة فرعون وهامان .

وما ارتكباه من طغيان وٱستكبار في الأرض : ( يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ) (٣) .

* الثامنة : قصّة ناقة صالح عليه‌السلام .

قوله تعالىٰ في سورة الشمس : ( كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا * إِذِ انبَعَثَ

__________________

(١) سورة البقرة ٢ : ١٥٤ .

(٢) سورة المائدة ٥ : ٢٨ ـ ٣٠ .

(٣) سورة القصص ٢٨ : ٤ .

۱۲۷

أَشْقَاهَا * فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّـهِ نَاقَةَ اللَّـهِ وَسُقْيَاهَا * فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا * وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا ) (١) . .

فبيّن طغيان ثمود ، وأنّ الذي ارتكب الجريمة هو من الأشقىٰ في قوم ثمود ، وبيّن حرمة الناقة بإضافتها إلىٰ ذاته المقدّسة مع كونها ناقة صالح عليه‌السلام .

ثمّ صوّر بإحساس ملتهب عملية الجناية من المعتدي بأنّه قام بعملية العقر ، واللفظ يبيّن قساوة الفعل ، والسورة تسند الفعل إلىٰ قوم ثمود كلّهم ؛ لرضاهم بذلك ، كما سبق أن وصف المعتدي بالشقاء البالغ غايته .

ثمّ بيّن بجانب وقوفه بصفّ المظلوم وتضامنه معه تنديده بالظالم ، وٱنبعاث الغضب والنقمة الإلٰهية العاجلة ، وسخطه الشديد عليهم ، فلم يكتف برثاء المظلوم بل قرنه بشجب الظالم والإنكار عليه ، بل وإدانة قوم ثمود لموقفهم المتفاعل تأييداً للجريمة .

فإذا كان موقف القرآن من ناقة صالح عليه‌السلام يبدي مثل هذا التضامن معها ، وهي دابّة وآية إلٰهية ، ويدين ظلم قوم ثمود لها ، فبالله عليك ما هو موقف القرآن الكريم من بضعة سيّد النبيّين ، وأشرف السفراء المقرّبين ، وسيّد شباب أهل الجنّة عليه‌السلام ؟ !

وإذا كان القرآن يدعونا إلىٰ تلاوة الندبة والرثاء علىٰ ناقة صالح عليه‌السلام والظلامة الحادثة بآيات تتلىٰ إلىٰ يوم القيامة تتلقّىٰ منها البشرية دروساً من التربية ، ويحثّنا علىٰ إقامة هذه الندبة ، وعلىٰ التنديد بمرتكبي تلك الظلامة ، فكيف بك بالظلامة المرتكبة بسيّد شباب أهل الجنّة عليه‌السلام ،

__________________

(١) سورة الشمس ٩١ : ١١ ـ ١٥ .

۱۲۸

ريحانة الرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وما يمثّله من مبادئ وأُصول للدين الحنيف متجسّدة فيه عليه‌السلام ؟ !

هذه نبذة من المراثي والندب التي تصدّىٰ القرآن الكريم لاستعراضها وإقامتها في السور القرآنية ، بأُسلوب وأدب الرثاء والندب والعزاء ، ونحو من النياحة الهادفة المطلوبة لإحياء المبادئ المتمثّلة في مَن وقعت عليهم تلك الظلامات ، من أجل كونهم يحملون تلك المبادئ ويسعون لإقامتها وبنائها .

فنستخلص : أنّ الندبة والرثاء الراتب سُنّة قرآنية ، يمارسها القارئ والتالي لكتاب الله العزيز ، وهي مجلس من المجالس المقامة في أندية القرآن الكريم .

وأما الوجه الثالث ـ الأخير ـ : وهو كون العزاء والمأتم علىٰ سيّد الشهداء عليه‌السلام سُنّة نبوية أيضاً .

فقد كتب في بيانه جملة من الأعلام ، أذكر علىٰ سبيل المثال لا الحصر ما أشار إليه العلّامة الأميني قدس‌سره في سيرة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسُنّته من كتابه سيرتنا وسُنّتنا (١) ؛ فقد ذكر اثنا عشر مأتماً ومجلساً عقدها النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لندبة الحسين عليه‌السلام وهو يافع في نعومة أظفاره ، في ملأ من المهاجرين والأنصار في المسجد تارة ، وأُخرىٰ في بيته مع بعض زوجاته ، وثالثة مع بعض خواصّه .

__________________

(١) سيرتنا وسُنّتنا : سيرة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسُنّته ؛ للعلّامة الأميني قدس‌سره ، ط مكتبة نينوىٰ / طهران ، وط منشورات دار الغدير ودار الكتاب / بيروت .

۱۲۹

وقد نقل تلك الوقائع المتكرّرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الكثير من الحفّاظ وأئمّة الحديث في مسانيدهم ، والمؤرّخين أصحاب السير في كتبهم ، منهم : أحمد بن حنبل في مسنده ، والنسائي والترمذي ، وٱبن عساكر في تاريخه ، وغيرهم (١) . .

فلاحظ ثمّة ما كتبوه ، وكذلك ما كتبه العلّامة السيّد عبد الحسين شرف الدين في كتابه المأتم الحسيني . . مشروعيّته وأسراره .

*      *     *

__________________

(١) قد ذكرت عشرات المصادر في كتاب سيرتنا وسُنّتنا ؛ فلاحظ .

۱۳۰

معجم شواهد غريب الحديث (٢)

أسعد الطيّب

الفصل الرابع قافية الباء المكسورة

فإِنْ تَعْهَدِيني ولي لِمَّةٌ

فإِنَّ الحَوادِثَ أوْدَىٰ بِها

غريب الحديث ـ للحربي ـ ١ / ٣٢١ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث السادس عشر ـ ل م م .

كيف السُّلُوُّ وكيفَ صَبْرِي بَعْدَهُ

وإِذا دُعِيتُ فإِنّما أُكْنَىٰ بِهِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٣ / ٣٤ ، حديث عليّ بن الحسين عليه‌السلام ، قال رجل كانت كنيته أبو عمرو مات له ولد اسمه عمرو .

وكَأْسٍ شَرِبْتُ علىٰ لَذَّةٍ

وأُخرىٰ تَداوَيتُ منها بِها

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ١ / ٥٣٩ ، تفسير أحاديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الطوال والوفادات ـ حديث لقيط ابن عامر وافد بني المنتفق ، الأعشىٰ .

عَبدُ شَمْسٍ كان يَتْلُو هاشِماً

وهُما بَعْدُ لأُمٍّ وأبِ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٢ / ٤٧ ، حديث عمر بن الخطّاب .

۱۳۱

ولا عَيبَ فيهم غَيرَ أنَّ سُيُوفَهُمْ

بِهِنَّ فُلُولٌ من قِراعِ الكَتائِبِ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٢ / ٤٧٩ ، حديث أُمّ المؤمنين عائشة ، النابغة .

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ٥٣٨ ، حديث معاوية بن أبي سفيان ، النابغة الذبياني .

الفائق ٢ / ٣٧٧ ، حرف الظاء ـ الظاء مع الراء .

النهاية ٣ / ٤٧٢ ، ف ل ل ، عجزه .

وكرّر عجزه ٤ / ٤٤ ، ق ر ع .

فَتًى لم تَلِدْهُ بِنتُ عَمٍّ قَريبةٌ

فيَضْوَىٰ وقد يَضْوَىٰ رَديدُ القرائبِ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٣ / ٧٣٧ ، أحاديث سمعت أصحاب اللغة يذكرونها ولا أعرف صاحبها .

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ١٧٥ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفيه : « الغرائبِ » .

المجازات النبويّة : ٩٢ ح ٥٩ ، وفيه : « فَتُضْوِي » .

الفائق ٢ / ٣٥٠ ، حرف الضاد ـ الضاد مع الواو .

وركْبٍ كَأَنَّ الرِيحَ تَطْلُبُ مِنْهُمُ

لها سَلَبَاً مِن جَذْبِها بِالعَصائبِ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ١ / ١٨٨ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، الفرزدق .

* وحوضها الأفيح ذا النصائبِ

= إِنّي ودلويّ لها وصاحبي

غرض المحبّ إلىٰ الحبيب الغائبِ

= عنّي عُلَيَّةَ غير قيلِ الكاذبِ

نَجِيحٌ جَوادٌ أخو مَأْقِطٍ

نِقابٌ يُحَدِّثُ بالغائِبِ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٤ / ٤٧٩ ، أحاديث الحجّاج بن يوسف ، أوس بن حجر .

الفائق ١ / ٢٦٥ ، حرف الحاء ـ الحاء مع الدال ، أوس ، عجزه .

وكرّر البيت ٤ / ٢٢ ، حرف النون ـ النون مع القاف ، أوس ، وفيه : « جوادٌ كريمٌ أخو » .

سَرَوا يَرْكَبُونَ الرِيحَ وهْيَ تَلُفُّهُمْ

إلىٰ شُعَبِ الأَكوارِ ذاتِ الحَقائِبِ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٣ /

۱۳۲

٦٩٥ ، حديث الحجّاج بن يوسف الثقفي ، الفرزدق وذكر رَكباً .

يَمُرُّون بِالدَّهْنا خِفافاً عِيابُهُمْ

ويَخْرُجْنَ من دارِيْنَ بُجْرَ الحَقائِبِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٤٥٤ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

تَقُولُ وقد قَرَّبْتُ كُورِي وناقَتِي

إِليكَ فلا تَذْعَرْ عَلَيَّ رَكائِبِي

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٢ / ٣٨ ، حديث عمر بن الخطّاب ، القطامي وذكر امرأة استضافها .

الفائق ٣ / ٣٢٣ ، حرف اللام ـ اللام مع الفاء ، القطامي .

أيا جَحْمَتَيْ بَكِّي على أُمِّ واهِب

أكِيلَةَ قِلَّوْب بِذاتِ الذَّنائِبِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٣ / ٩٠٨ ، غريب ما روى الموالي ـ غريب ما روى أُسامة بن زيد ـ الحديث السادس ـ ج ح م .

* تَقُولُ لي مائِلَةُ الذَّوائِبِ

كيفَ أخِي في العُقَبِ النَّوائبِ

الفائق ٣ / ٢٦٠ ، حرف الكاف ـ الكاف مع السين .

* كيفَ أخِي في العُقَبِ النَّوائبِ

= تقول لي مائلةُ الذَّوائبِ

* يَلْتَهِمُ الأَرْضَ بِوَأْب حَوْأَبِ

كالقُمْعُلِ المُنْكَبِّ فَوقَ الأَثْلَبِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٣ / ٢٣١ ، ألفاظ من الحديث يرويها أكثر الرواة والمحدِّثين ملحونة ، بعض رجّاز الهذليّين يصف حافر الفرس .

* ما هُوَ إلّا شَرْبَةٌ بِالحَوْأَبِ

فَصَعِّدِي مِن بَعْدِها أو صَوِّبي

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٣ / ٢٣١ ، ألفاظ من الحديث يرويها أكثر الرواة والمحدِّثين ملحونة ، أنشد أبو العبّاس ثعلب .

المجموع المغيث ١ / ٥١٩ ، ح وأ ب .

لَتَقَيَّظَتْ عَلَكَ الحِجازِ مُقِيمَةً

فَجَنُوبَ ناصِفَة لِقاحُ الحَوْأَبِ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ١ /

۱۳۳

٥٤٣ ، تفسير أحاديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الطوال والوفادات ـ حديث جرير بن عبد الله البجلي ، لبيد وذكر إبلاً .

الغريبين ٤ / ١٣١٨ ، ع ل ك ، لبيد وذكر إبلاً .

ودَسْكَرَةٍ صَوْتُ أبوابِها

كَصَوْتِ المَواتِحِ بِالحَوْأَبِ

المجموع المغيث ١ / ٥١٩ ، ح و أ ب ، عجزه .

إِذا شِئْتَ أبْصَرْتَ مِن عَقْبِهِمْ

يَتامَىٰ يُعاجَونَ كالأَذْؤُبِ

الفائق ٢ / ٣٩٨ ، حرف العين ـ العين مع الجيم .

من المُتَصَدِّياتِ بِغَيْرِ سُوءٍ

تَسِيلَ إِذا مَشَتْ سَيْلَ الحُبابِ

الغريبين ٤ / ١٠٦٦ ، ص د ى .

* أقْبَلَ في المُسْتَنِّ مِن رَبابِهْ

أسْنِمَةُ الآبالِ في سَحابِهْ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٧١٤ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وكرّر البيتين ٢ / ٨٥ ، حديث عمر

ابن الخطّاب ، راجز يصف غيثاً .

الفائق ٢ / ٢٧٩ ، حرف الصاد ـ الصاد مع الباء ، راجز يصف غيثاً .

حَنِينَ أُمِّ البَوِّ في رِبابِها

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٢ / ٩١ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

ولقد لَحَنْتُ لكُم لِكَيْما تَفْهَمُوا

واللَّحْنُ يَعْرِفُهُ ذَوو الألْبابِ

مجمع البحرين ٦ / ٣٠٧ ، ل ح ن .

* قد شانَ أبْناءَ بَني عَتّابِ

نَتْفُ الصِّماغَيْنِ علىٰ الأَبوابِ

الفائق ٢ / ٣١٦ ، حرف الصاد ـ الصاد مع الميم .

. . . . . . . . . . . . . . زايَلَتْ

عَينُ المُخَبِّبِ دُونَ كلّ حِجابِ

المجموع المغيث ١ / ٥٤١ ، خ ب ب .

وإِذا أتانِي سائِلٌ لم أعْتَلِلْ

لأَلُطَّ مِن دُونِ السَّوامِ حِجابِي

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٢ /

۱۳۴

١٩٦ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، عبّاد بن عمرو الذهليّ .

إنَّ المَوَدَّةَ والهَوادَةَ بَيْنَنا

خَلَقٌ كَسَحْقِ اليُمْنَةِ المُنْجابِ

المجموع المغيث ٣ / ٥٣٤ ، ي م ن ، « كسَحقِ اليُمنةِ المُنجاب » فقط .

* أسْنِمَةُ الآبالِ في سَحابِهْ

= أقبل في المُسْتنِّ من ربابِهْ

. . . . . . . . . . . . . . . .

شِمتُ البَرقَ من خَلَلِ السَّحابِ

الفائق ١ / ١١٠ ، حرف الباء ـ الباء مع الشين .

إن تُناقِشْ يَكُنْ نِقاشُكَ يا رَ

بِّ عَذاباً لا طَوقَ لي بالعَذابِ

أو تَجاوَزْ فَأَنتَ رَبٌّ عَفُوٌّ

عن مُسِيء ذُنوبُهُ كالتُّرابِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ١ / ٣١٣ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث الخامس عشر ـ ن ق ش ، البيت الأوّل .

الفائق ٤ / ١٦ ، حرف النون ـ النون

مع القاف ، أنشد ٱبن الأعرابي للحجّاج ، ورواهما ٱبن الأنباري لمعاوية .

كِلاهُما حينَ جَدَّ الجَرْيُ بَيْنَهُما

قَد أقْلَعا وكِلا أنْفَيْهِما رابِي

مجمع البحرين ١ / ٣٦٣ ، ك ل ا .

عن مسيء ذنوبه كالتُّرابِ

= عذاباً لا طوقَ لي بالعَذابِ

ثُمَّ قالُوا : تُحِبُّها ؟ قُلتُ : بَهْرَاً

عَدَدَ القَطْرِ والحَصَىٰ والتُّرابِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ٢٣٢ ، حديث عبد الرحمٰن بن عوف ، عمر بن أبي ربيعة .

لهُ مَلَكٌ يُنادِي كُلَّ يَومٍ

لِدُوا لِلمَوْتِ وٱبْنُوا لِلخَرابِ

مجمع البحرين ٦ / ١٧٠ ، ل و م ، عجزه ، عليّ عليه‌السلام .

ولقد طَوَيتُكُمُ علىٰ بُلُلَاتِكُمْ

وعَلِمْتُ ما فيكُم من الأَذْرابِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ

۱۳۵

١ / ٢٤١ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفيه : « بُلَلَاتكم » .

إنَّ جَنْبِي علىٰ الفِراشِ لَنابي

كَتَجافِي الأسَرِّ فَوقَ الظِّرابِ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ١ / ٥٨٤ ، حديث عمر بن الخطّاب .

حُوشُ الوُحوشِ مُطارةٌ عندَ الوَغَىٰ

قُبُّ البُطُونِ لَواحِقُ الأقرابِ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ١ / ٣٧٨ ، ألفاظ من أحاديث المولد والمبعث ، قال الشاعر في صفة خيل ، عجزه .

مُثَفّاة إِذا عَلِقَتْ بِقِرْنٍ

دَنا ذاكَ القَرِينُ مِن الحِسابِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٣ / ٢١٨ ، مقطعات من الحديث بلا طرق ، أنشد المفضّل .

وشاهِدُنا الجُلُّ والياسِمُو

نَ والمُسْمِعاتُ بِقُصّابِها

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٣ / ٣٠ ، حديث أبي وائل شقيق بن سلمة ، أنشد المبرد .

ولها بِرْكَةٌ كَجُؤْجُؤٍ هَيْقٍ

ولَبانٌ مُضَرَّجٌ بِالخِضابِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٣١٦ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، شاعر يصف فرساً ، وفيه : « ولَبانٍ مُضرّجٍ » .

ونَشِيتُ رِيحَ المَوْتِ مِن تِلقائِكُمْ

وخَشِيتُ وَقْعَ مُهَنَّدٍ قِرْضابِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ١٣٤ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، الهذليّ .

* نحن ضَرَبْناهُ علىٰ نِطابِهْ

قُلْنا بهِ قُلْنا بهِ قُلْنا بِهْ

الغريبين ٥ / ١٥٩٤ ، ق و ل ، أنشدني الأَزهريّ .

فَراسٌ لا يَكُونُ له كِفاءٌ

إِذا جالَ اللَّفِيفُ علىٰ العُقابِ

الغريبين ٤ / ١٣٠٥ ، ع ق ب .

صاحِ هل رَيْتَ أو سَمِعْتَ بِراعٍ

رَدَّ في الضَّرْعِ ما قَرا في الحِلابِ

الفائق ١ / ٣٠٧ ، حرف الحاء ـ

۱۳۶

الحاء مع اللام .

هل تَخْمِشَنْ إِبِلِي عليَّ وُجُوهَها

أو تَعْصِبَنَّ رُؤُوسَها بِسِلابِ

الفائق ٢ / ١٩٢ ، حرف السين ـ السين مع اللام ، ضمرة بن أبي ضمرة .

فَقَفَّ بِكَفِّهِ سَبْعِينَ منها

من السُّودِ المُرَوَّقَةِ الصِّلابَ

الغريبين ٥ / ١٥٧٠ ، ق ف ف .

إِغباطُنا المَيْسَ علىٰ أصْلابِهِ

المجازات النبويّة : ٢٩٨ ح ٢٢٥ .

زَعَمَتْ سَخِينَةُ أن سَتَغْلِبُ رَبَّها

ولَيُغْلَبَنَّ مُغالِبُ الغَلّابِ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٢ / ٤١٥ ، حديث معاوية بن أبي سفيان ، كعب .

الفائق ١ / ٨٠ ، حرف الباء ـ الباء مع الجيم ، كعب بن مالك .

بيتُ سَماعَةُ والأَمِينُ عِمادُهُ

والأَثْرَمانِ وفارِسُ الهَلّابِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ٣٧٨ ، حديث خالد بن الوليد ،

الطرمّاح ، وفي نسخة س : « الشمّاخ » .

وَيَتْرُكْ مالَهُ فَرْسَىٰ ويُفْرِشْ

إلىٰ ما كان مِن ظُفْر ونابِ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ١ / ٢٨٣ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتفسير غريبه ومعانيه ـ ١٤ ، أنشده الأصمعي لطفيل الغنويّ ، وفيه : « ويقرش » .

تُكَلِّفُني مَعِيشَةَ آلِ زَيْدٍ

ومَن لِي بِالصَّلائِقِ والصِّنابِ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٣ / ٢٦٤ ، أحاديث عمر بن الخطّاب ، جرير .

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٣ / ١٣٢ ، حديث عطاء بن أبي رَباح ، جرير .

الفائق ٢ / ٣١١ ، حرف الصاد ـ الصاد مع اللام ، جرير .

وأخْرَقَ مَهْبُوتِ التَّراقِي مُصَعَّدِ الـ

ـبَلاعِيمِ رِخْوِ المَنْكِبَينِ عُنابِ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٣ / ٣١٥ ، أحاديث عمر بن الخطّاب .

* قُلْنا بهِ قُلْنا بهِ قُلْنا بِهْ

= نحن ضَرَبْناهُ علىٰ نِطابِهْ

۱۳۷

كأَنّما يَخْرُجُ مِن إِهابِهْ

الفائق ٣ / ٣٦٤ ، حرف الميم ـ الميم مع الزاي ، قال بعض المولِّدين .

* نَتْفُ الصِّماغَيْنِ علىٰ الأَبوابِ

= قد شانَ أبْناءَ بَني عَتّابِ

لقد طَوَّقْتُ في الآفاقِ حتّىٰ

رَضِيتُ من الغَنِيمَةِ بالإِيابِ

الغريبين ٦ / ١٨٧٥ ، ن ق ب .

المجموع المغيث ٢ / ٣٧٢ ، ط و ف .

إِذا أحْلَفُونِي في عُلَيَّةَ أُجْنِحَتْ

يَمِينِي إلىٰ شَطْرِ الرِتاجِ المُضَبَّبِ

الفائق ٢ / ٣٦ ، حرف الراء ـ الراء مع التاء .

له كَفَلٌ كالدِعْصِ لَبَّدَهُ النَّدَىٰ

إلىٰ حارِكٍ مثلِ الرِتاجِ المُضَبَّبِ

مجمع البحرين ٢ / ٣٠٢ ، ر ت ج ، عجزه .

وكرّر البيت ٤ / ١٧٠ ، د ع ص .

فَأَلْوَتْ بَغاياهُمْ بِنا وتَباشَرَتْ

إلىٰ عُرْضِ جَيْشٍ غَيرَ أن لم يُكَتَّبِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٢ / ٦٠٥ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث التاسع والأربعون ـ ب غ ى ، طفيل ، وفيه : « جَيْشِ عُرْضٍ » .

لأَصْبَحَ رَتْماً دُقاقُ الحَصَىٰ

مكانَ النَّبِيِّ مِن الكاثِبِ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٢ / ١٢٤ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أوس ابن حجر .

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٣ / ١٩٣ ، مقطعات من الحديث بلا طرق ، أوس بن حجر .

* حابي الشراسيف جميع الوثبِ

= بدوسريّ عينه كالوقبِ

تَراءَتْ لنا كالشَّمْسِ تَحتَ غَمامةٍ

بَدا حاجِبٌ مِنها وضَنَّتْ بِحاجِبِ

المجازات النبويّة : ٣٧٥ ح ٢٩٠ ، القطاميّ .

أطاعَتْ بَنُو عَمْرٍو أمِيراً نَهاهُمُ

عن السِلْمِ حتّىٰ كان أوّلَ واجبِ

الغريبين ٦ / ١٩٧٢ ، و ج ب ، الأنصاريّ .

۱۳۸

الفائق ٤ / ٤٣ ، حرف الواو ـ الواو مع الجيم .

* يُومِينَ بِالأَعْيُنِ والحَواجِبِ

إِيماءَ بَرْقٍ في عَماءٍ ناضِبِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٢ / ٥٥٠ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث الأَحد والأَربعون ـ ن ض ب .

ودون التي يرجون بتك الرواجبِ

= وبيعة قوم في علاءِ الأَثايبِ

إِذا عَرَضَتْ منها كَهاةٌ سَمِينَةٌ

فلا تُهْدِ منها وٱتَّشِقْ وتَجَبْجَبِ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٣ / ٣٣ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وكرّره ٤ / ٤٠٣ ، أحاديث عروة بن الزبير .

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ٤٥٥ ، حديث عبد الله بن عبّاس .

الغريبين ٤ / ١٢٥٨ ، ع ر ض .

وكرّر عجزه ٦ / ٢٠٠٢ ، و ش ق .

عدوت علىٰ أهوالِ أرض أخافُها

بِجانبِ مَنْفُوحٍ من الحَشْوِ شَرْجَبِ

الغريبين ١ / ٣٧٣ ، ج ن ب ، امرؤ القيس .

يَبْكِيكَ ناءٍ بَعِيدُ الدّارِ مُغْتَرِبٌ

يا لَلْكُهُولِ ولِلشُّبّانِ لِلعَجَبِ

مجمع البحرين ٦ / ١٧٠ ، ل و م ، عجزه .

كأَنَّما الزَّجْرُ والصَّهِيلُ به مَرْ

حَىٰ مِراسِ الحُرُوبِ ذُو اللَّجَبِ

المجازات النبوية : ٢٧٩ ح ٢١٤ ، الكميت بن زيد يصف السحاب .

وِراداً وَحُوَّاً مُشْرِفاً حَجَباتُها

بَناتُ حِصانٍ قَد تُعُولِمَ مُنْجِبِ

الفائق ١ / ٣٢٨ ، حرف الحاء ـ الحاء مع الواو ، طفيل .

* جرجر في حنجرةٍ كالحبِّ

= وهو إذا جرجر بعد الهبِّ

* إِنِّي ودَلْوَيَّ لها وصاحِبِي

وحَوْضَها الأَفْيَحَ ذا النَّصائِبِ

رَهْنٌ لها بِالرِيِّ غيرِ الكاذِبِ

الفائق ٢ / ٩٤ ، حرف الراء ـ الراء مع الهاء .

۱۳۹

* يَمْسَحُ جُولَيْ عَيْلَمٍ رِحَبِّ

والدَّلْوُ كالجامُوسةِ المُلَبِّي

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ٣٣٣ ، حديث حذيفة بن اليمان ، عن المفضّل .

وكرّر البيت الأوّل ٣ / ١٨٦ ، حديث الحجّاج بن يوسف .

وكيفَ تُواصِلُ مَن أصْبَحَتْ

خُلاَلَتُهُ كأَبِي مَرْحَبِ

الغريبين ٣ / ٩٨١ ، ش ر ب .

* علىٰ بعيد العود مسلحبِّ

= هيّجها لقزب قسيبِّ

* إلّا محبّ وأخو محبِّ

= لا يدرك الحاجة بعد الكربِ

بِطَخْفَةَ جالَدْنا المُلُوكَ وخَيْلُنا

عَشِيَّةَ بِسْطامٍ جَرَيْنَ علىٰ نَحْبِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٢ / ٣٩٨ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث العشرون ـ ن ح ب .

* ماء الفحول في الظهور الحدبِ

= إِنّ المضامين التي في الصلبِ

فإِنْ حَدَبُوا فَاقْعَسْ وإِن هُم تَقاعَسُوا

لِيَنْتَزِعُوا ما خلفَ ظَهرِك فَاحْدَبِ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ١ / ٥٦٠ ، حديث أبي بكر ، أبو الأسود الدؤلي .

* علىٰ البعير نائساً ذَباذبي

= ولو رأتني والنعاس غالبي

جَزَىٰ اللهُ عَنّا جَمْرَةَ ٱبْنَةَ نَوفَلٍ

جَزاءَ مُغِلٍّ بالأَمانةِ كاذِبِ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ١ / ١٩٩ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، النمر بن تولب يعاتب امرأته جمرة .

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٣ / ٢٤٠ ، ألفاظ من الحديث يرويها أكثر الرواة والمحدّثين ملحونة ، النّمر بن تولب ، وفيه : « جزىٰ الله عنِّي . . . ابنة وائل / جزاءَ خَلُوف بالخلالَةِ كاذبِ » .

* رَهْنٌ لها بِالرِيِّ غيرِ الكاذِبِ

= إنّي ودلويَّ لها وصاحبي

مَن ذا رَسُولٌ ناصِحٌ فَمُبَلِّغٌ

عَنِّي عُلَيَّةَ غَيرَ قِيلِ الكاذِبِ

۱۴۰

إِنِّي غَرِضْتُ إلىٰ تَناصُفِ وَجْهِها

غَرَضَ المُحِبِّ إلىٰ الحَبِيبِ الغائِبِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٢٠٢ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

شَرِيعَةُ حَقٍّ نَيِّرٍ لم يَرُدَّها

إلىٰ غيرِ دينِ اللهِ دِينُ مُذَبْذَبِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ١ / ١٦٨ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث الرابع ـ ش ر ع .

له جُؤْجُؤٌ حَشْرٌ كأَنَّ لِجامَهُ

يُعالَىٰ بهِ في رَأْسِ جِذْعٍ مُشَذَّبِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٢١٨ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، امرؤ القيس .

بَسَرْتُ نَداهُ لم تَسَرَّبْ وُحُوشُهُ

بغَرْبٍ كَجِذْعِ الهاجِرِيِّ المُشَذَّبِ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٢ / ٦١٠ ، حديث الحسن البصري ، لبيد .

فَلِلزَّجْرِ أُلْهُوبٌ ولِلسّاقِ دِرَّةٌ

ولِلسَّوْطِ منه وَقْعُ أخْرَجَ مُهْذِبِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ

٢ / ٢٧٤ ، حديث أبي ذرّ جندب بن جنادة ، امرؤ القيس .

وما ٱسْتَعْهَدَ الأَقْوامُ مِن عَهْدِ حُرَّةٍ

مِن النّاسِ إِلّا مِنْك أو مُحارِبِ

الغريبين ٤ / ١٣٤٦ ، ع هـ د ، الفرزدق .

فَخُذْ عَفْوَ مَن آتاكَ لا تَنْزرنَّهُ

فعِنْدَ بُلُوغِ الكَدِّ رَنْقُ المَشاربِ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ١ / ٤٠٢ ، ألفاظ من أحاديث المولد والمبعث .

الفائق ٣ / ٤٢٠ ، حرف النون ـ النون مع الزاي .

تَحَوَّزُ عَنِّي خَشْيَةً أن أضِيفَها

كما ٱنْحازَتِ الأَفْعَىٰ مَخافَةَ ضارِبِ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٣ / ١٠٧ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، القطاميّ يذكر عجوزاً استضافها فجعلت تروغ عنه .

كَذَبْتُمْ وبَيْتِ اللهِ يُبْزَىٰ محمّد

ولَمّا نُجالِدْ دُونَهُ ونُضارِبِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ

۱۴۱

٢ / ٣٥٧ ، حديث كعب بن مالك ، أبو طالب ، وفيه : « ونضاربُ » وهو من أخطاء الطباعة .

صَرَمْتُمْ جُذاماً لستُمُ لِأَبِيكُمُ

صَرَمتُمْ وِصالاً في شُعَيبِ الأَقاربِ

أتَرْضَونَ مِن دِينِ الأَكارِمِ والعُلا

بدِينِ شُعَيبٍ بعْدَ دِين الأَجانِبِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٢ / ٤٣٣ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث الثالث والعشرون ـ ج ذ م ، جنحبار سيّد قوم شعيب عليه‌السلام .

= وبَيعَةِ قَومٍ في عَلاءِ الأَثايبِ

أرِبْتُ بدَفْعِ الحَرْبِ حَتّىٰ رأيتُها

علىٰ الدَّفْعِ لا تَزْدادُ غَيرَ تَقارُبِ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٤ / ٣٣٦ ، أحاديث عائشة ، قيس بن الخطيم .

ونحنُ شَغَرْنا ٱبْنَي نِزارٍ كِلَيْهِما

وكَلباً بِوَقْعٍ مُرْهِقٍ مُتقارِبِ

الفائق ١ / ١٧ ، حرف الهمزة ـ الهمزة مع الباء .

لو ٱنَّكَ تُلْقِي حَنْظَلاً فَوقَ بَيْضِنا

تَدَحْرَجَ عن ذي سامِهِ المُتَقارِبِ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ١ / ٣٥٨ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قيس بن الخطيم وذكر قوماً تراصُّوا في الحرب وٱشتبكوا .

كأَنَّ نَعِيقَ الحَبِّ في حاوِيائِهِ

فَحِيحُ الأَفاعِي أو نَقِيقُ العَقارِبِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ١٦٧ ، حديث عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، جرير .

معاذَ الإلٰهِ أن تكونَ كَظَبْيَةٍ

ولا دُمْيَةٍ ولا عَقِيلةِ رَبْرَبِ

الفائق ٣ / ٤٤٥ ، حرف النون ـ النون مع الطاء ، صدره .

كأَنَّ البَرِيرَ بِحافاتِهِ

جَوالِيقُ بالسُّوقِ من يَثْرِبِ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ١ / ٤٣٥ ، ألفاظ من أحاديث المولد والمبعث ، الجعدي ذكر ماءً .

جانِيكَ مَن يَجْنِي عليكَ وقَد

تُعْدِي الصِحاحَ مَبارِكُ الجُرْبِ

الفائق ١ / ١٠٣ ، حرف الباء ـ الباء مع الراء ، عجزه .

۱۴۲

تَبِيتُ جارَتُهُ الأَفْعَىٰ وسامِرُهُ

رُمدٌ به عاذِرٌ مِنْهنَّ كالجَرَبِ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ١ / ٣٧٧ ، ألفاظ من أحاديث الإسراء ، أبو وجزة وذكر صائداً .

ذهبَ الّذينَ يُعاشُ في أكْنافِهِمْ

وبَقِيتُ في خَلْفٍ كَجِلْدِ الأَجْرَبِ

يَتَحَدَّثُونَ مَخافَةً ومَلاذَةً

ويُعابُ قائِلُهُمْ وإِن لم يَشْغَبِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٥٤ ، مقدّمة المؤلّف ـ القول فيما يجب علىٰ من طلب الحديث من تعلّم كلام العرب وتعرّف مذاهبها ومصارف وجوهها ، لبيد بن ربيعة العامريّ ، البيت الأوّل .

وكرّر البيتين ٢ / ٥٨٦ ، حديث عائشة ، لبيد ، وقال : « وعن عروة . . . : مخافةً وملالَةً . ورواه ابن المبارك : ملاذَةً . وهو الصواب » .

المجموع المغيث ٣ / ١٨٦ ، م ج ن ، لبيد ، صدر البيت الثاني ، وفيه : « يتحدّثون مجانةً وملالةً » .

وكرّر صدر البيت الثاني ٣ / ٢٢٥ ، م ل ذ ، وفيه : « مجانةً وملاذةً » .

النهاية ٢ / ٨٩ ، خ ون ، البيت الثاني ، لبيد بن ربيعة .

وكرّر صدر البيت الثاني ٤ / ٣٠٧ ، م خ ن ، وفيه : « مَخانَةً » ، لبيد . وقال : « وذكره أبو موسىٰ [ المدينيّ ] في الجيم ، من المُجُون ، فتكون الميم أصليّة » أي : مجانَةً .

وكرّر البيت الثاني ٤ / ٣٥٦ ، م ل ذ ، لبيد ، وفيه : « مَخانَةً » .

قاتَلَكَ اللهُ ما أشَدَّ عليك الـ

ـبَذْلَ في صَوْنِ عِرْضِكَ الخَرِبِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ٣٤٨ ، حديث أبي الدرداء عويمر بن مالك .

كأَنَّما يَوْمِيَ حَوْلٌ إِذا

لم أشْهَدِ اللَّهْوَ ولم أطْرَبِ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٣ / ٦٨٨ ، حديث عبد الملك بن مروان .

يُخَبِّرُكُم أنَّهُ ناصِحٌ

وفي نُصْحِهِ ذَنَبُ العَقْرَبِ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٣ / ٧٦٢ ، أحاديث سمعت أصحاب اللغة

۱۴۳

يذكرونها ولا أعرف صاحبها ، الجعدي في وصف واشٍ .

جاد السِماكانِ بِقُرْبانِهِ

بِالدَّلْوِ والنَّثْرَةِ والعَقْرَبِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٢ / ٥٧٢ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث الخامس والأربعون ـ س م ك .

مُعَرَّقَةُ الأَلْحِي تَلُوحُ مُتُونُها

تُثِيرُ القَطا في مُثْقَلٍ بعدَ مُقْرِبِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٣ / ١٠١٣ ، غريب ما روىٰ الموالي ـ غريب ما روىٰ ثوبان ـ الحديث الثّاني ـ ع ر ق .

الفائق ٢ / ٣٦٠ ، حرف الطاء ـ الطاء مع الراء ، طفيل ، عجزه .

* لا يُدْرِكُ الحاجَةَ بعدَ الكَرْبِ

إلّا مُحِبٌّ وأخُو مُحِبِّ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ١٠٩ ، حديث عمر بن الخطّاب .

أُعْطِيكَ ذِمَّةَ والِدَيَّ كِلَيْهِما

لَأُذَرِّفَنْكَ المَوْتَ إن لم تَهْرُبِ

ولأَحْمِلَنْكَ علىٰ نَهابِرَ إِن تَثِبْ

فيها وإن كنتَ المُنَهِّتَ تَعْطَبِ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٢ / ٣٧٢ ، حديث عمرو بن العاص ، نافع بن لقيط .

الفائق ٤ / ٣٥ ، حرف النون ـ النون مع الهاء ، نافع بن لقيط ، البيت الثاني .

عزيز المراغم والمهربِ

= ونعشاً كفىٰ غيبة الغيّبِ

* لم يَخْتَر البَيْتَ علىٰ التَّعَزُّبِ

ولا ٱعْتِناقَ رُجْلةٍ عن مَوكِبِ

فَهْوَ مُمَرٌّ كَمِقاطِ القِنَّبِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ١٦٧ ، حديث عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام .

رِقاقُ النِعالِ طَيِّبٌ حُجُزاتُهُمْ

يُحَيَّوْنَ بِالرَّيْحانِ يَوْمَ السَّباسِبِ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٢ / ٢٥٤ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، النابغة .

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٦٧٠ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، النابغة .

الغريبين ٥ / ١٤٢٧ ، ف ر د ،

۱۴۴

النابغة ، صدره .

باشَرْتَ بِالوَجْعاءِ طَعْنَةَ مُرْهَفٍ

حَرّانَ أو لَثَوَيْتَ غيرَ مُحَسَّبِ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٣ / ٧١٩ ، حديث سماك بن حرب .

وغَيْثٍ مَرِيعٍ لم يُجَدَّعْ نَباتُهُ

وَلَتهُ أهاليلُ السِماكَينِ مُعْشِبِ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ١ / ٦١٧ ، حديث عمر بن الخطّاب ، ابن مقبل .

أمَرْتُكَ الخَيْرَ فافْعَلْ ما أُمِرْتَ بهِ

فقد تَرَكْتُكَ ذا مالٍ وذا نَشَبِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٢٤٣ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

الفائق ٢ / ١٣١ ، حرف الزاي ـ الزاي مع الراء ، « أمرتك الخير » فقط .

تكادُ أوالِيها تُفَرِّي جُلودَها

ويَكْتَحِلُ التّالِي بِمَوْرٍ وحاصِبِ

الغريبين ٢ / ٤٥١ ، ح ص ب ، القُطاميّ ، عجزه .

سالَتْ هُذَيلٌ رَسُولَ اللهِ فاحِشَةً

ضَلَّت هُذَيلٌ بما سالَت ولم تُصِبِ

المجموع المغيث ٢ / ٤٥ ، س أ ل ، صدره .

فَللّٰهِ عَيْنا مَن رَأىٰ مِن تَفَرُّقٍ

أشَتَّ وأنْأَىٰ مِن فِراقِ المُحَصَّبِ

الفائق ١ / ١٠١ ، حرف الباء ـ الباء مع الراء ، امرؤ القيس .

* يَعْصِبُ فاهُ الرِيقُ أيَّ عَصْبِ

عَصْبَ الجُبابِ بِشِفاهِ الوَطْبِ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ١ / ٣٢٤ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتفسير غريبه ومعانيه ـ ٤٤ .

غريب الحديث ـ للحربي ـ ١ / ٣٠٤ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث الرابع ـ ع ص ب ، البيت الأوّل .

رَأيْتُكَ هَرَّيْتَ العِمامَةَ بعدَما

أراكَ زَماناً حاسِراً لم تُعَصَّبِ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ١ / ٣٩٠ ، ألفاظ من أحاديث المولد والمبعث .

۱۴۵

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ١٦٠ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفيه : « رأيتُك حيناً حاسراً » .

الفائق ٤ / ١٠٠ ، حرف الهاء ـ الهاء مع الراء .

* إِيماءَ بَرْقٍ في عَماءٍ ناضِبِ

= يُومِينَ بِالأَعْيُنِ والحَواجِبِ

تَحِنُّ لِقاحُ المالِكِيِّ صَبابةً

إلىٰ نِهْيِ نَعْمانٍ ونِهْيِ التَناضُبِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٣ / ١٠٦٠ ، غريب ما روىٰ الموالي ـ غريب ما روىٰ ثوبان ـ الحديث السادس ـ ن هـ ي ، طفيل .

لَعَمْرُ أبي عَمْرٍو لقد ساقَهُ المَنَا

إلىٰ جَدَثٍ يُؤْزَىٰ لَهُ بِالأَهاضِبِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٣ / ٩٨٦ ، غريب ما روىٰ الموالي ـ غريب ما روىٰ ثوبان ـ الحديث الأَوّل ـ ز ي .

تَظَلُّ الأَكُفُّ يَخْتَلِفْنَ بِحانِذٍ

إلىٰ جُؤْجُؤٍ مِثلِ المَداكِ المُخَضَّبِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ

٢ / ٤٧٢ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث الأحد والثلاثون ـ ح ن ذ .

إِنَّ السُّيُوفَ غُدُوَّها ورَواحَها

تَرَكَتْ هَوازِنَ مِثلَ قَرْنِ الأَعْضَبِ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٢ / ٢٠٧ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، الأخطل .

الفائق ٢ / ٤٤٤ ، حرف العين ـ العين مع الضاد ، الأخطل .

يَرْضَىٰ إِذا رَضِيَ النِساءُ عَجاجَةً

وإِذا تُعُمِّدَ عَمْدُهُ لم يَغْضَبِ

الفائق ٢ / ٣٩٧ ، حرف العين ـ العين مع الجيم .

وَقَفْنا فَسَلَّمْنا فَرَدَّتْ سَلامَنا

علينا ولم تُرْجِعْ جَوابَ المُخاطِبِ

الغريبين ٣ / ٧٣٤ ، ر د د ، ذو الرمّة .

تَرَىٰ قِصَدَ المُرّانِ تُلْقَىٰ كَأَنَّها

تَذَرُّعُ خُرْصانٍ بِأَيْدِي الشَّواطِبِ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٢ / ٣٠٦ ، ش ط ب ، قيس بن الخطيم الأنصاريّ .

۱۴۶

وأذْنابُها وَحْفٌ كأَنَّ ذُيُولَها

مَجَرُّ أشاءٍ من سُمَيْحَةَ مُرْطِبِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٢ / ٦١٩ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث الخمسون ـ ش و ى ، طفيل .

كَأَنَّ بِحاذَيْها إِذا ما تَشَذَّرَتْ

عَثاكِيلُ عِذْقٍ من سُمَيْحَةَ مُرْطِبِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٣ / ١١٨٩ ، غريب ما روىٰ الموالي ـ غريب ما روىٰ عتبة بن غزوان ـ البيت الأوّل ـ ح ذ .

فَلمّا دَخَلْناهُ أضَفْنا ظُهُورَنا

إلىٰ كُلِّ حارِيٍّ جَدِيدٍ مُشَطَّبِ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ١ / ١٨ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، امرؤ القيس .

فيها وإِن كنت المنهّت تعطبِ

= لأذرفنْك الموت إن لم تهربِ

* عَصْبَ الجُبابِ بِشِفاهِ الوَطْبِ

= يَعْصِبُ فاهُ الرِيقُ أيَّ عَصْبِ

فإن تَكُ حَرْبُ ٱبْنَيْ نِزارٍ تواضَعَتْ

فقد عَذَرَتْنا في كِلابٍ وفي كَعْبِ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ١ / ١٣٢ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، الأخطل ، ويروىٰ : « أعْذَرَتْنا » .

غريب الحديث ـ للحربي ـ ١ / ٢٧٢ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث الحادي عشر ـ ع ذ ر .

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ٣٥٨ ، حديث المقداد ، الأخطل ، وفيه : « فقد أعْذَرَتْنا » .

كُمَيْتٍ كَلَونِ الأُرْجُوانِ نَشَرْتَهُ

لِبَيْعِ الرَّئِي في الصُّوانِ المُكَعَّبِ

الغريبين ٣ / ٦٩٧ ، ر أ هـ ، علقمة .

* ناج أمام الركب مجلعبِّ

= بدوسريّ عينه كالوقبِ

* عود كبطن الأين مجلعبِّ

= هيجها لقزبِ قسيبِّ

مِن الغَزْوِ وٱقْوَرَّتْ كأَنَّ مُتُونَها

زَحالِيفُ وِلْدانٍ عَفَتْ بَعدَ مَلْعَبِ

۱۴۷

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٣ / ١٠١٣ ، غريب ما روىٰ الموالي ـ غريب ما روىٰ ثوبان ـ الحديث الثاني ـ ع ر ق .

وصدرٌ هَواءٌ تَحتَ صُلْبٍ كأَنَّهُ

من الهَضْبَةِ الخَلْقاءِ زُحْلُوقُ مَلْعَبِ

الغريبين ٦ / ١٩٥٣ ، هـ و ى ، امرؤ القيس ، وفيه : « وبطنٌ وصدرٌ » .

لَيسَتْ بِمَشْتَمَةٍ تُعَدُّ وعَفْوُها

عَرَقُ السِقاءِ علىٰ القَعُودِ اللّاغِبِ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٣ / ٢٨٨ ، أحاديث عمر بن الخطّاب ، ابن أحمر .

فاختلّ قومك فاشْهَدْهُم ولا تغبِ

= لو كنت حاضرها لم تكثر الخطبُ

وخَصْمَيْ ضِرارٍ ذَوَي مَأْقَةٍ

متىٰ يَدْنُ سِلْمُهُما يَشْغَبِ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ١ / ٢٨٥ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتفسير غريبه ومعانيه ـ ١٥ ، النابغة الجعديّ .

ويعاب قائلهم وإن لم يشغبِ

= وبقيت في خلف كجلد الأجربِ

* أبذل نصحي وأكفّ لغبي

= إن الرفيق لاصق بقلبي

مَجَلَّتُهُمْ ذاتُ الإلٰهِ ودِينُهُمْ

قَوِيمٌ فما يَرجُونَ غيرَ العَواقِبِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ١ / ١٢٦ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث الثالث ـ ج ل ، النابغة ، ويروىٰ : « مَحَلَّتُهُمْ » .

المجموع المغيث ١ / ٣٤١ ، ج ل ل ، النابغة .

الفائق ١ / ٢٢٦ ، حرف الجيم ـ الجيم مع اللام ، النابغة .

وقالَت له العَيْنانِ سَمْعاً وطاعَةً

وحَدَّرَتا كالدُّرِّ لَمّا يُثَقَّبِ

المجموع المغيث ٢ / ٧٦٢ ، ق و ل ، صدره .

النهاية ٤ / ١٢٤ ، ق و ل ، صدره .

. . . . . . . . . . . . . . . . . .

إلىٰ كُلِّ دَسْماءِ الذِراعَيْنِ والعَقْبِ

۱۴۸

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ١٣٩ ، حديث عثمان .

ويَخْضِدُ في الآرِيِّ حتّىٰ كأَنَّما

بِه عُرَّةٌ أو طائِفٌ غيرُ مُعْقِبِ

الفائق ١ / ٣٨٠ ، حرف الخاء ـ الخاء مع الضاد ، امرؤ القيس .

يضع الهناء مواضع النقبِ

= كاليوم هاني أينق صهبِ

لَجِجْنا ولَجَّتْ هذهِ في التَّجَنُّبِ

بِشَدِّ اللِّثامِ دُونَنا والتَّنَقُّبِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ١ / ١٣٧ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث الثالث ـ ل ج ، حُجَيَّة ابن مُضَرِّب .

* بِدَوْسَرِيٍّ عَيْنُهُ كالوَقْبِ

ناجٍ أمامَ الرَّكْبِ مُجْلَعِبِّ

حابِي الشَّراسِيفِ جَمِيعِ الوَثْبِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ٣٢٣ ، حديث سعد بن معاذ ، أنشد ثعلب ، البيت الأوّل والثاني .

وكرّر الأبيات الثلاثة ٣ / ١٠٧ ، حديث وهب بن منبّه ، أنشد ثعلب

عن ابن الأَعرابيّ .

يَصُونُونَ أبْداناً قَدِيماً نَعِيمُها

بِخالِصَةِ الأَرْدانِ خُضْرِ المَناكِبِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ٣٧٢ ، حديث زيد بن ثابت ، النابغة .

لَئِن قَطَعَ اليَأْسُ الحَنِينَ فإِنَّهُ

رَقُوءٌ لِتَذْرافِ الدُّمُوعِ السَّواكِبِ

المجموع المغيث ١ / ٧٨٦ ، ر ق أ ، ذو الرمّة .

كِلِينِي لِهَمٍّ يا أُمَيْمَةُ ناصِبِ

ولَيلٍ أُقاسِيهِ بَطِيءِ الكَواكِبِ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٣ / ١٣١ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٢ / ٧٩٥ ، غريب ما روىٰ الموالي ـ الحديث الثاني من حديث زيد بن حارثة ـ ن ص ب .

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٦١٠ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، النابغة ، صدره .

إِذا ما أتاهُ الرَّكْبُ مِن نَحوِ أرْضِها

تَنَشَّقَ يَسْتَشْفِي بِرائِحَةِ الرَّكْبِ

۱۴۹

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ١٣٦ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

يَزِينُ البَيْتَ مَرْبُوطاً

ويَشْفِي قَرَمَ الرَّكْبِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٢ / ٣٧٦ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث الثامن عشر ـ ق ر م ، أبو دؤاد الإِيادي .

خَفاهُنَّ مِن أنْفاقِهِنَّ كَأَنَّما

خَفاهُنّ وَدْقٌ مِن سَحابٍ مُرَكَّبِ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ١ / ٦٠ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، امرؤ القيس يصف فرساً .

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٢ / ٨٤٢ ، غريب ما روىٰ الموالي ـ غريب ما روىٰ أُسامة بن زيد ـ خ ف ى ، وفيه : « عَشِيٍّ مُحَلَّبِ » .

وقد أغْدُو بِطِرْفٍ هَيْـ

ـكَلٍ ذي مَيْعَةٍ سَكْبِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٥٠٤ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أبو دؤاد .

الفائق ٢ / ١٩٠ ، حرف السين ـ السين مع الكاف ، أبو دؤاد .

* وهامةٍ كالمِرْجَلِ المُنْكَبِّ

= وهو إذا جرج بعدَ الهبِّ

* ولا اعتِناقَ رجْلةٍ عن مَوكبِ

= لم يَخْتَر البَيْتَ علىٰ التَّعَزُّبِ

علىٰ عارِفاتٍ لِلطِّعانِ عَوابِسٍ

بِهِنَّ كُلُومٌ بينَ دامٍ وجالِبِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ١ / ١٩١ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث الخامس ـ ع ر ف .

* يا ربِّ إِمّا تُعْزِزَنْ بِطالبِ

في مِقْنَبٍ من هذهِ المَقانِبِ

مجمع البحرين ٢ / ١٥٠ ، ق ن ب ، أبو طالب .

سَبارِيتُ يَخْلُو سَمْعُ مُجْتازِ رَكْبِها

مِن الصَّوْتِ إِلّا من ضُباحِ الثَّعالِبِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٢ / ٤٦٦ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث الثلاثون ـ ض ب ح ، ذو الرمّة .

۱۵۰

* ولو رَأتْنِي والنُّعاسُ غالِبِي

علىٰ البَعِيرِ نائِساً ذَباذِبي

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ١ / ٤٣٢ ، ألفاظ من أحاديث المولد والمبعث ، أنشد أبو زيد .

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ٥٨٩ ، حديث حفصة ، وفيه : « فلو رأتني » .

سَدَا بِيَدَيهِ ثُمَّ أجَّ بِسَيْرِهِ

كَأَجِّ الظَّلِيمِ من قَنِيصٍ وكالِبِ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ١ / ٣٩٧ ، ألفاظ من أحاديث المولد والمبعث .

وكرّره ٢ / ١٥١ ، حديث أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، الرّكّاض الزبيري [ صوابه : الدُّبَيري ] .

* كالقُمْعُلِ المُنْكَبِّ فَوقَ الأَثْلَبِ

= يَلْتَهِمُ الأَرْضَ بِوَأْبٍ حَوْأبِ

خَفاهُنّ وَدْقٌ مِن عشيِّ مُحَلَّبِ

= خَفاهُنّ وَدْقٌ مِن سَحابٍ مُرَكَّبِ

كطحن الرحا حبّة المحلبِ

= صدود الهزبر عن الثعلب

وغَيْثٍ بِدَكْداكٍ يَزِينُ وِهادَهُ

نَباتٌ كوَشْيِ العَبْقَرِيِّ المُخَلَّبِ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٣ / ٤٠١ ، أحاديث عمر بن الخطّاب ، لبيد .

قَد ٱفْناهُمُ القَتْلُ بَعدَ الوَفا

ةِ هَذَّ الأَشاءَةِ بِالمِخْلَبِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٢ / ٦١٩ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث الخمسون ـ ش و ى .

كأَنَّ عَراقِيبَ القَطا أُطُرٌ لها

حَدِيثُ نَواحِيها بِوَقْعٍ وصُلَّبٍ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ١ / ٥٧ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث الأوّل ـ ق ع ، طفيل .

* إِنَّ المَضامِينَ التي في الصُّلْبِ

ماءُ الفُحُولِ في الظُّهُورِ الحُدْبِ

الغريبين ٤ / ١١٤٣ ، ض م ن .

هل كنتُ إِلّا مِجَنَّاً تَتَّقُونَ بهِ

قد لاحَ في عِرْضِ مَن باداكُمُ عَلَبِي

الفائق ٣ / ٢٣ ، حرف العين ـ العين

۱۵۱

مع اللام ، ابن مقبل .

وقَبْرٍ تَجاوَزْتُ نَكْراءَهُ

صُدُودَ الهِزَبْرِ عن الثَّعْلَبِ

ولو شِئْتُ بِالرِيحِ أذْرَيْتُهُ

كَطَحْنِ الرَّحا حَبَّةَ المَحْلَبِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ١٦٢ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وظَلَّ لِثِيرانِ الصَّرِيمِ غَماغِمٌ

إِذا دَعَسُوها بِالنَّضِيِّ المُعَلَّبِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ١ / ١٨ ، مسند عبد الله بن عمر ـ الحديث الأربعون ـ غ م .

الغريبين ٤ / ١٣١٥ ، ع ل ب ، عجزه ، وفيه : « يُدعِسُها بِالسَمْهَريِّ » .

وأصْدَرْتُهُمْ شَتَّىٰ كأَنَّ قِسِيَّهُمْ

قُرُونُ صُوارٍ ساقِطٍ مُتَغَلِّبِ

الفائق ٢ / ٣٢٣ ، حرف الصاد ـ الصاد مع الياء .

* إِنَّ الرَّفِيقَ لاصِقٌ بِقَلْبِي

إِذا أضافَ جَنْبَهُ بِجَنْبِي

أبْذُلُ نُصْحِي وأكُفُّ لَغْبِي

ليس كمن يَفْحُشُ أو يَحْظَنبِي

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٢ / ٤٧٠ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث الثلاثون ـ ح ب ض .

لا تَرْفَعِي صَوْتاً وكُونِي قَصِيَّةً

إِذا ثَوَّبَ الدّاعِي وأنْكَرَني كَلْبِي

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٢ / ١٥٦ ، حديث الزبير بن العوام .

أبْأْنا بِقَتْلانا من القَوْمِ ضِعْفَهُم

وما لا يُعَدُّ مِن أسِيرٍ مُكَلَّبِ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٢ / ٢٥٢ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، طفيل الغنويّ .

* والدَّلو كالجاموسةِ المُلَبِّي

= يَمْسَحُ جُولَيْ عَيْلَمٍ رِحَبِّ

عَقِيلَةُ أخْدانٍ لها لا دَمِيمَةٌ

ولا ذاتُ خَلْقٍ إِن تَأَمَّلْتَ جَأْنَبِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٣ / ١٢٣٣ ، غريب ما روىٰ الموالي ـ غريب حديث عبد الله بن مسعود ـ ع ق ل .

بدين شعيب بعد دين الأجانبِ

= صرمتم وصالاً في شعيب الأقاربِ

۱۵۲

كِرامٌ ينالُ الماءَ قبلَ شِفاهِهِمْ

لهم وارِداتُ الغُرْضِ شُمُّ الأَرانبِ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ١ / ٤٩٤ ، تفسير أحاديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الطوال والوفادات ـ حديـث ٱبن أبي هالة التميمي ، أنشد الأصمعي .

* في مِقْنَبٍ من هذهِ المَقانِبِ

= يا ربِّ إِمّا تُعْزِزَنْ بِطالبِ

* إِذا أضافَ جَنْبَهُ بِجَنْبِي

= إِنَّ الرَّفِيقَ لاصِقٌ بِقَلْبِي

شهِيَّةُ طَعْمِ الرِيقِ يَجْرِي سِواكُها

علىٰ بَرَدٍ عَذْبِ المُجاجَةِ أشْنَبِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ١٨٨ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، طرفة .

* ليس كمن يَفْحُشُ أو يَحْظَنبي

= إِنَّ الرَّفِيقَ لاصِقٌ بِقَلْبِي

* فَهْوَ مُمَرٌّ كَمِقاطِ القِنَّبِ

= لم يَخْتَر البَيْتَ علىٰ التَّعَزُّبِ

* وَهْوَ إذا جَرْجَرَ بَعْدَ الهَبِّ

جَرْجَرَ في حَنْجَرَةٍ كالحبِّ

وهامَةٍ كالمِرْجَلِ المُنْكَبِّ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ١ / ٢٥٣ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، الأَغلب العجليّ يصف فحلاً يهدر ، ويقال : إِنّه لدُكين [ الراجز ] .

بِها كُلُّ خَوّارٍ إلىٰ كُلِّ صَعْلَةٍ

ضَهُولٍ ورَفْضُ المُذْرِعاتِ القَراهِبِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ١ / ٢٧٩ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث الحادي عشر ـ ذ ر ع ، ذو الرمّة .

* كأَنَّه إِذ جالَ في التَّهَبِّي

جِنِّيُّ قَفْرٍ طالِبٌ لِنَهْبِ

الفائق ٤ / ٨٨ ، حرف الهاء ـ الهاء مع الباء ، الأغلب .

كَذَبَ العَتِيقُ وماءُ شَنٍّ بارِدٍ

إِن كنتِ سائِلَتي غَبُوقاً فاذهَبِي

الفائق ٣ / ٢٥١ ، حرف الكاف ـ الكاف مع الذال ، « كذب العتيق » فقط .

عَزِيزِ المُراغَمِ والمَذْهَبِ

= ونَعْشَاً كَفَىٰ غيبةَ الغُيَّبِ

۱۵۳

فغادَرَ صَرْعَىٰ مِن حِمارٍ وخاضِبٍ

وتَيْسٍ وثَوْرٍ كالهَشِيمَةِ قَرْهَبِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٣ / ٦٨ ، حديث مجاهد بن جبر ، امرؤ القيس .

ما إِن رَأيتُ ولا سَمِعْتُ به

كاليومِ هانِي أيْنُقٍ صُهْبِ

مَتَبَذِّلاً تَبْدُو مَحاسِنُهُ

يَضَعُ الهِناءَ مَواضِعَ النقَبِ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ١ / ٣٢٠ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، دريد ابن الصمة حين خطب الخنساء .

نَمَشُّ بِأَعْرافِ الجِيادِ أكُفَّنا

إِذا نحنُ قُمْنا عن شِواءٍ مُضَهَّبِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ١٦٧ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، امرؤ القيس .

وأصْفَر عَطّافٍ إِذا راحَ رَبُّهُ

غدا ٱبنا عِيانٍ بِالشِّواءِ المُضَهَّبِ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ١ / ٤٠٣ ، ألفاظ من أحاديث المولد والمبعث ، الراعي وذكر قِدْحاً .

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ

١ / ٦٤٨ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، عجزه ، وفيه : « جَرَىٰ ٱبنا » .

تَيَمَّمْتُ لِهْباً أطْلُبُ العِلْمَ عِندَهم

وقد رُدَّ عِلمُ العائِفِينَ إلىٰ لِهْبِ

الفائق ٢ / ٢٥١ ، حرف الشين ـ الشين مع العين ، كثيّر .

يُقَطِّعُهُنَّ بِتَقْرِيبِهِ

ويَأْوِي إلىٰ حُضُرٍ مُلْهِبِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ٥٢٢ ، حديث معاوية بن أبي سفيان ، النابغة يصف فرساً .

الغريبين ٥ / ١٥٦٣ ، ق ط ع ، الجعدي .

الفائق ٣ / ٢٠٩ ، حرف القاف ـ القاف مع الطاء .

* جِنِّيُّ قَفْرٍ طالِبٌ لِنَهْبِ

= كأَنَّه إِذ جالَ في التَّهَبِّي

وذي إِبِلٍ يَسْعَىٰ ويَحْسَبُها لَهُ

أخي نَصَبٍ في رَعْيِها ودُؤُوبِ

غَدَت وغَدا رَبٌّ سِواها يَقُودُها

وبُدِّلَ أحْجاراً وجالَ قَلِيبِ

۱۵۴

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ٣٣٣ ، حديث حذيفة ين اليمان ، النّمر بن تولب .

فَذُوقُوا كما ذُقْنا غَداةَ مُحَجَّرٍ

مِن الغَيْظِ في أكْبادِنا والتَحَوُّبِ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٢ / ٢١ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، طفيل بن عوف الغنويّ .

لا تَنْفِري يا ناقَ منه فإِنَّهُ

شَرّابُ خَمْرٍ مِسْعَرٌ لِحُرُوبِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٦٦٥ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، حسّان بن ثابت ، وفيه : « يا ناقُ » .

يَنْضَحْنَ نَضْحَ مَزادِ الوَقْرِ أتْأَقَها

شَدُّ الرُّواةِ بماءٍ غيرِ مَشْرُوبِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٢ / ٨٩٦ ، غريب ما روىٰ الموالي ـ غريب ما روىٰ أُسامة بن زيد ـ الحديث الخامس ـ ن ض ح .

* علىٰ دباة أو علىٰ يعسوبِ

= كأن خوق قرطها المعقوبِ

* فَصَعِّدِي مِن بَعْدِها أو صَوِّبي

= ما هُوَ إِلّا شَرْبَةٌ بِالحَوْأبِ

ظَلَّتْ أقاطِيعُ أنْعامٍ مُؤَبَّلَةٍ

لَدَىٰ صَلِيبٍ علىٰ الزَّوْراءِ مَنْصُوبِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٢ / ٧٩٤ ، غريب ما روىٰ الموالي ـ الحديث الثاني من حديث زيد بن حارثة ـ ن ص ب .

قَوْمٍ إِذا صَرَّحَتْ كَحْلٌ بُيُوتُهُمُ

مَأْوَىٰ الضِيافِ ومَأْوَىٰ كُلِّ قُرْضُوبِ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٣ / ٤٦ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، سلامة بن جندل .

أذاعَ بهِ في النّاسِ حتّىٰ كَأَنَّهُ

بِعَلْياءَ نارٌ أُوقِدَتْ بِثَقُوبِ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ١ / ٥٧٦ ، حديث أبي بكر ، أبو الأسود [ الدؤلي ] .

لتركتها تحبو علىٰ العرقوبِ

= وسقىٰ الغوادي قبره بذَنوبِ

* كأَنَّ خَوْقَ قُرْطِها المَعْقُوبِ

علىٰ دَباةٍ أو علىٰ يَعْسُوبِ

۱۵۵

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٤ / ٣٢٨ ، أحاديث عائشة ، أنشدني الأَصمعيّ ، وفيه : « فوق » وهو من أغلاط الطباعة .

* يا رَخَماً قاظَ علىٰ مَطْلُوبِ

يُعْجِلُ كَفَّ الخارِئِ المُطِيبِ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ١ / ١٨١ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، الأعشىٰ يذكر رجلاً .

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٢ / ٦٤٤ ، حديث الشعبي عامر بن شراحيل .

الفائق ٢ / ٣٧٦ ، حرف الطاء ـ الطاء مع الياء ، الأعشىٰ .

لا يَبْعَدَنَّ رَبِيعَةُ بنُ مُكَدَّمٍ

وسَقَىٰ الغَوادِي قَبْرَهُ بِذَنُوبِ

نَفَرَتْ قَلُوصِي من حِجارَةِ حَرَّةٍ

بُنِيَتْ علىٰ طَلْقِ اليَدَينِ وَهُوبِ

لولا السِفارُ وبُعدُ خَرْقٍ مَهْمَهٍ

لَتَرَكْتُها تَحْبُو علىٰ العُرْقُوبِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٣٦٩ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، حسّان بن ثابت ومرّ بقبر ربيعة بن مكدّم .

الفائق ١ / ٣٣٧ ، حرف حرف الحاء ـ الحاء مع الواو ، البيت الأوّل .

بنيت علىٰ طلق اليدين وَهُوبِ

= وسقىٰ الغوادي قبره بذَنُوبِ

تَطاوَلَ حَتّىٰ قُلْتُ ليسَ بِمُنْقَضٍ

وليسَ الذي يَهدي النُّجُوم بِآيبِ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ١ / ٥٢١ ، تفسير أحاديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الطوال والوفادات ـ حديث لقمان بن عاد ، النابغة [ الذبياني ] ٨٦٣٢٠ وذكر ليلاً .

ألا يا لَقَوْمِ لِلضَّلالِ المُغالِبِ

وبَيعَةِ قَومٍ في عَلاءِ الأَثايبِ

يُرِيدونَ منّا أن نُراجِعَ دِينَهُمْ

ودُونَ التي يَرجُونَ بَتْكُ الرَّواجِبِ

فلسنا نُبالِي حينَ للهِ أمرُنا

جُذاماً دُعِينا أم لِعَمْرِو الأَطايبِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٢ / ٤٣٣ ـ ٤٣٤ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث الثالث والعشرون ـ ج ذ م ، غانم المؤمن بشعيب .

= صرمتم وصالاً في شعيب الأقاربِ

جذاماً دعينا أم لعمرو الأطايبِ

= وبيعة قوم في علاء الأَثايبِ

۱۵۶

إِنّا إِذا ما أتانا صارِخٌ فَزِعٌ

كانَ الصُّراخُ له قَرْعَ الظَّنابِيبِ

الغريبين ٥ / ١٤٤٦ ، ف ز ع ، سلامة .

وما لِشَآفَةٍ من غَيرِ شَيْءٍ

إِذا وَلَّىٰ صَدِيقُكَ مِن طَبِيبِ

الغريبين ٣ / ٩٦٦ ، ش أ ف ، أنشد ابن الأعرابيّ .

والعادياتُ أسابِيُّ الدِماءِ بها

كأَنَّ أعناقَها أنْصابُ تَرْجِيبِ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٤ / ١٥٥ ، أحاديث الحباب بن المنذر بن الجموح ، سلامة بن جندل يذكر الخيل .

أدَبٌ بَيْنَنا تَوَلَّد مِنهُ

نَسَبٌ والأَدِيبُ صِنْوُ الأَديبِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٣ / ١٩٩ ، مقطّعات من الحديث بلا طرق .

يُخالِسُ الخَيْلَ طَعْنَاً وهي مُحْضِرَةٌ

كأَنّما ساعِداهُ ساعِدا ذِيبِ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٢ /

١٣٠ ، حديث أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام .

* ما خفت شدّات الخبيث الذّيبِ

= لو كنت ذا نبلٍ وذا شزيبِ

فَيُخْفِقُ مَرَّةً ويُفِيدُ أُخْرَىٰ

ويَفجَعُ ذا الضَغائنِ بالأَريبِ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ١ / ١٨٩ ، خ ف ق ، عنترة يذكر فرسه .

* أشْرَفَ ثَدْياها علىٰ التَّرِيبِ

المجموع المغيث ١ / ٢٢١ ، ت ر ب .

وهمُ يُطْعِمُونَ إِن قَحطَ القَطْـ

ـرُ وهَبَّت بِشَمْأَلٍ وضَرِيبِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٧٨ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، الأعشىٰ .

* لو كنتُ ذا نَبْلٍ وذا شَزِيبِ

ما خِفْتُ شَدّاتِ الخَبِيثِ الذِيبِ

الغريبين ٣ / ٩٩٩ ، ش ز ب .

الفائق ٢ / ٢٤٣ ، حرف الشين ـ الشين مع الزاي .

۱۵۷

ضَلَّتْ حُلُومُهُمُ عنهم وغَرَّهُمُ

سَنُّ المُعَيْدِيّ في رَعْيٍ وتَعْزِيبِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٤٥٣ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، النابغة الذبياني .

وكرّره ١ / ٦٢٩ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، النابغة .

الفائق ٢ / ٤٢٦ ، حرف العين ـ العين مع الزاي ، النابغة .

* هَيَّجَها لِقَزِبٍ قِسْيَبِّ

علىٰ بَعِيدِ العَوْدِ مُسْلَحِبِّ

عَوْدٍ كَبَطْنِ الأَيْنِ مُجْلَعِبِّ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٣ / ١١٢٥ ، غريب ما روىٰ الموالي ـ غريب ما روىٰ أبو رافع ـ ق س ب .

هَل لِشَبابٍ فاتَ مِن مَطْلَبِ

أم ما بُكاءُ البَدَنِ الأَشْيَبِ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ١ / ٢٢٠ ، ألفاظ تعرض في أبواب من الفقه مختلفة ـ البدنة ، الأسود بن يعفر .

وكرّره ١ / ٤٩٩ ، تفسير أحاديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الطوال والوفادات ـ حديث بن أبي هالة التميمي ، الأسود

ابن يعفر .

وكُنْتُ لِزازَ خَصْمِكَ لم أُعَرِّدْ

وقد سَلَكُوكَ في يَومٍ عَصِيبِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ١ / ٣٠٣ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث الرابع عشر ـ ع ص ب .

الغريبين ٣ / ٩٢٠ ، س ل ك ، عجزه .

إِذا كُنتَ في قَوْمٍ عِدًى لستَ مِنْهُمُ

فَكُلْ ما عُلِفْتَ من خَبِيثٍ وطَيِّبِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ٩٥ ، حديث عمر بن الخطّاب .

الفائق ٢ / ٤٠١ ، حرف العين ـ العين مع الدال .

* يُعْجِلُ كَفَّ الخارِئِ المُطِيبِ

= يا رَخَماً قاظَ علىٰ مَطْلُوبِ

وكان زِيادٌ ثِمالاً لنا

ونَعْشَاً كَفَىٰ غَيْبَةَ الغُيَّبِ

كَطَوْدٍ نَلُوذُ بِأَرْكانِهِ

عَزِيزِ المُراغَمِ والمَهْرَبِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ

۱۵۸

١ / ٧٠٣ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، الجعدي ، وفيه : « نلوذ بِأَكنافِهِ / عزيزَ » .

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٣ / ١٠٧٨ ، غريب ما روىٰ الموالي ـ غريب ما روىٰ عمّار ـ الحديث الأَوّل ـ ر غ م ، البيت الثاني ، وفيه : « يُلاذُ بِأَرْكانِهِ / عَزِيزِ المُراغَمِ والمَذْهَبِ » .

وَلَّىٰ حَثِيثاً وهذا الشَّيْب يَتْبَعُهُ

لو كانَ يُدْرِكُهُ رَكْضُ اليَعاقِيبِ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٢ / ٧٧ ، حديث عثمان بن عفّان ، سلامة ابن جندل وذكر الشباب .

الفائق ٢ / ٨١ ، حرف الراء ـ الراء

مع الكاف ، سلامة بن جندل .

* فغارَ سَهْمُ اللهِ ذي الرَّقِيبِ

المجموع المغيث ١ / ٧٨٧ ، ر ق ب .

النهاية ٢ / ٢٥٠ ، ر ق ب ، حديث حفر بئر زمزم .

وبُدِّلَ أحجاراً وجالَ قَليبِ

= أخي نصبٍ في رَعيها ودؤوبِ

يَوماي يَومُ مقامات وأنْدِيةٍ

ويَومُ سَيْرٍ إلىٰ الأَعداءِ تَأْوِيبِ

الفائق ٣ / ١٣٢ ، حرف الفاء ـ الفاء مع القاف .

*      *     *

۱۵۹

الباب الثالث قافية التاء

الفصل الأوّل قافية التاء الساكنة

* شَلَّت يدا فارِيَةٍ فَرَتْها

مَسْكَ شَبُوبٍ ثمّ وَفَّرَتْها

الفائق ٣ / ٦١ ، حرف الغين ـ الغين مع الراء .

* مَسْكَ شَبُوبٍ ثمّ وَفَّرَتْها

= شَلَّت يدا فارِيَةٍ فَرَتْها

والجُونُ في ألْجائِها خُرُقٌ

والطَّيْرُ في الأَوكارِ قد خَرِقَتْ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٢٦٦ ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أبو دؤاد الإيادي .

وكرّر عجزه ٣ / ١٣٥ ، حديث مكحول .

ولقد شَفَىٰ نَفْسِي وأبْرَأ داءَها

أخْذُ الرِجالِ بِحَلْقِهِ حتّىٰ سَكَتْ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٣٦٥ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، المتلمّس يذكر مقتل عديّ بن زيد . وفي نسخة ت : « علي بن زيد » ؟ ! .

الفائق ٢ / ١٤ ، حرف الذال ـ الذال مع اللام ، المتلمّس .

*      *     *

۱۶۰

الفصل الثاني قافية التاء المفتوحة

وكان ميتته افتلاتا

= صبيرة القرشيّ ماتا

مَن يَأْمَنِ الحَدَثان بَعْـ

ـدَ صُبَيْرَةَ القُرَشِيِّ ماتا

سَبَقَتْ مَنِيَّتُهُ المَشِيـ

ـبَ وكان مِيْتَتُهُ افْتِلاتا

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ١٩٧ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . « قال العنبريّ : صبيرة . وقال غيره : ضبيرة بالضاد المعجمة » .

* حُقّانِ من عاجٍ أُجِيدا قَتّا

الفائق ٣ / ١٥٦ ، حرف القاف ـ القاف مع التاء .

* قد رابَني أنَّ الكَرِيَّ أسْكَتا

لو كان مَعْنِيَّاً بها لَهَيَّتا

الفائق ٢ / ٣١٥ ، حرف الصاد ـ الصاد مع الميم .

* وَفَيْتَ بِالوَأْيِ الذي وَأيْتا

المجموع المغيث ٣ / ٣٧٥ ،

و أ ى ، رؤبة .

أبْلِغْ أمِيرَ المُؤمِنِيـ

ـنَ أخا العِراقِ إِذا أتَيْنا

أنَّ العراقَ وأهلَهُ

عُنُقٌ إِليكَ فَهَيتَ هَيتا

المجازات النبوية : ٢٦ ح ٩ ، أنشدناه شيخنا أبو الفتح عثمان بن جنّي النحوي ـ رحمه الله ـ في حال القراءة عليه .

مجمع البحرين ٢ / ٢٢٩ ، هـ ي ت .

* ولا تَبَغَّ الدَّهْرَ ما كُفِيتا

ولا تُمارِ الفَطِنَ العِمِّيتا

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٣ / ١٧٣ ، حديث الحجّاج بن يوسف .

* ولا تُمارِ الفَطِنَ العِمِّيتا

= ولا تَبَغَّ الدَّهْرَ ما كُفِيتا

عنق إِليك فهيت هيتا

= أخا العراق إذا أتينا

* لو كان مَعْنِيَّاً بها لَهَيَّتا

= قد رابَني أنَّ الكَرِيَّ أسْكَتا

*      *     *

۱۶۱

الفصل الثالث قافية التاء المضمومة

إِذا رَوَّحَ الرّاعِي اللِّقاحَ مُعَزِّباً

وأمْسَتْ علىٰ آفاقِها غَبَراتُها

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ٢٠ ، حديث أبي بكر ، الأعشىٰ .

لا تَنْفَعُ الشاوِيَّ فيها شاتُهْ

ولا حِماراهُ ولا عَلاتُهْ

غريب الحديث ـ للخطّابي ٢ / ٤٠٩ ، حديث عبد الله بن عمر .

فقالَ لهُ ماذا تُرِيدُ وقَصْرُهُ

علىٰ مِائةٍ قد أكْمَلَتْها وُفاتُها

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ١٧٠ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، الأعشىٰ .

شرق وهنّ إلىٰ الهدىٰ مِرقاةُ

= بل ذات عرق كلّها ميقاتُ

قَرْنٌ يَلَمْلَمُ ذُو الحُلَيْفَةِ جُحْفَةٌ

بل ذاتُ عِرْقٍ كُلُّها مِيقاتُ

نَجْدٌ تِهامَةُ والمدينةُ مَغرِبٌ

شَرْقٌ وهُنَّ إلىٰ الهُدَىٰ مِرقاةُ

المجموع المغيث ٢ / ٦٩٩ ، أنشد شيخنا الإمام أبو المحاسن مسعود بن محمّد بن غانم الهروي في مواقيت الإحرام وأجازه لنا .

* ولا حِماراهُ ولا عَلاتُهْ

= لا تَنْفَعُ الشاوِيَّ فيها شاتُهْ

قالت قُتَيْلَةُ مالَهُ

قد جُلِّلَتْ شَيْباً شَواتُهْ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٢ / ٦٢٤ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث الخمسون ـ ش و ى ، الأعشىٰ .

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٣٤٤ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنشد الأخفش أبو الخطّاب أبا عمرو بن العلاء .

وكرّره ١ / ٦٣٨ ، تفسير غريب

۱۶۲

حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

ولكنَّهم بانُوا ولم أدْرِ بَغْتَةً

وأفْظَعُ شَيْءٍ حِينَ يَفْجَؤُكَ البَغْتُ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٢ / ٦١٥ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث التاسع والأربعون ـ ب غ ت ، يزيد بن ضَبّة [ الثقفيّ ] .

الغريبين ١ / ١٩٧ ، ب غ ت ، عجزه.

* كما بنىٰ بخت العراق القَتُّ

= بنىٰ السّويق لحمها واللَّتُّ

فإِنَّ ٱسْتَكَ الكَوماءَ عَيبٌ وعَوْرَةٌ

يُطَرْطِبُ فِيها ضاغِطانِ وناكِتُ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٣ / ٩١ ، حديث الحسن بن أبي الحسن [ البصريّ ] ، المغيرة بن حنباء ، عجزه . وفي نسخة س ونسخة ط : « وناكِبُ » .

* بَنَىٰ السَّوِيقُ لَحْمَها واللَّتُّ

كما بَنَىٰ بُخْتَ العِراقِ القَتُّ

الغريبين ١ / ٢١٨ ، ب ن ي .

لقد إِمْتُ حتّىٰ لامَنِي كُلُّ صاحِبٍ

رَجاءً لِسَلْمَىٰ أن تَئِيم كما إِمْتُ

الغريبين ١ / ١٢٧ ، أ ي م .

خَواضِعَ بِالرُّكْبانِ خُوصاً عُيُونُها

وهنّ إلىٰ البيتِ العَتِيقِ سَوامِتُ

الفائق ٢ / ١٩٨ ، حرف السين ـ السين مع الميم ، أنشد الأصمعيّ لطرفة .

* قلتُ وقَوْلي عِندَهُم مَقْتُوتُ

الغريبين ٥ / ١٤٩٩ ، ق ت ت ، رؤبة .

* يا ٱبنة شيخٍ ماله سُبْروتُ

= سميتها إذ ولدت تموتُ

يا أيُّها الرّاكِبُ المُزْجِي مَطِيَّتَهُ

سائِلْ بَنِي أسَدٍ ما هذهِ الصَّوْتُ

وقُل لهم بادِرُوا بِالعُذْرِ وٱلْتَمِسُوا

قَولاً يُبَرِّؤُكُمُ إِنّي أنا المَوْتُ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ٧٢ ، حديث عمر بن الخطّاب ، رويشد الطائي .

أو رَمَّ أعظُمي مبعوتُ

= وحياتي رهن بأن سأموتُ

كُنْ كيفَ شِئْتَ فَقَصْرُكَ المَوتُ

لا مَزْحَلٌ عنهُ ولا فَوْتُ

۱۶۳

بَينا غِنَىٰ بَيتٍ وبَهْجَتُهُ

زال الغِنَىٰ وتَقَوَّضَ البَيتُ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٢ / ١٢ ، حديث عمر بن الخطّاب ، النضر بن شميل .

قولاً يبرؤكم إني أنا الموتُ

= سائل بني أسدٍ ما هذه الصَّوْتُ

* وبعدَ حيقالِ الرجالِ الموتُ

= يا قوم قد حوقلتُ أو دنوتُ

إِنَّني كُنتُ مَيِّتاً فَحَيِيتُ

وحَياتي رَهْنٌ بِأَنْ سَأَمُوتُ

فأَتاني اليقينُ أنّي إِذا ما مِتُّ

أو رَمَّ أعْظُمِي مَبْعُوتُ

ينفَعُ الطَّيِّبُ القليلُ من الكَسْـ

ـبِ ولا ينفَعُ الكَثِيرُ الخَبِيتُ

المجموع المغيث ١ / ٥٤٤ ، خ ب ث ، البيت الأَوّل والثاني ، السموأل .

الفائق ١ / ٣٥١ ، حرف الخاء ـ الخاء مع الباء ، السموأل بن عاديا .

* سَمَّيْتُها إِذ وُلِدَتْ تَمُوتُ

والقَبرُ صِهْرٌ ضامنٌ زِمِّيتُ

يا ٱبْنَةَ شَيْخٍ ما لَه سُبْرُوتُ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٢ / ٥٠ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

* يا قوم قد حَوْقَلْتُ أو دَنَوْتُ

وبعدَ حِيقالِ الرِجالِ المَوتُ

مجمع البحرين ٥ / ٣٥١ ، ح ق ل .

* ما لي إِذا أجْذِبُها صَأَيْتُ

أكِبَرٌ قد غالَنِي أم بَيتُ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ١٦٧ ، حديث عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام .

الغريبين ٦ / ١٨٢٦ ، ن ز ع ، وفيه : « إِذا أنزعها » .

* أكِبَرٌ قد غالَنِي أم بَيتُ

= ما لي إِذا أجْذِبُها صَأَيْتُ

زال الغِنَىٰ وتَقَوَّضَ البَيتُ

= لا مَزْحَلٌ عنهُ ولا فَوْتُ

ألا رجل جَزاهُ اللهُ خَيراً

يَدُلُّ علىٰ مُحَصِّلَةٍ تُبِيتُ

الغريبين ٢ / ٤٥٦ ، ح ص ل .

ولا ينفَعُ الكَثِيرُ الخَبِيتُ

= وحَياتي رَهْنٌ بِأَنْ سَأَمُوتُ

۱۶۴

* صَحراءَ لم يَنْبُتْ بها تَنْبِيتُ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ١ / ٣٩٦ ، ألفاظ من أحاديث المولد والمبعث .

* وهو من الأَيْنِ حَفٍ نَحِيتُ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٢ / ٢٣٤ ، حديث عبد الله بن مسعود ، قال بعض الشعراء يصف بعيراً .

الفائق ١ / ١١٠ ، حرف الباء ـ الباء مع الشين .

* سقيت منه القوم وٱستقيتُ

= ومنهل فيه الغراب ميتُ

* ومَنْهَلٍ فيهِ الغُرابُ مَيْتُ

سَقَيتُ منه القَومَ وٱسْتَقَيْتُ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ

١ / ٥٤٤ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

بِكَفَّيْ ماجدٍ لا عَيْبَ فيهِ

إِذا لَقِيَ الكَرِيهَةَ يَسْتَمِيتُ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٣٩٧ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، حمزة بن عبد المطلّب .

الفائق ٢ / ٣٤٥ ، حرف الضاد ـ الضاد مع اللام ، حمزة بن عبد المطلّب ، وفيه : « مستميتُ » .

* حتّىٰ يَبُوخَ الغَضَبُ الحَمِيتُ

الفائق ١ / ٣٥٨ ، حرف الخاء ـ الخاء مع الذال ، رؤبة .

* والقَبرُ صِهْرٌ ضامنٌ زِمِّيتُ

= سَمَّيْتُها إِذ وُلِدَتْ تَمُوتُ

*      *     *

۱۶۵

الفصل الرابع قافية التاء المكسورة

أصَمّ أعْمَىٰ ما يُجِيبُ الرُّقَىٰ

مِن طُولِ إِطْراقٍ وإِسْباتِ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٢ / ٤٩٤ ، حديث أُمّ المؤمنين أُمّ سلمة .

مَشَىٰ ٱبنُ الزُّبَيْرِ القَهْقَرَىٰ وتَقَدَّمَتْ

أُمَيَّةُ حتّىٰ أحْرَزُوا القَصَباتِ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٢ / ٣٤٥ ، حديث عبد الله بن عبّاس ، عبد الله بن الزَّبير الأسدي .

الغريبين ٥ / ١٥١٤ ، ق د م .

الفائق ١ / ٣٣٦ ، حرف الحاء ـ الحاء مع الواو ، عبد الله بن الزَّبير الأسدي .

رَحِمَ اللهُ أعْظُمَاً دَفَنُوها

بِسِجِسْتانَ طَلْحَةَ الطَّلَحاتِ

الغريبين ٦ / ١٨٥٣ ، وفيه : « نَضَّر الله » . وقال : « رواه الأصمعي بالتشديد » أي تشديد « نَضَّر » . وقال : « ورواه أبو عبيدة بالتخفيف » أي

« نَضَر » .

المجموع المغيث ٢ / ٣٦١ ، ط ل ح ، « طلحة الطلحات » فقط .

النهاية ٣ / ١٣١ ، ط ل ح .

* فَهُنّ يَعْلُكْنَ حَدائِداتِها

جُنْحُ النَّواصي نَحْوَ ألوِياتِها

كالطَّيْرِ تَبْقِي مُتَداوِماتِها

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٤ / ١٤١ ، أحاديث معاذ بن جبل ، أنشد الأَحمر في نعت الخيل . زاد في نسخة ل : « ويروىٰ : امتيارياتها » .

الفائق ١ / ١٢٤ ، حرف الباء ـ الباء مع القاف .

حَلَفْتُ بِرَبِّ مَكَّةَ والمُصَلَّىٰ

وأعْناقِ الهَدِيِّ مُقَلَّداتِ

الغريبين ٦ / ١٩٢١ ، هـ د ي .

عِظامُ مَقِيلِ الهامِ غُلْبٌ رِقابُها

يُباكِرْنَ جَرْعَ الماءِ في السَّبَراتِ

۱۶۶

مَهارِيسُ يُروِي رِسْلُها ضَيفَ أهْلِها

إِذا النارُ أبْدَت أوْجُهَ الخَفِراتِ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ١ / ١٨٤ ، س ر ب ، الحطيئة يذكر إبله وكثرة شحومها .

الفائق ٢ / ١٤٥ ، حرف السين ـ السين مع الباء ، الحطيئة ، البيت الأوّل ، وفيه : « يباكرن حَدَّ الماءِ » .

* فاجتالها بِشفرتي مِبراتِهْ

= بينا الفتىٰ يخبط في غيساتِهْ

لَعَمْرِي لَقَدْ جَرَّبْتُكُمْ فَوَجَدْتُكُمْ

قِباحَ الوُجُوهِ سَيِّئِي العَذِراتِ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٣ / ٤٥٠ ، أحاديث عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، الحطيئة .

ألا إِنَّ قَوْمِي لا تُلَطُّ قُدُورُهُمْ

ولكِنَّها يُوقَدْنَ بِالعَذِراتِ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ١ / ١٩٨ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتفسير غريبه ومعانيه ـ ٢٣ ، أنشد الزيادي عن زيد بن كثوة العنبريّ .

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٢٤٤ ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفيه : « توقَدنَ » .

أيا أُمَّ عَمْرٍو مَن يَكُنْ عُقْرَ دارِهِ

جَواءُ عَدِيٍّ يَأْكُلِ الحَشَراتِ

ويَسْوَدُّ من لَفْحِ السَّمُومِ جَبِينُهُ

ويَعْرَ وإِن كانُوا ذَوِي بَكَراتِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ١ / ٢٨٣ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث الثاني عشر ـ ح ش ر ، وفيه : « وتَسوّد » .

وما ٱتَّخَذْتُ صَداماً لِلمُكُوثِ بها

وما انْتَقَشْتُكَ إِلّا لِلوَصَرّاتِ

الغريبين ٦ / ١٨٧٩ ، ن ق ش .

وكرّره ٦ / ٢٠٠٤ ، وص ر .

الفائق ٤ / ٦٥ ، حرف الواو ـ الواو مع الصاد ، وفيه : « صَراماً . . . وما انتقثتُكَ » .

إِذا النارُ أبْدَت أوْجُهَ الخَفِراتِ

= يُباكِرْنَ جَرْعَ الماءِ في السَّبَراتِ

* إذ صعد الدهر إلىٰ عفراتِهْ

= بينا الفتىٰ يخبط في غيساتِهْ

ويَعْرَ وإِن كانُوا ذَوِي بَكَراتِ

= جَواءُ عَدِيٍّ يَأْكُلِ الحَشَراتِ

۱۶۷

* بَيْنا الفَتَىٰ يَخْبِطُ في غَيْساتِهْ

إِذْ صَعَدَ الدَّهْرُ إلىٰ عِفْراتِهْ

فَاجْتالَها بِشَفْرَتَيْ مِبْراتِهْ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ١ / ١٩٦ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث الخامس ـ ع ف ر ، جندل .

وحَطَّ المِنْقَرِيُّ بِها فَخَرَّتْ

علىٰ أُمّ القَفا واللَّيلُ عاتِ

الغريبين ٤ / ١٢٢٧ ، ع ت ا ، جرير .

صَوادٍ يَنْتَظِرْنَ الوِرْدَ مِنهُ

علىٰ ما يَرْتَئِي مُتَتابِعاتِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٢ / ٧٦٩ ، غريب ما روىٰ الموالي ـ حديث زيد بن حارثة ـ ر أ ى ، الشمّاخ .

* هيهاتِ حَجر من صنيبعاتِ

= يصبحن بالقفر أتاويّاتِ

فإِنَّ الصُّبْحَ مُنْتَظَرٌ قَرِيبٌ

وإِنَّكِ بِالمَلَامَةِ لَن تُفاتِي

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٢ / ٢٢٩ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، معن بن أوس يعاتب امرأته .

أنِخْ بِفِناءِ أشْدَقَ مِن عَدِيٍّ

ومن جَرْمٍ وَهُمْ أهْلُ التَّفاتِي

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٤٤٩ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، الطرمّاح .

الغريبين ٥ / ١٤١١ ، ف ت ى ، الطرمّاح .

الفائق ٣ / ٨٧ ، حرف الفاء ـ الفاء مع التاء ، الطرمّاح .

إِذا شِئتَ أن تَحْيا فَمُتْ عن عَلائِقٍ

من الحِسِّ خَمْسٍ ثمّ عن مُدْرَكاتِها

وقابِل بِعَينِ النَّفْسِ مِرآةَ عَقْلِها

فتِلكَ حَياةُ النَّفْسِ بَعدَ مَماتِها

مجمع البحرين ٤ / ١١٦ ـ ١١٧ ، ن ف س .

ذات ٱنْتِباذٍ عن الحادي إِذا بَرَكَتْ

خَوَّتْ علىٰ ثَفِناتٍ مُحْزَئِلّاتِ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٤ / ١٥٢ ، أحاديث أبي الدرداء ، شاعر يصف ناقة .

* ذوات آذان وجمجماتِ

= ما إن رأيت من مغنياتِ

۱۶۸

* أصبر منهن علىٰ الصماتِ

= ما إن رأيت من مغنياتِ

فتلك حياة النفس بعد مماتِها

= من الحسّ خمس ثم عن مُدرَكاتِها

فَدَعْ ذِكْرَ اللُّماتِ فَقَد تَفانَوا

ونَفْسَكَ فَابْكِها قَبلَ المَماتِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٣ / ٢٣٥ ، ألفاظ من الحديث يرويها أكثر الرواة والمحدّثين ملحونة .

* كالطير تبقي متداوِماتِها

= فهنّ يعلكن حدائداتِها

وأكْرَهُ أن يَعِيبَ عَلَيَّ قَوْمِي

هِجائِي الأَرْذَلينَ ذَوي الحِناتِ

الفائق ١ / ٢٧ ، حرف الهمزة ـ الهمزة مع الحاء ، الطرمّاح .

في شَبابٍ يُحِبُّهُمْ مَن عَراهُمْ

يَدْفَعُونَ المَكْرُوهَ بِالحَسَناتِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ١ / ٢٠٨ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث السادس ـ ع ت ر ، أبو دؤاد .

* يمْشِي إلىٰ رِواءِ عاطِناتِها

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٤١٢ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، عمر بن لجأ .

بِهَمْهَمَةٍ يُرَدِّدُها حَشاهُ

قَمِينٌ أن تَتِمَّ علىٰ اللَّهاةِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٢ / ٤٦١ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث التاسع والعشرون ـ ق م ن ، الشمّاخ .

* هيهاتِ من مَصبحها هيهاتِ

= يُصبحن بالقفرِ أتاويّاتِ

المُطْعِمُونَ الطَّعامَ في سَنَةِ الـ

أزْمَةِ والفاعِلُونَ للزَّكَواتِ

المجموع المغيث ٢ / ٢٣ ، ز ك ا ، سورة المؤمنون ٢٣ : ٤ ، أُميّة بن أبي الصلت .

الفائق ٢ / ١١٩ ، حرف الزاي ـ الزاي مع الكاف ، أُميّة بن أبي الصلت .

وأشْعَثَ في العِمامةِ غَيرِ رَغْلٍ

قَدِيمٍ عَهْدُهُ بِالفالِياتِ

۱۶۹

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٢ / ٥٨٩ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث السابع والأربعون ـ ش ع ث .

* ما إِن رَأيتُ مِن مُغَنِّياتِ

ذَواتِ آذان وجُمْجُماتِ

أصْبَرَ منهنَّ علىٰ الصُّماتِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٦٥٧ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنشد الأَصمعيّ لراجز يصف إِبلاً .

ومَنزلٍ مِن هَوَىٰ جُمْلٍ نزلتُ بهِ

مَئِنَّةٍ مِن مَراصِيدِ المَنِيّاتِ

الفائق ١ / ٦٣ ، حرف الهمزة ـ الهمزة مع النون .

* يُصبِحنَ بِالقَفْرِ أتاوِيّاتِ

هيهاتِ من مُصْبَحها هَيهاتِ

هيهاتِ حَجْرٌ من صُنَيْبعاتِ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٣ / ٤١٤ ـ ٤١٥ ، حديث عثمان بن عفّان ، أبو الجرّاح العقيليّ يصف الإِبل أنّها قطعت بلاداً حتّىٰ صارت في القِفار .

الفائق ١ / ٢١ ، حرف الهمزة ـ الهمزة مع التاء ، وفيه : « عن مصبحها » .

* جُنْحُ النَّواصي نَحْوَ ألوِياتِها

= فَهُنّ يَعْلُكْنَ حَدائِداتِها

* من يَكُ ذا بَتٍّ فهذا بَتّي

مُقَيِّظٌ مُصَيِّفٌ مُشَتّي

جَعَلْتُهُ مِن نَعَجَاتٍ سِتِّ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ١ / ٢٥١ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، بعض الأعراب ، البيت الأوّل والثاني .

الفائق ٣ / ١٧٢ ، حرف القاف ـ القاف مع الراء ، البيت الأوّل والثاني .

غريب الحديث ـ لابن الجوزي ـ ١ / ٥٢ ، كتاب الباء ـ الباء مع التاء .

* علىٰ حيازيمي وعضت لبّتي

= وحالت اللأواء دون نشغتي

* بعد خداريّ أثيثِ النبتِ

= أأن رأيت هامتي كالطستِ

وإِنّا مَسامِيحٌ إِذا هَبَّتِ الصَّبا

وإِنّا مَسامِيحٌ إِذا الإِيرُ هَبَّتِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٢ / ٧٧٥ ، غريب ما روىٰ الموالي ـ حديث زيد بن حارثة .

۱۷۰

يا ليلةً مِن طُولِها وعَنائِها

علىٰ أنَّها من دارَةِ الكُفْرِ نَجَّتِ

النهاية ٢ / ١٣٩ ، حرف الدال ـ باب الدال مع الواو ـ د و ر .

* إذ ردّها بكيده فارتدّتِ

= وأخذ الموت بجنبي لحيتي

ولكِنَّها الخَمْرُ تُكْنَىٰ الطَّلا

كما الذِئْبُ يُكْنَىٰ أبا جَعْدَةِ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٢ / ١٧٧ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، عبيد بن الأبرص .

المجموع المغيث ٢ / ٣٦٦ ، ط ل ا ، عبيد بن الأبرص ، وفيه : « هي الخمر صرفاً وتكنىٰ » .

* إلىٰ أمار وأمار مدّتي

= وأخذ الموت بجنبي لحيتي

* ماء الشباب عنفوان شِرَّتِه

= رأت غلاماً قد صرىٰ في فقرتِه

ظَلِلْتُ كأَنِّي لِلرِماحِ دَرِيئَةٌ

أُقاتِلُ عن أبْناءِ جَرْمٍ وفَرَّتِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٣٣٤ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، عمرو بن معديكرب .

المجموع المغيث ١ / ٦٤٧ ، د ر أ ، صدره ، عمرو بن معديكرب .

* أصبح قوم يحفرون حفرتِي

= وأخذ الموت بجنبي لحيتي

وجاشَتْ إِليَّ النَّفْسُ أوَّلَ مَرَّةٍ

فَرُدَّت علىٰ مَكْرُوهِها فاسْتَقَرَّتِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٣٣٨ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

* وَحَىٰ لها القَرارَ فاسْتَقَرَّتِ

الغريبين ٦ / ١٩٧٩ ، و ح ى ، العجّاج .

* رَأتْ غُلاماً قد صَرَىٰ في فِقْرَتِهْ

ماءُ الشَّبابِ عُنْفُوانَ شِرَّتِهْ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٢ / ٢٤١ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، الأَغلب .

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ١٩٩ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

۱۷۱

الفائق ٢ / ٢٣٤ ، حرف الشين ـ الشين مع الراء .

لَعَمْرِي لَنِعْمَتْ غَزْوَةُ الجُنْدِ غَزْوَةً

قَضَتْ نَحْبَها من نَيْزَكٍ فاسْتَمَرَّتِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٢ / ٣٩٦ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث العشرون ـ ن ح ب ، عجزه .

* جَعَلْتُهُ مِن نَعَجَاتٍ سِتِّ

= من يَكُ ذا بَتٍّ فهذا بَتّي

* أأنْ رَأيْتِ هامَتِي كالطَّسْتِ

بعدَ خُدارِيٍّ أثِيثِ النَّبْتِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٢ / ٦٧٥ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث الثاني والستّون ـ خ د ر .

* مُقَيِّظٌ مُصَيِّفٌ مُشَتّي

= من يَكُ ذا بَتٍّ فهذا بَتّي

* لا غَرْوَ إِلّا أكْلَةٌ بِهَمْطَةِ

النهاية ٣ / ٣٦٤ ، غ ر ا ، في حديث خالد بن عبد الله .

* وحالَتِ اللَّأْواءُ دُونَ نَشْغَتي

علىٰ حَيازِيمِي وعَضَّتْ لَبَّتي

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٣ / ٧٣٥ ، أحاديث سمعت أصحاب اللغة يذكرونها ولا أعرف صاحبها ، العجاج ، البيت الأَوّل .

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٢ / ٤٧٧ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث الاثنان والثلاثون ـ ح ز م .

* إِلا بتقحيم النجاءِ الكفتِ

= ما في انطلاق ركبه من أمتِ

أربَعْ علىٰ القَبْرِ بِظَهْرِ الكُوفَةِ

وقل لِكُوفان شَبِيهِ الجَنَّةِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ١٨٨ ، حديث عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، أنشد العَطّافيّ .

* أو أدركت بالجهدِ ما قد ألَّتِ

= أو عظة إن نفس حرّ بلّتِ

ولو خَرجَ الدَّجّالُ يَنشُدُ دِينَهُ

لَزافَتْ تَمِيمٌ حَولَهُ وٱحْزَألَّتِ

۱۷۲

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ٣٦٨ ، حديث زيد بن ثابت ، الطرمّاح .

الفائق ١ / ٢٧٩ ، حرف الحاء ـ الحاء مع الزاي ، الطرمّاح .

* أو عِظَةٌ إِن نَفْسُ حُرٍّ بَلَّتِ

أو أدْرَكَتْ بِالجَهْدِ ما قد ألَّتِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٥١٨ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، العجّاج .

وجنّ اللواتي قلن عزّة جَلَّتِ

= وجنّ اللواتي قلن عزّة جُنّتِ

* عفر وثيران الصريم جلّتِ

= كأنّما نجومها إِذ ولَّتِ

زَعَمَتْ تُماضِرُ أنَّنِي إِمّا أمُتْ

يَسْدُدْ أُبَيْنُوها الأَصاغِرُ خَلَّتِي

المجموع المغيث ١ / ٢١ ، أ ب ن ، عجزه ، في كتاب الحماسة .

وإِنّي وإن صَدَّت لَمُثْنٍ وصادِقٌ

عَلَيها بِما كانَت إِلَينا أزَلَّتِ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ١ / ١٥ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كثير . قال

أبو عبيد : ويروىٰ : « لدينا أزلتِ » .

بِأَيْدِي رِجالٍ لم يَشِيمُوا سُيُوفَهُمْ

ولم يُكْثِرُوا القَتْلَىٰ بها حين سُلَّتِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ٥ ، حديث أبي بكر ، الفرزدق .

الفائق ٢ / ٢٧٤ ، حرف الشين ـ الشين مع الياء ، الفرزدق ، وفيه : « ولم تَكثُر » .

أخَفْجاً إِذا ما كُنتَ في الحيِّ آمِناً

وجُبْناً إِذا ما المَشْرفيَّةُ سُلَّتِ

الفائق ٣ / ٣٠١ ، حرف اللام ـ اللام مع الباء .

فَشاوِل بِقَيْسٍ في الطِرادِ ولا تَكُنْ

أخاها إِذا ما المَشرِفِيّةُ سُلَّتِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٢٣٠ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنشدنيه أبو عمر .

مَن مُبْلِغٌ رَأْسَ العَصا أنَّ بَيْنَنَا

ضَغائِن لا تُنْسَىٰ وإِن هِيَ سُلَّتِ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٢ / ٥٣٧ ، حديث الأحنف بن قيس ، أحد الشعراء قاله في عمر بن هبيرة .

۱۷۳

* مُرَوَّلُ النَّعْظِ بَطِيءُ السَّلَّةِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٢ / ٧٨٩ ، غريب ما روىٰ الموالي ـ حديث زيد بن حارثة ـ أ و ر ى .

ومَطْرُوفَةِ العَيْنَيْنِ خَفّاقَةِ الحَشا

مُنَعَّمَّةٍ كالرِيمِ طابَتْ وطَلَّتِ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٢ / ٥٧٢ ، حديث زياد بن أبيه .

ولو أنَّ يربُوعاً يُزقَّقُ مَسْكَهُ

إِذاً نَهلت منه تَمِيمٌ وعَلَّتِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ٣٥١ ، حديث سلمان الفارسي ، الطرمّاح .

فَلا حَمَلَتْ بعدَ الفَرَزْدَقِ حُرَّةٌ

ولا ذاتُ بَعْلٍ من نِفاسٍ تَعَلَّتِ

الفائق ٣ / ٢٤ ، حرف العين ـ العين مع اللام ، جرير .

بني أسدٍ إِن تَقْتُلُوني تُحارِبُوا

تَمِيماً إِذا الحَرْبُ العَوانُ اشْمَعلَّتِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ٢١١ ، حديث الزبير بن العوام .

صَفُوحاً فما تَلْقاكَ إِلّا بَخِيلَةً

فَمَن مَلَّ منها ذلك الوَصْلَ مَلَّتِ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٢ / ٤٦٥ ، حديث أُم المؤمنين عائشة ، كثيّر وذكر امرأة .

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ٣٣١ ، حديث حذيفة بن اليمان ، كثيّر .

الغريبين ٤ / ١٠٨١ ، ص ف ح ، كثيّر .

* كأَنَّما نُجُومُها إِذ وَلَّتِ

عُفْرٌ وثِيرانُ الصَّرِيمِ جَلَّتِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ١ / ١٢٨ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث الثالث ـ ج ل .

* فاصبر علىٰ الداء الدويّ أو متِ

= إِنّك لا تشكو إلىٰ مصمّتِ

* ما في ٱنْطِلاقِ رَكْبِهِ مِن أمْتِ

إِلّا بِتَقْحِيمِ النَّجاءِ الكَفْتِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ١ / ٢١٦ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث السابع ـ ك ف ت .

۱۷۴

تَأَرَّض أخْفافُ المُناخَةِ منهما

مكانَ التي قد بُعِثَتْ فازْلأَمَّتِ

الفائق ٢ / ٤٠ ، حرف الراء ـ الراء مع الجيم ، كثيّر ، وفيه : « بَعُدَت » .

ولِلأَرْضِ أمّا سُودُها فَتَجَلَّلَتْ

بَياضاً وأمّا بِيضُها فادْهَأَمَّتِ

الفائق ٢ / ٤٠ ، حرف الراء ـ الراء مع الجيم ، كثيّر .

زَعَمَ العَواذِلُ أنَّ ناقةَ جُنْدُبٍ

بجَبُوبِ خَبْتٍ عُرِّيَتْ وأجمَّتِ

الفائق ١ / ٢١٠ ، حرف الجيم ـ الجيم مع الزاي ، جندب .

* علىٰ الّذين أسلموا وسمّتِ

= هو الذي أنعم نعمىٰ عمّتِ

* فسرّ ودادي وساء شمّتِي

= وأخذ الموت بجنبي لحيتي

* إِنَّكَ لا تَشْكُو إلىٰ مُصَمِّتِ

فاصْبِرْ علىٰ الدّاءِ الدَّوِيِّ أو مُتِ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ١ / ٦١٦ ، حديث عمر بن الخطّاب ، قال

الراجز لجمله .

* هو الذي أنْعَمَ نُعْمَىٰ عَمَّتِ

علىٰ الّذين أسلموا وسَمَّتِ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٣ / ٦٧٣ ، حديث الزهري محمد بن مسلم ابن عبد الله ، العجّاج .

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٥٧٩ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، العجّاج .

المجموع المغيث ٢ / ١٣٠ ، س م م .

الفائق ٢ / ٢٠٠ ، حرف السين ـ السين مع الميم ، العجّاج .

* وسبلاتي وبجنبي لِمَّتي

= وأخذ الموت بجنبي لحيتي

* بنو بنيّ وبنات لابنتِي

= وأخذ الموت بجنبي لحيتي

أصابَ الرَّدَىٰ مَن كان يَهْوَىٰ لكِ الرَّدَىٰ

وجُنَّ اللّواتِي قُلْنَ عَزَّةُ جُنَّتِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٥٥٧ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كثيّر . « وكان الرياشي يرويه : وجُنَّ اللواتي قُلنَ عَزَّةَ جَلَّتِ .

۱۷۵

وسائر الناس يروونه : وجُنَّ اللواتي قُلنَ عَزَّةَ جُنَّتِ » .

وكرّره ٢ / ١٢١ ، حديث عمر بن الخطّاب ، كثيّر ، برواية الرياشي . وقال : « ويروىٰ : جُنَّتِ » .

الغريبين ١ / ٣٩٥ ، ج ل ل ، كثيّر ، عجزه ، وفيه : « جَلَّتِ » أي أسَنَّت .

الفائق ١ / ٢٢٧ ، حرف الجيم ـ الجيم مع اللام ، كثيّر ، عجزه ، وفيه : « جَلَّتِ » .

فَدَقَّتْ وجَلَّتْ وٱسْبَطَرَّتْ وأُكْمِلَتْ

فلو جُنَّ إِنسانٌ من الحُسْنِ جُنَّتِ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٢ / ٦١٣ ، حديث الحسن البصري ، الشنفري في امرأة .

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٣ / ٢١٠ ، مقطّعات من الحديث بلا طرق .

المجموع المغيث ١ / ٣٦٦ ، ج ن ن ، الشنفري ، عجزه .

النهاية ١ / ٣٠٩ ، ج ن ن ، الشنفري ، عجزه .

* وقل لِكُوفان شَبِيهِ الجَنَّةِ

= اربَعْ علىٰ القَبْرِ بِظَهْرِ الكُوفَةِ

ألا قاتَلَ اللهُ الحَمامَةَ غُدْوَةً

علىٰ الغُصْنِ ماذا هَيَّجَتْ حِينَ غَنَّتِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٢٢٧ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وكرّره ١ / ٦٥٦ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، المجنون .

الغريبين ٣ / ٨٦٧ ، س ج د ، أنشد أبو حاتم .

سُقْيا مُجَلْجِلَةٍ يَنْهَلُّ وابِلُها

من باكِرٍ مُسْتَهِلِّ الوَدْقِ مَهْبُوتِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ٥٢٥ ، حديث معاوية بن أبي سفيان . وقال : « ويروىٰ : مهتوت ، بتاءين ، أي مصبوب » .

من باكِرٍ مُسْتَهِلِّ الوَدْقِ مَهتوتِ

= من باكِرٍ مُسْتَهِلِّ الوَدْقِ مَهْبُوتِ

ورَوْضَةٍ سَقَيْتُ منها نِضْوَتي

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ١ / ٤٦٩ ، تفسير أحاديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الطوال والوفادات ـ حديث أُمّ معبد .

الغريبين ٣ / ٧٩٢ ، ر و ض .

۱۷۶

إِلّا ٱرْتِعاصاً كارْتِعاصِ الحَيَّةِ

الغريبين ٣ / ٧٥٢ ، ر ع ص .

* وأخَذَ المَوْتُ بِجَنْبَيْ لِحْيَتي

وسَبَلاتِي وبِجْنَبي لِمَّتي

أصبحَ قَوْمٌ يَحْفِرُون حُفْرَتِي

يَدْعُونَ باسمي وتَناسَوا كُنْيَتي

بَنُو بَنِيَّ وبَناتٌ لابْنَتِي

فَسَرَّ وُدّادِي وساءَ شُمَّتِي

إِذ رَدَّها بِكَيْدِهِ فَارْتَدَّتِ

إلىٰ أمارٍ وأمارٌ مُدَّتي

غريب الحديث ـ للحربي ـ ١ / ٩٤ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث الثاني ـ م ر ، العجّاج في مرض كان مَرِضه فلمّا برأ قاله .

* وفي سبيل الله ما لقيتِ

= هل أنت إِلا إصبع دميتِ

هذا حِمامُ المَوْتِ قد صَلِيتِ

المجموع المغيث ١ / ٥٠٢ ، ح م م ، عبد الله بن رواحة .

النهاية ١ / ٤٤٦ ، ح م م ، ابن رواحة في غزوة مؤتة .

* هل أنتِ إِلّا إِصْبَعٌ دَمِيتِ

وفي سبيلِ اللهِ ما لَقِيتِ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ١ / ٤٥٢ ، ألفاظ من أحاديث المولد والمبعث .

المجموع المغيث ١ / ٧٣٧ ، ر ج ز .

الفائق ٢ / ٥٧ ، حرف الراء ـ الراء مع السين .

النهاية ٢ / ١٩٩ ، ر ج ز .

= أنا النبي لا كذبْ

* يَدْعُونَ باسمي وتَناسَوا كُنْيَتي

= وأخَذَ المَوْتُ بِجَنْبَيْ لِحْيَتي

*      *     *

۱۷۷

الباب الرابع قافية الثاء

الفصل الأوّل قافية الثاء الساكنة

* خبيثة من أخبث الخبائثْ

= إنا وجدنا زفر بن الحارثْ

* في هذه الهنات والهنابثْ

= إنا وجدنا زفر بن الحارثْ

* بالجار يعلق حبله ضبس شبثْ

= ليس بقسّاس ولا نمّ نجثْ

* ليس بِقَسّاسٍ ولا نَمٍّ نَجِثْ

ولا بِجَوّاظِ العَشِيّاتِ مَغِثْ

بالجارِ يَعْلَقْ حَبْلُهُ ضَبْسٌ شَبِثْ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ١ / ٢٥٧ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتفسير غريبه ومعانيه ـ ١ ، قال الأَصمعيّ في رجز له يصف رجلاً .

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٣١٧ ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، البيت الأوّل والثاني ، الأَصمعيّ في أُرجوزته .

* حولك بقّيرىٰ الوليد المنتحثْ

= كأن أثار الظرابي تنتقثْ

* تراب ما هال عليك المجتدثْ

= كأن أثار الظرابي تنتقثْ

يشكي بِعِيٍّ وَهُوَ البَلْغُ الحَدَثْ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٢ / ٤٣٩ ، حديث عبد الله بن الزبير ، الأَصمعيّ في رجزه .

* إِنّا وَجَدْنا زُفَرَ بنَ الحارِثْ

في هذهِ الهَناتِ والهَنابِثْ

خَبِيثَةً من أخْبَثِ الخَبائِثْ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ /

۱۷۸

٥٣٤ ، حديث معاوية بن أبي سفيان .

* فاجأني ذئب به داءُ الغرثْ

= لمّا وسطتُ القفر في جنح الملثْ

* ولا بِجَوّاظِ العَشِيّاتِ مَغِثْ

= ليس بِقَسّاسٍ ولا نَمّ نَجِثْ

* وقد قضيت النسك عنّي والتفثْ

= لمّا وسطتُ القفر في جنح الملثْ

* كأَنَّ أثارَ الظَّرابي تَنْتَقِثْ

حَولَك بُقَّيْرَىٰ الوَلِيدِ المُنْتَحِثْ

تُرابُ ما هالَ عَليكَ المُجْتَدِثْ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ١ / ٣٨٠ ، ألفاظ من أحاديث المولد والمبعث ، قال الأَصمعيّ في

رجزه .

* ولثاً يؤرب محصاً لا ينتكثْ

= يحمل برّ المؤتلي متىٰ يلثْ

* لمّا وَسَطْتُ القَفْرَ في جنحِ المَلَثْ

وقد قَضَيْتُ النُّسْكَ عَنِّي والتَّفَثْ

فاجَأَنِي ذِئبٌ به داءُ الغَرَثْ

الفائق ٣ / ٢٨ ، حرف العين ـ العين مع الميم ، الأَغلب .

* يحمل برَّ المُؤْتَلِي متى يَلِثْ

وَلْثاً يُؤَرِّبْ محصاً لا يَنْتَكِثْ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٢ / ٦٢٠ ، حديث محمّد بن سيرين ، قال الأَصمعيّ في رجز له وذكر بعيراً عليه رجل حاجّ .

*      *     *

۱۷۹

الفصل الثاني قافية الثاء المفتوحة

تبالوا خلائقهم واحتراثا

= عرفت خلائق مني ثلاثا

وذِفْرَىٰ ككاهِلِ ذِيخِ الخَلِيفِ

أصابَ فَرِيقةَ لَيلٍ فَعاثا

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ١ / ٢٣٦ ، ألفاظ تعرض في أبواب الفقه مختلفة ـ السباع ، كثيّر وذكر ناقة .

وكرّره ١ / ٤٦٠ ، ألفاظ من أحاديث المولد والمبعث ، كثيّر يذكر ناقة .

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٥٥٨ ، تفسير غريب حديث

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كثيّر يصف ناقة .

الفائق ٣ / ٩٩ ، حرف الفاء ـ الفاء مع الراء ، كثيّر ، عجزه .

[ بأيهٍ أنِّي ] إذا ما ذكرت

عرفت خلائقَ منّي ثَلاثا

عفافاً ومَجداً إذا ما الرِجا

لُ تَبالَوا خَلائِقَهُمْ وٱحْتِراثا

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ١ / ٢٨٧ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتفسير غريبه ومعانيه ـ ١٦ ، كثيّر .

وكرّرهما ٢ / ٣٨٥ ـ ٣٨٦ ، حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ، كثيّر .

*      *     *

۱۸۰

الفصل الثالث قافية الثاء المضمومة

* وأُمراء أفْسَدُوا وعاثُوا

وعَثْعَثُوا فكَثُرَ العَثْعاثُ

الفائق ٢ / ٣٩٣ ، حرف العين ـ العين مع الثاء ، العجّاج .

* وعَثْعَثُوا فكَثُرَ العَثْعاثُ

= وأُمراء أفْسَدُوا وعاثُوا

وكنتُ لمّا تُلْهِني الهَنابِثُ

الغريبين ٦ / ١٩٤٥ ، ه‌ن‌ب‌ث ، رؤبة.

فإن حَفَروا بِئري حَفَرتُ بِئارَهُم

وإِن بَحَثُوا عَنِّي ففيهِم مَباحِثُ

الفائق ٤ / ٩٠ ، حرف الهاء ـ الهاء مع الباء ، أبو العتاهية .

* نحن إذاً في الهيّبان نبحثُ

= أكلّ يوم شاعر مستحدثُ

* أكُلَّ يومٍ شاعِرٌ مُسْتَحْدَثُ

نحنُ إِذاً في الهَيَّبانِ نَبْحَثُ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ٣٣٦ ، حديث أبي الدرداء عويمر بن مالك .

ومَن يَعْمَ عن أدْنَىٰ الأُمُورِ يَجِدْ لَهُ

أقاصِيَها وَعْثاءَ والوَعْثُ أبْعَثُ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٢ / ٧٣٢ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث الواحد والسبعون ـ ع ث .

* فما ثنىٰ يرغث منك الرّاغِثُ

= أرجوك إِذ أغبط دين والثُ

* أرجوك إِذ أغْبَطَ دَيْنٌ والِثُ

= فما ثَنَىٰ يَرْغَث منك الرّاغِثُ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٢ / ٦١٩ ، حديث محمّد بن سيرين ، رؤبة .

*      *     *

۱۸۱

الفصل الرابع قافية الثاء المكسورة

قنْفُذُ لَيلٍ دائِمُ التَّبْحاثِ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٢ / ٤٤٠ ، حديث عبد الله بن الزبير .

كم عَمَّةٍ لك يا خُلَيدُ وخالةٍ

خُضْرٍ نَواجِذُها من الكُرّاثِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ٣٧٣ ، حديث زيد بن ثابت ، جرير .

بِمالِيَ أو عَبث العابِثِ

= وأُوثِرُ نَفْسِي علىٰ الوارِثِ

سَأُفْرِشُ نَفْسِي التي خُوِّلَتْ

وأُوثِرُ نَفْسِي علىٰ الوارِثِ

أُبادِرُ إنْفاقَ مُسْتَحْمَدٍ

بِمالِيَ أو عَبث العابِثِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٣ / ١٤٥ ، حديث عمر بن عبد العزيز ، عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن مسعود .

*      *     *

۱۸۲

الباب الخامس قافية الجيم

الفصل الأوّل قافية الجيم السّاكنة

* يا حَبَّذا القَمْراءُ واللَّيلُ السّاجْ

وطُرُقٌ مثلُ مُلاءِ النَّسّاجْ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٢ / ١٨٩ ، حديث أبي ذر جندب بن جنادة الغفاريّ .

* وطُرُقٌ مثلُ مُلاءِ النَّسّاجْ

= يا حَبَّذا القَمْراءُ واللَّيلُ السّاجْ

* فلا يزال راكِبٌ يأتيك بجْ

= يا ربّ إن كنت قبلت حجّتجْ

* يا ربِّ إِن كنتُ قَبِلْتَ حَجَّتِجْ

= فلا يزالُ راكِبٌ يأتِيكَ بِجْ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ٢٥٣ ، حديث عبد الله بن مسعود .

وكرّر البيت الثاني ٢ / ٤٨٥ ، حديث عمرو بن العاص ، وفيه : « فلا يزال

شاخِرٌ » .

نَضْحَ السُّقاةِ بِصُباباتِ الدِلا

ساعةَ لا يَنْفَعُها منه وَحَجْ

تَفادِياً من فَلَتان عابِسٍ

قد كُدِّحَ اللَّحْيانِ منه والوَدَجْ

الفائق ٤ / ٤٥ ، حرف الواو ـ الواو مع الجيم ، حميد بن ثور ، وفي ديوانه : « من فَلَتاتِ » .

قد كُدِّحَ اللَّحْيانِ منه والوَدَجْ

= ساعةَ لا يَنْفَعُها منه وَحَجْ

* وإن تَجُع تأكل عتوداً أو بَذَجْ

= قد هلكت جارتُنا من الهمجْ

* مروق في الريح متلول الشرجْ

= كأنه بالبيد لمّا أن دمجْ

۱۸۳

نَضْرِبُ بِالسَّيْفِ ونَرْجُو بِالفَرَجْ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ٣٤٩ ، حديث أبي الدرداء عويمر بن مالك .

المجموع المغيث ١ / ٥٧٥ ، خ ز م .

يَصِلُ الشَّدَّ بِشَدٍّ فإِذا

وَنَت الخَيْلُ من الشَّدِّ مَعَجْ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ٥٢٦ ، حديث معاوية بن أبي سفيان .

* إِذا كَوَيتَ كَيَّةً فَأَنْضِجْ

تُشْفَ بِها الدّاءُ ولا تُلَهْوِجْ

المجموع المغيث ٣ / ٩٠ ، ك و ى .

غادَرَهُ بينَ حِفافَيْ شاهِقٍ

في ظِلِّ حَجْلاوَيْن سَيْلٌ مُعْتَلِجْ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ٦٦ ، حديث عمر بن الخطّاب ، حميد بن ثور .

* كأَنَّهُ بِالبِيدِ لَمّا أن دَمَجْ

مُرَوَّقٌ في الرِيحِ مَتْلُولُ الشَّرَجْ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٣٨٨ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ،

حميد بن ثور يصف الظليم .

* قد هَلَكَتْ جارَتُنا من الهَمَجْ

وإِنْ تَجُعْ تَأْكُلْ عَتُوداً أو بَذَجْ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ١ / ١٦٥ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٣٦٠ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وكرّرهما ٣ / ١٦٧ ، حديث عبد الله ابن مروان .

* إِمّا تَرَيْنِي كَالعَرِيشِ المَضْرُوجْ

ضاحَت عِظامِي عن لَقِيٍّ مفروجْ

فقد شَهِدْتُ اللَّهْوَ غَيرَ التَّزْلِيجْ

الفائق ٢ / ٣٣٣ ، حرف الضاد ـ الضاد مع الحاء ، وفيه : « لَقىٰ » .

* ضاحَت عِظامِي عن لَقيٍّ مفروجْ

= إِمّا تَرَيْنِي كَالعَرِيشِ المَضْرُوجْ

* تُشْفَ بِها الدّاءُ ولا تُلَهْوِجْ

= إِذا كَوَيتَ كَيَّةً فَأَنْضِجْ

* فقد شَهِدْتُ اللَّهْوَ غَيرَ التَّزْلِيجْ

إِمّا تَرَيْنِي كَالعَرِيشِ المَضْرُوجْ

*      *     *

۱۸۴

الفصل الثاني قافية الجيم المفتوحة

* حتّىٰ إذا ما قَضَتِ الحَوائِجا

ومَلَأَتْ حُلّابُها الخَلانِجا

مِنها وثَمُّوا الأَوْطُبَ النَّواشِجا

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٤ / ٤٠٤ ، أحاديث عروة بن الزبير ، هميان ابن قحافة يذكر الإِبل وألبانها .

وٱتَّخَذَتهُ النّائِجاتُ مَنْأَجا

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٣ / ٢٠١ ، مقطعات من الحديث بلا طرق ، العجّاج .

وصاحبٍ غَيرِ ذي ظِلٍّ ولا نَفَسٍ

هَيَّجْتُهُ بِسَواءِ البِيدِ فاهْتاجا

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ٢٥ ، حديث أبي بكر .

غَذَوْتُ لها تِلادَ الحُبِّ حتّىٰ

نَما في الصَّدْرِ وٱرْتَعَجَ ٱرْتِعاجا

الفائق ٢ / ٦٧ ، حرف الراء ـ الراء مع العين ، ٱبن هرمة .

فإنَّكَ كالقَرِيحَةِ كادَ تُمْهَىٰ

شَرُوبُ الماءِ ثم تَعُودُ ماجا

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ٤٧٠ ، حديث عبد الله بن عبّاس ، ابن هرمة .

فَقَدْ لَجِجْنا في هَواكِ لَجَجا

غريب الحديث ـ للحربي ـ ١ / ١٣٨ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث الثالث ـ ل ج .

إِذا حِجاجا مُقْلَتَيْها هَجَّجا

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٣ / ١٠٩٥ ، غريب ما روىٰ الموالي ـ غريب ما روىٰ عمّار ـ الحديث الرابع ـ هـ ج ا .

* كأنه مسرول أرندجا

= وكلّ عيناء تزجّي بحزجا

* تدعو بذاك الدججانَ الدارجا

= باتت تداعىٰ قرباً أفايجا

۱۸۵

* ولم تَحَرَّجْ كُرْهَ مَن تَحَرَّجا

وَلَبِسَتْ لِلشَّرِ جُلَّاً أخْرَجا

غريب الحديث ـ للحربي ـ ١ / ٢٤٠ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث التاسع ـ ح ر ج .

* وَلَبِسَتْ لِلشَّرِ جُلَّاً أخْرَجا

= ولم تَحَرَّجْ كُرْهَ مَن تَحَرَّجا

وفاحِماً ومَرْسِناً مُسَرَّجا

الفائق ٢ / ٥٨ ، حرف الراء ـ الراء مع السين ، العجّاج يصف أنفه .

رَعَىٰ بها مَرْجَ رَبِيعٍ مُمْرِجا

المجموع المغيث ٣ / ١٩٧ ، م ر ج .

* طِراباً له كل طوال أهرجا

= صِرْنا إلىٰ كُلِّ طُوالٍ أهْوَجا

* يا رَبِّ مَن دَلَّسَ فَلْساً بَهْرَجا

يَأْخُذُهُ مِمَّن يَراهُ أحْوَجا

فاقْذِفْ بهِ في النّارِ حتّىٰ يَنْضَجا

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ٢٢٥ ، حديث سعد بن أبي وقّاص ،

أعرابية باعت غزلاً لها فدُلِّس عليها درهم فقالت .

* غَمْر الأَجارِيّ مِسَحّاً مِهْرَجا

= صِرْنا إلىٰ كُلِّ طُوالٍ أهْوَجا

ورَهِبَاً مِن حَنْذِهِ أن يَهْرِجا

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٢ / ٤٧٢ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث الأحد والثلاثون ـ ح ن ذ .

* وكُلَّ عَيْناءَ تُزَجِّي بَحْزَجا

كأَنَّهُ مُسَرْوَلٌ أرَنْدَجا

في نَعَجاتٍ من بَياضٍ نَعَجا

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٢ / ٥٣٢ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث السابع والثلاثون ـ ن ع ج .

* ما هاجَ أحْزاناً وشَجْوَاً قد شَجا

من طَلَلٍ كَالأَتْحَمِيِّ أنْهَجا

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٢ / ٥٠٣ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث الرابع والثلاثون ـ ن هـ ج .

۱۸۶

* مِنها وثَمُّوا الأَوْطُبَ النَّواشِجا

= حتّىٰ إذا ما قَضَتِ الحَوائِجا

* فاقْذِفْ بهِ في النّارِ حتّىٰ يَنْضَجا

= يا رَبِّ مَن دَلَّسَ فَلْساً بَهْرَجا

حتّىٰ تَرَىٰ أعناقَ لَيلٍ أدْعَجا

الفائق ١ / ٤٢٦ ، حرف الدال ـ الدال مع العين .

سَحَّاً أهاضِيبَ وبَرقاً مُرْعَجا

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ١ / ٥٣٢ ، تفسير أحاديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الطوال والوفادات ـ حديث لقيط بن عامر وافد بني المنتفق ، العجّاج .

لَأَقْحَمَ الفارِسَ عنهُ زَعَجا

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٣ / ١٠٨٦ ، غريب ما روىٰ الموالي ـ غريب ما روىٰ عمّار ـ الحديث الثاني ـ ز ع ج .

* غمر الأجاريّ مسحّاً ممعجا

= صرنا إلىٰ كلّ طوال أهوجا

* في نَعَجاتٍ من بَياضٍ نَعَجا

= وكُلُّ عَيْناءَ تُزَجِّي بَحْزَجا

* مأدُ الشبابِ عيشَها المخرفجا

= غرّاء سوّىٰ خَلقَها الخبرنجا

حتّىٰ تَرَىٰ أعْناقَ صُبْحٍ أبْلَجا

تَسُورُ في أعجازِ ليلٍ أدْعَجا

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٣٧٧ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

المجموع المغيث ١ / ٦٥٧ ، د ع ج ، البيت الثاني ، وفيه : « يَسِير في » .

تُواضِخُ التَّقْرِيبَ قِلْواً مِحْلَجا

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٢ / ٤٣٠ ، حديث المغيرة بن شعبة ، العجّاج .

الفائق ١ / ٣١١ ، حرف الحاء ـ الحاء مع اللام ، العجّاج .

أمَرَّ مِنها قَصَباً خَدَلَّجا

لا قَفِراً غُسّاً ولا مُهَيَّجا

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٢ / ٣٧٠ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ

۱۸۷

الحديث السابع عشر ـ ق ف ر .

وكرّرهما ٥٧٤ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث الخامس والأربعون ـ س م ك .

لما رَأيْتُ فالِجاً قَد فَلَجا

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٣ / ٤٧٠ ، أحاديث عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام .

مِجْعٌ خَبِيثٌ يُعاطِي الكَلبَ طُعْمَتَهُ

فإن رأىٰ غَفْلَةً من جارِهِ وَلَجا

الفائق ٣ / ٣٤٧ ، حرف الميم ـ الميم مع الجيم ، أنشد الجاحظ لحنظلة بن عَرادة .

* ومَلَأَتْ حُلّابُها الخَلانِجا

= حتّىٰ إذا ما قَضَتِ الحَوائِجا

* غَرّاءٌ سَوَّىٰ خَلْقَها الخَبَرْنَجا

= مأَدُ الشَّبابِ عَيْشَها المُخَرْفَجا

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٤ / ١٩٦ ، أحاديث أبي هريرة ، العجّاج .

* دَعْ ذا وبَهِّجْ حَسَباً مُبَهَّجا

فَخْماً وسَنِّنْ مَنْطِقاً مُزَوَّجا

الغريبين ٥ / ١٤٢٠ ، ف خ م ، العجّاج .

* من طَلَلٍ كَالأَتْحَمِيِّ أنْهَجا

= ما هاجَ أحْزاناً وشَجْوَاً قد شَجا

* أعظم يوم رجّة رجوجا

= أليس يوم سمِّي الخروجا

* يأخذه ممن يراه أحوجا

= يا ربّ من دلّس فلسا بهرجا

إِلّا ٱنْتِظارَ الحاجِ مَن تَحَوَّجا

الفائق ٤ / ٦٠ ، حرف الواو ـ الواو مع السين ، العجّاج .

ألَيسَ يَومٌ سُمِّيَ الخُرُوجا

أعْظَمَ يَوْمٍ رَجَّةً رَجُوجا

الغريبين ٢ / ٥٤٠ ، خ ر ج ، العجّاج .

* فَخْماً وسَنِّنْ مَنْطِقاً مُزَوَّجا

= دَعْ ذا وبَهِّجْ حَسَباً مُبَهَّجا

كالقَوسِ رُدَّت غَيرَ ما تَعَوَّجا

الغريبين ٣ / ٧٣٣ ، ر د د ، العجّاج .

صِرْنا إلىٰ كُلِّ طُوالٍ أهْوَجا

غَمْرِ الأَجارِيِّ مِسَحّاً مِمْعَجَا

۱۸۸

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٣ / ١٠٦٨ ، غريب ما روىٰ الموالي ـ غريب ما روىٰ عمّار ـ الحديث الأوّل ـ غ م ر . وقال : « في كتاب ابن غانم : سِرْنا إلىٰ كلّ » .

الفائق ٤ / ١٠١ ، حرف الهاء ـ الهاء مع الراء ، وفيه : « طِراباً له كل طوال أهوجا / . . . مِهْرَجا » .

باتَتْ تُداعِي قِرَبَاً أفايِجا

تَدْعُو بذاكَ الدَّجَجانَ الدّارِجا

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٤ / ٢٤٨ ، أحاديث عبد الله بن عمر ، أنشدني الأصمعيّ .

* لا قَفِراً غُسّاً ولا مُهَيَّجا

= أمَرَّ مِنها قَصَباً خَدَلَّجا

*      *     *

۱۸۹

الفصل الثالث قافية الجيم المضمومة

لا تَكْسَعِ الشَّوْلَ بِأَغْبارِها

إِنَّكَ لا تَدْرِي مَنِ النّاتِجُ

وٱصْبُبْ لأَضْيافِك من رِسْلِها

فإنَّ شَرَّ اللَّبَنِ الوالِجُ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٤ / ١٦٣ ، أحاديث عمرو بن العاص ، الحارث بن حلّزة ، البيت الأَوّل .

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ١ / ١٨٩ ، في الزكاة والصدقات وما يعرض من الألفاظ في أبوابها ـ الكُسْعة ، الحارث بن حلّزة .

وكرّرهما ٢ / ٣٥١ ، حديث عبد الله ابن عبّاس ، الحارث بن حلّزة .

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٦٤٥ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، البيت الأَوّل ، الحارث بن حلّزة .

وكرّر البيت الأوّل ٢ / ٥٢٨ ، حديث معاوية بن أبي سفيان ، الحارث بن حلّزة .

أُرانِي إِذا ما أنْكَرَ الكَلْبُ أهْلَهُ

أُفَدَّىٰ وحِينَ الكَلْبُ جَذْلانُ يَأْجَجُ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٣ / ١١٦٦ ، غريب ما روىٰ الموالي ـ غريب ما روىٰ سفينة ـ الحديث الرّابع ـ ج ذ ل .

* عِصابةٌ إِن حَجَّ مُوسَىٰ حَجُّوا

وإِن أقامَ بالعِراقِ دَجُّوا

ما هكذا كانَ يَكُونُ الحَجُّ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٢٥٥ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

المجموع المغيث ١ / ٤٠١ ، ح ج ج ، وفيه : « حجّ عيسىٰ » ، البيت الأوّل والثاني .

الفائق ١ / ٤١٢ ، حرف الدال ـ الدال مع الجيم ، البيت الأوّل والثاني ، وفيه : « حجّ عيسىٰ » .

* ما هكذا كانَ يَكُونُ الحَجُّ

= عِصابةٌ إِن حَجَّ مُوسَىٰ حَجُّوا

* وإِن أقامَ بالعِراقِ دَجُّوا

= عِصابةٌ إِن حَجَّ مُوسَىٰ حَجُّوا

۱۹۰

وكفّ فَتَىٰ لم تَعْرِفِ السَّلْخَ قَبْلَها

تَجُور يداهُ في الأديم وتَخْرُجُ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٣ / ٦٩٧ ، حديث الحجّاج بن يوسف الثقفي ، وفيه : « تجوز » .

مَحارِمُ اللَّيلِ لهنَّ بَهْرَجُ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٣ / ٧٠٧ ، حديث الحجّاج بن يوسف الثقفي ، أعرابي في وصف إبل تَسري .

الفائق ١ / ١٤١ ، حرف الباء ـ الباء مع الهاء .

فَلَمّا رَأيْنَ القَوْمَ قد ألْحَقَتْهُمُ

بِهِنَّ نَواجٍ في الأَزِمَّةِ نُعَّجُ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٢ / ٥٣٠ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث السابع والثلاثون ـ ن ع ج ، المُلَيح [ الهذليّ ] .

بَينا الفَتَىٰ يَسْعَىٰ ويُسْعَىٰ لهُ

تاحَ له من أمْرِهِ خالِجُ

يَتْرُكُ ما رَقَّحَ مِن عَيشِهِ

يَعِيثُ فيه هَمَجٌ هامِجُ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٢ /

١٠٩ ، حديث أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، الحارث بن حلّزة .

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٢٩٥ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، الحارث بن حلّزة ، البيت الثاني .

وكرّر البيت الثاني ٢ / ٢٢٨ ، حديث سعيد بن زيد ، الحارث بن حلّزة . وفي نسخة ط ونسخة س : « يعيش فيه » .

الغريبين ٦ / ١٩٣٩ ، هـ م ج ، ابن حلّزة ، البيت الثاني .

فإنَّ شَرَّ اللَّبَنِ الوالِجُ

= إِنَّكَ لا تَدْرِي مَنِ النّاتِجُ

دُنْياكَ مَيدانٌ وأنتَ بِظَهْرِها

كُرَةٌ وأسبابُ القَضاءِ صَوالِجُ

مجمع البحرين ١ / ٣٥٩ ، ك ر ا .

له هَيْدَبٌ دانٍ ورَعْدٌ ولُجَّةٌ

وبَرْقٌ تَراهُ ساطِعاً يَتَبَلَّجُ

فباتَ كِلابُ الحَيِّ يَنْبَحْنَ مُزْنَهُ

وأضْحَتْ بَناتُ الماء فيهِ تَغَمَّجُ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٢ / ٤٠٤ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث العشرون ـ ن ب ح ، الأَفوه ، وفيه : « وبرقاً » .

۱۹۱

بِأَرْعَنَ مِثلِ الطَّوْدِ تَحْسبُ أنَّهُمْ

وُقُوفٌ لِحاجٍ والرِكابُ تُهَمْلِجُ

الغريبين ١ / ٣٦٢ ، ج م د ، شاعر يصف جيشاً .

أنتَ ٱبنُ مُسْلَنْطِحِ البِطاحِ ولم

تُعْطَفْ عليكَ الحُنِيُّ والوُلَجُ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٢ / ٢٢٥ ، حديث عبد الله بن مسعود ، طُرَيح [ بن إسماعيل الثقفي ] .

يَعِيثُ فيه هَمَجٌ هامِجُ

= تاحَ له من أمْرِهِ خالِجُ

وأضْحَتْ بَناتُ الماء فيهِ تَغَمَّجُ

= وبَرْقاً تَراهُ ساطِعاً يَتَبَلَّجُ

تَلَقَّحُ أيدِيهِمْ كأَنَّ زَبِيبَهُمْ

زَبِيبُ الفُحولِ الصِّيدِ وهي تَلَمَّجُ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ١ / ٤٩٥ ، تفسير أحاديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الطوال والوفادات ـ حديث ٱبن أبي هالة التميمي ، أنشدني شيخ من أصحاب المعاني لبعض الشعراء يصف قوماً يتكلّمون ويشيرون بأيديهم .

يا أيُّها الخالِفَةُ اللَّجُوجُ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ٢٣٠ ، حديث سعد بن زيد .

الفائق ١ / ٣٩٣ ، حرف الخاء ـ الخاء مع اللام .

إِذا هَمَّ بِالإِقْلاعِ هَبَّتْ له الصَّبا

فَعاقَبَ نَشْءٌ بَعدَها وخُرُوجُ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٢ / ٨٨٠ ، غريب ما روىٰ الموالي ـ غريب ما روىٰ أُسامة بن زيد ـ الحديث الثالث ـ ن ش .

كأَنَّ هادِيَهُ مِمّا تَفَثَّجَهُ

إِذا تَكَلَّمَ في الإِدْلاجِ مَوْلُوجُ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ١ / ١٣٦ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث الثالث ـ ل ج ، الأحمر بن شجاع .

شَرِبْنَ بِماءِ البَحْرِ ثمّ تَرَفَّعَتْ

متىٰ لُجَجٍ خُضْرٍ لَهُنَّ نَئِيجُ

سَقَىٰ أُمَّ عَمْرٍو كُلَّ آخِرِ لَيْلَةٍ

حَناتِمُ سُودٌ ماؤُهُنَّ نَجِيجُ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٣ /

۱۹۲

٩٧٠ ، غريب ما روىٰ الموالي ـ غريب ما روىٰ ثوبان ـ الحديث الأوّل ـ ز و ى ـ الباب الأوّل من النحو .

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٤٤١ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أبو ذؤيب ، البيت الثاني ، وفيه : « ماؤهن ثجيج » .

الفائق ٣ / ١٦٢ ، حرف القاف ـ القاف مع الحاء ، أبو ذؤيب ، البيت الثاني .

مجمع البحرين ٢ / ٢٢١ ، م ت ت ، عجز البيت الأوّل .

كأنَّ ثِقالَ المُزْنِ بَينَ تُضارِع

وشابَةَ بَرْكٌ مِن جُذامَ لَبِيجُ

المجموع المغيث ٣ / ١٠٥ ، ل ب ج ، « بَركٌ من جُذامَ لَبِيجُ » فقط .

حناتم سود ماؤهن ثجيجُ

= متىٰ لجج خضر لهنّ نئيجُ

حناتم سود ماؤهنّ نجيجُ

= متىٰ لجج خضر لهن نئيجُ

ضَفادِعُهُ غَرْقَىٰ رِواءٌ كَأَنَّها

قِيانُ شُرُوبٍ رَجْعُهُنَّ نَشِيجُ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ١ / ٥٣٤ ، تفسير أحاديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الطوال والوفادات ـ حديث لقيط بن عامر وافد بني المنتفق ، أبو ذؤيب ، صدره .

مِن بَعدِ خِمْسٍ وخِمْسٍ في ذِنابَتِهِ

تُمْسِي المَهارَىٰ بهِ فيهِنَّ تَهْيِيجُ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٣ / ١٠٩٤ ، غريب ما روىٰ الموالي ـ غريب ما روىٰ عمّار ـ الحديث الرابع ـ هـ ج ا .

*      *     *

۱۹۳

الفصل الرابع قافية الجيم المكسورة

فَأَتَيْنَ مُطَّرِدَ القَمِيصِ سَمَيْدَعاً

كالبَدْرِ أهْيَفَ ليسَ بِالبَجْباجِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ١٣٠ ، حديث عثمان ، ٱبن ميادة .

. . . . . . . . . . . . . . . . . .

في ظُلْمَةٍ من بَعيدِ القَعْرِ مِرْتاجِ

الفائق ١ / ٢٥ ، حرف الهمزة ـ الهمزة مع الجيم .

ألا سَبِيلَ إلىٰ خَمْرٍ فَأَشْرَبَها

أم لا سَبِيلَ إلىٰ نَصْرِ بنِ حَجّاجِ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٢ / ٥٤٤ ، حديث عروة بن الزبير ، الفريعة بنت هَمّام أُمّ الحجّاج بن يوسف .

الغريبين ٦ / ١٧٨٣ ، م ن ا ، الفريعة بنت همّام أُمّ الحجّاج بن يوسف وكانت قبل تحت المغيرة بن شعبة .

غريب الحديث ـ لابن الجوزي ـ ٢ / ٣٧٦ ، كتاب الميم ـ باب الميم مع

العين ، فريعة بنت همّام أُم الحجّاج بن يوسف .

فهم رَجاجٌ وعلىٰ رَجاجِ

المجموع المغيث ١ / ٧٣٥ ، ر ج ج .

* فدمّرت بقيّة الرَّجاجِ

= قد بكرت محوةُ بالعجاجِ

* قد بَكَرت مَحْوَةُ بِالعَجاجِ

= فَدَمَّرَت بَقِيَّةَ الرَّجاجِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٣ / ١٤٤ ، حديث عمر بن الخطّاب .

من حَسَكِ التَّلْعَةِ أو مِن حاجِها

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٢٥٣ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، الراعي .

الفائق ١ / ٣٣٠ ، حرف الحاء ـ الحاء مع الواو .

۱۹۴

ومُرسِلٍ ورَسُولٍ غيرِ مُتَّهَمٍ

وحاجَةٍ غَير مُزْجاةٍ مِن الحاجِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٢٥٣ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، الراعي ، عجزه .

حتّىٰ سَلَكْنَ الشَّوَىٰ مِنْهُنَّ في مَسَكٍ

مِن نَسلِ جَوّابَةِ الآفاقِ مِهْداجِ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٢ / ١٨٠ ، حديث عبد الرحمن بن عوف الزهري ، أبو وجزة وذكر أُتناً وردت الماء .

تَكْسُو المَفارِقَ واللَّبّاتِ ذا أرَجٍ

من قُصْبِ مُعْتَلِفِ الكافُورِ دَرّاجِ

الفائق ٣ / ١٩٩ ، حرف القاف ـ القاف مع الصاد ، الراعي .

لمّا دَعا الدَّعْوَةَ الأُولىٰ فَأَسْمَعَنِي

أخَذْتُ ثَوْبَيَّ فاسْتَمْرَرْتُ أدْراجِي

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٤٥٩ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، الراعي .

الفائق ٣ / ١٩٤ ، حرف اللام ـ اللام مع الباء ، الراعي يصف نساءً بات

عندهنّ ثمّ رجع ، وفيه : « أخذت بُردَيَّ » .

* شيبت بعذب طيّب المزاجِ

= أحسابُكُم في العُسرِ والإلفاجِ

إِذا ما السَّوْطُ سَمَّرَ حالِبَيْهِ

وَقَلَّصَ بُدْنَهُ بعدَ ٱنْحِضاجِ

الفائق ١ / ٢٩٠ ، حرف الحاء ـ الحاء مع الضاد ، عجزه .

* أحسابُكُمْ في العُسْرِ والإلفاجِ

شِيبَتْ بعذبٍ طَيِّبِ المِزاجِ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٤ / ٤٥٩ ، أحاديث الحسن البصريّ ، رؤبة .

* حتّىٰ ٱتَّقَوا بِالطَّاعَةِ الدُّماجِ

وتَرَكَ النّاسَ علىٰ مِنْهاجِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ١٤٧ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، حُميد بن الأَرقط .

* وتَرَكَ النّاسَ علىٰ مِنْهاجِ

= حتّىٰ ٱتَّقَوا بِالطَّاعَةِ الدُّماجِ

فكُنتَ أذَلَّ من وَتِدٍ بِقاعٍ

يُشَجِّجُ رَأْسَهُ بِالفِهْرِ واجِي

۱۹۵

المجموع المغيث ٢ / ٦٤٨ ، ف هـ ر ، عجزه .

ما زِلنَ يَنْسُبْنَ وَهناً كلّ صادِقَةٍ

باتَت تُباشِرُ عُرْماً غيرَ أزواجِ

الفائق ١ / ٢٠٤ ، حرف الجيم ـ الجيم مع الراء ، أبو وجزة ، صدره .

* لفاء ما تحت الثياب السيبجِ

= كانت به خود صموت الدملجِ

* وٱحتلّه غيث دراك الثجِّ

= يا سقي وَجّ وجنوب وَجِّ

فعلمت أنّ يمينها لم تلججِ

= لأنبهن الحيّ إن لم تخرجِ

وما العَفْوُ إِلّا لامْرِئٍ ذي حَفِيظَةٍ

متىٰ تَعْفُ عن ذَنبِ ٱمرئِ السوءِ يَلْجَجِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ١ / ١٣٩ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث الثالث ـ ل ج .

ألا لا تَذَكَّرْهُ علىٰ النَّأْيِ إِنَّهُ

متىٰ ما تَذَكَّرْهُ علىٰ النَّأْيِ يَلْجَجِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ

١ / ١٣٤ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث الثالث ـ ل ج ، الشمّاخ .

أطَعْتُمْ أتاوِيَّ من غَيرِكُمْ

فلا مِن مُرادٍ ولا مَذْحِجِ

النهاية ١ / ٢١ ، أ ت ى ، قالت المرأة التي هجت الأنصار فقتلها بعض الصحابة فأهدر صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دمَها ، وتريد بالأتاويّ النبيَّ الكريم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

فَبَرَّزْتَ سَبْقاً إِذ جَرَيْتَ ٱبنَ حَشْرَجِ

وجاءَ سُكَيْتاً كلُّ أعْفَثَ أفْحَجِ

الفائق ٣ / ٩ ، حرف العين ـ العين مع الفاء ، قدامة بن الأَخزر القشيري في عبد الله بن الحشرج .

يُقَتِّلنا منها عُيُونٌ كَأَنَّها

عَيُونُ المَها ما طَرْفُهُنَّ بِحادِجِ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٤ / ١٠٠ ، أحاديث عبد الله بن مسعود ، أبو النجم .

وَرَدْناهُ في مَجْرَىٰ سُهَيلٍ يَمانِياً

بِصُعْرِ البُرَىٰ مِن بينِ جُمْعٍ وخادِجِ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ١ /

۱۹۶

١٢٦ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، شاعر يذكر ماءً ورده .

الفائق ١ / ٢٣٢ ، حرف حرف الجيم ـ الجيم مع الميم ، ذو الرمّة .

بِلَيلٍ كَلَونِ السّاجِ أسْوَدَ مُظْلِمٍ

قَليلِ الوَعَىٰ داجٍ كَلَونِ الأَرَنْدَجِ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٢ / ٢٩٣ ، حديث أبي هريرة عمرو بن عبد غنم ، الشمّاخ .

الفائق ٢ / ٢١٠ ، حرف السين ـ السين مع الواو ، الشمّاخ .

* يا لَيْتَنِي قَبَّلْتُ غيرَ حارِجِ

قبلَ الصَّباحِ ذاتَ خَلْقٍ باهِجِ

الغريبين ١ / ٢٢٥ ، ب هـ ج .

* مثل الجبوء في الصفا السمارجِ

= يدعن بالأمالس الصهارجِ

* يَدَعْنَ بِالأَمالِسِ الصَّهارِجِ

مثلَ الجُبُوءِ في الصَّفا السَّمارِجِ

الفائق ٣ / ٢٠٣ ، حرف القاف ـ القاف مع الصاد ، جندل بن المثنّىٰ .

قالَت بِعَيْشِ أبي ونِعْمَةِ والدي

لَأُنَبِّهَنَّ الحَيَّ إِن لم تَخْرُجِ

فَخَرَجْتُ خِيفَةَ قَولِها فَتَبَسَّمَتْ

فَعَلِمْتُ أنَّ يَمِينَها لم تَلْجَجِ

فَلَثَمْتُ فاهاً قابِضاً بِقُرُونِها

شُرْبَ النَّزِيفِ بِبَرْدِ ماءِ الحَشْرَجٍ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ١ / ١٣٨ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث الثالث ـ ل ج ، أنشد ٱبن الأعرابي لرجل من طيّء .

* قد سَقَطَتْ في قِضَّةٍ مِن شَرْجِ

ثُمَّ ٱسْتَقَلَّتْ مثلَ شِدْقِ العِلْجِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ١٠٦ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، في وصف دلو ، وفيه : « قَضْةٍ » .

وكرّرهما ٢ / ١٤٤ ، حديث عليّ بن أبي طالب ، بالرواية السابقة .

. . . . . . . . . . . . . . . . . .

فلا رَأْيُهُمْ رَأْيِي ولا شَرْجُهُمْ شَرْجِي

المجموع المغيث ٢ / ١٨٤ ، ش ر ج ، مازن بن الغَضُوبة .

النهاية ٢ / ٤٥٦ ، ش ر ج ، حديث مازن .

شرب النزيف ببرد ماء الحشرجِ

= لأنبهن الحيّ إن لم تخرجِ

۱۹۷

وشُعْثٍ نَشاوَىٰ من كَرًى عندَ ضُمَّرٍ

وباتُوا بِجَعْجاعٍ جَدِيبِ المُعَرَّجِ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٤ / ٤٨٤ ، أحاديث عبيد الله بن زياد ، عجزه .

ليتَ شِعري أأوَّلُ الهَرْجِ هذا

أم زَمانٌ من فِتْنَةٍ غَيرِ هَرْجِ

الفائق ٤ / ١٠٣ ، حرف الهاء ـ الهاء مع الراء ، ٱبن قيس الرقيّات .

إِذا رَجَّعَ التَّعْشِيرَ رَدّ كَأَنَّهُ

بِقارِحِهِ مِن خَلْفِ ناجِذِه شَجِي

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٣ / ١١٧٥ ، غريب ما روىٰ الموالي ـ غريب ما روىٰ سفينة ـ الحديث الرابع ـ ناجذ ، الشمّاخ ، « كأنه . . . شجي » فقط .

* المطعمون اللحم بالعشجِّ

= خالي عويف وأبو علجِّ

* يقلع بالودّ وبالصيصجِّ

= خالي عويف وأبو علجِّ

وأشْعَثَ قد قَدَّ السِفارُ قَمِيصَهُ

وجَرُّ الشِواءِ بالعَصا غَيرِ مُنْضَجِ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ١ /

٥١٩ ، تفسير أحاديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الطوال الوفادات ـ حديث لقمان بن عاد ، الشمّاخ .

الغريبين ٦ / ١٨٥٠ ، ن ض ج ، الشمّاخ .

أنا ٱبنُ رِياحٍ قَدَّنِي مِن أدِيمِهِ

ولم أُحْتَمَل في حَجْرِ سَوداءَ ضَمْعَجِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ١ / ٢٣١ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث التاسع ـ ح ج ر .

كَغِرْبانِ الكُرومِ الدَّوالِجِ

= كَغِرْبانِ الكُرومِ الدَّوالِحِ

. . . . . . . . . . . . . . .

واللهُ يُصبِحُ مِن أمامِ المُدْلِجِ

المجازات النبوية : ٣٦٧ ح ٢٨٤ .

* خالي عُوَيفٌ وأبو عَلِجِّ

المُطْعِمُونَ اللَّحْمَ بِالعَشِجِّ

وبِالغَداةِ فِلَقَ البَرْنِجِّ

يُقْلَعُ بِالوَدِّ وبِالصِّيصَجِّ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ٢٥٣ ، حديث عبد الله بن مسعود ، البيت الثاني والثالث .

الغريبين ٤ / ١٣٢٣ ، ع ل ا ، البيت

۱۹۸

الثاني والثالث والرابع .

غريب الحديث ـ لابن الجوزي ـ ٢ / ١٢٥ ، كتاب العين ـ باب العين مع اللام ، وفيه : « المطعمان اللحم . . . وبالغداة كِسَر » ، البيت الأوّل والثاني والثالث .

* ثُمَّ اسْتَقَلَّتْ مثلَ شِدْقِ العِلْجِ

= قد سَقَطَتْ في قَضْةٍ مِن شَرْجِ

* كانَتْ بهِ خَوْدٌ صَمُوتُ الدُّمْلُجِ

لَفّاءُ ما تَحْتَ الثِيابِ السِيْبَجِ

الفائق ٣ / ١٠١ ، حرف الفاء ـ الفاء مع الراء .

* وبِالغَداةِ فِلَقَ البَرْنِجِّ

= خالي عُوَيفٌ وأبو عَلِجِّ

* قبلَ الصَّباحِ ذاتَ خَلْقٍ باهِجِ

= يا ليتني قَبَّلْتُ غيرَ حارِجِ

وكنتُ ٱمْرَءاً بِاللَّهْوِ والخَمْرِ مُولَعاً

شَبابِيَ حتّىٰ آذن الجِسْمُ بِالنَّهْجِ

المجموع المغيث ٢ / ١٨ ، ز غ ب ، « فكنت امرءاً بالزَّغْبِ والخمر مولعاً »

فقط ، مازن بن الغَضُوبة .

وكرّر في ٣ / ٣٦٧ ، ن هـ ج ، « حتّىٰ . . . النهجِ » فقط .

النهاية ٥ / ١٣٤ ، ن هـ ج ، في شعر مازن ، « حتّىٰ . . . بالنهجِ » فقط .

وكرّر صدره ٢ / ٢٣٨ ، ر غ ب ، حديث مازن ، وفيه : « بالرُّغْبِ والخمر » .

* يا سَقْيَ وَجٍّ وجُنُوبَ وَجِّ

وٱحتَلَّهُ غَيثٌ دِراكُ الثَّجِّ

الفائق ١ / ١٨٦ ، حرف الجيم ـ الجيم مع الباء .

أنْقاءُ سارِيَةٍ حَلَّتْ عَزالِيَها

مِن آخِرِ اللَّيلِ رِيحٌ غَيْرُ حُرْجُوجِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ١ / ٢٤٢ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث التاسع ـ ح ر ج .

أمْرَقْتَ من جَوْزِهِ أعْناقَ ناجِيَةٍ

تَنْجُو إِذا قال حادِيها لها هِيجِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٣ / ١٠٩٥ ، غريب ما روىٰ الموالي ـ غريب ما روىٰ عمار ـ الحديث الرابع ـ هـ ج ا ، ذو الرمّة .

*      *     *

۱۹۹

الباب السادس قافية الحاء

الفصل الأوّل قافية الحاء الساكنة

الضّارِبِينَ اليَقْدُمِيَّـ

ـةَ بالمُهَنَّدَةِ الصَّفائِحْ

الفائق ١ / ٣٣٦ ، حرف الحاء ـ الحاء مع الواو .

وإِذا مَكُّوكُها صادَمَهُ

جانِباها كَرَّ فِيها وسَبَحْ

الفائق ٣ / ٨٨ ، حرف الفاء ـ الفاء مع التاء ، الأعشىٰ .

* يا ربَّ كلِّ غابقٍ ومُصْطَبِحْ

وربَّ كلِّ شَيْطَنِيٍّ مُنسَرِحْ

أرْسِلْ علىٰ حوفاءَ في الصُّبْحِ الفَضِحْ

حُوَيْرِياً مِثلَ قَضِيبِ المُجْتَدِحْ

متىٰ نَضَتْ مِن كَعْبِها عِرْقاً يَرَحْ

المجازات النبويّة : ١٤٧ ح ١٠٩ .

* مثل جريّ الكلب لا بل أقبحْ

= أقبح به من ولد وأشقحْ

لا أُبالي أيّ كلب قد نبحْ

= خاب من أنت أبوه وافتضحْ

. . . . . . . . . . . . . . . . .

. . . . . . المرازبة الجَحاجِحْ

الفائق ١ / ١٥ ، حرف الهمزة ـ الهمزة مع الباء . وكتبه المحقق في صورة النثر . ويعني به قول أميّة بن أبي الصلت : « ماذا بِبَدرٍ فالعَقَنْـ/ـقلِ من مَرازِبةٍ جَحاجِحْ » .

وبكم في الحشر ميزاني رجحْ

= خاب من أنت أبوه وٱفتضحْ

* حُوَيْرِياً مِثلَ قَضِيبِ المُجْتَدِحْ

= يا ربَّ كلِّ غابقٍ ومُصْطَبِحْ

فَتَرَىٰ الأَعداءَ حَوْلِي شُزَّراً

خاضِعِي الأَعْناقِ أمْثالَ الوَذَحْ

۲۰۰

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٣ / ١١٩١ ، غريب ما روىٰ الموالي ـ غريب ما روىٰ عتبة بن غزوان ـ الحديث الأَوّل ـ ح ذ .

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٣ / ١٧٢ ، حديث الحجّاج بن يوسف ، الأعشىٰ ، وفيه : « حولي شُزَّباً » .

* وربَّ كلِّ شَيطَنِيٍّ مُنسَرِحْ

= يا ربَّ كلِّ غابقٍ ومُصْطَبِحْ

تَبْتَنِي المَجْدَ وتَجْتازُ النُّهَىٰ

وتُرَىٰ نارُكَ من ناءٍ طَرَحْ

الفائق ٣ / ٤٠١ ، حرف النون ـ النون مع الباء ، الأعشىٰ ، عجزه .

* متىٰ نَضَتْ مِن كَعْبِها عِرْقاً يَرَحْ

= يا ربَّ كلِّ غابقٍ ومُصْطَبِحْ

بين مَخْذُولٍ كَرِيمٍ جَدُّهُ

وخَذُولِ الرِجْلِ مِن غَيرِ كَسَحْ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٤ / ٢٨٣ ، أحاديث عبد الله عمرو بن العاص ، الأعشىٰ يذكر قوماً سكروا .

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٢ / ٦٠٥ ، حديث قتادة بن دعامة

السدوسي ، الأعشىٰ في وصف سكارىٰ ، عجزه .

الفائق ٣ / ٢٦٢ ، حرف الكاف ـ الكاف مع السين ، الأعشىٰ ، عجزه .

يا أبانا قد وَجَدْنا ما صَلَح

خابَ من أنت أبوهُ وافْتَضَحْ

إِنّما أنْقذني مِنكَ الذي

يُنْقِذُ الدُّرَّ من الماءِ الملحْ

يا بَنِي الزَّهْراءِ أنتُم عُدَّتي

وبكُم في الحَشْرِ مِيزانِي رَجَحْ

أنا قد صَحَّ وَلائي فيكمُ

لا أُبالي أيّ كَلْبٍ قد نَبَحْ

مجمع البحرين ٣ / ٤١ ، ح م د ، رجل أنشد أباه عندما نهاه أبوه عن ولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام .

* أرْسِلْ علىٰ حوفاء في الصُّبْحِ الفَضِحْ

= يا ربَّ كلِّ غابقٍ ومُصْطَبِحْ

وٱنْتَهِزِ الحَقَّ إِذا الحَقُّ وَضَحْ

الغريبين ٦ / ١٨٩٩ ، ن هـ ز .

غريب الحديث ـ لابن الجوزي ـ ٢ / ٤٤٥ ، كتاب النون ـ باب النون مع الهاء ، أبو الدحداح .

النهاية ٥ / ١٣٦ ، ن هـ ز ، في حديث

۲۰۱

أبي الدحداح .

* أقْبِحْ بهِ من وَلَدٍ وأشْقِحْ

مِثلِ جُرَيِّ الكَلْبِ لا بل أقْبِحْ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ٥٩١ ، حديث أُمّ سلمة ، ويروىٰ : « الكلب لم يُفَقِّحْ » .

* مِثلِ جُرَيِّ الكَلْبِ لم يُفَقِّحْ

= أقْبِحْ بهِ من وَلَدٍ وأشْقِحْ

وإِذا حُمِّلَ عِبْئاً بَعْضُهُمْ

وٱشْتَكَىٰ الأَوصالَ منه وبَلَحْ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٢ / ١٠١ ، حديث أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، الأعشىٰ ، عجزه .

الغريبين ١ / ٢١٠ ، ب ل ح ، الأعشىٰ ، عجزه .

كم رَأيْنا مِن أُناسٍ هَلَكُوا

ورَأينا المَرْءَ عَمْراً بِطَلَحْ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٢ / ٦٣٢ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث الواحد والخمسون ـ ط ل ح ، الأَعشىٰ .

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ

٢ / ٩٤ ، حديث عمر بن الخطّاب ، الأَعشىٰ ، وفيه : « المَلْكَ عَمْراً » .

ولَئِنْ كُنّا كَقَومٍ هَلَكُوا

ما لِحَيٍّ يا لَقومِ من فَلَحْ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٥٢٣ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، الأَعشىٰ .

الغريبين ٥ / ١٤٧٢ ، ف ل ح ، الأَعشىٰ ، عجزه .

بَشَّرَك اللهُ بِخَيْرٍ وفَلَحْ

الغريبين ٥ / ١٤٧٢ ، ف ل ح .

غريب الحديث ـ لابن الجوزي ـ ٢ / ٢٠٥ ، كتاب الفاء ـ باب الفاء مع اللام ، حديث أبي الدرداء .

النهاية ٣ / ٤٦٩ ، ف ل ح ، في حديث أبي الدرداء .

قد بَنَىٰ اللُّؤْمُ عَلَيْهِمْ بَيْتَهُ

وفَشا فِيهِمْ مع اللُّؤْمِ القَلَحْ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٢ / ٢٤٤ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، الأعشىٰ .

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٢ / ٨٢٥ ، غريب ما روىٰ الموالي ـ الحديث الثالث من حديث زيد بن

۲۰۲

حارثة ـ ف ش .

ينقذ الدرّ من الماء الملحْ

= خاب من أنت أبوهُ وافتضحْ

* قالت له ورياً إذا تنحنحْ

= قالت له ورياً إذا تنحنحا

ليَ في الدُّنيا سِهامٌ

ليسَ فِيهِنَّ رَبِيحْ

وأسامِيهِنَّ وَغْدٌ

وسَفِيحٌ ومَنِيحْ

الفائق ٣ / ٣٩١ ، حرف الميم ـ الميم مع النون .

وسفيح ومَنيحْ

= ليس فيهن رَبيحْ

وجامِلٍ خَوَّعَ مِن نِيبِهِ

زَجْرُ المُعَلَّى أُصُلاً والمَنِيحْ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ١ / ٦٢٢ ، حديث عمر بن الخطّاب .

*      *     *

۲۰۳

الفصل الثاني قافية الحاء المفتوحة

إِنِّي لأَحْسِبُ قَولَهُ وفِعالَهُ

يَوماً وإِن طالَ الزَّمانُ ذُباحا

النهاية ٢ / ١٥٤ ، ذ ب ح ، كعب بن مرّة .

* جئناك للرّباحَهْ

= لبّيك حقّاً حقّا

كما ٱزْدَهَرَتْ قَيْنَةٌ بالشِراعِ

لِأُسْوارِها عَلَّ منها ٱصْطِباحا

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ١ / ١٥٦ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

الغريبين ٣ / ٨٤١ ، ز هـ ر .

الرِفْقُ يُمْنٌ والأَناةُ سَعادَةٌ

فَاسْتَأْنِ في رِفْقٍ تُلاقِ نَجاحا

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٣٥٤ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث السابع عشر ـ ر ف ق .

* إن النحيم للسقاة راحَهْ

= مالك لا تنحم يا رواحَهْ

* وقد أجُوبُ البَلَدَ البَراحا

المَرْمَرِيسَ القَفْرَةَ الصَّحْصاحا

غريب الحديـث ـ للخطّابي ـ ١ / ٦٩٠ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

* في قبة مملوءة أحراحا

= أقود منها جملاً ممراحا

* أقُودُ مِنها جَمَلاً مِمْراحاً

في قُبَّةٍ مَمْلُوءَةٍ أحْراحا

المجموع المغيث ١ / ٤٢٢ ، ح ر ح .

* المَرْمَرِيسَ القَفْرَةَ الصَّحْصاحا

= وقد أجُوبُ البَلَدَ البَراحا

* جئناك للنصاحَهْ

= لبّيك حقّاً حقّا

مُلْكاً عَضُوضَاً ودَماً مُفاحا

الغريبين ٥ / ١٤٨٦ ، ف ي ح .

۲۰۴

* لم نأتِ للرّقاحَهْ

= لبّيك حقّاً حقّا

ألا تَرَىٰ ما غَشِيَ الأَرْكاحا

الغريبين ٣ / ٧٧٢ ، ر ك ح ، القطاميّ .

كتارِكَةٍ بَيْضَها بِالعَراءِ

ومُلْبِسَةٍ بَيْضَ أُخْرىٰ جَناحا

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٢ / ١٠ ، حديث عمر بن الخطّاب ، ابن هرمة .

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٣ / ٨٢ ، حديث سعيد بن جبير .

* مالك لا تَنْحَمُ يا رَواحَهْ

إِنَّ النَّحِيمَ لِلسُّقاةِ راحَهْ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ١٦١ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وشَوازِباً قُبَّ البُطُو

نِ عَوابِساً يَعْدُونَ ضَبْحا

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ٣٩٩ ، حديث عبد الله بن عمر ، أبو دؤاد الإيادي .

تَسُرُّ صَدِيقي بِالحِجازِ ويَكْتَسِي

عَدُوِّي بها ثَوباً من الرُّغْمِ مُوجَحا

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ١١٣ ، حديث عمر بن الخطّاب ، ابن هرمة .

أذُوبُ اللَّيالِي أو يُجِيبَ صَداكُما

مُقِيمٌ علىٰ قَبْرَيكُما لَستُ بارِحا

المجموع المغيث ١ / ٧١٢ ، ذ و ب ، في حديث قسّ ، صدره .

النهاية ٢ / ١٧١ ، ذ و ب ، حديث قسّ ، صدره .

عُذافِرَةٌ ضَبْطاءُ تَخْدِي كأَنَّها

فَنِيقٌ غَدا يَحْوِي السَّوامَ السَّوارِحا

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ١ / ٨٤ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، معن بن أوس يصف ناقة .

في فَلْتَةٍ فَحَوَيْنَ سَرْحا

= كأَنَّما يَقْضِمْنَ مِلْحا

فَرَدَّدَ الهَدْرَ وما إِن شَحْشَحا

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٣ / ٤٤٢ ، حديث عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، راجز يصف هدر البعير .

۲۰۵

قد كاد من طولِ البِلَىٰ أن يَمْصَحا

الفائق ٤ / ٨١ ، حرف الواو ـ الواو مع اللام ، أبو النجم .

وأخٍ رَمَثْتُ دَرِيسَهُ

ونَصَحْتُهُ في الحَرْبِ نُصْحا

الفائق ٢ / ٨٤ ، حرف الراء ـ الراء مع الميم ، أبو دؤاد .

أحَمُّ بِأَطرافِهِ حُوَّةٌ

وسائِرُ أجْلادِهِ واضِحَهْ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٣١٧ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، الطرمّاح يصف ثوراً .

وكرّره ٢ / ١٠٣ ، حديث عمر بن الخطّاب ، الطرمّاح .

تَعَرَّضَ ضَيْطارُو فُعالةَ دُونَنا

وما خَيْرُ ضَيْطارٍ يُقَلِّبُ مِسْطَحا

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ١ / ١٧٥ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مالك بن عوف النصريّ .

ضَمِنْتُ لِمَنْ يَبْغِي الغِنَىٰ عندَ بابِهِ

إِذا صُفِّحَ الجادُونَ ألّا يُصَفَّحا

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٦٠٠ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ابن هرمة .

والخَيْلُ ساهِمَةُ الوُجُو

ﻩِ كأَنَّما يَقْضِمْنَ مِلْحا

صادَفْنَ مُنْصِلَ آلَةٍ

في فَلْتَةٍ فَحَوَيْنَ سَرْحا

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ١٢٧ ، حديث عمر بن الخطّاب ، أبو دؤاد الإيادي يصف خيلاً .

يا ليتَ بَعلَكِ قَد غَدا

متقلِّداً سَيفاً ورُمْحا

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٣٣٠ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفيه : « ورأيت . . . في الوغىٰ » .

المجموع المغيث ١ / ٨٢٤ ، ر هـ ب ، وفيه : « ورأيت بعلَكِ في الوغىٰ » .

الفائق ١ / ٤٠٥ ، حرف الخاء ـ الخاء مع الياء ، عجزه .

النهاية ٢ / ٢٣٧ ، ر غ ب ، عجزه .

وكرّر عجزه ٥ / ٢٥٤ ، هـ د ا .

وبَرْبَرَ بَرْبَرَةَ الهِبْرِقِيّ

بِأُخرىٰ خَواذِلها الآنِحهْ

۲۰۶

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٢ / ١٤٠ ، حديث أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، الطرمّاح وذكر ثوراً .

وغادَةٍ هارُوتُ في طَرْفِها

والشَّمْسُ في قَرْقَرِها جانِحَهْ

الفائق ٣ / ١٧٦ ، حرف القاف ـ القاف مع الراء ، أبو نؤاس .

قالت له وَرْياً إذا تَنَحْنَحا

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ١ / ٣٥ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفيه : « تَنَحْنَحْ » .

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٢ / ٧٥٦ ، غريب ما روىٰ الموالي ـ حديث زيد بن حارثة .

الغريبين ٦ / ١٩٩٣ ، و ر ى .

الفائق ٣ / ٢٣٨ ، حرف القاف ـ القاف مع الياء .

يَكْسِرُ عن أُمِّ الفِراخِ الرَّنْحا

الفائق ٢ / ٩٣ ، حرف الراء ـ الراء مع الواو ، رؤبة .

وٱزْجُرُوا الطَّيْرَ فإِن مَرَّ بِكُمْ

ناغِقٌ يَهْوِي فَقُولُوا سَنَحا

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٣ /

١١٨٤ ، غريب ما روىٰ الموالي ـ حديث سلمان ، غ ق .

* يَأْخُذُ فيها الحَيَّةَ النَّبُوحا

ثُمّ يَبِيتُ عِندَهُ مَسْدُوحا

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٢ / ٤٠٤ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث العشرون ـ ن ب ح ، أبو النجم .

يَلْتَحْنَ وَجْهاً بِالحَصَىٰ مَلْتُوحا

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ١٢٠ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أبو النجم يصف عانة طردها مسحلها وهي تعدو وتثير الحصا في وجهه .

* ثُمّ يَبِيتُ عِندَهُ مَسْدُوحا

= يَأْخُذُ فيها الحَيَّةَ النَّبُوحا

كأَنَّ الظِباءَ كُشُوحُ النِساءِ

يَطْفُونَ فَوقَ ذُراهُ جُنُوحا

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٢ / ٥٧ ، حديث عمر بن الخطّاب ، الهذليّ وذكر سيلاً .

وكرّره ٢ / ٢٦٦ ، حديث سلمان

۲۰۷

الفارسي ، أبو ذؤيب .

علىٰ أنَّ دِينِي قَد يُوافِقُ دِينَهُمْ

إِذا نَكَسُوا أفْراعَها وذَبِيحَها

غريب الحديث ـ للحربي ـ ١ / ١٨٠ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث الخامس ـ ف ر ع ، عمرو بن قميئة .

وكرّره ١٨٣ ، نفس الباب ، عمرو بن قميئة .

وصاحبَ صِدْقٍ كَسِيدِ الضَّرا

ءِ يَنْهَضُ في الغَزْوِ نَهْضاً نَجِيحا

وَشِيكَ الفُضُولِ بَعِيدَ القُفُو

لِ إِلّا مُشاحاً به أو مُشِيحا

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٢ / ٤٣٩ ، حديث عبد الله بن الزبير ، أبو ذؤيب يقول في هذه الغزاة في عبد الله بن الزبير .

ثَلاثاً فلما ٱسْتُجِيلَ الجَهامُ

عَنهُ وغُرِّمَ ماءً صَرِيحا

الغريبين ١ / ٣٨٦ ، ج و ل ، أبو ذؤيب .

وقد بلغَ الضُّراحَ وساكِنِيهِ

نَثاكَ وزارَ مَن سَكَنَ الضَّرِيحا

المجموع المغيث ٢ / ٣٢٠ ، ض ر ح ، المعرّي .

الفائق ٢ / ٣٣٦ ، حرف الضاد ـ الضاد مع الراء ، المعرّي .

* لا منفِشاً رِعياً ولا مُرِيحا

= قُبّاً أطاعت راعياً مُشيحا

* قُبّاً أطاعَتْ راعِياً مُشِيحا

لا مُنْفِشاً رِعْياً ولا مُرِيحا

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ١ / ١٣٤ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أبو النجم في الجِدّ يذكر العير والأُتُن .

إِلا مُشاحاً به أو مُشِيحا

= يَنْهَضُ في الغَزْوِ نَهْضاً نَجِيحا

* امْتَحَضا وسَقَّيانِي ضَيْحا

وقد كَفَيْتُ صاحِبَيَّ المَيْحا

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ١٢ ، حديث أبي بكر .

* وقد كَفَيْتُ صاحِبَيَّ المَيْحا

= امْتَحَضا وسَقَّيانِي ضَيْحا

*      *     *

۲۰۸

الفصل الثالث قافية الحاء المضمومة

وقد كُنْتَ تُخْفِي حُبَّ سَمْراءَ حِقْبَةً

فَبُحْ لَانَ منها بِالذي أنتَ بائِحُ

المجموع المغيث ٢ / ٢٣٩ ، تلان .

وتُدْخِلُ في الظِلِ الزَّناءِ رُؤُوسَها

وتَحْسَبُها هِيماً وهُنَّ صَحائِحُ

الفائق ٢ / ١٢٥ ، حرف الزاي ـ الزاي مع النون ، ابن مقبل .

عليهن لم تنجُ الفَرُورُ المُشائِحُ

= عليهن لم تنج الفرور المشايحُ

فَدُرْنا كما دارَتْ علىٰ قُطْبِها الرَّحَىٰ

ودارَتْ علىٰ هامِ الرِجالِ الصَّفائِحُ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٣ / ٤٧٥ ، أحاديث عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام .

وَقَفْنا فَقُلْنا إِيهِ سِلْماً فَسَلَّمَتْ

كما ٱنْكَلَّ بِالبَرْقِ الغَمامُ اللَّوائِحُ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٦٩٤ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

يا بُؤسَ لِلحَرْبِ التي

وَضَعَتْ أراهِطَ فاسْتَراحُوا

مجمع البحرين ١ / ٣٦٧ ، حرف اللام .

وكرّره ٦ / ١٧١ ، ل و م .

أعَلَىٰ العَهْدِ أصْبَحَتْ أُمُّ عَمْرٍو

لَيْتَ شِعْري أم غالَها الزُّمّاحُ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٢ / ٤٠١ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث العشرون ـ ح ب ن ، قيس بن رِفاعة .

قَطاةٌ عَزَّها شَرَكٌ فباتَتْ

تُجاذِبُهُ وقد عَلِقَ الجَناحُ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٢٩٤ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

لقد بَلَغُوا الشّفاء فَخَيَّرُونا

بِقَتْلَىٰ من يُقَتِّلُنا رِياحُ

۲۰۹

الغريبين ٥ / ١٥٠١ ، ق ت ل ، الأخطل .

كَرِهْتُ العَقْرَ عَقْرَ بَني شُلَيلٍ

إِذا هَبَّتْ لِقارِئِها الرِياحُ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ١ / ٢٠٦ ، في النكاح والطلاق وما يعرض في الألفاظ في أبوابها ـ القرء ، مالك ابن الحارث الهذليّ .

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٦٩٧ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

الغريبين ٥ / ١٥١٧ ، ق ر أ ، عجزه .

لَظًىٰ تَلْفَحُ الحِرْباءَ حتّىٰ كأَنَّهُ

أخُو جَرِماتٍ بَزَّ ثَوْبَيهِ شابِحُ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ١٤ ، حديث أبي بكر ، ذو الرمّة .

فَقُل لِلحَوارِّياتِ يَبْكِينَ غَيْرَنا

ولا تَبْكِنا إِلّا الكِلابُ النَوابِحُ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٢ / ١٦ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

الغريبين ٢ / ٥٠٨ ، ح و ر ، أبو خَلْدَة .

ولو رآنِي الشُّعراءُ دَبَّحُوا

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٢ / ٢٧٥ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، العجّاج .

تَفاقَدَ الذّابِحُو عُثْمانَ ضاحِيَةً

أيَّ قَتِيلٍ حَرامٍ ـ ذُبِّحُوا ـ ذَبَحُوا

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٣ / ٩٨ ، حديث الحسن بن أبي الحسن [ البصريّ ] ، أيمن بن خُرَيم .

كأَنَّ خُزَامَىٰ عالِجٍ في ثِيابِها

بُعَيْدَ الكَرَىٰ أو فَأْرُ مِسْكٍ يُذَبَّحُ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٣ / ١١٩٣ ، غريب ما روىٰ الموالي ـ غريب ما روىٰ عتبة بن غزوان ـ الحديث الأوّل ـ ذ ب ح .

يَقُولُ تَرَبَّحْ يَغْمُرِ المالُ أهْلَهُ

كُبَيْشَةُ والتَّقْوَىٰ إلىٰ اللهِ أرْبَحُ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٣ / ١٠٦٩ ، غريب ما روىٰ الموالي ـ غريب ما روىٰ عمّار ـ الحديث الأوّل ـ غ م ر .

شَهِدْتُ بهِ في غارَةٍ مُسْبَطِرَّةٍ

يُطاعِنُ أُولاها فِئام مُصَبِّحُ

۲۱۰

كما ٱنْتَفَجَتْ من الظِباءِ جَدايَةٌ

أشَمّ إِذا ذَكَّرْتُهُ الشَّدَّ أفْيَحُ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٢ / ٣٩٣ ، حديث أنس بن ملك ، المرقش الأصغر يذكر فرساً .

علىٰ حِمْيَرِيّاتٍ كَأَنَّ عُيُونَها

ذِمامُ الرَّكايا أنْكَزَتْها المَواتِحُ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ١ / ٤٢ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ذو الرمّة يصف عيون الإبل وأنّها قد غارت من طول السير .

لأبعد منا سيبك المتمتحُ

= إليك ولكنّا بقربك نبجحُ

يَرُوقُ العُيُونَ النّاظِراتِ كأَنَّهُ

هِرَقْلِيُّ وَزْنٍ أحْمَرُ التِبْرِ راجِحُ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ٥١٧ ، حديث عبد الرحمٰن بن أبي بكر ، كثيّر .

وما الفَقْرُ مِن أرْضِ العَشِيرَةِ ساقَنا

إِلَيكَ ولكِنَّا بِقُرْبِكَ نَبْجَحُ

وأنتَ ٱمْرُؤٌ تُعْطِي الجَزِيلَ وتَنْتَجِي

لأَبْعَدَ منّا سَيْبُكَ المُتَمتّحُ

فإِن تَنْأَ دارٌ يا بنَ مَرْوانَ غَرْبَةٌ

بِحاجَةِ ذي قُرْبَىٰ بِزَنْدِكَ يَقْدَحُ

فيا رُبَّ مَن يُدْنَىٰ ويُحْسَبُ أنَّه

يَوَدُّك والنّائِي أوَدُّ وأنصحُ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٢ / ٣٠١ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . الراعي . قال في هامش نسخة ل : « وجدنا في نسخة أُخرىٰ هذه الأبيات الثلاثة أيضاً . . . » ، الأبيات ٢ ، ٣ ، ٤ .

الغريبين ١ / ١٤٢ ، ب ج ح ، الراعي ، البيت الأوّل .

لها أُذُنٌ حَشْرٌ وذِفْرَىٰ أسِيلَةٌ

وخَدٌّ كَمِرآةِ الغَرِيبَةِ أسْجَحُ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ١ / ٢٨٤ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث الثاني عشر ـ ح ش ر .

فَرُدِّي فُؤادِي أو أثِيبي ثَوابَهُ

فقد يَمْلِكُ المَرْءُ الكَرِيمُ فَيُسْجِحُ

الفائق ٢ / ١٥٧ ، حرف السين ـ السين مع الجيم ، ابن مقبل .

وأطْعُنُ بالقَوْمِ شَطْرَ المُلُو

كِ حتّىٰ إِذا خَفَقَ المُجْدَحُ

۲۱۱

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٣ / ٢٦٠ ، أحاديث عمر بن الخطّاب .

بِحاجَةِ ذي قُرْبَىٰ بِزَنْدِكَ يَقْدَحُ

= إِلَيكَ ولكِنَّا بِقُرْبِكَ نَبْجَحُ

إِذا ٱمْتَنَحَتْهُ من مَعَدٍّ عِصابَةٌ

غَدا رَبُّهُ قَبلَ المُفِيضِينَ يَقْدَحُ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ١ / ٦٢١ ، حديث عمر بن الخطّاب ، ابن مقبل وذكر قدحاً .

تَبَصَّرْتُهُم حتّىٰ إِذا حال دُونَهُم

رُكامٌ وحاد ذُو غَذامِيرَ صَيْدَحُ

الفائق ٣ / ٥٨ ، حرف الغين ـ الغين مع الذال ، أوس .

وإِنّي لأَكْنُو عن قَذُورَ بِغَيْرِها

وأُعْرِبُ أحْياناً بِها فَأُصارِحُ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ١ / ٣٠٣ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

ومَبْنِيَّة تَلْغَىٰ الرُّواةُ بِذِكْرِها

قَضَيْتُ وأجْراها القَرِينُ المُضارِحُ

الفائق ٢ / ٣٦٦ ، حرف الضاد ـ الضاد مع الراء .

إِذا غَيّرَ النَّأْيُ المُحِبِّينَ لم أجِدْ

رَسِيسَ الهَوَىٰ من ذِكرِ مَيّةَ يَبْرَحُ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٤ / ٤٢٧ ، أحاديث إبراهيم النخعي ، ذو الرمّة .

لقد طالَ ما أخْفَيْتُ حُبَّك في الحَشا

وفي القَلْبِ حتّىٰ كادَ في القَلْبِ يَجْرَحُ

قَدِيماً ولم يَعْلَمْ بذلك عالِمٌ

وإِن كان مَوْمُوقاً يَوَدُّ ويَنْصَحُ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٢ / ٨٤٨ ، غريب ما روىٰ الموالي ـ غريب ما روىٰ أُسامة بن زيد ـ أ خ ف ى ، تميم بن أُبيّ [ بن مقبل ] .

قَعَدْتُ له والقَومُ صَرعَىٰ كأَنَّهُمْ

لَدَىٰ العِيسِ والأَكوارِ خُشْبٌ مُطَرَّحُ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ١ / ٤٥٤ ، ألفاظ من أحاديث المولد والمبعث ، جميل بن معمر .

الفائق ١ / ٣٧٠ ، حرف الخاء ـ الخاء مع الشين ، جميل بن معمر .

وباتَ يُغَنِّي في الخَلِيجِ كَأَنَّهُ

كُمَيْتٌ مُدَمًّى ناصِعُ اللَّونِ أقْرَحُ

۲۱۲

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٤١٨ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ابن مقبل .

ولمّا قَضَيْنا مِن مِنًى كُلَّ حاجَةٍ

ومَسَّحَ بِالأَرْكانِ مَن هُوَ ماسِحُ

المجموع المغيث ٣ / ٢٠٦ ، م س ح ، عمر بن أبي ربيعة .

وأسْحَم مَيّال علىٰ جِيدِ ظَبْيَةٍ

دَعاهُ طَلًى أحْوَىٰ بِرَمّانَ راشِحُ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ١ / ٢٨٩ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث الثاني عشر ـ ر ش ح .

به اسْتَوْدَعَتْ أوْلادَها خُذُلُ المَها

مَطافِيلُها والمُشْدِناتُ المَراشِحُ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ١ / ٢٨٩ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث الثاني عشر ـ ر ش ح .

وكرّره ٣ / ٩٧٤ ، غريب ما روىٰ الموالي ـ غريب ما روىٰ ثوبان ـ الحديث الأوّل ـ ز و ى ـ الباب الأوّل من النحو .

تَرَكْتِ بنا لَوْحاً ولو شِئتِ جادَنا

بُعَيْدَ الكَرَىٰ ثَلْجٌ بِكِرمانَ ناصِحُ

الغريبين ٦ / ١٨٤٦ ، ن ص ح ، جرير بن الخطفي ، وفيه : « بنا أزماء أوشيت » .

لو كَلَّمَتْ دَهْماءُ أخْرَسَ كاظِماً

لَبَيَّنَ بِالتَّكْلِيمِ أو كادَ يُفْصِحُ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٣ / ١٢١٤ ، غريب ما روىٰ الموالي ـ غريب ما روىٰ عتبة بن غزوان ـ الحديث الثالث ـ ك ظ م .

يودّك والنائي أودّ وأنصحُ

= إليك ولكنّا بقربك نبجحُ

وإِن كان مَوْمُوقاً يودّ وينصحُ

= وفي القلب حتّىٰ كاد في القلب يجرحُ

فأَضحَىٰ له جِلْبٌ بِأَكنافِ شُرْمَةٍ

أجَشُّ سِماكِيٌّ من الوَبْلِ أفْضَحُ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ١٦٩ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ابن مقبل ، عجزه .

۲۱۳

فاسْتَوْرَدَتْهُمْ سُيُوفُ المُسلِمينَ علىٰ

تَمامِ ظِمْءٍ كما يُسْتَوْرَدُ النَّضَحُ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٢٧٤ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أيمن بن خزيم .

قَطَعْتُ إلىٰ مَعْرُوفِها مُنْكَراتِها

إِذا خَبَّ آلُ الأَمْعَزِ المُتَوَضِّحُ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ٧٣ ، حديث عمر بن الخطّاب ، الفرزدق .

مُؤَلَّلةٌ تَهْوِي جَمِيعاً كما هَوَىٰ

عن النِيقِ فِهْرُ البَصْرَةِ المُتَطَحْطِحُ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ٢٩٩ ، حديث عتبة بن غزوان ، الطرمّاح يصف القطا .

تَرْعَىٰ جَناباً طَيِّباً ثُمَّ تَنْتَحِي

لأَعْيَطَ مِن أقْرابِهِ المِسْكُ يَنْفَحُ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ١ / ٢٩٥ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث الثالث عشر ـ ن ف ح ، تميم بن أُبيّ .

أُناسٌ إِذا قِيلَ ٱنْفِرُوا قد أُتِيتُمُ

أقاموا علىٰ أثقالِهِمْ وتَلَحْلَحُوا

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ١ / ٤١٦ ، ألفاظ من أحاديث المولد والمبعث .

الفائق ٣ / ٣٠٩ ، حرف اللام ـ اللام مع الحاء ، أنشد أبو عمرو لابن مقبل ، وفيه : « بِحيٍّ إِذا قيل اظْعَنُوا قد » .

ولَستُ لأَحْناكِ العَدُوِّ بعدوةٍ

ولا حَمْضَةٍ يَنْتابُها المُتَمَلِّحُ

الفائق ٣ / ٣٢٨ ، حرف اللام ـ اللام مع القاف ، ابن هرمة .

وفِتْيانِ صِدْقٍ قد رَفَعْتُ عَقِيرَتي

لهم مَوْهِناً والزِقُّ رَيّانُ مُجْنِحُ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٣ / ١٠٠٦ ، غريب ما روىٰ الموالي ـ غريب ما روىٰ ثوبان ـ الحديث الثاني ـ عُقْر وعَقَر .

ذكرتُكِ إِذ مَرَّتْ بنا أُمُّ شادِنٍ

أمامَ المَطايا تَشْرَئِبُّ وتَسْنَحُ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٣ / ٢٢٥ ، أحاديث أبي بكر ، ذو الرمّة يذكر امرأة شبّهها بظبية .

وقد أسْهَرَتْ ذا أسْهُمٍ باتَ جاذِلاً

له فَوقَ زُجَّيْ مِرْفَقَيْهِ وَحاوِحُ

۲۱۴

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٣ / ١١٦٧ ، غريب ما روىٰ الموالي ـ غريب ما روىٰ سفينة ـ الحديث الرابع ـ ج ذ ل .

نامَ الخَلِيُّ وبِتُّ اللَّيلَ مُشْتَجِراً

كأَنَّ عَيْنِيَ فيها الصّابُ مَذْبُوحُ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٢ / ١٧١ ، حديث سعد بن أبي وقاص ، أبو ذؤيب .

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٣ / ١١٩٣ ، غريب ما روىٰ الموالي ـ غريب ما روىٰ عتبة بن غزوان ـ الحديث الأوّل ـ ذ ب ح ، أبو ذؤيب .

أخُو بَيَضاتٍ رائحٌ مُتَأَوِّبٌ

رفيقٌ بِمَسْحِ المَنْكِبَيْنِ سَبُوحُ

الفائق ١ / ٥٤ ، حرف الهمزة ـ الهمزة مع اللام ، صدره .

لها قَرِدٌ كَجُثْوِ النَّمْلِ جَعْدٌ

يَغَصُّ بهِ العَراقِي والقُدُوحُ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٤٠٨ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، بشر بن أبي خازم يصف ناقة .

وأكْرِمْ كَرِيماً إِن أتاكَ لِحاجَةٍ

لِعاقِبَةٍ إِنَّ العِضاهَ تُرَوِّحُ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ١٩٥ ، حديث علي بن أبي طالب عليه‌السلام .

لَعَيْناكَ يَومَ البَيْنِ أسْرَعُ واكِفاً

مِن الفَنَنِ المَمْطُورِ وَهْوَ مَرُوحُ

إِذا قُلْت يَفْنَىٰ ماؤُها اليومَ أصْبَحَتْ

غَداً وَهْيَ رَيّا المَأْقِيَيْنِ نَضُوحُ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ١٤٦ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أبو حيّة النميري .

الفائق ٣ / ٣٤١ ، حرف الميم ـ الميم مع الهمزة ، أبو حيّة النميري ، البيت الثاني .

. . . . . . . . . . . . . . . . .

وأضْمَرَ أضغاناً عَلَيَّ كُشُوحُها

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ١ / ٣٤٥ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتفسير غريبه ومعانيه ـ ٥٧ .

غَداً وَهْيَ رَيّا المَأْقِيَيْنِ نَضُوحُ

= مِن الفَنَنِ المَمْطُورِ وَهْوَ مَرُوحُ

۲۱۵

وأمّا الغراب فالغريب المطوّحُ

= عقاب وشحّاجٌ من الطير متيحُ

فكيفَ بِأَطْرافِي إِذا ما شَتَمْتَنِي

وما بَعدَ شَتْمِ الوالِدَيْنِ صُلُوحُ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ١ / ٢٢٦ ، ألفاظ تعرض في أبواب من الفقه مختلفة ـ عصبة الرجل ، أنشد أبو زيد لعون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود .

وطَلْحٌ فَنِيلَتْ والمَطِيُّ طُلُوحُ

= هُدًى وبَيانٌ بِالنَّجاحِ يَلُوحُ

وقالَ صِحابِي هُدْهُدٌ فوقَ بانَةٍ

هُدًى وبَيانٌ بِالنَّجاحِ يَلُوحُ

وقالوا حَماماتٌ فَحُمَّ لِقاؤُها

وطَلْحٌ فَنِيلَتْ والمَطِيُّ طُلُوحُ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ٩٤ ، حديث عمر بن الخطّاب ، الضحّاك العُقَيلي .

ومُسْتَشْحِجاتٍ بالفِراقِ كأَنَّها

مَثاكِيلُ من صُيّابةِ النُّوبِ نُوَّحُ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ

١ / ٣٨٣ ، ألفاظ من أحاديث المولد والمبعث ، ذو الرمّة وذكر الغِربان .

يُحاذِرْنَ مِن أدْفَىٰ إِذا ما هُوَ انْتَحَىٰ

عليهِنَّ لم يَنْجُ الفَرُورُ المُشايِحُ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ١ / ٣٠٩ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتفسير غريبه ومعانيه ـ ٣١ ، ذو الرمّة وذكر حميراً ، وفيه : « تَنْحُ . . . المشائحُ » .

الفائق ٣ / ٣٦٦ ، حرف الميم ـ الميم مع السين ، ذو الرمّة ، وفيه : « الفَرودُ » وهو تحريف .

جَرَىٰ يومَ جِئْنا بالرِكابِ نَزُفُّها

عُقابٌ وشَحّاجٌ من الطَّيرِ مِتْيَحُ

فأَمّا العُقابُ فهي منها عُقُوبَةٌ

وأمّا الغُرابُ فالغَرِيبُ المُطَوَّحُ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٢ / ٥١٥ ـ ٥١٦ ، حديث شريح بن الحارث القاضي .

المجموع المغيث ٢ / ٥٣١ ، ع ي ف ، جران العود ، البيت الأَوّل .

بُغايَةً إِنَّما يَبْغِي الصِّحابَ مِنَ الـ

ـفِتْيانِ في مِثْلِهِ الشُمُّ الأَناجِيحُ

غريب الحديث ـ للحربي ـ

۲۱۶

٢ / ٦٠٧ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث التاسع والأربعون ـ ب غ ى ، أبو ذؤيب .

* يا ليت شِعرِي هل تَمُوتُ الرِيحُ

فَأَسْكُنَ اليَومَ وأسْتَرِيحُ

المجموع المغيث ٣ / ٢٣٥ ، م و ت .

* فَأَسْكُنَ اليومَ وأسْتَرِيحُ

= يا ليت شِعرِي هل تَمُوتُ الرِيحُ

بَدَرْتَ إلىٰ أُولاهُمُ فَوَزَعْتَهُمْ

وشايَحْتَ قبلَ اليومِ إِنّكَ شِيحُ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ١ / ١٣٥ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أبو ذؤيب .

غُرابٌ وظَبْيٌ أعْضَبُ القَرْنِ نادَيا

بِصُرْمٍ وصِرْدانُ العَشِيِّ تَصِيحُ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٧٩ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

المجموع المغيث ٢ / ٢٦٣ ، ص ر د ، عن أبي العبّاس ثعلب .

ومَتْلَفٍ مِثلِ فَرْقِ الرَّأْسِ تَخْلِجُهُ

مطارِبٌ زَقَبٌ أميالُها فِيحُ

الفائق ٢ / ٣٦٠ ، حرف الطاء ـ الطاء مع الراء ، أبو ذؤيب .

أشمّ إِذا ذكّرته الشدَّ أفيحُ

= يطاعن أولاها فئام مصبِّحُ

فَبِينِي علىٰ نَجْمٍ شَخِيسٍ نُجُومُهُ

وأشْأَمُ طَيْرِ الزّاجِرِينَ سَنِيحُها

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٢ / ٥١٧ ، حديث شريح بن الحارث القاضي ، ابن قميئة ، عجزه .

بِأَيدِيهِمُ مَقْرُومَةٌ ومَغَالِقٌ

تَعُودُ بِأَرْزاقِ العِيالِ مَنِيحُها

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ١ / ٦٢٢ ، حديث عمر بن الخطّاب ، ابن قميئة .

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٥٢١ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ابن قميئة ، وفيه : « تَعودُ » .

*      *     *

۲۱۷

الفصل الرابع قافية الحاء المكسورة

لَيسَتْ بِسَنْهاءَ ولا رُجَّبِيّةٍ

ولكن عَرايا في السِنِينِ الجَوائِحِ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ١ / ٢٣١ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، شاعر الأنصار يصف النخل .

وكرّره ٤ / ١٥٤ ، أحاديث الحباب ابن المنذر بن الجموح ، لبعض الأنصار في المرجّب يصف النخل .

كَأْسَاً من الذِيفانِ والذُّباحِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٣ / ١١٩٣ ، غريب ما روىٰ الموالي ـ غريب ما روىٰ عتبة بن غزوان ـ الحديث الأوّل ـ ذ ب ح ، العجّاج .

* هذا مُقام قَدَمي رَباحِ

غُدْوَةَ حتّىٰ دَلَكَتْ بِراحِ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٤ / ٣٧١ ، أحاديث أبي وائل .

المجموع المغيث ١ / ١٤٥ ، ب ر ح .

الفائق ١ / ٤٣٦ ، حرف الدال ـ الدال مع اللام ، وفيه : « ذَبَّبَ حتّىٰ » .

النهاية ١ / ١١٤ ، ب ر ح .

مجمع البحرين ٢ / ٣٤٢ ، ب ر ح ، وفيه : « ذَبَّبَ حتّىٰ » .

* يَخْمِشْنَ حُرَّ أوجُهٍ صِحاحِ

في السُّلُبِ السُّودِ وفي الأَمْساحِ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ١ / ١٩٠ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لبيد يذكر نساءً في مأتم عمّه أبي براء .

الغريبين ٣ / ٩١٥ ، س ل ب ، البيت الثاني ، لبيد ، وفيه : « وفي الأَمساجِ » وهو خطأ طباعيّ .

فَجِئْتُ بِعُطْبَتِي أسْعَىٰ إِليَها

فما خابَ ٱعْتِطابي وٱقْتِداحِي

الفائق ٢ / ٤٤٦ ، حرف العين ـ العين مع الطاء ، ابن هرمة .

* ومدره الكتيبة الرداحِ

= وأبِّنا مُلاعب الرماحِ

۲۱۸

إِنَّ ٱمْرَءاً أمِنَ الحَوادِثَ سالِماً

ورَجا الخُلُودَ كضارِبٍ بِقِداحِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ٢٥٦ ، حديث عبد الله بن مسعود ، عن أبي زيد .

دَلُوكٌ لِلقعُودِ بِمَأْبِضَيْها

ذَرُومُ اللَّيلِ صَنْبَرَةٌ وَذاحِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٣ / ١١٩١ ، غريب ما روىٰ الموالي ـ غريب ما روىٰ عتبة بن غزوان ـ الحديث الأوّل ـ ح ذ ، وفيه : « ذَلولٌ » . و « في كتاب غانم : دَرُومٌ بالدال » .

ألَسْتُم خَيرَ مَن رَكِبَ المَطايا

وأنْدَىٰ العالَمِينَ بُطُونَ راحِ

النهاية ٥ / ١٠٧ ، ن ق ص ، جرير ، صدره .

* غُدْوَةَ حتّىٰ دَلَكَتْ بِراحِ

= هذا مُقامُ قَدَمي رَباحِ

دانٍ مُسِفٍّ فُوَيقَ الأَرْضِ هَيْدَبُهُ

يكادُ يَدْفَعُهُ مَن قام بِالرّاحِ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٤ /

٤٤٨ ، أحاديث عامر الشعبيّ ، عَبيد يذكر سحاباً قد تدلّىٰ حتّىٰ لصق بالأرض أو قرب منها .

فساغَ لِيَ الشَّرابُ وكنتُ قِدْماً

أكادُ أغَصُّ بِالماءِ القَراحِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٢ / ٧١٣ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث السابع والستون ـ س غ .

تُعَلِّلُ وَهْيَ ساغِبَةٌ بَنِيها

بِأَنْفاسٍ من الشَّبِمِ القَراحِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٢ / ٤١١ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث الأحد والعشرون ـ س غ ب .

فأَنتَ من الغَوائلِ حينَ تُرمَىٰ

ومِن ذَمِّ الرِجالِ بِمُنْتزاحِ

الفائق ١ / ٢١ ، حرف الهمزة ـ الهمزة مع التاء ، « بمنتزاح » فقط .

طرق الجدّ غير طرق المِزاحِ

= وصدور القنا بوجه وقاحِ

* في السُّلُبِ السُّودِ وفي الأَمْساحِ

= يَخْمِشْنَ حُرَّ أوجُهٍ صِحاحِ

۲۱۹

فجاؤُونا لهم سُكُرٌ عَلَينا

فأَجلَىٰ اليَومُ والسَّكْرانُ صاحِي

الفائق ١ / ١٦٠ ، حرف الثاء ـ الثاء مع الهمزة ، صدره .

فَثَجَّ أعلاهُ ثمّ ٱرْتَجَّ أسْفَلُهُ

وضاقَ ذَرْعاً بِحَمْلِ الماءِ مُنْصاحِ

المجموع المغيث ٢ / ٢٩٨ ، ص و ح ، عبيد بن الأبرص في صفة السحاب .

الفائق ٢ / ٣١ ، حرف الراء ـ الراء مع الباء ، عبيد بن الأبرص في صفة السحاب .

هُدْلاً مَشافِرُها بُحَّاً حَناجِرُها

تُزْجِي مَرابِيعَها في قَرقَرٍ ضاحِي

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٢ / ٢٤٠ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، عبيد بن الأبرص في صفة الإبل .

لَيالِيَ تَسْتَبِيكَ بذِي غُرُوبٍ

يُشَبَّهُ ظَلْمُهُ خَضِلَ الأَقاحِي

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٢٧٥ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، بشر بن أبي خازم .

الفائق ٢ / ٣٧٩ ، حرف الظاء ـ الظاء مع اللام ، بِشر .

يَتَلَقَّىٰ النَّدَىٰ بِوَجْهٍ صَبِيحٍ

وصُدُورَ القَنا بِوَجْهٍ وَقاحِ

فَبِهذا وذا تَتِمُّ المَعالِي

طُرُقُ الجِدِّ غيرُ طُرْقِ المِزاحِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ١٦٣ ، حديث علي بن أبي طالب عليه‌السلام .

ربَّ عاتٍ أتَوا بهِ في وَثاقٍ

خاضِعٍ أو برَأْسِهِ في مِلاحِ

الفائق ٣ / ٣٨٨ ، حرف الميم ـ الميم مع اللام .

رأيتُ فَضِيلَةَ القُرَشِيّ لمّا

رَأيتُ الخَيْلَ تُشْجَرُ بِالرِماحِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ١٩٨ ، حديث علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، أبو صخر الهذلي .

الفائق ٤ / ٤٨ ، حرف الواو ـ الواو مع الحاء ، الهذليّ ، عجزه .

* وأبِّنا مُلاعِبَ الرِماحِ

ومِدْرَهَ الكَتِيبَةِ الرَّداحِ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٢ /

۲۲۰

٣٠٥ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لبيد .

الغريبين ٣ / ٧٣٢ ، ر د ح ، البيت الثاني .

* ولا إلىٰ السماح من طماحِ

= فما إلىٰ نجران من رواحِ

ونَحنُ علىٰ جَوانِبِها قُعُودٌ

نَغُضُّ الطَّرْفَ كالإِبِلِ القِماحِ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٢ / ٣٠٤ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، بشر بن أبي خازم يذكر سفينة كان فيها .

ورَنَّقَت المَنِيَّةُ فَهْيَ ظِلٌّ

علىٰ الأَبْطالِ دانِيَةُ الجَناحِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٧٠٨ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أبو صخر الهذليّ .

المجموع المغيث ٢ / ٣٨٧ ، ظ ل ل .

الفائق ٢ / ٢٣ ، حرف الراء ـ الراء مع الجيم ، في بيت الحماسة .

ما هَيَّجَ الشَّوْقُ من آثارِ أطْلالِ

أضْحَتْ كَمِثْلِ الوَحْيِ من واحِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٣ /

١٢ ، حديث علقمة بن قيس .

لِقَدَرٍ كانَ وَحاهُ الواحِي

المجموع المغيث ٣ / ٣٩٤ ، و ح ى .

* فما إلىٰ نَجْرانَ من رَواحِ

ولا إلىٰ السَّماحِ من طِماحِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٢ / ٣٩٢ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث التاسع عشر ـ ط م ح .

فما شَجَراتُ عِيصِكَ في قُرَيشٍ

بِعَشّاتِ الفُرُوعِ ولا ضَواحِي

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٢ / ٥٧٣ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث الخامس والأربعون ـ س م ك .

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٢٤٤ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، جرير .

شايَحْنَ مِنهُ أيَّما شِياحِ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ١ / ١٣٤ ، حديث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

۲۲۱

يَحْكِي سُعالَ الشَّرِقِ الأَبَحِّ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ١٦٠ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

كوم الهجان وكل طرف سابحِ

= قبراً بمرو علىٰ الطريق الواضحِ

كَلَوْنِ الغَرِيِّ الفَرْدِ أجْسَدَ رَأْسَهُ

عَتائِرُ مَظْلُومِ الهَدِيِّ المُذَبَّحِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ١ / ٢٠٩ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث السادس ـ ع ت ر .

رَمَىٰ الله في عَيْنَي بُثَيْنَةَ بِالقَذَىٰ

وفي الغُرِّ من أنْيابِها بِالقوادِحِ

رَمَتْنِي بِسَهْمٍ رِيْشُهُ الكُحْلُ لَم يُصِبْ

ظَواهِرَ جِلْدي وَهْوَ في القلبِ جارِحِي

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٢ / ٧٥٦ ، غريب ما روىٰ الموالي ـ حديث زيد بن حارثة ـ و ر ى ، جميل ، البيت الأوّل .

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ٣٢٤ ، حديث سعد بن عبادة ، جميل .

الغريبين ١ / ٢٥٢ ، ث ر ب ، البيت

الأوّل .

ظَواهِرَ جِلْدي وَهْوَ في القلبِ جارِحِي

= وفي الغُرِّ من أنْيابِها بِالقوادِحِ

* إلىٰ إِناء كالمجنّ الرحرحِ

= يعدو بدلو ورشاء مصلحِ

كأَنّ المَطايا لَيْلَةَ الخِمْسِ عُلِّقَتْ

بِوَثّابَةٍ تَنْضُو الرَّواسِمَ شَحْشَحِ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٣ / ٤٤١ ، أحاديث علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، الطرمّاح الطائيّ .

فيا صُبْحُ كَمِّشْ غُبَّرَ اللّيلِ مُصعِدَاً

بِبَمٍّ ونَبِّهْ ذا العِفاءِ المُوَشّحِ

المجازات النبوية : ٣٤١ ح ٢٦٤ ، الطرمّاح بن حكيم .

فَبَلِّغْ بني سَعْدِ بنِ بَكرٍ مُلِظَّةً

رَسُولَ ٱمرئٍ بادِي المودَّةِ ناصِحِ

الفائق ٣ / ٣١٧ ، حرف اللام ـ اللام مع الظاء ، أبو وجزة .

إِنَّ السَّماحَةَ والمَرُوءَةَ ضُمِّنا

قَبرَاً بِمَرْوَ علىٰ الطّرِيقِ الواضِحِ

۲۲۲

فإِذا مَرَرْتَ بِقَبْرِه فاعْقِرْ بِهِ

كُومَ الهِجانِ وكُلَّ طِرفٍ سابحِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٣ / ٩٩٩ ، غريب ما روىٰ الموالي ـ غريب ما روىٰ ثوبان ـ عُقْر وعَقَر ، الصَّلَتان ، البيت الثاني ، وفيه : « وإذا » .

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٣٦٩ ـ ٣٧٠ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، زياد الأعجم يرثي المغيرة بن المهلّب .

إِنِّي من القَوْمِ الّذينّ عَلِمْتُمُ

إِذا أوْلَمُوا لم يُولِمُوا بِالأَنافِحِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ١ / ٣٢٤ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث السادس عشر ـ ل مّ ، الشمّاخ .

. . . . . . . . . . . . . .

كَغِرْبانِ الكُرومِ الدَّوالِحِ

المجموع المغيث ٢ / ٥٤٨ ، غ ر ب ، الكميت ، وفيه : « الدوالجِ » .

الفائق ٣ / ٣٦٠ ، حرف الميم ـ الميم مع الراء ، وفيه : « الدوالجِ » .

النهاية ٣ / ٣٥٢ ، غ ر ب ، الكميت .

* يَعْدُو بِدَلْوٍ ورِشاءٍ مُصْلَحِ

إلىٰ إِزاءٍ كالمِجَنِّ الرَّحْرَحِ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ١ / ٣٨١ ، ألفاظ من أحاديث المولد والمبعث ، وأنشدني عبد الرحمٰن [ ابن أخي الأصمعيّ ] عن عمّه [ الأصمعيّ ] للأغلب الراجز يذكر ساقياً ، وفيه : « إلىٰ إِناءٍ » .

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٨٣ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، الأغلب العجلي ، وفيه : « مصلحْ . . . الرحرحْ » .

أُحاذِرُ يا صَمْصامُ إِنْ مِتُّ أن يَلِي

تُراثِي وإِيّاكَ ٱمْرُؤٌ غَيرُ مُصْلِحِ

إِذا جِئْتَها تَبْكِي بَكَتْ وتَذَكَّرَتْ

مع الشَّجْوِ صَوْلاتِ ٱمْرِئٍ غَيرِ زُمَّحِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٢ / ٤٧٩ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث الاثنان والثلاثون ـ ز م ح ، الطرمّاح يقول لابنه صمصامة يخوّفه أن يزوّج أُمّه بعدَه .

عَشِيَّةَ رُحْنا سائِرينَ وزادُنا

بَقِيَّةُ لَحْمٍ مِن جَزُورٍ مُمَلَّحِ

۲۲۳

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٥٧٢ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، عروة [ بن الورد ] .

يُمَشِّي بها ذَبُّ الرِيادِ كأَنّه

فَتًى فارسيٌّ في سَراوِيلِ رامِحِ

المجموع المغيث ٢ / ٨٢ ، س ر و ل .

الفائق ١ / ٣٦٥ ، حرف الخاء ـ الخاء مع الراء ، قال يصف ثوراً .

فإن تَقْصُدِي فالقَصْدُ مِنِّي تَحِيَّةٌ

وإِن تَجْمَحِي تَلْقَي لِجامَ الجَوامِحِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٣ / ٩٠٦ ، غريب ما روىٰ الموالي ـ غريب ما روىٰ أُسامة بن زيد ـ الحديث السادس ، ج م ع ، جرير .

مع الشَّجْو صولات ٱمرئٍ غير زُمَّحِ

= تراثي وإِياك ٱمرؤ غير مصلحِ

لِأَخْفافِها بِاللَّيلِ وَقْشٌ كأَنَّهُ

علىٰ الأَرْضِ تَرْشافُ الظِباءِ السَّوانِحِ

الفائق ٤ / ٧٤ ، حرف الواو ـ الواو مع القاف .

وناصِرُكَ الأَدْنَىٰ عليهِ ظَعِينَةٌ

تَمِيدُ إِذا ٱسْتَعْبَرْتَ مَيْدَ المُرَنَّحِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٢ / ٤٤٩ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث السادس والعشرون ـ ر ن ح .

وكرّره ٣ / ١١٣٥ ، غريب ما روىٰ الموالي ـ غريب ما روىٰ سفينة ـ الحديث الثاني ـ م د .

* جَرَىٰ ٱبنُ لَيلَىٰ جِرْيَةَ السَّبُوحِ

جِرْيَةَ لا كابٍ ولا أنُوحِ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٢ / ٤٩ ، حديث عمر بن الخطّاب .

* جِرْيَةَ لا كابٍ ولا أنُوحِ

=جَرَىٰ ٱبنُ لَيلَىٰ جِرْيَةَ السَّبُوحِ

لو كُنتَ عَيراً كنتَ عَيْرَ مَذَلَّةٍ

ولو كُنتَ كِسْراً كُنتَ كِسْرَ قَبِيحِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ٥٨٠ ، حديث عائشة .

وقَوْلِي كُلَّما جَشَأَتْ وجاشَتْ

مَكانَكِ تُحْمَدِي أو تَسْتَرِيحي

۲۲۴

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ٥١٥ ، حديث البراء بن مالك أخي أنس ، عمرو بن الإطنابة .

المجموع المغيث ١ / ٣٨٤ ، ج ي ش ، عمرو بن الإطنابة .

* عوجاء من تتابع التطريحِ

= قلت لعنس قد ونت طليحِ

* قَطَعَها بِنَفَسٍ مُرِيحِ

عَطْفَ المُعَلَّىٰ صُكَّ بالمَنِيحِ

غريب الحديث ـ لابن سلام ـ ٣ / ٤٧١ ، أحاديث عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، العجّاج يذكر فرساً سبق خيلاً .

وإِقْدامِي علىٰ المَكْرُوهِ نَفْسِي

وضَرْبِي هامَةَ البَطَلِ المُشِيحِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٦٢٦ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، عمرو بن الإطنابة ، عجزه .

سَلِ الدارَ من جَنْبَي حِبَرٍّ فَواهِبٍ

إلىٰ ما رَأىٰ هَضْبُ القَلِيبِ المُضَيَّحِ

المجازات النبويّة : ٢٦٦ ح ٢٠٧ .

لئن مَرَّ في كِرْمانَ لَيلِي فَرُبَّما

حَلَا بينَ تَلَّيْ بابِلٍ فالمُضَيَّحِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ١ / ٩٢ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث الثاني ـ م ر ، الطرمّاح .

إِذا تَكَأْكَأْنَ علىٰ النَّضِيحِ

المجموع المغيث ٣ / ٤ ، ك أ ك أ .

الفائق ٣ / ٢٤١ ، حرف الكاف ـ الكاف مع الهمزة .

* قُلْتُ لِعَنْسٍ قد وَنَتْ طَلِيحِ

عَوْجاءَ من تَتابُع التَّطْرِيحِ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٢ / ٦٣٢ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث الواحد والخمسون ـ ط ل ح .

* عَطْفَ المُعَلَّىٰ صُكَّ بالمنيحِ

= قَطَعَها بِنَفَسٍ مُرِيحِ

*      *     *

۲۲۵

الباب السابع قافية الخاء

الفصل الأوّل قافية الخاء المفتوحة

أمْسَىٰ حَبِيبٌ كالفَرِيجِ رائِخا

الفائق ٣ / ٩٦ ، حرف الفاء ـ الفاء مع الراء ، أنشد ابن الأعرابيّ .

لا خيرَ في الشَّيخِ إِذا ما جَخَّىٰ

الفائق ١ / ١٩١ ، حرف الجيم ـ الجيم مع الخاء .

وكرّره ٢ / ٤١٨ ، حرف العين ـ العين مع الراء .

* تحت رواق البيت يغشى الدُّخّا

= وسال غرب عينه فلخّا

* أفْلَحَ مَن كانت لهُ مِزَخَّهْ

يَزُخُّها ثمّ ينامُ الفَخَّهْ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٢ / ١٤٠ ، حديث أمير المؤمنين عليّ بن

أبي طالب عليه‌السلام ، كان من مزح عليّ أن يقول .

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ١٧٨ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، عليّ بن أبي طالب كان يقول ، وفيه : « طوبىٰ لمَن كانت » .

الغريبين ٣ / ٨١٧ ، ز خ خ ، عليّ .

وكرّر البيتين ٥ / ١٤١٩ ، ف خ خ .

الفائق ٢ / ١٠٧ ، حرف الزاي ـ الزاي مع الخاء ، عليّ عليه‌السلام .

غريب الحديث ـ لابن الجوزي ـ ١ / ٤٣٣ ، كتاب الزاي ـ باب الزاي مع الخاء ، عليّ عليه‌السلام .

النهاية ٢ / ٢٩٩ ، ز خ خ ، عليّ .

وكرّر البيتين ٣ / ٤١٨ ، ف خ خ ، عليّ .

۲۲۶

* لما تمطّىٰ بالفَريِّ المفخضَهْ

= كأنّما أصاب ظهري زلّخَهْ

* يَزُخُّها ثمّ ينامُ الفَخَّهْ

= أفْلَحَ مَن كانت لهُ مِزَخَّهْ

وعاد وَصلُ الغانِياتِ كَخّا

الفائق ٣ / ٢٤٨ ، حرف الكاف ـ الكاف مع الخاء ، أنشد أبو عمرو .

* وسالَ غَرْبُ عَيْنِهِ فَلَخّا

تَحْتَ رِواقِ البيتِ يَغشى الدُّخّا

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٦٣٥ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

المجموع المغيث ١ / ٦٤٥ ، د خ خ ، البيت الثاني ، وفيه : « عند رواق » .

الفائق ١ / ٤٢٠ ، حرف الدال ـ الدال مع الخاء ، البيت الثاني ، وفيه : « عند رواق » .

* كأَنَّما أصاب ظَهْرِي زُلَّخَهْ

لمّا تَمَطَّىٰ بِالفَرِيِّ المِفْخَضَهْ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٣٠٨ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، البيت الأوّل .

الغريبين ٣ / ٨٢٦ ، ز ل خ ، وفيه : « زُلّخا » ، البيت الأوّل .

الفائق ٢ / ١٢٠ ، حرف الزاي ـ الزاي مع اللام ، وفيه : « كأنّ ظهري أخذته » .

* لم يدع النخّ لهن مخّا

= لا تَضْرِبا ضرباً ونخّا نخّا

* لا تَضْـِربا ضَرْباً ونُخّا نُخّا

= لم يَدَع النَّخُّ لهنَّ مُخّا

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ٢ / ١٧٧ ، حديث عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، راجز سرق إبلاً .

الفائق ٢ / ١٠٧ ، حرف الزاي ـ الزاي مع الخاء .

*      *     *

۲۲۷

الفصل الثاني قافية الخاء المفتوحة

أرىٰ فِتْنَةً هاجَتْ وباضَتْ وفَرَّخَتْ

ولو تُرِكَتْ طارَتْ إليكَ فِراخُها

المجموع المغيث ٢ / ٦٠٤ ، ف ر خ .

الفائق ٣ / ١١٠ ، حرف الفاء ـ الفاء مع الراء .

* تاللهِ لولا أن تَحُشَّ الطُّبَّخُ

بِيَ الجَحِيمَ حينَ لا مُسْتَصْرَخُ

لَعَلِمَ الجُهّالُ أنِّي مِفْنَخُ

غريب الحديث ـ لابن قتيبة ـ ٢ / ٤٨٢ ، حديث أُمّ المؤمنين عائشة ، العجّاج .

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٢٦٢ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، العجّاج ، البيت الثالث .

المجموع المغيث ٢ / ٦٤٢ ، ف ن خ ، العجّاج ، البيت الثالث .

* أشمّ بذّاخ نمتني البذّخُ

= إذا ٱزدهاهم يوم هيجا أكمخوا

* بِيَ الجَحِيمَ حينَ لا مُسْتَصْرَخُ

= تاللهِ لولا أن تَحُشَّ الطُّبَّخُ

وأُمُّ مَثْوايَ لُباخِيَّةٌ

وعِندَها المُرِّيُّ والكامَخُ

المجموع المغيث ٢ / ١٩٩ ، م ر ر .

* إِذا ٱزْدَهاهُمْ يَومُ هَيجا أكْمَخُوا

أشَمُّ بَذّاخٌ نَمَتْنِي البُذَّخُ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ٢ / ٤٨٧ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث الثالث والثلاثون ـ ك م هـ .

* لَعَلِمَ الجُهّالُ أنِّي مِفْنَخُ

= تاللهِ لولا أن تَحُشَّ الطُّبَّخُ

* قاع وإِن يترك فشول دوَّخُ

= لفحلنا إِن سرّه التنوّخُ

۲۲۸

* لِفَحْلِنا إِن سَرَّهُ التَّنَوُّخُ

قاعَ وإِن يُتْرَكْ فَشَوْلٌ دُوَّخُ

غريب الحديث ـ للحربي ـ ١ / ٦٠ ، غريب حديث عبد الله بن عبّاس ـ الحديث الأوّل ـ ق ع .

*      *     *

۲۲۹

الفصل الثالث قافية الخاء المكسورة

* كأَنّ ملءَ القلب والفتاخِ

= أسقىٰ ديار خرّد بلاخِ

* منها برخص عنقر النقاخِ

= أسقىٰ ديار خرّد بلاخِ

* أسْقَىٰ دِيارَ خُرَّدٍ بِلاخِ

مِن كلِّ هَيْفاءِ الحَشا دِلاخِ

كأَنَّ مِلْءَ القُلْبِ والفِتاخِ

مِنها بِرَخْصٍ عُنْقُرُ النُّقاخِ

غريب الحديث ـ للحـربي ـ ٣ / ١٠٤٧ ، غريب ما روىٰ الموالي ـ غريب ما روىٰ ثوبان ـ الحديث الرابع ـ ف ت خ .

* من كل هيفاء الحشا دلاخِ

= أسقىٰ ديار خرّد بلاخِ

تمطّت فحطّت بين أرجاء سربخِ

= بلبّاتها مدبوغة لم تُمرّخِ

غَدَتْ في رَعِيلٍ ذِي أداوَىٰ مَنُوطَةٍ

بِلَبّاتِها مَدْبُوغَةٍ لم تُمَرَّخِ

إِذا سَرْبَخٌ غَطَّتْ مَجالَ سَرابِهِ

تَمَطَّتْ فَحَطَّتْ بينَ أرْجاءِ سَرْبَخِ

غريب الحديث ـ للخطّابي ـ ١ / ٦٤٠ ، تفسير غريب حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنشد الأصمعي لشاعر يصف القطا .

*      *     *

۲۳۰

فهرس مخلوطات مكتبة أمير المؤمنين العامّة النجف الأشرف (١٧)

السيّد عبد العزيز الطباطبائي قدس‌سره

(٩٣٢) ساقى نامه

فارسي ، أوّله :

الا اى دل مانده از كار وزار

بمستى وديوانگى سر برآر

وآخره :

درود فراخور بحال نبى

ز من بر نبى باد وآل نبى

كه شد نظم اين گوهر آبدار

ز تاريخ هجرت شد ستى هزار

نسخة ضمن مجموعة بخطّ فارسي جميل ، تاريخ المجموعة سنة ١١١٣ ، رقم ١٤٦٨ .

(٩٣٣) السامي في الأسامي

فارسي .

للميداني ، [ العلّامة أبي الفضل أحمد بن محمّد بن أحمد بن إبراهيم

۲۳۱

الميداني النيسابوري ، والميداني نسبة إلىٰ « ميدان زياد » ، محلّة في نيسابور ، الكاتب اللغوي ، تلميذ الواحدي المفسّر ، توفّي سنة ٥١٨ هـ .

والكتاب قاموس من الكلمات العربية إلىٰ الفارسية ، في أربعة أقسام علىٰ الترتيب الموضوعي ، فرغ من تأليفه في ١٤ رمضان سنة ٤٩٧ هـ . انظر : الذريعة ٢٢ / ٤١٠ رقم ٧٦٥٤ ] .

نسخة بخطّ نسخ معرب ، كتبها السيّد كمال الحسيني النيشابوري ، وفرغ منها في ١٥ جمادىٰ الآخرة سنة ١٠٥٨ ، في ٢١٢ ورقة ، تسلسل ٤٣٨ .

(٩٣٤) سبب إجابة الدعاء ، وكيفية الزيارة

للشيخ الرئيس أبي علي الحسين بن سينا ، المتوفّىٰ سنة ٤٢٨ .

أجاب به عن سؤال الشيخ أبي سعيد أبي الخير ، المتوفّىٰ سنة ٤٤٠ .

أوّله : « سلام الله وبركاته وتحياته علىٰ أفضل المتأخّرين . . . عن سبب إجابة الدعاء ، وكيفية الزيارة وحقيقتها . . . » .

وهذه إحدىٰ المسائل الخمسة التي سأل عنها الشيخ أبو سعيد ، وفي هذه المجموعة جواب مسألة أُخرىٰ أيضاً من مسائله ، تقدّمت في حرف « الجيم » بعنوان : الجواب .

وأمّا سبب إجابة الدعاء هذا فقد ذكره المهدوي في فهرس مصنّفات ابن سينا ص ٦ ، وذكر إنّه مطبوع في ليدن سنة ١٨٩٤ ، وبالقاهرة في مجموعة جامع البدائع ، وذكر له ترجمة إلىٰ الفارسية وأُخرىٰ إلىٰ الفرنسية وذكر إنّ لرشيد الدين فضل الله أيضاً رسالة في هذا الموضوع .

۲۳۲

[ وٱنظر : الذريعة ٥ / ١٧٣ رقم ٧٥٢ ] .

نسخة ضمن مجموعة فلسفية من رسائل ابن سينا وغيره ، كتبت في القرن الحادي عشر ، برقم ٥٩٧ .

(٩٣٥) سبب المنامات الصادقة والكاذبة والقوىٰ النفسانية

الظاهر إنّها للمحقّق الطوسي نصير الدين محمّد بن محمّد ، المتوفّىٰ سنة ٦٧٢ ، أو لابن سينا ، أو للفارابي .

أوّله : « اعلم أنّ للإنسان قوىٰ خمسة باطنة ، منها : المتخيّلة » .

نسخة ضمن مجموعة من الرسائل الفلسفية ، مكتوبة في القرن الحادي عشر ، رقم ٥٥٨ .

(٩٣٦) سبحة الأبرار

فارسي ، مثنوي ، عرفاني أخلاقي .

من نظم : مولانا جامي ، نور الدين عبد الرحمٰن الجامي ، المولود سنة ٨١٧ ، والمتوفّىٰ سنة ٨٩٨ . .

من أكبر أعلام القرن التاسع وأشهر من أن يُعرّف ، ترجم له جمع كثير ، وأفرد الأُستاذ علي أصغر حكمت ـ المعاصر ـ كتاباً خاصّاً حافلاً في حياة جامي ، ووصف كتابه سبحة الأبرار ص ١٩٥ ؛ قال : نظمه سنة ٨٨٧ .

[ وهو ثاني المثنويات السبعة للمؤلّف ، الموسومة : « هفت اورنگ » . الذريعة ١٢ / ٢١٣ رقم ١٤٠٥ ] .

۲۳۳

نسخة قيّمة ، كتابة القرن العاشر ، مجدولة بالذهب ، ٥٤ ورقة ، ٨ / ١٥ × ٨ / ٢٣ ، منضمّة إلىٰ تحفة الأحرار ، له أيضاً ، تسلسل ١٣٦١ .

نسخة كتابة القرن الثاني عشر ، بخطّ فارسي جيّد ، ناقصة الأوّل ، ٨٠ ورقة ، رقم ١٣٦٠ .

(٩٣٧) سبيل الرشاد « الفقه الاستدلالي »

تأليف : العلّامة الفقيه الشيخ ميرزا أبو القاسم بن محمّد تقي الغروي الأُردوبادي ، المتوفّىٰ ٥ شعبان سنة ١٣٣٣ .

له مؤلّفات جليلة في الفقه والأُصولين والردود علىٰ الشبهات ، وكلّها بخطّ يده موجودة في مكتبتنا ، أهداها ورثته جزاهم الله خيراً ، منها هذا الكتاب المبسوط ، عدّة مجلّدات ضخام ، في أبواب الفقه من العبادات والمعاملات ، من الطهارة إلىٰ الميراث بأدلّتها التفصيلية .

سمّاه المصنّف عند أواخر تأليفه له باسم : سبيل الرشاد ؛ نصّ علىٰ ذلك في كتاب الإرث منه ، الموجود بخطّه ، قال فيه : « وبعد ، فهذا مختصر في الإرث من أجزاء كتاب سبيل الرشاد . . . » . .

وبما أنّ شيخنا ـ دام ظلّه ـ لم يعثر علىٰ اسم له في أوّله ذكَره في الذريعة [ ١٦ / ٢٨٢ رقم ١٢٢٠ ] باسم : « الفقه الاستدلالي » منتزعاً اسماً له من واقعه ، وفاته ذِكْره في حرف السين .

كما إنّ هناك خبط من الناسخ في حرف الفاء ؛ فقد ذكر أنّ اسم هذا الكتاب : بحر الحقائق ، وأنّه موجود في الحسينية ، وهذا خطأ من الناسخ ؛

۲۳۴

بل بحر الحقائق اسم لـ : « الفقه الاستدلالي » للشيخ عبد الصمد الهمداني .

كتاب الطهارة :

في مجلّد ضخم ، من أوّله إلىٰ آخر الأواني ، وهو آخر كتاب الطهارة ، فرغ منه يوم الخميس ١١ محرّم سنة ١٣٠٣ . .

أوّله : « الحمد لله الذي أنزل علىٰ عبده الكتاب . . . وبعد ، كتاب الطهارة ، وهو مرتّب علىٰ أبواب أربعة : الأوّل : في المياه . . . » .

نسخة الأصل بخطّ يد المصنّف ، وبآخرها فائدة : في طرق رواية المؤلّف ومشايخه في الحديث ، بخطّه أيضاً ، وبأوّله تاريخ ولادة المؤلّف سجّلها بخطّه ، وهو جمادىٰ الأُولىٰ سنة ١٢٧٤ . .

وكتب بأوّله بخطّه : « إنّ الحكومة العثمانية أصدرت أمراً في سنة ١٣١٦ بعمارة الصحن العلوي في النجف الأشرف وتجديد رخام البلاط المفروش ، فظهر في الجهة الشمالية ما بين باب الطوسي وبين الإيوان تحت الأرض في السرداب غرفاً مبنية عامرة ، مزيّنة بأحسن أنواع القاشاني ، وعثروا علىٰ ألواح قبور من القرن التاسع والعاشر ، أكثرها من أُسر الملوك ، فسُجّل ما عُثر عليه من نصوص الألواح وتواريخها » .

وٱعلم أنّ للمؤلّف ـ غير فقهه الفارسي الذي سمّاه : منهج السداد ـ ثلاثة كتب في مباحث الطهارة : أحدها هذا ، وثانيها أبسط من هذا في مجلّدين ضخمين سجّلناه باسم : كتاب الطهارة [ يأتي في حرف الكاف ] ، وثالثها في مجلّد سمّاه : ملخّص الأحكام ؛ يأتي في حرف الميم .

رقم ١٨٧٤ .

۲۳۵

كتاب الصلاة :

من أوّل مباحث الصلاة إلىٰ آخرها وهو صلاة المسافر ، وٱنتهىٰ إلىٰ أماكن التخيير . .

أوّله : « لك الحمد يا مَن خلق الأرض والسماوات . . . » .

نسخة الأصل بخطّ المؤلّف ، ٣٢٨ ورقة ، رقم ١٨٧٥ .

كتاب الزكاة والخُمس والصوم والحجّ والمزار :

كتاب الزكاة ، إلىٰ ص ٢٠٣ ، وأوّله : « الحمد لله الذي خلق فهدىٰ ، والصلاة والسلام علىٰ عروته الوثقىٰ . . . » .

ثمّ كتاب الخمس ، إلىٰ ص ٢٨٠ ، وأوّله : « الحمد لله الحكيم في فعاله ، المتعالي في عزّه وجلاله » .

ثمّ كتاب الصوم ، يبدأ من ص ٢٨٢ إلىٰ ص ٤٤٠ .

ثمّ كتاب الحجّ ، يبدأ من ص ٤٤٢ ، وأوّله : « الحمد لله ربّ العالمين . . . كتاب الحجّ . الحجّ : إتيان بيت الله . . . » . . وهو إلىٰ آخر كتاب المزار إلىٰ ص ٧١٢ ، وهو آخر هذا المجلّد .

رقم ١٨٧٦ .

كتاب الجهاد وكتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :

ينتهي الجهاد بـ ص ١٥٥ ، وبه يبتدئ كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلىٰ آخر هذا المجلّد وهو ص ١٦٨ ، ولم يتمّه المؤلّف .

نسخة الأصل بخطّ يد المؤلّف ، رقم ١٨٨٥ .

۲۳۶

كتاب المتاجر :

أوّله : « الحمد لله الذي هدانا بخير دليل إلىٰ خير دين . . . » .

نسخة الأصل بخطّ المؤلّف ، ١١٨ ورقة ، رقم ١٨٨٠ .

كتاب الصيد والذباحة :

أوّله : « الحمد لله خالق البرايا بقدرته ، واهب العطايا بفضل رحمته . . . » .

نسخة الأصل بخطّ المؤلّف ، ولم يكمله ، ٨٢ ورقة ، رقم ١٨٨٢ .

كتاب المزارعة :

أوّله : « الحمد لله ربّ العالمين . . . قالوا : المزارعة معاملة . . . » .

نسخة الأصل في مجموعة من مؤلّفاته كلّها بخطّه ، ويبدأ هذا بالورقة ٢٥ أ ، وهذا الكتاب لم يتمّه المؤلّف بل كتب منه خمسة أوراق فقط ، رقم المجموعة ١٨٧٩ .

كتاب الإرث وكتاب القضاء :

أوّل كتاب الإرث « الحمد لله الواحد الأحد الصمد . . . وبعد ، فهذا مختصر في الإرث من أجزاء كتاب سبيل الرشاد ، وفيه : مقدّمات ومقاصد ولواحق ، والمقدّمات أربع . . . » .

وبعده كتاب القضاء ، وأوّله : « كتاب القضاء وهو بالمد ، وقد يقصر ، لمعان عشرة ذكرها الصدوق في التوحيد . . . » .

۲۳۷

نسخة الأصل بخطّ المؤلّف ، ٥٥ ورقة ، رقم ١٨٧٨ . .

كتاب الميراث بخطّه أيضاً ، من أوّله إلىٰ الورقة ١٥ ب ، والقضاء يبدأ من الورقة ١٦ أ .

(٩٣٨) سبيل النجاة

فارسي .

للسيّد محمّد حسين الشهرستاني الحائري ، المتوفّىٰ سنة ١٣١٥ .

في الردّ علىٰ طريق الحياة الذي نشره الپادري المسيحي في الهند في التبشير بالنصرانية ، فرغ منه في شوّال سنة ١٣٠١ .

نسخة بخطّ نسخ جيّد ، مع كتابه الآخر ترياق فاروق ، الذي هو في الردّ علىٰ الشيخية [ المذكور برقم ٣٢١ ] ، تاريخ كتابتها سنة ١٣٠٤ ، رقم ١٩٢٧ .

(٩٣٩) سخنان حكمت آموز

فارسي .

هي قصار كلمات الحكماء وأقوال قادة الفكر ، وأكثره بل كلّه مترجم عن كلام الأجانب من فلاسفة الغرب .

نسخة بآخر كتاب نتيجة النتائج في أُصول الفقه ، رقم ٢١٦٣ .

۲۳۸

(٩٤٠) سراج الطبيب

فارسي .

تأليف : الطبيب النطاسي ميرزا حسن بن رضا الشيرواني .

أورد فيه من مجرّبات أُستاذه ميرزا محمّد الأحمد آبادي ، وقد أطراه كثيراً ، وهو معجم في العقاقير والمعاجين والأدوية المركّبة .

نسخة بخطّ فارسي جيّد ، كتبها عبد الصمد الطبيب ابن الحاج عابدين الطبيب ابن حكيم آقاسي ابن آبا سميع الطبيب ، وفرغ منها في ٢٩ صفر سنة ١٢٦١ ، وملء هوامشها وأوراق طرفيها فوائد طبّية ، ٣٤ ورقة ، رقم ٤٧١ .

(٩٤١) سرگذشت مادموازل دمنت پانسيه

فارسي .

ترجمه من الفرنسية إلىٰ الفارسية : محمّد حسن خان اعتماد السلطنة ، وطبع في إيران سنة ١٣١٢ .

نسخة أربعة أجزاء في مجلّد بخطّ الخطّاط علي بن إسماعيل الأصفهاني ، كتبها بخطّ فارسي جيّد جميل ، فرغ منها في شوّال سنة ١٣١٤ ، وكذلك بخطّ حسن الأنصاري وفتح الله ، كتب كلّ منهم جزءاً منها بأمر ظل السلطان ابن ناصر الدين شاه ، والمجموع ٤٣٢ ورقة ، رقم ١٢٧٩ .

۲۳۹

(٩٤٢) سرمايه ايمان

فارسي ، في الكلام .

للحكيم المحقّق عبد الرزّاق بن علي بن الحسين اللاهيجي القمّي ، الملقّب بـ : « الفياض » ، تلميذ المولىٰ صدر الدين الشيرازي وصهره .

رتّبه علىٰ : مقدّمة في الاصطلاحات المنطقية ، وخمسة أبواب في أُصول الدين الخمسة ، وهو مختصر كتابه الآخر الكبير گوهر مراد ، وكلاهما فارسيان مطبوعان ، فرغ منه المؤلّف في العشر الأوّل من شهر رمضان سنة ١٠٥٧ كما في نسختنا ، وذكر شيخنا في حرف السين [ الذريعة ١٢ / ١٧٢ رقم ١١٤٧ ] أنّه توفّي سنة ١٠٥١ .

نسخة بخطّ علي ميرزا بن علي خان ، فرغ منها في ٥ شهر رمضان سنة ١٢٤٧ ، بخطّ نسخ جميل ، أهداها معصوم علي بن رحمت علي العارف النعمت اللّهي إلىٰ مكتبة مخبر الملك الشخصية في ذي القعدة سنة ١٣١٣ ، وفي آخرها : « قد تمّت مقابلته في هذه الليلة ، وهي غرّة ذي الحجّة سنة ١٢٤٧ » ؛ فهي مقابلة ومصحّحة ، ونقل في الآخر صورة خطّ المصنّف ممّا يظهر أنّها مقابلة علىٰ نسخة الأصل بخطّ المصنّف ، ٨٩ ورقة ، رقم ١٦٧٠ .

نسخة مكتوبة في حياة المؤلّف بالخطّ الفارسي الجميل ، حرّرها العبد الضعيف « قرچقاي » ، ويظهر من عباراته أنّه من تلامذة المؤلّف ، وقد فرغ منها في ٤ رجب سنة ١٠٦٥ ، ضمن مجموعة هو أوّلها ، من ١ ـ ٧٢ أ ، رقم المجموعة ١٥٢٠ .

۲۴۰

نسخة إلىٰ أواسط الباب الثالث ، وفي أواسطها أيضاً نقص إلّا أنّها كتابة القرن الحادي عشر ، مصحّحة ، عليها بلاغات ، وعليها تملّك الشيخ رضا وختمه ، تاريخ ختمه سنة ١١١٨ ، وكتب بخطّه الفارسي الجميل بيتين فارسية ، تاريخ كتابته هذه سنة ١١٢٨ ، وعليها تملّك الشيخ محمّد هادي ابن الحسن الزنجاني ، تقع في ٤٨ ورقة ، ٥ / ٩ × ٢٠ ، تسلسل ٤٩٤ .

(٩٤٣) سرور الشيعة

فارسي .

تأليف : عبد الله بن نوروز علي البروجردي .

في تاريخ النبيّ والأئمّة من آله عليهم‌السلام ، وذكر مناقبهم ومصائبهم ، في أربعة عشر باباً في كلّ باب فصول .

أوّله : « شكر وسپاس وحمد بى قياس سزاوار حضرتى است كه ذات او از صفت امكان . . . » .

نسخة بخطّ أقلّ الطلبة : محمّد علي بن محمّد باقر القزويني ، فرغ منها في جمادىٰ الآخرة سنة ١٢٥٤ ، بخطّ نسخ جيّد ، في ٢٠٥ أوراق ، رقم ١٨٥١ .

(٩٤٤) سرور المؤمنين

فارسي .

تأليف : السيّد أحمد بن محمّد الحسيني الأردكاني اليزدي ، من

۲۴۱

أعلام القرن الثالث عشر .

في مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام ، كبير مبسوط ، في ستّة مجلّدات ، وجاء في أوّل المجلّد السادس ، الذي فرغ منه سنة ١٢٣٩ ، ما معرّبه : « هذا آخر مجلّدات كتاب سرور المؤمنين ، فيه ذكر شهادته ومدفنه وما إلىٰ ذلك » . .

نسخة تحتوي المجلّدات الستّة بالقطع الرحلي ، بخطّ النسخ الجيّد ، كتبها الخطّاط عبد الكريم الكهدوئي اليزدي عن نسخة خطّ المؤلّف وفي حياته في سنة التأليف نفسها ، وفرغ منها في ١٢ شوّال سنة ١٢٣٩ ، كتبها لأجل الشاه زاده محمّد ولي ميرزا ابن عطا ميرزا ، حاكم يزد حينذاك ، في ٥٠٠ ورقة ، ناقصة من أوّلها ورقتان ، تسلسل ٢٤٠ .

(٩٤٥) السعديّة

في أُصول الدين وفروعه .

تصنيف : العلّامة الحلّي ، آية الله ابن المطهّر ، جمال الدين أبي منصور الحسن بن سديد الدين يوسف بن المطهّر الأسدي ، المتوفّىٰ سنة ٧٢٦ .

كتبها لوزير خدابنده : سعد الدين محمّد الساوجي ، الشهيد سنة ٧١١ ، فسُمّيت الرسالة باسمه : السعدية ، طُبعت في طهران سنة ١٣١٥ ضمن مجموعة تسمّىٰ : كلمات المحقّقين .

نسخة ضمن مجموعة هي آخرها ، كتبها أبو جعفر بن بهاء الدين بن إبراهيم المظاهري الأسدي ، نزيل بار فروش ، وفرغ منها في ١٦ ربيع الأوّل سنة ١١٣٦ ، رقمها ٨٣٦ .

۲۴۲

(٩٤٦) سفينه عراقى

فارسي .

هو مجموعة تحتوي فوائد متفرّقة كثيرة ، من منظوم ومنثور ، عربي وفارسي ، من تاريخ وأدب وحديث وتفسير وكلام . .

جمعها ودوّنها : العلّامة الخطيب الشيخ جواد بن جلال الدين العراقي .

نسخة الأصل بخطّ المصنّف ، أهداها مع مكتبته القيّمة إلىٰ مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام ، رقم ٩٦ .

(٩٤٧) سفينة النجاة

فارسي .

للمولىٰ علي أصغر بن محمّد يوسف القزويني . .

تلميذ المولىٰ خليل بن الغازي القزويني ، وأخيه المولىٰ محمّد باقر ، وله حاشية علىٰ حاشية أُستاذه الخليل علىٰ عدّة الأُصول للشيخ الطوسي ، نسخة منها في المكتبة .

وكتابه هذا في الأدعية والزيارات ، مرتّب علىٰ مقدّمة وخمس مقالات ، المقدّمة في : فضل الدعاء وآدابه ، ومقالاته موجودة متفرقة في عدّة مكتبات ؛ ذكر تفاصيلها شيخنا الحجّة ـ دام ظلّه ـ في الذريعة [ ١٢ / ١٩٩ رقم ١٣٣٦ ] ، وذكر أنّ المقال الرابع منه طبع في لكهنو سنة ١٢٦٣ .

۲۴۳

نسخة كاملة تحتوي المقدّمة وكلّ المقالات ، بخطّ عنايت الله بن مظفّر الدين ، فرغ منها في رابع رجب سنة ١١٢٦ ، ولعلّه في حياة المؤلّف ، بخطّ نسخ جيّد ، والعناوين مكتوبة بالشنجرف ، والنسخة مصحّحة ، وعليها تصحيحات وبلاغات ، في ٣٥٣ ورقة ، رقمها ١٢٤٠ . .

ويُظنّ أنّها مقابلة ومكتوبة عن خطّ المؤلّف ؛ لقرب العهد .

(٩٤٨) السلاميّة

تأليف : العلّامة المولىٰ محمّد طاهر القمّي .

رسالة وجيزة في أحكام السلام المحلّل في الصلاة ، [ مرتّبة علىٰ مقدّمة وثلاثة فصول . الذريعة ١٢ / ٢١٤ رقم ١٤١١ ] .

نسخة بخطّ ملّا عبّاس علي بن كربلائي غلام رضا المشهدي الحجّار ، فرغ منها في غرّة شهر شوّال سنة ١٣٠٧ ، في ٢٩ ورقة ، مقاسها ٤ / ١١ × ١٧ ، تسلسل ٢٩١ .

(٩٤٩) سلسبيل

منظومة فارسية في علم الصنعة والكيمياء من العلوم الغريبة .

أوّلها :

اول دفتر بنام آن مليك

كه بود ملكش مجلّى از شريك

لعلّها لمظفّر علي شاه الكرماني .

نسخة ضمن مجموعة في الصنعة ، تبدأ بص ٢٦٨ ، رقم المجموعة ١٧٥٠ .

۲۴۴

(٩٥٠) سلسلة أمراض عصبانى

فارسي ، في الطبّ .

لأحد المعاصرين ، لم نعرف مؤلّفه .

جاء في أوّله هذا العنوان : « جزء سوم از كتاب دوم : در امراض سلسلة عصبانى . فصل اول : در امراض نخاع » .

نسخة ناقصة الآخر ، تقع في ١١٠ أوراق ، تسلسل ١٢٣٧ .

(٩٥١) سلسلة الذهب

لعبد الرحمٰن السيوطي ، المتوفّىٰ سنة ٩١١ .

في الأدب ؛ وهو جزء من كتابه الأشباه والنظائر ، ومطبوع في ضمنه بالهند .

نسخة في مجموعة رقم ١٧٥٥ .

(٩٥٢) سلسلة الذهب

مثنوي ، عرفاني أخلاقي ، فارسي .

لمولانا جامي ، نور الدين عبد الرحمٰن الجامي ، المولود سنة ٨١٧ والمتوفّىٰ سنة ٨٩٨ . .

من أكبر أعلام القرن التاسع وأشهر من أن يُطنب في إطرائه ، ترجمه

۲۴۵

جمع ، وأفرد الأُستاذ علي أصغر حكمت ـ المعاصر ـ كتاباً حافلاً خاصّاً في حياة جامي ، ووصف كتابه هذا في ص ١٨٥ منه وصفاً دقيقاً .

وسلسلة الذهب [ سادس المثنويات السبعة للمؤلّف ، الموسومة : « هفت اورنگ » . الذريعة ١٢ / ٢١٦ رقم ١٤٢٤ ] ، يحتوي علىٰ دفاتر ثلاثة ، وفيه قصيدة الجامي التي ترجم بها قصيدة الفرزدق في مدح الإمام زين العابدين عليّ بن الحسين عليهما‌السلام .

مجلّد يحتوي الدفاتر الثلاثة بأجمعها : الأُولىٰ والثانية والثالثة ، نسخة قيّمة جدّاً ، ولعلّها نسخة ملوكية ، بخطّ أحد خطّاطي القرن العاشر ، أوائل العاشر أو أواخر التاسع ، والنسخة مجدولة بالذهب ، وبأعلىٰ الصفحة الأُولىٰ منها لوحة مزوّقة بديعة ، وبهوامش الصفحة الأُولىٰ من الدفتر الثاني تزويق بالذهب نُقش عليه أوراد ذهبية خفيفة اللون بديعة ، والعناوين إمّا بالذهب اللامع الممتاز أو بالشنجرف الفاخر الناتئ المحسوس ، وعلىٰ ص ٣٢ منه خطّ بعض رجال البلاط ؛ ذكر أنّ السلطان خاقان أعظم اسكندر بهادرخان تفأل بديوان حافظ عند إرسال إلىٰ ولده إلىٰ فتح . . .

ولم أُشخّص هذا السلطان : أهو اسكندر من الأمراء الشيبانية ، الذي تولّىٰ الحكم في بخارىٰ وسمرقند سنة ٩٦٨ ، أم اسكندر شاه من سلسلة سلاطين گجرات ، الذي تولّىٰ سنة ٩٣٢ ؟

وعلىٰ كلّ فالنسخة من أواخر القرن التاسع وأوائل القرن العاشر كما ذكرنا ، وهي في ٢٢٦ ورقة ، مقياسها ٢ / ١٦ × ٥ / ٢٣ ، تسلسل ١٣٦٤ .

نسخة خزائنية إلىٰ آخر الدفتر ، كتبها أحد خطّاطي القرن العاشر بخطّ فارسي رائع ، بأوّلها لوحة جميلة ، وبظهر الورقة الأُولىٰ طرّة لاجوردية أنيقة ، والعناوين بالذهب أو اللازورد أو الشنجرف ، وبأوّلها ختم : « من

۲۴۶

كتب الفقير مصطفىٰ دايه زاده » تاريخه ١١٥٠ ، ٤٣ ورقة ، رقم ١٤٣٩ .

نسخة تحتوي الدفاتر الثلاثة ومعها [ المثنوي الرابع ، الذي يأتي في حرف اللام : ] ليلىٰ ومجنون للجامي أيضاً ، وهي نسخة خزائنية بها أربع لوحات ، بخطّ فارسي رائع ، كتبها الخطّاط علي تقي بن عبد القادر بن محمّد بن حاجي ، وفرغ من الدفتر الثالث غرّة ربيع الأوّل سنة ١٠٨٩ ، قد سقطت أو سُرقت الورقة الأُولىٰ ، رقم ١٣٥٧ .

نسخة ناقصة الأوّل قليلاً ، تقع في ١٥٩ ورقة ، مقاسها ٧ / ١١ × ١٨ ، تسلسل ٥٩٠ .

(٩٥٣) سلم العلوم

في المنطق .

أوّله : « سبحانه ما أعظم شأنه لا يُحد ولا يُتصوّر . . . » .

نسخة بخطّ السيّد محمّد يوسف بن السيّد هادي بن محمّد جان ، كتبها في القرن الثالث عشر ، وبأوّلها ختمه ، وتاريخ ختمه ١٢٦٢ ، بأوّل مجموعة منطقية كلّها لمؤلّف السلم وبخطّ محمّد يوسف هذا ، رقم ٢٠٠٩ .

(٩٥٤) السلم المرونق

وهو أُرجوزة في المنطق ، نظم بها إيساغوجي .

والناظم : الشيخ عبد الرحمٰن بن محمّد الصغير الأخضري ، المتوفّىٰ سنة ٩٨٣ .

۲۴۷

نظمها وهو ابن ٢١ سنة في سنة ٩٤١ .

أوّلها :

الحمد لله الذي قد أخرجا

نتائج الفكر لأصحاب الحجىٰ

نسخة بخطّ نسخ جيّد ، كتابة القرن الثاني عشر ، ضمن المجموعة رقم ٢٠٤٦ ، وبظهر الورقة الأُولىٰ فوائد كثيرة منطقية ونحوية ، منظومة ومنثورة ، وتغزّل لطيف مضمنّاً فيه اصطلاحات علم المنطق .

(٩٥٥) سنا برق شرح دعاء رجب

وهو دعاء يُقرأ في كلّ يوم من أيام شهر رجب ، أوّله : « اللّهمّ إنّي أسألك بمعاني جميع ما يدعوك به ولاة أمرك . . . » .

شرحه العلّامة السيّد جعفر الكشفي الدارابي ، وهو شرح فلسفي عرفاني .

نسخة تقع في ٢٠٥ أوراق ، تسلسل ٥٨٩ .

(٩٥٦) سه أصل

رسالة عرفانية فلسفية أخلاقية ، فارسية ، في ثلاثة فصول : في معرفة النفس ، وذم حبّ الجاه والمال والتمتّعات الشهوية ، وفي تسويلات النفس الأمّارة .

للحكيم المتألّه صدر الحكماء المتألّهين صدر الدين الشيرازي ، المشتهر بـ : المولىٰ صدرا ، المتوفّىٰ سنة ١٠٥٠ .

۲۴۸

[ طبع بمباشرة الدكتور حسين نصر بطهران سنة ١٣٤٠ هـ ش . ولاحظ : الذريعة ١٢ / ٢٦١ رقم ١٧٢٢ وص ٢٦٣ رقم ١٧٣٨ ، وج ٢١ / ٢٦٣ رقم ٤٩٥٤ ] .

نسخة تمّت في شهر جمادىٰ الأُولىٰ سنة ١٢٩٦ ، وٱسم الكاتب مُمحىٰ ، في ٣٠ ورقة ، مقاسها ٨ / ٩ × ٣ / ١٥ ، تسلسل ٣٣٥ .

(٩٥٧) سهام نافذه

فارسي ، في الردّ علىٰ فرقة البابية .

للشيخ ميرزا أبو القاسم بن محمّد تقي الغروي الأُردوبادي ، المتوفّىٰ ٥ شعبان سنة ١٣٣٣ .

أوّله : « الحمد لله ربّ العالمين . . . أمّا بعد بر ضمير منير آگاهان . . . » .

فرغ منه في ٢٢ جمادىٰ الأُولىٰ سنة ١٣٢٥ .

نسخة الأصل بخطّ المؤلّف ، ضمن مجموعة من مؤلّفاته كلّها بخطّه ، ويبدأ هذا الكتاب بالورقة ٣٤ أ ـ إلىٰ ٧٠ أ ، رقم ١٨٧٩ .

(٩٥٨) سؤال الملوك

فارسي ، في علم الحروف .

مرتّب علىٰ مقدّمة وأصلين وخاتمة ، ألّفه بأمر معزّ الدولة والدنيا والدين أمير زاده بايسنقر .

أوّله : « حمد بى نهايت حضرت بارى را كه عين بصيرت آدمى را . . . »

۲۴۹

نسخة بخطّ شرف جهان عبد الرشيد بن عبد الفتّاح الخزاعي النطنزي ، فرغ منها ليلة الأربعاء غرّة ربيع الآخر سنة ١٠٣٨ ، ضمن المجموعة رقم ٩ / ١٧٥٤ .

(٩٥٩) سؤال وجواب

فارسي .

للزعيم الفقيه السيّد محمّد باقر بن محمّد نقي الشفتي الموسوي ، المشتهر بـ : حجّة الإسلام ، زعيم أصفهان في عصره ، المتوفّىٰ سنة ١٢٦٠ .

وطبع من هذا الكتاب مجلّده الأوّل في حياته عام ١٢٤٧ إلىٰ كتاب الوديعة .

نسخة تامّة تشتمل علىٰ المطبوع منه وغير المطبوع من أوّل الكتاب إلىٰ الحدود والديات ، ثمّ خاتمة في المسائل المتفرّقة ، ورسالة مستقلّة في الحدود للمؤلّف أُلحقت بآخر كتاب الحدود ، وهي نسخة قيّمة ، مكتوبة في حياة المؤلّف بخطّ نسخ جيّد ، وبأوّلها فهرس الكتاب ، بخطّ الخطاط السيّد محمّد بن أبي الحسن الموسوي ، مجدولة باللاجورد والشنجرف ، وتقع في ٣٦٩ ورقة ، رقم ٥١٦ .

(٩٦٠) سؤال وجواب

فارسي .

هي مسائل سئل عنها المحقّق القمّي ميرزا أبو القاسم بن حسن القمّي

۲۵۰

الجيلاني ، المتوفّىٰ سنة ١٢٣١ ، فأجاب عليها ، وهي مسائل متفرّقة .

نسخة مكتوبة في حياة المؤلّف بآخر مرشد العوام المكتوبة سنة ١٢٢٧ ، رقم ٢٢٨٠ . .

كما أنّ بأوّل مرشد العوام أيضاً عدّة مسائل متفرّقة سئل عنها المؤلّف مع جواباته عليها .

(٩٦١) سؤال وجواب

فارسي ، فتوائي فقهي . .

وهو إمّا من فتاوىٰ السيّد حجّة الإسلام الشفتي ، مولانا محمّد باقر ابن محمّد نقي ، أو من فتاوىٰ ميرزا أبو القاسم الجيلاني ، وهو : المحقّق القمّي .

أوّله : « الحمد لله الذي قصرت الألسن عن بلوغ ثنائه . . . » .

وهي خطبة أنشأها منشئها وأثبتها هنا ليُستفاد منها عند العقد ؛ فتكون خطبة النكاح .

نسخة بآخر جواهر المسائل [ المذكور برقم ٤٥٨ ] ، من فتاوىٰ حجّة الإسلام الشفتي ، المكتوب سنة ١٢٤٩ ، وبينهما : منظومة في منزوحات البئر ، من فتاوىٰ المحقّق القمّي ، رقم ٢٢٨١ .

(٩٦٢) سور من القرآن الكريم وأدعية مأثورة مشهورة

ممّا يتلىٰ آناء الليل وأطراف النهار ، أوّلها سورة يس . .

۲۵۱

نسخة كتبها الخطّاط القدير محمّد حسين بن رمضان الأصفهاني بخطّه البديع الفاخر الجميل ، بأمر : والا شأن عبّاس قلي خان ، وفرغ منها سنة ١٢٦٦ ، مجدولة مذهّبة ، وبعض الأدعية تُرجمت إلىٰ الفارسية بين السطور ، وبأخرها طلسمات وختومات وأذكار وأدعية بغير خطّ الكاتب ملحقة بها ، وعليها تاريخ ولادات ذرّيّة عبّاس قلي خان ، وبعض رباعيات أبي سعيد أبي الخير ، تقع في ١٠٨ أوراق ، مقاسها ٥ / ١٢ × ٢٠ ، تسلسل ٨١٨ .

(٩٦٣) سير العباد إلىٰ المعاد

نظم فارسي ، هو أحد المثنويات الستّ للحكيم سنائي ، طبع بتصحيح سعيد نفيسي بطهران سنة ١٣٥٦ .

نسخة بخطّ نستعليق جيّد ، في ٢٤ ورقة ، مقاسها ١٣ × ٢٠ ، تسلسل ١٣٤٠ .

(٩٦٤) السير والسلوك

للسيّد كاظم بن قاسم الحسيني الرشتي ، المتوفّىٰ سنة ١٢٥٩ .

كتبها لملّا أمين عند تجواله في قرية سيروان من قرىٰ رشت ، وفرغ منها في ١١ صفر سنة ١٢٣٨ ، وقد ترجمها إلىٰ الفارسية بعض تلامذة المؤلّف ، الذريعة ١٢ / ٢٨٢ .

۲۵۲

نسخة مكتوبة في عصر المؤلّف أو قريباً منه ، ضمن مجموعة تضمّ ثلاثة من كتبه هو أوسطها ، رقم ١٥٥٢ .

(٩٦٥) سيف الأُمة وبرهان الملة

فارسي .

في الردّ علىٰ شبهات الفادري النصراني هنري مارتين الإنجليزي .

وهو تأليف : المولىٰ أحمد بن محمّد مهدي النراقي الكاشاني ، المتوفّىٰ سنة ٥ / ١٢٤٤ .

كتبه باسم السلطان فتح علي شاه ، ورتّبه علىٰ ثلاثة أبواب ، وفرغ منه يوم السبت ١٧ صفر سنة ١٢٣٣ ، طبع بإيران سنة ١٢٦٧ وسنة ١٣٣١ . .

وبأوّله فهرس مبسوط كتبه ولده المولىٰ محمّد ، المتوفّىٰ سنة ١٢٩٧ بأمر والده .

نسخة مكتوبة في حياة المؤلّف بعد عام من تأليفه ، فرغ الكاتب منها في جمادىٰ الأُولىٰ سنة ١٢٣٤ ، في ٢٣٣ ورقة ، مقاسها ١٥ × ٢٢ ، تسلسل ١٥٨٢ .

(٩٦٦) سى فصل

فارسي ، في التقويم . .

مطبوع عدّة مرّات ، ولعلّه للمحقّق الطوسي خواجة نصير الدين .

۲۵۳

نسخة ضمن مجموعة بخطّ محسن بن عبّاس الرشتي ، كتبها في أصفهان ، وفرغ منها سنة ١٢٤٣ ، وبجانبيها فوائد رياضية ، رقم المجموعة ٢٣٤ .

نسخة رقمها ١٧٣٤ .

(٩٦٧) شأن نزول آيات

فارسي ، مرتّب علىٰ حسب السور .

لميرزا طاهر الأديب ابن أحمد الأديب ابن أبي الحسن الكاشاني .

نسخة المسودة الأصلية بخطّ المؤلّف ، وهو خطّ فارسي دقيق ، في ٤٨ ورقة ، رقم ١٦٠٧ .

(٩٦٨) شارع النجاة

فارسي ، في الفقه .

تأليف : السيّد المحقّق محمّد باقر الداماد الحسيني .

نسخة كتبها عبرت الصاحبي النائيني في سنة ١٣٤٢ ، بخطّ نسخ جيد ، وكتب العناوين والأحاديث بخطّ أخشن ، ٧٣ ورقة ، رقم ١٢٢٨ .

(٩٦٩) الشافي

تصنيف : زعيم الفرقة وعميدها علم الهدىٰ السيّد الشريف المرتضىٰ .

۲۵۴

ردّ به علىٰ كتاب المغني للقاضي عبد الجبّار المعتزلي .

نسخة بخطّ هادي بن إبراهيم الخاتون آبادي ، فرغ منها سنة ١١٠٣ ، وعبائر القاضي ممتازة بالخطّ الأحمر عليها ، في ٣٢٨ ورقة ، مقاسها ٥ / ١٧× ٢٥ ، تسلسل ٦٣٠ .

(٩٧٠) الشافية

في الصرف .

لابن الحاجب ، أبي عمرو عثمان بن عمر المالكي ، المتوفّىٰ سنة ٦٤٦ .

نسخة بخطّ أحد مهرة الخطّاطين المتفنّنين ، كتبها بخطّ نسخ جيّد جميل ، وفرغ منها سنة ١٠٩٧ ، وكتب في هوامشها « حاشية الجاربردي » بأجمعها بخطّ نسخ تعليق جميل للغاية ، وأبدع في رسم الحواشي بأشكال الحيوان ، كالطيور والسباع وغيرها ، والأشجار والقناديل ، وما أشبه ذلك من أشكال جميلة رائعة ، وبآخرها هذا البيت :

لو كان قلبي أبا سفيان وٱنقلبت

هند أباه لأضحىٰ قلب جدّهم

أوراقه ٩٩ ورقة ، تسلسل ١٥٦٤ .

نسخة ضمن مجموعة أوّلها زبدة الأُصول ، [ المذكور برقم ٩١٨ ] ، رقم ٧١١ .

نسخة ضمن مجموعة في الصرف ، قبلها شرح الشافية للنظّام ، وبعدها المراح ، والثلاثة بخطّ نسخ جميل ، كتبها محمّد سميع بن علي رضا ، وفرغ من الأُولىٰ سنة ١٠٩٤ ، رقم المجموعة ١٩٤٥ .

۲۵۵

(٩٧١) الشافي في شرح « الكافي »

تأليف : المولىٰ خليل بن الغازي القزويني ، ولد سنة ١٠٠١ ، وتوفّي في ٣ شهر رمضان سنة ١٠٨٩ ؛ كما يظهر من هذه النسخة .

ألّفه باسم سلطان العلماء الحسين بن محمّد الآملي ، المعروف بـ : خليفة سلطان الحسيني ، وشرع فيه في بيت الله الحرام سنة ١٠٥٧ ، شرع من أوّل الأُصول ، وخرج منه إلىٰ آخر أبواب الطهارة ، ولم يتمّ شرحه لسائر الأبواب ، كما ذكره شيخنا في الذريعة ١٣ / ٦ .

ترجم له شيخنا الرازي ـ مدّ ظله ـ في الروضة النضرة في أعلام القرن الحادي عشر ، وقال : « نُصّب مدرّساً في حضرة عبد العظيم بالري وله ثلاثون سنة ثمّ عُزل ، وجاور بيت الله سنين ثمّ رجع إلىٰ وطنه ، ومقبرته إلىٰ جنب مدرسته » .

وترجم له في الرياض .

وترجم له العلّامة النوري في خاتمة المستدرك ص ٤١٣ ، في مشايخ المجلسي ، وعدّه ممّن يروي عن الشيخ البهائي .

وترجم له في الأمل ، وقال : « فاضل علّامة ، حكيم متكلّم ، محقّق مدقّق ، فقيه محدّث ، جامع للفضائل ، ماهر معاصر ، له مؤلّفات : شرح الكافي فارسي ، شرح الكافي عربي ، شرح عدّة الأُصول ، رسالة الجمعة ، الرسالة النجفية ، الرسالة القمّية ، المجمل في النحو ، رموز التفاسير . .

رأيته في مكّة في الحجّة الأُولىٰ ، كان مجاوراً بها مشغولاً بتأليف

۲۵۶

حاشية مجمع البيان » .

وترجم له في السلافة .

نسخة تبدأ بشرح أوّل كتاب الطهارة ، وتحتوي علىٰ شرح جميع أبواب الطهارة ، وتنتهي إلىٰ أوّل كتاب الحيض ، في ١١٣ ورقة ، مقاسها ٥ / ١٢ × ٣ / ١٩ . .

وهي نسخة ثمنية قيّمة ، مكتوبة في قزوين في حياة المؤلّف وعلىٰ نسخة الأصل بلا فصل ؛ إذ فرغ منه المصنّف ـ كما في آخره ـ في يوم الخميس حادي عشر شهر شعبان المعظّم سنة ١٠٨٩ ، بدار الموحّدين ، والنسخة بخطّ أحد تلامذة الشارح وهو : العلّامة الشيخ حسين بن أفضل بيك ، ثمّ قرأها علىٰ الشارح نفسه وكتب بهامش منتهىٰ شرح الحديث السادس من الباب الخامس عشر باب السواك ص ٦٨ ما نصّه : « قرأت إلىٰ هنا عند الاستاد الشارح الأعظم ملّا خليل بن الغازي القزويني ، رحمه الله تعالىٰ وثبّته بالقول الثابت ، في مجالس آخرها أواخر شهر شعبان المعظّم سنة ١٠٨٩ هجرية . العبد حسين بن أفضل بيك » ، فهذه أوّل نسخة انتسخت من نسخة الأصل بعد أيام .

ثمّ كتب في آخر النسخة : « هو ، بلغ قبالاً من أوّله إلىٰ هنا ، في دار الموحّدين قزوين ، في المدرسة الخليلية ، مع أُمّ النسخ ، وصُحّح بقدر الجهد والطاقة في مجالس ، آخرها يوم السبت الخامس والعشرين من شهر شوّال ، بعد وفاة الشارح باثنين وخمسين يوماً ـ اللّهمّ ارحمه وثبّته بالقول الثابت ـ سنة ١٠٨٩ هجرية ، العبد حسين بن أفضل بيك » ؛ فيعلم أنّ وفاة المولىٰ خليل كانت في ٣ شهر رمضان سنة ١٠٨٩ .

وعلىٰ النسخة خطّ العلّامة الأميني ببعض ما أثبتناه هنا .

۲۵۷

(٩٧٢) شاهنامه

فارسي .

[ الشاهنامه اسم للكتاب الذي يُؤلّف في ترجمة السلطان وأحواله وغزواته وفتوحاته وسائر ما يتعلّق به ، ومعظم هذه الكتب نظم .

وهذا الكتاب للشاعر الحكيم أبي القاسم الحسن بن إسحاق ابن شرف شاه الطوسي ، الشهير بـ : الفردوسي ( ٣٢٣ ـ ٤١١ هـ ) .

منظوم في ستّين ألف بيت ، تضمّن تواريخ سلاطين الفرس ، وكثير من الحكم والمواعظ والنصائح والترغيب والفلسفة والأخلاق والغزل والأمثال ، وغير ذلك من فنون الشعر وأبوابه ، وقد بقي مشغولاً في نظمها ثلاثين سنة ، وأتمّها سنة ٤٠٠ هـ . الذريعة ١٣ / ١٦ رقم ٤٩ ] .

نسخة لم يذكر فيها الكاتب ولا تاريخ الكتابة لكنّها تامّة ، ومن كتابة أحد خطّاطي القرن العاشر ، نستعليق جميل ، وهي ثلاثة أجزاء في مجلّد صفحاته مجدولة ومؤطّرة ، وبأعلىٰ صفحة أوّل كلّ جزء منه لوحة منمّقة وفي تضاعيفها رسوم وتصاوير تمثّل الحروب والمصارعات ، وهي تسعة رسوم صوّرتها ريشة الفنّان في طي صحائف : ٢٥ ، ٢٦ ، ٢٩ ، ٩٥ ، ١٣٢ ، ١٤٧ ، ١٦٩ ، ١٧٢ ، و ٥٢٤ ، والمجموع ٣٨٩ ورقة ، بقطع ٣ / ١٧ × ٢٩ ، تسلسل ١٥٧٦ .

نسخة كسابقتها لم يذكر فيها الكاتب ولا تاريخ الكتابة ، من كتابة أحد خطّاطي القرن الحادي عشر ، مجدولة مؤطّرة مذهّبة مُزَورقة ، وعلىٰ

۲۵۸

صفحتيها الأُولىٰ والثانية لوحات وتزويق وتنميق بديع ، تقع في ٥١٧ ورقة ، مقاسها ٥ / ١٨ × ٧ / ٢٨ ، تسلسل ١٣٤٤ .

نسخة كتابة القرن التاسع والعاشر ، بخطّ فارسي جيّد ، وكانت ناقصة فتُمّمت في القرن الثالث عشر بخطّ رديء ، والمجموع ٢٥٠ ورقة ، رقم ١٣٨٥ .

(٩٧٣) شرائط الطريقة

فارسي ، في العرفان .

تأليف : السيّد أبي القاسم الذهبي الشيرازي ، المتوفّىٰ سنة ١٢٨٦ .

فرغ من تأليفه سنة ١٢٨٢ .

نسخة بخطّ السيّد صادق الشهشهاني الأصفهاني ، فرغ منها في ذي الحجّة سنة ١٢٩٩ ، وهي مقابلة ومصحّحة وعليها بلاغات ، في ١٩٦ ورقة ، تسلسل ٣٥٢ .

(٩٧٤) شرائط الوضوء

فارسي .

الظاهر أنّها للشيخ محمّد تقي بن علي محمّد النوري ، المتوفّىٰ سنة ١٢٦٣ ـ والد المحدّث النوري ـ لأنّه ملحق بآخر كتابه هداية الأنام المكتوب في حياته ووقفه هو بخطّه .

نسخة بآخر هداية الأنام ، رقم ١٢٢٢ .

۲۵۹

(٩٧٥) شرائع الإسلام في مسائل الحلال والحرام

للمحقّق الحلّي ، [ الشيخ أبي القاسم نجم الدين جعفر بن الحسن بن يحيىٰ الهذلي ( ٦٠٢ ـ ٦٧٦ هـ ) . .

أحد المتون الفقهية المهمّة الكاملة ، الجامعة للفروع ، يمتاز بالأُسلوب السهل والدقّة والإيجاز في اللفظ ، والأمانة الموضوعية في عرض ونقل الآراء ، والمنهجيّة في البحث .

وقد عُني به العلماء والفقهاء درساً وتدريساً وشرحاً وتعليقاً منذ عصر تأليفه إلىٰ الآن ، وعليه شروح وحواشٍ كثيرة لعدد كبير من أجلّة العلماء والفقهاء ، وقد ترجم إلىٰ عدّة لغات وطبع مراراً ، مستقلّاً تارة وضمن شروحه أُخرىٰ ، في بيروت والنجف وبغداد وطهران وقم ] .

يحتوي علىٰ ١٣٠٠٠ مسألة ، كما في آخر مجموعة رقم ٧٦٨ [ في المكتبة ، ضمن فائدة لبعض الأفاضل في إحصاء مسائل بعض الكتب الفقهية وتعيين ما تحويه من الفروع ] .

نسخة إلىٰ كتاب الإيمان ، كتابة القرن الثالث عشر ، ١٩٠ ورقة ، رقم ٢١٣٤ .

نسخة إلىٰ آخر النفقات ، كتابة القرن العاشر ، سوىٰ عدّة أوراق من أوّلها ؛ فإنّها كانت ناقصة فتمّمت في ما بعد ، ملء هوامشها تعليقات المحشّين ، رقم ٢١٥٨ .

نسخة كتبها أمين الدين محمّد الكرماني بخط نسخ جيد جميل ،

۲۶۰

وفرغ منها سنة ١٠٢٤ ، مصحّحة مقروءة ، عليها بلاغات وتصحيحات : « بلغ قراءة الله تعالىٰ » في أكثر أوراقها ، وعلىٰ الورقة ٩٦ ختم نصّه : « صالح برورجشى بگو يا على مدد » ، تاريخه ١٠٤٩ ، وملء هوامشها تعليقات المحشّين أو فوائد منقولة عن كتب الفقه ، وعلىٰ الورقة الأخيرة كتابة بخطّ فارسي جميل ، كتبها مرتضىٰ بن محمّد مصطفىٰ الحسيني سنة ١٢٥٤ وسنة ١٢٥٧ ، وبآخرها تفسير « الأشبه » و « الأظهر » ونظائرهما ، الواقعة في الشرائع ، ٢٧٥ ورقة ، رقم ١٩٠٠ . .

نسخة بخطّ السيّد جعفر بن محمّد الحسيني ، كتبها بخط نسخ جيد ، وفرغ منها في ذي القعدة سنة ١٠٥٨ ، وعليها ختم فيّاض علي خان بهادر ، تاريخه ١٢٠٥ ؛ وأظنّه شيخ الإسلام خان الذي أطراه الكاتب علىٰ ظهر الورقة بقوله : « قد أعطاني هذا الكتاب . . . شيخنا الكامل وأُستاذنا الفاضل . . . وحيد عصره وفريد دهره ، ذي الفضائل والأخلاق ، المشتهر في الآفاق ، عمدة الفضلا ، وزبدة العلما ، شيخ الإسلام خان . . . » ، ٤٢١ ورقة ، رقم ١٨٩٤ .

نسخة بخطّ نسخ جميل ، كتبها عبد اللطيف بن علي رضا ، وفرغ منها في ٤ ذي الحجّة سنة ١٠٧٦ ، رقم ٢٠٢٢ .

نسخة بخطّ مطيع بن محمود ، فرغ منها ضحوة يوم الثلاثاء ثامن عشر جمادىٰ الآخرة سنة ١١١٨ ، في ٢٣٧ ورقة ، مقاسها ١٩ × ٣٠ ، تسلسل ١٠٨٠ .

نسخة كتابة القرن العاشر ، وهي إلىٰ آواخر كتاب الوصية ، ١٧٦ ورقة ، ١٨ × ٤ / ٢٥ ، تسلسل ٢٧٢ .

نسخة قيّمة بخطّ العلّامة الشيخ قنبر علي التويسركاني ، من أعلام

۲۶۱

القرن الحادي عشر ، فرغ منها في شهر رمضان سنة ١٠٥٦ ، وبآخرها : « ربّ وفّقني لقراءته ومطالعته وتدريسه . . . » ، وكتب في هوامشها حواشٍ كثيرة وفوائد منقولة عن الكتب الفقهية ، وعليها بعض التعاليق للعلّامة السيّد محمّد تقي بن أحمد الطالقاني بخطّه الشريف ، وعليها بلاغات وتصحيحات ، وحواشِ الشهيد الثاني بتوقيع : « زين » ، وهي كثيرة ، وحواشٍ كثيرة توقيعها : « ع ر » ، في ٢٤٧ ورقة ، مقاسها ٧ / ١٩ × ٥ / ٢٥ ، تسلسل ١٧٠٤ .

نسخة كتابة القرن الحادي عشر ، ناقص من أوّلها بمقدار ورقتين أو أقلّ ، وعليها تصحيحات وتعليقات ، ٣٥٧ ورقة ، رقم ٧٨٣ .

نسخة كتابة القرن العاشر ، مصحّحة ، عليها تصحيحات وحواشٍ كثيرة وتعاليق لبعض العلماء بخطوطهم ، منها : تعاليق السيّد علي الحسيني بخطّه ، تقع في ٢٢٦ ورقة ، مقاسها ١٦ × ٢٤ ، تسلسل ٢٠٤ .

نسخة فرغ الكاتب من جزئها الأوّل في صفر سنة ١٠٤٣ ، وهي بخطوط مختلفة إلّا أنّها مقابلة مصحّحة مقروءة علىٰ مشايخ الفقه بدقّة وإمعان ؛ ففي هوامشها : « بلغ سماعاً وفّقه الله تعالىٰ » ، وفي الأكثر مكتوب في كلّ صحيفة مرّتين ، وتقع ٢٧٥ ورقة ، مقاسها ١٨ × ٢٤ ، تسلسل ٢١٩ .

نسخة الجزء الثاني ، يبدأ بكتاب النكاح ، نسخة قيّمة مصحّحة ، بخطّ الخطّاط فرج الله الشوشتري ، كتبها بخطّه النسخ الجميل الفاخر بأمر العلّامة العارف الصالح المتّقي السيّد محمّد جعفر الحسيني المشهدي ، فرغ منها ضحوة يوم الاثنين ١٧ صفر سنة ١٠١٤ ، وهي نسخة جميلة ، والعناوين مكتوبة أكثرها بالحمرة ، وبعضها بماء الذهب وبعضها باللاجورد ، وعليها حواشٍ كثيرة كتبها بخطّه النستعليق الجيّد ، بعضها حواشِ الشهيد

۲۶۲

الثاني ، وحواشِ الشيخ علي ، وحواشِ : « ع ب سلمه الله » ، تقع في ٢٢٣ ورقة ، مقاسها ٣ / ١٨ × ٢٥ ، تسلسل ٢٧٣ .

(٩٧٦) شرح « آداب البحث »

المتن للسمرقندي محمّد بن أشرف الحسيني . .

والشرح لقطب الدين محمّد الگيلاني .

ذكر في كشف الظنون أنّه كتبه سنة ٨٩١ ، والظاهر أنّه خطأ ؛ إذ أنّ تاريخ نسختنا سنة ٨٦٩ ، وهو إن كان تاريخ الكتابة أو تاريخ التأليف ، وسواء كانت النسخة بخطّ المؤلّف أو بخطّ غيره ، يدلّ علىٰ أنّ تاريخ سنة ٨٩١ خطأ .

أوّله : « الحمد لله الذي هدانا إلىٰ سواء السبيل ، وأرشدنا في اقتناء الفضائل بالبرهان والدليل ، والصلاة علىٰ محمّد المبعوث للعدل والتكميل ، أمّا بعد . . . » .

نسخة بخطّ جيّد ، فرغ منها الكاتب في شعبان سنة ٨٦٩ ، والنسخة مقروءة مصحّحة ، وملء هوامشها حواشٍ وتعليقات ، من الورقة ٢٠ ب إلىٰ الورقة ٤٨ أ ، رقم ١٨٣٢ .

(٩٧٧) شرح « آداب البحث »

المتن للسمرقندي محمّد بن أشرف الحسيني ، المتوفّىٰ حدود سنة ٦٠٠ . .

۲۶۳

وعليه عدّة شروح ، وهذا الشرح لم يُعرف شارحه ، وهو بـ : « قال : أقول : » . .

أوّله : « وما توفيقي إلّا بالله ، عليه توكّلت وإليه أُنيب . . . الحمد لله علىٰ ما يتناصر من سوابق كرمه ، ويترادف من لواحق نعمه . . . وعلىٰ آله مصابيح الدجىٰ ومفاتيح الحجىٰ » .

نسخة ضمن مجموعة قيّمة ، أوّلها آداب البحث [ المذكور برقم ٢ ] ، وهذا الشرح ثاني ما فيها ، يبدأ بالورقة ٦ ب إلىٰ ٢٠ أ ، وبعدها شروح أُخرىٰ علىٰ المتن ، كتبت المجموعة سنة ٨٧٠ بخطّ جميل ، رقم ١٨٣٢ .

(٩٧٨) شرح « آداب المناظرة »

المتن للقاضي عضد الدين عبد الرحمٰن بن أحمد العضدي ، المتوفّىٰ سنة ٧٥٦ . .

والشرح للمير أبي الفتح بن مير مخدوم حفيد المير السيّد الشريف الجرجاني ، المتوفّىٰ سنة ٩٧٦ .

قال شيخنا ـ دام ظلّه ـ [ في الذريعة ١٣ / ٥٤ رقم ١٧٣ ] : تعرّض فيه لِما ذكره أُستاذه غياث الدين منصور في حاشيته علىٰ هذه الرسالة ، وذكر أنّ منه نسخة في طهران ، وتاريخ كتابتها بمشهد الرضا عليه‌السلام سنة ٩٩٦ .

نسخة بخطّ محمّد الملّا سهام ، كتبها سنة ١٢٩٠ ، وعلىٰ النسخة حواش كثيرة لـ : « محمّد بن حسين » ، و « عبد الله » ، و « منه » ، و « شريف » ،

۲۶۴

و « أحمد بن حيدر » ، في ٤٩ ورقة ، رقم ١١٧٦ .

(٩٧٩) شرح أبيات عرفانية

من شعر العارف الرومي جلال الدين والعطار النيشابوري

فارسي ، للشيخ صفي الدين . .

وأظنّه الشيخ صفي الدين الأردبيلي ، جدّ السلاطين الصفوية ؛ إذ أنّه منقول من كتاب صفوة الصفا .

والأبيات تبلغ بضعة عشر بيتاً ، كلّها فارسية كشرحها ، منقولة بخطّ فارسي دقيق جميل ، بآخر الجزء الثاني من شرح توحيد الصدوق للقاضي سعيد القمّي ، المنتسخ سنة ١٠٩٩ ، رقم ٤٨٥ .

(٩٨٠) شرح « إثبات الجوهر المفارق »

المتن لسلطان المحقّقين نصير الملة والدين محمّد بن الحسن الطوسي ، المتوفّىٰ سنة ٦٧٢ . .

والشرح للمحقّق الدواني جلال الدين محمّد بن أسعد الصديقي ، المتوفّىٰ سنة ٩٠٨ .

نسخة ضمن مجموعة فلسفية ، كتبت في القرن الحادي عشر ، بخطّ فارسي جيّد ، رقم ٥٩٧ .

۲۶۵

(٩٨١) شرح « الاثني عشرية »

المتن للشيخ جمال الدين الحسن بن زين الدين بن علي بن أحمد الشهيد الثاني العاملي ، [ صاحب المعالم ، المتوفّىٰ سنة ١٠١١ هـ ] .

والشرح لابنه الشيخ محمّد ، المتوفّىٰ سنة ١٠٣٠ .

أوّله : « نحمدك يا من جعل الحمد ذريعة لإتمام نعمه . . . » .

نسخة بخطّ عبد علي بن محمّد علي بن جمال المظاهري أصلاً ، والبرغوني لقباً ، كتبها بخطّ نسخ جيّد في حياة المؤلّف ، وفرغ منها في كربلاء سلخ ذي الحجّة سنة ١٠٢٢ ، وعليها حواشٍ : « منه مدّ ظله العالي » كثيرة . .

والنسخة قد قرأها المؤلّف وكتب بهوامشها حواشٍ مبسوطة كثيرة بخطّه الشريف ، كما أنّ علىٰ النسخة تصحيحات وبلاغات ، وبآخرها : « بلغ قبالاً » ، ١٥٨ ورقة ، رقم ٢٠١٥ .

(٩٨٢) شرح « الاثني عشرية الصلاتية »

الاثنا عشرية الصلاتية للشيخ البهائي ، المتوفّىٰ سنة ١٠٣١ ؛ فإنّ له ـ قدّس سرّه ـ اثنا عشريات خمس : في الطهارة ، في الصلاة ، في الصوم ، في الزكاة ، وفي الحجّ . .

فرغ منها يوم مولد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سنة ١٠١٢ ، وعليها حواشي وشروح ذكرها شيخنا في الذريعة [ ١٣ / ٦٢ ] . .

۲۶۶

ومنها : هذا الشرح ، للعلّامة المحقّق المشارك في العلوم الشيخ عبد الحسين بن قاسم الحلّي النجفي ، المتوفّىٰ سنة ١٣٧٥ .

فرغ منه في ١٨ ذي الحجّة سنة ١٣٢٣ في النجف الأشرف .

نسخة الأصل في المكتبة بخطّه الشريف ، فيها شطوب وتصحيحات وإضافات بالهوامش ، بآخرها : « تمّ المجلّد الأوّل علىٰ يد مؤلّفه » ، ناقص من أوّلها أوراق ، وتقع في ٣٢٧ ورقة ، رقمها ٤١٩ .

أهداها المؤلّف نفسه مع مكتبته بأجمعها إلىٰ مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام في تاريخ ١٨ ربيع الآخر سنة ١٣٧٥ ، وهي مكتبة مشهورة بنفائسها ، غنية بالنوادر القيّمة ، تكرّر ذكرها في أجزاء الذريعة وغيره .

نسخة في ٣٨٦ ورقة ، مقاسها ١٤ × ١٩ ، تسلسل ٤٢١ .

(٩٨٣) شرح « الآجرومية »

المقدّمة الآجرومية في النحو لأبي عبد الله محمّد بن داود الصنهاجي ، المعروف بـ : ابن آجرّوم ، ومعناه بلغة البربر : « الفقير الصوفي » ، ولد سنة ٦٨٢ وتوفّي سنة ٧٢٣ . .

ألّفها بمكّة المكرمة ، متداولة ، يقرأُها المبتدؤون ، وعليها شروح كثيرة ، عدّد منها جملة كثيرة في كشف الظنون ، وجملة كثيرة أُخرىٰ في ذيله ، وجملة في الذريعة ، ولم يذكروا هذا الشرح . .

وهو لزين الدين جبرئيل ؛ علىٰ ما في مقدّمته ، وهو متقدّم علىٰ القرن الثالث عشر .

نسخة كتبت بخطّ نسخ جيّد ، فرغ منها كاتبها في ٢٩ شعبان سنة

۲۶۷

١٢٥٥ ، دعا للمؤلّف بالرحمة ، وتقع في ٩٠ ورقة ، مقاسها ١٦ × ٢٢ ، تسلسل ٥٢٦ .

(٩٨٤) شرح أحاديث الطينة

فارسي .

للمحقّق آقا حسين الخونساري .

أوّله : « وسيله ساز سعادات جاودانى شكر وسپاس . . . » .

نسخة ناقصة الآخر ، بخطّ فارسي معتاد ، في مجموعة كتبت سنة ١٢٣٢ ، رقم ١٩٩٨ .

(٩٨٥) شرح الإخلاص إلىٰ العتبة الرضوية وكشف الاختصاص بالحضرة العلية العلوية

فارسي .

وهو أربعون حديثاً في فضل زيارة الإمام علي بن موسىٰ الرضا عليه‌السلام .

أوّله : « حمد وسپاس خداوندى را سزا است كه قبه زرنگار بارگاه رفيعش را . . . » .

صدّره باسم السلطان شاه طهماسب الصفوي ، ورتّبه علىٰ مقدّمة فيها مطالع ثلاثة ؛ ثالثها في ترجمة الشيخ الصدوق ، ومقصد واحد ؛ هو الأربعون حديثاً في فضل زيارته عليه‌السلام بشرحها ، وخاتمة في كيفية زيارته .

نسخة بخطّ فارسي جميل ، كتبها كلب علي بن مسعود الطالقاني ،

۲۶۸

وفرغ منها في شهر ذي القعدة الحرام سنة ١٠٦٩ ، في ١٢٠ ورقة ، رقم ٦٥٩ .

(٩٨٦) شرح الأربعين حديثاً

تأليف : شيخ الإسلام والمسلمين ، بهاء الملة والدين محمّد بن عزّ الدين حسين بن عبد الصمد الحارثي العاملي ، المتوفّىٰ سنة ١٠٣٠ .

فرغ منه في صفر سنة ٩٩٥ ؛ قال المصنّف :

لقد تمّ تأليف هذا الكتاب

وتمّ الأحاديث تاريخه

نسخة بخطّ نسخ جيّد ، فرغ منها الكاتب في ربيع الأوّل سنة ١٠٤٧ ، وعليها ختم محمّد حسين بن بديع الزمان الحسيني ، تاريخه ١١١٩ ، وعليها تملّك أقلّ الطلّاب السيّد يحيىٰ بن أبي الفتح الطباطبائي سنة ١٠٥٧ ، في ٢٠٢ ورقة ، رقم ٣٤٤ .

نسخة كتابة القرن الثاني عشر ، ١٩٩ ورقة ، رقم ٣٢٠ .

نسخة نفيسة جميلة ، بخطّ أحد خطّاطي القرن الثاني عشر ، كتبها بخطّ نسخ جميل رائع ، مجدولة بالذهب ، وعليها حواشِ العلّامة المولىٰ إسماعيل المازندراني بخطّ فارسي بديع ، وبأوّلها فهرس مطالب الكتاب ، في ١٨٥ ورقة ، رقم ٥٣ .

نسخة بخطّ فارسي جيّد ، كتابة القرن الثالث عشر ، مجدولة بالذهب ، رقم ١٠٢٠ .

نسخة بخطّ عبّاس بن الله ويردي الطالقاني ، كتبها بخطّ نسخ جيّد ، وفرغ منها في ربيع الأوّل سنة ١١٥٥ ، ١٤٤ ورقة ، رقم ٤٩٠ .

۲۶۹

(٩٨٧) شرح « أُرجوزة في الميراث »

الأُرجوزة من نظم : العلّامة الشيخ محمّد علي بن محمّد الأعسم النجفي ، المتوفّىٰ سنة ١٢٣٣ .

أوّلها :

نحمدك اللّهمّ يا مَن شرعا

دينا به النبي طٰه صدعا

شرحها ابن الناظم : الشيخ عبد الحسين الأعسم .

نسخة بخطّ نسخ جيّد ، كتابة القرن الثالث عشر ، منضمّة إلىٰ « شرح كتاب البيع من قواعد العلّامة » للشيخ الأكبر الشيخ جعفر كاشف الغطاء ، رقم ٢٢٧٨ .

(٩٨٨) شرح « الأسباب والعلامات »

في الطبّ . .

المتن للشيخ نجيب الدين محمّد بن علي بن عمر السمرقندي ، المقتول بهراة سنة ٦١٨ . .

والشرح للشيخ برهان الدين نفيس بن عوض بن حكيم الكرماني ، المتوفّىٰ سنة ٨٥٣ .

شرح مزجي في غاية التحقيق ، ألّفه في سمرقند ، وفرغ منه في أواخر صفر سنة ٨٢٧ ، وأهداه إلىٰ السلطان ألغ بيك بن شاهرخ بن الأمير تيمور گورگان ، وبعده ألّف شرح موجز القانون المشهور بـ : شرح نفيسى .

۲۷۰

والكتاب مطبوع في كلكتا .

نسخة كتابة القرن الحادي عشر ، ولكن نصفها الأخير جُدّدت كتابته في سنة ١٢٦٧ ، بخطّ آقا بابا بن محمّد مهدي ، في ٣١٢ ورقة ، تسلسل ١٥٢١ .

نسخة بخطّ أحمد بن محمّد الموسوي ، فرغ منها في شهر رمضان سنة ١٠٧٧ ، وعليها تعليقات منه وفوائد منقولة من كتب الطبّ ، وعليها بلاغات وتصحيحات : « بلغ قبالاً وتصحيحاً » ، وعليها ختوم جمع من الأطبّاء ؛ فقد تناولتها أيدي الأطبّاء فصحّحوا وعلّقوا ، وتقع في ٢٧٠ ورقة ، مقاسها ٣ / ١٩ × ٢٥ ، تسلسل ٥٤٩ .

نسخة كتابة القرن الحادي عشر ، ناقصة من أوّلها عدّة أوراق ، وملحقة بآخرها فائدة في سقي السموم وطرق وقايتها ودفعها وعلاجها ، ثمّ لدغ الحشرات ولسع الأفاعي ونهش الهوام وطرق علاجها ؛ وهو شرح مزجي للمتن يظهر أنّه من الكتاب ، لكنّ النسخ الأُخرىٰ خالية منها ، وتقع في ٢٣٥ ورقة ، رقمها ١٥٣٩ .

نسخة بخطّ نسخ جميل ، كتابة القرن الثالث عشر ، ناقصة من آخرها وريقات ، ١٨٠ ورقة ، رقم ١٥٤١ .

(٩٨٩) شرح « الأسماء الحسنىٰ »

بالفارسية ، وهي ٩٩ اسماً له جلّ شأنه وعزّ اسمه .

أوّله : « ايضاً در شرح وخواص نود ونه نام بارى تعالى بفارسى ، روايت ميكند شيخ حسن بن حسين بابويه . . . » .

۲۷۱

نسخة بآخر نسخة من كتاب عدّة الداعي لابن فهد الحلّي ، المكتوبة سنة ١٢٦٦ ، في ٨ أوراق ، رقم ٦٥٨ .

(٩٩٠) شرح « الإشارات »

المتن لابن سينا ، [ للشيخ الرئيس أبي علي الحسين بن سينا ، المتوفّىٰ سنة ٤٢٨ ] .

والشرح لقاضي القضاة سراج الدين أبو الثنا محمّد ـ وفي كشف الظنون : محمود ؛ وذكر أنّه توفّي سنة ٦٨٢ ـ ابن أبي بكر بن أحمد الأرموي .

أوّله : « الحمد لله الموفِّق علىٰ ما وفَّق ، وأسأله هداية من سلك طريق الحقّ فاستبق . . . » .

فرغ منه في ٦ ربيع الآخر سنة ٦٥٩ .

نسخة بخطّ نسخ جيّد ، كتبها السيّد حمزة بن عزّ الدين أبي طالب الطباطبائي عن نسخة مكتوبة في ٨ جمادىٰ الأُولىٰ سنة ٧١٦ ، وفرغ منها في شوّال سنة ١٠٨٧ ، ثمّ قابلها معها وصحّحها عليها بعض العلماء وكتب في آخرها : « بلغ مقابلة وتصحيحاً بقدر الوسع والطاقة . . . » ، وعليها ختم السيّد محمّد رضا بن محمّد صفي الحسيني الكاشاني ، تاريخه سنة ١١٨٥ ، وخطّه بتملّك الكتاب ، وعليها ختم علوي خان ، تاريخه ١٣٠٨ ، وعليها خط محمّد علي بن عبد الله الكرماني وختمه وتاريخ تملّكه لها سنة ١٢١٣ ، في ٣٢٦ ورقة ، رقم ١٠٩٤ .

۲۷۲

(٩٩١) شرح « أشعار ناصر خسرو »

لحسام الدين بن يحيىٰ اللاهيجي .

أوّله : « نحمدك يا رافع لواء الحمد علىٰ لسان الأنام ، ويا دليل المضلّين في فيافي الآثام . . . » .

وهو شرح فارسي فلسفي عرفاني ، ذكر في أوّله : أنّ فاضلين من أعلام عصره قد شرحا هذه الأبيات فشرحها هو أيضاً ، والأشعار ستّة أبيات ، أوّلها :

در آشيان چرخ دو مرغان زير كند

كاندر فضاى ربع زمين دانه ميخورند

نسخة بخطّ الشيخ محمّد بن محمود الموركلائي المازندراني ، ولعلّه من تلامذة المؤلّف ، كتبها ضمن مجموعة من رسائل المؤلّف كلّها بخطّه الفارسي اللطيف ، والعناوين مكتوبة بالشنجرف ، فرغ منها سنة ١٠٩٠ ، وعليها حواشٍ من المؤلّف ، رقمها ٥٦٦ .

(٩٩٢) شرح « أُصول الكافي »

تأليف : صدر المتألّهين محمّد بن إبراهيم ، الشهير بـ : الملّا صدرا الشيرازي ، المتوفّىٰ سنة ١٠٥٠ ، فرغ منه سنة ١٠٤٤ .

[ خرج منه كتاب العقل والتوحيد والحجّة ، وقد طبع في طهران مع كتابه : مفاتيح الغيب . الذريعة ١٣ / ٩٩ رقم ٣١٣ ] .

۲۷۳

المجلّد الأوّل يحتوي شرح كتاب العقل والجهل فحسب ، من أوّله إلىٰ آخره ، وهو أوّل كتب أُصول الكافي ، وتاريخ الكتابة والكاتب مجهولان ؛ لأنّ نصف الصفحة الأخيرة التي كان فيها ذكرهما قد قُصّت ، والظاهر أنّه عمداً ، ثمّ صُحِّف بورق أبيض ، وبالهامش هكذا : « وكتب المؤلّف الشارح ، بيده الحانية وآلته الفانية في شهور أربعة وأربعين بعد الألف حامداً لله مصلّياً مستغفراً ، محمّد بن إبراهيم ، المشتهر بـ : صدرا . . . » إلىٰ آخره . .

بخطّ نستعليق جيّد ، يقع في ٢٦١ ورقة ، مقاسها ٥ / ١٩ × ٨ / ٢٨ ، تسلسل ٢٥ .

نسخة بخطّ صالح بن ناصر اليمني مولداً ، المكّي وطناً ، الإمامي مذهباً ، كتبها عن نسخة منقولة عن الأصل بخطّ المؤلّف ، فرغ منها في ٢٢ ذي القعدة سنة ١٠٦٩ ، ٣٦٥ ورقة ، رقم ٢٢٧٢ .

(٩٩٣) شرح « الألفية »

المتن للشهيد الأوّل ، [ الشيخ شمس الدين محمّد بن مكّي الجزيني العاملي ، المستشهَد سنة ٧٨٦ .

وهي في واجبات الصلاة ، أنهاها إلىٰ ألف ، فسمّاها الألفيّة ، مذكورة برقم ١٤٤ ] . .

والشرح للشيخ الفقيه المحدّث عزّ الدين حسين بن عبد الصمد الحارثي العاملي ، المتوفّىٰ سنة ٩٨٤ ، والد الشيخ البهائي .

فرغ منه في هراة أواخر محرّم سنة ٩٨١ ، والنسخة الأصلية في مكتبة

۲۷۴

الإمام الرضا عليه‌السلام .

نسخة قيّمة ، مكتوبة علىٰ نسخة الأصل ، كتابة أواخر القرن العاشر وأوائل الحادي عشر ، قريباً من عصر المؤلّف ، في ١٣٨ ورقة ، رقم ١٠٧٧ .

(٩٩٤) شرح « الألفية »

المتن للشهيد الأوّل . .

والشرح للسيّد نظام الدين عبد الحي بن عبد الوهّاب بن علي الحسيني الاسترآبادي الجرجاني الأشرقي .

هاجر من استرآباد سنة ٩٠٣ إلىٰ هراة وكان قاضياً بها علىٰ عهد السلطان طهماسب الصفوي ، كما انّه استقام مدّة في كرمان مدرّساً بها ، وفرغ من كتاب المعضلات سنة ٩٥٩ ، وهو ابن السيّد عبد الوهّاب الاسترآبادي ، معرّب الفصول النصيرية وشارحها .

له شرحان علىٰ الألفية : الأوّل مبسوط ، كما قال : فشرحتها شرحاً أطنبت فيه من السؤال والجواب وأكثرت الفوائد . .

والشرح الثاني أصغر منه ، وهو هذا ، ألّفه في كرمان ، وصدّره باسم السلطان طهماسب الصفوي .

أوّله : « اللّهمّ إنّا نحمدك علىٰ ما علّمتنا من قواعد العقائد الدينية ، وألهمتنا من شرائع المعارف اليقينية . . . » .

فرغ منه في ٢٨ شوّال سنة ٩٤٥ ، وله ترجمة في الروضات ورياض العلماء .

نسخة بخطّ فارسي جميل جيّد ، كتبها عطاء الله بن أمير إسلام علىٰ

۲۷۵

عهد المؤلّف ـ الشارح ـ وعلىٰ عهد السلطان طهماسب ، ولعلّ النسخة خزائينة كتبت له ؛ لأنّها بخطّ جميل رائع وٱسم السلطان مكتوب بالذهب ، وفرغ منها في ٢٣ ربيع الأوّل سنة ٩٤٩ ، ودعا للمؤلّف بقوله : « سلّمه الله تعالىٰ وأبقاه » ، وقد علمتَ أنّ المؤلّف فرغ من تأليف كتاب المعضلات بعد هذا التاريخ بعشر سنين ، رقم ٢٠٣٦ .

(٩٩٥) شرح « ألفية ابن مالك »

المتن لابن مالك النحوي ، [ الشيخ جمال الدين أبي عبد الله محمّد ابن عبد الله بن مالك الطائي الجبائي ( ٦٠٠ ـ ٦٧٢ ) ] . .

والشرح لابن الناظم بدر الدين .

نسخة كتابة القرن الحادي عشر ، في ٢٦٦ ورقة ، رقم ٩١٣ ، وبقي من آخرها بمقدار ورقة لم يكملها الناسخ .

(٩٩٦) شرح « ألفية ابن مالك »

لابن عقيل .

نسخة بخطّ محمّد ربيع المشتهر بـ : « رئيس » ، كتبها في أصفهان ، وفرغ منها في ٦ محرّم سنة ١١٠٤ ، وعليها تعليقات كثيرة رمزها : « غني » ، في ٢٣١ ورقة ، رقم ٨٥٤ .

نسخة بخطّ محمّد معصوم بن محمّد ملّا شاه محمّد الكرماني ، فرغ منها في ٢ جمادىٰ الأُولىٰ سنة ١٠١٤ ، في ١٩٠ ورقة ، رقم ١٩٧ .

۲۷۶

نسخة بخطّ السيّد إبراهيم الحسيني ، كتبها بخطّ نسخ جيّد ، وفرغ منها في عشرين شعبان سنة ١٢٦٦ ، وبآخرها القصيدة النونية لابن صاحب في المؤنّثات السماعية ، ١٩٥ ورقة ، رقم ١٩٠٣ .

(٩٩٧) شرح « ألفية ابن مالك »

والشرح هذا للشيخ محمّد مقيم بن حاجي صفي القزويني .

أوّله : « الحمد لله الذي جعلني من المستقرين ولم يجعلني من المستودعين . . . » .

ألّفه لابنه محمّد وبطلب منه .

نسخة فرغ منها الكاتب في ٢٤ صفر سنة ١٢٦٠ ، في ٢٦٥ ورقة ، رقم ١٨٢٥ .

(٩٩٨) شرح « أنا النقطة »

فارسي .

للشيخ محمّد تقي حجة الإسلام نيّر التبريزي المامقاني ، المتوفّىٰ سنة ١٣١٢ .

نسخة بخطّ نسخ جيّد ، ناقصة من خطبة الكتاب عدّة أسطر ، والظاهر أنّها مكتوبة في حياته ، وعلىٰ بعض هوامشها تعليقات بخطّ فارسي جيّد ، وناقصة من آخرها أيضاً ، بأوّل المجموعة رقم ١٣٦٢ .

۲۷۷

(٩٩٩) شرح « أنا نقطة تحت الباء »

فارسي .

أوّله : « الحمد لله مفيض الحكم ، والصلاة علىٰ محمّد وآله وسلم ، دى جاپك ناگاه از عراق وفاق وسر حد استنطاق رقمى از عزيزى در رسيد ومستشعر باستكشاف معنى : أنا نقطة تحت الباء . . . » .

نسخة بخطّ شرف جهان النطنزي ، وهو : عبد الرشيد بن عبد الفتّاح ، فرغ منها في محرّم سنة ١٠٢٨ ، وهي ثالث ما في المجموعة رقم ٣ / ١٧٥٤ .

(١٠٠٠) شرح « الإيساغوجي »

الإيساغوجي : كلمة يونانية معناها : الكلّيات الخمس ، وهي : الجنس ، والفصل ، والنوع ، والعرض الخاص ، والعرض العام ، وهي ممّا يُبحث عنه في علم المنطق .

والمتن المتداول منه هو تصنيف أثير الدين مفضّل بن عمر الأبهري ، المتوفّىٰ سنة ٦٦٣ . .

وهو مشتمل علىٰ أُمّهات مسائل المنطق ، ولكن اشتهر باسم جزئه الإيساغوجي ، وعليه شروح كثيرة ، عدّ جملة منها في كشف الظنون ١ / ٢٠٦ ، ومنها هذا الشرح ، وقد ذكره في كشف الظنون في آخر الشروح إلّا أنّه لم يعيّن مؤلّفه . .

۲۷۸

وحيث أنّ المؤلّف ـ الشارح ـ كتب هذا الشرح باسم السلطان الناصر محمّد بن الملك المنصور قلاون ، المتوفّىٰ سنة ٧٤١ ، علمنا أنّه أوّل الشروح عليه ، وأنّ الشارح إمّا معاصر للماتن أو متأخّر عنه قليلاً ، وبما أنّه قد نسب الإيساغوجي إلىٰ الأبهري جزماً ، فنسبته إلىٰ الشريف الجرجاني ، كما علىٰ النسخة ، باطلة .

وعلىٰ أي حال فهو شرح بـ : « قال : أقول : » ، والنسخة بخطّ عبد السلام بن إسماعيل ، كتبها في مدرسة محمّد بن بدال خان بن سلام خان الفافوالاني في هراة سنة ١٢٢٣ ، في ٨٦ ورقة ، تسلسل ١١٧٩ .

(١٠٠١) شرح « الايساغوجي »

المتن لأثير الدين الأبهري . .

والشرح لحسام الدين حسن الكاتي ، المتوفّىٰ سنة ٧٦٠ .

أوّله : « الحمد لله الواجب وجوده ، الممتنع نظيره ، الممكن سواه . . . وعلىٰ آله المختصّين بمَن لا يدرك أمره غيره . . . » .

نسخة بخطّ نسخ جيّد ، كتبت في القرن الثاني عشر ، وكتب المتن بأعلىٰ الصفحات ، وبعده « مناجاة خواجه عبد الله أنصاري » ، رقم ١٧٢٣ .

نسخة بخطّ أقلّ الطلّاب السيّد رضا بن السيّد مهدي الموسوي پيشنماز الأردبيلي ، فرغ منها في جمادىٰ الأُولىٰ سنة ١٢٧٧ ، بآخر مجموعة في المنطق كلّها بخطّه ، رقم ٤٣١ .

۲۷۹

(١٠٠٢) شرح « الايساغوجي »

المتن لأثير الدين مفضل بن عمر الابهري . .

والشرح لعثمان الدين بن يحيىٰ بن علي الفارسي .

وهو شرح مزجي ، أوّله : « نحمدك يا مَن بالحمد حقيق ، ونشكرك يا ملهم التصوّر والتصديق . . . » .

نسخة بخطّ إسماعيل بن حكمة الله بن فضل الله المطلي ، فرغ منها في ٢ محرّم سنة ٩٨٤ ، كتب المتن بالشنجرف ، وتقع في ١٣ ورقة ، رقم ١٧٢٤ .

(١٠٠٣) شرح « بحث الشمول » في علم الخلاف والجدل

وهو شرح مزجي في ورقتين ، أوّله : « الحمد لله المنعم بالنعم الباطنة والظاهرة . . . وعلىٰ آله وأصحابه . . . وبعد ، فلمّا تعسّر علىٰ بعض الإخوان بحث الشمول في علم الخلاف أردت أن أُحشّي ما قرّره قطب الملة والدين الكلاني . . . » .

نسخة كتابة القرن العاشر ، بآخر المجموعة رقم ١٨٣٢ ، من الورقة ٨١ أ إلىٰ ٨٢ ب ، والظاهر أنّه بخطّ الشارح ، كتبه علىٰ الأوراق الأخيرة البيضاء في هذه المجموعة .

۲۸۰

(١٠٠٤) شرح « بداية الهداية »

المتن للشيخ المحدّث الحرّ العاملي في الواجبات والمحرّمات المنصوصة .

والشرح هذا للسيّد الأمير بهاء الدين محمّد النائيني المختاري ، المتوفّىٰ بعد سنة ١١٣١ .

نسخة بخطّ محمّد بن عبد الباقي ، فرغ من كتاب الطهارة في ٢٦ صفر سنة ١١٥٢ ، والنسخة إلىٰ أواخر صلاة المسافر ، وهو آخر كتاب الصلاة ، ولا أدري أنّ المؤلّف هل جاوز هذا الحد أم لا ؟ !

وبأوّله خطّ العلّامة الشيخ علي مؤلّف أنوار البدرين ، وخطّ ابنه ، وخطّ شيخنا العلّامة الرازي ؛ عيّن فيه الكتاب ومؤلّفه ، وقال : « ذكرته في الذريعة ١٣ / ٢٢٤ » ، رقم ١٣٥ .

(١٠٠٥) شرح « بيت گلشن راز »

وهو :

تفكر رفتن از باطل سوى حق

بجزو اندر بديدن كل مطلق

و « گلشن راز » لمحمود الشبستري .

والشرح فارسي ، أوّله : « ومنه العون في التتميم ، بعد الحمد لله بما يستحقّه ، والصلاة علىٰ نبيّه كما هو حقّه ، نمود ميشود كه از ديوان وزارت

۲۸۱

كه مركز رايت اقبال . . . » .

نسخة بخطّ شرف جهان الخزاعي عبد الرشيد بن عبد الفتّاح النطنزي ، كتب بعض ما في المجموعة سنة ١٠٢٨ ، وهي ثاني ما في المجموعة رقم ٢ / ١٧٥٤ .

(١٠٠٦) شرح « بيست باب »

فارسي .

المتن في معرفة التقويم والنجوم ، لنظام الدين البيرجندي عبد العلي ابن محمّد ، المتوفّىٰ سنة ٩٣٤ . .

والشرح للمولىٰ مظفّر بن محمّد قاسم الجنابذي المنجّم .

ألّفه سنة ١٠٠٥ ، وكتبه باسم السلطان شاه عبّاس الصفوي ، المتوفّىٰ سنة ١٠٣٨ ، وقرّظه الشيخ بهاء الدين محمّد العاملي ، وطبع بإيران سنة ١٢٧١ .

نسخة ناقصة الآخر قليلاً ، كتابة القرن الثالث عشر ، بأوّل مجموعة رقم ١٣١٢ .

نسخة بخطّ نسخ جيّد ، فرغ منها الكاتب سنة ١١٢٤ ، في ١٢٨ ورقة ، رقم ١١٣٦ .

نسخة بخطّ فارسي جيّد ، فرغ منها الكاتب في ٣ شوّال سنة ١٢٠٨ ، وبظهر الورقة الأخيرة أشعار فارسية ، رقم ٢٣٠٦ .

نسخة بخطّ فارسي جميل ، كتابة القرن الحادي عشر ، وبأوّلها صورة تقريظ الشيخ بهاء الدين العاملي عليه ، سقطت ورقة من أوّل التقريظ ،

۲۸۲

وعليها تعاليق : « منه مدّ ظلّه السامي » ، و « منه رحمه الله » ، ١٣٩ ورقة ، رقم ٢٣٠٧ .

(١٠٠٧) شرح « بيست باب »

بيست باب مختصر من كتاب صد باب ، كلاهما في الاسطرلاب ، وكلاهما فارسي ، وكلاهما للمحقّق الطوسي ، خواجة نصير الدين محمّد ابن محمّد بن الحسن الطوسي ، المتوفّىٰ سنة ٦٧٢ ، وعليه شروح . .

وهذا الشرح لنظام الدين عبد العلي بن محمّد البيرجندي ، المتوفّىٰ سنة ٩٣٤ .

ألّفه باسم خواجة ناصر الدين ، فرغ منه في جمادىٰ الآخرة سنة ٨٨٩ .

نسخة قيّمة ، مكتوبة في القرن العاشر ، قريباً من عهد المؤلّف إن لم تكن بخطّه ، وعليها تصحيحات ؛ فهي مقروءة علىٰ أهل الفنّ ومصحّحة ، بأوّلها تاريخ الابتداء بالقراءة والدراسة عام ١١٠٤ ، وبآخرها : « بلغ من أوّله إلىٰ آخره » ، وعليها بعض التعليقات : « منه » ، وبعض الحواشي لغيره ، والعناوين مكتوبة بالشنجرف ، والمتن ممتاز بخطّ بالشنجرف عليه ، في ٧٨ ورقة ، رقم ١٦٤٩ .

(١٠٠٨) شرح « تجريد الأُصول »

المتن في أُصول الفقه ، تأليف : المحقّق النراقي ، المولىٰ مهدي بن أبي ذر الكاشاني ، المتوفّىٰ سنة ١٢٠٩ . .

۲۸۳

والشرح لابنه المولىٰ أحمد ، مؤلّف مستند الشيعة ، وغيره من الكتب ، المتوفّىٰ سنة ١٢٤٥ .

وهو شرح كبير في سبع مجلّدات ، فرغ منه سنة ١٢٢٢ .

أوّله : « خير الكلام حمد الملك العلّام ، الذي خلق الأنام ، وشرع لهم الشرائع والأحكام » .

المجلّد الأوّل بخطّ أقلّ الطلبة : الشيخ محمّد علي بن أحمد بن صالح ، كتبه في حياة المؤلّف ؛ فقد فرغ المؤلف من هذا المجلّد في ٩ محرّم سنة ١٢١٦ ، وفرغ الكاتب من كتابته في ١٢ شهر رمضان سنة ١٢١٦ ، فالفاصل بينهما ثمانية أشهر ، ولعلّها أوّل نسخة استنسخت عن نسخة خطّ المصنّف ، ولعلّه من تلاميذ المصنف ، ويقع في ٢٧٩ ورقة ، رقم ١٧٨١ .

(١٠٠٩) شرح « تجريد الكلام »

المتن لسلطان المحقّقين نصير الملّة والدين محمّد بن الحسن الطوسي . .

والشرح لعلاء الدين علي بن محمّد القوشجي ، المتوفّىٰ سنة ٨٧٩ .

وهو المعروف بـ : « الشرح الجديد » .

نسخة بخطّ فارسي ، كتبها القاضي أحمد بن يوسف ، وفرغ منها في شوّال سنة ١٢٧٩ ، في ٣١٠ ورقة رقم ١٢٣ .

المجلّد الثاني ، من أوّل المقصد الثالث : في إثبات الصانع ، وهو أوّل مباحث الإلٰهيات بعد الأُمور العامّة والجواهر والأعراض ، إلىٰ نهاية الكتاب

۲۸۴

بخطّ نسخ معتاد ، والمتن مكتوب بالشنجرف ، وبالهوامش تعاليق كثيرة ، نسخة القرن العاشر أو الحادي عشر ، ٦٤ ورقة ، رقم ١٩٨٤ .

المجلّد الثاني ، وفيه المقصد الثاني : في الجواهر والأعراض فقط ، كتابة القرن الحادي عشر سوىٰ الأوراق الأخيرة ؛ فإنّها متأخّرة ، وهي بخطّ نسخ جيّد ، عليها تعليقات ونقول عن سائر شروح التجريد ، رقم ١١٥ .

نسخة تبدأ بأوّل الشرح بإسقاط خطبة الشارح وتنتهي ، بخطّ فارسي جيّد ، فرغ منها الكاتب في ربيع الآخر سنة ١١٠٠ ، وعليها تصحيحات وبلاغات ، وعليها حواشٍ منه ، وتقع في ١٤٥ ورقة ، رقم ٦٢٠ .

(١٠١٠) شرح « التذكرة النصيرية »

التذكرة في الهيئة ، لسلطان المحقّقين نصير الدين الطوسي ، المتوفّىٰ سنة ٦٧٢ ، وعليها شروح ، منها هذا الشرح . .

وهو : للمولىٰ عبد العلي بن محمّد بن الحسين البيرجندي ، المتوفّىٰ سنة ٩٣٤ .

أوّله : « الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور . . . » .

فرغ منه في ربيع الأوّل سنة ٩١٣ .

ذكره شيخنا ـ دام ظلّه ـ في الذريعة [ ١٣ / ١٤٤ رقم ٤٨٧ ] بعنوان : « شرح التذكرة النصيرية » ، و [ في ١٤ / ٦١ رقم ١٧٤٣ ] بعنوان : « شرح مختصر الهيئة » .

نسخة بخطّ حسين بن محمّد باقر ، فرغ منها سنة ١٢٣٦ ، وفي

۲۸۵

آخرها : « وٱعلم أنّ هذه النسخة العزيزة نقلتها من نسخة صحيحة غاية الصحّة ، مرّن عليها عدّة من مهرة الرياضيين والمنجّمين وقوبلت مع نسخة الأصل ، وقابلت هذه النسخة أيضاً معها في غاية الدقّة . . . » .

١٣٩ ورقة ، رقم ٢١٢٦ .

(١٠١١) شرح « التصريف »

المتن لعزّ الدين الزنجاني ، ويسمّىٰ بـ : « العزي » .

والشرح لسعد الدين التفتازاني ، مسعود بن عمر ، ألّفه وهو ابن ستّة عشر سنة .

نسخة كتابة القرن الثاني عشر ، كتبها حسين بن حاجي الوان ، وملء هوامشها تعليقات ، ١٠٦ أوراق ، رقم ٢٠٤٢ .

للموضوع صلة . . .

۲۸۶

مصطلحات نحويّة (٢٦)

السيّد علي حسن مطر

خمسون ـ مصطلح اسم المفعول

ورد مصطلح « اسم المفعول » في كتاب سيبويه ( ت ١٨٠ هـ ) إلىٰ جانب « اسم الفاعل » ، فقد عقد باباً بعنوان : « ما جرىٰ في الاستفهام من أسماء الفاعلين والمفعولين مجرىٰ الفعل » (١) ، ذكر فيه أنّ اسم الفاعل والمفعول يجري مجرىٰ فعله ويعمل عمله في المعرفة كلّها والنكرة ، ومثّلَ لذلك ثمّ قال : « فمفعول مثلُ يُفْعَل ، وفاعل مثل يَفْعَل » (٢) .

وقال المبرّد ( ت ٢٨٥ هـ ) : « اسم المفعول جارٍ علىٰ الفعل المضارع الذي معناه ( يُفْعَلُ ) ، تقول : . . . زيدٌ مضروب سوطاً ، كما تقول : زيدٌ يُضْرَبُ سوطاً » (٣) .

وقال الزمخشري ( ت ٥٣٨ هـ ) في تعريفه لاسم المفعول : « هو

__________________

(١) الكتاب ، سيبويه ، تحقيق عبد السلام هارون ١ / ١٠٨ .

(٢) الكتاب ١ / ١٠٩ .

(٣) المقتضب ، محمّد بن يزيد المبرّد ، تحقيق عبد الخالق عضيمة ٢ / ١١٩ .

۲۸۷

الجاري علىٰ يُفْعَلُ من فعله ، نحو : مَضْرُوب ؛ لأنّ أصله مُفْعَل » (١) .

وقال ابن الحاجب في شرحه : « وخصَّ مضروباً ؛ لأنّ غيره من أسماء المفاعيل جارٍ علىٰ الفعل من غير تغيير ، وأمّا مضروب وبابه فليس جارياً علىٰ الفعل ، فقال : ( أصله : مُفْعَل ) إثباتاً لجريانه علىٰ الفعل ، وإنّما غُيِّر إلىٰ لفظ مفعول ؛ لأنّه لو بقي علىٰ ( مُفْعَل ) لم يعلم أهو اسم مفعول لـ : ( أفْعَلَ أو فَعَلَ ) (٢) ، فغيّروا مفعولَ فَعَلَ ليتبيّن » (٣) .

إلّا أنّه أورد عليه بقوله : « والكلام في الجاري مثله في ما تقدّم في اسم الفاعل » (٤) . .

ويفهم ممّا ذكره هناك : أنّه يشكل علىٰ هذا التعريف بأنّه : إن أراد بالجاري الواقع موقع ( يُفعَلُ ) باعتبار المعنىٰ ، وردَ عليه اسم المفعول إذا كان لِما مضىٰ ؛ فإنّه ليس واقعاً موقع ( يُفْعَلُ ) ، وإنّما هو واقع موقع ( فُعِلَ ) وهو اسم مفعول ، وإن أراد بالجاري علىٰ ( يُفْعَل ) أنّه علىٰ مثل حركاته وسكناته ، وردَ عليه أنّ ثمّة أشياء تجري علىٰ ( يُفعَل ) بهذا الاعتبار ، وليست باسم مفعول (٥) ، نحو : مُصْحَف ومُرْهف .

وعرّفه المطرزي ( ت ٦١٠ هـ ) بقوله : « اسم المفعول : كلّ اسم اشتقّ لذات مَن وَقَع عليه الفعل ، وهو يعمل عملَ ( يُفْعَلُ ) مِن فِعله ، نحو : زيدٌ

__________________

(١) المفصّل في علم العربية ، جار الله الزمخشري : ٢٢٩ .

(٢) أي لنحو : أكْرَمَ وأغْلَقَ ، أو لنحو : ضَرَبَ ودَفَعَ .

(٣) الإيضاح في شرح المفصّل ، ابن الحاجب ، تحقيق إبراهيم محمّد عبد الله ١ / ٦١٨ .

(٤) الإيضاح في شرح المفصّل ١ / ٦١٨ .

(٥) قارن بما ذكره في ١ / ٦١٢ .

۲۸۸

مُكْرَمٌ أصحابُه ، كما تقول : زيدٌ يُكْرَمُ أصحابُه » (١) .

والذي يميّز هذا التعريف عمّا سبقه ، أنّه لم يأخذ عمل اسم المفعول في تعريفه ، وإنّما ذكره بعد ذلك ؛ لأنّه ليس من مقوّماته الذاتية . ومراده بـ : ( الفعل ) في التعريف : المصدر ؛ لأنّهم يسمّون المصدر فعلاً وحَدَثاً .

وعرّفه ابن الحاجب ( ت ٦٤٦ هـ ) في الكافية بأنّه : « ما اشتقّ من فعلٍ لِمَنْ وقع عليه » (٢) ، وهو بمضمون تعريف المطرّزي ، إلّا أنّه أكمل ؛ لقوله : ( اشتقّ من فعل ) .

وقال الرضي الاسترابادي في شرحه : « وسُمّيَ اسم المفعول ، مع أنّ اسم المفعول في الحقيقة هو المصدر ؛ إذ المراد : المفعول بهِ الضرب ، أي : أوقعته عليه ، لكن حذف حرف الجر ، فصار الضمير مرفوعاً ، فاستتر » (٣) .

وتابعه علىٰ هذا التعريف كلّ من :

الأردبيلي ( ت ٦٤٧ هـ ) ؛ قال : « هو المشتقّ من فعلٍ لمَن وقع عليه الفعل ، ويعملُ عمل ( يُفعَلُ ) من فعله ، أي : يعمل عمل المضارع المبني للمفعول المشتقّ من مصدره ، نحو : زيدٌ مضروب غلامُه » (٤) .

وٱبنِ هشام ( ت ٧٦١ هـ ) ؛ قال : « هو ما اشتقّ من فعلٍ لمَن وقع عليه ، كمضروب ومُكْرَم . . .

وفي قولي في حدّه : ( ما اشتقّ من فعل ) من المجاز ، ما تقدّم شرحه

__________________

(١) المصباح في علم النحو ، ناصر بن أبي المكارم المطرزي ، تحقيق ياسين محمود الخطيب : ٦٣ .

(٢) شرح الرضي علىٰ الكافية ، تحقيق يوسف حسن عمر ٣ / ٤٢٧ .

(٣) شرح الرضي علىٰ الكافية ٣ / ٤٢٧ .

(٤) شرح الأُنموذج في النحو ، محمّد بن عبد الغني الأردبيلي ، تحقيق حسني عبد الجليل يوسف : ١٢٨ .

۲۸۹

في حدّ اسم الفاعل ، وقولي : ( لمَن وقع عليه ) مُخرج للأفعال الثلاثة ، ولاسم الفاعل ، ولاسمي الزمان والمكان .

ومثّلتُ بـ : ( مَضروبٍ ومُكْرَم ) ؛ لأنبّه علىٰ أنّ صيغته من الثلاثي علىٰ زنة مفعول ، كمضروبٍ ومقتول . . . ومن غيره بلفظِ مضارعِهِ بشرط ميم مضمومة مكان حرف المضارع [ وفتح ما قبل آخره ] كمُخَرج ومُستخرَج » (١) .

وما ذكره من أنّ في قوله : ( ما اشتقّ من فعل ) من المجاز ما تقدّم في شرح اسم الفاعل ، يريد به الإحالة إلىٰ قوله هناك : « وفيه تجوّز ، وحقّه ما اشتقّ من مصدر فعل » (٢) ؛ لأنّ الاشتقاق إنّما يكون من المصدر لا من الفعل .

ويمكن الجواب عنه ، بأنّهم يعبّرون عن المصدر بالفعل ؛ فلا تجوّز .

وعرّفه الإشبيلي ( ت ٦٨٨ هـ ) بقوله : « اسم المفعول : الصفة الجارية علىٰ الفعل المبني للمفعول ، في حركاته وسكناته » (٣) .

وقد تنبّه الإشبيلي إلىٰ أنّ هذا التعريف لا يشمل اسم المفعول من الفعل الثلاثي ، نحو : مَضْروب ؛ فإنّه لا يُماثل الفعل ( ضُرِبَ ) في حركاته وسكناته ، فأخذ يعتذر من ذلك ويوجّهه بقوله : « ولا تجد هذا ينكسر إلّا في اسم المفعول من الفعل الثلاثي وهو مفعول ؛ فإنّه ليس بجارٍ علىٰ الفعل ، لكنّه استغني به عن الجاري ، ولزم لزوم الجاري . . . والدليل علىٰ

__________________

(١) شرح شذور الذهب ، ابن هشام ، تحقيق محمّد محيي الدين عبد الحميد : ٣٩٦ .

(٢) شرح شذور الذهب : ٣٨٥ .

(٣) البسيط في شرح جمل الزجّاجي ، ابن أبي الربيع الإشبيلي ، تحقيق عيّاد الثبيتي ، ٢ / ٩٩٧ .

۲۹۰

ذلك : أنّ العربَ أعملته كما أعملت اسم الفاعل وٱسم المفعول من غير الثلاثي » (١) .

أقول :

إنّ عدم جامعية هذا الحدّ يعدّ نقطة ضعف فيه ، رغم ما ذكره من الاعتذار ، وكان ينبغي له صياغته بنحو يجعله جامعاً لأفراده ، كما فعل غيره من النحاة .

وعرّفه ابن هشام ( ت ٧٦١ هـ ) بصياغة تخصّه ، فقال : « هو ما دلّ علىٰ حَدَثٍ ومفعوله » (٢) .

قال الأزهري : « فخرج بقوله : ( ومفعوله ) ما عدا اسم المفعول من الصفات والمصادر والأفعال الدالّة علىٰ الأحداث » (٣) .

وجاء في حاشية الشيخ ياسين العليمي : « قال الدنوشري : إنّما لم يقل : ( ما دلّ علىٰ حدث وحدوث ) ؛ لأنّه لا فائدة لذكر الحدوث في حدّه ؛ لأنّه ليس في المشتقّات ما يدلّ علىٰ حدثٍ ومفعوله غيره ، حتّىٰ يذكر لأجل الاحتراز به عن شيء آخر ، بخلاف اسم الفاعل ؛ فإنّه شاركه في الدلالة [ علىٰ الحدث ] وفاعِلِهِ الصفةُ المشبّهة وأفعل [ التفضيل ] ، فلا بُدّ من ذكره في حدّه حتّىٰ يحترز به منهما ، انتهىٰ ، وهو كلام الحفيد برمّته » (٤) .

__________________

(١) البسيط في شرح جمل الزجاجّي ٢ / ٩٩٧ .

(٢) أوضح المسالك إلىٰ ألفية ابن مالك ، ابن هشام الأنصاري ، تحقيق محمّد محيي الدين عبد الحميد ٢ / ٢٥٩ .

(٣) شرح التصريح علىٰ التوضيح ، خالد الأزهري ٢ / ٧١ .

(٤) حاشية ياسين العليمي علىٰ شرح التصريح ٢ / ٧١ .

۲۹۱

وتابعه الأشموني ( ت ٩٠٠ هـ ) علىٰ هذا الحدّ (١) .

وعرّفه الفاكهي ( ت ٩٧٢ هـ ) بقوله : « ما اشتقّ من مصدر فعلٍ لمَن وقع الفعل عليه » (٢) .

وقد تابع فيه ابن الحاجب ، لكنّه قال : ( ما اشتقّ من مصدر فعل ) لكي لا يرتكب التجوّز المحتمل في عبارة ابن الحاجب وغيره في قوله : ( ما اشتقّ من فعلٍ ) .

*      *     *

__________________

(١) شرح الأشموني علىٰ ألفية ابن مالك ، تحقيق حسن حمد ٢ / ٢٢٩ .

(٢) شرح الحدود النحوية ، جمال الدين الفاكهي ، تحقيق محمّد الطيب الإبراهيم : ١٤٣ ـ ١٤٤ .

۲۹۲

واحد وخمسون ـ مصطلح اسم التفضيل

عبّر سيبويه ( ت ١٨٠ هـ ) عن اسم التفضيل بـ : « أفعل منك » ، وقال : « اعلم أنّك إنّما تركت صرف ( أفعل منك ) ؛ لأنّه صفة » (١) .

وقال المبرّد ( ت ٢٨٥ هـ ) : « إنّ ( أفعل ) يقع علىٰ وجهين :

أحدهما : أن يكون نعتاً قائماً في المنعوت ، نحو : أحمر وأصفر وأعور .

والوجه الآخر : أن يكون للتفضيل ، نحو : هذا أفضل من زيد ، وأكبر من عبد الله » (٢) .

وهو واضح في تسميته إياه بـ : « أفعل التفضيل » .

وقال المكودي في توضيحه : « أفعل التفضيل ، مضاف ومضاف إليه ، وإنّما أُضيف إلىٰ التفضيل ؛ لأنّه دالّ عليه ، وٱحترز به من ( أفعل ) الذي ليس للتفضـيل كأحمر وأشهر » (٣) .

وعبّر عنه الزبيدي ( ت ٣٧٩ هـ ) بـ : « أفعل صفةً » ، وقال : « أفعل التي توصل بـ ( مِن ) لا تنصرف . . . لأنّها نعتٌ ، مثل : أحمر . . . تقول : مررت برجل أكرم من زيد ، فأكرم نعت لرجل ، ولكنّه لا ينصرف ؛ لأنّه

__________________

(١) الكتاب ، سيبويه ، تحقيق عبد السلام هارون ٣ / ٢٠٢ .

(٢) المقتضب ، المبرّد ، تحقيق محمّد عبد الخالق عظيمة ٣ / ٢٤٥ .

(٣) شرح الألفية ، عبد الرحمٰن المكودي ، ضبط وتخريج إبراهيم شمس الدين : ١٨٨ .

۲۹۳

علىٰ مثال : أفعل صفة » (١) .

وسمّاه الرمّاني ( ت ٣٨٤ هـ ) بـ : « الصفة غير المشبّهة ، نحو : زيد أفضل أباً ، وزيد خير منك أخاً » (٢) .

وأسماه الزمخشري ( ت ٥٣٨ هـ ) بـ : ( أفعل التفضيل ) ، قال في المفصّل : « أفعل التفضيل قياسه أن يصاغ من ثلاثي غير مزيد فيه ، ممّا ليس بلونٍ ولا عيبٍ » (٣) .

وقال في الأنموذج : « وأفعل التفضيل لا يعمل في الظاهر ، فلا يقال : مررت برجل أفضل منه أبوه » (٤) .

وأسماه أيضاً بـ : « اسم التفضيل » (٥) .

وقد اقترح بعض النحاة اسماً ثالثاً ، وهو : « أفعل الزيادة » ؛ فقد جاء في حاشية السجاعي علىٰ قطر الندىٰ : « اعترضه المصنّف في حواشي التسهيل بأنّ الأحسن الترجمة بـ : ( أفعل الزيادة ) ؛ لأنّه قد يبنىٰ لِما لا تفضيل فيه ، نحو : أبخل وأجهل .

ويمكن أن يجاب بـ : أنّ هذه العبارة صارت في الاصطلاح اسماً للدالّ علىٰ الزيادة » (٦) ، أي : سواء أكانت زيادة في التفضيل أو التنقيص .

__________________

(١) الواضح في علم العربية ، محمّد بن الحسن الزبيدي ، تحقيق أمين علي السيّد : ١٥٠ .

(٢) منازل الحروف ، علي بن عيسىٰ الرمّاني ، ضمن كتاب ( رسائل في النحو واللغة ) تحقيق مصطفىٰ جواد ويوسف يعقوب مسكوني : ٧٢ .

(٣) المفصّل في علم العربية ، جار الله الزمخشري : ٢٣٢ .

(٤) شرح الأنموذج ، عبد الغني الأردبيلي ، تحقيق حسين عبد الجليل يوسف : ١٢٨ .

(٥) المفصّل في علم العربية : ٢١٨ .

(٦) حاشية السجاعي علىٰ قطر الندىٰ : ١٠٩ ـ ١١٠ .

۲۹۴

وجاء في حاشية الصبّان : « قيل : أوْلىٰ منه التعبير بـ : اسم التفضيل ؛ ليشمل : خيراً وشرّاً ؛ لأنّهما ليسا علىٰ زنة أفعل ، وأوْلىٰ منهما التعبير بـ : ( اسم الزيادة ) ؛ ليشمل نحو : أجهل وأبخل ، ممّا يدلّ علىٰ زيادة النقص لا علىٰ الفضل .

ويدفع الأوّل بـ : أنّ قوله : ( أفعل ) أي : لفظاً أو تقديراً ، وخيرٌ وشرٌ من الثاني ، ويدفع الثاني بـ : أنّ المراد بالفضل : الزيادة مطلقاً ، في كمال أو نقص » (١) .

ويلاحظ :

إنّ النحاة ما زالوا إلىٰ الآن يستعملون كلّاً من هذين الاسمين : « أفعل التفضيل » و « اسم التفضيل » عنواناً للمعنىٰ الاصطلاحي ، ولم ينفرد به أحدهما دون الآخر .

ولعلّ ابن الحاجب ( ت ٦٤٦ هـ ) أوّل من عرّفه بقوله : « اسم التفضيل : ما اشتقّ من فعل لموصوف بزيادة علىٰ غيره » (٢) .

وقال الجامي في شرحه : « ( ما اشتق ) ، أي : اسم اشتق ( من فعلٍ ) ، أي : حدثٍ ( لموصوف ) قام به الفعل أو وقع عليه . . . ( بزيادة علىٰ غيره ) في أصل ذلك الفعل . . .

فقوله : ( ما اشتق من فعل ) شامل لجميع المشتقّات .

وقوله : ( لموصوف ) يخرج أسماء الزمان والمكان والآلة ؛ لأنّ المراد بالموصوف : ذاتٌ مبهمة ، ولا إبهام في تلك الأسماء .

__________________

(١) حاشية الصبّان علىٰ شرح الأشموني ٣ / ٤٣ .

(٢) شرح الكافية ، الرضي الاسترابادي ، تحقيق يوسف حسن عمر ٣ / ٤٤٧ .

۲۹۵

وقوله : ( بزيادة علىٰ غيره ) يخرج اسم الفاعل والمفعول والصفة المشبّهة » (١) .

وأشكل عليه الرضي بأنّه « ينتقض بنحو : فاضل وزائد وغالب ، ولو احترز عن مثله بأن قال : ما اشتق من فعل لموصوف بزيادة علىٰ غيره فيه ، أي : في الفعل المشتقّ منه ، لانتقض بنحو : طائل ، أي : زائد في الطول علىٰ غيره ، وشبهه من اسم الفاعل المبني في باب المغالبة» (٢) .

وممّن تابع ابن الحاجب علىٰ هذا التعريف : الأردبيلي ( ت ٦٤٧ هـ ) في شرحه لأنموذج الزمخشري (٣) ، والفاكهي ( ت ٩٧٢ هـ ) (٤) .

وقال ابن مالك ( ت ٦٧٢ هـ ) في أُرجوزته النحوية :

صُغ من مصوغٍ منه للتعجّبِ

أفْعَلَ للتفضيل وأْبَ اللذْ أُبي

قال الخضري : يؤخذ من هذا أنّه يعرّف « أفعل التفضيل بأنّه : الوصف الموازن لأفعل ، أي : ولو تقديراً ، الدالّ علىٰ زيادة صاحبه في أصل الفعل ، فالوصف جنس ، والموازن لأفعل ، مخرج لغيره من صيغ اسم الفاعل والتعجّب ، والدال . . . إلىٰ آخره ، مخرج لموازنه من ذلك » (٥) .

__________________

(١) الفوائد الضيائية ، عبد الرحمٰن الجامي ، تحقيق أُسامة طه الرفاعي ٢ / ٢١١ .

(٢) شرح الكافية ٣ / ٤٤٧ .

(٣) شرح الأُنموذج ، محمّد بن عبد الغني الأردبيلي ، تحقيق حسني عبد الجليل يوسف : ٣٠ .

(٤) شرح الحدود النحوية ، عبد الله بن أحمد الفاكهي ، تحقيق محمّد الطيّب الإبراهيم : ١٤٤ .

(٥) حاشية الخضري على شرح ابن عقيل ، ضبط وتصحيح يوسف البقاعي ٢ / ٥٨٨ .

۲۹۶

أقول :

ويستفاد هذا التعريف نفسه من قول ابن مالك في عمدة الحافظ ؛ إذ قال : « يُصاغ للتفضيل وصف علىٰ أفعل ممّا صيغ منه فعل التعجّب » (١) .

وعرّفه الرضي الاسترابادي ( ت ٦٨٦ هـ ) بأنّه : « المبني علىٰ أفْعَل لزيادة صاحبه علىٰ غيره في الفعل ، أي : في الفعل المشتق هو منه ، فيدخل فيه : خيرٌ وشرٌ ؛ لكونهما في الأصل : أخْيَر وأشَرّ ، فخُفّفا بالحذف لكثرة الاستعمال » (٢) .

وقوله : ( المبني علىٰ أفعل ) احتراز عما أورده من النقض علىٰ تعريف ابن الحاجب بنحو : فاضل وطائل ؛ فإنّها وإن كانت مشتقّات تدلّ علىٰ زيادة الموصوف علىٰ غيره في أصل الفعل ( الحَدَث ) ، إلّا أنّها ليست علىٰ وزن أفعل .

ويستفاد من قول ابن الناظم ( ت ٦٨٦ هـ ) : « يبنىٰ الوصف علىٰ أفعل للدلالة علىٰ التفضيل » (٣) ، أنّه يوافق علىٰ مضمون تعريف الرضي ، إلّا أنّه يأخذ ( الوصف ) جنساً للتعريف ، ممّا يجعله أكمل .

وتابعه علىٰ مضمونه أيضاً : الأزهري ( ت ٩٠٥ هـ ) ، بقوله : « هو الوصف المبني علىٰ أفعل لزيادة صاحبه علىٰ غيره في أصل الفعل » (٤) .

__________________

(١) شرح عمدة الحافظ وعدة اللافظ ، ابن مالك ، تحقيق عدنان عبد الرحمٰن الدوري : ٧٥٦ .

(٢) شرح الكافية ٣ / ٤٤٧ .

(٣) شرح ألفية ابن مالك ، بدر الدين ابن الناظم : ١٨٦ .

(٤) شرح التصريح علىٰ التوضيح ، خالد الأزهري ٢ / ١٠٠ .

۲۹۷

وعرّفه ابن هشام ( ت ٧٦١ هـ ) بقوله : « اسم التفضيل هو : الصفة الدالّة علىٰ المشاركة والزيادة » (١) .

وعرّفه الفاكهي ( ت ٩٧٢ هـ ) بمثل تعريف ابن الحاجب المتقدّم ، وقال في شرحه : « ( ما اشتق ) ، أي : أُخذ ( من فعل ) ثلاثيٍ متصرّف تامٍّ مجرّدٍ لفظاً وتقديراً » (٢) .

فتعقّبه بعضهم بقوله : « هذا القيد ( مجرّد لفظاً وتقديراً ) لا لزوم له ؛ لأنّ المزيد خارج بقيد : ثلاثي » (٣) .

*      *     *

__________________

(١) شرح قطر الندىٰ ، ابن هشام الأنصاري ، تحقيق محيي الدين عبد الحميد : ٢٨٠ .

(٢) شرح الحدود النحوية ، جمال الدين الفاكهي ، تحقيق محمّد الطيّب الإبراهيم : ١٤٤ .

(٣) شرح الحدود النحوية : ١٤٥ الهامش .

۲۹۸

مجلّة تراثنا العددان 79 و 80

۲۹۹

مجلّة تراثنا العددان 79 و 80

۳۰۰

مجلّة تراثنا العددان 79 و 80

۳۰۱

مجلّة تراثنا العددان 79 و 80

۳۰۲

مقدّمة التحقيق

بِسْمِ اللهِ الرَّحمٰنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله الّذي لا إلٰه إلّا هو الحيّ القيّوم ، والصلاة والسلام علىٰ المبعوث رحمةً للعالمين محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خاتم النبيّين ، وعلىٰ أهل بيته الطيّبين الطاهرين ، واللعن الدائم علىٰ أعدائهم ومن والاهم أجمعين ، من الآن إلىٰ قيام يوم الدين .

أمّا بعد . .

الحديث عن السياسة والسياسيّين بالمفهوم العام والمطلق وعلىٰ مرّ العصور يعني الحديث عن تجاذبات ومشادّات واختلافات في وجهات النظر المتباينة بين هذا وذاك ، سواء بين جماعتين مختلفتين ، أو بين أنصار الجماعة الواحدة ، وذلك بسبب الاختلاف الحاصل في الآراء والأفكار والرؤىٰ التي تتبنّاها كلّ جهة أو كلّ شخص .

ومن أجل أن يمرّر كلّ طرف سياسته الخاصّة ، أو يفرض آراءه ومعتقداته وأفكاره ، عليه أن يعتمد علىٰ مبدأ المناورة والتلاعب بالألفاظ ، وقد يصل الأمر أحياناً إلىٰ حدّ التنازل عن القيم والمبادئ التي يؤمن بها ،

۳۰۳

وٱعتماد مبدأ ( الغاية تبرّر الوسيلة ) من أجل الوصول إلىٰ ما يصبو إليه .

وقد نقل لنا التاريخ القديم والحديث كيف أنّ الّذين اشتغلوا بالأُمور السياسية والقضايا السلطوية كانت لهم أساليب وطرق نستطيع أن نعدّها غير شرعية ـ والمقصود بغير الشرعية هنا إمّا أن تكون مخالفة للشرائع السماوية ، أو للقوانين الوضعية المانعة لمثل هذه الأساليب ، وهذا ممّا يمكن القول عنه بالمصطلح الرياضي الحديث « الضرب تحت الحزام » ـ للوصول إلىٰ المناصب العليا والتبختر ببهرج السلطة والصول .

وهذه السياسات المتّبعة للوصول إلىٰ السلطة وسدّة الحكم تدفع بالفرد إلىٰ التشبّث بها والاستماتة من أجلها ولو كان الثمن هو تحوّله إلىٰ دكتاتور ومجرم وقاتل للنفس المحترمة ومرتكب لكلّ كبيرة ، كما فعل ملوك بني أُميّة وبني العبّاس .

فهذا يزيد بن معاوية ارتكب أبشع الجرائم ، وٱستباح كلّ محرّم ، من أجل الحفاظ علىٰ تركة أبيه وسلطانه ، والجلوس مجلسه ، وهذا هارون الرشيد الخليفة العبّاسي يقول لابنه وفلذة كبده : « والله لو نازعتني الملك لأخذت الذي فيه عيناك ، فإنّ الملك عقيم » (١) .

وعصرنا الحاضر مليء بمثل هذه الأُمور ، فمعظم الثورات والانقلابات ـ إنْ لم نقل كلّها ـ التي تحدث هنا وهناك من أنحاء العالم ، وبالأخصّ عالمنا العربي والإسلامي ، قوامها القتل والتدمير والعنف وسفك الدماء وإزالة الخصوم والمعارضين لهم بشتّىٰ الوسائل .

فكلّ الأُمور التي ذكرناها هي ضمن سلوك وسياسة أُناس عاديّين

__________________

(١) ٱنظر : الاحتجاج ٢ / ١٦٦ ، عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ / ٨٦ .

۳۰۴

تتحكّم فيهم الأهواء ، انطلاقاً من الأنانية ، تؤثّر فيهم المطامع الدنيوية والمصالح الشخصية ، وهوىٰ النفس .

أمّا عندما يكون الحديث عن سياسة وسلوك رجل مثل الإمام الحسين عليه‌السلام ، الذي عصمه الله تعالىٰ من كلّ خطأ وزلل ، بنصوص قرآنية وأحاديث نبويّة شريفة لا تكاد تخفىٰ علىٰ ذوي العقول النيّرة والضمائر الحيّة البعيدة عن التعصّب الجاهلي ، فالأمر يكون مختلفاً تماماً .

فالإمام الحسين عليه‌السلام ليست السلطة مبتغاه ، ولا الحكم غاية مناه ، فهو كالكعبة يؤتىٰ ولا يأتي ، وأفعاله لا تكون انعكاساً لنزواته وشهواته الدنيوية وأهوائه ، أو طبقاً لدوافع عاطفية أو عشائرية ناتجة عن خلاف بينه وبين بني أُميّة ، أو غيرهم ؛ فإنّ كلّ هذه الأُمور لا تعني عند الإمام الحسين عليه‌السلام شيئاً ، وإنّ ما يعنيه هو :

١ ـ موقفه الشرعي من بني أُميّة الّذين تسلّقوا إلىٰ قمّة السلطة ، وتربّعوا علىٰ كرسي الحكم ، وٱتّخذوا عباد الله خولاً ، ومال الله دولاً ، دون أن يكونوا أهلاً لقيادة هذه الأُمّة .

أضف إلىٰ ذلك علمه سلام الله عليه بمدىٰ أثر هذا الأمر علىٰ جدّه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، الذي لم يُرَ مبتسماً بعد أن أراه الله عزّ وجلّ نَزوَ بني أُميّة علىٰ منبره نَزوَ القردة (١) .

٢ ـ خوفه علىٰ مستقبل الإسلام وشريعة جدّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، هذه الشريعة التي أصبحت عرضةً للتحريف والتزييف من قبل حكّام الجور والظلم ،

__________________

(١) ٱنظر تفسير قوله تعالىٰ : ( وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) ، سورة الإسراء ١٧ : ٦٠ ، في تفاسير الفريقين .

۳۰۵

ولا سيّما بني أُميّة ، هذه الشريعة التي ضحّىٰ من أجل تثبيت دعائمها جدّه وأبوه وأخوه ، روحي وأرواح العالمين لهم الفداء ، فقد قال عليه‌السلام في وصيّته لأخيه محمّـد بن الحنفيّـة حين أراد الخروج من المدينة :

« . . . وأنّـي لـم أخـرج أشـراً ولا بـطـراً ، ولا مـفـسـداً ولا ظالماً ، وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في أُمّة جدّي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أُريد أن آمر بالمعروف وأنهىٰ عن المنكر ، وأسـير بسيرة جدّي وأبي عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، فمَن قبلني بقبول الحقّ فالله أَوْلىٰ بالحقّ ، ومَن ردَّ علَيَّ هذا أصبر حتّىٰ يقضي الله بيني وبين القوم وهو خير الحاكمين » (١) .

ومن هنا ، فإنّ سـياسـة الإمام عليه‌السلام كانت مدروسـة بدقّة ، وخطواته كانت بأوامر إلٰهيّة ، فهو ممّن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، إذ قال سـلام الله عليه ، عندما حـاول بعضهـم أن يثنيه عن المسـير ـ وذلك لقصـور أفكارهم وعدم إدراكهم مقاصده السـامية ـ أو الخروج والمسـير دون أخذ العيال والنسـاء معه ، قال : « إنّ الله شـاء ذلك ، وجدّي أمرني به » ، وقال عليه‌السلام مبرّراً لأخذه العيال معه : « إنّ الله شـاء أن يراهنّ سـبايا » .

فتشـكيك المشـكّكين بسـياسـة الإمام عليه‌السلام ما هو إلّا وجهات نظر ضـيّقة لا تتعدّىٰ كونها من أشـخاص ينظرون إلىٰ الإمام عليه‌السلام كنظرتهم لأيّ قائد عسكري فاشل ، لم يحسب لمعركته مع يزيد بن معاوية الحسابات الدقيقة والصحيحة ، دون النظر إلىٰ عصمته ومنزلته ومكانته الإلٰهيّـة .

أو مـن أشـخاص يحاولـون تبرير ما قـام به حكّـام بني أُميّـة من تدمير للمبادئ وللقيم السـماوية ومكـارم الأخـلاق التي بُعِثَ النبيّ

__________________

(١) بحار الأنوار ٤٤ / ٣٢٩ ـ ٣٣٠ .

۳۰۶

المصطفىٰ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليتمّمها ، وضحّىٰ من أجلها ولده وريحانته الحسين عليه‌السلام .

وبسبب هذه الأفكار القاصرة والرؤىٰ الضيّقة ترانا نسمع بين حين وآخر تسـاؤلات لا ترقىٰ إلىٰ مسـتوىٰ تضحية الإمام الحسـين عليه‌السلام ، تسـاؤلات لو فكّر بها أصحابها بعيداً عن التعصّب والهوىٰ لكانوا قد وفّروا علىٰ أنفسهم عناء البحث عن أجوبة مقنعة لها ؛ لأنّ للإمام الحسـين عليه‌السلام سياسة واضحة كوضوح الشمس ، لا تحتاج إلىٰ مزيد من التفكير للوصول إلىٰ مغزاها . .

فهو عليه‌السلام لم يسـتخدم وسـائل غير شـرعية ولا أسـلحة محرّمة دولياً في حربه من أجل الدفاع عن شريعة جدّه ، بل اسـتخدم سـلاح التضحية بالنفس ـ والجود بالنفس أقصىٰ غاية الجود ـ والأولاد والأموال من أجل رفع كلمة الإسـلام وجعلها هي العليا ، ودحض كلمة الباطل المتمثّلة بيزيد وأعوانه وجعلها هي السـفلىٰ .

ومن بين الّذين وقفوا في وجه هؤلاء المشـكّكين ـ بالأدلّة والبراهين القاطعة ـ الشـيخ كاشـف الغطاء قدس‌سره ، الذي عُرف بمواقفه العظيمة في الدفاع عن مذهب ونهج أهل البيت عليهم‌السلام ، من خلال قلمه السـيّال ، الّذي ما انفكّ يردّ المشـكّكين وأصحاب العقول المتحجّرة .

فكانت هذه الرسالة التي بين أيدينا من جملة رسائله التي سارع فيها للدفاع عن حقيقة السياسة الحسينية ، هذه الحقيقة التي حاولت يد الغدر والخيانة ـ من أصحاب الأقلام المأجورة من قبل ملوك بني أُميّة وبني العبّاس ، ومَن لفّ لفّهم ، وإلى يومنا هذا ـ تشويهها وطمس معالمها ، لكي لا يتسنّىٰ للناس معرفة مقدار التضحية العظيمة التي ضحّىٰ بها الإمام الحسين عليه‌السلام من أجل الحفاظ علىٰ بيضة الإسلام ، ولكي لا يطّلع الناس

۳۰۷

علىٰ سوءات بني أُميّة .

ونتيجةً لهذه المحاولات الدنيئة نرىٰ أنّ بعض ضعاف النفوس أخذوا يتخبّطون في وصفهم لقيام الإمام الحسين عليه‌السلام . .

فمنهم من جعلها خروجاً عن طاعة الإمام ، حتّىٰ ولو كان هذا الإمام جائراً وفاسـقاً وفاجراً .

ومنهم من جعلها إلقاءً للنفس بالتهلكة ؛ لأنّه كيف لمثل الحسـين وأنصاره الّذين لا يتجاوزون السـبعين نفراً أن ينتصروا علىٰ يزيد وجيش يزيد البالغ ـ علىٰ رأي المقلّين ـ ١٨ ألف نفر .

ومنهم من جعلها صراعاً علىٰ السـلطة بين بني هاشـم وبين بني أُميّة ؛ لذا لا ينبغي التدخّل في صراع نشـب بين أبناء العمومة .

فجاءت هذه الرسالة لتضع حـدّاً لهذه الشكوك ، ولتزيل الغشاوة عن أعين الناظرين إلىٰ السياسة الحسينية ، هذه السياسة التي أصبحت منهجاً لكلّ ثوار العالم الّذين يرفضون الخضوع للظلم والظالمين علىٰ مرّ العصور والقرون .

*      *     *

۳۰۸

ترجمـة المؤلّـف (١)

هو : الشيخ محمّـد حسـين بن الشـيخ علي بن محمّـد رضا بن موسىٰ بن الشيخ جعفر ـ صاحب « كشف الغطاء » ـ ابن الشيخ خضر بن يحيىٰ ، الذي يرجع نسبه إلىٰ مالك الأشـتر ، وهو من خاصّة أمير المؤمنين الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام .

وُلد في النجف الأشرف في العراق سنة ١٢٩٤ هـ ، الموافق ١٨٧٧ م .

بدأ دارسـاً المقدّمات ـ من نحو ، صرف ، بلاغة ، ومنطق ـ علىٰ أساتذة هذه العلوم يومذاك في المساجد والمدارس الحاشدة بالجموع الغفيرة من روّاد العلم علىٰ اختلاف قومياتهم ، فقد كانت النجف الأشرف مصدر إشعاع علمي تشدّ لـه الرحـال من أقطـار نائية ، وبدأ يتقـدّم في هذا الميدان وكأنّه في حلبة سباق يطمح أن يحوز علىٰ قصب السبق ، وأنهىٰ هذه العلوم في مدّة زمنية قياسية قلّ نظيرها ، وأصبح مؤهّلاً بعد اجتيازه لهذه العلوم ـ المقدّمات ـ أن يرقىٰ إلىٰ علم الأُصول الذي هو ـ في الحقيقة ـ الجهاز الذي من خلاله يستنبط الفقيه فتاواه لتحديد سلوك مقلّديه وفق الشريعة الإسلامية .

درس الفقه علىٰ فقيهين كبيرين يشهد لهما القاصي والداني بغزارة علمهما ، وهما : الملّا رضا الهمداني والسيّد محمّد كاظم اليزدي ، وتتلمذ

__________________

(١) ٱنظر ترجمة الشـيخ مفصّلاً في : مقدّمة جنّة المأوىٰ ، ومقدّمة المراجعات الريحانية ، والعبقات العنبرية في طبقات الجعفرية ، وشـعراء الغريّ ، ومصادر كـثيرة أُخـرىٰ .

۳۰۹

في الأُصول علىٰ الملّا محمّد كاظم الخراساني ، صاحب « كفاية الأُصول » ، الذي هو بدوره صاحب مدرسة أُصوليّـة .

وافته المنية يوم الاثنين ١٨ ذي القعدة ١٣٧٣ هـ ، الموافق ١٩٥٤ م ، في إيران ، في مدينة ( كرند ) التي سافر إليها وهو يحمل معه آلام المرض ، وحُمل جثمانه من إيران إلىٰ مدينة النجف الأشرف حيث وادي السلام ( مقبرة النجف الأشرف ) ، ودُفن في قبره الذي أعدّه لنفسه عندما شعر بدنوّ أجله وقرب سـاعته .

وأرّخ وفاتـه الشيخ علي البازي قائلاً :

مدينةُ العلم بكتْ قطـبَـها

ومَن إلىٰ الإسلام إنسان عين

الحجّة العظمىٰ ، مثال التقىٰ

فقيه شرع ، شافع النشأتين

( أبا حليم ) كيف يجدي البُـكا

عليك والنوح وصفق اليدين ؟ !

الدينُ قد أصبح ينعاك والأيّام

التي بها انجلىٰ كلّ رين

قد فقدت خيرة تأريخها

( وٱفتقدت فيك الإمام الحسين )

*      *     *

منهجيّة التحقيق :

اعتمدت في تحقيق هذه الرسالة علىٰ النسخة المطبوعة في قم ، الصادرة عن دار الكتاب للطباعة والنشر ، والمطبوعة بالأُوفسـيت علىٰ نسخة الكتاب الصادرة عن المطبعة الحيدرية في النجف عام ١٣٦٨ هـ ،

۳۱۰

وٱقتصرتُ في ذلك علىٰ الخطوات التاليـة :

١ ـ ضبط النصّ ، من حيث التقطيع والتوزيع والتصحيح .

٢ ـ تصحيح الأخطاء المطبعيّة والإملائية الواضحة دون الإشارة إليها .

٣ ـ اسـتخراج الآيات القرآنية .

٤ ـ اسـتخراج النصوص والأقوال الأُخرىٰ الواردة في الرسالة من المصادر المنقولة عنها مباشرة أو بالواسطة ، وقد ٱقتصرت فيها علىٰ ذِكرِ بعضِ أهمّ المصـادر المخـرِّجـة لها ؛ إذ لو أردنـا التوسّـع في ذِكر المصـادر لخرج بنا المقام عن هدف الرسالة المؤلّفة لأجله ، والتفصيل موكول إلىٰ مظانّـه ممّـا أُلّـفَ في خصـوص منهج وسـياسـة الإمـام أبي عبـد الله الحسـين عليه‌السلام .

٤ ـ اسـتخراج الأبيات الشعرية التي وردت في الرسالة ، مع ترجمة مختصرة لقائلها .

٥ ـ التعريف ببعض الأعلام والوقائع المذكورة في الرسـالة .

٦ ـ توضيح المطالب المهمّـة ، بشـرحها والتعليق عليها ، أو إحالتها علىٰ مصادرها الأصلية .

٧ ـ شرح معاني الكلمات الغامضة والغريبة .

٨ ـ أدرجتُ عدّة عناوين لتوضيح رؤوس المطالب ووضعتها بين العضادتين [ ] .

٩ ـ ألحقتُ بأصل رسالتنا هذه رسـالةً صـغيرةً كانت قد وردت إلىٰ الشـيخ محمّـد حسين آل كاشـف الغطاء قدس‌سره من مدينة مشـيغن في أمريكا ،

۳۱۱

بتاريخ شهر ربيع الآخر سـنة ١٣٥٨ هـ ، من المدعوّ عبـد الله برّي ، وردّ الشيخ قدس‌سره عليها ، الذي كتبه بتاريخ ٢٧ ربيع الآخر سـنة ١٣٥٨ هـ ؛ المنشورين في كتابه « جنّة المأوىٰ » ؛ لصلتهما الوثيقة بموضوع رسالتنا ، إتماماً للفائـدة .

١٠ ـ أبقيتُ علىٰ الهوامش التي أدرجها الشيخ كاشف الغطاء والسـيّد القاضي الطباطبائي (١) ، وألحقت بالأُولىٰ جملة « منـه قدس‌سره » ، وأضفت إليها التخريجات الجديدة وفق المصـادر التي اعتمدتها في التحقيق ، وجعلتهـا بين العضـادتين [ ] .

__________________

(١) هو : السـيّد محمّـد علي القاضي الطبـاطبائي التبـريزي ، وُلد في تبريز سـنة ١٣٣١ هـ ، عالم فاضل ، درس المقدّمات في تبريز عند والده السـيّد محمّـد القاضي وعمّه السـيّد أسـد الله القاضي وغيرهما من أسـاتذة الحوزة العلمية هناك ، ثمّ سافر إلىٰ مدينة قمّ المقدّسـة سنة ١٣٥٧ هـ ، فأخـذ عن علمائها حتّىٰ مرحلة البحث الخارج ، وفي سنة ١٣٦٩ هـ وبعد أن أكمل مرحلة السطوح شـدّ الرحال إلىٰ مدينة جـدّه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، إلىٰ حيث القبّة التي يرقد تحتها باب مدينة علم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، إلىٰ النجف الأشرف ، للاغتراف من نمير علمائها ، والارتشاف من مناهل فطاحلها ، ثمّ عاد إلىٰ مدينته تبريز سنة ١٣٧٢ هـ بعد أن حاز علىٰ درجة الاجتهاد ، وٱتّجه نحو التأليف والتحقيق وإقامة صلاة الجماعة مع أداء واجباته الدينية الأُخـرىٰ .

له مؤلّفات عديدة ، منها : كتاب في علم الكلام ، أجوبة الشبهات الواهية ، رسالة في إثبات وجود الإمام عليه‌السلام في كلّ زمان ، عائلة عبـد الوهّاب ، حديقة الصالحين .

ومن أعماله : جمع وترتيب كتاب « جنّة المأوىٰ » لأُستاذه الشيخ محمّـد حسـين آل كاشف الغطاء ، مع إضافة بعض البحوث العلميّة والتاريخية والتعليقات النافعة إليه ، وسـعىٰ في طبعه ونشـره لأوّل مرّة في تبريز .

اسـتـشـهد قدس‌سره في تبريز في ١١ ذي الحجّة ١٣٩٩ هـ .

۳۱۲

وفي الختـام :

أُسدي جزيل شكري إلىٰ كلّ من أسهم وأعان في نشر هذه الرسـالة إلىٰ الملأ العلمي ، ولا سـيّما الأخ الشيخ علاء السعيدي ، الذي لفت نظري إلىٰ هذه الرسالة القيّمة وضرورة تحقيقها ونشرها ، وإلىٰ سماحة العلّامة السـيّد عليّ الخراساني لِما أتحفني به من ملحوظاته النافعة ، وإلىٰ الأخ المحقّق السـيّد محمّـد علي الحكيم ، الذي أعانني في إبراز الرسالة بما يليق بهـا .

ولا يفوتني أن أشكر هيئة تحرير مجلّة « تراثنـا » لِما بذلوه في هذا المجـال . .

داعياً المولىٰ العليّ القدير أن يوفّـقنا جميعـاً لِما فيه خدمة المذهب الحقّ مذهب أهـل البيت عليهم‌السلام وبثّ علومهم ونشرها ، إنّه نِعم المولىٰ والمجيـب ، وآخـر دعوانا أنِ . .

« اللّهمّ كن لوليّك الحجّة بن الحسن ، صلواتك عليه وعلىٰ آبائه ، في هذه الساعة ، وفي كلّ ساعة ، ولـيّـاً وحافظاً ، وقائداً وناصراً ، ودليلاً وعيناً ، حتّىٰ تسكنه أرضك طوعاً ، وتمتّعه فيها طويـلاً » .

والحمـد لله أوّلاً وآخـراً ، وصلّىٰ الله علىٰ سـيّدنا محمّـد وآله الطـيّبين الطاهرين المعصومين المنتجبين ، وسلّم تسليماً كـثيراً .

علي جلال باقر الداقوقي

۳۱۳

[ كـتاب الشـيخ عبـد المهدي مطر (١) ]

بِسْمِ اللهِ الرَّحمٰنِ الرَّحيمِ

دفع إليَّ (٢) حضرة الإمام الحجّة ـ والدي ـ دامت بركاته كـتاباً كان قد ورد إليه ، هذا نصّه :

من الناصرية ، ٢٠ شـوّال سـنة ١٣٤٨ هـ .

سـيّدي حجّة الإسـلام ، ومرجع الأنام ، آية الله الشـيخ محمّـد حسـين كاشـف الغطاء مُـدّ ظلّه .

إنّ بعض المواضيع التي ليسـت بذات أهمّية ربّما تعرض عليها عوارض التشـكيك وطوارئ النقد فتكون أهمّ نقطة يوجه إليها السـؤال ، فالعفو إن كان السـؤال هذا شـيء من الركّة في البصيرة ، أو الضعف في العارضة ، إذا كانت الظروف قد طوّرته إلىٰ هذا الحدّ .

__________________

(١) هو الشـيخ عبد المهدي بن عبد الحسـين مطر ، وُلد سـنة ١٣١٨ هـ ، شيخ من شيوخ الأدب والشعر ، وعالم حاز المرتبة العليا في الفقه ، له مصنّفات كثيرة ، منها : تقريب الوصول ، ذكرىٰ عَلمين من آل مطر ـ وفيه نسبه الكامل ـ ، تقريرات المرجع الأكبر السيّد أبو القاسم الخوئي ، دراسات في قواعد اللغة العربية ، وله كتاب في الدراية والكلام ، وله ديوان مخطوط ومرتّب علىٰ حروف الهجاء نشرت الصحف أكـثره .

أقام فترة من الزمن في النجف الأشرف وكان من خيرة أساتذة كلّية الفقه ، توفّي سـنة ١٩٧٥ م .

ٱنظر : أدب الطفّ ١٠ / ٢٩٢ .

(٢) المتحدّث هو : الشيخ عبـد الحليم ابن الشيخ محمّـد حسين كاشف الغطاء .

۳۱۴

مولاي ! يسـأل المشـكّـك أو الناقـد عمّـا إذا كـان الحسـين عليه‌السلام عالماً بقتله في خروجه إلىٰ ( كربلاء ) وسـبي عياله ، فقد عرَّضَ بعِرْضِهِ إلىٰ الهتك ، وليـس في تعريضه هذا شـيء من الحسـن العقلي المعنوي يوازي قبح الهتك ، وكُـنْتُ قد أجبتُ : أنّ الهتك فيه مزيد شـناعة لأعمال الأُمويّين لم تكن تحصل بقتل الحسين عليه‌السلام فحسـب ، وكانت الغاية للحسين عليه‌السلام في خروجه إطفاء نائرة الأُمويّين ، والبروز في المظلومين بكلّ مظاهرها ، من قتل ، وحرق ، وسـبي .

غير أنّ المشـكّك لم يقنع أن تكون وسـائل الإطفاء قد قلّت علىٰ الحسـين عليه‌السلام وهو بذلك المظهر الديني ، حتّىٰ احتاج إلىٰ عرض عائلته علىٰ الهتك .

فالأمل أن تفيضوا علينا من فيوضات أنواركم وجليّ بيانكم ؛ ليقف المشـكّك والناقد علىٰ صراط الاعتقاد .

خادمكم عبـد المهدي

۳۱۵

[ جواب الشـيخ عبـد الحليم كاشف الغطاء ]

وعلمـت أنّ هـذا الكـتاب من الفاضل الأديـب الشـيخ عبـد المهدي مطر دام فضله ، وبعد أن اسـتوفيته بالنظر أمرني الوالد أن أكـتب في هذا الموضوع جواباً علىٰ ذلك السـؤال ، وأن أعتمد علىٰ نفسـي بدون الاسـتعانة بكاتب أو كـتاب إلّا ما يقضي به التاريخ ، فكـتبت ما يلي :

الشـكّ علّة البدع ، ومنشـأ الفسـاد ، وٱختلاف العقائد ، ما من أمرٍ إلّا معرض له (١) ، كـثيراً ما يطرأ علىٰ فكر المرء فيغيّر مجراه ويفسـد عليه معتقده ، حتّىٰ من البعيد أن يخلو منه امرؤٌ في هذه الحياة الدنيا ؛ لذلك من الصالح للمرء إزالته بأن ينظر فيه من هو أحصف عقلاً ، وأثبت رأياً ، وأسـمىٰ فكراً .

ومن تلك التي تلاعبت دول الشـكّ في أسـبابها ، وكـثر اللغط بها : هي الواقعة الشـهيرة ، وحقّـاً إنّها الواقعـة ، جلّـت وعظمت (٢) ، وبالحـريّ أن تداولتها الشـكوك ، وتلاعبت بها الأفكار ، وشـخصت إليها الأنظار .

والآن فلنـداول فكـرنا فيـها إجابة للطلب ، وإن كـنّا لسـنا من أصحـاب الأفكار السـامية والآراء الثاقبة ، لكنّ الفكر يظهر من الردّ والبدل علىٰ نتيجـة ناجعة .

فنقول : إنّا إذا نظرنا إلىٰ تاريخ الحروب والوقائع نرىٰ :

__________________

(١) كذا في الأصـل ، ولعلّ الأقرب إلىٰ الصـواب : ما من امرئٍ إلّا معرّضٌ له ، أو ما من أمرٍ إلّا عرضةً له ، أي : عرضةً للشكّ .

(٢) أي واقعة الطفّ الأليمة في كربلاء ، في عاشوراء سـنة ٦١ هـ .

۳۱۶

منها ما ظهر باسـم الحقّ والواجب الديني ، وهي التي تقع بين منتحلي الأديان والفرق وأصحاب الحقوق والسـيادة ، وهي محلّ البحث ومجال النظر .

ومنها ما ظهر بمظهر حربي سـياسـي صرف ، وهي الحروب السـياسـية التي تقع بين الأُمم .

وبما أنّ واقعة الطفّ واقعة مذهبية داخلية ظهرت باسـم الحقّ والواجب الديني ، لا يمكن الغور في البحث عنها إلّا بعد أن نبيّن ذاتية الحسـين عليه‌السلام من الجهة الدينية عندنا ، ونجعلها مقياس البحث .

فالمعتقد فيها أنّها ذاتٌ مقدّسـةٌ لا يعتبر بها الخطأ والزلل ، تَعْلَمُ بالمغيّبات قبل وقوعها بإذن الله ، وهذا الاعتقاد هو داعي البحث ومجلس الشـك .

فالحسـين عليه‌السلام كما كان عالماً بقتله في خروجه ، كذلك كان عالماً بقتله في بقائه ؛ إذ من المعلوم ما للأُمويّين من الضغائن والأحقاد القديمة علىٰ بني هاشـم ، فهم يتطلّبون أدنىٰ حجّـة وفرصة للفتك بهم .

فيزيد (١) الجائر لمّا رأىٰ ما للعلويّين من التعصّب والتصلّب عليه ،

__________________

(١) هو يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ، وُلد سنة ٢٢ وقيل سنة ٢٧ هجرية ، ثاني ملوك الدولة الأُموية ، ترعرع في تدمر فنشأ نشأة بدوية ، وكان دائم الشغل بالصيد والعبث واللهو والشراب ، يدخل المغنّين إلىٰ قصر معاوية « الخضراء » في جوف الليل مع علم معاوية .

أُمّه : ميسون بنت بحدل بن حنيف الكلبية ، و « كلب » قبيلة كانت نصرانية ، أسلمت بعد الفتح الإسلامي للشام .

كان يزيد أوّل من سنّ الملاهي في الإسلام ، وآوىٰ المغنّين ، وأظهر الفسق وشرب الخمر ، وكان ينادم عليها جون ـ مولاه ـ والأخطل الشاعر ، وظهر الغناء

=

۳۱۷

تأهّب للانتقام ، فأوصىٰ جميع ولاته وعمّاله بالحسـين عليه‌السلام شـرّاً حتّىٰ ولو وجد [ متعلِّقاً ] في أسـتار الكعبة ، لكنّ لين العمّال وتردّدهم في اقتحام مهلكة جهنّمية كهذه ممّا أمهل الحسـين عليه‌السلام أن يصل كربلاء ، ولذلك ترىٰ يزيداً أكْثَرَ من عزل الولاة والعمّال أيّام الحسـين عليه‌السلام ، وأنّ الحسين خاطر الموت قبل أن يصل كربلاء مرّتين ولكنّ قضاء الله حال دون ذلـك :

أوّلاً : في المدينة ، وذلك أنّ خـالد بن الحكم أو الوليد بن عتبة (١)

__________________

= بمكّة والمدينة في أيّامه ، وأظهر الناس شرب الشراب ، وكان يفعل فعل المجوس من نكح الأُمهات والمحارم ، ويتّخذ الغلمان والقيان .

ذكـر المؤرّخون أنّـه أمر مسـلم بن عقبـة باسـتباحة المدينـة ثلاثـة أيّـام في وقعة الحرّة ، وقتل أهلها الأبرياء من أطفال ونسـاء وشـيوخ وحتّىٰ بقيّـة صحابة رسـول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وأمر أيضاً الحصين بن نمير بإحراق الكعبة بالمنجنيق ورميها بالنار والحجارة حتّىٰ هدّمت وأُحرقت البنية .

إضافة إلىٰ كلّ هذه الأفعال الشنيعة ، فإنّه ارتكب جريمة يندىٰ لها جبين البشرية ووجه التاريخ إلىٰ يوم القيامة ، ألا وهي جريمة قتل سبط النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسيّد شباب أهل الجنّة الإمام الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام وأخذ عياله ونسائه سبايا ، فهذه الجريمة النكراء هي وحدها كافية بأن تخرج يزيد اللعين من الدين والملّة .

ٱنظر : الطبقات الكبرىٰ ـ لابن سعد ـ ٤ / ٢١٢ ، أنساب الأشراف ٥ / ٢٩٩ ـ ٣٧٦ ، الإمامة والسياسة ١ / ٢٣٤ ـ ٢٣٩ وج ٢ / ٥ ـ ١٧ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ١٥٤ ـ ١٦٨ ، تاريخ الطبري ٥ / ٦٢٣ ، الفتوح ـ لابن أعثم ـ ٣ / ١٨٠ ـ ١٨٨ ، البدء والتاريخ ٢ / ٢٤١ ـ ٢٤٤ ، العقد الفريد ٣ / ٣٦٢ ، مروج الذهب ٣ / ٦٧ ـ ٧٢ ، الأغاني ٨ / ٣٣٦ ، البداية والنهاية ٨ / ١٨١ ـ ١٨٩ .

وللمزيد من التفصيل راجع : كتاب « يزيد في محكمة التاريخ » لجواد القزويني .

(١) الصحيح هو : الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ، ولّاه معاوية علىٰ المدينة سنة ٥٨ بعد أن عزل عنها مروان .

بعث له يزيد بن معاوية رسالة يطلب فيها منه أن يأخذ البيعة له من الإمام

=

۳۱۸

والي المدينـة أرسـل إلىٰ الحسـين وٱبن الزبير رسـولاً ، فذهبا معاً إليه ، وكان عنده مروان بن الحكم ، فقالا للحسـين عليه‌السلام : بايـع !

فقال : « لا خير في بيعة سـرّاً . . . » إلىٰ آخـره .

فقال مروان : أُشـدد يدك يا رجل فلا يخرج حتّىٰ يبايعك ، فإن أبىٰ فاضرب عنقه .

وقال الزبير : قد علمت أنّا كنّا قد أبينا البيعة إذ دعانا إليها معاوية وفي نفسـه علينا ما لا نجهله ، ومتىٰ ما نبايعك ليلاً علىٰ هذه الحالة ترىٰ أنّك قد أغصبتنا علىٰ أنفسـنا ، دعنا حتّىٰ نصبح وتدعو الناس إلىٰ البيعة فنأتيك ونبايعك بيعة سـليمة ، ولم يزالا به حتّىٰ خلّىٰ عنهما وخرجا .

فقال مروان : تركـتهما ؟ ! والله لن تظفر بمثلها منهما أبداً !

فقال : ويحك ! أتشـير علَيَّ أن أقتل الحسـين ؟ ! فوالله ما يسـرّني أنّ لي الدنيا وما فيها ، وما أحسـب أنّ قاتله يلقىٰ الله بدمه إلّا خفيف الميزان يوم القيامة .

فقال مروان مستهزئاً : إن كنت إنّما تركت ذلك لذلك فقد أصبت (١) .

وعلىٰ أثر ذلك عزل خالد ، أو الوليد (٢) .

__________________

= أبي عبـد الله الحسـين عليه‌السلام بعد هلاك أبيه .

ٱنظر : تاريخ الطبري ٣ / ٢٥٢ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ١٥٤ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٣٧٧ .

(١) ٱنظر : تاريخ خليفة بن خيّاط : ١٧٧ ، أنساب الأشراف ٥ / ٣١٣ ـ ٣١٧ ، تاريخ الطبري ٣ / ٢٦٩ ـ ٢٧٠ ، مقتل الحسين ـ لابن أعثم الكوفي ـ : ١٥ ـ ٢٠ ، مقتل الحسين ـ للخوارزمي ـ ١ / ٢٦٨ ، البداية والنهاية ٨ / ١١٨ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ٢٤ ، الملهوف علىٰ قتلىٰ الطفوف : ٩٦ ـ ٩٨ .

(٢) الصحيح هو : الوليد ، كما سـبق أن أشرنا ، وقد عزله يزيد عن المدينة وولّىٰ بدلاً

=

۳۱۹

ثانياً : لمّـا صـادف عليه‌السلام الحـرّ الرياحـي وعارضـه ، وقـال لـه الحسـين عليه‌السلام : « ثكلتك أُمّـك . . . » إلىٰ آخـره (١) .

ومـا ذكـرنا ذلك إلّا ليطّـلع الناقـد علىٰ تشـدّد يزيـد في طلب الحسـين عليه‌السلام ، وأن لا بُـدّ من قتله ما دام ممتنعاً !

وبما أنّ القتل كان عنـد العـرب أمـراً هيّـناً لا أثـر لـه في نفوسـهم ، آثر الحسـين عليه‌السلام القتل في خروجه مع الهتك ، لِما له من التأثير العظيم علىٰ نفوس العرب ، ومن العاقبة الوخيمة علىٰ بني أُميّة ، حذراً من أن يقتل في حـرم جدّه ، ويذهب دمـه هـدراً بلا تأثير عظيـم علىٰ العالـم الإسـلامي ، ولا الحصـول علىٰ شـرف خالد يسـتحقّ تمام الإعظام للعلويّين ، أو الحصـول به علىٰ أتباع يتظلّمون لهم ويتطلّبون بحقوقـهم (٢) .

__________________

= عنه عمرو بن سعيد الأشدق .

ٱنظـر : تاريخ الطبـري ٣ / ٣٠٤ حـوادث سـنة ٦٠ هـ ، الكامل في التاريـخ ٣ / ٣٨٠ حوادث سـنة ٦٠ هـ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ٢٥ حوادث سـنة ٦٠ هـ .

(١) ٱنظر تفصيل الحوار الذي دار بين الإمـام أبي عبـد الله الحسـين عليه‌السلام وبين الحرّ بن يزيد الرياحي في :

تاريخ الطبـري ٣ / ٣٠٥ ـ ٣٠٦ حوادث سـنة ٦١ هـ ، مقـتل الحسـيـن ـ لابن أعثم ـ : ٨٩ ـ ٩٦ ، مقتل الحسـين ـ للخوارزمي ـ ١ / ٣٢٩ ـ ٣٣٣ .

(٢) لقد أورد ابن عساكر حديثاً أحببت أن أذكره هنا لمناسبته للمقام ، قال :

وأنا موسىٰ بن إسماعيل ، نا جعفر بن سليمان ، عن يزيد الرشك ، قال : حدّثني من شافه الحسين ، قال : رأيت أبنية مضروبة بفلاة من الأرض ، فقلت : لمن هذه ؟ قالوا : هذه لحسين . قال : فأتيته فإذا شيخ يقرأ القرآن ، قال : والدموع تسيل علىٰ خدّيه ولحيته ، قال : قلت : بأبي وأُمّي يا بن رسول الله ! ما أنزلك هذه البلاد والفلاة التي ليس بها أحـد ؟ !

فقال : هذه كتب أهل الكوفة إليَّ ، ولا أراهم إلّا قاتلي ، فإذا فعلوا ذلك لم يدعوا لله حرمة إلّا انتهكوها ، فيسلّط الله عليهم من يذلّهم ، حتّىٰ يكونوا أذلّ من فرم

=

۳۲۰

وأمّا ما قلت من أنّه ليس هناك حسـن معنوي يوازي قبح الهتك . .

فهل هناك حسـن معنوي أكبر من تلك المحاسـن التي تقدّمت ، من شـرف خالد ، وإظهار مظلوميّته ، والحصول علىٰ أتباع ، إلىٰ غير ذلك ؟ ! والهتك ـ وإن كان قبيحاً في حدّ ذاته ـ لم يظهر هنا للعالم بمظهر القبح ، بل ظهر بمظهر المظلومية .

وأمّـا مـا قلـت : إنّ وسـائل الإطـفاء لـم تـك قـد قلّـت علىٰ الحسـين عليه‌السلام . .

فذلك صحيح ، لم تك قد قلّت عليه ، لكنّ تلك الوسـائل لا تلبث أن يتلاشـىٰ أثرها بزوال الحسـين كأن لم تك شـيئاً ؛ فإنّا إذا نظرنا إلىٰ الوسـائل التي يتّخذها الثائر بحدّها تنحصر :

أوّلا : بوسـيلة سـياسـية ؛ دعايةً تكون في بادئ أمرها سـلمية تجعل الأُمّة تسـتفزّ من تلك الدولة حتّىٰ تثور عليها ، وذلك بأن تنشـر بينها مثالب تاريخ تلك الدولة وفظائع أعمالها ، وهذه لا تكون إلّا بعد مضيّ مدّة من الزمن علىٰ الدولة ، حتّىٰ تتراكم عليها مثالب التاريخ ، وأنّه يحتاج في

__________________

= الأمَـة ؛ يعني منفعتها .

ٱنظر : تاريخ دمشق ١٤ / ٢١٦ ترجمة الإمام الحسـين بن عليّ عليه‌السلام .

أقول : فوالله ما التفرّق والذلّ الذي يعيشه المسلمون عامّةً ، والعرب خاصّةً ، من بعد ذاك اليوم إلىٰ يومنا هذا ، وإلىٰ يوم الوقت المعلوم ، إلّا نتيجة الجريمة الشنعاء التي ارتكبها يزيد وأعوانه ، بقتلهم سيّد شباب أهل الجنّة ابن بنت رسول الله وريحانته الإمام الحسـين عليه‌السلام ، وخذلان غيرهم ، ورضا وسكوت آخرين ، من قبل وقعة الطفّ الفظيعة وحتّىٰ زماننا هذا ، فحقّ عليهم دعاؤه عليه‌السلام : « اللّهمَّ إنْ متّعتَهم إلىٰ حين فَـفَـرِّقْـهم فِـرَقاً ، وٱجعلْهم طَـرَائـقَ قِـدَداً ، ولا تُـرْضِ الولاةَ عنهم أبداً ؛ فإنّهم دَعَونا لِـيَـنْـصـرونا ، ثـمَّ عَـدَوْا علينا فـقـتلونـا » .

ٱنظر : الإرشاد ٢ / ١١٠ ـ ١١١ .

۳۲۱

نشـرها وتشـكيل جمعيّتها إلىٰ زمن غير قصير ، وأنّها تحتاج إلىٰ سـياسـة ودهاء وكذب ، وهذه لا يمكن أن يقوم بها رجل كالحسـين عليه‌السلام ظاهر في أوائل الدولة ، مُعَرَّضٌ ـ بامتناعه عن البيعة ـ للقتل ، غير لائق به الكذب .

ثانياً : بوسيلة حربية ؛ وهي تقوم بإشـهار السـيف ، وهي التي لا مَفَرَّ للحسـين منها ، وهو أن يشـهر السـيف في مكّة والمدينة ، فيذهب مع أصحـابه الثائرين مـن أهـل المدينـة ليس لـه أثـر في التأريخ عظيـم ، فإنّـه لا يلاقي من تلك الفجائع التي تأخذ بالقسـط الأوفر من التأثير علىٰ النفوس ، فيذهب الحسـين في المدينـة كما ذهب أصحابه ، من عبـد الله بن الزبير وغيره من أهل المدينة ، لا أثر لهم في صفحات المجد والتأريخ ، فقط أنّه يمتاز عليهم بما له من الحسـب الشـريف ، وهذا لا يزيد كفّة الميزان شـيئاً يذكر ما لم يباشـره شـيء آخر .

فيتّضح من ذلك للناقد أن لا سـبيل له في الانتقاد علىٰ الحسـين عليه‌السلام في خروجه ، وهو يرىٰ أنّ الوسـائل التي بيد الحسـين عليه‌السلام لا تضع أثراً خالداً ، ويرىٰ أن لا بُـدّ له من القتل ، وإذا قتل بصورة بسـيطة غير مفجعة لم تؤثّر علىٰ النفوس أثراً كبيراً ، فنقول : قُتل كأصحابه ، وأكـثر العرب يموت قتلاً .

وهذا آخر ما تفضّل به عَلَيَّ الفكر ؛ والسـلام .

*      *     *

۳۲۲

[ عرض الجواب علىٰ الشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء ]

ثمّ إنّي رفعت هذا البيان وعرضته علىٰ مطالع والدي ، الحجّة السـامية ، وبعد أن اسـتوفاه بالنظر ، قال : إنّه وإن كان علىٰ مقربة من الصواب ، ولكن لا أحسـب أنّ الخصم أو المشـكّك يقنع به ، ولا تزاح عنه به العلّة ، ولا تنقطع به الخصومة ، والمسـألة تحتاج إلىٰ تشـريح من البيان أوسـع من هذا .

ثمّ أوعز بالحضور لديه في أوقات فراغه ، والجلسـات التي ينتهزها من متراكم أشـغاله ، بالبحث والمطالعة والتدريس وفصل الخصومات ، فأملىٰ علَيَّ في عدّة مجالس عدّة وجوه حاسـمة للشـبهة ، وقاطعة للحجاج ، فجاءت رسـالة من أبدع ما يكون في بابها ، بل هي باكورة الإبداع في موضوعها .

*      *     *

۳۲۳

[ جواب الشـيخ كاشـف الغطاء ]

قال دامت بركاته وٱمتـدّت فيوضاته :

كَـتَبْتَ إليَّ أيّها الفاضل ـ مدّك الله منه بالعون والعناية ـ تذكر سـؤال الناقد المشـكّك عن الحسـين عليه‌السلام إذا كان عالماً بقتله في خروجه إلىٰ كربلاء وسـبي عياله ، فقد عَرَّضَ بِعِرْضِهِ إلىٰ الهتـك .

وأنّك أجبت : بـ « أنّ الهتك فيه مزيد شـناعة لأعمال الأُمويّين لم تكن تحصل بقتله فحسـب » ، وذكرت أنّ المشـكّك لم يقنع بهذا الجواب ، وطلبت منّا جليّ البيان ليقف المشـكّك علىٰ صراط الاعتقاد .

فنقـول والله المسـتعان :

أوّلاً : إنّ هذا السـؤال وأمثاله من البحث والنظر الذي يتمخّض عن الاعتراض والتحدّي لأعمال الأئمّة ، بل ولأعمال رسـول الله وخلفائه المعصومين سـلام الله عليهم ، لا موقع له علىٰ أُصول مذهبنا معشـر الإمامية ، الّذين قادنا الدليل والبرهان إلىٰ القول بعصمة أُولئك النفر المخصوص (١) .

فليس عندنا في مناهجهم الخاصّة ، وأعمالهم التي تصدر عنهم طول حياتهم بين البشـر ، إلّا كمثل رَجُلٍ عَرَفَ مِنْهُ المَلِكُ تمام الكَفاءَةِ ، وأحْرَزَ مِنْهُ صِدْقَ الطاعةِ ، فأرسـلَه سـفيراً إلىٰ قومٍ ، يَبُثُّ بينهم الدعاية ، ويقوم فيهم بالإرشـاد والهداية ، وزوّده بمناهج مخصوصة ، وألزمه أن لا ينحرف

__________________

(١) راجع مباحث الإمامـة في : دلائل الصدق ٤ / ٢٠٥ وما بعـدها .

۳۲۴

عنه قيد شـعرة .

ولكلّ واحد من الأنبياء والأئمّة سـجلٌّ خاصٌّ به ، من بدء قيامه بالسـفارة والدعوة إلىٰ منتهىٰ أجله ، حسـب المصالح ومناسـبات الظروف الخاصّة ، والحِكَمِ التي اقتضت لذلك المَلِك الحَكيم أن يسـجّلها علىٰ ذلك السـفير ، مِن قتل ، أو سـمّ ، أو أسـر ، أو غير ذلك من قضايا التضحية والمفاداة .

وعبء السـؤال وعبء البحث عن تلك الحِكَم والأسـرار مطروحٌ عن الرعية ، وهو تكلّفٌ زائد ، بل ربّما يكون نفس السـفير غير واقف عليها تماماً ، إنّما يجد في سـجلّ أحواله : عليك أن تبذل نفسـك للقتل في الوقت الفلاني ؛ فيقول : سـمعاً وطاعة ؛ وليس له حقّ السـؤال والمراجعة عن الحكمة أو المصلحة بعد أن كان من اليقين علىٰ مثل ضوء الشـمس أن قضايا ذلك الحَكَم (١) وعزائِمَهُ كُلُّها مُنبَعِثَةٌ عن أقصىٰ ما يمكن من الصلاح ومعالي الحكمة ، ليس في الإمكان أبدع ممّا كان .

وكلّ هذه النظريات سـلسـلة عقائد يبتني بعضها علىٰ بعض ، وكلّها مدعومة بالحجّة والبرهان ممّا تمخّضت عن عقول الفلاسـفة وآراء الحكماء من معاهد العلم والتأريخ ، وكلّها فروع أصل واحد ، ينتهي إليه البحث والجدل ، وتنقطع عن الخصومة .

وما هو إلّا إثبات العناية الأزلية والقوّة القاهرة الشـاعرة ، وأنّها هي المدبّرة لهذه العوامل ، لا الطبيعة العمياء والمادّة الصمّاء الفاقدة للحسّ

__________________

(١) كذا في الأصل ، والظاهر أنّه تصحيف : « الحكيم » ، بقرينة : « الملِك الحكيم » التي جاءت قبل عدّة أسـطر .

۳۲۵

والشـعور (١) ، وبعد إثبات تلك العناية ورسـوخ الاعتقاد بها يهون ويسـهل إثبات ما يتفرّع عليها من تلك النظريات .

وأنّ مِنْ لازم تلك العناية ، بعث الهُداة والمُرشـدين البالغين أقصىٰ مراتب الكمال البشـري ؛ لتكميل الناقصين من بني جنسـهم ، ولا يتسـنّىٰ التكميل والاهتداء إلّا بالتسـليم والانقياد لهم ، واليقين بعصمتهم عن الخطأ والخطيئة ، وأنّهم مؤيدون بتلك العناية .

وبعد الإلزام بكلّ هاتيك المبادئ عن براهينها ، لا يبقىٰ مجال للشـكّ والارتياب ، والنقد والاعتراض في شـيء من أعمالها مهما كانت في الفظاعة والاسـتنكار في مطارح العقول المحدودة والأفكار المحجوبة .

( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) (٢) .

ولعلّ إلىٰ ذلك أشـاروا سـلام الله عليهم بقولهم ـ إنْ صحّ الحديث ـ : « نحـن أسـرار الله المودعـة في هيـاكل البشـرية ؛ يـا سـلمان ! أنزلونا عن الربوبية ثـمّ قولـوا فينـا مـا اسـتطعتم ، فإنّ البحـر لا ينـزف ، وسـرّ الغـيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لِم ؟ وممَّ ؟ وبمَ ؟ فقد كفر » (٣) .

ولعلّ المراد بالكفر معناه الأوّل ، وهو الظلام . .

__________________

(١) إشارة إلىٰ المادّيّين الّذين يسلّمون بوجود المادّة وحدها ، وبها يفسّرون الكون والمعرفة والسلوك ، ويقولون بأنّ الطبيعة هي المدبّرة لعوامل الكون .

(٢) سورة النساء ٤ : ٦٥ .

(٣) اللمعة البيضاء ـ للتبريزي ـ : ٦٤ ـ ٦٥ عن معاني الأخبار ، الأنوار اللامعة في شرح الزيارة الجامعة ـ للسيّد عبـد الله شبّر ـ : ٢٠١ .

۳۲۶

.....................................

إنْ صحّ أنّ الليلَ كافِـرْ (١)

يعني : إنْ تعـرّضَ لتلك الاعتراضات فقد ظَـلمَ وأظلمَ كمن خاض في لُـجٍّ من الظلمات .

وما ذكرتُ هذ النبذة إلّا للإشـارة إلىٰ جواب ذلك السـؤال من الوجهة الدينية محضاً ، وإن كـنت أعلم أنّ ذلك ممّا لا يُعَوِّل عليه المشـكّك الناقد ، ولا يعتدّ به المُعْتَرِضُ المُتَحَيِّر ، سـيّما لو كان ممّن لا يعرف الحسـين عليه‌السلام كما تعرفه علماء الشـيعة وخواصّها ، إماماً معصوماً لا يتطرّق إليه العبث والعيث (٢) ، فضلا عن الغلط والاشـتباه ، بل غاية ما يقول فيه أنّه من عَلِيّةِ الرجال وأفاضلهم ، نسـباً ونفسـاً وشـجاعة وبراعة ، لكن لا يمنع كُلُّ ذلك مِنْ أنْ يجري عليه ما يجري علىٰ غيره مِن نوابغ الدهر ، وأفذاذ البشـر ، من الصواب تارة ، والخطأ أُخرىٰ ، والاسـتقامة أحياناً ، والالتواء حيناً ، وكرم سـجاياه وعظم مزاياه لا يقع سـدّاً بين العقول وبين النقد عليه في بعض سـيرته وسـياسـته ، إن لم يكن في كلّها ؛ والكمال لله .

__________________

(١) عجز بيت من قصيدة للشاعر بهاء الدين زهير ، المتوفّىٰ ٦٥٦ هـ ، وتمامه في الديوان ، ص ١٥٦ :

لي فيكَ أجرُ مجاهِدٍ

إنْ صحَّ أنّ الليلَ كافِرْ

والكَفر ـ لغةً ـ : ستر النعمة ، وأصله الكَفر ـ بالفتح ـ ؛ أي : الستر ، ومنه سُمّيَ المزارع كافراً لستره البذر ، وقيل : الليل كافر ؛ لأنّه يستر بظلمته كلّ شيء ، وكَفَر الليلُ الشيءَ ، وكَفر عليه ؛ بمعنىٰ غطّاه .

ٱنظر : تفسير الطبري ١ / ١٤٣ ، فيض القدير في شرح الجامع الصغير ١ / ٢٢ ، لسان العرب ١٢ / ١٢٠ مادّة « كفر » ، تاج العروس ٧ / ٤٥٢ مادّة « كفر » .

(٢) الـعَـيْـثُ : مصدر عاثَ يعيثُ عَيثاً وعُيوثاً وعَيثاناً : أفسد وأخذ بغير رفق ، وقيل : هو الإسراع في الفساد .

ٱنظر : لسان العرب ٩ / ٤٩١ مادّة « عيث » .

۳۲۷

وحينئذ فلنفرض الحسـين عليه‌السلام ـ كما يفترضه السـائل ـ زعيماً من الزعماء يرىٰ نفسـه بما أُوتي من شـرف الحسـب والنسـب أَوْلىٰ بالخلافة من يزيد ، وأحقّ بالمُلكِ منه ، ولا جرم أنّه يبذل كلّ ما في وسـعه لاسـتعادة ذلك الحقّ المغصوب منه ومن أبيه .

أوّلاً : فعلىٰ الأقلّ أنّه لا يبايع يزيد ويصير رعية له ، مع ما هو المعلوم من المجاهرةِ بإحياءِ كُـلِّ رذيلة ، وإماتةِ كُـلِّ فضيلةٍ (١) .

وعليه : فالجواب الذي ذكرته إذا كُسـي حلّة أُخرىٰ من البيان لم يكن للخصم لو أنصف أن لا يقتنع به .

وهل من سـبيل إلىٰ الكشـف عن نفسـية يزيد وخسّـة طبعه وعدم أهليّته ، من حيث لؤم عنصره ، وخبث سـريرته ، وقبح سـيرته ـ مع قطع النظر عن الدين والشـرع ـ أقرب وأصوب وأعمق أثراً في النفوس عامّة والعرب خاصّة والمسـلمين بالأخصّ من هتك حرم النبوّة صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وودائع الرسـالة ، وجلبهم أُسـارىٰ من بلد إلىٰ بلد ، ومن قفر إلىٰ قفر ؟ !

وهل أعظم فظاعة وشـناعة من التشـفّي والانتقام بالنسـاء والأطفال بعد قتل الرجال ؟ !

وأيُّ ظفرٍ وغلبةٍ علىٰ يزيد أعظم من إشـهار هذه الجرائم عنـه ؟ !

أمّـا القتـل ؛ فقـد كان عنـد العـرب أهـون شـيء ، وهـو أمر معتاد متعارف لا شـيء فيه من الفظاعة والغرابة ، فكان الحسـين عليه‌السلام أعرف أنّ يزيد وٱبن زياد من خبث الذات وسـوء الملَـكة مسـتعدّان لتلك الجرائم ؛ فأراد أن يبرزها منهم إلىٰ الوجود وتكون الناس منهم علىٰ بيّنة محسـوسـة ،

__________________

(١) كما مـرّ في ترجمته في الصفحة ٣١٧ ؛ فراجـع !

۳۲۸

ثمّ يكون الغالب بعدها هو المغلوب ، والقاهر هو المقهور .

نعم ، يزيد قتل الحسـين عليه‌السلام وأنصارَه ، ولكنّ الحسـين قتل يزيد وكلَّ بني أُميّة بأعظم من قتلهم له بألف مرّة ؛ قتلهم يزيد يوماً واحداً ، وقتلوه وقومه إلىٰ آخر الأبد .

فأي الظفرين أعظم ؟ ! وأيّ القتلين أكبر ؟ !

وهذه الفلسـفة قد أدركها حتّىٰ الباحثون من الأجانب عن الإسـلام ، وقد ألمح إليها المسـتشـرق الألماني ( المسـيو ماربين ) ، حيث قال : « لمّا كان الحسـين يعلم عداوة بني أُميّة وبني هاشـم ، ويعرف أنّه بعد قتله يأسِرونَ عياله وأطفاله ، وذلك يؤيّد مقصده ويكون له أثر عظيم في قلوب المسـلمين ، سـيّما العرب ، كما وقع ذلك ، جلبهم معه وجاء بهم من المدينة . . .

إلىٰ أن قال : ولمّا كانت أنظار المانعين محدودة ، وأفكارهم قاصرة ، ولا يدركون مقاصد الحسـين العالية ، وآخر ما أجابهم به : إنّ الله شـاء ذلك ، وجدّي أمرني به (١) ، فقالوا : إن كـنت تمضي إلىٰ القتل فما وجه حملك النسـوة والأطفال ؟

فقال : إنّ الله شـاء أن يراهنّ سـبايا » (٢) . انتهىٰ (٣) .

أقول : وهذا الجواب ليس كما تخيَّـلَـهُ المسـتشـرق جواباً إقناعياً ،

__________________

(١) ٱنظر : البداية والنهاية ٨ / ١٣١ .

(٢) الملهوف علىٰ قتلىٰ الطفوف : ١٢٨ ، بحار الأنوار ٤٤ / ٣٦٤ ، ينابيع المودّة ٢ / ٦٠ .

وٱنظر : أُسد الغابة ١ / ٤٩٨ رقم ١١٧٣ ، ترجمة الإمام الحسين ـ لابن سعد ـ : ٥٩ ، تاريخ دمشق ١٤ / ٢٠٩ .

(٣) السياسة الإسلامية ـ لماربين ـ :

۳۲۹

ودفعـاً وقتيـاً ، بل له مقامـه الراهـن مـن الحقيقـة ، ولعلّ الله سـبحانه ، وجـدّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، إنّما أمراه بذلك كي يُفتضَح يزيد ويظهر حاله للناس ، نحن لا نقول : إنّ الطريق لهتك يزيد انحصرت بهتك العيال ؛ ولكن نقول : إنّه كان أحد الطرق التي لها التأثيـر الكبير في المقصود .

والقول : إنّه لا يجوز في الدِّين أن يُعَرِّضَ نسـاءه للهتك مهما كان الأمر ؛ فهو منبعث عن البسـاطة والسـذاجة ، فإنّ الذي لا يسـاعد عليه الدِّين ، بل ولا تسـمح به الغيرة ، هو تعريض الإنسـان عِرْضَهُ للهتك الموجب لِما يمسّ الشـرف ، ويخدش رواق العفّة والصيانة ، وسـرادق النجابة والحصانة .

أمّا الهتك الذي تسـتحكم به عرىٰ القدس والطهارة والعزّة والمنعة ، فذلك ممّا لا يشـين ولا يهين ، وتلك الحرائر صلوات الله عليهنّ مهما سَفِـرْنَ فَـهُـنَّ محجّبات ، ومهما تَـبَـذَّلْـنَ فهنّ مَصونات ، وهنّ بحيث النجم من يد المتناول (١) .

يَشُـعُّ علىٰ وجهِ البراقِعِ نورُها

فيحسـب راءٍ أنَّهُنَّ سَـوافِرُ (٢)

__________________

(١) المراد أنّ حرائر الإمام أبي عبـد الله الحسين عليه‌السلام كالنجم في البعد وعلوّ المرتبة ، وفي منزلة يستحيل معها الوصول إليهن أو مسّهنَّ بما يخدش عفّتهنَّ ، روحي وأرواح العالمين لهنّ فداء .

(٢) البيت للشاعر جواد بدقت الأسدي ، ضمن قصيدة من ٣٥ بيتاً ، مطلعها :

بواعث أنّي للغرام مؤازرٌ

رسوم بأعلىٰ الرقمتين دوائرُ

إلىٰ أن يقول :

يطوف علىٰ وجه البراقع نورها

فيحسب راءٍ أنّهنَّ سوافِرُ

ويقول في آخر القصيدة :

فيا ليت صدري دون صدرك موطئٌ

ويا ليت خدّي دون خدّك عافرُ

=

۳۳۰

والغرضُ : إنّ هذا الجواب محكم رصين ، وله حظّه من الحقيقـة ، وإذا لم يقنع به الناقد والمشـكّك فهناك :

وجه ثانٍ وجيه أيضاً ، وهو : إنّ الحسـين عليه‌السلام في كلّ أدواره وأطواره ، ومنذ نشـأ وشـبّ إلىٰ آخر نفَس من حياته كانت شـيمته الشـمم والشـهامة ، وعزّة النفس والإباء والكرامة ، تتجلّىٰ وتشـعّ من جميع حركاته وسـكـناته ، وكلّ أحواله وملَـكاته ، ولو ذهبنا إلىٰ سـرد الشـواهد علىٰ هذا لجاء كـتاباً مفرداً ، ومجموعاً وافيـاً .

ويخطر لي أنّ الحسـن عليه‌السلام لمّا صالح معاوية علىٰ الشـروط التي لم يفِ بشـيء منها ، وكان قد حضر عند معاوية مع خواصّ أصحابه للبيعة ، فبايع الحسـن ومن معه ، وطلب معاوية البيعة من الحسـين عليه‌السلام ، فقال : دعه ! فإنّه لا يبايع ، ولكن لا يأتيك منه سـوء .

فقال : حسـبنا منه ذلك (١) .

وبعد أن تمّ الأمر لمعاوية كان الحسـين عليه‌السلام إذا اجتمع به في حشـد من محافل الشـام أو الحجاز يناضله ويناظره فيرضخه من القول

__________________

= والشـاعر هـو : جـواد بـن محمّـد حسـين الأسـدي الحـائري ، الشـهيـر بـ ( بدقت ) أو ( بذكت ) ، وُلد في كربلاء عام ١٢١٠ هـ .

كان فاضلاً أديباً مشـهورَ المحبّـة لأهل البيت عليهم‌السلام ، ومن مشـاهير شـعراء القرن الثالث عشـر ، سـاجل العديد من شـعراء عصره ، أمثال الشـيخ صالح الكـوّاز كما ذكر ذلك الشـيخ اليعقوبي في « البابليّـات » .

نَظمَ في مختلف أبواب الشعر فأجاد وأبدع ، له ملحمة رائعة يمتدح بها أهل البيت عليهم‌السلام ، توفّي سـنة ١٢٨١ هـ .

ٱنظر : أدب الطفّ ٧ / ١٤٤ ـ ١٥١ .

(١) ٱنظر : مناقب آل أبي طالب ـ لابن شهر آشوب ـ ٤ / ٤٠ .

۳۳۱

بالصَّلادِم (١) ، ويصكّ جبهته بما هو أمضّ من الصَّوارِم (٢) ـ ورُبّ قول أنفذ من صول (٣) ـ ، ومعاوية يحتمل كلّ ذلك منه لِما يعلم من عزّة نفسـه وشـدّة شـكيمته .

مرّ علىٰ الحسـين عشـرون عاماً ـ مدّة خلافة معاوية ـ ما ذاق فيها طعم الخضوع والاسـتكانة ، حتّىٰ إذا هلك معاوية وٱمتنع عن البيعة ليزيد ، ورأىٰ من السـداد الهجرة عن المدينة ؛ ليعرف العالم الإسـلامي امتناعه عن البيعة ، فخرج من المدينة بأهل بيته قاصداً مكّة ، ولزم الطريق الأعظم ( الدرب السـلطاني ) ، فقيل له : « لو تنكّبت الطريق كما فعل ابن الزبير ؟

فقال : لا والله لا أُفارقه أو يقضي الله ما هو قاضٍ » (٤) .

فالحسـين ـ وعلىٰ ذِكره السـلام ، هو يحمل بين جنبيه هذه النفس الكبيرة ـ لمّا أراد الخروج من مكّة إلىٰ العراق أبت نفسـه الكريمة ، وأنفت همّته القعسـاء (٥) أن يخرج هو وولدانه وغلمانه علىٰ ظهور خيولهم خروج

__________________

(١) الصِّـلْـدِمُ والصُّـلادِمُ ـ : الشديدُ الحافر ، وقيل : الصِّـلْدِمُ : القويّ الشـديد مـن الحافِـر ، وجـمعـه : صَـلادِم ـ بالفتـح ـ ، وفـرسٌ صِـلْـدِمٌ ـ بالكسر ـ : صُـلْـبٌ شديد ، ورأسٌ صِـلْـدِمٌ وصُـلادِمٌ ـ بالضمّ ـ : صُـلْـب .

وهي هنا كناية عن قوّة حجّة الإمام الحسـين عليه‌السلام وبلاغته .

ٱنظر : لسان العرب ٧ / ٣٨٧ مادّة « صلدم » .

(٢) أي : أحـدّ من السـيوف .

(٣) من حِكَمِ الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام ، ٱنظر : نهج البلاغة : ٥٤٥ رقم ٣٩٤ .

(٤) مقتل الإمام الحسين ـ لابن أعثم الكوفي ـ : ٣٠ .

(٥) القَعَس : نقيض الحَدَب ، وهو خروج الصدر ودخول الظهر ؛ قَعِسَ قَعَساً ، فهو أقْـعَس ومُتقاعس ، والمرأة قعساء ، والجمع : قُـعْس .

و « همّته القعساء » هنا كناية عن علوّ همّة الإمام الحسـين عليه‌السلام وٱرتفاع عزيمته وسموّ شأنه .

ٱنظر : لسان العرب ١١ / ٢٤٣ مادّة « قعس » .

۳۳۲

المتشـرّد الخائف ، والنافر الفزع ، ولم يرض لنفسـه إلّا أن يظهر بأسـمىٰ مظاهر الأُبَّهَةِ والهَيْبَةِ والجَلالِ والحِشْمَةِ في الموكب الملوكي ، وفخامة الملك والسـلطان .

ومن المعلوم أنّ لحمل الحرم والعائلة من لوازم الفخامة والعظمة ، وشـوكة المناطق والسـرادق ، ما لا يحصل بدونها ، ولو خرج سـلام الله عليه من أوطانه وترك عقائله في عقر دارهم لكان خروجه أشـبه ما يكون بصعاليك العرب وأهل الغزو والغارات والمتلصّصين ، وحاشـا لسـيّد أهل الإباء أن يرضىٰ لنفسـه بتلك المنزلة والخطّة السـافلة ، بل سـار بأهله وذراريه ليكون علىٰ مهاد الدعة والسـكينة والهدوء والطمأنينة ، كَسَـيْر أكبـر ملـك من ملوك الدنيا وأوسـعهم في القـدرة والسـلطان .

ولا تخالنّ في كلمتي هذه ضرباً من الخيال ، أو شـيئاً من المبالغة والغلوّ ؛ كلّا ، فإنّك لو نظرت إلىٰ بعض الخصوصيات في سـيره لوجدت منها أوثق شـاهد لك علىٰ ما ادّعيناه .

أنْعِمِ النظر في قصّـة الحرّ التي اتّـفقت علىٰ نقلها أرباب المقاتل وأُمناء التاريخ والسـيَر (١) ، حيث التقىٰ بالحسـين في قفر من الأرض لا ماء فيـه ولا كلاء ، وقد أمضّ به وبأصحـابه العطش ، وَهُمْ زُهاءَ ألف فارس علىٰ ألف فرس ، فقال الحسـين عليه‌السلام لفتيانه : « اسـقوا القوم وأوردوهم الماء ، ورشّـفوا الخيل ترشـيفاً » ، ففعلوا وأقبلوا يملأُون القِصاع (٢)

__________________

(١) تقـدّمت الإشارة إلىٰ ذلك في الصفحة ٣٢٠ هـ ١ ؛ فراجـع !

(٢) الـقَـصْـعَـةُ : الـصَّـحفة أو الـضَّـخمة منها تشـبع العشرة ، والجمع : قِصاعٌ وقِصَـعٌ وقَـصَعات .

ٱنظر مادّة « قصع » في : لسان العرب ١١ / ١٩٣ ، تاج العروس ١١ / ٣٧٥ .

۳۳۳

والطِسـاس (١) من الماء ، ثمّ يدنونها من الفرس ، فإذا عبّ فيها ثلاثاً أو أربعاً أو خمسـاً عزلت عنه وسـقي آخر حتّىٰ سـقوها عن آخرها .

فانظر أوّلاً وٱعجب ما شـئت بهذا الحنان والرحمة والعطف والإشـفاق ، فإنّ القوم الّذين سـقاهم الحسـين عليه‌السلام كانـوا أعداءه ، وقـد جاءُوا مِنْ قِبَل ابن زياد للقبض علىٰ الحسـين عليه‌السلام ، حتّىٰ إنّ عليّ بن طعّان المحاربي ـ وهو عراقي من أصحاب الحرّ ـ لم يعرف كيف يشـرب من الراوية (٢) وكيف يخنث (٣) السـقاء كما يفعله الحجازي ، فكان يشـرب والماء يسـيل علىٰ أشـداقه وثيابه ، فنزل الحسـين عليه‌السلام بنفسـه وخنث السـقاء حتّىٰ شـرب وٱرتوىٰ (٤) .

وٱعجب ثانياً لإيثاره بالماء في بادية قحلاء وصحصحان أجرد (٥) ، والماء فيه أعزّ من الذهب ، وقد لا يجدونه في يومين أو ثلاثة أو أكـثر ،

__________________

(١) الـطَّـسُّ : الـطَّـسْـتُ من آنية الصفر ، أُنثىٰ تُذكَّر ، وهي فارسية ، والجمع : طِسـاس .

ٱنظر : تاج العروس ٣ / ٩٠ مادّة « طسـت » وج ٨ / ٣٤٠ مادّة « طسـس » .

(٢) الراوية : هو البعير أو البغل أو الحمار يُستقىٰ عليه الماء ، والراوية هنا هي المِزادة والوعاء الذي يكون فيه الماء ، سمّيت راوية لمكان البعير الذي يحمله .

ٱنظر : لسان العرب ٥ / ٣٨٠ مادّة « روي » .

(٣) خَنَثَ : ثَـنَىٰ وكَسَرَ ، خنَثَ فَمَ السِّقاء : ثنىٰ فاهُ وكَسَرَه إلىٰ الخارج ، فشرب منه ، وإن كَسَرَهُ إلىٰ الداخل فقد قَبَعَهُ .

ٱنظر : تاج العروس ٣ / ٢٠٧ مادّة « خنث » .

(٤) ٱنظر : تاريخ الطبري ٣ / ٣٠٥ ، مقتل الحسـين ـ للخوارزمي ـ ١ / ٣٢٩ ـ ٣٣٠ .

(٥) الصَّحْصَحُ والصِّحصحاحُ والصَّحصحان : كلّه ما استوىٰ من الأرض وجَرَد ، والجمع : الصحاصِحُ ؛ والصَّحصحُ : الأرض الجرداء المستوية ذات حصىً صغـار ، وأرض صحـاصحُ وصحصحـان : ليس بها شيء ولا شجر ولا قرار للماء .

ٱنظر : لسان العرب ٧ / ٢٨٨ مادّة « صحح » .

۳۳۴

فأيٌّ سـخاء هذا السـخاء ؟ ! وأيُّ نفس تلك النفس ؟ !

وٱعجب ثالثاً ـ وهو محلّ الغرض ـ كم كانت سـعة ذلك الموكب السـلطاني وإدارة ذلك الركاب الملوكي ؟ !

وكم كان يحمل من الماء ؟ ! حيث سـقىٰ نفسـه وأعداءه ، سـقىٰ ألف فـارس وألـف فـرس ، وعلىٰ أقـلّ تقدير أنّ النفوس التي كانـت مـع الحسـين عليه‌السلام ، من أولاده وأنصاره وعيالاتهم ألف نفس ، وحمولهم (١) ( المِكارَهْ ) التي تحمل خيامهم وأمتعتهم ، وما إليها من قدور وقصاع وطسـاس ، ونحو ألفين من الخيل والبغال غير الإبل ، فتكون النفوس المحتاجة إلىٰ الإرواء بالماء في ذلك الموكب ـ علىٰ أقلّ التقادير ـ خمسـة آلاف أو أربعة آلاف نسـمة ، غير الفضلة الاحتياطية التي سـقىٰ منها الحرّ وأصحابه وخيولهم .

فالموكب الذي يحمل من الماء ما يروي سـتّة آلاف أو سـبعة آلاف نسـمة ، كم ترىٰ يكون ضخامة ملكه وفخامة سـلطانه ؟ !

وإذا صحّ ما رواه الطريحي في « مجمع البحرين » من أنّ الحسين عليه‌السلام لمّا نزل كربـلاء اشـترىٰ أرض نينوىٰ والغاضـرية من بني أسـد بسـتّين ألف درهم ، وٱشـترط عليهم أن يدلّـوا زوّاره علىٰ قبـره ويضـيّفـوهم ؛ انـتهىٰ بمعنـاه (٢) ؛ فكـم كان معه من الأموال والنقود التي يكون فضلتها سـتّون ألفـاً ؟ !

وأزيدك شـاهداً علىٰ ذلك من عظمة الملك والسـلطان قضية محمّـد

__________________

(١) الـحُـمُـول : الإبل وما عليها من الهوادج والأثقال .

ٱنظر : لسان العرب ٣ / ٣٣٤ مادّة « حمل » .

(٢) ٱنظر : مجمع البحرين ٥ / ٤٦١ مادّة « كربل » .

۳۳۵

بشـير الحضرمي (١) ـ الذي رواه السـيّد ابن طاووس وغيره حين قيل له ليلة عاشـوراء ليلة القلق والأرق ، الليلة التي كانت المَنايا فيها علىٰ الحَوايا (٢) ، والحِمام يحوم فيها علىٰ الخيام ـ قيل له : « إنّ ابنك أُسـر في ثغرَي الريّ ؛ فقال : عند الله أحتسـبه ونفسـي ، ما أُحبّ أن يؤسـر وأنا أبقىٰ بعده ؛ فسـمع الحسـين عليه‌السلام قوله ، فقال له : رحمك الله ، أنت في حلٍّ من بيعتي ، فاعمل في فكاك ابنك .

فقال : أكلتني السـباع حيّـاً إن فارقتك .

قال : فاعط ابنك هذه الأثواب البرود يسـتعين بها في فداء أخيـه .

فأعطاه خمسـة أثواب قيمتها ألف دينار » (٣) .

__________________

(١) كذا في الأصل ، والظاهر أنّ كلمة « بن » ساقطة ؛ لأنّ بعض المصادر التي نقلت القصّة ذكرت أنّه « محمّـد بن بشـير الحضرمي » ؛ كما في : ترجمة الإمام الحسين ومقتله ـ لابن سعد ـ : ٧١ ، تاريخ دمشق ١٤ / ١٨٢ ، اللهوف علىٰ قتلىٰ الطفوف : ١٥٣ ، بغية الطلب في تاريخ حلب ٦ / ٢٥٩٢ ، تهذيب الكمال ٤ / ٤٨٣ .

ومصادر أُخرىٰ ذكرت أنّه « بشير بن عمرو الحضرمي » ؛ كما في : مقتل الحسين ـ لأبي مخنف ـ : ١٥٦ ، تاريخ الطبري ٣ / ٣٣٠ .

وترجم له صاحب « تنقيح المقال » قائلاً : « بشر بن عمرو بن الأحدوث الحضرمي الكندي ، كان من حضرموت وعداده في كندة ، وكان تابعيّاً ، وله أولاد معروفون بالمغازي ، وكان ممّن جاء إلىٰ الحسـين عليه‌السلام أيّام المهادنة » .

ٱنظر : تنقيح المقال ١ / ١٧٣ رقم ١٣٣١ .

(٢) الحـويَّـة : كساء محشوُّ حول سنام البعير ، وهي السويّة ، والحويّـة لا تكون إلّا للجمال ، والسويّة قد تكون لغيرها ، لذا تقول العرب : المَنايا علىٰ الحَوايا ؛ أي قد تأتي المنيّة للشجاع وهو علىٰ سرجه .

ٱنظر : لسان العرب ٣ / ٤٠٩ مادّة « حوا » .

(٣) ٱنظر : ترجمة الإمام الحسين ومقتله ـ لابن سعد ـ : ٧١ رقم ٢٩٢ ، تاريخ دمشق ١٤ / ١٨٢ ، الملهوف علىٰ قتلىٰ الطفوف : ١٥٣ ـ ١٥٤ ، بغية الطلب في تاريخ حلب ٦ / ٢٥٩٢ ، تهذيب الكمال ٤ / ٤٨٣ ، بحار الأنوار ٤٤ / ٣٩٤ .

۳۳۶

وعليه : فيكون قيمة كلّ ثوب مئـتي دينار ( مئة ليرة ذهـب ) .

وأنا لا أدري ما كانت تلك الثياب التي قيمة الواحد مئة ليرة ؟ ! وكم كان معه مثلها ؟ ! ولماذا يحملها وأمثالها معه في تلك المراحل ؟ !

هذه سـؤلة لعلّك في غنىً عن الجواب عنها ، ولكن أيّها الناقد المشـكّك ! أتحسـب أنّ الحسـين عليه‌السلام كان صعلوكاً من صعاليك العرب ، ولئيماً من لئامها ، كابن الزبير ، الذي يقول لجنده : « أكلتم تمري وعصيتم أمري » (١) ؟ !

ويقول للوافد عليه ، المسـتجدي منه ، بعد أن قال له : إنّ ناقتي قد نقبت (٢) .

فقال : ارقعها بهلب (٣) ، وٱخصفها بسـبت (٤) .

فقال الوافد : لعن الله ناقةً حملتني إليك .

فقال : إنّ وراكبها » (٥) .

__________________

(١) ٱنظر : شرح نهج البلاغة ٢ / ١٢٣ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٦٦ .

(٢) النَّقِبْ : رقّة الأخفاف ، نَقِبَ البعيرُ ينقبُ فهو نَقِبٌ ، بالكسر إذا رقّت أخفافه .

ٱنظر : لسان العرب ١٤ / ٢٤٩ مادّة « نقب » .

(٣) الهُلْبُ : الشَّعر كلّه ، وقيل : هو في الذَّنَب وحده ؛ وقيل : هو ما غلظ من الشعر ، والهُـلْبةُ شعر الخنزير الذي يخرز به .

ٱنظر : لسان العرب ١٥ / ١١١ مادّة « هلب » .

(٤) السِّبْتُ ـ بالكسـر ـ : جلود البقر المدبوغة بالقَرظ ، تحُذىٰ منه النَّعال السـبتية .

ٱنظر : لسان العرب ٦ / ١٤٠ مادّة « سـبت » .

(٥) ٱنظر : الأغاني ١ / ١٨ ـ ١٩ ، تاريخ دمشق ٢٨ / ٢٦١ وج ٤٨ / ٢٨٥ ، النهاية في غريب الحديث والأثر ١ / ٧٨ ، شرح نهج البلاغة ٢٠ / ١٣٩ .

وذكر القصّة ابن منظور في لسان العرب ١ / ٢٤٤ مادّة « أنن » وقال : « إنّ وراكبها » ؛ يعني : نعم مع راكبها .

۳۳۷

لا يا هذا ! الحسـين أكبر ممّا تظنّ ، الحسـين أكبر من أن يتخلّص من طواغيت بني أُميّة الّذين أرادوا سـفك دمه في حرم الله فتنتهك به حرمة الحرم ، كما فعل ابن الزبير وفعلوا به ، هو أكبر من أن يخلص بنفسـه ويترك عياله يشـرئبّون إليه ويتطلّعون إلىٰ أخباره ويناشـدون الركبان عنه .

وأمّا ما تخيَّلْتَهُ من أنّ هتك الحريم لا يقدم الغيور عليه مهما كان الأمر ، فهو وَهمٌ زائف ، وقد عرَّفناك أنّ الهتك المُشـين هو الذي يلمس أذيال العفّة ، ويمسّ ذلاذل (١) الشـرف ، لا الذي تسـتحكم به أسـوار الصون وسـياج العفاف .

وبعد هذا كلّه ، فهل أقنعك هذا الوجه ، وعرفت كيف كانت منزلة الحسـين عليه‌السلام من عظمة الشـأن وسـموّ السـلطان ؟ !

وهناك وجه ثالث لحمل العيال ، وهو : كما كانت العرب عليه من أنّهم إذا أرادوا أن يسـتميتوا في الحرب ، ويصبروا للطعن والضرب ، جعلوا الحريم خلفهم ، وٱسـتقبلوا العدوّ ، فأمّا الحتف أو الفتح ، ويسـتحيل عندهـم النكوص أو الفرار ، وترك الحريم للذلّ والإسـار ، ويشـهد لهذا عدّة وقائع لا تغيب عن الضليع في تاريخ العرب (٢) ، عليه حَمَلَ العيال كي يسـتميت أصحابه دونها ، وينالوا درجة السـعادة بالشـهادة كما فعلوا .

وهناك وجه رابع لعلّه أوجه من تلك الوجوه ، وأقربها إلىٰ الحقيقة ، وإنْ كانت للحسـين عليه‌السلام ملحوظة وراء التعبّد والانقياد والرضا والتسـليم

__________________

(١) ذلاذل القميص : ما يَلي الأرض من أسافله ، الواحد ذُلذُلٌ .

ٱنظر : لسان العرب ٥ / ٥٧ مادّة « ذلل » .

(٢) ٱنظر : تاريخ الطبري ١ / ٤٧٦ ـ ٤٨٢ أحداث معركة ذي قار ، وج ٢ / ١٦٦ أحداث غزوة حنين سـنة ٨ هـ .

۳۳۸

للمشـيّة القاهرة ، وكانت سـياسـة عن فلسـفة نظرية ، وتدابير بشـرية ، فهي هذه الملاحظة التي سـوف نبديها ونشـير إليها علىٰ الجملة حيث لا سـعة للتفصيل .

تقول أيّها الناقد : « إنّ الحسـين عليه‌السلام كان يعلم أنّه يقتل » . .

نعم ، وأنا أقول كذلك ، بل يعلم أنّ جميع مَنْ معه مِن الرجـال ، بـل وكـثير من الأطفـال يُـقـتلون حـتّىٰ الرضيـع (١) ، ولا يفلت إلّا وَلَدهُ زين العابدين من أجل العلّـة والمرض .

فلمّا عَلِمَ ذلك كُلّه ، وَعَلِمَ أنّ بني أُميّة وأشـياعهم سـوف يموّهون ، بل كانوا قد موّهوا علىٰ المسـلمين أنّ الحسـين عليه‌السلام خارج علىٰ إمام زمانه ، وهو يزيد المنصوب بالنصّ عليه بالاسـتخلاف من الخليفة الذي قبله وهو معاوية ، فالحسـين عليه‌السلام بخروجه باغٍ ، وحكم الباغي القتل ( فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّـهِ ) (٢) ، فتكون هذه الفتوىٰ وهذا التمويه أعظم علىٰ الحسـين مِن قتله .

وهذا الطلاء المبهرج ، وإنْ كان لا يخفىٰ علىٰ العارفين والنياقدة ، ولكنّهم بالضرورة خاضعون للسـلطة ، قد شـملتهم الذلّة ، وأخملتهم القلّة ، وألجمـهم الخـوف والتقيّة ، سـيّما بعد الفراغ من أمر الحسين عليه‌السلام ، فلا رحمة لأحـد بعده ولا حرمة ، والناس كما قال هو سلام الله عليه يوم الطفّ ، وكما هو حالهم اليوم : « عبيد الدنيا ، والدين لعق علىٰ

__________________

(١) ٱنظر : مقتل الحسين ـ لابن أعثم الكوفي ـ : ١٤٠ ، تاريخ الطبري ٣ / ٣٣٢ ، الملهوف علىٰ قتلىٰ الطفوف : ١٦٨ ـ ١٦٩ .

(٢) سورة الحجرات ٤٩ : ٩ .

۳۳۹

ألسـنتهم » (١) ، فمن ذا يقدر أن ينبس (٢) بالحقيقة ، فضلاً عن الإصحار (٣) بها ، وسـيوف يزيد وٱبن زياد فوق أرؤسـهم ، وأموالهم نصب أعينهم ؟ !

وتعلم كيف يلعب الرجاء والخوف في النفوس ، فحينئذ فلا يمرّ حول أو حولان إلّا وقد سـجّل التاريخ أنّ الحسـين عليه‌السلام ـ وأسـتغفر الله ـ باغٍ عاتٍ وقد قُتل بحكم شـريعة جدّه .

وبَعّـدَ الناقـدُ فريتَه بقوله : هلّا بايع كما بايع أخـوه الحسـن عليه‌السلام ودفع عن نفسـه وأهله القتل ؟ !

كيف ؟ ! وقد قال بعض النواصب في القرون الوسـطىٰ : إنّ الحسـين قتل بسـيف شـريعة جـدّه (٤) .

__________________

(١) ٱنظر : تحف العقول : ١٧٤ ، مقتل الحسين ـ للخوارزمي ـ ١ / ٣٣٧ ، كشف الغمّة ٢ / ٣٢ .

(٢) نَبَسَ ينبسُ نبساً : وهو أقلّ الكلام : وما نبس ، أي : ما تحرّكت شـفتاه بشيء ، وما نبس بكلمة ؛ أي : ما تكلّم .

ٱنظر : لسان العرب ١٤ / ٢٠ مادّة « نبس » .

(٣) الإصـحار : المجاهرة بالشيء ، وأبرز له ما في نفسـه صَحاراً : أي : جاهره به جهاراً .

ٱنظر : لسان العرب ١٧ / ٢٨٩ مادّة « صحر » .

(٤) أقـول : لقد وصـل ببعضهم الكره والبغض ونصب العداوة لأهـل البيت عليهم‌السلام إلىٰ درجة النطق بمثل هذه التفاهات والترّهات ، بل قالوا كلمة الكفر ، ومن أمثال هؤلاء النواصب :

أبو بكر بن العربي محمّد بن عبـد الله ، المتوفّىٰ سـنة ٥٤٣ هـ ، راجع تفاهاته في كتابه المسمّىٰ « العواصم من القواصم » ص ٢١١ ـ ٢١٦ .

وعبد الرحمٰن بن خلدون ، المتوفّىٰ سنة ٨٠٨ هـ ، راجع مخاريقه في « مقدّمته » ص ١٧٠ ـ ١٧١ .

وقد تصدّىٰ لإمثال هؤلاء النواصب ، وردّ علىٰ ترّهاتهم وخرافاتهم المحققُ الكبير

=

۳۴۰

وهذه عند الحسـين ـ وهو عَلَمُ الحقّ ، ومنارُ الهُدىٰ ، وجسـمُ روحِ الغـيـرة والإبـاء ـ رزيّـة لا رزيّـة فوقهـا ، ومصـيبة لا مصـيبة أعظـم منهـا .

فعلىٰ من يعتمد الحسـين عليه‌السلام في دفع هذه الغائلة (١) ، وتفنيد هذه الضلالة ، وإنقاذ المسـلمين من هذه الورطة المهلكة ؟ !

أَعَلىٰ رجال وكلّهم سـوف يقتلون معه بعلم منه ؟ !

أم علىٰ زين العابدين ، وهو أسـير مشـغول بعلّته ، وقتله أهون عليهم من قتل ذبابة ؟ !

فمَن يقوم للحسـين بهذه المهمّة بعد قتله ؟ !

ومَن ذا يقرع بالحجّة ، ويوضح المحجّة ، ويكشـف الحقيقة ، ويتعقّب القضية ، ويخطب في النوادي الحاشـدة ، والجوامع الحافلة ، تلك الخطبة البليغة ، والحجج الدامغة ؟ !

تصوّر ذلك العصر مليّاً ، وٱسـتوسـع التأمّل في تلك الأوضاع ، وٱنظر هل كان من الممكن أن يقوم بشـيء من ذلك أكبر رجل باسـل ؟ !

وهب أنّ الممكن أن يفادي رجلٌ بنفسـه للحقّ وإبداء الحقيقة ، ولكن هل يمهلوه إلىٰ أن يسـتوفي الغرض ويبلغ الغاية ؟ !

أَوَليس عبـد الله بن عفيف الأزدي ، ذلك البصير الذي ذهبت عيناه ، واحدة يوم الجمل والأُخرىٰ بصفّين ؛ نعم ، ذهبت عيناه ، ولكن فتح الله له في قلبه عشـرة عيون ، وسـقط الجهاد عنه بيده ، ولكن جاهد في لسـانه

__________________

= والعلّامة السيّد علي الحسـيني الميلاني في « نفحات الأزهار » ٤ / ٢٣٦ ـ ٢٤٢ ، فجزاه الله خير الجزاء .

(١) الغائلة : الحِقد الباطن .

ٱنظر : لسان العرب ١٠ / ١٦١ مادّة « غيل » .

۳۴۱

بعشـرة أسـياف إلىٰ أن أحرز الشـهادة في هذا السـبيل .

فإنّه لمّا سـمع خطبة ابن زياد علىٰ منبر الكوفة بعد قتل الحسـين عليه‌السلام وهو يقول : « الحمد لله الذي نصر أمير المؤمنين يزيد وأشـياعه ، وقتل الكذّاب ابن الكذّاب » ، نهضت به الحمية والحماية للحقّ ، وفادىٰ بنفسـه في ذلك الحشـد الرهيب ، فقام وقطع عليه خطبته قائلاً له : « إنّ الكذّاب ابن الكذّاب أنت ومن اسـتعملك يا عدوّ الله ، تقتلون أولاد النبيّين وتتكلّمون بهذا الكلام علىٰ منابر المسـلمين .

فغضب ابن زياد وقال : من هذا المتكلّم ؟ !

فقال : أنا المتكلّم يا عدوّ الله !

أتقتل الذرّيّة الطاهرة الّذين أذهب الله عنهم الرجس وتزعم أنّك علىٰ دين الإسـلام ؟ !

وا غوثاه ! أين أولاد المهاجرين والأنصار لينتقموا من طاغيتك اللعين ابن اللعين علىٰ لسـان محمّـد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١) ؟ !

__________________

(١) هنا إشارة إلىٰ تفسير الآية الكريمة : ( وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) سورة الإسراء ١٧ : ٦٠ ، التي نزلت في بني أُميّة الّذين طغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد ، وقد نقلت ذلك كتب التفسير والحديث والتاريخ ، ٱنظر مثلاً :

تفسير الثعلبي ٦ / ١١١ ، تفسير ابن جزيّ الكلبي ٢ / ١٧٤ ، تفسير القرطبي ١٠ / ١٨٣ ـ ١٨٤ ، تفسير الفخر الرازي ٢٠ / ٢٣٩ ، زاد المسير ٥ / ٤٠ ـ ٤٢ ، البحر المحيط ٦ / ٥٤ ـ ٥٥ ، تفسير ابن كثير ٣ / ٤٨ ، تفسير البيضاوي ١ / ٥٧٥ ، الكشّـاف ٢ / ٤٥٥ ، الدرّ المنثور ٥ / ٣٠٩ ـ ٣١٠ ، تفسير غرائب القرآن ـ للنيسابوري ـ ٤ / ٣٦١ ـ ٣٦٢ ، فتح القدير ٣ / ٢٣٨ ـ ٢٤٠ ، فتح الباري ٨ / ٥٠٨ ح ٤٧١٦ ، عمدة القاري ١٩ / ٣٠ ، لباب النقول في أسباب النزول ـ بهامش تفسير الجلالين ـ : ٢٣٥ ، مجمع البيان ٦ / ٢٥٠ ، شرح نهج البلاغة ٩ / ٢٢٠ وج ١٢ / ٨١ ، مسـند أحمد

=

۳۴۲

فازداد غضب ابن زياد حتّىٰ انتفخت أوداجه ، وقال : عَلَيَّ بـه !

فقام الجلاوزة فأخذوه ، وقامت الأشـراف من الأزد عشـيرته فخلّصوه ، وٱنطلقوا به إلىٰ منزله » .

ولكن هل خلص ونجا من ذلك الطاغية ؟ ! وهل كان آخر أمره إلّا أن أُحضر بين يديه فضرب عنقه صبراً وصلب جثمانه في السـبخة (١) في قصّة طويلة ، وما ظفر ابن زياد به إلّا بعد حرب سـجال وتحريشٍ منه خبيثٍ بين اليمانية والمضرية علىٰ قاعدة التفـرّق (٢) .

نعـم ، ما أنكـر علىٰ ابن زياد إلّا عبـد الله بن عفيف رضوان الله عليه ، وإلّا ذلك الصحابي الضعيف بكلّ مواقع الضعـف ، ألا وهـو زيـد بن أرقم ، فإنّـه حين رأىٰ رأس الحسـين عليه‌السلام بين يـدَي بن زيـاد وهو يضربـه بعـوده ، قـال لـه : « ارفع عودك عن هاتين الشـفتين ! فوالله لطالما رأيت رسـول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقبّلهما .

ثمّ بكىٰ زيد ، فقال له ذلك الخبيث : أتبكي لما فتح الله للأمير ؟ ! لولا أنّك شـيخ قد خرفت وذهب عقلك لأخذت الذي فيه عيناك !

فخرج زيد وهو يقول : ملَكَ عبدٌ حرّاً ، أنتم يا معشـر العرب عبيد

__________________

= ٢ / ٥٢٢ ، مجمـع الزوائـد ٥ / ٢٤٠ ـ ٢٤١ ، تـاريـخ الطـبـري ٥ / ٦٢١ حـوادث سـنـة ٢٨٤ هـ ، الخلفـاء الراشـدون ـ للذهبي ـ : ٢٠٩ و ٢١٠ ، البداية والنهاية ٦ / ١٧٦ ـ ١٧٧ و١٨٢ ، تاريخ الخلفاء ـ للسيوطي ـ : ١٦ .

(١) السـبخة : أرضٌ ذات ملح ونَـزٍّ ، وجمعها سِـباخ .

ٱنظر : لسان العرب ٦ / ١٤٨ مادّة « سـبخ » .

(٢) ٱنظر : أنساب الأشراف ٣ / ٤١٣ ـ ٤١٥ ، تاريخ الطبري ٣ / ٣٣٧ ، مقـتـل الحسـين ـ لابن أعثم الكوفي ـ : ١٥٢ ـ ١٥٦ ، مقـتل الحسـين ـ للخوارزمي ـ ٢ / ٥٨ ـ ٦٢ ، الردّ علىٰ المتعصّب العنيد : ٤٤ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٤٣٦ .

۳۴۳

بعد اليوم ، قتلتم ابن بنت رسـول الله وأَمَّرْتُم ابن مرجانة » (١) .

ولا أسـتحضر مُنْكِراً علىٰ ابن زياد غير هذين الرجلين ، وكلماتهما وإنْ كانت ذات قيمة ثمينة في مثل تلك الأيّام العصيبة والمواقف الرهيبة ، ولكن أيّ شـيء لها من التأثير ؟ !

وما ميلها في تلك التيارات الجارفة والزوابع القاصفة ؟ !

وهل هي إلّا كلمات قيلت وذهبت أدراج الرياح ؟ !

وهل كانت تكفي لإيجاد بواعـث الثورة ، وتكوين الانقلاب علىٰ بني أُميّة وتحرير النفوس وغليان الأفكار وتأجيج النار لطلب الثـار ؟ !

كلّا ثمّ كلّا ، فإنّ الأمر يحتاج إلىٰ أكـثر من ذلك ، يحتاج إلىٰ المثابرة والتعقيب في الخطب الرنانة والكلمات المهيّجة ، وتشـهير المثالب والمسـاوئ ، ونقد السـيّئات ونعيها علىٰ تلك الدولة الغاشـمة والسـلطة الظالمة والحكومة الجائرة .

فإنّ بهذا ومثله تتكوّن في الأُمّة روح ثورة وٱنفجار يكـتسـح ظلم الظالمين ، وتقتلع عروق الجور والاسـتبداد .

قل لي برأيك أيّها الناقد ، أيّ رجالات ذلك العصر كان يقدر علىٰ القيام بتلك المهمّة ، ويقوىٰ علىٰ النهوض بذلك العـبء ؟ !

أليس قصارىٰ أمره مهما كان من البسـالة والجرأة أن يقول الكلمتين والثلاث ، فيقال : خذوه فاقتلوه فاصلبوه في السـبخة أو في الكـناسـة ؟ !

__________________

(١) ٱنظر : أنساب الأشراف ٣ / ٤١٢ ـ ٤١٣ ، تاريخ الطبري ٣ / ٣٣٦ ، مقتل الحسـين ـ للخوارزمي ـ ٢ / ٥٨ ـ ٦٢ ، الردّ علىٰ المتعصّب العنيد : ٤٤ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٤٣٦ ، أُسد الغابة ٢ / ٢١ ترجمة الإمام الحسين ، البداية والنهاية ٨ / ١٥٢ .

۳۴۴

أليـس زين العابـدين عليه‌السلام مع أنّـه عليل أسـير ـ والأسـير لا يُقتل ـ قد أمر ابن زياد بقتله لجواب خفيف وقول طفيف ، فإنّ ابن زياد بعد أن فرغ من تحدّي زينب وأخرجته بقوّة العارضة والبيان من الميدان مكعوماً (١) بالخزي والخذلان التفت إلىٰ زين العابدين ، فقال : « من هذا ؟ !

فقيل له : هو عليّ بن الحسـين عليه‌السلام .

فقال : أليـس قد قتل الله عليّـاً ؟ !

فقال سـلام الله عليه : كان لي أخ يقال له عليٌ قتله الناس .

فقال ابن زياد : بل الله قتله !

فقال الإمام : ( اللَّـهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا ) (٢) .

فقال له : أَوَبِكَ جرأةٌ علىٰ ردّ جوابي ؟ ! يا غلمان ! خذوه فاضربوا عنقه !

فتعلّقت به زينب ، وقالت : يا بن زياد ! حسـبك من دمائنا ما سـفكت ، فإن عزمت علىٰ قتله فاقتلني معه .

فقال الطاغية : عجبـاً للرحم ! فوالله لَـوَدَّتْ أن تموتَ دونه ، اتركوه لِما به » (٣) .

وما تركه رحمةً لها ، ولكن قد رأىٰ أنّ العلّة والإسـار والأغلال

__________________

(١) الكعام : شيء يجعل علىٰ فم البعير ، كعم يكعمُ كعماً ، فهو مكعوم وكعيم : شدّ فاه ، والجمع : كُعُم .

ٱنظر : لسان العرب ١٢ / ١١٠ مادّة « كعم » .

(٢) سورة الزمر ٣٩ : ٤٢ .

(٣) ٱنظر : ترجمة الإمام الحسين ـ لابن سعد ـ : ٧٩ ، تاريخ الطبري ٣ / ٣٣٧ ، مقتل الحسين ـ لابن أعثم الكوفي ـ : ١٥٠ ـ ١٥١ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٤٣٥ .

۳۴۵

والجامعة (١) سـتقضي عليه وتكفي ابن زياد مؤنة قتله .

فإنّ سـلامة زين العابدين وبقاء حياته كان من خوارق العادة ، وعلىٰ خلاف مجاري الأسـباب ، ولو قُتل أو مات في تلك البرهة لانقَطَعَ نسـل الحسـين ، ولكن مشـيئة الله سـبحانه وقضاءه السـابق بأنّ الأئمّـة من ذرّيّته لا يردّ ولا يُغلب ، وكانت زينب هي السـبب في حفظه علىٰ الظاهر .

فليكن هذا وجهاً خامسـاً لحمل العيال ، فلعلّ الحسـين عرف العلّة والمرض لا يكفي في سـلامة ولده ، وأنّهم قد يقتلونه علىٰ مرضه ، وأنّ لزينب موقفها الباهر في المفاداة والدفاع عنه .

وكلّ غرضنا من سـحب أذيال هذا المقال ، أن يتجسّم لديك كيف كان الحال في كمّ الأفواه ، وعقل الألسـن ، وإرجاف القلوب ، ومشـق الحسـام لضرب الهام علىٰ أقلّ الكلام .

إذاً فمَن يَردّ تلك الأمانة ويؤدّي تلك الوديعة ، وديعة الحقّ ، وأمانة الصدق ، والانتصار للحقيقة ، وإزهاق الباطل ؟ !

نعم ، قُمْنَ بكلّ تلك الوظائف علىٰ أوفىٰ ما يرام ، وأتمّ ما يحصل به الغرض ، قُمْنَ به ودائع النبوّة وحرائر الوحي والرسـالة ، نهضن بتلك الأعباء الثقيلة التي تعجز عنها الأبطال وأُسـود الرجال .

كأنّ الحسـين عليه‌السلام علم ـ ولا شـكّ أنّه علم ـ أنّه سـيُقتل هو وجميع أهل بيته وأنصاره ، ولا يبقىٰ رجل يتسـنّىٰ له الكشـف لجمهرة ذلك الخلق التعس عن فظاعة تلك الجناية وشـناعة تلك الجرائم السـيّئة ، ولو أهمل

__________________

(١) الجامعة : الـغُـلُّ ؛ لأنّها تجمع اليدين إلىٰ العنق .

ٱنظر : لسان العرب ٢ / ٣٥٩ مادّة « جمع » .

۳۴۶

هذه الناحية المهمّة لذهب قتله سـدىً ، ولفات الغرض والغاية ، فلم يجد بُـدّاً من حمل تلك المصونات معه لتكميل ذلك المشـروع الذي ابتذل نفسـه ونفوس أعزّته في سـبيله .

وعلـم سـلام الله عليـه أنّ بني أُميّـة مهمـا بلغـوا فـي خرق النواميس وهتك الحرمات والتجاوز علىٰ الشـناشـن (١) العربية ، والشـرائع الإسـلامية ، ولكنّهم لا يقدرون علىٰ قتل النسـاء ؛ لا يقدرون علىٰ قتل امرأة مصابة مفجوعة تكلّمت بشـيء من الكلام تبريداً وتسـكيناً للوعتهـا .

ويوم الطفّ وإنْ قَـتَـلَ حزبُ بني أُميّة عدّةً من النساء الوديعات (٢) ،

__________________

(١) الشِّـنْـشِـنة : الطبيعة والخليقة والسَّجيّة ، والشـناشن العربية : يعني السجايا والأخلاق والطبائع العربية .

ٱنظر : لسان العرب ٧ / ٢٢٠ مادّة « شـنن » .

(٢) استُشهدت مع الإمام الحسين عليه‌السلام يوم الطفّ امرأةٌ واحدة ، هي : أُمّ وهب النمرية القاسطية ، ذكر ذلك الطبري في تاريخه ، بعد أن سرد قصّة التحاقها هي وزوجها عبـد الله بن عمير الكلبي بركب الإمام عليه‌السلام يوم الطفّ ، وخروج زوجها للمبارزة والقتال بين يدي الإمام عليه‌السلام ، وخروجها هي أيضاً للقتال شاحذةً همّة زوجها ، مناصرةً لإمام زمانها ، ولكنّ الإمام عليه‌السلام منعها وردّها إلىٰ الخيام ، قائلاً لها : ارجعي رحمك الله إلىٰ النساء ، فإنّه ليـس علىٰ النساء قتال .

قال : وخرجت إلىٰ زوجها بعد أن استشهد حتّىٰ جلست عند رأسه تمسح عنه التراب وتقول : هنيئاً لك الجنّة ؛ فقال شمر بن ذي الجوشن لغلام له يسمّىٰ رستم : اضرب رأسها بالعمود ! فضرب رأسها فشدخه فماتت مكانها .

تاريخ الطبري ٣ / ٣٢١ ـ ٣٢٢ و ٣٢٦ ، وٱنظر : أنساب الأشراف ٣ / ٣٩٨ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٤٢٢ ، البداية والنهاية ٨ / ١٤٥ .

إلّا أنّ ابن أعثم الكوفي وٱبن شهر آشوب والخوارزمي وٱبن طاووس رووا أنّها كانت مع ولدها وهب وزوجته ، التي حاولت أن تثنيه عن الخروج والقتال مع الإمام أبي عبـد الله الحسين عليه‌السلام في بادئ الأمر ، لكنّ أُمّه كانت تشدّ من أزره وتحثّه علىٰ

=

۳۴۷

كما قتلوا الأطفال (١) ، ولكنّ الحربَ لها أحكام وشـواذّ لا تجري في غيرها .

لا ، وكلّا ، لا يسـتطيع ابن زياد ـ مهما طغىٰ وتجبّر ـ أن يقتل سـاعة السـلم امرأة عزلاء ، أسـيرة بين يديه ، لا تحمل من السـلاح إلّا قلبها ولسـانها ، قلبها درعها ، ولسـانها [ سـيفها ] ، لا يسـتطيع أن يقتل امرأة مهما تجـرّأت عليه ، بل ولا يسـتطيع أن يمدّ يده إليها فيضربها (٢) .

__________________

= الاستشهاد بين يدي الإمام عليه‌السلام ليكون شـفيعاً له عند ربّـه يوم القيامة ، إلّا أنّ زوجته أخذت ـ بعد ذلك ـ عموداً فأقبلت نحوه وهي تقول : فداك أبي وأُمّي ! قاتل دون الطيّبين حرم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؛ فأقبل ليردّها إلىٰ النساء ، فأخذت بثوبه وقالت : لن أعود دون أن أموت معك ؛ وظلّت تقاتل معه إلىٰ أن ردّها الإمام الحسـين عليه‌السلام إلىٰ الخيمـة .

ٱنظـر : الفتـوح ـ لابن أعثـم الكوفـي ـ ٥ / ١١٦ ـ ١١٧ ، مناقـب آل أبي طـالب ـ لابن شهر آشوب ـ ٤ / ١٠٩ ـ ١١٠ ، مـقتل الحسـين ـ للخوارزمي ـ ٢ / ١٥ ـ ١٦ ، الملهوف علىٰ قتلىٰ الطفوف : ١٦١ .

(١) وٱستُشهد مع الإمام أبي عبـد الله الحسين عليه‌السلام يوم الطفّ من الأطفال الّذين لم يبلغوا الحلم خمسة ، وهم : عبـد الله بن الحسين الرضيع ، وعبـد الله بن الحسن ، ومحمّد بن أبي سعيد ، والقاسم بن الحسن ، وعمرو بن جنادة الأنصاري ؛ وقد ذكر أصحاب السير والتواريخ كيفية اسـتـشهادهم .

ٱنظـر : تاريـخ الطبري ٣ / ٣٣١ ـ ٣٣٤ ، الكامل في التاريـخ ٣ / ٤٢٨ ـ ٤٣٣ ، مقتل الحسين ـ للخوارزمي ـ : ٢ / ٢١ ـ ٢٢ ، مناقب آل أبي طالب ٤ / ١٠٤ .

(٢) أقـول : إنّ ابن مرجانة وأمثاله لا يتوانون ولا يتورّعون عن الاعتداء علىٰ حُرَمِ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فهمّه بضرب عقيلة الطالبيّين زينب عليها‌السلام ، التي اعتادت أن ترىٰ مثل هذه الاعتداءات من هؤلاء القوم وأسـيادهم ؛ فمِن قبلُ رأت كيف عاملوا أُمّها الزهراء عليها‌السلام ولم يرعوا لها حرمة بمجـرّد غياب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكيف قادوا أباها عليّاً عليه‌السلام ليأخذوا منه البيعة قهراً ، وكيف رموا نعش أخيها الإمام الحسن المجتبىٰ عليه‌السلام بالنبل ، لَدَليل علىٰ ذلك ، إلّا أنّ الله تعالىٰ قيّض وجود بعض الّذين تحرّكهم الشـيم والسجايا والأعراف العربية ، وليس الورع والتقوىٰ والمودّة في القربىٰ التي أمر بها الكـتاب العزيز ، ووصّىٰ بها النبيّ الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ممّا حال دون ذلك .

فانظر وتأمّل !

۳۴۸

إنّ زينب العقيلة لمّا سـوّدت وجه ابن زياد ولطمته تلك اللطمة السـوداء بقولها : « ثكلتك أُمّـك يا بن مرجانة ! » ، اسـودّت الدنيا في عينه ، حيث عرف والحاضرون ما أرادت ، فَهَمَّ أن يضربها ، ولكنّ عمرو بن حريث ، وهو من أكبر القوّاد في جند ابن سـعد ، وكان أميراً علىٰ الرجّالة بعد أن كان من خواصّ أمير المؤمنين في صفّين ، أنكر عليه وجاءه بحجّة ، وهي أنّها امرأة ، والمرأة لا تؤاخذ بشـيء من منطقها ، فقال ابن زياد : « أما تراها كيف تجـرّأت علَيَّ ؟ ! » (١) .

كان الحسـين وأنصاره قد وقفوا يوم الطفّ موقفاً تجسّـمت فيه روح الشـجاعة والبسـالة ، وأصبح المثل الأعلىٰ للعزم والإقدام والاسـتهانة بهذه الحياة في سـبيل العـزّ والإباء ، ودون موارد الذلّ !

وقفوا موقفاً ما حدّثنا التاريخ بمثله ، ولا سـمع الدهر بنظيـره !

وقف سـبعون رجلا في مقابل سـبعين ألفاً ، ومددهم إلىٰ الكوفة ، بل إلىٰ الشـام متواصل ، وهؤلاء لا مدد لهم ، هؤلاء علىٰ شـاطئ النهر يكرعون منه ، وينتهلون كلّ حين ، وأُولئك قد حُبسـوا عن الماء يومين أو ثلاث ، والعطش وحرّ الهجير ورمال الصحراء أحرق أجسـادهم ، وفتّت أكبادهم ، وأطفالهم يتصارخون من العطش نصب أعينهم ، وعلىٰ احتفاف أضعاف ذلك الرزايا والمحن بهم .

نعـم ، ومـع كلّـه مـا هانـوا ولا اسـتـكانـوا ، ولا فـشـلوا ولا ذلّوا ، بل كانوا يزدادون بشـراً وطلاقة ، وعزماً وصلابة ، وعـزّاً وشـهامة .

حقّـاً إنّه لموقف باهر ، ومقام قاهر ، وحديث مدهش ، ونفوس

__________________

(١) ٱنظر : تاريخ الطبري ٣ / ٣٣٧ .

۳۴۹

غريبة ، بل وفوق الغرابة بمكان !

ولكن ألا أدلّك علىٰ أدهىٰ من موقف أنصار الحسـين عليه‌السلام وأدهش وأبهىٰ وأبهر ؟ ! هو موقف عقائل النبـوّة في مجلس يزيد وٱبن زياد !

أتسـتطيع أن تسـتحضر في نفسـك ، وتتمثّل في أُمّ رأسـك مجلس ابن زياد في قصر الإمارة بالكوفة وقد أَدْخَلوا عليه السـبايا والرؤوس ، وفيهنّ الحرّة الحوراء زينب الكبرىٰ ، وهو سـكران بنشـوة الفتح والظفر ، ورؤسـاء الأرباع والأسـباع (١) ، ورؤوس القبائل مثول بين يديه ، والدنيا مقبلة بكلّ وجهها عليه ؟ !

دخلت عليه تلك العقيلة وجلسـت ناحية متنكّرة ، فأبت نفسـه الخبيثة أن يصفح صفح الكرام ، ويغضي إغضاء الأماجد ، أبت نفسـه إلّا إظهار الشـماتة ، ولؤم الملَـكة ، وخبث الظفر ، وسـوء الاسـتيلاء ، وقبيح الأثرة ، فسـأل ـ ولا شـكّ أنّه . . . . . . . . (٢) ، ويهتكها ـ وهو المهتوك ـ وقال : « مَن هذه المتنكّرة ؟ !

فقيل له : هي زينب بنت عليّ عليه‌السلام .

فقال لها قول الشـامت الشـاتم : أرأيت كيف صنع الله بأخيك الحسـين والعتاة المردة من أهل بيته ؟ !

__________________

(١) الأرباع : جمع الـرَّبْـع ؛ أي المنزل والمحلّة والدار .

والأسـباع : جمع الـسُّـبْـع ـ بالضمّ ـ : وهي جزء من سـبعة .

ٱنظر : لسان العرب ٥ / ١١٥ مادّة « ربع » ، تاج العروس ١١ / ١٩٩ مادّة « سـبع » .

ورؤساء الأرباع والأسباع كناية عن رؤساء العشائر والأحياء والمجاميع التي كانت حاضرة مجلس ابن زياد حين دخول حرم رسول الله سـبايا إلىٰ قصره .

(٢) كذا في الأصل ، والظاهر أنّ هناك سقطاً في الفقرة .

۳۵۰

فقالت ـ قول الثابت الجَنان ، المتدرّع بدلاص (١) اليقين والإيمان ، المسـتحقر له ولكلّ ما له من قوّة وسـلطان ـ : ما رأيت إلّا جميلاً ، أُولئك قوم كـتب الله عليهم القتل فبرزوا إلىٰ مضاجعهم ، وسـيجمع الله بينك وبينهم ، فتحاجّ وتخاصم فانظر لمن الفلج (٢) ؟ ! ثكلتك أُمّك يا بن مرجانة !

فلمّا لطمته بهذه اللطمة السـوداء لم يجد سـبيلاً للتشـفّي منها والانتقام إلّا بأسـوأ الكلام من السـباب والشـتيمة ، فقال : الحمد لله الذي قتلكم وفضحكم ، وأكذب أُحدوثتكم .

فقالت ـ غير طائشـة ولا مذعورة ـ : إنّما يفتضح الفاسـق ويكـذب الفاجر ، وهو غيرنا .

وقف الحسـين وأنصاره ظهيرة عاشـوراء وهم علىٰ خيولهم الجياد ، وفي أيمانهم البيض الحداد (٣) ، وعلىٰ متونهم السـمر الصِّعاد (٤) ، قد رفلوا بأبراد العزّ ، وتكلّلوا بتيجان الشـرف ، لا يُقتل منهم واحد حتّىٰ يَقتلوا ألفاً من عدوّهم (٥) ، وهم ضاحكون مسـتبشـرون ، ثقة بما يصيرون إليه بَعدُ من

__________________

(١) الـدِّلاص من الدروع : اللـيّنة ، ودرعٌ دِلاص : برّاقة ملساء ليّنة بيّنة الـدَّلَصِ ، والجمع : دُلُصٌ .

ٱنظر : لسان العرب ٤ / ٣٨٨ مادّة « دلص » .

(٢) الـفَـلْـجُ : الـظَّـفَـرُ والفوز ، وقد فَلَجَ الرجلُ علىٰ خصمه يفلجُ فلجاً .

ٱنظر : لسان العرب ١٠ / ٣١٤ مادّة « فلج » .

(٣) البيض الحِداد : السيوف الحداد القاطعة التي شُحذت ومُسحت بحجر أو مبرد .

ٱنظر : لسان العرب ١ / ٥٥٥ مادّة « بيض » وج ٣ / ٨٠ مادّة « حدد » .

(٤) الصعدَةُ : القناة ، وقيل : القناة المستوية تنبت كذلك لا تحتاج إلىٰ التثقيف ، والجمع : صِعاد ، وقيل : هي نحوٌ من الألّةِ ، والألَّةُ أصغَرُ من الحربـة .

ٱنظر : لسان العرب ٧ / ٣٤٤ مادّة « صعد » .

(٥) جهة الالتئام دقيقة مع ما سـبق في صحيفة ٣٤٩ : « وقف سـبعون رجلاً في مقابل سـبعين ألفاً » ، بالمبالغة هنا والحقيقة هناك . منـه قدس‌سره .

۳۵۱

منازل الفردوس الأعلىٰ في دار النعيم .

كان هذا موقف الحسـين وأنصاره يوم الطفّ .

ووقفت زينب بنت عليّ عليه‌السلام والخفيرات من أهل بيتها في مجلس ابن زياد وهم في قيد الإسـار ، وذلّ الصغار ، لا ترىٰ أمام عينها إلّا عدوّاً شـاتماً ، أو كاشـحاً (١) شـامتاً ، أو قاتلاً لحُماتها وسُـراتها ، واليتامىٰ والأيامىٰ حولها ، كلّ هذه الشـؤون والشـجون ممّا تذيب القلب ، وتذهل اللبّ ، وتطيش عندها الأحلام ، وتخرس الألسـنة ، وتموت الفطنة ، ولا يسـتطيع أجلد إنسـان أن ينبس بكلمة في مثل تلك الكوارث .

أفهل تخشـىٰ ـ لو تصوّرت مزايا تلك الرزايا لزينب ـ أن تقول : إنّ موقفها عند ابن زياد كان أعظم من موقف أنصار الحسـين يوم الطفّ عند جند ابن سـعد ؟ !

قل ولا تخف ، وعلَيَّ الإثبات .

هل أحسـسـتَ في تلك السـاعة الرهيبة من زينب أمام عدوّها القاسـي الظالم الشـامت الشـاتم أن تلجلج لسـانها ؟ ! أو اضطرب جَنانها ؟ ! أو ظهر عليها ذرّة من الذلّ والاسـتكانة ؟ ! أو خضعت فانقطعت؟ ! أو عجزت عن ارتجال الخطب البليغة التي لو جاء بها الوادع السـاكن والمطمئنّ الآمن بعد ليالٍ وأيّام لكانت آية من آيات الإبداع ، ورمزاً من رموز البراعة ؟ !

فكيف وقد اندفعت بها في حشـد الرجال علىٰ سـبيل الارتجال ،

__________________

(١) الكاشح : العدوّ المبغض الذي يضمر لك العداوة ويطوي عليها كـشْـحَـهُ ، أي : باطنه .

ٱنظر : لسان العرب ١٢ / ٩٩ مادّة « كشح » .

۳۵۲

وهي علىٰ ما عرفتَ من الوضع ؛ عنه يقـال في الشـدّة : « بين ذارعي وجبـهـة الأسـد » (١) ، تـتقاذفهـا لهـوات الكُـرب ، وتلوكهـا وتمضـغها أنيـاب النـوب ، حتّـىٰ إنّ ابن زياد أعجَـمَ عُـودَها (٢) ، فرآهـا صـلبـاً مـرّاً ، لا يلين لغامز ، ولا يلـذّ لماضِـغ ، وأنّها لا تنقطـع ولا تكـلّ ، ولا تعرف للرهبة وللخوف معنىً ، وخشـي أن لا تُبقي من هتكه وفضيحتـه باقيـة ، وأن تقلـب عليه الرأي العـامّ ، وتُحْـدِث في جماعتـه فتقاً لا يرتق ، غيَّـرَ من خطّـته ، وتنازل عن غُـلوائه (٣) وشـدّته ، فكان آخـر كلامـه معهـا بعد أن شـفت غليلها منه : لعمري إنّها لسـجّاعة ، ولقد كان أبوها أسـجع منهـا (٤) ؟ !

لا يا بن مرجانة ! ما هي بسـجّاعة ، هي أُمثولة الصبر والثبات ، ورمز غلبة الحقّ علىٰ الباطل ، وٱحتقار الحكم الزائف والملك الزائل ، وسـلطنة

__________________

(١) عجز بيت للفرزدق ، وتمامه :

يا مَن رأىٰ عارضاً أسرَّ به

بين ذراعي وجبهة الأسدِ

ٱنظـر : شـرح ديوان الفـرزدق : ٢١٥ ، كـتاب سـيبويه ١ / ١٨٠ ، إملاء ما مَنَّ به الرحمٰن : ٤٨٠ تفسير سورة الروم ، خزانة الأدب ٢ / ٢٨١ ـ ٢٨٢ .

وأورده صاحب مغني اللبيب : ٤٩٨ رقم ٧٠٧ وفي ص ٨٠٩ رقم ١٠٤٧ دون أن ينسـبه لأحد .

(٢) الـعَـجْـمُ : عَضٌّ شديدٌ بالأضراس دون الثنايا ، وعجم الشيء يعجمه عجماً وعجوماً : عضّه ليعلم صلابته مِن خَـورِه ورَخاوَته .

ٱنظر مادّة « عجم » في : لسان العرب ٩ / ٧٠ ، تاج العروس ١٧ / ٤٦٣ .

وأعجمَ عودَها : يعني اختبر قوّتها وصلابتها سلام الله عليها .

(٣) الـغُـلْواء ؛ سـرعةُ الشـباب وشِـرّته ، وغُـلَـواءُ كلّ شيء أوّلُـه وشِـرَّتـه .

ٱنظر : لسان العرب ١٠ / ١١٤ مادّة « غـلا » .

(٤) ٱنظر : تاريخ الطبري ٣ / ٣٣٧ ، مقتل الحسين ـ لابن أعثم الكوفي ـ : ١٥٠ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٤٣٥ ، مقتل الحسين ـ للخوارزمي ـ ٢ / ٤٧ ـ ٤٨ .

۳۵۳

الخداع والمكر .

لا يا بن مرجانة ! هذه زينب بنت عليٍّ الذي عَلَّمَ الناس الفصاحة ، والبراعة ، والشـجاعة ، والسـجاعة .

هذه زينب بنت الزهراء البتول ، لا كمرجانة وسـميّة ذوات الأعلام في الجاهلية والإسـلام (١) .

هذه زينب بنت الطاهرة العذراء ، لا كهند الخرقاء (٢) ، صـاحبة القارعة (٣) والفاكّة (٤) ، التي يقول فيها حسّان شاعر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

__________________

(١) سميّة : هي جارية للحـرث بن كلدة ، الطبيب الثقفي ، كانت من البغايا ذوات الرايات بالطائف ، وتسكن حارة البغايا خارجاً عن الحضر ، وتؤدّي الضريبة للحـرث ، وكان قد زوّجـها من غلام رومي له اسـمه : عبيد ، وفي أحد أسفار أبي سفيان للطائف طلب من أبي مريم الخمّار بغيّاً ، فقدّم له سميّة فعلقت بزياد ووضعته علىٰ فراش عبيد سنة إحدىٰ من الهجرة ، وكان يُنسب إليه ، ألحقه معاوية بأبيه أبي سفيان فقيل له : زياد بن أبي سفيان .

ومرجانة : هي زوجة زياد بن أبي سفيان ، وأُمّ عبيـد الله بن زياد .

ٱنظر : الاستيعاب ٢ / ٥٢٣ رقم ٨٢٥ ، أُسد الغابة ٢ / ١١٩ رقم ١٨٠٠ ، مروج الذهب ٣ / ٦ .

(٢) الخُرق : الجهل والحُمق ؛ خَرُقَ خُرقاً ، فهو أخرق ، والأُنثىٰ خرقاء ، وٱمرأة خرقاء : أي غير صَنَاع ولا لها رِفق ، فإذا بنت بيتاً انهدم سريعاً .

ٱنظر : لسان العرب ٤ / ٧٤ مادّة « خرق » .

(٣) قارعة الدارِ : ساحَتها ، وقارعة الطريق : أعلاه ، وقيل : وسطه ، وقيل : هو نفس الطريق .

وصـاحبة القارعة : كنايـة عـن المـرأة التـي تكثـر الجلوس علىٰ قارعـة الطريق ولا يسلم من لسانها المارّة ، ولا تبالي بما يقال فيها .

ٱنظر : لسان العرب ١١ / ١٢٣ مادّة « قرع » .

(٤) الفاكُّ : الـهَرمُ من الإبل والناس ، فَكَّ يَفُكُّ فكّاً وفكوكاً ، وشيخ فاكٌّ إذا انفرج لحياه من الهَرم .

ٱنظر : لسان العرب ١٠ / ٣٠٧ ـ ٣٠٨ مادّة « فكك » .

۳۵۴

لمنِ الصبيُّ بجانبِ البطحاءِ

.....................................

البيتيـن (١) .

وما كانت تلك الشـجاعة منها سـلام الله عليها في مرّة أو مـرّتيـن ، بل كانت كلّما ضاق الأمر ، واشـتدّت المحنـة ، وتجـمهـر المتفرّجـون عليهم عند دخولهم الكوفة ، وعند خروجهم منها ، وفي قصـر الإمـارة ، وفي مجلـس ابن زياد ؛ في كلّ ذلك تـتـحـدّىٰ فتُـدْهـش ، وتحـتـجّ فتُفْلـج ، وتخطب فتُعْجب ، تخطب خطبة البليغِ المُدِرِّ (٢) ، والمِصْـقَـعِ (٣) المُـفَـوَّهِ (٤) الذي تهيّـأت له كلّ أسـباب الـدَّعَـة (٥) والراحـة والفـراغ والطمـأنينـة .

دخل السـبي إلىٰ الكوفة بحال ( يذوب الصفا منها ويشـجي

__________________

(١) قال حسّان بن ثابت لهند ابنة عتبة بن ربيعة :

لِمَنْ الصَّبِيُّ بِجانِبِ البَطْحاءِ

ملقىً عليه غَيرَ ذي مَهْدِ

نَجَلَتْ بِهِ بيضاءُ آنِسَةٌ

مِن عَبْدِ شَمْسٍ صَلْتَةُ الخَدِّ

ٱنظر : ديوان حسّان بن ثابت ١ / ٣٩٦ .

(٢) الـمُدِرُّ : المكـثِـر السَّـيّال ، ودَرَّت السماء بالمطر دَرّاً ، إذا كـثر مطرها ، وسـماء مِدرارٌ أي : تدرّ المطر .

وهي هنا كناية عن غزارة علم عقيلة بني هاشم السـيّدة زينب سلام الله عليها وبلاغتها .

ٱنظر : لسان العرب ٤ / ٣٢٤ ـ ٣٢٦ مادّة « درر » .

(٣) المِصْـقَـعُ : البليغ الماهر في خُطبته ، والجمع : مصاقِـع .

ٱنظر : تاج العروس ١١ / ٢٧٥ مادّة « صقع » .

(٤) المُـفَـوَّهُ : الرجل الذي يجيد القول .

ٱنظر : لسان العرب ١٠ / ٣٥٦ مادّة « فوه » .

(٥) الـدَّعَـةُ : السكينة والوقار والـتَّـرَفُّـه .

ٱنظر : لسان العرب ١٥ / ٢٥٠ ـ ٢٥١ مادّة « ودع » .

۳۵۵

المحصبُ ) (١) ، فجعل أهل الكوفة ينوحون ويبكون ، فقال عليّ بن الحسـين عليه‌السلام وقد أنهكـته العلّة : « تقتلنا رجالكم وتبكينا نسـاؤكم ، فالحَـكَـمُ بيننا وبينكم الله يوم فصـل القضـاء » (٢) .

ثمّ تعاظمت الفجيعة فصار الرجال والنسـاء يبكون معاً ، فقال عليه‌السلام : « أتبكون وتنوحون لنا ؟ ! فمن قتلنا ؟ ! » (٣) .

قال بشـر بن خزيم الأسـدي (٤) : ونظرت إلىٰ زينب بنت عليّ عليه‌السلام

__________________

(١) عجز بيت للشيخ هاشم الكعبي ، من قصيدة طويلة يرثي بها الإمام الحسـين عليه‌السلام في ٩٩ بيتاً ، مطلعها :

مُنىٰ القلب أن تدنو منّي بعولةٍ

وللركب قصدٌ دون ذاك ومطلبُ

إلىٰ أن يقول :

ورحن كما شاء العدوّ بعولةٍ

يذوب الصفا منها ويشجي المحصبُ

ويقول في آخر القصيـدة :

ولي منك موعودٌ أرجىٰ نجاحه

وموعدك الحقّ الذي ليس يكذبُ

والناظم هو : الشـيخ هاشـم بن حردان الكعبي الدورقي ، وُلد ونشأ في ( الدورق ) مسكن عشائر كعب في الأهواز ، ثمّ سكن كربلاء والنجف ؛ وهو من فحول الشعراء وفي طليعتهم ، نظم في رثاء أهل البيت عليهم‌السلام فأكثر وأبدع وأجاد ، له ديوان أكثره في الأئمّة عليهم‌السلام ويضمّ بين دفّـتيه عشرين قصيدة حسـينية أو أكـثر ، توفّي سـنة ١٢٣١ هـ .

ٱنظر : الديوان : ١ ـ ٦ ، أدب الطفّ ٦ / ٢١٨ .

(٢) الكلام لأُمّ كلثوم بنت الإمام أمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام كما في : ينابيع المودّة ٣ / ٨٦ ، بحار الأنوار ٤٥ / ١١٥ .

(٣) ٱنظر : مقتل الحسـين ـ لابن أعثم الكوفي ـ : ١٤٧ ، مقتل الحسـين ـ للخوارزمي ـ ٢ / ٤٥ ، الملهوف علىٰ قتلىٰ الطفوف : ١٩٢ .

(٤) كذا في الأصـل ، وقد اختلف أصحاب السـير والتواريخ في ضبط اسـمه ، ففي بلاغـات النسـاء : ٧٤ ـ ٧٧ : حـذام الأسـدي ، ومـرّة أُخـرىٰ حذيـم ، وفي الأمـالي ـ للشـيخ المفيد ـ : ٣١٢ : حذلم بن سـتير ، وفي نسـخة بدل : حذلم بن بشـير ،

=

۳۵۶

يومئـذ فلـم أرَ خفـرة قطّ أنطـق منهـا كأنّـما تنطـق عـن لسـان أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وقد أومأت إلىٰ الناس أن اسـكتوا ، فارتدّت الأنفاس ، وسـكنت الأجراس (١) ، ثمّ قالت :

« الحمد لله ، والصلاة علىٰ أبي محمّـد وآله .

أمّـا بعـد . .

يا أهل الكوفة ! يا أهل الختل (٢) والغدر ! أتبكون ؟ ! فلا رقأت الدمعة ، ولا هدأت الرنّة ، إنّما مثلكم كمثل التي ( نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا ) (٣) .

وٱندفعت كالسـيل المنحدر ، إلىٰ أن قالت :

أتبكـون وتنتحبـون ؟ !

إي والله فابكوا كـثيراً وٱضحكوا قليلاً ، فلقد ذهبتم بعارها

__________________

= وفـي الاحتجـاج ٢ / ٢٩ و ٣١ : حذيـم بن شـريك الأسـدي ، وفـي مقتـل الحسـين ـ للخوارزمي ـ ٢ / ٤٥ : بشـير بن حذيم الأسـدي ، وفي الملهوف علىٰ قتلىٰ الطفوف : ١٩٢ ـ ١٩٤ : بشـير بن خزيـم الأسـدي ، وفـي الرجـال ـ للشـيخ الطوسي ـ : ٨٨ باب الحـاء : حذيم بن شـريك ، وقد عدّه من أصحاب الإمام عليّ ابن الحسـين عليه‌السلام .

(١) الجَـرْسُ والجِـرْسُ والجَـرَسُ : الصوت الخفي ، والحركة والصوت من كلّ ذي صوت ، والجَـرَسُ : الذي يُضرَب به ، والجمع : أجـراس .

ٱنظر : لسان العرب ٢ / ٢٤٨ مادّة « جرس » .

(٢) الختل : تخادع عن غفلة ، خَتَله يختُله ويختِله ختلاً وختلاناً ، وخاتلهُ : خدعه عن غفلة ، والختل : الخديعة .

ٱنظر : لسان العرب ٤ / ٢٤ مادّة « ختل » .

(٣) سـورة النحل ١٦ : ٩٢ .

۳۵۷

وشـنارها (١) .

ويلكم ! أتدرون أيَّ كبـدٍ لرسـول الله فريتم ؟ ! وأيَّ كريمة له أبرزتم ؟ ! وأيَّ دم له سـفكـتم ؟ !

أفعجبتم أن قطرت السماء دماءً ( وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَىٰ ) (٢) وأنتم لا تنصـرون ، فلا يسـتخفنّكم الجهل ، فإنّه لا يحفزه البِدار (٣) ، ولا يخاف فوت الثار ، وإنّ ربّـكم لبالمرصاد .

قال : فوالله لقد رأيت الناس يومئذ حيارىٰ يبكون ، وقد وضعوا أيديهم في أفواههم ، ورأيت شـيخاً يبكي حتّىٰ اخضلّت لحيته وهو يقول : بأبي أنتم ، كهولكم خير الكهول ، وشـبابكم خير الشـباب ، ونسـاؤكم خيـر النسـاء ، ونسـلكم خيـر نسـل ، لا يذلّ ولا يخـزىٰ » (٤) .

__________________

(١) الـشِّـنار : أقبح العيب والعار .

ٱنظر : لسان العرب ٧ / ٢١١ مادّة « شنر » .

(٢) سورة فصّلت ٤١ : ١٦ .

(٣) بادَرَ الشيء مبادَرَةً وبِداراً وٱبتَدَرَهُ وبَدَرَ غيره إليه يَـبْـدُرُه : عاجَلهُ ، ولا يحفزه البِدار ؛ أي لا تدفعه المعاجلة ، والضمير عائد إلىٰ الله سـبحانه وتعالىٰ .

ٱنظر : لسان العرب ١ / ٣٤٠ مادّة « بدر » .

(٤) ٱنظر : الأمالي ـ للشيخ المفيد ـ : ٣٢١ ـ ٣٢٤ ، الأمالي ـ للطوسي ـ : ٩١ المجلس الثالث رقم ١٤٢ ، الاحتجاج ٢ / ١٠٩ ـ ١١٤ ، مقتل الحسين ـ للخوارزمي ـ ٢ / ٤٥ ـ ٤٧ ، الملهوف علىٰ قتلىٰ الطفوف : ١٩٢ ـ ١٩٤ .

وقد أورد ابن طيفور الخطبة كاملة ، إلّا أنّه نسـبها إلىٰ أُمّ كلثـوم بنـت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، فـقـال : « . . . ، عن حـذام الأسدي ـ وقال مرّة أُخرىٰ : حذيم ـ ، قال : قَدمْت الكوفـة . . . إلىٰ أن قال : ورأيت أُمّ كلثوم ـ رضي الله عنها ـ ولم أرَ خفرة . . . إلىٰ أن قال : ورأيت شيخاً كبيراً من بني جعفي ، وقد اخضلّت لحيته من دموع عينه ، وهو يقول :

كهولكم خيرُ الكهول ونَسْلُهُمُ

إذا عُدَّ نسلٌ لا يبورُ ولا يُخزىٰ »

ٱنظر : بلاغات النساء : ٧٤ ـ ٧٧ .

۳۵۸

ثمّ خطبت أُمّ كلثوم بخطبة بليغـة (١) .

ثمّ خطبت فاطمة الصغرىٰ بخطبتها التي تقول في أوّلها : « الحمد لله عدد الرمل والحصـىٰ ، وزنة العرش إلىٰ الثرىٰ . . . » (٢) إلىٰ آخر ما قالت .

هذا كلّه وهم سـائرون يسـاقون في السـبي علىٰ الهوادج والمحامل ، وفي الكوفة ، وعند ابن زياد .

ولكن هلمّ معي ندخل مع هذا السـبي إلىٰ الشـام وننظر كيف دخوله علىٰ يزيد ووقوفهم بين يديه ، ولنسـتبق إلىٰ مجلس يزيد نتبـوّأ لنا موقفاً منه قبل ازدحام المتفـرّجين وتزاحم النظّـارة . .

ووقفنا في حاشـية النادي الأُموي نتطلّع . .

هذا يزيد جالس علىٰ السـرير فوق المصطبة العالية ، وهو مخمور يرنّح (٣) أعطافه (٤) من خمرتين : خمرة العُقار (٥) ، وخمرة الانتصار ، ومنتشٍ

__________________

(١) ٱنظر : بلاغات النساء : ٧٤ ، الملهوف علىٰ قتلىٰ الطفوف : ١٩٨ .

(٢) الاحتجاج ٢ / ١٠٤ ـ ١٠٨ رقم ١٦٩ ، الملهوف علىٰ قتلىٰ الطفوف : ١٩٤ ـ ١٩٧ .

(٣) الـتَّـرَنُّـحُ : تَـمَـزُّز الشراب ، ورَنَّـحَ الرجلُ وغيره وتَـرَنّـحَ : تمايل من السُـكر وغيـره .

ٱنظر : لسان العرب ٥ / ٣٣١ مادّة « رنح » .

(٤) العِطفُ : المَنكِبُ ، منكِب الرجل عطفه ، وإبطه عِطفُهُ ، والعُطوف : الآباط ، وعِطفا الرجل والدابّة : جانباه عن يمين وشمال ، وشِقّاه من لَدُن رأسه إلىٰ وركه ، والجمع أعطاف وعِطاف وعُطوف : وعِطفا كلّ شيء : جانباه .

ٱنظر : لسان العرب ٩ / ٢٦٩ مادّة « عطف » .

(٥) العُقار : الخمر ، سُمّيت بذلك لأنّها عاقرت العقل ، يقال : عاقره إذا لازمه وداوَمَ عليه ، والمعاقرة : إدمان شرب الخمر .

ٱنظر : لسان العرب ٩ / ٣١٧ مادّة « عقر » .

۳۵۹

بنشوتين : نشـوة الملك ، ونشـوة الفتح والظفر (١) ، ودونه طواغيت بني أُميّة من الأعياص والعنابسـة (٢) من بني عبـد شـمس ، وهم علىٰ كراسـي الذهب والعاج ، يرفُـلون (٣) بحلل الديباج . .

وهذه أقداح الشـراب والخمور ، ونخب الفرح والسـرور تدار عليه وعليهم ، والأعواد والمزامير تضرب لديهم . .

__________________

(١) أقـول : نقل لنا أصحاب السير والتواريخ أنّ الله عزّ وجلّ نغّص نشوة يزيد بقتله أبي عبـد الله الحسـين عليه‌السلام في لحظات ، ولم يدعه يهنأ بهذه النشوة ؛ ذلك حين جبهه يحيىٰ بن الحكم أخو مروان ، قائلاً :

لهام بِجَنبِ الطَّفِّ أدنىٰ قرابةً

مِن ابنِ زياد العبدِ ذي الحسب الوغلِ

سُميّة أضحىٰ نسلُها عَدَد الحصىٰ

وبنتُ رسولِ الله أضحتْ بلا نسلِ

وكذلك عندما اعترض عليـه أبو برزة الأسلمي صاحـب رسـول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قائلاً : « ويحك يا يزيد ! أتنكث بقضيبك ثغر الحسين ابن فاطمة ؟ ! أشهد لقـد رأيت النبيّ يرشف ثناياه وثنايا أخيه الحسـن ، ويقول : أنتما سـيّدا شـباب أهل الجنّـة ، فقتل الله قاتِلَـكُما ولعنه ، وأعدّ لهم جهنّم وسـاءت مصيـراً » .

ٱنظر : أنساب الأشراف ٣ / ٤١٢ ، تاريخ الطبري ٣ / ٣٣٨ ـ ٣٤١ ، البدء والتاريخ ٢ / ٢٤٢ .

(٢) كان لأُميّة بن عبـد شمس من الوَلَد أحدَ عشرَ ذكراً ، كلُّ واحد منهم يُكنّىٰ باسم صاحبه ، فمنهم :

الأعياص ، وهـم : العاص وأبو العاص ، والعيص وأبو العيص ، والعويص لا كَنِيَّ لـه .

والعنابـس ، وهم : حرب وأبو حرب ، وسفيان وأبو سفيان ، وعمرو وأبو عمرو ؛ وإنّما سُمّوا العنابس لأنّهم ثبتوا مع أخيهم حَرب بن أُميّة بعكاظ ، وعقلوا أنفسهم وقاتلوا قتالاً شديداً فشُـبِّهوا بالأسد ، والأسود يقال لها العنابس ، واحدها عنبـسـة .

ٱنظر : الأغاني ١ / ١٧ ـ ١٨ ، لسان العرب ٩ / ٤١٥ مادّة « عنبس » .

(٣) الـرَّفْـلُ : جَـرُّ الذيل ورَكْـضُـه بالـرِّجْل ، ورَفَـلَ الـرَّجُـلُ في ثيابه يَرفُـلُ إذا أطالها وجرّها متبختراً .

ٱنظر : لسان العرب ٥ / ٢٧٥ ـ ٢٧٦ مادّة « رفل » .

۳۶۰

فبـينما [ هـم ] علىٰ هـذا ومثله ، إذ أدخلوا سـبي آل محمّـد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مربّـقين (١) بالحبال ، بين نسـاء وأطفال . .

هنـاك اسـتفزّته نشـوة الأُنـس والطـرب ، وتمنّىٰ حضور أشـياخه قـتلىٰ بـدر ، من عتبـة وشـيبة والوليد (٢) ؛ ليشـاهدوا أخـذه بثـأرهم ، وقيـامه بأوتـارهم ، وأنّه زاد علىٰ أخذ الثـار بقتل الرجال وسـبي العيـال ، قائـلاً :

ليت أشياخي ببدر شهدوا

..................................  (٣)

__________________

(١) الربقة : الحبل ، أو عروة في الحبل تُجعل في عنق الحيوان ، والربق بالفتح : مصدر قولك : رَبَـقْـتُ الشاة والجدي أرْبُـقُها وأربِقُها ربقاً ، وربَّـقها : شدّها في الربقة .

ٱنظر : لسان العرب ٥ / ١٢٣ مادّة « ربق » .

(٢) لقد برز عتبة بن ربيعة وأخوه شيبة بن ربيعة وٱبنه الوليد يوم بدر إلىٰ القتال ، فبرز لهم الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام وحمزة عمّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعبـيدة بن الحارث ؛ فقتل أميرُ المؤمنين الوليدَ بن عتبة ، وقتل حمزةُ شيبةَ بن ربيعة ، وٱختلف عبيـدة وعتبة بينهما بضربتين كلاهمـا أثبت صاحبه ، وكرَّ الإمام عليّ عليه‌السلام علىٰ عتبة فقتله .

وعتبة بن ربيعة ، هو والد هند زوجة أبي سفيان ، أُمّ معاوية وجدّة يزيد ؛ لذا هو يستذكر هنا أجداده من مشركي قريش الّذين هلكوا في معركة بدر الكبرىٰ علىٰ يد أمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام ، ويعدّ انتصاره علىٰ الإمام الحسـين عليه‌السلام هو أخذٌ بثارات بدر .

ٱنظر: تاريخ الطبري ٢ / ٣٢ .

(٣) صدر بيت للشاعر عبـد الله بن الـزِّبعْرىٰ من قصيدة قالها يوم أُحد ، جاءت في ١٦ بيتاً ، مطلعها :

يا غرابَ البينِ ما شئت فقلْ

إنّما تندبُ أمراً قد فُعِلْ

ثمّ يقول :

ليت أشياخي ببدرٍ شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسلْ

=

۳۶۱

..............................................

__________________

إلىٰ أن يقول :

بسيوف الهند تعلو هامهم

عَلَلا تعلوهُمُ بَعدَ نَهَلْ

هكذا أوردها ابن هشام في السيرة النبويّة ٤ / ٩٢ ـ ٩٣ ، وٱنظر نسبة القصيدة وبعض أبياتها في : طبقات فحول الشعراء ١ / ٢٣٧ ـ ٢٣٩ ، الحيوان ـ للجاحظ ـ ج ٥ م ٢ / ٣٤٤ ، مقاتل الطالبيّين : ١١٩ ، المؤتلف والمختلف ـ للآمدي ـ : ١٩٤ ـ ١٩٥ .

أمّا بالنسـبة للأبيات التي كان يتغنّىٰ بها يزيد ـ ورأس الإمام الحسـين عليه‌السلام بين يديه مرّة ، وأُخرىٰ عندما أرسل مسلم بن عقبة رؤوس أهل المدينة له بعد وقعة الحرّة المشهورة ـ فقد ذكرها الخوارزمي في مقتل الحسـين ٢ / ٦٥ ـ ٦٦ ، قال : فكشـف عن ثنايا الحسـين بقضيـبه ـ أي : يزيد ـ فقـال له بعض جلسائه : ارفع قضيبك ! فوالله ما أُحصي ما رأيت شفتَي محمّـد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مكان قضيبك يقبّـله ، فأنشـد يقول :

١ ـ يا غراب البين ما شئت فقلْ

إنّما تندبُ أمراً قد فُعِلْ

٢ ـ كلّ مُلك ونعيم زائل

وبنات الدهر يلعبن بكلْ

٣ ـ ليت أشياخي ببدرٍ شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسلْ

٤ ـ لأهلّوا واستهلّوا فرحاً

ثمّ قالوا : يا يزيد لا تشلْ

٥ ـ لست من خِندفَ إن لم أنتقم

من بني أحمد ما كان فعلْ

٦ ـ لعبت هاشم بالملك فلا

خبر جاء ولا وحيٌ نزلْ

٧ ـ قد أخذنا من عليٍّ ثارنا

وقتلنا الفارسَ الليثَ البطلْ

٨ ـ وقتلنا القرم من ساداتهم

وعدلـنـاه ببـدرٍ فاعـتدلْ

إنّ الأبيات من ٤ ـ ٧ المذكورة أعلاه لم ترد في السـيرة النبويّة ـ لابن هشام ـ ؛ لذا ذهب بعض أصحاب السير والتواريخ إلىٰ أنّها من إنشاء يزيد وزياداته علىٰ القصيـدة :

* يقول ابن أعثم في مقتل الحسين ، ص ١٦٠ : ثمّ زاد فيها ـ أي في القصيدة ـ هذا البيت :

لسـتُ من عتبة إن لم أنتقم

من بني أحمد ما كان فْعل

* ويقول سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواصّ ، ص ٢٣٥ : قال الشعبي : وزاد

=

۳۶۲

هنـالك قامت العقيلـة زينب فقـالت ، وٱسـمع ما قالـت ، وٱنظـر كيف خطبت ، وهل راعها أو هالها شـيء من تلك المظاهر الهائلة ، وتأمّل في فقرات خطبتها التي قصمت بها الفَقار (١) من ظهر يزيد ، وكانت أشـدّ عليه من ضرب الحسام في يد الضرغام ، وٱنظر كيف صيّرته ـ وهو بتلك

__________________

= فيها يزيد ، فقال :

لعبتْ هاشم بالملك فلا

خبر جاء ولا وحيٌ نزلْ

لستُ من خندف إن لم أنتقم

من بني أحمد ما كان فعلْ

* ويقول ابن كثير في البداية والنهاية ٨ / ١٨٠ : وقد زاد بعض الروافض فيها ، فقال :

لعبتْ هاشم بالملك فلا

خبر جاء ولا وحيٌ نزلْ

* وأورد صاحب العقد الفريد ٣ / ٣٧٤ البيتين ٣ و ٤ المذكورين أعلاه ، وعلّق عليهما المحقّـق قائلاً : بأنّ البيت الثاني من إضافات يزيـد .

* ويقول الطبري في تاريخه ٥ / ٦٢٣ : فقال ـ أي يزيد ـ مجاهراً بكفره ، ومظهراً لشـركه ؛ وذكر الأبيات ٨ ، ٣ ، ٤ ، ٥ ، ٦ ، المذكورة أعـلاه .

أقول : إنّ قصيدة ابن الزِّبَعْرىٰ هذه كانت من الشهرة بمكان حتّىٰ كان يتناقلها الرواة من قبل أن يتغنّىٰ ويتمثّل بأبياتها يزيد ، وبعد أن تمثّل بها يزيد وأضاف فيها ما أضاف من الأبيات ـ في مجالس الشرب والغناء التي كان يقيمها وهو واضع رأس الإمام الحسـين عليه‌السلام أمامه ـ ، تناقلها الرواة كلٌّ حسب هواه ، فمنهم من لم يشأ إظهار كفر يزيد بحذفه بعض ما أضافه يزيد من الأبيات ، ومنهم من اتّهم بعضَ الشـيعة بوضعها ، ومنهم من نقلها كما هي أمانةً للتاريخ ، مضيفين إليها ما في ذاكرتهم من الأبيات ؛ ولذا كان هذا الاختلاف في بعض ألفاظ الأبيات التي رويت علىٰ لسانه .

والحاصل : إنّ النتيجة واحـدة ، سواء كانت الأبيات ليزيد أو لابن الزِّبعرىٰ ، فترديد يزيد وتغنّيه بها علىٰ إثر ما يعدّه انتصاراً في واقعتين كبيرتين ـ بل في جريمتين كبريتين ـ سوّدتا وجـه التاريخ ، دليل علىٰ كفره وشركه وٱنحرافه عن الدين والملّـة .

(١) الفِقرة والفَقَرَة والفَقار ـ بالفتح ـ : واحدة فَقار الظهر ، وهو ما تنضّد من عظام الصلب من لَدُن الكاهل إلىٰ العَجب ، والجمع : فِقَر وفَقار ، وقيل : فِقْرات وفِقَرات .

ٱنظر : لسان العرب ١٠ / ٣٠٠ مادّة « فقر » .

۳۶۳

الأُبّهة ـ أحقر من قلامة (١) ، وأقذر من قمامة ، قامت صلوات الله عليها فقالـت :

« صَدَقَ اللهُ كَذلِكَ حينَ يَقول : ( ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَىٰ أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّـهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ ) (٢) .

أَظَنَنْتَ يا يَزيد حَيْث أَخَذْتَ عَلَيْنا أَقطارَ الأَرْضِ وَآفاقَ السَـماءِ ، فَأصْبَحْنا نُسـاقُ بَيْنَ يَدَيْكَ كَما تُسـاقُ الأُسـارىٰ ، أنّ بِنـا عَلىٰ اللهِ هَوانـاً وَبِـكَ عَلَيهِ كَرامَة ، وَأنّ ذلِكَ لِعِظَمِ خَطَرِكَ عِنْدَه ؟ ! فَشَمَخْتَ بِأنْفِكَ ، وَنَظَرْتَ في عطْفِكَ ، جَذلان مَسْـروراً ، حَيْث رَأيْتَ الدُنْيا لَكَ مُسـْتَوْسِـقة (٣) ، وَالأُمور مُتّسـِقَة ، وَحِينَ صَفا لَكَ مُلْـكُـنا وَسـُلطانُنا .

فَمَهْلاً مَهْلاً ! أَنَسـيتَ قَولَ اللهِ عَزّ وَجَلّ : ( وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ) (٤) ؟ !

أمن العدل يا بن الطلقاء تخديرك حرائرك وإمـاءك ، وسـوقك بنات رسـول الله سـبايا ؟ ! قد هتكت سـتورهنّ ، وأبديت . . .

__________________

(١) القُلامة : اسم ما قطع من طرف الظفر .

ٱنظر : لسان العرب ١١ / ٢٩١ مادّة « قلم » .

(٢) سـورة الروم ٣٠ : ١٠ .

(٣) وسقَ : وسقه يَسِقُه وسقاً ووسوقاً ؛ أي : ضَمَّهُ وجمعه وحمله ، وٱسـتوسقت الإبل ؛ أي : اجتمعت ، اسـتوسقَ لك الأمر : أمكنَك ، ومسـتوسقة : مجتمعة .

ٱنظر : تاج العروس ١٣ / ٤٨١ مادّة « وسق » .

(٤) سورة آل عمران ٣ : ١٧٨ .

۳۶۴

وكيف يُرتجىٰ مراقبة مَن لفظ فوه أكبادَ الأزكياء ، ونبت لحمه بدماء الشـهداء ؟ !

ثمّ تقول غير مسـتعظم ولا متأثّم :

لأهلّوا وٱسـتهلّوا فرحاً

..................................  (١)

تهتف بأشـياخك ، زعمت أنّك تناديهم ، فلَتَرِدَنَّ وشـيكاً مَورِدَهُمْ ، وتودّنّ أنّـك شـللت وبكمت ، ولم تكن قلت ما قلت ، وفعلت ما فعلت ، حسـبك بالله حاكماً ، وبمحمّـد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خصيماً ، وبجبرئيل ظهيراً ، وسـيعلم مَن سـوّل لك ومكّـنك من رقاب المسـلمين ( بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا ) (٢) وأيُّـكُم ( شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضْعَفُ جُندًا ) (٣) .

أقـول : ألا بحرمة الإنصاف والحقيقة قل لي : أتسـتطيع ريشـة أعظم مصوّر وأبدع ممثّل أن يمثّل لك حال يزيد وشـموخه بأنفه ، وزهوّه بعطْفه ، وسـروره وجذله باتّسـاق الأُمور وانتظام الملك ، ولذّة الفتح والظفر ، والتشـفّي والانتقام ، بأحسـن من ذلك التصوير والتمثيل ؟ !

وهل في القدرة والإمكان لأحد أن يدمغ خصمه بتلك الكلمات وهي علىٰ الحال الذي عرفت ؟ !

ثمّ لم تقنع منه بذلك حتّىٰ أرادت أن تمثّل له وللحاضرين عنده ذلّة الباطل وعزّة الحقّ ، وعدم الاكـتراث والمبالاة بالقوّة والسـلطة ، والهيبة والرهبة .

__________________

(١) راجع ما تقدّم في الصفحة ٣٦١ هـ ٣ .

(٢) سـورة الكهف ١٨ : ٥٠ .

(٣) سـورة مريم ١٩ : ٧٥ .

۳۶۵

أرادت أن تُعَرِّفَهُ خِسَّةَ قدره ، وضعة مقداره ، وشـناعة فعله ، ولؤم فرعه وأصله ، وتعاليها عن حواره ، وترفّعها عن مخاطبته ، فقالت وتعاظمت بحقّ وٱسـتطالت :

ولئن جرّت علَيَّ الدواهي مخاطبتك أنّي أسـتصغر قدرك وأسـتعظم تقريعك ، وأسـتكبر توبيخك ، لكنّ العيون عبرىٰ ، والصدور حرّىٰ ، ألا فالعجب كلّ العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشـيطان الطلقاء .

ثمّ أرادت أن تجسّم له عياناً مقام العزّة ، وموضع الصبر والجلد والثبات والسـكينة . .

أرادت أن تعرِّفَهُ والناسَ جميل النظر في العاقبة ، وأنّ الأُمور بعواقبها ، والأعمال بخواتمها ، وأنّ شـرف الغاية ـ كما يقال ـ يبرّر الواسـطة (١) . .

أرادت أن تعرّفه شـرف آبائها وأبنائها ، وأنّ القتل والشـهادة ما زادهم إلّا فخاراً ، وما جلب لعدوّهم إلّا عاراً وناراً ، فقالت وما أبلغ ما قالت :

__________________

(١) أقـول : نعم ، إنّ شـرف الغاية يبرّر الواسـطة ، ولكن لا يكون ذلك إلّا لمَن عصمه الباري عزّ وجلّ عن كلّ خطأ وزلل ، فتقييم المعصوم لشـرف الغاية ونوع الوسـيلة يكون تقييماً إلٰهيّـاً لا يسـتند إلىٰ الهوىٰ والرغبات الشـخصية ، فكلّ الوسـائل التي يتّبعها للوصـول إلىٰ الغايـة لا تخرج عن كونها وسـائل شـرعية .

ولعِلم المصنّف قدس‌سره بأنّ مقولة : « شـرف الغاية يبرّر الواسـطة » علىٰ إطلاقها غير صحيحة ؛ لتعذُّر تشـخيص الغاية الشـريفة من غيرها ممّن هم دون مرتبة العصمة ، الّذين تتعدّد اجتهاداتهم وآراؤهم تبعاً لأهوائهم وتصوّراتهم في تقييم الغايات وتشـخيص الوسـائل الصحيحة للوصول إليها ؛ لذا اعترضها بقوله : « كما يقال » ؛ فلاحـظ !

۳۶۶

فكِد كيدك ، وٱسـعَ سـعيك ، وناصب جهدك ، فوالله لا تمحو ذِكرنا ، ولا تميت وحينا ، ولا تدرك أمدنا ، ولا تَرْخُصُ عنك عارها ، وهـل رأيـك إلّا فـند ، وأيّامـك إلّا عـدد ، وجمـعك إلّا بدد ، يوم ينادي المنادي : ألا لعنة الله علىٰ الظالمين .

فالحمد لله الذي ختم لأوّلنا بالسعادة ، ولآخرنا بالشـهادة والرحمة ، وهو حسـبنا ونعم الوكيـل (١) .

هذا قليل من كـثيرِ تلك الخطبة ، التي هي آية في البلاغة والفصاحة ، ومعجزة من معجزات البيان !

وهل يختلجك الشـكّ والريب بأنّ كلّ فقرة منها كانت علىٰ يزيد أشـدّ من ألف ضربـة ؟ !

وهل تشـكّ أنّ هذه الخطبة وأمثالها كانت هي الضربة القاضية علىٰ مُلك يزيد ومعاوية ؟ !

وهل أبقت لهم من باقية ؟ !

وهل يبقىٰ لك شـكٌّ بعدُ أنّ مواقف زينب وأُمّ كلثوم وفاطمة الصغرىٰ ورباب وسـكينة ، في الكوفـة والشـام ، بل في كلّ موقف ومقام ، كان لا يقصـر ـ إنْ لم يتفـوّق ـ علىٰ موقف حُماتهنّ وسُـراتهنّ يوم الطـفّ ؟ !

وهل تشـكّ وترتاب في أنّ الحسـين سـلام الله عليه لو قُتل هو

__________________

(١) ٱنظر : بلاغات النساء : ٧٠ ـ ٧٣ ، مقتل الحسين ـ للخوارزمي ـ ٢ / ٧٤ ، الاحتجاج ٢ / ١٢٢ ـ ١٣٠ رقم ١٧٣ ، الملهوف علىٰ قتلىٰ الطفوف : ٢١٥ ـ ٢١٨ ، بحار الأنوار ٤٥ / ١٣٤ .

۳۶۷

ووُلْدُهُ ولم يتعقّبه قيام تلك الحرائر في تلك المقامات بتلك التحدّيات لذهب قتله جُباراً (١) ، ولم يطلب به أحد ثاراً ، ولضاع دمه هـدراً ، ولم يكن قتله إلّا قتل عبـد الله بن الزبير وأخيه مصعب وأمثالهما ممّن خَمَدَ ذِكرهم وضاع وترهم ؟ !

نعم ، لا يرتاب لبيب عارف بأسـباب الثورات ، وتكوين انقلابات الأُمم ، وتهييج الرأي العامّ ، أنّ أقوىٰ سـبب لذلك هو الخطابة والسـحر البياني الذي يؤثّـر في العقول وينيـر العـواطف !

وإذا اسـتحضرت واقعة الطفّ المفجعـة وتوالبهـا (٢) ، تعلم حقّـاً أنّه ما قلب الفكرة علىٰ بني سـفيان ، وٱنقرضت دولة يزيد بأسـرع زمان ، إلّا من جرّاء تلك الخطب والمقـالات التي لم يقـدر أيّ رجـل في تلك الأوقات الحرجـة والأوضاع الشـاذّة علىٰ القيام بأدنىٰ شـيء منها ، فقد تسـلسـلت الثورات والفتن علىٰ يزيد من بعـد فاجعـة الطـفّ إلىٰ أن هلـك .

بل ما نهضت جمعية التوّابين ، وتلاهم قيام المختار لأخذ الثار (٣) ،

__________________

(١) الجُبار : الـهَدَرُ ، ذهب دمه جُباراً ؛ أي هدراً .

ٱنظر : لسان العرب ٢ / ١٦٨ مادّة « جبر » .

(٢) التولب : ولَد الأتان من الوحش إذا اسـتكمل الحول .

وهنا كناية عمّا أولدته واقعة الطفّ من الحروب والثورات التي اندلعت علىٰ بني أُميّة بعد استشهاد الإمام الحسـين عليه‌السلام .

ٱنظر : لسان العرب ٢ / ٤١ مادّة « تلب » .

(٣) راجع رسالة « أصدق الأخبار في قصّة الأخذ بالثار » للسيّد محسن الأمين العاملي ، تحقيق فارس حسون كريم ، المنشورة علىٰ صفحات مجلّة « تراثنا » ، العدد المزدوج ٦٦ ـ ٦٧ ، السنة السابعة عشرة / ربيع الآخر ـ رمضان ١٤٢٢ هـ .

۳۶۸

وتعقّبتها واقعة الحـرّة (١) ، التي هلك بعدها يزيد بأيّام قليلة ؛ ما كان كلّ ذلك إلّا من أثر تلك المواقف المشـهودة لزينب وأخواتها .

فكان الحسـين عليه‌السلام يعلم أنّ هذا عمـل لا بُـدّ منه ، وأنّـه لا يقوم به إلّا تلك العقائل ، فوجب عليه ـ حتماً ـ أن يحملهنّ معه ، لا لأجل المظلومية بسـبيهنّ فقط ، كما شـرحناه في الجواب الأوّل (٢) ، بل لنظر سـياسـيّ وفكر عميق ، وهو تكميل الغرض وبلوغ الغاية من قلب الدولة علىٰ يزيد ، والمبادرة إلىٰ القضاء عليها قبل أن تقضي علىٰ الإسـلام وتعود الناس إلىٰ جاهليّتها الأُولىٰ !

فقد أصبح الدين علىٰ عهد يزيد هو دين القرود والفهود ، دين

__________________

(١) هذه الواقعة هي عارٌ في جبين يزيد بن معاوية ، وجريمة أُخرىٰ تضاف إلىٰ جريمته الكبرىٰ التي ارتكبها بقتله الإمام الحسـين عليه‌السلام .

في هذه الواقعة من المآسي والويلات تكاد السماوات يتفطّرن من هولها ، فقد استباح مسلم بن عقبة وجنوده وبأمر من يزيد مدينة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثلاثة أيّام ، وٱعتدوا علىٰ العذارىٰ من بنات المهاجرين والأنصار ، وقتلوا الآلاف من الشيوخ والنساء والأطفال اللائذين بقبر سيّد المرسلين صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، حتّىٰ إنّه لم يبق بعدها بدريّ ، وأمر بعد ذلك بالبيعة ليزيد وعلىٰ أنّهم خَوَلٌ وعبيد له ، إنْ شاء استرقّ وإنْ شاء أعتق ، فبايعوه علىٰ ذلك ، وفيهم جابر بن عبـد الله الأنصاري وأبو سعيد الخدري وغيرهم من بقيّـة الصحابة .

ثمّ بعث مسلم بن عقبة برؤوس أهل المدينة إلىٰ يزيد ، فلمّا أُلقيت بين يديه جعل يتمثّل بقول ابن الـزِّبعْرىٰ يوم أُحد :

ليت أشياخي ببدرٍ شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسلْ

ٱنظر : أنسـاب الأشراف ٥ / ٣٣٧ ـ ٣٥٥ ، الإمامة والسياسة ١ / ٢٣٤ ـ ٢٣٩ ، البـدء والتاريخ ٢ / ٢٤٣ ـ ٢٤٤ ، العقد الفريد ٣ / ٣٧٢ ـ ٣٧٤ ، تاريخ الطبري ٥ / ٦٢٣ ، البداية والنهاية ٨ / ١٧٧ ـ ١٨٠ ، وفيات الأعيان ٦ / ٢٧٦ ، الفخري ـ لابن الطقطقي ـ : ١١٩ ، الإتحاف بحبّ الأشراف : ٦٦ .

(٢) ٱنظر : الجواب الأوّل في الصفحة ٣٢٤ وما بعـدها .

۳۶۹

الخمور والفجور ، والضرب بالعود والطنبور ، وأوشـك أن يذهب دين محمّـد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أدراج الرياح ، وتكون نبوّته كـنبوّة مسـيلمة (١) وسـجاح (٢) ، ونظرائهـم (٣) .

__________________

(١) هو : مُسيلمة بن حبيب من بني تميم ، متنبّئ ، كان يسجع لقومه السجعات مضاهاةً للقرآن ، وضع عنهم الصلاة ، وأحلّ لهم الخمر والزنـا !

وُلد باليمامة قبل ولادة والد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كان من المعمّرين ، تلقّب بالجاهلية بـ « الرحمٰن » ، وعرف بـ « رحمٰن اليمامة » ، قالوا في وصفه : كان رُوَيْجِلاً ، أُصيغر ، أُخينس ، كان اسمه مَسْلَمة ، وسمّاه المسلمون مُسـيلمة تصغيراً له ، قُتل في غزوة اليمامة عام ١٢ هـ ، وكان عمره آنذاك ١٥٠ سـنة .

ٱنظر : تاريخ الطبري ٢ / ١٩٩ ـ ٢٠٠ ، تاريخ الخلفاء ـ للسيوطي ـ : ٨٩ ، شذرات الذهب ١ / ٢٣ .

(٢) هي : سجاح بنت الحارث بن سويد ، وقيل : بنت غطفان التغلبية التميمية ، تكنّىٰ أُمّ صادر ، كانت رفيعة الشأن في قومها ، شاعرة ، أديبة ، عارفة بالأخبار ، لها علم بالكـتاب أخذته عن نصارىٰ تغلب ، وكانت متكهّنة قبل ادّعائها النبوّة ، وهي مع ادّعائها النبوّة فقد كذّبت بنبوّة مسيلمة الكذّاب ، ثمّ آمنت به ، فتزوّجها من غير صداق ! ثمّ أصدقها بأن وضع عن قومها صلاتَي الفجر والعشاء الآخرة ! !

وقيل : إنّها عادت إلىٰ الإسلام بعد مقتل مسيلمة ، فأسلمت وهاجرت إلىٰ البصرة ، وتوفّيت بها في زمان معاوية نحو سـنة ٥٥ هـ .

ٱنظر : مروج الذهب ٢ / ٣٠٣ ، الإصابة ٧ / ٧٢٣ رقم ١١٣٦١ ، البداية والنهاية ٦ / ٢٣٩ ـ ٢٤١ حوادث سنة ١١ هـ ، تاريخ الخميس ٢ / ١٥٩ ، لسان العرب ٦ / ١٧٤ مادّة « سجح » ، الأعلام ٣ / ٧٨ .

(٣) من أمثال : طُليحة بن خويلد بن نوفل بن نضلة بن الأشتر الأسدي ، شهد معركة الخندق مع الأحزاب ، وأسلم سنة ٩ هـ ، ثمّ ارتدّ وٱدّعىٰ النبوّة في عهد أبي بكر ، ثمّ كانت له وقائع كثيرة مع المسلمين ، ثمّ خذله الله وهرب حتّىٰ لحق بأعمال دمشق ، ونزل علىٰ آل جَفْنَة ، ثمّ أسلم وقدم مكّة معتمراً ، ثمّ خرج إلىٰ الشام مجاهداً ، وشهد اليرموك ، وشهد بعض حروب الفرس ، وقُتل بنهاوند سـنة ٢١ هـ .

ٱنظر : الاستيعاب ٢ / ٧٧٣ رقم ٧٧٣ ، أُسد الغابة ٢ / ٤٧٧ رقم ٢٦٣٩ ، تاريخ دمشق ٢٥ / ١٤٩ ـ ١٧٢ رقم ٢٩٩٢ ، الإصابة ٣ / ٥٤٢ .

=

۳۷۰

إذاً ، فجزىٰ الله تلك الحرائر بحسـن صنيعهنّ عن الإسـلام أحسـن الجزاء ، وكلّ مسـلم مدين بالشـكر لهنّ وللحسـين عليه‌السلام إذا كان مسـلماً حقّـاً ويرىٰ للإسـلام حقّـاً عليه .

وعلىٰ هذا ، فيحقّ للجنس اللطيف ـ كما يسـمّونه اليوم ـ أن يفخر علىٰ الجنس الآخر بوجود مثل تلك العليّات العلويّات فيه ، وقد تجلّىٰ وٱتّضح أنّ هذا الجنس الشـريف قد يقوم بأعمال كبيرة يعجز عنها الجنس الآخر ولو بذل كلّ ما في وسـعه ، وأنّ له التأثير الكبير في قلب الدول والممالك ، وتحوير الأفكار ، وإثارة الرأي العامّ .

وهذه نكـتة واحدة من نكات السـياسـة الحسـينية ، وغور نظره في الشـؤون الدولية لو قطعنا النظر عن الوحي والإمامة ، وجعلناه كواحد من الناس قد ثار علىٰ عدوّ له متغلّب عليه ، يريد الانتقام منه ، يريد أن ينقله من عرشـه إلىٰ نعشـه ، ومن قصـره إلىٰ قبـره ، ومـن ملكـه إلىٰ هلكـه ، ويريـد أن يقضي علىٰ دولة أبيه ودولته ، ولا يدع حظّـاً في الملك لولده وذرّيّـته .

ومن تصفّح سـيرة معاوية ، وجهوده العظيمة ، وتدابيره العميقة مدّة عشـرين سـنة ، يعرف عظيم مسـاعيه ، وكم كان حريصاً علىٰ توطيد دعائم الملك ليزيد ، وحبسـه أبـداً عليـه وعلىٰ ولده ، حتّـىٰ دسّ السـمّ إلىٰ

__________________

* والأسود العنسي ، عيهلة بن كعب بن عوف العنسي المذحجي ، قيل : إنّه كان أسود الوجه فسمّي الأسود للونه ، متنبّـئ مشعوذ ، من أهل اليمن ، أسلم لمّا أسلمت اليمن ، وٱرتدّ في أيّام النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فكان أوّل مرتدّ في الإسلام ، وٱدّعىٰ النبوّة ، قُتل قبل وفاة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بخمسة أيّام ، وكان ظهوره في سـنة ١٠ هـ .

ٱنظر : الكامل في التاريخ ٢ / ٢٠١ ، البداية والنهاية ٦ / ٢٢٨ .

۳۷۱

الحسـن عليه‌السلام وقتله مقدّمة لاسـتخلاف يزيد ، وكم اسـتعمل العامِلَين القويَّين السـيف والدينار ، والرغبة والرهبة ، في تمهيد عرش يزيد وإعطائه صولجان الملك وتاج الخلافة الذي انتزعه من بني هاشـم ، وأعمل التدابير المبرمة في أن لا يعود إليهم أبداً .

ولكنّ الحسـين وعلىٰ ذِكره آلاف التحيّة والسـلام بتفاديه وتضحيته ، وتدابيره الفلسـفية ، وإحاطته بدقائق السـياسـة ، ثَـلَّ (١) ذلـك العـرش ، وهـدم ذلـك البنيـان الذي بنـاه معاويـة في عشـرين سـنة ، هدمـه في بضعـة أيّـام ، وما أثمـر ذلك الغرس الذي غرسـه معاويـة ليزيد إلّا العـار والشـنار ، والخزي المؤبّـد ، واللعنـة الدائمـة ، وصـار معـاويـة المثـل الأعلىٰ للخداع والمكر ، والظلم والجـور ، والرمز لكلّ رذيلة ، ومعاداة كلّ فضيلة .

كلّ ذلك بفضل السـياسـة الحسـينية وعظيم تضحيته ، وصار هو وأهل بيته ـ إلىٰ الأبد ـ المثل الأعلىٰ لكلّ رحمة ونعمة ، وبركة وسـلام ، فما أكبره وما أجلّه !

وقد بقيت هناك دقائق وأسـرار لم يتّسـع الوقت لنظمها في هذا السـلك ، ولقد كـنت أتمنّىٰ منذ عشـرين سـنة أن أنتهز من عمري فرصة ، وآخذ من مزعجات أيّامي مهلة ، لأكـتب كـتاباً في دقائق السـياسـة الحسـينية ، وأسـرار الشـهادة ، بما لم يكـتبه كاتب ، ولا حامَ حول شـيء منه مؤلّف ، ولا تفوّه وألَمّ خطيبٌ ببعضه ، ولكنّ حوادث الأيّام وتقلّبات الصروف لا تزال تدفعني من محنة إلىٰ محنة ، ومن كارثة إلىٰ أُخرىٰ .

__________________

(١) ثُـلَّ عَـرْشُ فلان ثَـلّاً : هُدِم وزالَ أمرُ قومه .

ٱنظر : لسان العرب ٢ / ١٢٣ مادّة « ثلل » .

۳۷۲

كأُرجوحة بين الخَصاصة والغنىٰ

ومنزلة بين الشقاوة والعمىٰ (١)

حتّىٰ أصبحت كالآيـس من الحصول علىٰ تلك الأمنيّـة ، ولا يأس من روح الله .

وهذا الذي ذكرنا هنا طرف من سـياسـة الحسـين عليه‌السلام ، وناحية من نواحيها ، ذكرنا منه ما يتعلّق به الغرض في الجواب ، ودفع الشـكّ والارتياب .

وفي الختام ، أرجع فأقول : ما أدري ، هل اندفع بهذه الوجوه الأربعة أو الخمسـة اعتراض الناقد أو المشـكّك علىٰ الحسـين عليه‌السلام في حمل العيال ؟ !

وهل انكشـف السـتار عن تلك الأسـرار (٢) ؟ !

فإنْ كان كلّ ذلك البيان لم يقنعه ، ولم يدفع شـكّه وريبه ، فأمره إلىٰ الله ، ولا أحسـبه إلّا ممّن قال فيه سـبحانه : ( وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا ) (٣) .

والله وليّ التوفيـق لنا ولهم ، وبه المسـتعان .

__________________

(١) البيت للشريف الرضي ، وروايته في الديوان :

بأُرجوحة بين الخصاصة والغنىٰ

ومنزلة بين الشقاوة والنُّعمىٰ

ٱنظر : الديوان ٢ / ٣٥٢ .

(٢) ويحتمل البعض أنّ وجه حمل الحسـين عليه‌السلام للعيال معه أنّه كان يخشـىٰ عليهنّ الأسـر والسـبي لو تركهنّ في بيوتهنّ بالمدينة ؛ لأنّ بني أُميّة كانوا يتوسّـلون إلىٰ أخذ البيعة منه بكلّ وسـيلة ، وحينئذ فإمّا أن يبايع أو يتركهنّ في الأسـر ؛ فإن صحّ ، فهو وجه خامس أو سـادس . منـه قدس‌سره .

(٣) سورة الأنعام ٦ : ٢٥ .

۳۷۳

ربيع ٢ سـنة ١٣٥٨ هـ

سـؤال من أمريكا ـ مشـيغن

سـيّدي الحجّة آل كاشـف الغطاء . .

أُتيح لي أن أطّلع علىٰ كـتاب « السـياسـة الحسـينية » ، لجامعه : ولدكم المحروس عبـد الحليم ، وما دار به من بحوث حول الحسـين وسـياسـة الحسـين عليه‌السلام ، فخرجت من هذه المطالعـة علىٰ وشـك الاعتـقاد الراسـخ من أنّ الحسـين لم يُـقتل إلّا لأجل شـيء معنويّ ، وهـذا الشـيء المعنوي لا يزال مجهولاً عند الباحثين عن تأريخ الحرب الأُموية ، وعند أتباع الحسـين عليه‌السلام الّذين يتحرّون جميع الأسـاليب المؤثّرة ، ويزيدونها علىٰ النواجيـد (١) الحسـينية إثـارة للذكريات الدفينة (٢) التي تمجّـد موقف

__________________

(١) النَّجدة : الثِّقلُ والشِّدّة ، والفزع والهول ، والمنجود : المكروب .

ٱنظر : لسان العرب ١٤ / ٤٩ مادّة « نجد » .

(٢) أقـول : إنّ حادثة الطفّ الفجيعة ، وجريمة القتل الشـنيعة ، التي راح ضحيّتها حجّة الله علىٰ خلقه الإمام أبو عبـد الله الحسـين عليه‌السلام وأهل بيته والخيرة من أصحابه ، ليسـت كالحوادث التاريخية الأُخرىٰ التي كلّما مرّ عليها الزمان يعتريها النسـيان وتصبح في خبر كان .

فتضحية الإمام الحسـين عليه‌السلام هذه أحيت ديناً من الفناء ، وأنقذت أُمّةً من الضياع والضلال ، فلولا هذه التضحية لَما بقي من الإسـلام إلّا اسـمه ومن القرآن إلّا رسـمه ؛ لذا اقترن اسمه عليه‌السلام مع الدين اقتراناً ، فصارت أسرار ومزايا شهادته عليه‌السلام تتجدّد بتجدّد الزمان ، وتطلع كلّ يوم علىٰ البشر طلوع الشمس والقمر ، لا ينتهي

=

۳۷۴

الحسـين عليه‌السلام ، وتخذل موقف يزيد والأُمويّين الّذين عاصروه ومشـوا علىٰ مبادئه وسـننه الظالمة .

إنّ الحسـين لم يُقتل لأجل الدين الإسـلامي كما تقول الشـيعة بذلك ، ولم يُسـتـشـهَد طلبـاً للمُـلك والسـلطان ، بل قُـتل عليه‌السلام محافظاً علىٰ معنويّاته الهاشـميّة التي هي علّة وجود الأُمّة العربيّة وبعثها من جديد ، متمتّعة بجميع أسـاليب الثقافة ووسـائل النجاح الاقتصادي المادّي .

وهذه الـقَـتْـلَـةُ التي يقولون عنها : إنّها كانت في سـبيل الله ، وسـبيل المحافظة علىٰ معنويّة آل محمّـد في سـبيل الله أيضاً ، هي الشـيء المعنوي الذي لا يزال مخبّـأً عن أعين الباحثين .

ونحن إذا قلنا : إنّ الحسـين عليه‌السلام مات دفاعاً عن شـرف الدين ؛ نكون قـد أسـأنا إلىٰ الدين الإسـلامي نفسـه ، الـذي ليس يقـوم علىٰ قَتْلة الحسـين عليه‌السلام أو اسـتشـهاد أيّ نبيّ من الأنبياء ، وليس هو صورة مادّية يملكها فرد من البشـر لتموت بموته وتحيا بحياته .

والأفضل لكلّ مقتصد ، أن يجعل هذه القضيّة قضية عائليّة تتفاوت

__________________

= أمدها ، ولا ينطفئ نورها ، ولا تبرد حرارتها .

قال الإمـام أبو عبـد الله جعفر بن محمّـد الصادق عليهما‌السلام : « نظر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلىٰ الحسـين بن عليّ عليهما‌السلام وهو مقبل ، فأجلسه في حجره وقال : إنّ لقتل الحسـين عليه‌السلام حرارة في قلـوب المؤمنيـن لا تبرد أبداً .

ثمّ قال عليه‌السلام : بأبي قتيل كلّ عبرة .

قيل : وما قتيل كلّ عبرة يا بن رسـول الله ؟

قال : لا يذكره مؤمنٌ إلّا بكىٰ » .

ٱنظر : مسـتدرك الوسـائل ١٠ / ٣١٨ كـتاب الحجّ ح ١٤ .

وقال الشاعر :

كذب الموتُ فالحسينُ مخلّدُ

كلّما مرّ الزمانُ ذِكرُه يتجدّدُ

۳۷۵

عن حدّ وقوعها بين سـموّ مبادئ الحسـين وبين انحطاط مبادئ يزيد .

وقد أدرك ولـدكم ـ حـرسـه الله ـ في جـوابـه علىٰ كـتاب الشـيخ عبـد المهدي شـيئاً من هذا ؛ إذ قال : إنّ الذي عرّض الحسـين للقتل هو تمنّعه عن المبايعة ليزيد ، وفي عدم القيام بهذه المبايعة يتعرّض الحسـين لأن يقتل بسـيوف الأُمويّين ، حتّىٰ ولو كان في عقـر داره دون أن يضطـرّ إلىٰ الخروج لمحاربة يزيد وأتباعه ، وأن يعرّض نسـاءه وأطفاله للهتك الذي هو صورة القبح عند طبقـات الأشـراف الّذين منهم الحسـين ، كما زعم غير واحد في افترائه علىٰ الحسـين وعائلة الحسـين .

إنّ هذا الافتراض ممكن الوقوع أكـثر من غيره ، ومبايعة الحسـن لمعاوية التي ظلّت أسـبابها مغمضـة في بحثكم (١) ، هي التي أجّلت وقوع الحرب الأُموية إلىٰ ما بعد وفاة معاوية ، ويظهر أنّ الحسـن بتعهّده لمعاوية أنّه لا يرىٰ من الحسـين شـيئاً ـ كما جاء برسـالة سـماحتكم ـ وقف وقفة المشـفق الذي لا يريد أن يُفجَع بأخيه وهو حيّ ، أراد بمبايعته أن يحجب دماء الأبرياء التي أباحها يزيد في تعنّته وطغيه وفسـاده وٱعتدائه علىٰ أخيه الحسـين .

ولكنّ السـياسـة لعبت دورها يومذاك ؛ إذ مات معاوية الذي كان عنده مخافة من الله أكـثر من ولده يزيد (٢) ، وإذا توفّي الحسـن ـ الذي يعدّ بحقّ

__________________

(١) للاطّلاع علىٰ تفاصيل صلح الإمام الحسن عليه‌السلام مع معاوية ، والظروف التي أحاطت بالإمام عليه‌السلام وٱضطرته إلىٰ هذا الصلح ، راجع كتاب « صلح الحسن » للشيخ راضي آل ياسـين قدس‌سره، ففيه بيان ما كان بين الإمام وٱبن أبي سفيان .

(٢) ليس عنده ولا عند ولده يزيد شـيء من مخافة الله ، ولكنّ معاوية عنده سـياسـة وتدبّر دنيوي ويزيد ليس عنده دين ولا سـياسـة . كاشف الغطاء .

۳۷۶

نبراس السـياسـة الهاشـمية المؤدّية إلىٰ إعمال السـلام القومي ـ الذي وقف حائلاً في حياته دون وقوع حرب طاحنة كالحرب الأُموي ، فيما لو ضمّ صوته إلىٰ صوت أخيه الحسـين في زمن معاوية ، الذي تعود مبايعته لهذا السـبب الوفاقي ـ علىٰ ما أظنّ ـ لا لأسـباب الخوف والوجل الذي عزاه كـثير من ضعفاء العقول والنوايا (١) السـيّئة للحسـن .

أمّا قضيّة العادة العربيّـة التي قلتم ـ سـماحتكم ـ : إنّها دفعت بالحسـين أن يصحب أولاده ونسـاءه معه مسـتميتاً في سـبيل الكرامة والشـرف ؛ فهذه تخضع ـ علىٰ خروجها عن قلم سـماحتكم ـ لضروب النقد والاعتراض ؛ إذ كان الدين الإسـلامي ، أو التعاليم الإسـلامية ـ بتعبير أصحّ ـ حرمت المرأة من مخالطة الرجال وسـماع أحاديثهم إلّا من وراء الحجاب ، وأرجعتها إلىٰ بيتها حيث تقوم بتربية وتهذيب أولادها وتدبير شـؤون منزلها ، الذي يعدّ نصف الحياة الزوجية ـ إذا لم تكن كلّها ـ في نظر قانون الزواج المدني والديني ، فكيف بالحسـين خرق حجاب هذا النظام وأصحب عائلته وتابعيه معه جرياً علىٰ العادة العربية المعروفة قبل ظهور الإسـلام وبعده ؟ !

وتعلمون أنّ العادة التقليدية غير حكم الدين التشـريعي ، فحكم الدين أسـمىٰ مكانة في نفس الحسـين من عاطفة العادة ، فهل هناك ضرورة حيويّة دفعت بالحسـين أن لا يكـترث بتعاليم الدين ، ويتّبع ما أوحته عاطفة العادة التي تعدّ ملغاة بحكم هذه التعاليـم ؟ !

__________________

(١) النيّة : عمل القلب ، وهي مؤنّثة لا غير ، وتُجمع جمع مؤنّث سالم ؛ لذا يكون جمعها بـ « النيّات » لا « النوايا » التي هي خطأ شائع .

ٱنظر : لسان العرب ١٤ / ٣٤٢ مادّة « نوي » .

۳۷۷

هذا ما نريد الإجابة عليه مفصّـلاً .

وهناك شـيء آخر يخضع للنقد الشـخصي ، وهو : إنّ الخمسـة أثواب التي أعطاها الحسـين إلىٰ محمّـد بن بشـير الحضرمي ـ ( ٢٣ ـ ٢٤ ) (١) السـياسـة الحسـينية ـ كان يزيد ثمـن الواحد منهـا علىٰ المئـة ليرة عثمانية ، لا يتوافق اقتناؤها بهذا الثمن الباهظ من قبل الحسـين مع دواعي الزهد التي كانت متجسّمة في أبيه وجدّه سـيّد الرسـل ؛ إذ عرفنا عن طرق الأحاديث المرويّة أنّ عليّـاً والد الحسـين كان يرتدي الصوف علىٰ بدنه داخلاً ويلبس الأطمار الرخيصة خارجاً ، دلالةً علىٰ زهده وورعه وتقواه ، أو تقليداً للنبيّ الذي هو المثل الأعلىٰ للأُمّة الإسـلامية ، والذي جعل بهذه الارتداء أُمثولة عزاء للفقير الذي لا يسـتطيع أن يلبس ثوباً يسـاوي ثمنه مئة ليرة عثمانية ونحوها ، كما اسـتطاع الحسـين أن يلبس (٢) مثل هذا الثوب ويهب خمسـة علىٰ غراره إلىٰ أحد أتباعه من الفقراء ؟ !

إنّ هذه الرواية ـ علىٰ ما فيها من اسـتقراء في النقل ـ تصوّر لنا الحسـين مسـرفاً ، طامعاً في خير الدنيا أكـثر من خير الآخرة ، بينما لو رجعنا إلىٰ اسـتقصاء ورع الحسـين وزهده وتقواه لوجدنا ذلك أنّه لا يتوافق ورغبة الحسـين في تضميد عواطف الفقراء المجروحة ، والترفيه علىٰ كلّ بائـس محتاج !

ولو أنّ راوياً عزا ذلك إلىٰ الحسـن ، الذي كان له مَيلٌ خاصٌّ وصِفةٌ خاصّة بهذا الثراء الدنيوي لأمكـننا أن نصدّق ذلك ؛ بدليل أنّ الحسـن نشـأ علىٰ الأُبّـهة والمجـد في زمـن جـدّه وأبيـه .

__________________

(١) ٱنظر ما تقـدّم في الصفحة ٣٣٦ .

(٢) لم يلبس الحسـين تلك الثياب ، وإنّما كان يقتنيها ليعطيها . كاشف الغطاء .

۳۷۸

وأمّا الحسـين فمن المعروف عنه أنّه كان لا يعرف قيمة للدنيا ، ولو عرف لها قيمة لبايع يزيد ، وبذلك كان أضاف إلىٰ ثرائه ثراءً آخرَ يدفعه له يزيد بدلاً عن تلك المبايعة ، التي كانت منعت هذه الحرب وذلك الهتك ، وحوّلت معنويّة الحسـين من رجل شـريف نزيه حافظ علىٰ مبدأ أجداده ومعنويّة هذا المبدأ إلىٰ رجل مادّي عبث بكلّ شـيء ، وخضع لكلّ شـيء بتأثير المادّة (١) .

ورواية أُخرىٰ لا تتوافق وصحّة النقل ـ وهي واردة بجواب

__________________

(١) أقـول : إنّ هـذه الفقرة تتضـمّن من التناقضات الشيء الكثير الذي يسـتوقف أي قارئ ، منها :

قوله : « إنّ الحسـن نشـأ علىٰ الأُبّهة والمجد في زمن جدّه وأبيه » .

* وهذا خلاف العقل والمنطق ؛ إذ كيف عاش الحسـن بهذا الوصف والحسـين علىٰ العكس منه وقد ترعرعا سـويةً في كنف أبيهما وجدّهما وتعلّما منهما الزهد والإيثار ؟ !

فهل كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أو أمير المؤمنين عليه‌السلام يميّزان بين الحسـن والحسـين ؟ ! ألم تنزل آية الإطعام فيهم جميعاً ؟ ! أم هل كان الحسـن ابن حرّةٍ والحسـين ابن أَمة فقيرة ؟ !

كلّ هذه الاسـتفهامات تلجئـنا إلىٰ اليقيـن القطعي أنّ مثـل هذه المقـولات وغيرها هي محض افتـراءات وأكاذيب وضعهـا رواة بني أُميّـة للنيـل من منـزلة الإمام الحسـن عليه‌السلام ، وهيهـات !

* وقوله : « وأمّا الحسـين فمن المعروف عنه أنّه كان لا يعرف قيمة للدنيا » .

وهذا ـ أيضاً ـ خلاف منهج الإمام الحسـين عليه‌السلام ؛ لأنّ قيمة الدنيا عنـده عليه‌السلام معنوية أكثر ممّا هي مادّية ، فهو لا ينظر إلىٰ الدنيا علىٰ أنّها دار بقاء ومتاع ونزوات وشهوات وملذّات ، وإنّما ينظر إليها من منطلق قوله تعالىٰ : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) ؛ ولذا فالدنيا عند الحسـين عليه‌السلام دار عبادة وطاعة للباري عزّ وجلّ ، والدين هو الوسيلة التي يحافظ بها الإنسان علىٰ الدنيا ، فإذا ذهب الدين ذهبت الدنيا ، وخوفاً علىٰ الدين من الاندراس وعلىٰ الدنيا من الخراب وٱنتشار الفسـاد ـ بسـبب ما يفعله بنو أُميّة ـ ضحّىٰ الإمام عليه‌السلام بنفسـه وأهل بيته .

۳۷۹

سـماحـتكم ـ من أنّ زيد بن أرقم قال ليزيد يوم كان يضرب رأس الحسـين بعوده : ارفع عودك عن هاتين الشـفتين ! فوالله طالما رأيت رسـول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقبّلهما ؛ إذ إنّه من المعروف أنّ رسـول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يقبّل الحسـين في نحره علىٰ اعتبار أنّه سـيموت مقتولاً ، ويقبّل الحسـن في فمه علىٰ اعتبار أنّه سـيموت مسـموماً ، فكيف تناقض المعنىٰ الذي وقع فعلاً كما أشـار النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ !

وكيف انتقل تقبيل فم الحسـن إلىٰ فم الحسـين الذي مات منحوراً علىٰ قفاه ، ولم ينتقل تقبيل نحر الحسـين إلىٰ نحر الحسـن الذي مات مسـموماً في فمـه (١) ؟ !

__________________

(١) أقـول : لو تجشّـم الكاتب قليلاً من عناء البحث في بطون الكتب التي روت فضائل الأئمّة عليهم‌السلام ، لَما حارَ في أمر تقبيل الرسـول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للحسـن والحسـين عليهما‌السلام .

فقد روىٰ أحمد بن حنبل في مسـنده ، عن يعلىٰ العامري ، أنّـه خـرج مـع رسـول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلىٰ طـعام دُعوا له ، قال : فاسـتمثل رسـول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمـام القـوم وحسـين مـع غلمـان يلعـب ، فأراد رسـول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يأخذه ، قال : فطفق الصبي ها هنا مرّة وها هنا مرّة ، فجعل رسـول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يضاحكه حتّىٰ أخذه ، قال : فوضع إحدىٰ يديه تحت قفاه والأُخرىٰ تحت ذقنه فوضع فاه علىٰ فيه فقبّله ، وقال : حسـين منّي وأنا من حسـين ، أحبّ الله من أحبّ حسـيناً ، حسـين سـبط من الأسـباط .

مسـند أحمد ٤ / ١٧٢ .

وهذا الحديث وما سـبقه ممّا تقدّم ـ عن زيد بن أرقم ، في الصفحة ٣٤٤ ، من تقبيل رسـول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شفتَي الإمام الحسـين عليه‌السلام ، وما تقدّم في الصفحة ٣٦٠ الهامش رقم ١ ، عن أبي برزة الأسـلمي ـ من ترشـيف رسـول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شـفتَي الحسـن والحسـين ، كُلّـها تفيد أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يقبّل الحسـنين من شـفتيهما .

نعـم ، اشـتهر عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأنّـه كان يكثر من تقبيل الحسـن عليه‌السلام من فمـه والحسـين عليه‌السلام من نحره ؛ لعلمه صلوات الله وسلامه عليه بكيفية استشهادهما عليهما‌السلام ،

=

۳۸۰

وفي الاسـتعراض الديني لأهل البيت نجد اعتراضاً علىٰ الحديث الذي ورد بلسـان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال مخاطباً سـلمان الفارسـي : « نحن أسرار الله المودعة في هياكل البشرية .

يا سلمان ! أنزلونا عن الربوبية ثمّ قولوا فينا ما استطعتم ، فإنّ البحر لا ينزف ، وسـرّ الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لِمَ ؟ ! وممَّ ؟ ! وبمَ ؟ ! فقد كفر » .

إذ إنّ من يتأمّل المعاني الاسـتهلاليّة من الحديث ، يجد أنّ منها ما يعدّ اسـتكباراً في الأرض ، وهو يخالف بمنطوقه إرادة الله التي جاءت في القرآن ، فمحت آية الاسـتكبار الخليقة بالمسـتضعفين من الناس .

ويجد أنّ كلمة « أسـرار الله المودعة » التي عمّت جميع « هياكل البشـريّة » تتعرّض للشـرّ حيناً ، وللخير حيناً آخر ، وتنقل من الزهد والتقوىٰ دوراً ، وإلىٰ الفسـاد والإثم والفوضىٰ دوراً آخـر ، حيث كانت هياكل البشـر الطاهرة فيها .

فهل كان الرسـول يعني أنّه هو وذرّيّته سـرّ الله المودع في هياكل البشـرية الطاهرة فقط ؟ ! أو في جميع الهياكل ؟ ! سـواء كانت طاهرة أو خبيثة ، مجرمة أو مصلحة ، مدنّسـة أو غير مدنّسـة ؟ !

هذا سـؤال نطرحه أمام سـماحتكم من الشـطر الأوّل من الحـديث .

وأمّا الشـطر الآخر ، فيه : « ومن قال : لِمَ ؟ ! وممّ ؟ ! وبِمَ ؟ ! فقد

__________________

= ولكن هذا لا يدلّ علىٰ التخصيص .

ٱنظر : فضائل الصحابة ـ لأحمد بن حنبل ـ ٢ / ٩٦٨ رقم ١٣٦١ ، تاريخ بغداد ٢ / ٢٠٤ ، المستدرك علىٰ الصحيحين ٣ / ١٧٧ ـ ١٧٨ ، شـرح الأخبار ٣ / ١١٢ ح ١٠٤٩ .

۳۸۱

كفر » ، فيكفينا أن نقول : إنّ فيه حَجْراً لعقل الإسـلام الذي خُلق حرّاً طليقاً بحكم التشـريع الإسـلامي ، ونتسـاءل كيف أباح النبيّ محمّـد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لنا إدراك الله عن طريق العقل بعد التفكير والتكييف والمقارنة والمشـابهة والظنّ والشـكّ والريبة وما أشـبه ذلك ، ثمّ تكون هذه الأشـياء كلّها شـرعية بنظر القانون الإسـلامي ، ولم يبح لنا إدراك كـنه « أسـرار الله المودعة ، وسـرّ الله الذي لا يعرف ، وكلمة الله التي لا توصف » المتجسّمة في شـخصه وشـخص ذرّيّته من بعده ؟ !

إنّ هذا المنع المجرّد عن العقل والرويّة يعرّض الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ إذا كان صادراً عنه ـ إلىٰ عدّة انتقادات عقليّة ، أهمّها : إنّه أباح للعقل أن يدرك الله تعالىٰ عن طريق الظنّ والتفكير الذي حرّمه لإدراك شـخصه ، وبذلك جعل نفسـه فوق الله تعالىٰ ، وإنْ كانت هـذه النفس هي خليقة الله والخاضعـة لأمر الله !

هذا ، فضلاً عن أنّ هذا الادّعاء المتجسّم في كلمة « سـرّ الغيب الذي لا يعرف ، وكلمة الله التي لا توصف » يجعل للشـكوك والأوهام سـبيلاً للوقـوف حائـلاً بيـن حكم العقـل وعاطفة الاعتقاد ، ولماذا لا يُعرف رسـول الله الذي هو كلمـة الله ، وله أعمال وأقوال تدلّ علىٰ شـخصه وتنمّ عن سـجاياه وأخلاقـه ؟ !

ومتىٰ كانت أعمـال الرجل وأقواله وتصـرّفاته الدينيّـة والاجتماعية بين أيدينا ، يمكـننا أن نحكم علىٰ شـخصيّته من أنّها شـخصية صالحة إذا كانت أعماله وأقواله توافق الصلاح ، وأن نحكم علىٰ هذه الشـخصية من أنّها شـخصية مجرمة فاسـدة فيما إذا كانت أعماله وأقواله تأتي الفسـاد ، وترتكب الإجرام والفوضىٰ الاجتماعية !

۳۸۲

لا أعتقد أنّ هذا القول يصدر عن نبيٍّ ـ كمحمّـد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ كان متواضعاً جدّاً ، وهو كإنسـان بسـيط يمشـي في الأسـواق ، ويأكل ويشـرب ، فكيف به كـنبيّ يقول مثل هذا القول الذي هو من صفات الإلٰهيّـة ؟ !

بل أعتقـد أنّ هذا الحديث من جملة الأحاديث التي دسّتها اليهود دسّـاً في كـتب الإسـلام ؛ انتقاصـاً من قيمة الدعوة المحمّـدية ، التي هي أسـمىٰ من كلّ شـيء ظهر علىٰ وجه الأرض .

أمّا إذا كان هناك ما يدعو إلىٰ الاعتقاد بصحّتها ، فأرجو من سـماحتـكم أن تتفضّلوا ببيان ذلك ولو مفصّـلاً .

*      *     *

۳۸۳

من مدرسـة كاشـف الغطاء الكبرىٰ في النجف الأشـرف ٢٧ ربيع ٢ سـنة ١٣٥٨ هـ

بسـم الله الرحمن الرحيـم

وله الحمـد والمجـد

إلىٰ الحبر الفاضل ، بل الإنسـان الكامل ، وما أعـزّ الكمال في الإنسـان !

كان قد وردني منك كـتاب فيه شـيء من الإطناب ، ذكرت فيه بعض الملاحظات علىٰ بعض مندرجات « السـياسـة الحسـينية » ، ووعدتك أن أُجيبك ، إن لم يكن عن كلّها فعن بعضها علىٰ الأقلّ ، في كـتاب أرجو أن يكون قد وصلك في البريد مع كـتاب « أصـل الشـيعة » ، هديّة للسـيّد فائز حسـين ، أمين النهضة العربية الهاشـميّة ، حرسـه الله وإيّاك .

تقول ـ أيّدك الله ـ في كـتابك : « ونحن إذا قلنا : إنّ الحسـين عليه‌السلام مات دفاعـاً عن شـرف الدين ، نكون قد أسـأنا إلىٰ الدين الإسـلامي . . . » إلىٰ آخر ما أبديت في هذا الموضوع ، وكأنّه غاب عنك أنّنا حيث نقول : مات أو قتل دفاعاً عن الدين ؛ لا نريد أنّ الدين الإسـلامي يموت بموته ويحيا بحياته ، بل نريد العكس ، يعني أنّ الدين يحيا بموته ويموت باسـتبقاء حياته !

۳۸۴

وهذه حال جميع من قتل في سـبيل الله ، الّذين يقول الله جلّ شـأنه عنهم : ( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ ) (١) ، مثل : حمزة ، وجعفر ، وعبيدة بن الحارث ، وسـعد بن الربيع (٢) ، وأمثالهم ، ممّن بذلوا حياتهم في الدنيا لحياة الدين ، فوجدوا خيراً من تلك الحياة عند الله تعالىٰ ؛ فهم عند الله أحيـاء غير أمـوات وإن كانـوا بالنظر إلىٰ الدنيـا أمواتـاً غير أحياء .

ولا يلزم من هذا أن يكون الدين الإسـلامي صـورة مادّية يملكها فرد من البشر كما تخيّلت .

ضرورة أنّ الدين هو عبارة عن تلك الأحكام والقوانين التي جاء بها الرسـول الأمين من ربّ العالمين ، وحياتها وموتها بالعمل بها وعدم العمل بها .

ولمّا سـلك يزيد في خلافته مسـلكاً يوجب إبطال العمل بشـرائع الإسـلام ، حيث صار يجاهر بشـرب الخمور وٱرتكاب الفجور وترك الصوم والصلاة ، والناس يتّبعونه طبعاً ؛ لأنّ « الناس علىٰ دين ملوكهم » كما قيل (٣) ، وكأنّه بهذا يريد القضاء علىٰ الإسـلام وموته ؛ لذلك ضَحّىٰ الحسـين عليه‌السلام بحياته وحياة خيرة أهل بيته وأصحابه ، إنكاراً علىٰ يزيد ، وإبطالاً لمسـاعيه ، وإحياءً للدين ، ولحمل الناس علىٰ العمل بشـرائعه ، كما

__________________

(١) سـورة آل عمران ٣ : ١٦٩ .

(٢) سـعد بن الربيع الخزرجي ، أحد نقباء الأنصار من شـهداء أُحد ؛ ٱنظر ترجمته في تنقيح المقال ج ٢ ص ١٣ ط النجف . القاضي الطباطبائي .

(٣) ٱنظر : فتح الباري ٧ / ١١٤ ، تذكرة الموضوعات ـ للفتني ـ : ١٨٣ ، وصول الأخيار إلىٰ أُصول الأخبار : ٣٠ ، كشف الغمّة ٢ / ٢٣٠ ، سـير أعلام النبلاء ١٧ / ٥٠٧ رقم ٣٢٨ .

۳۸۵

قال سـلام الله عليه ، أو قيل عنه :

إن كان دينُ محمّـد لم يسـتقم

إلّا بقتلي يا سيوف خذيني ! (١)

فحقّـاً أنّ الحسـين ـ سـلام الله عليه ـ ما بذل نفسـه إلّا دفاعاً عن شـرف الدين وتفادياً للمبدأ المقدّس ، ولا نكون بهذا قد أسـأنا إلىٰ الدين ، بل أحسـنّا إليه حيث جعلناه فوق نفس الإمام المعصوم ، وأنّه يفدىٰ بأعزّ النفوس .

ومن الغريب قولك ـ حرسـك الله ـ علىٰ قولنا : « أنّ العادة العربية دفعت بالحسـين عليه‌السلام أن يصحب أولاده ونسـاءه معه مسـتميتاً في سـبيل الكرامة والشـرف » ، فقلتم : إنّ التعاليم الإسـلامية حرمت المرأة [ من ] مخالطة الرجال وسـماع أحاديثهم إلّا من وراء حجاب !

أليس من الغريب أن تقول ـ وأنت بهذه الثقافة ـ : إنّ الدين الإسـلامي حرم المرأة من مخالطة الرجال ، فتجعل ذلك وصمة شـنعاء ولطخة سـوداء في جبين الدين الإسـلامي ؟ !

كيف يقال هذا وهذه الصدّيقة فاطمة الزهراء عليها‌السلام بنت مشـرّع الدين الإسـلامي ، خطبت في المسـجد النبويّ في حشـد المهاجرين والأنصار تلك الخطبة البليغة الغرّاء التي تسـتغرق ما يقرب من سـاعة ، وكلّهم

__________________

(١) البيت للشـيخ محسـن أبو الحَبّ ، كما جاء في تراث كربلاء : ٨٦ .

والشـيخ أبو الحَبّ خطيب بارع ، وشـاعر واسـع الآفاق خصب الخيال ، وُلد سـنة ١٢٣٥ هـ ، ونشـأ بعناية أبيه وتربيته وتحدّر من أُسـرة عربية تعرف بـ ( آل أبي الحَبّ ) ، توفّي ليلة الاثنين ٢٠ ذي القعدة عام ١٣٠٥ هـ ، ودُفن في الروضة الحسـينية المقدّسـة إلىٰ جوار مرقد السـيّد إبراهيم المجاب .

ٱنظر : أدب الطفّ ٨ / ٥٤ ـ ٥٧ .

۳۸۶

يسـمعون ويشـهدون ؟ ! (١) .

وهذه عائشـة ما زالت مدّة عمرها تخطب (٢) ، وتحدّث الرجال بالأحاديث النبويّة ، وإذا نظرت إلىٰ كـتب صحاح إخواننا السُـنّـيّـين تجد الربع أو الثلث تقريباً ينتهي سـنده إلىٰ عائشة ، حتّىٰ نسـبوا إلىٰ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : « خذوا ثلث دينكم من الحميـراء » (٣) .

وهل أوّل جواز الاختلاط من أنّها قادت جيشـاً جرّاراً وجنداً قهّاراً إلىٰ حرب البصرة ، وحاربت أمير المؤمنين عليه‌السلام ومعه أعاظـم أصـحاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الأنصار والمهاجرين (٤) .

دع عنك هذا ! وراجع كـتاب « بلاغات النسـاء » وأمثاله ، وٱنظر إلىٰ النسـاء اللاتي كنّ يخطبن في الجيوش في صفّين ويحرّضن أهل العراق

__________________

(١) ٱنظر : بلاغات النساء : ٥٤ ـ ٦٩ ، شرح الأخبار ٣ / ٤٠ ، معاني الأخبار : ٣٥٥ ، دلائل النبوّة ـ لابن جرير الطبري ـ : ٣٠ ـ ٤١ ، الاحتجاج ١ / ٢٥٣ ـ ٢٩٢ ، شرح نهج البلاغة ١٦ / ٢٣٢ ـ ٢٣٤ ، كشف الغمّة ٢ / ٤٨٠ ـ ٤٩٤ ، جواهر المطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب ١ / ١٥٥ ـ ١٦٩ .

(٢) ٱنظر : بلاغات النساء : ٣٥ .

(٣) ٱنظر : النهاية في غريب الحديث ١ / ٤٣٨ مادّة « حمر » ، الإحكام في أُصول الأحكام ١ / ٢١١ مسألة ١١ ، لسان العرب ٣ / ٣١٧ مادّة « حمر » ، البداية والنهاية ٣ / ١٠٣ ، السيرة النبويّة ـ لابن كثير ـ ٢ / ١٣٧ .

(٤) إشارة إلىٰ حرب الجمل ، التي قادتها عائشة لمحاربة إمام زمانها أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، وكان معه الأجلّاء من أصحاب رسـول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أمثال : عبـد الله بن عبّـاس ، وعمّـار بن ياسر ، ومحمّـد بن أبي بكر ، ومالك الأشـتر ، وحُجـر بن عَـديّ ، وأمثالهم .

ٱنظر : تاريخ خليفة بن خيّاط : ١٣٥ حوادث سنة ٣٦ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٧٨ ـ ٨٢ ، تاريخ الطبري ٣ / ١١ ـ ٦٦ ، مروج الذهب ٢ / ٣٥٥ ـ ٣٧٤ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٩٩ ـ ١٤٩ .

۳۸۷

علىٰ حرب أهل الشـام (١) !

وٱنظر إلىٰ كلام الوافدات (٢) علىٰ معاوية بعد أن تمّ الأمر له ، وكيف كانت تلك النسـوة أجرأ من اللبوة ، وأقوىٰ قلباً من الصخـور .

أُنظر إلىٰ الخنسـاء (٣) يوم حرّضت أولادها الأربعة في بعض حروب المسـلمين حتّىٰ قُتلوا جميعاً (٤) .

وبعد هذا ، فهل تجد من الصحيح قولك : « إنّ الإسـلام حرم المرأة من مخالطة الرجال » ؟ !

ألم تكن النسـاء تضمّد الجرحىٰ وتسـقي العطاشـىٰ ، وتزغرد وتهلهـل وتحرّض المقاتلين علىٰ الهجـوم في حرب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وحرب الوصيّ عليه‌السلام ؟ !

دع وٱنظر إلىٰ صفايا النبوّة وحرائر الرسـالة وبنات سـيّد الموحّدين

__________________

(١) مثل كلام الزرقاء بنت عديّ بن غالب ، وبكارة الهلالية ، وأُمّ سنان بنت خيثمة بن خرشة .

ٱنظر : بلاغات النساء : ٩٠ ـ ٩٣ ، جواهر المطالب في مناقب الإمام عليّ بن أبي طالب ٢ / ٢٣٥ ـ ٢٣٧ .

(٢) مثل كلام سـودة بنت عمارة بن الأشـتر الهمدانية ، وآمنة بنت الشريد زوجة عمرو ابن الحمق الخزاعي رضي‌الله‌عنه ، التي حبسـها معاوية سـنتين .

ٱنظر إلىٰ : « بلاغات النسـاء » لابن طيفور ، و « أعلام النسـاء » لعمر رضا كحّالة ، وأمثالهما من الكتب . القاضي الطباطبائي .

(٣) هي : الخنسـاء بنت عمرو بن الشـريد ، اتّفق أهل العلم بالشـعر أنّه لم تكن امرأة قبلها ولا بعدها أشـعر منها ، ووفدت الخنسـاء علىٰ رسـول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مع قومها من بني سـليم فأسـلمت معهم ، وتوفّيت سـنة ٦٤٦ ميلادية . القاضي الطباطبائي .

(٤) ٱنظر ترجمة الخنساء في : الاستيعاب ٤ / ١٨٢٧ ـ ١٨٢٩ رقم ٣٣١٧ ، أُسد الغابة ٦ / ٨٨ ـ ٩٠ رقم ٦٨٧٦ ، الإصابة ٧ / ٦١٣ ـ ٦١٦ رقم ١١١٠٦ .

۳۸۸

ويعسـوب الدين عليه‌السلام ، من زينب وأُمّ كلثوم وسـكينة وخطبهنَّ في كربلاء والكوفة والشـام ، وفي مجلس يزيد وٱبن زياد ، في النوادي والمجتمعات ، فهل مع هذا كلّه تقول : إنّ التعاليم حرمت المرأة من مخالطة الرجال وسـماع أحاديثهم وأرجعتها إلىٰ بيتها ؟ !

أمّـا آيـة الحـجـاب ، فهـي واردة فـي خصـوص نسـاء النبيّ عليه‌السلام ، وكان الأعراب الّذين أخبر الله جلّ شـأنه عنهم بقوله تعالىٰ : ( إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ) (١) يؤذون نسـاء النبيّ بالهجوم عليهنّ في منازلهنّ ، فنهاهم الله عن ذلك ، راجع سـورة الأحزاب (٢) .

نعم ، إنّ التعاليم الإسـلامية حرّمت علىٰ النسـاء مطلقاً التبرّج وإظهار الزينة للرجال : ( وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ) (٣) ، وأين هذا من

__________________

(١) سـورة [ الحجرات ] ٤٩ آية : ٤ . القاضي الطباطبائي .

وٱنظر تفسير الآية الكريمة ـ مثلاً ـ في : تفسير الطبري ١١ / ٣٨١ ـ ٣٨٢ ، تفسير الفخر الرازي ٢٨ / ١١٧ ، مجمع البيان ٩ / ١٩٥ ، الدرّ المنثور ٧ / ٥٥٢ ـ ٥٥٤ .

(٢) ٱنظر مثلاً : تفسير الفخر الرازي ٢٥ / ٢٢٤ ـ ٢٢٦ ، مجمع البيان ٨ / ١٥٢ ، الدرّ المنثور ٦ / ٦٣٩ ـ ٦٤٣ .

(٣) سـورة [ الأحزاب ] ٣٣ آية ٣٣ .

قال الجصّاص ـ المتوفّىٰ ٣٧٠ هـ ـ : ( وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ) يعني إذا خرجتنّ من بيوتكنّ ، قال : كانت لهنّ مشـية وتكسّـر وتغـنّج فنهاهنّ الله عن ذلك ، وقيل : هو إظهار المحاسـن للرجل ، وقيل : الجاهلية الأُولىٰ ما قبل الإسـلام ، والجاهلية الثانية حال من عمل في الإسـلام بعمل أُولئك ، فهذه الأُمور كلّها ممّا أدّب الله تعالىٰ به نسـاء النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صيانة لهنّ ، وسـائر نسـاء المؤمنين مرادات بها . ( ا . هـ ) .

ٱنظر : أحكام القرآن ج ٣ ص ٤٤٣ ط مصر [ ٣ / ٥٢٩ ] . القاضي الطباطبائي .

۳۸۹

حرمة المخالطة ؟ !

ولو سـلّمنا تنازلاً بحرمة المخالطة ، فأيّ منافاة بهذا لِما أبديناه وأريناه من أنّ حمله لنسـائه وأولاده اسـتماتة في سـبيل الكرامة والشـرف ؟ ! فإنّ حمله لهنّ لا يسـتلزم المخالطة بوجه ، وإلّا لَما جاز لامرأة أن تسـافر من محلّ إلىٰ آخر أبداً !

وأغرب من ذلك ، بل وأعجب جدّاً قولك ـ أيّدك الله وسـدّدك ـ : « وهناك شـيء آخر يخضع للنقد الشـخصي ، وهو أنّ الخمسـة أثواب يزيد ثمن الواحد منها علىٰ مئة ليرة عثمانية لا يتوافق اقتناؤها مع دواعي الزهد التي كانت متجسّمة في أبيه وجدّه سـيّد الرسـل . . . » إلىٰ آخر ما أفضت به وأفدت في هذه الناحية .

وكأنّك ـ عافاك الله ـ تحسـب أنّ الزهد هو الفقر والفَلاكة (١) وعدم الوجدان ، وأنّ الغناء والثروة تنافي الزهد ؟ !

لا يا عزيزي ، أعزّك الله ! حقيقة الزهد هو عدم الحرص علىٰ المال ، وعدم المبالاة في الدنيا ، وأن يكون وجود المال وعدمه عنده سـواء ؛ وقد جمع الله الزهد في كلمتين : ( لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا

__________________

(١) الفَـلَاكَـةُ : الفقر ، والـمَـفْـلُوكُ : الفقير ، وجمعه : مَـفَـاليك ، وهي كلمة فارسـية الأصل .

هذا ، وقد ألّف الدلجي ، أحمد بن عليّ بن عبـد الله الشافعي ، المتوفّىٰ سنة ٨٣٨ هـ ، كتاباً حول الفقر والفقراء بحث فيه عن أسبابه وعلله وذويه وحالتهم ، وأورد فيه أشهر من عضّهم الفقر بنابه وأناخ عليهم الدهر ، سمّاه « الـفَـلَاكَـةُ والـمَـفْـلُوكون » .

ٱنظر : هديّة العارفين ١ / ١٢٤ ، إيضاح المكنون ٢ / ٣٢٠ ، معجم المطبوعات العربية والمعرّبة ١ / ٨٧٧ ، المعجم المجمعي ٦ / ١١٢ مادّة « فلك » .

۳۹۰

بِمَا آتَاكُمْ ) (١) ، وحقيقة الزهد لا تظهر ولا تتجلّىٰ إلّا مع توفّر النعم وغزارة المال وبذله ، وعدم الحرص ، والتعفّف عن رذيلة الشـحّ والبخل ( وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (٢) .

أمّا الفقير المعدم ، الذي لا يجد ولا يملك شـيئاً ، فأيّ زهد له ؟ ! وأيّ فضيلة له بذلك الزهد القهري ؟ ! وقد سـئل الحسـن البصري : « أنت أزهـد أم عمر بن عبـد العزيز ـ وهو خليفة المسـلمين ـ ؟ فقال : عمر بن عبـد العزيز أزهد منّي ؛ لأنّه وجد فعفّ ، وتمكّن فكفّ ؛ ولعلّ الحسـن لو وجد وتمكّن لاسـتخفّ ، وأكل فأسـرف » (٣) .

* وأمّا رسول الله وأمير المؤمنين ـ صلوات الله عليهما وآلهما ـ حيث كانوا يأكلون الشـعير ويلبسـون الصوف ، فليس لأنّـهم كانوا لا يتمكّنون من المآكل الطيّبة والملابس الليّنة ، ولكنّهم كانوا يحتقرون الدنيا ونعيمها الفاني ، ويقولون عن أهل الدنيا : « أُولئك قومٌ عجّلت لهم طيّباتهم ، ونحن أُخّرت طـيّباتنا » (٤) .

* ولأمير المؤمنين عليه‌السلام في « نهج البلاغة » كلام مع العلاء بن عاصم ، الذي ترك الدنيا ولبس الصوف ، فقال له : « يا عُدَيَّ (٥) نفسـه ! لقد اسـتهام

__________________

(١) سـورة [ الحديد ] ٥٧ آية ٢٣ . القاضي الطباطبائي .

(٢) سـورة [ الحشر ] ٥٩ آية ٩ ، سـورة [ التغابن ] ٦٤ آية ١٦ . القاضي الطباطبائي .

(٣) ٱنظر : ربيع الأبرار ١ / ٨١١ نحوه .

(٤) المستدرك علىٰ الصحيحين ٤ / ١١٧ ح ٧٠٧٢ ، زاد المسير ٧ / ١٧٧ ، مجمع البيان ٩ / ١٣١ ، الترغيب والترهيب ٤ / ٦٢ ح ١٢٠ .

(٥) عُدَيّ تصغير عدوّ . القاضي الطباطبائي .

أقول : وقد ذكر ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ١١ / ٣٣ رقم ٢٠٢ إضافة

=

۳۹۱

بك الخبيث ( يعني : الشـيطان ) .

فقال : يا أمير المؤمنين ! هذا أنت في خشـونة ملبسـك وجشـوبة مأكلك ؟ !

قال : ويحك ! إنّي لسـتُ كأنت ، إنّ الله تعالىٰ فرض علىٰ أئمّة العدل أن يقدّروا أنفسـهم بضعفة الناس ؛ كي لا يتبيّغ (١) بالفقير فقره » (٢) .

* وللباقر والصادق عليهما‌السلام مع سـفيان الثوري وأصحابه من متقشّفة ذلك العصر ومتصوّفة تلك الأيّام ، حيث كانوا يعترضون علىٰ الأئمّة عليهم‌السلام إذا وجدوا عليهم بعض الملابس الفاخرة قائلين : « إنّ جدّكم رسـول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما ما كانوا يلبسـون هذه الملابس ؟ !

فيقول لهم الإمام : ذاك حيث إنّ الزمان قلّ ، أمّا إذا درّت الدنيا أخلافها فأَوْلىٰ الناس بها أولياء الله » ؛ أو ما هو بهذا المضمـون (٣) .

* وللرضـا عليه‌السلام كلامٌ عالٍ شـريفٌ في هذا الموضـوع (٤) .

__________________

= إلىٰ هذا المعنىٰ ، أنّه يمكن أن يراد به التحقير المحض ، ويمكن أن يراد به الاسـتعظام لعداوته لنفسه .

(١) تبيّغ : هاج ، تبيّغ به الدم ؛ أي هاج به ، وتبيّغ بالفقير فقره ؛ أي : هاج عليه وحمله علىٰ المنكر من الأعمال .

ٱنظر : لسان العرب ١ / ٥٥٨ مادّة « بيغ » .

(٢) نهـج البلاغـة ج ١ ص ٤٢٣ ط مصر [ ص ٣٢٤ ـ ٣٢٥ رقم ٢٠٩ ] ، شرح ابن أبي الحديد ج ٣ ص ١١١ ط مصر [ ١١ / ٣٢ ـ ٣٣ رقم ٢٠٢ ] . القاضي الطباطبائي .

(٣) ٱنظر : كشف الغمّة ٢ / ١٥٧ ، تهذيب الكمال في أسماء الرجال ٣ / ٤٢٥ رقم ٩٣٣ ، سير أعلام النبلاء ٦ / ٢٦١ ـ ٢٦٢ رقم ١١٧ ، بحار الأنوار ٤٧ / ٢٢١ ح ٧ .

(٤) نقل الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ١ / ٢٧٩ رقم ٨١ حديثاً عن الإمام الرضا عليه‌السلام ، عن أبيه موسىٰ بن جعفر عليه‌السلام ، قال : سئل الصادق عليه‌السلام عن الزاهد في

=

۳۹۲

ولقـد كان لأمير المؤمنين عليه‌السلام في المدينة من الضياع والبسـاتين والمزارع ، كعين أبي نيزز والبغيبغة وغيرها (١) ، ما يدرّ كلّ سـنة بأُلوف الدنانيـر ، وقـد أوقفهـا جميعـاً في سـبيل الله ، وكان يضـرب بالمسـحاة بيده في عقار الله ، لا حرصـاً علىٰ الدنيا والأموال ، ولكن حرصاً علىٰ الإنفاق في سـبيل الله والإحسـان علىٰ الضعفاء من عباد الله (٢) .

__________________

= الدنيا ، قال : الذي يترك حلالها مخافة حسابه ، ويترك حرامها مخافة عقابه ؛ ونحـوه في معاني الأخبار : ٢٨٧ .

(١) ٱنظر في ما يخصّ أملاك أمير المؤمنين عليه‌السلام التي تصدّق بها : تاريخ المدينة ١ / ٢١٩ ـ ٢٢٨ ، الكامل في اللغة والأدب ٢ / ١٥٣ ـ ١٥٥ ، مناقب الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ـ لسليمان الكوفي ـ ٢ / ٨١ ـ ٨٣ ، معجم ما استعجم ١ / ٢٦٢ ، الإصابة ٧ / ٣٤٣ رقم ١٠٦٦٠ ، معجم البلدان ٤ / ١٩٨ رقم ٨٦٩٩ .

وأبو نيزر ـ الذي تنسـب إليه العين ـ هو مولىً للإمام عليّ عليه‌السلام ، كان ابناً للنجاشي ملك الحبشة ـ الذي هاجر إليه المسلمون ـ لصُلبه ، وجده الإمام عليّ عليه‌السلام عند تاجر بمكّة فاشتراه منه وأعتقه مكافأةً بما صنع أبوه مع المسلمين حين هاجروا إليه ، وذكروا أنّ الحبشة مَرِجَ عليها أمرُها بعد موت النجاشي ، وأنّهم أرسلوا وفداً منهم إلىٰ أبي نيزر وهو مع الإمام ليُمَلّـكوه عليهم ويتوّجوه ولا يختلفوا عليه ، فأبىٰ ، وقال : ما كنت لأطلب الملك بعد أن مَـنَّ الله علَيَّ بالإسلام .

ٱنظر ترجمته في المصادر المذكورة آنفـاً .

(٢) قال السـيّد رضي الدين بن طاووس الحسـني قدس‌سره في كـتابه القيّم « كشـف المحجّة » ما هذا لفظه :

وٱعلـم يا ولـدي محمّـد . . . أنّ جماعـة ممّـن أدركـتهم كانـوا يعتقـدون أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جدّك محمّـداً وأباك عليّـاً صلوات الله عليهما كانا فقيرين لأجل ما يبلغهم إيثارهم بالقوت وٱحتمال الطوىٰ والجوع والزهد في الدنيا ، فاعتقد السـامعون لذلك الآن أنّ الزهد لا يكون إلّا مع الفقر ، وتعذّر مع الإمكان .

وليس الأمر كما اعتقده أهل الضعف ، المهملين للكشـف ؛ لأنّ الأنبياء عليهم‌السلام أغنىٰ أهل الدنيا ؛ بتمكين الله جلّ جلاله لهم ممّا يريدون منه جلّ جلاله من الإحسـان إليهم ، ومن طريق نبوّتهم كانوا أغنىٰ أُممهم وأهل ملّتهم ، ولولا اللطف

=

۳۹۳

..............................................

__________________

= برسـالتهم مـا كان لأهل وقتهم مال ولا حال ، وإنّـما كانوا عليهم‌السلام يؤثرون بالموجود ولا يسـبقون الله جلّ جلاله بطلب مال يريد أن يطلبوه من المفقود .

وقد وهب جـدّك محمّـدٌ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أُمَّك فاطمة صلوات الله عليها فدكاً والعوالي من جملة مواهبه ، وكان دخلها ، في رواية الشـيخ عبـد الله بن حمّاد الأنصاري : أربعة وعشرون ألف دينار كلّ سـنة ، وفي رواية غيره : سـبعون ألف دينار ، وهي وزوجها المعظّم والواهب الأعظم من أعظم الزهّاد والأبرار ، وكان يكفيهم منها أيسـر اليسـير ، ولكنّ العارفين ما ينازعون الله جلّ جلاله في تملّك قليل ولا كـثير ، ولكنّهم كالوكلاء والأُمناء والعبيـد الضعفاء ، فيصرفون في الدنيا وفي ما يعطيهم منها كما يصرّفهم هو جلّ جلاله ، وهم في الحقيقة زاهدون فيها وخارجون عنهـا .

ووجدت في أصل ، تاريخ كـتابته سـبع وثلاثين ومئتين . . عن مولانا عليّ أبيك أمير المؤمنين عليه‌السلام : تزوّجت فاطمة عليها‌السلام وما كان لي فراش ، وصدقتي اليوم لو قُسّـمت علىٰ بني هاشـم لوسـعتهم .

وقال في الكـتاب : إنّه عليه‌السلام وقف أمواله وكانت غلّته أربعين ألف دينار ، وباع سـيفه وقال : من يشـتري سـيفي ؟ ! ولو كان عندي عشـاء ما بعتـه .

وروىٰ فيه أنّـه قال مرّةً عليه‌السلام : من يشـتري سـيفي الفلاني ؟ ولو كان عندي ثمن إزار ما بعته ؛ قال وكان يفعل هذا وغلّته أربعون ألف دينار من صدقته . . .

ورأيت في كتاب إبراهيم بن محمّـد الأشعري ، الثقة ، بإسناده عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : قُبض عليٌّ عليه‌السلام وعليه دين ثمانمئة ألف درهم ، فباع الحسـن عليه‌السلام ضيعة له بخمسـمئة ألف درهم فقضاها عنه ، وباع ضيعة أُخرىٰ له بثلاثمئة ألف درهم فقضاها عنه ؛ وذلك أنّه لم يكن يذر من الخمس شـيئاً وكان تنوبه نوائب .

ورأيت في كتاب عبـد الله بن بكير ، بإسناده عن أبي جعفر عليه‌السلام ، أنّ الحسـين عليه‌السلام قُـتل وعليه دين ، وأنّ عليّ بن الحسـين زين العابـدين عليه‌السلام باع ضيعة له بثلاثمئة ألف ليقضي دين الحسـين عليه‌السلام . . .

وكان وقف جـدّك أمير المؤمنيـن عليه‌السلام علىٰ أولاده خاصّـة من فاطمـة عليها‌السلام لها عامل من ذرّيّته ، فكيف وقع الضعفاء أنّه كان فقيراً وأنّ الغنىٰ لا يكون لمن جعله الله جلّ جلاله من خاصّته ؟ ! وهل خلق الله جلّ جلاله الدنيا والآخرة إلّا لأهل عنايته ؟ ! ( ا . هـ ) . [ ٱنظر : كشـف المحجّة : ١٢٣ ـ ١٢٦ ] .

=

۳۹۴

..............................................

__________________

وغيـر خفيٍّ علىٰ القارئ الكـريم أنّ عليّـاً أمير المؤمنيـن عليه‌السلام اسـتخرج عيونـاً بكدّ يده بالمدينـة وينبـع وسـويعة ، وأحيىٰ بها مواتاً كـثيراً ، ثمّ أخرجهـا عن مُـلكـه وتصدّق بها علىٰ المسـلمين ، ولم يمت وشيء منها في مُلكه ، وجملة من وصاياه عليه‌السلام في صدقاته وموقوفاته مروية في الجامع الكبير « الكافي » للكليني رحمه‌الله [ ٧ / ٤٧ ـ ٥٥ ] ؛ فراجـع .

ولم يورّث أمير المؤمين عليه‌السلام بنيـه قليـلاً من المال ولا كـثيراً إلّا عبيـده وإماءه وسـبعمئة درهم من عطائه تركها ليشـتري بها خادماً لأهله قيمتها ثمانية وعشـرون ديناراً ، علىٰ حسـب المئة أربعة دنانير ، هكذا كانت المعاملة بالدراهم إذ ذاك .

وكان أمير المؤمنين عليه‌السلام يعمل بيده يحرث الأرض ويسـتقي الماء ويغرس النخل ، كلّ ذلك يباشـر بنفسـه الشـريفة ولم يسـتبْقِ منـه لوقتـه ولا لعقبـه قليلاً ولا كثيراً ، وإنّما كان صدقة ، وقصّة عين أبي نيزر معروفة ، نقلها أبو العبّاس المبرّد في « الكامل » ؛ ٱنظر : ج ٣ ص ٩٣٧ ط مصر [ ٢ / ١٥٣ ـ ١٥٥ ] .

وقـد مات رسـول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وله ضيـاع كثـيرة جليلة جدّاً بخـيبر وفدك وبني النضير ، والحوائـط السـبعة مشـهورة وقد أوصـىٰ بها رسـول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلىٰ ابنته الصـدّيقة الطاهـرة عليها‌السلام .

وروي أنّ هذه الحوائط كانت وقفاً ، وكان رسـول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يأخذ منها ما ينفقه علىٰ أضيافه ومن يمرّ به ، فلمّا قبض جاء العبّاس يخاصم فاطمة عليها‌السلام فيها ، فشـهد عليّ عليه‌السلام وغيره أنّها وقف .

وكان لرسـول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وادي نخلة وضياع أُخرىٰ كـثيرة بالطائف .

عن أبي بصير ، قال : لمّا بلغ أمير المؤمنين عليه‌السلام أنّ طلحة والزبير يقولان : ليس لعليّ مال ؛ فشـقّ ذلك عليه ، وأمر وكلاءه أن يجمعوا غلّته ، حتّىٰ إذا حال الحول أتوه وقد جمعوا من ثمن الغلّة مئة ألف درهم فنثرت بين يديه ، فأرسـل إلىٰ طلحة والزبير ، فأتياه ، فقال لهما : هذا المال والله لي ، ليس لأحد فيه شـيء ؛ وكان عندهما مصدّقاً ، فخرجا من عنده وهما يقولان : إنّ له لمالاً .

ٱنظـر : الجامـع الكبيـر « الكافي » [ ٦ / ٤٤٠ ] ، والبحـار [ ٤١ / ١٢٥ ـ ١٢٦ ] ، وشـرح نهـج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ج ٣ ص ٤٣٣ ط مصر [ ١٥ / ١٤٦ وما بعدها ] ، وسـيرة ابن هشـام ج ٢ ص ٤٠ ط مصر [ ٤ / ٣٢١ ـ ٣٢٧ ] . القاضي الطباطبائي .

۳۹۵

وكانت قِنيـة (١) تلك الأثواب الثمينة تمسّ ورع الحسـين عليه‌السلام وزهده لو كان يشـحّ بها ويحرص عليها ، أمَا وقد بذلها في فكّ الأسـير المجاهد في سـبيل الله فتلك فضيلة للحسـين عليه‌السلام ، وكرامة تزيد في علـوّ ورعه وزهده ، ورغبته في تضميد عواطف الفقراء المجروحة ، والترفيه عن كلّ بائـس محتـاج .

ولعلّك ـ عافاك الله ـ حسـبت أنّ الحسـين عليه‌السلام يلبس تلك الثياب ويتظاهر فيها بالبذخ والخيلاء ، أو نحو ذلك ممّا ينافي تلك القدسـيّة السـامية ؟ !

كلّا يا عزيزي ! فإنّ الحسـين سـلام الله عليه لو ملَـكَ الدنيا كلّها لوهبها لحظة واحدة في سـبيل الله ، وفي سـبيل البرّ والمعروف ، وما كان يضع شـيئاً من تلك الثياب علىٰ بشـرة بدنـه الشـريف ، وإنّما يقتنيها ليجود بها ويعطيها ويضعها في مواضعها اللائقة بها .

وقد ورد في بعض الأخبار أنّه سـلام الله عليه لمّا اسـتُشـهد كان عليه من الدين سـبعة آلاف دينار ذهباً ، أو سـبعون ألفاً ، وأنّ عليّ بن الحسـين لمّا رجع إلىٰ المدينة امتنع عن الطعام والمنام إلىٰ أن قضاها عن أبيه (٢) .

والخلاصة : إنّ الزهد هو قطع العلاقة عن الدنيا ، وعن حبّ المال ، لا عدم وجود المال ، وليس الزهد هو لبس الثياب الممزّقة والأطمار

__________________

(١) قَـنا يَـقْـنُو قَـنْواً وقُـنْواناً ، والمصدر القِـنيان والقُـنيان ، وتقول : اقتنىٰ يقتني اقتناءً ، وهو أن يتّـخذه لنفسـه لا للبيع ، ويقـال : هـذه قِنـيَـةٌ وٱتّخذهـا قِنيـةً للنسـل لا للتجـارة .

ٱنظر : لسان العرب ١١ / ٣٢٩ مادّة « قنا » .

(٢) كشف المحجّة : ١٢٥ .

۳۹۶

المرقّـعة والمآكل الخشـنة !

وٱسـمح لي ـ يا نور عيني ـ أن أقول لك : إنّ أكـثر الناس لا يعرفون من حقيقة الزهد شـيئاً ، والموكب العظيم الذي سـار فيه الحسـين عليه‌السلام من الحجاز إلىٰ العراق ، وسـقىٰ في قفر الأرض بِحَرّ الهجير ألف فارس وألف فرس (١) أعظم من قضية الثياب الخمسـة .

أمّا زيد بن أرقم وقوله : « إرفع عودك عن هاتين . . . » إلىٰ آخـره . .

فلعلّ تقبيل رسـول الله شـفتَي الحسـين عليه‌السلام من جهة أنّه تعالىٰ أعلمه أنّهما موضع ضرب يزيد وٱبن زياد الّذين قرعوا ثغر الحسـين عليه‌السلام بالخيزرانة (٢) .

وأمّا حديث : « نحن أسـرار الله المودعة . . . » إلىٰ آخره . .

فحيث إنّه من الأسـرار التي لا يليق إفشـاؤها (٣) ، مضافاً إلىٰ ضيق

__________________

(١) إشـارة إلىٰ قضية الحـرّ رحمه‌الله ولقائه مع سـيّد الشـهداء عليه‌السلام ، ومنعه الإمام عليه‌السلام من الدخول إلىٰ الكوفة ، مذكورة في كـتب التاريخ والمقاتل ، لا حاجة إلىٰ ذكرهـا ، ومن شـاء أن يطّلع فعليه بالمراجعة إلىٰ مظانّها . القاضي الطباطبائي .

(٢) نقل العلّامة الزمخشـري قضية زيد بن أرقم مع ابن زياد بهذه الصورة ، قال في « الفائق » ما هذا لفظه : ابن زياد لعنه الله ـ دخل عليه زيد بن أرقم وبين يديه رأس الحسـين ـ عليه وعلىٰ أبيه وجدّه وأُمّه وجدّته من الصلوات أذكاها ، ومن التحيّات أنماها ـ وهو ينكـته بقضـيب معه ، فغشـي عليه ، فلمّا أفاق قال له : ما لك يا شـيخ ؟ ! قال : رأيتك تضرب شـفتين طالما رأيت رسـول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقبّلهما ؛ فقال ابن زياد لعنه الله : أخرجوه ! فلمّا قام ليخرج قال : إنّ محمّـديكم هذا لدحداح .

ٱنظـر : الفائـق ج ٣ ص ٣٢٩ ط مصر ١٣٦٤ هـ [ ١ / ٤١٩ مادّة « دحح » ] . القاضي الطباطبائي .

وراجـع أيضاً : ما تقدّم من المصادر في ص ٣٤٤ هـ ١ .

(٣) أقـول : لقد ورد عن الأئمّـة عليهم‌السلام ما يؤكّـد علىٰ كتمان أسـرارهم وعدم إذاعـة

=

۳۹۷

المجال وطول المقال ، فالأجدر عدم الخوض فيه .

ونسـأله تعالىٰ أن يعصم أفهامنا وأقلامنا من الهفوات .

وما توفيقي إلّا بالله ، عليه توكّلت وإليه أُنيب .

محمّـد الحسـين آل كاشـف الغطاء

*      *     *

__________________

= أمرهم في المجالس العامّة ، وفي المحافل التي يغلب عليها الجهل ونصب العداوة لهم عليهم‌السلام ، وذلك حذراً من عدم استطاعة العقول الضيّـقة من تحمّـل تلك الأسـرار ، ومن ثُمَّ تأويلها حسـب الأهواء ممّا يدفع ببعضهم إلىٰ الغلوّ لدرجة العبودية ، وبعضهم الآخر إلىٰ التكذيب بها فالبغض إلىٰ درجة نصب العداء لهم وتكفير شـيعتهم والموالين لهم .

يقول أمير المؤمنين الإمام عليٌّ عليه‌السلام : إنّ أمرنا صعب مسـتصعب ، لا يحمله إلّا عبدٌ مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان ، ولا يعي حديثنا إلّا صدور أمينة وأحلام رزينة .

ٱنظر : نهج البلاغة : ٢٨٠ من كلامه في صعوبة الإيمان .

وعن أبي بصير ، عن أبي جعفـر عليه‌السلام : إنّ حديثـنا صعب مسـتصعب ، لا يؤمن به إلّا ملَكٌ مقرّب ، أو نبيٌّ مرسل ، أو عبدٌ امتحن الله قلبه للإيمان ، فما عرفت قلوبكم فخذوه ، وما أنكرت فرُدّوه إلينا .

ٱنظر : بصائر الدرجات : ٤١ ح ٤ .

وإلىٰ ذلك يشير الإمام أبو عبـد الله جعفر بن محمّـد الصادق عليه‌السلام حين قال : إنّه ليس من احتمال أمرنا التصديق له والقبول فقط ، من احتمال أمرنا سـتره وصيانته من غير أهله .

ٱنظر : أُصول الكافي ٢ / ٢٥١ باب الكتمان ح ٥ .

۳۹۸

ثبت مصادر ومراجع التحقيق

١ ـ في البـدء : كلام الله المجيـد .

٢ ـ الإتحاف بحبّ الأشراف ، لعبـد الله بن محمّد بن عامر الشبراوي ، نشر المطبعة الأدبية ، مصر .

٣ ـ الاحتجاج ، للطبرسي أحمد بن علي بن أبي طالب ( ت ٥٢٠ ) ، تحقيق إبراهيم البهادري وآخرين ، نشر دار الأُسوة ، قم ١٤١٦ .

٤ ـ أحكام القرآن ، للجصّاص أبي بكر أحمد بن علي الرازي ( ت ٥٠٣ ) ، تحقيق صدقي محمّد جميل ، نشر دار الفكر ، بيروت ١٤١٤ .

٥ ـ الإحكام في أُصول الأحكام ، للآمدي علي بن أبي علي ( ت ٦٣١ ) ، تحقيـق إبراهيم العجوز ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت .

٦ ـ أدب الطفّ ، للسيّد جواد شُبّر ، نشر مؤسّـسة التاريخ العربي ، بيروت ١٤٢٢ .

٧ ـ الإرشاد ، للشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان ( ت ٤١٣ ) ، تحقيق مؤسّـسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ، نشر دار المفيد ، بيروت .

٨ ـ الاستيعاب في معرفة الأصحاب ، لأبي عمر يوسف بن عبـد الله بن محمّـد بن عبـد البَـرّ ( ت ٤٦٣ ) ، تحقيق علي محمّـد البجاوي ، نشر دار الجيل ، بيروت ١٤١٢ .

٩ ـ أُسد الغابة ، لعزّ الدين ابن الأثير أبي الحسن علي بن محمّـد الجزري ( ت ٦٣٠ ) ، تحقيق ونشر دار الفكر ، بيروت ١٤٠٩ .

١٠ ـ الإصابة ، لابن حجر العسقلاني أحمـد بن علي ( ت ٨٥٢ ) ، تحقيق علي محمّـد البجاوي ، نشر دار الجيل ، بيروت ١٤١٢ .

١١ ـ الأعلام ، لخير الدين الزركلي ، نشر دار العلم للملايين ، بيروت ١٩٩٧ .

۳۹۹

١٢ ـ الأغاني ، لأبي الفرج الأصفهاني علي بن الحسن ( ت ٣٥٦ ) ، شرح عبـد علي مهنّا وسمير جابر ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت ١٤١٢ .

١٣ ـ الأمالي ، للشيخ الصدوق أبي جعفر محمّـد بن علي ( ت ٣٨١ ) ، تحقيق ونشر مؤسّـسة البعثة ، طهران ١٤١٧ .

١٤ ـ الأمالي ، للشيخ المفيد محمّـد بن محمّد بن النعمان ( ت ٤١٣ ) ، نشر دار المفيد ، بيروت ١٤١٤ .

١٥ ـ الإمامة والسياسة ، لابن قتيبة الدينوري عبـد الله بن مسلم ( ت ٢٧٦ ) ، تحقيق علي شيري ، نشر دار الأضواء ، بيروت ١٤١٠ .

١٦ ـ إملاء ما منّ به الرحمٰن ، للعكبري عبـد الله بن الحسين ( ت ٦١٦ ) ، نشر دار الفكر ، بيروت ١٤١٤ .

١٧ ـ أنساب الأشراف ، للبـلاذري أحمد بن يحيىٰ ( ت ٢٧٩ ) ، تحقيـق سهيل زكّار وآخرين ، نشر دار الفكر ، بيروت ١٤١٧ .

١٨ ـ الأنوار اللامعة في شرح الزيارة الجامعة ، للسيّد عبـد الله شُبّر ، نشر مؤسّـسة الوفاء ، بيروت ١٤٠٣ .

١٩ ـ إيضاح المكنون في الذيل علىٰ كشف الظنون ، لإسماعيل باشا البغـدادي ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت ١٤١٣ .

٢٠ ـ بحار الأنوار ، للمجلسي محمّـد باقر بن محمّـد تقي ( ت ١١١٠ ) ، نشر دار إحياء التراث العربي ، بيروت ١٤٠٣ .

٢١ ـ البدء والتاريخ ، لأحمد بن زيد البلخي ( ت ٣٢٢ ) ، تحقيق خليل عمران المنصور ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت ١٤١٧ .

٢٢ ـ البداية والنهاية ، لابن كثير إسماعيل بن عمر القرشي البصري ( ت ٧٧١ ) ، تحقيق مجموعة من الأساتذة ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت ١٤١٥ .

٢٣ ـ بغية الطلب في تاريخ حلب ، لابن العديم عمر بن أحمد ( ت ٦٦٠ ) ، تحقيق سهيل زكّار ، نشر دار الفكر ، بيروت .

٢٤ ـ بلاغات النساء ، لابن طيفور أحمد بن طاهـر ( ت ٢٨٠ ) ، تحقيـق

۴۰۰

عبـد الحميد الهنداوي ، نشر دار الفضيلة ، القاهرة .

٢٥ ـ تاج العـروس ، لمحمّـد بن محمّـد مرتضىٰ الحسيني الزبيدي ( ت ١٢٠٥ ) ، تحقيق علي شيري ، نشر دار الفكر ، بيروت ١٤١٤ .

٢٦ ـ تاريخ ابن خلدون ، لابن خلدون عبد الرحمٰن بن محمّد الحضرمي ( ت ٨٠٨ ) ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت ١٤١٣ .

٢٧ ـ تاريخ الأُمم والملوك ( تاريخ الطبري ) ، لمحمّـد بن جرير الطبري ( ت ٣١٠ ) ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت .

٢٨ ـ تاريخ الخلفاء ، لجلال الدين السيوطي عبـد الرحمٰن بن أبي بكر ( ت ٩١١ ) ، نشر دار الجيل ، بيروت ١٤١٥ .

٢٩ ـ تاريخ بغداد ، للخطيب البغدادي أحمد بن علي ( ت ٤٦٣ ) ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت .

٣٠ ـ تاريخ خليفة بن خيّاط ، لخليفة بن خيّاط العصفري البصري ( ت ٢٤٠ ) ، تحقيق سهيل زكّار ، نشر دار الفكر ، بيروت ١٤١٤ .

٣١ ـ تاريخ الخميس ، لحسين بن محمّد بن الحسن الدياربكري ( ت ٩٦٦ ) ، نشر مؤسّـسة شعبان ، بيروت .

٣٢ ـ تاريخ دمشق ، لابن عساكر أبي قاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبـد الله الشافعي ( ت ٥٧١ ) ، تحقيق أبي سعيد عمر بن غرامة العَمري ، نشر دار الفكر ، بيروت ١٤١٥ .

٣٣ ـ تاريخ المدينة المنوّرة ، لعمر بن شبّة النميري البصري ( ت ٢٦٢ ) ، تحقيق فهيم محمّـد شلتوت .

٣٤ ـ تاريخ اليعقوبي ، لأحمد بن أبي يعقوب الكاتب ( ت ٢٩٢ ) ، تحقيق عبـد الأمير مهنّا ، نشر مؤسّـسة الأعلمي ، بيروت ١٤١٣ .

٣٥ ـ تحف العقول عن آل الرسول ، للحسن بن علي بن شعبة الحـرّاني ( ت ٣٨١ ) ، تحقيق حسين الأعلمي ، نشر مؤسّـسة الأعلمي ، بيروت ١٤٢٣ .

٣٦ ـ تذكرة الخواصّ ، لسبط ابن الجوزي يوسف بن فرغلي البغدادي ( ت

۴۰۱

٦٥٤ ) ، نشر مكتبة الشريف الرضي ، قم ١٤١٨ .

٣٧ ـ تذكرة الموضوعات ، لمحمّد طاهر بن علي الهندي الفتني ( ت ٩٨٦ ) ، نشر أمين دمج ، بيروت .

٣٨ ـ ترجمة الإمام الحسـين عليه‌السلام ، لابن سعد محمّد بن سعد الهاشمي ( ت ٢٣٠ ) ، تحقيق السيّد عبـد العزيز الطباطبائي ، نشر مؤسّـسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ، بيروت ١٤١٦ .

٣٩ ـ الترغيب والترهيب ، للمنذري عبد العظيم بن عبد القوي ( ت ٦٥٦ ) ، نشر دار مكتبة الحياة ، بيروت ١٤١١ .

٤٠ ـ تفسير ابن كثير ، لعماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن كثير ( ت ٧٧٤ ) ، نشر دار الجيل ، بيروت .

٤١ ـ تفسير البحر المحيط ، لأبي حيّان الأندلسي محمّد بن يوسف ( ت ٧٥٤ ) ، نشر دار الفكر ، بيروت ١٤٠٣ .

٤٢ ـ تفسير البيضاوي ، للبيضاوي عبـد الله بن عمر ( ت ٧٩١ ) ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت ١٤٠٨ .

٤٣ ـ تفسير التسهيل لعلوم التنزيل ، للكلبي محمّد بن أحمد بن جزيّ ( ت ٢٩٢ ) ، نشر دار الفكر .

٤٤ ـ تفسير الثعلبي ، لأبي اسحاق أحمد الثعلبي ( ت ٤٢٧ ) ، تحقيق علي عاشور ونظير الساعدي ، نشر دار إحياء التراث العربي ، بيروت ١٤٢٢ .

٤٥ ـ تفسـير الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور ، لجلال الدين السيوطي عبـد الرحمٰن بن أبي بكر ( ت ٩١١ ) ، نشر دار الفكر ، بيروت ١٤١٤ .

٤٦ ـ تفسير الطبري ، لمحمّـد بن جرير الطبري ( ت ٣١٠ ) ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت ١٤١٢ .

٤٧ ـ تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان ، للحسن بن محمّد القمّي النيسابوري ( ت ٧٢٨ ) ، تحقيق زكريّا عميرات ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت ١٤١٦ .

۴۰۲

٤٨ ـ تفسير الفخر الرازي ، لمحمّـد بن عمر فخر الدين الرازي ( ت ٦٠٦ ) ، تحقيق خليل محيي الدين ، نشر دار الفكر ، بيروت ١٤١٤ .

٤٩ ـ تفسير القرطبي ، للقرطبي محمّـد بن أحمد الخزرجي ( ت ٦٧١ ) ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت ١٤١٧ .

٥٠ ـ تفسير الكشّاف ، للزمخشري جار الله محمود بن عمر الخوارزمي ( ت ٥٣٨ ) ، نشر دار الفكر .

٥١ ـ تنقيح المقال في علم الرجال ، لعبد الله المامقاني ( ت ١٣٥١ ) ، تحقيق محيي الدين المامقاني ، نشر مؤسّـسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ، قم ١٤٢٣ .

٥٢ ـ تهذيب الكمال ، ليوسف بن عبد الرحمٰن المزّي ( ت ٧٤٢ ) ، تحقيق أحمد علي عبيد وغيره ، نشر دار الفكر ، بيروت ١٤١٤ .

٥٣ ـ جنّة المأوىٰ ، للشيخ محمّد الحسين آل كاشف الغطاء ( ت ١٣٧٣ ) ، نشر دار الأضواء ، بيروت ١٤٠٨ .

٥٤ ـ جواهر المطالب في مناقب الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، لمحمّد ابن أحمد الدمشقي الباعوني ( ت ٨٧١ ) ، تحقيق محمّد باقر المحمودي ، نشر دار إحياء الثقافة الاسلامية ، قم ١٤١٥ .

٥٥ ـ الحيوان ، لعمرو بن بحر الجاحظ ( ت ٢٥٥ ) ، تحقيق يحيىٰ الشامي ، نشر دار ومكتبة الهلال ، بيروت ١٩٩٧ .

٥٦ ـ الخلفاء الراشدون ، للذهبي محمّد بن أحمد بن عثمان ( ت ٧٤٨ ) ، تحقيق حسام الدين القدسي ، نشر دار الجيل ، بيروت ١٤١٢ .

٥٧ ـ دلائل الإمامة ، لمحمّد بن جرير الطبري الإمامي ، نشر المطبعة الحيدرية ، النجف الأشرف ١٣٨٣ .

٥٨ ـ دلائـل الصدق ، لمحمّد حسن المظفّر ( ت ١٣٧٥ ) ، تحقيـق ونشر مؤسّـسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ، قم ١٤٢٢ .

٥٩ ـ ديوان بهاء الدين زهير ، ( ت ٦٥٦ ) ، نشر دار صادر ، بيروت ١٤٠٠ .

۴۰۳

٦٠ ـ ديوان حسّان بن ثابت ، تحقيق وليد عرفات ، نشر دار صادر ، بيروت .

٦١ ـ ديوان الشريف الرضي ، ( ت ٤٠٦ ) ، تحقيق إحسان عبّاس ، نشر دار صادر ، بيروت ١٩٩٤ .

٦٢ ـ ديوان الفرزدق ، ( ت ١١٤ ) ، نشر دار صادر ، بيروت .

٦٣ ـ ديوان هاشم الكعبي ، ( ت ١٢٣١ ) ، نشر منشورات الرضي ، قم ١٣٦٤ هـ ش .

٦٤ ـ ربيع الأبرار ، للزمخشري محمود بن عمر ( ت ٥٣٨ ) ، تحقيق سليم النعيمي ، نشر دار الذخائر ، قم ١٤١٠ .

٦٥ ـ رجال الطوسي ، للشيخ الطوسي أبي جعفر محمّد بن الحسن ( ت ٤٦٠ ) ، تحقيق السيّد محمّد صادق آل بحر العلوم ، نشر المطبعة الحيدرية ، النجف الأشرف ١٣٨١ .

٦٦ ـ الردّ على المتعصّب العنيد ، لأبي الفرج عبـد الرحمٰن ابن الجـوزي ( ت ٥٩٧ ) ، تحقيق محمّد كاظم المحمودي ، ١٤٠٣ .

٦٧ ـ زاد المسير ، لأبي الفرج عبـد الرحمٰن ابن الجوزي ( ت ٥٩٧ ) ، تحقيق أحمد شمس الدين ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت ١٤١٤ .

٦٨ ـ سير أعلام النبلاء ، للذهبي محمّـد بن أحمد بن عثمان ( ت ٧٤٨ ) ، تحقيق شعيب الأرنؤوط وآخرين ، نشر مؤسّـسة الرسالة ، بيروت ١٤١٤ .

٦٩ ـ السيرة النبوية ، لعبـد الملك بن هشام الحميري البصري ( ت ٢١٣ ) ، تحقيق طٰه عبـد الرؤوف سعد ، نشر دار الجيل ، بيروت .

٧٠ ـ السيرة النبوية ، لابن كثير إسماعيل بن عمر القرشي البصري ( ت ٧٧١ ) ، تحقيق مصطفىٰ عبـد الواحد ، نشر دار الفكر ، بيروت .

٧١ ـ شذرات الذهب ، لأبي الفلاح عبـد الحيّ الحنبلي ( ت ١٠٨٩ ) ، نشر دار الفكر ، بيروت ١٤١٤ .

٧٢ ـ شرح الأخبار في فضائل الأئمّة الأطهار ، لأبي حنيفة النعمان بن

۴۰۴

محمّد التميمي ( ت ٣٦٣ ) ، تحقيق السيّد محمّد الحسيني الجلالي ، نشر مؤسّـسة النشر الإسلامي ، قم ١٤١٤ .

٧٣ ـ شرح نهج البلاغة ، لابن أبي الحديد المعتزلي عزّ الدين عبـد الحميد ابن هبة الله المدائني ( ت ٦٥٦ ) ، نشر دار الجيل ، بيروت ١٤١٦ .

٧٤ ـ شعراء الغريّ ، لعلي الخاقاني ، نشر مكتبة المرعشي ، قم ١٤٠٨ .

٧٥ ـ طبقات فحول الشعراء ، لمحمّد بن سلّام الجمحي ( ت ٢٣١ ) ، تحقيق محمود محمّد شاكر ، نشر دار المدني ، جدّة .

٧٦ ـ الطبـقـات الكبـرىٰ ، لمحمد بن سـعد الهاشمي ( ت ٢٣٠ ) ، تحقيـق محمّـد عبـد القادر عطا ، نشر دار الكتب العلميّة ، بيروت ١٤١٠ .

٧٧ ـ العبقات العنبرية في الطبقات الجعفرية ، للشيخ محمّد الحسين آل كاشف الغطاء ( ت ١٣٧٣ ) ، تحقيق السـيّد جودت القزويني ، نشر بيسان للنشر والتوزيع ، بيروت ١٤١٨ .

٧٨ ـ العقد الفريد ، لأحمد بن محمّـد بن عبـد ربّه الأندلسي ( ت ٣٢٧ ) ، نشر دار الأندلس ، بيروت ١٤١٦ .

٧٩ ـ عُمدة القاري بشرح صحيح البخاري ، لبدر الدين بن أحمد العيني ( ت ٨٥٥ ) ، نشر دار الفكر ، بيروت .

٨٠ ـ العواصم من القواصم ، لمحمّد بن عبـد الله بن العربي المعافري المالكي ( ت ٥٤٣ ) ، تحقيق محبّ الدين الخطيب ، نشر دار البشائر ، دمشق .

٨١ ـ عيون أخبار الرضـا عليه‌السلام ، للشيخ الصدوق أبي جعفر محمّـد بن علي ابن الحسين بن بابويه القمّي ( ت ٣٨١ ) ، تصحيح وتعليق حسين الأعلمي ، نشر مؤسّـسة الأعلمي ، بيروت ١٤٠٤ .

٨٢ ـ الفائق في غريب الحديث ، لأبي القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري ( ت ٥٣٨ ) ، تحقيق علي محمّد وغيره ، نشر دار الفكر ، بيروت ١٣٩٩ .

٨٣ ـ فتح الباري شرح صحيح البخاري ، لابن حجر العسقلاني أحمد بن

۴۰۵

علي ( ت ٨٥٢ ) ، تحقيق عبـد العزيز بن باز ومحمّـد فؤاد عبـد الباقي ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت ١٤١٠ .

٨٤ ـ فتح القدير ، للشوكاني محمّد بن علي الصنعاني ( ت ١٢٥٠ ) ، نشر دار الفكر ، بيروت ١٤٠٣ .

٨٥ ـ الفتوح ، لأحمد بن أعثم الكوفي ( ت ٣١٤ ) ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت ١٤٠٦ .

٨٦ ـ الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية ، لابن الطقطقي محمّد بن علي بن طباطبا ، تحقيق عبد القادر محمّد مايو ، نشر دار القلم العربي ، حلب ١٤١٨ .

٨٧ ـ فضائل الصحابة ، لأحمد بن حنبل ( ت ٢٤١ ) ، تحقيق وصي الله بن محمّد عبّاس ، نشر دار ابن الجوزي ، الرياض ١٤٢٠ .

٨٨ ـ فيض القدير شرح الجامع الصغير ، للمناوي محمّـد بن عبـد الرؤوف ( ت ١٠٣١ ) ، تحقيق أحمد عبـد السلام ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت ١٤١٥ .

٨٩ ـ الكافي ( الأُصول ) ، للكليني محمّـد بن يعقوب الرازي ( ت ٣٢٩ ) ، تحقيق ونشر دار الأُسوة للطباعة والنشر ، طهران ١٤١٨ .

٩٠ ـ الكافي ( الفروع ) ، للكليني محمّـد بن يعقوب الرازي ( ت ٣٢٩ ) ، تحقيق علي أكبر الغفّاري ، نشر دار الكتب الإسلامية ، طهران ١٣٦٧ .

٩١ ـ الكامل في التاريخ ، لابن الأثير علي بن محمّـد الجزري ( ت ٦٣٠ ) ، تحقيق عبـد الله القاضي ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت ١٤١٥ .

٩٢ ـ الكامل في اللغة والأدب ، لمحمّد بن يزيد أبي العبّاس المبرّد النحوي ( ت ٢٨٥ ) ، نشر مؤسّـسة المعارف ، بيروت .

٩٣ ـ كـتاب سـيبويـه ، لعمرو بن عثمـان بن قـنبـر ( ت ١٨٠ ) ، تحقيـق عبـد السلام محمّـد هارون ، نشر دار الجيل ، بيروت .

٩٤ ـ كشف الغمّـة ، لأبي الحسن علي بن عيسىٰ بن أبي الفتح الأربلّي ( ت ٦٩٣ ) ، تحقيق هاشم الرسولي المحلّاتي ، نشر مكتبة بني هاشم ، قم ١٣٨١ .

۴۰۶

٩٥ ـ كشف المحجّة ، للسـيّد ابن طاووس علي بن موسىٰ بن جعفر ( ت ٦٦٤ ) ، نشر المطبعة الحيدرية ، النجف الأشرف ١٣٧٠ .

٩٦ ـ لبـاب النقـول فـي أسـبـاب النـزول ، لجـلال الـدين السـيـوطي ، عبـد الرحمٰن بن أبي بكر ( ت ٩١١ ) ، تحقيق حسن تميم ، نشر دار إحياء العلوم ، بيروت ١٤١٤ .

٩٧ ـ لسان العرب ، لابن منظور محمّـد بن مكرم ( ت ٧١١ ) ، تحقيق علي شـيري ، نشر دار إحياء التراث العربي ، بيروت ١٤٠٨ .

٩٨ ـ اللمعة البيضاء في شرح خطبة الزهراء عليها‌السلام ، لمحمّد بن علي بن أحمد التبريزي ( ت ١٣١٠ ) ، تحقيق السـيّد هاشـم الميلاني ، نشر دفتر نشر الهادي ، قم ١٤١٨ .

٩٩ ـ مجمع البحرين ، لفخر الدين بن محمّد علي الطريحي ( ت ١٠٥٨ ) ، تحقيق السـيّد أحمد الحسـيني ، نشر مؤسّـسة الوفاء ، بيروت ١٤٠٣ .

١٠٠ ـ مجمع البيان في تفسير القرآن ، للطبرسي أبي علي الفضل بن الحسـن ( ت ٥٤٨ ) ، نشر دار الفكر ، بيروت ١٤١٤ .

١٠١ ـ مجمع الزوائد ، لعلي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي ( ت ٨٠٧ ) ، نشر دار الكتب العليمة ، بيروت ١٤٠٨ .

١٠٢ ـ المراجعات الريحانية ، للشيخ محمّد الحسين كاشف الغطاء ( ت ١٣٧٣ ) ، تحقيق السـيّد محمّـد عبـد الحكيم الصافي ، نشر دار الهادي ، بيروت ١٤٢٤ .

١٠٣ ـ مروج الذهب ، لعلي بن الحسين المسعودي ( ت ٣٤٦ ) ، تحقيق يوسف أسعد داغر ، نشر دار الأندلس ، ١٤١٦ .

١٠٤ ـ مستدرك الوسائل ، لحسين النوري الطبرسي ( ت ١٣٢٠ ) ، تحقيق ونشر مؤسّـسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ، قم ١٤١١ .

١٠٥ ـ المسند ، لأحمد بن حنبل ( ت ٢٤١ ) ، نشر دار صادر ، بيروت .

١٠٦ ـ معاني الأخبار ، للشيخ الصدوق أبي جعفر محمّـد بن علي ( ت

۴۰۷

٣٨١ ) ، تحقيق علي أكبر الغفّاري ، نشر مؤسّـسة النشر الإسلامي ، قم ١٣٦١ .

١٠٧ ـ معجم البلدان ، لياقوت بن عبـد الله الحموي الرومي البغدادي ( ت ٦٢٦ ) ، تحقيق فريد عبـد العزيز الجندي ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت .

١٠٨ ـ معجم ما استعجم من أسماء البلاد ، لعبد الله بن عبـد العزيز البكري الأندلسي ( ت ٤٨٧ ) ، تحقيق مصطفىٰ السقّا ، نشر عالم الكتب ، بيروت ١٤٠٣ .

١٠٩ ـ المعجم المجمعي ، لعبـد الحسين محمّد علي بقّال ، نشـر مؤسّـسة الطباعة والنشر ، طهران ١٤١٦ .

١١٠ ـ معجم المطبوعات العربية والمعرّبة ، ليوسف إليان سركيس ، نشر عالم الكتب .

١١١ ـ مغني اللبيب ، لجمال الدين بن هشام الأنصاري ( ت ٧٦١ ) ، تحقيق مازن المبارك وغيره ، نشر دار الفكر ، بيروت ١٤١٢ .

١١٢ ـ مقاتل الطالبيّين ، لأبي الفرج الأصفهاني ( ت ٣٥٤ ) ، تحقيق أحمد صقر ، نشر مؤسّـسة الأعلمي ، بيروت ١٤٠٨ .

١١٣ ـ مقدّمة ابن خلدون ، لعبـد الرحمٰن بن محمّد بن خلدون الحضرمي ( ت ٨٠٨ ) ، نشر دار الكتب العلمية ، بيروت ١٤١٣ .

١١٤ ـ مقتل الحسـين عليه‌السلام ، لأبي المؤيّد الموفّق بن أحمد المكّي أخطب خوارزم ( ت ٥٦٨ ) ، تحقيق محمّد السماوي ، نشر أنوار الهدىٰ ، قم ١٤١٨ .

١١٥ ـ مقتل الحسـين عليه‌السلام ، لأبي مخنف لوط بن يحيىٰ بن سعيد بن مخنف الأزدي ( ت ١٥٧ ) ، تحقيق حسن الغفاري ، نشر مكتبة المرعشي ، قم ١٣٩٨ .

١١٦ ـ مقتل الحسـين عليه‌السلام وقيام المختار ، لابن أعثم الكوفي ( ت ٣١٤ ) ، نشر أنوار الهدىٰ ، قم ١٤٢١ .

١١٧ ـ الملهوف علىٰ قتلىٰ الطفوف ، للسـيّد ابن طاووس علي بن موسىٰ بن جعفر ( ت ٦٦٤ ) ، تحقيق فارس الحسّون ، نشر دار الأُسوة ، قم ١٤١٤ .

١١٨ ـ مناقب آل أبي طالب ، لمحمّـد بن علي بن شهر آشوب المازندراني ( ت ٥٨٨ ) ، تحقيق يوسف البقاعي ، نشر دار الأضواء ، بيروت ١٤١٢ .

۴۰۸

١١٩ ـ مناقب الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام ، لمحمّد بن سليمان الكوفي القاضي ( ت ق ٣ ) ، تحقيق محمّد باقر المحمودي ، نشر إحياء الثقافة الإسلامية ، قم .

١٢٠ ـ المؤتلف والمختلف ، لأبي القاسم الحسن بن بشر الآمدي ( ت ٣٧٠ ) ، تحقيق عبد الستّار أحمد فرّاج ، نشر دار إحياء الكتب العربية ، القاهرة ١٣٨١ .

١٢١ ـ نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار ، للسـيّد علي الحسيني الميلاني ، نشر دار المؤرّخ العربي ورابطة أهل البيت عليهم‌السلام الإسلامية العالمية ، بيروت ١٤١٨ .

١٢٢ ـ النهاية في غريب الحديث والأثر ، لأبي السعادات المبارك بن محمّـد ابن الأثير الجزري ( ت ٦٠٦ ) ، تحقيق طاهر أحمد الزاوي ، نشر المكتبة العلمية ، بيروت .

١٢٣ ـ نهج البلاغة ، جمع الشريف الرضي ( ت ٤٠٦ ) ، تحقيق صبحي الصالح ، نشر دار الكتاب المصري ، بيروت ١٤١١ .

١٢٤ ـ هديّة العارفين ، لإسماعيل باشا البغدادي ( ت ١٣٣٩ ) ، نشر دار الكتب العلميّة ، بيروت ١٤١٣ .

١٢٥ ـ يزيد في محكمة التاريخ ، للسـيّد جواد القزويني ، ١٤٢٠ .

١٢٦ ـ ينابيع المودّة ، لسليمان بن إبراهيم القندوزي ( ت ١٢٩٤ ) ، تحقيق السـيّد علي جمال أشرف ، نشر دار الأُسوة ، قم ١٤١٦ .

*      *     *

۴۰۹

من أنبـاء التـراث

هيئة التحرير / عامر الشـوهاني

كتب صدرت محقّقـة

* مخـزن المعاني في ترجـمة المحـقّق المامقاني قدس‌سره .

تأليف : العلّامة الثاني الشيخ عبـد الله المامقاني ( ١٢٩٠ ـ ١٣٥١ هـ ) .

كتاب أفرده المصنّف لترجمة والده العلّامة الشيخ محمّـد حسن المامقاني ( ١٢٣٨ ـ ١٣٢٣ هـ ) ، فقيه ومرجع الطائفة في زمانه ، وهو بمثابة دراسة عن أُسرته وتاريخها ، مع التذييل بما يناسب المقام لتكميل وإحياء هذا الأثر ، وإعداده ليكون مقدّمة لموسوعته الرجالية الكبيرة : تنقيح المقال في أحوال الرجال .

يشتمل علىٰ : مقدّمة في بيان شطر من ترجمة جدّه : المولىٰ عبـد الله بن محمّـد باقر بن علي أكبر بن رضا المامقاني ( ت

١٢٤٦ هـ ) ، وخاتمة تضمّنت ترجمة المصنّف نفسه ، ذكر فيها شيء من أحواله ودراسته ، والكتب والرسائل والحواشي التي صنّفها قدس‌سره، وثمانية فصول لترجمة الشيخ محمّـد حسن : ولادته حتّىٰ سفره إلىٰ تبريز ، نبذة من مجاري حالاته ، بعض ما جرىٰ عليه بعد وروده العراق ، شمائله وأخلاقه وآدابه وطبائعه ، زوجاته وأولاده ، مصنّفاته ومستنسخاته ، أسفاره ، أمراضه ووفاته قدس‌سره وقصائد في رثائه ، مع تذييل تضمّن نصوص إجازاته في الاجتهاد والرواية ، وذكر طرقه وأسانيده وشيوخه في الرواية .

وقد أضاف المحقّق اثني عشر فائدة في ذكر : بيت المامقاني ، بعض ما قيل في الشيخ محمّـد حسن رحمه‌الله ، بعض تلامذته

۴۱۰

والمجازين منه رواية أو اجتهاداً أو معاً ، بعض ما قيل في الشيخ المصنّف ، بعض تلامذته وجملة ممّن أجازهم ، مكتبته ، بعض مواقفه ومقتطفات من حياته ، مجمل من حياة ولده الشيخ محيي الدين ـ مؤلّف مستدركات التنقيح ـ صور وآثار ، ومصادر ترجمة المصنّف ووالده قدّس الله سرّهما .

تحقيق واستدراك : الشيخ محمّـد رضا المامقاني .

نشر : مؤسّـسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ـ قم / ١٤٢٣ هـ .

* فـضائـل أمـير المؤمـنـين عليّ بن أبـي طالـب عليه‌السلام .

تأليف : إمام الحنابلة أحمد بن حنبل الشيباني ( ١٦٤ ـ ٢٤١ هـ ) .

قسم مسـتلّ من كتاب فضائل الصحابة للمصـنّف ، الذي يروي فيه طائفة من الفضائل في حقّ الصحابة ، رواه عنه : ابنه عبـد الله ( ٢١٣ ـ ٢٩٠ هـ ) ، وٱستدرك عليه ؛ إذ هو راوي كتب أبيه ومشاركه في الكثير ممّا رواه ، ويستدرك عليه أحياناً ، ورواه عن عبـد الله : تلميذه أبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيـعي ( ٢٦٤ ـ ٣٦٨ هـ ) ، وقد استدرك أيضاً علىٰ روايات أحمد وٱبنه في هذا الكتاب . .

يتعرّض في فصل من فصوله إلىٰ ذكر فضائل أهل البيت عليهم‌السلام ؛ فقد حشد وسط كتابه جملة عظيمة من الأخبار والروايات التي تروي فضائل زعيم أهل البيت الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، ثمّ أعقبها بفضائل الزهراء البتول عليها‌السلام ، ثمّ ولديها السبطين الحسن والحسين عليهما‌السلام .

يحتوي علىٰ ٤٣٩ حديثاً .

حُقّق اعتماداً علىٰ نسخة مخطوطة ، ذكرت مواصفاتها في المقدّمة ، إضافة إلىٰ طبعة فضائل الصحابة بتحقيق : وصـي الله ابن محمّـد عبّـاس ، الصادرة ضمن اصدارات جامعة أُمّ القرىٰ بمكّة المكرّمة سنة ١٤٠٣ هـ .

تحـقيق : حسـين حمـيد السـنيد .

نـشـر : المـجـمـع العالـمـي لأهـل البـيـت عليهم‌السلام ـ قـم / ١٤٢٥ هـ .

* استخراج المرام من استقصاء الإفحام ، ج ١ ـ ٣ .

تأليف : السـيّد علي الحسيني الميلاني .

استقصاء الإفحام وٱستيفاء الانتقام في نقض منتهىٰ الكلام ، للسيّد مير حامد حسين اللكهنوي صاحب عبقات الأنوار ، ( ١٢٤٦ ـ ١٣٠٦ هـ ) ، وهو ردّ لما جاء في كتاب منتهىٰ الكلام للمولوي حيدر علي

۴۱۱

الفيض آبادي ( ت ١٢٩٩ هـ ) .

وهو كتاب ـ بالفارسية ـ اشتمل علىٰ بحوث ودراسات ونقود وردود لدفع الشبه والاعتراضات عن جملة من العقائد ، وردّ التهم عن بعض الأعلام ، والتكلّم عن بعض الكتب المعروفة عند الإمامية ، وللتحقيق عن موقع علوم : العقائد والتفسير والحديث والفقه ، وعن حال مؤسّسيها عند أهل السُـنّة ، وبيان حال علمائهم وأشهر كتبهم المعتمدة في هذه العلوم .

مرتّب في : مقدّمة تعرّضت لما تمتاز به العلوم الدينية وأعلامها عند الإمامية عن سائر الفرق ، وللتعريف بالكتاب ومواضيعه ومؤلّفه وأُسرته الأبرار . وأربعة أبواب في : مسائل اعتقادية ، كتب تفسير القرآن والمفسّرين عند أهل السُـنّة ، الصحاح الستّة وأصحابها ، وفي أئمّة المذاهب الأربعة . وملحقات تضمّنت بحوثاً في مسائل فقهية ، وفي القياس والاستحسان . وخاتمة اشتملت علىٰ بحث في حديث الحوض ومفاده ، وعرض لما ورد عن أهل البيت عليهم‌السلام في الصحابة ، وعن نوادر الأخبار في أمر الخلافة .

تضمّنت جهود التأليف : نقل الكتاب للعربية ، مع التلخيص الدقيق ، والتنسيق ـ بالجمع والتبويب والعرض ـ لمواضـيعه ،

مع الإضافة والتعليق ، وتوثيق النصوص .

صدر في قم سنة ١٤٢٥ هـ .

* حديث الولاية . . ومَن روىٰ غدير خمّ من الصحابة .

تأليف : الحافظ أبي العبّـاس أحمد بن محمّـد بن سعيد الكوفـي ، المعروف بـ : ابن عُـقـدة ، المتوفّىٰ سنة ٣٣٣ هـ .

جمعٌ لما رواه الحافظ ابن عقدة في كتابه ـ المفقود ـ الذي أفرده لجمع طرق خبر الغدير وحديث الولاية : « مَن كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللّهمّ والِ مَن والاه ، وعادِ مَن عاداه » ، والذي روىٰ فيه نصّ النبيّ الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علىٰ أمير المؤمنين عليه‌السلام بالولاية من ١٠٥ طرق ، وذكر فيه ٩٨ من أسماء الصحابة ممّن روىٰ هذا الحديث .

حوىٰ الكتاب ١٤٢ رواية لـ ٤٩ صحابياً وصحابية ، وإضافة ٤ روايات كمستدركات ؛ جُمعت بعد استقصاء وتتّبع في مصنّفات الكثير من الحفّاظ والأعلام ممّن رووا الحديث بأسانيدهـم إلىٰ ابن عقـدة ، أو مباشـرة من كتابه .

وقد ضمّ الكتاب بين دفتيه أيضاً ثلاث رسائل لثلاثة من معاصري المصنّف ، ممّن روىٰ حديث الغدير بطرق كثيرة ، استلّت رواياتهم من مصنّفاتهم ، وجمعت فيها :

۴۱۲

الأُولىٰ : للحافظ أحمد بن شُعيب النسائي ( ت ٣٠٣ هـ ) ، حوت ٢٠ رواية عن ٩ من الصحابة ، جُمعت من كتبه : السُـنن الكبرىٰ ، خصائص أمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام ، وفضائل الصحابة .

والثانية : للحافظ سليمان بن أحمد الطبراني ( ت ٣٦٠ هـ ) ، حوت ٤٥ رواية عن ١٨ من الصحابة ، جُمعت من كتبه : المعجم الكبير ، المعجم الأوسط ، المعجم الصغير ، ومسند الشاميّـين .

والثالثة : لأبي بكر محمّـد بن الحسين ابن عبـد الله الآجري ( ت ٣٦٠ هـ ) ، حوت ٢٠ رواية عن ١٤ من الصحابة ، جُمعت من كتابه : الشريعة .

جمـع وتحـقـيـق : أميـر التقـدّمـي المعصـومـي .

نشـر : « دليل ما » ـ قم / ١٤٢٢ هـ .

* الأُصول السـتّة عشـر ، من الأُصول الأوّلية .

مجموعة قديمة من الأُصول الأوّلية لكتب الرواية ، المدوّنة في عصر الأئمّة المعصـومين عليهم‌السلام ، لعلّها أقدم ما سلم من الاندراس والضياع ، وهي سـتّة عشر أصلاً من الأُصول الأربعمائة ـ المصادر الأوّلية لأحاديث الشيعة ـ ولعلّها أهمّ كتاب من

نوعه ؛ إذ يشتمل علىٰ حقائق مهمّة عن كيفية الرواية في كتب المتقدّمين .

عكست ـ للأجيال المتأخّرة ـ صورة عن طبيعة ومعالم أُصول القدماء ، شكلاً ومضموناً ، وعن الأحاديث الموجودة فيها ، وكيفية أخذ أصحاب الجوامع الحديثية من هذه الأُصول .

تختلف الأحاديث المروية في هذه الأُصول من حيث الصورة والشكل ؛ فقسم منها معظمه مروي عن الأئمّة عليهم‌السلام ، وقسم آخر عنهم أيضاً لكن مع واسطة أو أكثر ، وقسم بجميعه مع الواسطة .

تتألّف من طائفتين : الأُولىٰ برواية هاورن بن موسىٰ التلعكبرّي ، عن الشيخ محمّـد بن همّام ، أو عن أبي العبّـاس ابن عقدة ، وتشتمل علىٰ كتب : زيد الزرّاد ، أبي سعيد عبّاد العصفري ، عاصم بن حميد الحنّاط ، زيد النرسي ، جعفر بن محمّـد بن شريح ، محمّد بن مثنّىٰ الحضرمي ، محمّـد ابن جعفر القرشي ، درست بن أبي منصور الواسطي . والثانية برواية هارون التلعكبرّي أيضاً عن أحمد بن محمّـد بن سعيد الهمداني ، وتشتمل علىٰ كتب : عبـد الملك ابن حكيم ، مثنّىٰ بن الوليد الحنّاط ، خلّاد السدي ، حسين بن عثمان ، عبيد الله بن يحيىٰ الكاهلي ، سلام بن أبي عمرة ، وعلىٰ

۴۱۳

خبر في الملاحم ، ونوادر علي بن أسباط .

حقّقت اعتماداً علىٰ سبع نسخ رئيسية ، أربع مخطوطة ، وثلاث مطبوعة ، وعدّة نسخ أُخرىٰ ثانوية ، ذكرت مواصفات النسخ في المقدّمة .

تحقيق : ضياء الدين المحمودي .

نشر : دار الحديث ـ قم / ١٤٢٣ هـ .

* رؤية الله وفلسفة الميثاق والولاية .

تأليف : العلّامة السيّد عبـد الحسين شرف الدين الموسوي ( ١٢٩٠ ـ ١٣٧٧ هـ ) .

رسالتان في كتيب واحد ، تناولتا مسألتين من مسائل العقيدة الإسلامية ، الأُولىٰ مسألة رؤية الباري تعالىٰ البصرية ، وهل هي ممكنة مع تنزيهه سبحانه ، أم هي مع التنزيه ممتنعة مستحيلة ؟

وتعرض أدلّة لامتناع الرؤية ـ بعد تحرير محلّ النزاع ـ من وجوه عقلية ، وآيات قرآنية ، ونصوص لأئمّة العترة الطاهرة عليهم‌السلام ، متضمّنة الاستدلال علىٰ حجّيّة قولهم وفعلهم وتقريرهم عليهم‌السلام ، مع نظرة في أدلّة جواز الرؤية ، والأحاديث الواردة بشأنها في صحيحي البخاري ومسلم ، إضافة إلىٰ خاتمة في ذكر مجموعة من الوضّاعين دسّـوا أنفسهم في صفوف المحدّثين ، ووضعوا أحاديثاً في

الرؤية ؛ تثبيتاً لآرائهم ، وٱحتجاجاً علىٰ من خالفهم فيها .

والثانية كانت جواباً لأسئلة بشأن الآية رقم ١٧٢ من سورة الأعراف ، وهي : « آية الميثاق » ، والآية رقم ٣ من سورة المائدة ، وهي : « آية إكمال الدين » ، وتضمنّت بياناً لدلالة الآيتين علىٰ نبوّة نبيّنا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وإمامة أئمّة الهدىٰ عليهم‌السلام ، وجواباً لعدم تصريح القرآن تصريحاً واضحاً بخلافة أمير المؤمنين الإمام عليّ عليه‌السلام .

سبق أن نشرت الرسالة الثانية محقّقة علىٰ صفحات نشرتنا هذه « تراثنا » بتحقيق علي جلال باقر في العدد الثاني (٦٢) لسنة ١٤٢١ هـ .

تحقيق : مهدي الأنصاري القمّي .

نشر : دار اللوح المحفوظ ـ طهران / ١٤٢٣ هـ .

* دلائل الصدق لنهج الحقّ ، ج ٦ .

تأليف : العلّامة الشيخ المظفّر ، محمّـد حسن بن محمّـد بن عبـد الله النجفي ( ١٣٠١ ـ ١٣٧٥ هـ ) .

أثر قيّم ، يضمّ مباحث جليلة في العقائد الإسلامية ، وهو مناقشة علمية موضوعية في مسائل خلافية مهمة عديدة ، وردت في كتاب إبطال الباطل للفضل بن

۴۱۴

روزبهان الأصفهاني ، الذي ألّفه للردّ علىٰ كتاب نهج الحقّ وكشف الصدق ، للعلّامة الحلّي ( ٧٢٦ هـ ) ، الذي أثبت فيه ما تذهب إليه الإمامية ـ بعد مناقشة آراء مخالفيهم ـ بأُسلوب رصين ونقاش علمي نزيه .

ويعـدّ مكمّـلاً ومتمّـماً لما في إحقاق الحقّ ، للشهيد الثالث القاضي السيّد نور الله التسـتري ، المستَشـهد سنة ١٠١٩ هـ ، من ردود علىٰ أباطيل كتاب الفضل المذكور .

اشتمل علىٰ مقدّمة بثلاثة مطالب ، ثمّ مباحث التوحيد والعدل والنبوّة ، ثمّ الإمامة وبعض فضائل أمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام ، ثمّ سـيرة الخلفاء والصحابة والمعاد .

وهو يذكر أوّلاً كلام العلّامـة ، ثمّ ردّ ابن روزبهان ، ثمّ نقضه للردّ حرفاً بحرف ، ولم يفته منه شيء أصلاً ، مع أدب كامل ومجاملة تامّة .

حُقّق اعتماداً علىٰ ٣ نسخ ، مخطوطة ومطبوعتين ، ذكرت مواصفاتها في المقدّمة .

اشتمل هذا الجزء علىٰ : تتمّة الرابع من مباحث الإمامة : في تعيين إمامة عليّ عليه‌السلام بالسُـنّة ، وتضمّن ٢٨ حديثاً ، ثمّ الخامس : ذكر بعض الفضائل التي تقتضـي وجوب إمامته عليه‌السلام : قبل الولادة ، وحال الولادة ، وفضائله عليه‌السلام بعد الولادة في ثلاثة أقسام : نفسانية : إيمانه ، علمه وٱستناد العلوم كلّها

إليه ، الإخبار بالغـيب ، شجاعته ، زهده ، كرمـه ، وٱستجابـة دعائـه وحُسن خُلُقـه وحلمه . بدنية : عبادته ، جهاده . وخارجية : نسـبه ، زوجته وأولاده ، محـبّته ، وفي أنّه صاحب الحوض واللواء والصراط والإذن .

تحقيق ونشر : مؤسّـسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث / فرع دمشق ـ ١٤٢٦ هـ .

* كتاب التعارض .

تأليف : الفقـيه المحـقّق السـيّد محمّـد كاظم الطباطبائى اليزدي ، مرجع الطائفة في عصـره ، صاحب العروة الوثقىٰ ، ( ١٢٤٧ ـ ١٣٣٧ هـ ) .

مباحث تناولت إحدىٰ مسائل علم أُصول الفقه ، وهي : مسـألة التعارض ، المعرَّفـة بـ : تنافي الدليلين وتمانعـهما باعتبار المدلولين وبتنافي مدلولي الدليلين .

اشتملت علىٰ : مقدّمة فيها أربعة أُمور : عنوان المسألة بباب التعارض ، المراد بالتعارض ، متعلّق التعارض ـ القطعيّين أم الظنّيّين ـ وإمكان التعارض عقلاً بين الدليلين وعدمه . . ومقامات ثلاثة : أحكام التعارض : قاعدة الجمع مهما أمكن ، الأصل في المتعارضَين ، ونفي المتعارضين لثالث . . التعادل : إمكانه ووقوعه ، حكم المتعادلين ، وتنبيه علىٰ عدّة أُمور متعلّقة

۴۱۵

بالخبرين المتعارضين . . والترجيح : وجوب الترجيح وعدمه ، رواياته والإشكالات المورَدة عليها ، اعتبار الترتيب بين المرجّحات وعدمه ، إنّ المدار في الترجيح علىٰ الواقع ، التعدّي عن المرجّحات المنصوصـة وعدمـه ، بيان أقسامها وذكر أحكامها ، أنواع المرجّحات الصدورية وأصنافـها ، المرجّـحات المضـمونـية ، وتعارض المرجّحات مع بعضها وخلاصـة البحـث في ذلك . .

تحـقـيـق وتعـليـق : الشـيخ حلمـي عبـد الرؤوف السـنان .

نشر : مؤسّـسة منشورات مدين ـ قم / ١٤٢٦ هـ .

* تحية القاري لصحيح البخاري .

تأليف : الشـيخ محمّـد عليّ عز الدين ، ( ١٢٣٨ ـ ١٣٠١ هـ ) .

دراسة في مجموعة من أحاديث الجامع الصحيح للبخاري محمّـد بن إسماعيـل ( ت ٢٥٦ هـ ) ، بلغت ١٤١ حديثاً ، اختارها وٱستخرجها المصنّف باعتماد طبعة مصر في زمانه .

تضمّنت نقد وبيان الوضع والافتراء والبُعد عن الصحّة وضرورة التأويل لهذه الأحاديث ، بتجرّد عن العصبيّات ، واعتماد

ميزان العقل وما تواتر عليه النقل .

فرغ منه في ١٠ جمادىٰ الآخرة سنة ١٢٩١ هـ .

حُقّق اعتماداً علىٰ مخطوطة واحدة ، ذكرت مواصفاتها في المقدّمة .

تحقيق : محمّـد سعيد الطريحي .

نشر : دار المرتضىٰ بيروت / ١٤٢٣ هـ .

* المناقب والمثالب .

تأليف : أبي حنيفة النعمان بن محمّـد التميمي المغربي ـ قاضي مصر من قبل المعزّ الفاطمي ـ المتوفّىٰ سنة ٣٦٣ هـ .

كتاب يشتمل علىٰ عرض ـ باختصار وإيجاز ـ لسيرة أشخاص وأحداث جرت في صدر تاريخ المسلمين ، وقبله في الجاهلية ، باعتماد المشهور المعروف في كتب السـير والأنساب والأخـبار ، متعرّضاً لذكر مناقب بني هاشـم ومثالب بني أُميّة ، وقِـدم العداوة بينهما ؛ من حيث ابتدأت ، وكيف تشعّبت ، وإلىٰ حيث انتهت ، ذاكراً فضل هاشـم وولده علىٰ أخيه عبـد شمس وولده ، علىٰ الموازنة رجلاً برجل ؛ وذاكراً شـرف كلّ واحـد من آباء الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأبنائه ، وضِـعة مَن كان في عصره ممّن عاداه وناوأه من بني أُمية .

وممّا ذكر : مناقب عبـد مناف بن قصي

۴۱۶

وٱبنه هاشـم وٱبنه عبـد المطّلب وٱبنه عبـد الله ، ومثالب عبـد شمس وٱبنه أُمية وٱبنه حرب ، نور النبوّة ، بشارة الولادة ، حلف الفضول ، مناقب أبي طالب ومثالب مَن ناوأه من بني أُمية وغيرهم ، مَن نصـب الحـرب والعداوة لرسـول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم منهم وممّن تآلفـوه من قبائل قريش ، نكت من أخبارهم ومَن والاهم من قريش بعد الفتح ، ما جاء من القول في جملتهم ، مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام ومثالب معاوية ، بيان إمامـة عليّ عليه‌السلام ، مناقب الحسـن والحسين عليهما‌السلام ، مثالب يزيد ومروان ، خلافة مروان بن الحكم ، مناقب علي بن الحسين زين العابدين ومثالب عبـد الملك ابن مروان ، مناقب محمّـد بن علي وٱبنه جعفر عليهما‌السلام ومثالب مَن ولي من بني مروان أيّامهما ، زيد بن علي عليه‌السلام ، خلافة الوليد ابن عبـد الملك ، مثالب المتغلّبين بأرض الأندلس ، المهدي الموعود عليه‌السلام وبعض روايات الظهور ، وخلافة عبـد الرحمٰن بن معاوية بن هشام بن عبـد الملك وولده .

حُقّق اعتماداً علىٰ نسختين مخطوطتين ذكرت مواصفاتهما في المقدّمة .

تحقيق : ماجد بن أحمد العطية .

نشر : مؤسّـسة الأعلمي ـ بيروت / ١٤٢٣ هـ .

* شـرح أساس النحـو .

تأليف : السـيّد علي بن محمّـد عليّ الموسوي البهبهاني ( ١٣٠٣ ـ ١٣٥٩ هـ ) .

كتاب يشتمل علىٰ مباحث استدلالية في أُصول وقواعد اللغة العربية ، ومبانيها وأُسسها ، وهو شرح كتبه المصنّف لمتن كتابه أساس النحو الموجز المختصر ؛ لحلّ غوامضه وكشف أستاره ، طبع مع متنه سنة ١٣٨٥ في طهران .

وتضمّن : مقدّمات يستحقّ تقديمها : تعريف النحو وموضوعه وفائدته ، الكلمة ، الكلام ، الجملة ، أقسام الكلمة ، أنواع الإعراب ، المعرفة والنكرة ، الضمير ، اسم الإشارة ، والمعرّف باللام . . أساس في حكم أركان الكلام : الفاعل ، المبتدأ والخبر ، المضاف ، الاشتغال ، والتنازع . . أساس في المعاني المعتورة التابعة للإسناد : المتعلّق بالمسند : المفعول به ، والمتعلّق بالمسند إليه : المستثنىٰ والحال ، المفعول له ، المفعول المطلق ، المفعول فيه ، المفعول معه ، والمنصوب علىٰ التوسّـع . .

أساس في الإضافة . . أساس في الأسماء المتّصلة بالفعل : اسم الفاعل ، اسم المفعول ، الصفة المشبّهة ، اسم التفضيل . .

۴۱۷

وأساس في التوابع : النعت .

حُقّق اعتماداً علىٰ الموجود من نسخة الأصل بيد المصنّف .

تحقيق : محمّـد حسين أحمدي الشاهرودي .

نشـر : « دار العلم » البهبهاني ـ قم / ١٤٢٢ هـ .

* رحلة في الآفاق والأعماق . . شرح دعاء كميل .

تأليف : الشيخ حسين أنصاريان .

دعاء كميل ، مدرسة كبرىٰ تنطوي علىٰ مضامين عرفانية سامية ؛ لاشتماله علىٰ الكثير من المسائل ذات الأهمّية البالغة في الحياة الروحية والإنسانية ، ويعدّ من أهمّ الأدعية التي وردت في التراث الدعائي لأهل البيت عليهم‌السلام ؛ إذ هو كلمات سيّدنا الخضـر عليه‌السلام ، جرت علىٰ لسان مولانا أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وعلّمها تلميذه وصاحبه وحافظ سـرّه ، ومَن عُرف الدعاء باسمه : كميل بن زياد النخعي ( ١٢ ـ ٨٢ هـ ) ، الذي قُتل صبراً علىٰ يد حاكم العراق الدموي الحجّاج بن يوسف الثقفي ، في محبّة أمير المؤمنين عليه‌السلام ، رضوان الله تعالىٰ عليه .

وهذا الشرح قوامه العلوم والمعارف

والفكر الأصيل ؛ إذ يستند إلىٰ أُسس وركائز قرآنية وروائية وعرفانية ، فهو يورد فقرة فقرة من الدعاء ، ثمّ شرح ما يمكن من معاني مفرداتها ضمن شرحها الإجمالي ، بذكر الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة وروايات أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام ، المرتبطة بتلك المعاني .

تعريب : كمال السـيّد .

نشر : مؤسّسة أنصاريان ـ قم / ١٤٢٥ هـ .

طبعات جديدة لمطبوعات سابـقة

* اقتصادنا المُيسّـر .

إعداد : السـيّد علي حسن مطر .

كتاب يتضمّن صورة ميسّـرة شاملة للمذهب الاقتصادي الإسلامي ، يمكن أن يستوعبها غير المتخصّصين ، استُقيت مادّته من مؤلّفات آية الله العظمىٰ السيّـد محمّـد باقر الصدر قدس‌سره ( ١٣٥٣ ـ ١٤٠٠ هـ ) ، وفي مقدّمتها كتاب اقتصادنا ، الذي أُخذت منه معظم مادّة البحث ، مع الاستعانة بكتب : البنك اللاربوي ، المدرسة الإسلامية ، وبعض أجزاء سلسلة الإسلام يقود الحياة .

شمل الإعداد : اختيار المادّة ، وترتيبها ، وأُسلوب العرض ، مع خلاصـة في خاتمة

۴۱۸

كلّ بحث تضمّنت الأفكار الأساسية الواردة فيه ، ومجموعة من الأسئلة لاختبار مدىٰ استيعاب مطالبه .

وتضمّنت مباحثه : الأدلّة علىٰ وجود الاقتصاد الإسلامي ، وبعض مبادئه ، نوعه ، طريقة الإسلام ونظريته في توزيع الثروات الطبيعية ، كيف يتحدّد ثمن السلعة ، نظرية توزيع الثروة المنتجة ، نظرية مكافأة مصادر الإنتاج ، ووسائل تنميته ، العلاج الإسلامي للمشكلة الاقتصادية ، تداول الثروة ، مسؤولية الدولة ، شكل الإنتاج وطريقة التوزيع ، هدف الإنتاج ، الإطار العام للاقتصاد الإسلامي ، وأخيراً القرض الربوي والقرض الإسلامي .

سبق أن صدر في قم سنة ١٤١٨ هـ ، وأعادت نشره منشورات « ناظرين » في قم سنة ١٤٢٥ هـ بعد التنقيح والتصحيح .

* المهدي المنتظر في الفكر الإسلامي .

تأليف : السيّـد ثامر هاشم العميدي .

بحث عن الإمام الحجّة المنتظر عجّل الله تعالىٰ فرجه الشريف ، وحقيقته في الفكر الإسلامي .

تعرّض إلىٰ بعض الآيات القرآنية المفسّـرة بالإمام المهدي وظهوره ، والأحاديث النبوية الشريفة الخاصّة بذلك ؛

مَن أخرجها من الحفّاظ والمحدّثين ، مَن رواها من الصحابة ، طرقها في كتب السُـنّة إجمالاً ، ذكر بعض العلماء ممّن صرّح بصحّتها ، وممّن صرّح بتواترها .

ثمّ الأحاديث التي تثبت نسب الإمام المهدي ؛ وكونه ابن الإمام الحسن بن علي العسكري عليهما‌السلام ، وأنّه التاسع من ولد الإمام السبط الحسين عليه‌السلام ، وأنّه من ولد فاطمة الزهراء عليها‌السلام ، وأنّه آخر الخلفاء ـ الأئمّة ـ الاثني عشر ، وأنّه الذي بشّر الرسول المصطفىٰ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بخروجه آخر الزمان ليملأ الارض قسطاً وعدلاً بعد أن تملأ ظلماً وجَوراً ، وردّ الأخبار المعارِضة لهذه الأحاديث .

كما تضمّن البحث ردّ الشبهات المثارة للتشكيك بصحّة هذه الأحاديث ؛ منها عدم ورود أحاديث المهدي في الصحيحين ، وتضعيف ٱبن خلدون لبعضٍ منها ، وكذلك إجابة علمية علىٰ أسئلة مهمة تتعلّق بـ : الإمامة للصبي ، طول عُمُر الإمام ، غيبته الطويلة ، كيفيّة الاستفادة من الإمام الغائب ، وفائدة انتظاره .

أصدره سابقاً مركز الرسالة ضمن : سلسلة المعارف الإسلامية ، برقم ١ ، في قم سنة ١٤١٧ هـ .

وأعاد المركز نفسه إصداره بعد إجراء

۴۱۹

تصحيحات وإضافات من المؤلّف ، سنة ١٤٢٥ هـ .

* أحكام المدينة المنوّرة .

تأليف : الشيخ علي الكوراني العاملي .

مباحث وردود علمية علىٰ ما جاء في خطبة الجمعة للشيخ صلاح البدير في الحرم النبوي الشريف ، في موسم الحج لسنة ١٤٢٢ هـ ، من فتاوىً فظيعة ، ومغالطات وتحريفات لأحكام الإسلام ؛ إذ جعل هذا الخطيب منبر مسجد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم منبراً لأفكاره الشاذّة ، وأخرج خطبة معدّة مكتوبة ، شنّ فيها هجوماً خشناً علىٰ الّذين يخالفونه في الرأي ، وهم كلّ المسلمين بكلّ مذاهبهم ، وٱتّهمهم بالشرك والكفر والضلال ! !

تضمّنت : الخطبة بلا بسملة ، الصلاة البتراء في الخطبة ، معنىٰ الإحداث في المدينة المنوّرة ، مزاعم هذا الخطيب بشأن : زيارة قبر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم غير مستحبّة ، المشي لزيارة قبر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حرام ، التوسّل بالنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شرك بالله تعالىٰ ، الدعاء عند قبر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسيلة للشرك ، مراسم احترام قبر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بدعة ، وجوب هدم القبّة النبوية وإخراج القبر ، تحريم التبرّك بآثار النبيّ وآله عليهم‌السلام ،

وأخيراً : الردّ علىٰ نهيه عن زيارة معالم المدينة .

صدر في قم سنة ١٤٢٣ هـ وأعادت دار الهدىٰ في قم نشره سنة ١٤٢٤ هـ ، بعد الإضافة والتنقيح .

* الحقوق الاجتماعية في الإسلام .

تأليف : عبّـاس ذهيبات .

بحث يتناول نظرة الإسلام الشمولية ، وما يفرضه من عناية ورعاية لحقوق الإنسان والمجتمع ، وحفظها وصيانتها لكلّ منهما ، ولِما يترتّب لهما إثر العلاقة المترابطة بينهما .

اشتملت فصوله الثلاثة علىٰ مباحث متعدّدة ، تناول فيها الحقوق العامّة للإنسان وأهمّ أنواعها ، والحقوق الاجتماعية ذات الصبغة القانونية ، وذات الصبغة الأخلاقية ، مـع شيء مـن التفصيل في موضوع حقّ الجوار .

ومحور البحث كان بخصوص الحقوق العائلية لأهمّيتها الاجتماعية الكبيرة ، بتقدير أنّ الأُسرة هي اللبنة الأساسية في البناء الاجتماعي ، مشيراً إلىٰ ما يفرضه الإسلام من حقوق وواجبات للأبوين ، وللأولاد ، ثمّ الحقوق المتبادلة بين الزوجين .

اعتمد البحث علىٰ النصوص القرآنية

۴۲۰

وأحاديث السُنّة النبوية المطهّرة ، وما ورد عن أهل البيت الطاهرين عليهم‌السلام ، خصوصاً رسالـة الحقـوق للإمـام السجّـاد علـيّ بن الحسين عليهما‌السلام التي تعدّ لائحة قانونية مهمّة ووثيقة تاريخية قيّمة .

أصدره سابقاً مركز الرسالة ضمن : سلسلة المعارف الإسلامية ، برقم ٤ ، في قم سنة ١٤١٧ هـ ، وأعاد المركز نفسه إصداره بعد إجراء تصحيحات وإضافات من المؤلّف ، سنة ١٤٢٥ هـ .

* فلسفتنا المُيسّـرة .

تأليف : السـيّد علي حسن مطر .

كتاب يشـتمل علىٰ بحوث فلسفية مختصـرة ( ١٨ بحثاً ) ، مع خلاصـة في خاتمة كلّ بحث تضمّنت أبرز الأفكار الواردة فيه وأسئلة لاختبار مدىٰ استيعاب مطالبه .

انتخـبت هذه البحوث من كتاب فلسفتنا لآية الله العظمىٰ السيّد محمّـد باقر الصدر قدس‌سره ( ١٣٥٣ ـ ١٤٠٠ هـ ) عدا البحث الأخير ؛ إذ انتُخب من كتابه الرسول والمرسِل والرسالة .

وكانت الأبحاث بعناوين : المعرفة حقيقتها ومصدرها ، كيف نميّز الحقيقة من الخطأ ، مبدأ العلية ، التجربة واليقين

الرياضي ، حقيقة الإدراك ، تطوّر المعرفة ، الوجود الخارجي والوجود الذهني ، حقيقة الوجود الخارجي ، مبدأ العالم ، حقيقة الحركة ، بطلان القول بالتناقض ، كيفية التطوّر ، ترابط أجزاء الوجود ، خصائص مبدأ العلية ، العلّة المادية والعلّة الفاعلية ، المادّة العلمية والمادة الفلسفية ، والدليل الفلسفي علىٰ وجود الله تعالىٰ .

صدر سابقاً في قم سنة ١٤١٨ هـ ، وأعادت منشورات « ناظرين » نشره بعد التعديل والإضافة ، في قم سنة ١٤٢٥ هـ .

كتب صدرت حديثاً

* المذاهب والفرق في الإسلام . . النشأة والمعالم .

تأليف : صائب عبـد الحميد .

دراسة تسعىٰ لتقديم أقرب الصور إلىٰ الحقيقة في موضوع نشأة المذاهب والفرق وفي معالمها الأساسية ، وهي بتقسيم جديد بعد أن كانت موزّعة علىٰ مباحث في كتاب : تاريخ الإسلام السياسي والثقافي ـ مسار الإسلام بعد الرسول ونشأة المذاهب ، الذي صدر للمؤلّف سنة ١٤١٧ هـ في قم .

في أربعة فصول ، كلّ منها في عدّة

۴۲۱

مباحث : في تسمية المذاهب والفرق : أُسس خاطئة في التمييز ، تحديد أُصول المذاهب ، وجذور التسمية وأسبابها . . الواقع التاريخي للخلافة ونظام الغَلَبة وأثرهما في نشأة المذاهب والفرق : نشأة التسمية بـ : « أهل السُـنّة والجماعة » ، والصحيح في معناها ، التمييز بين « أهل السنّة » و « أهل البدعة » ، المارقون ، مرحلة الانقسامات ، الجبرية ، المفوّضة ( القدرية ) ، والمرجئة . . أثر الكلام والفلسفة في النشأة والمعالم : المعتزلة ، الأشاعرة ، الماتريدية ، وطوائف وفرق المسلمين في تفسير صفات الله عزّ وجلّ . . دور التطرّف الديني في تكوين بعض المذاهب والفرق : ظهور الغلوّ بين المسلمين ، تعدّد طوائف الغلاة ، وموقف أهل البيت عليهم‌السلام من الغلوّ والغلاة .

صدر ضمن : سلسلة المعارف الإسلاميّة برقم ٤٦ .

نشر : مركز الرسالة ـ قم / ١٤٢٥ هـ .

* الموسوعة الكبرىٰ عن فاطمة الزهراء عليها السلام ، ج ١ و ٢ و ٣ و ٢٠ .

تأليف : الشيخ إسماعـيل الأنصاري الزنجاني الخوئيني .

موسوعة جامعة شاملة ، بتنظيم وترتيب موضوعي ، لما أمكن جمعه من الأحاديث

والنصوص الواردة عن سيّدة النساء عليها‌السلام ، ومكانتها وسيرتها المباركة وخصائصها .

استغرقت سنين من التتبّع والاستقصاء لأكثر من ثلاثين ألف من المصنّفات التي دوّنها المتقدّمون والمتأخّرون عنها عليها‌السلام من الخاصّة والعامّة .

مرتّبة بذكر النصّ ، ثمّ مصادره ، ثمّ ذكر السند ومأخذه ، وترقيم كلّ من المصادر والأسانيد ، وإذا تكرّر النصّ يُذكر جزء منه مع الإحالة إلىٰ موضعه الأوّل ، مع فهارس فنية لكلّ مجلّد في ختامه .

في ٢٠ جزءاً ، في ٣ أقسام ـ قُسّمت إلىٰ مطافات ، والمطافات إلىٰ فصول ـ : ق ١ : الزهراء عليها‌السلام قبل هذا العالم ، وق ٢ : حياتها وسيرتها عليها‌السلام في هذا العالم : من ولادتها إلىٰ زواجها ، زواجها ، مع أبيها والأصحاب ، بعد وفاة أبيها إلىٰ شهادتها ، شهادتها ، حياتها الشخصية ، مختصّاتها ، محبّوها وأعداؤها ، أوصافها ، وما يتعلّق بها ، وق ٣ : أحوالها عليها‌السلام بعد هذا العالم .

تضمّن ج ١ : المقدّمة : تعريف بمنهج ومراحل العمل ، إحصائيات لما كُتب ولمَن كتب عن الزهراء عليها‌السلام ، أسماء ٢٢٤٨ من المصادر المعتمدة ، وموجز من حياتها ، ثمّ مطافات ق ١ الثلاثة : بداية خلقها ، خلقها قبل آدم عليه‌السلام ، وخلق نورها عليها‌السلام .

۴۲۲

وج ٢ : المطاف الأوّل من ق ٢ : من ولادتها عليها‌السلام إلىٰ زواجها ، في ستّة فصول : انعقاد نطفـتها ، تاريخ وكيفية ولادتها ، إقامتها بمكّة ، هجرتها ، وإقامتها بالمدينة .

وج ٣ : ثلاثة فصول من المطاف الثاني ـ زواجها ـ من ق ٢ : كفويتها لعليّ عليه‌السلام ، زواجها بأمر الله ، وخطبتها عليها‌السلام .

وتضمّن ج ٢٠ : مطافات ق ٣ الخمسة : جلالتها ، وشفاعتها يوم المحشر ، ما يجري عند لقائها أبيها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وٱبنها الحسين عليه‌السلام ، وقدومها الجنّة ومنزلها عليها‌السلام في الفردوس الأعلىٰ .

نشـر : منشورات « دليل ما » ـ قم / ج ١ وج ٢ وج ٢٠ سنة ١٤٢٢ هـ ، وج ٣ سنة ١٤٢٣ هـ .

* دروس في فقه المعاملات ( البيع ) .

تأليف : السـيّد محمّـد كاظم المصطفوي .

دروس فقهية تشتمل علىٰ مباحث استدلالية موجزة ، خاصّة بكتاب البيع ومسائله وما يرتبط بها من متعلّقات ، من خلال عرض ونقل أقوال الفقهاء الكبار في كلّ مسألة ، مع خلاصة بشكل نقاط لكلّ مبحث في آخره ، وأسئلة تخص موضوعه . .

والكتاب حلقة في سلسلة يصدرها مكتب تدوين المناهج الدراسية ، التابع للناشر ، برقم (٣٩) ، وٱشتمل علىٰ ٥٢ بحثاً .

نشر : المركز العالمي للدراسات الإسلامية قم / ١٤٢٤ هـ .

* الموجز في تاريخ النبيّ والأئمّة عليهم‌السلام .

تـأليـف : السـيّـد مـحـمّـد حـسـيـن الطباطبائي اليزدي .

موجـز يشـتمل علىٰ ذكر ما يتعلّق بتواريخ : الرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام ، والزهراء البتول عليها‌السلام ، والسبطان : الحسن والحسين عليهما‌السلام ، وأئمّة المسلمين التسعة من ذرّية الحسين عليهم‌السلام .

يذكر لكلّ معصـوم : كنيته ، تاريخ ولادته ، تاريخ وفاته ، اسم أُمّه ، أسماء أولاده وأُمّهاتهم ، عدد أزواجه ، أسماء مَن عاصر من حكّام الجور ، مدّة حياته ، قبره ، وبابه عليه‌السلام .

ويذكر للزهـراء عليها‌السلام : كنيتها ، تاريخ ولادتها ، تاريخ وفاتها ، اسم أُمّها ، مدّة حياتها ، وقبرها . ولصاحب الزمان الحجّة المنتظر عليه‌السلام : كنيته ، تاريخ ولادته ، اسم أُمّه ، أسماء مَن عاصر من حكّام الجور ، مدّة حياته ، وأبوابه الأربعة .

۴۲۳

ذكرت اعتماداً علىٰ كتب : تاريخ الأئمّة لابن أبي الثلج ( ت ٣٢٥ هـ ) ، مسارّ الشيعة للشيخ المفيد ( ت ٤١٣ هـ ) ، تاج المواليد للشيخ الطبرسي ( ت ٥٤٨ هـ ) ، المستجاد من كتاب الإرشاد للعلّامـة الحلّي ( ت ٧٢٦ هـ ) ، توضيح المقاصد للشيخ البهائي ( ت ١٠٣١ هـ ) ، البحار للعلّامة المجلسي ( ت ١١١٠ هـ ) ، كشف الغُمّة للإربلي ( ت ٦٩٣ هـ ) ، ورجال النجاشي ( ت ٤٥٠ هـ ) .

نشر : « نشر سپاس » ـ طهران / ١٤٢١ هـ .

* دراسـة وتحليل لاختلافات الأدعـية والزيارات .

تأليف : الشيخ نبيل شعبان .

دراسة تسعىٰ لتشخيص وبيان أسباب حدوث الاختلافات في نصوص الأدعية والزيارات الواردة عن المعصومين عليهم‌السلام ، التي يقرأها ويزاولها الناس عبادةً لربّهم وتقرّباً إليه جلّ وعلا ، وطلباً لقضاء حوائجهم منه تعالىٰ ؛ بأمل خلق ثقافة دُعائية خالية من التعصّب والتزمّت ؛ إذ تركت هذه الاختلافات آثاراً انعكست علىٰ الموروث الثقافي والتراثي والحضاري .

وهي في قسمين : الأوّل يشتمل علىٰ عرض نماذج من الاختلافات في الأدعية في مصادرها المختلفة ، وهي إمّا بسيطة

تتضمّن زيادة أو نقصان أو تبدّل ألفاظ ، بإضافة حرف أو كلمات علىٰ متن الدعاء ، بين مصدر وآخر ، أو معقّدة تتضمّن الكثير من التبدلات والتحورات التي تطرأ علىٰ الدعاء ، حتّىٰ تكاد أن تفقد الدعاء وحدته أحياناً . . والثاني يشتمل علىٰ ذكر جملة من الأسباب والتفسيرات التي أدّت إلىٰ هذه الاختلافات ، مستخلَصـة من القرائن والأدلّة المتعلّقة بكلّ موضـوع .

نشر : أنوار الزهراء عليها‌السلام ـ قم / ١٤٢٥ هـ .

* شهداء المنبر الحسيني في العراق ، ج ١ .

تأليف : الشـيخ حـمزة الخـويلدي .

كتاب يشتمل علىٰ تراجم لأكثر من مائة خطيب من خطباء المنبر الحسيني ، الّذين استشهدوا بشتّىٰ أساليب القتل والاغتيال بيد السلطة الطاغية في العراق خلال فترة حكم البعث الجائر ، منذ عام ١٩٦٨ وحتّىٰ انهيار النظام عام ٢٠٠٣ م ؛ جُمعت ممّا نَقله عنهم ذووهم ومقرّبوهم وأصدقاؤهم وممّن يعرفهم من الخطباء أساتذة الحوزة ، أو ممّا كُتب عنهم في المؤلّفات والنشرات .

بدأ العمل بهذا الكتاب منذ نحو عشر سنوات ، ويتعرّض في ترجمة كلّ خطيب

۴۲۴

إلىٰ ذكر : ولادته ونشأته ، نبذة من سيرته ومواقفه الجهادية ، معاناته وطريقة استشهاده .

اشتمل هذا الجزء علىٰ أسماء ٥٢ خطيباً ، مرتّبة أبجدياً .

نشر : المركز الثقافي ـ بيروت / ٢٠٠٣ م .

* الموسـوعة الفقـهية الميسّـرة ، ج ٢ ـ ٦ .

تأليف : الشيخ محمّـد علي الأنصاري .

موسوعة تشتمل علىٰ عرض الفكر الفقهي والأُصولي ، وفق الترتيب الهجائي للموضوعات الفقهية ، مع موضوعات علم الأُصول كملحق خاصّ ، بأُسلوب مختصر وخال من التعقيد والاستدلالات إلّا نادراً ؛ متعرّضـةً لأقوال ثلاثة من كبار الفقهاء المعاصرين في الفقه ، وثلاثة من أعلام المدرسة الأُصولية الحديثة في الأُصول ، مع ترجمة مختصرة للفقهاء والأُصوليّين الّذين تذكر آراؤهم في كل جزء من أجزاء هذه الموسوعة . .

بدأ ج ٢ ، الصادر سنة ١٤١٨ هـ ، في الفقه ، من كلمة « إرادة » وٱنتهىٰ بكلمة « استعمال » ، وكذلك في الأُصول . . وج ٣ ، الصادر سنة ١٤٢٠ هـ ، في الفقه من كلمة

« استغاثة » وٱنتهىٰ بكلمة « اضطراري » ، وفي الأُصول من كلمة « استفصال » وٱنتهىٰ بكلمة « اضطرار » . . وج ٤ ، الصادر سنة ١٤٢٢ هـ ، في الفقه من كلمة « إطاعة » وٱنتهىٰ بكلمة « أكيلة » ، وفي الأُصول من كلمـة « اطّراد » وٱنتهـىٰ بكلمـة « الأقلّ والأكثر » . . وج ٥ ، الصادر سنة ١٤٢٤ هـ ، في الفقه من كلمة « ألبسة » وٱنتهىٰ بكلمة « أنين » ، وفي الأُصول من كلمة « إلحاق » وٱنتهىٰ بكلمة « انقلاب النسبة » ، مع ملحق بتراجم أئمّة المسلمين الاثني عشر عليهم‌السلام ، مبتدئاً بأمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام ، ومنتهياً بالإمام الحجّة المنتظر عجّل الله تعالىٰ فرجه الشريف . . وج ٦ ، الصادر سنة ١٤٢٥ هـ ، في الفقه من كلمة « إهاب » وٱنتهىٰ بكلمة « بلّور » ، وفي الأُصول من كلمة « إهمال » وٱنتهىٰ بكلمة « بعث » ، مع ملحق بترجمة سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها‌السلام .

نشر : مجمع الفكر الإسلامي ـ قم .

* أُمّهات المعصـومـين عليهم‌السلام . . سيرة وتاريـخ .

تأليف : عبـد العزيز كاظم البهادلي .

عرض مختصر لجوانب من السيرة العطرة والتاريخ المضيء المُشرق لأُمّهات

۴۲۵

المعصـومين الأربعة عشر عليهم‌السلام ، يشتمل علىٰ ذكر اسمها ، بيتها وآبائها ، خطوبتها وزواجها ، ولادتها المعصوم ، ووفاتها ، مع شيء من التفصيل في قِسـمِه الأوّل ، وبالخصوص في حياة الزهـراء عليها‌السلام .

في قسمين ، الأوّل في ذكر أُمّهات أصحاب الكساء : الرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، الإمام أمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام ، فاطمة الزهراء عليها‌السلام ، والإمامين السبطين الحسن والحسين عليهما‌السلام ، وهنّ : آمنة بنت وهب ، فاطمة بنت أسد ، خديجة الكبرىٰ ، وفاطمة الزهراء ، سلام الله عليهنّ .

والثاني : أُمّهات الأئمّة : السجّاد عليه‌السلام : شهربانو ( سلامة ، مريم . . . ) ، الباقر عليه‌السلام : فاطمة بنت الإمام الحسن السبط عليه‌السلام ، الصادق عليه‌السلام : فاطمة بنت القاسم بن محمّـد بن أبي بكر ، الكاظم عليه‌السلام : حميدة المصفّاة بنت صاعد ، الرضا عليه‌السلام : نجمة ( أروىٰ ، سكينة النوبية . . . ) ، الجواد عليه‌السلام : خيزران ( سبيكة ، ريحانة . . . ) ، الهادي عليه‌السلام : سمانة ( جمانة . . . ) ، العسكري عليه‌السلام : سوسن ( حديث ، سليل . . . ) ، وأُمّ الإمام المنتظر عجّل الله تعالىٰ فرجه الشريف : نرجس ( صقيل ، مليكة ، حكيمة . . . ) .

صدر ضمن : سلسلة المعارف الإسلامية برقم ٤٧ .

نشر : مركز الرسالة ـ قم / ١٤٢٥ هـ .

* جناية البخاري . . إنقاذ الدين من إمام المحـدثين .

تأليف : زكريا أوزون .

كتاب يشتمل علىٰ أبحاث لمناقشة ومعالجة موضوع الحديث النبوي الشريف ، اعتماداً علىٰ الجهد والبحث العلمي الموضوعي ، وإعمال العقل والتخلّص من أوهام النقل ؛ من خلال انتقاء مجموعة من الأحاديث المتناقضـة الواردة في صحيح البخاري ـ ووافقه فيها مسلم في صحيحه ـ المنافية أيضاً للثوابت والمعطيات العلمية ، والنظم والأعراف السائدة اليوم ، والتي تتعارض مع العلم والمنطق والذوق السليم .

قسمت أبحاث الكتاب إلىٰ فصول ، كلّ منها في أربع فقرات : توطئة ، تحتوي علىٰ مقدّمة الموضوع المدروس ، متن الحديث ، وفيها نصّ الحديث الحرفي مع ذكر الكتاب والباب الذي ورد فيه ، الشرح والمناقشة ، تحتوي علىٰ شرح الحديث حسب ما جاء في كتب الأثر والتراث مع التعليق عليه ومناقشته ، والنتيجة ، تحتوي علىٰ خلاصة ما تمّ التوصّل إليه من خلال الفقرات التي سبقتها .

۴۲۶

نشر : « رياض الريّس » ـ بيروت / ٢٠٠٤ م .

* موسوعة الإجماع في فقه الإمامية ، ج ١ .

تأليف : الشيخ أحمد المبلّغي .

موسوعة فقهية خاصّة بالإجماعات وشؤونها ومواردها في فقه الإمامية ، تسعىٰ ـ من خلال البحث والتتبّع ـ لتشكيل ملفّ معلوماتي لكلّ مسألة فقهية ادُّعي تحقّق الإجماع فيها ، يتضمّن تحليلات دقيقة من زوايا مختلفة وجوانب متعدّدة ، يمكن للمستنبط الاستعانة بها في الاستنباط والتعرّف علىٰ سير الفتوىٰ في مسألة معيّنة ؛ وتهدف لبيان تصحيح الاستنتاجات ، معرفة أهل الاتّفاق ، وتعيين ناقل الإجماع .

مع مقدّمة علمية اشتملت علىٰ جملة مباحث تاريخية وأُصولية خاصّة بالإجماع ، تضمّنت عرض أدلّة أهمّيته في الفقه والأُصول ، تعريفه ، تاريخه ، أحكامه ، أقسامه ، ودراسة عن الإجماع المنقول .

عرضت الإجماعات بترتيب الأبواب والمسائل الفقهية المعروفة ، من الطهارة إلىٰ الديات ، مع مراعاة تقدّم وتأخّر مسائل الباب ومطالبه .

ينتظم عرض الكلام عن كلّ إجماع في

محورين رئيسيّين : وضع عنوان أصلي للمسألة الإجماعية ، روعي فيه اختيار العبارة المشهورة ، الأكثر وضوحاً ، بين ناقلي الإجماع ، وبالعنوان المتّفق عليه من حيث القيود ، والاستعانة كذلك بفهم بعضهم للعبارة الإجماعية ، والتقيّد بالعبارة الأقرب إلىٰ عبارة الناقل ، ثمّ المعلومات ذات العلاقة بالمسألة ، ويتم بـ : توضيح الإجماع فيها ، بيان معقِده ، مَن أفتىٰ به ، الناقلون له ، ثمّ نقده من خلال إحرازه ، وبيان اعتباره .

اشتمل هذا الجزء علىٰ إجماعات كتاب الطهارة .

نشـر : مؤسّـسة « بوستان كتاب قـم » ـ قـم / ١٤٢٥ هـ .

* أحاديـث في الدين والثـقـافة والاجـتماع ، ج ١ و ٢ .

تأليف : الشـيخ حسن بن موسـىٰ الصـفّار .

مجموعة خطب ومحاضرات المؤلّف ، ألقاها في مسجد « الفتح » بالقطيف علىٰ منبر الجمعة ، ثمّ نُشرت عبر موقعه علىٰ الإنترنت ، وهي نتاج جهود بُذلت لتقديم خطاب ديني يتّصف بمواكبة تطوّرات العصر ، ويأخذ أوضاع المجتمع والبيئة

۴۲۷

المحلية بعين الاعتبار ، ويقدّم ما يمكن من الحلول والمعالجات لمشاكل المجتمع وقضاياه ، وهي محاولة للارتقاء بالتوجيه الديني إلىٰ المستوىٰ المطلوب لعرض القيم الرفيعة للدين الحنيف في مواجهة تحدّيات العصر الراهن .

اشتمل ج ١ علىٰ ما أُلقي خلال سنة ١٤٢٠ هـ ، وج ٢ علىٰ ما أُلقي خلال سنة ١٤٢١ هـ ، إضافة لبعض الكتابات المتفرّقة وخطب بعض المناسبات ، والمقابلات الصحفية ، ومقدّمات بعض الكتب .

بعض العناوين في الجزءين : نحو حياة عائلية سعيدة ، النجاح في العلاقات الاجتماعية ، التعامل الإنساني في سيرة الإمام عليّ عليه‌السلام ، النهي عن المنكر شفقة وإصلاح ، رسالات الأنبياء إيمان وتطبيق ، البعد الاجتماعي في حياة الإمام الحسين عليه‌السلام ، الإمام المهدي بين العقل والنقل ، اختيار الزوج بين الفتاة وأهلها ، شهر رمضان وعادات خاطئة ، حُلُم الإمام الحسن عليه‌السلام نهج للتسامح الاجتماعي ، ليلة القدر قرارت التحوّل والتغيير ، الفراغ الروحي قلق وٱضطراب ، ذوو الرأي ومسؤولية الحوار ، الاستطاعة للحجّ وتحديد الأولويات ، الإمامة بين النصّ والشورىٰ ، آفاق أُخرىٰ للعمل الديني ،

أخطار المخدّرات وسبل الوقاية منها . . المناسبات الدينية والقدوة الرسالية ، خطر العداوة ، ثورة الحسين عليه‌السلام وثروة المعرفة ، الشباب أسرع إلىٰ كلّ خير ، اختلاف الرأي لا يوجب العداوة ، حركة الوعي والثقافة في المجتمع ، واقع الإنسان بين الأمل والعمل ، احترام الناس من أهمّ العبادات ، الاعتذار من الخطأ سلوك حضاري ، بناتنا في طريق العلم ، المواجهة مع اليهود ، الإمام المهدي عليه‌السلام وبشائر الأمل ، الاستهلاك وعادات الإسراف ، رعاية الطفل ، المجتمع واليتيم ، صور من حياة الإمام الجواد عليه‌السلام .

نشـر : مؤسّـسة البلاغ ودار الواحـة ـ بيروت / ١٤٢٢ هـ .

* الشريف المعتمد شاه عبـد العظيم الحسني . . حياته ومسنده .

تأليف : عبـد الزهراء عثمان محمّـد .

كتاب في قسمين ، الأوّل : محاولة لدراسة سيرة الشريف الثقة أبي القاسم عبـد العظيم بن عبـد الله بن علي بن الحسـن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، هذا العالم الكبير المعتمد عند الأئمّة من آل البيت عليهم‌السلام ، الذي يعدّ من أجلّاء تلاميذ الإمامين محمّـد الجواد

۴۲۸

( ٢٢٠ هـ ) وعليّ الهادي ( ٢٥٤ هـ ) عليهما‌السلام ، والذي ورد في حقّه نصوص تؤكّد مكانته العلمية وعلوّ شأنه ودرجة وثاقته العالية جدّاً ؛ اعتماداً علىٰ ما حفظته كتب التاريخ والرجال وكتب السيرة والحديث من الشيء اليسير عنه رضوان الله تعالىٰ عليه . .

والثاني : يشتمل علىٰ مسـنده ، الذي يتضمّن ما أسنده إلىٰ الرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أو إلىٰ أحد الأئمّة الهداة عليهم‌السلام إمّا مباشرة أو بالواسطة ، ويضمّ ما تيسّـر جمعه من رواياته ، التي تكاد تشمل مختلف أبواب المعرفة والثقافة الإسلامية ؛ رُصدت في كتب أحاديث مدرسة أهل البيت عليهم‌السلام .

تضمنّت : هويته الشخصية وشيء من سيرته ، مكانته العلمية وموقعه الديني ، جلالته وشخصيته الدينية ، الوضع الثقافي وطبيعة الظرف السياسي الذي عاشه رحمه‌الله ، وما تعرّض له العلويّون في عهد المتوكّل العبّاسي ، ثمّ رواياته في أبواب : التوحيد وصفات الله جلّ وعلا ، الأحكام وثواب بعض الأعمال ، النوادر ، تفسير ووصايا الأئمّة عليهم‌السلام وزيارتهم ، فرائض الإسلام ، القائم من آل محمّـد عليه‌السلام ، الأخلاق ، كبائر الذنوب ، من سيرة الأنبياء والأوصياء ، مكانة الحسين عليه‌السلام ، خصائص الزهراء عليها‌السلام ، وفي الحكمة .

نشر : دار الهادي ـ بيروت / ١٤٢٢ هـ .

* عصمة الأنبياء عليهم‌السلام في القرآن .

بقلم : محمود نعمة الجياشي .

بحث يسعىٰ لبيان الملامح الحقيقة والأركان الرئيسية لمسألة عصمة الأنبياء ، الأكثر أهمّية من بين مسائل النبوّة العامّة ، الشاملة لجميع الرسل والأنبياء عليهم‌السلام ، التي لا تختصّ بنبيّ دون آخر ؛ لما يمثّله الأنبياء من دور خطير وعظيم في حياة البشرية جـمعاء ؛ ولتوضـيح البعد الحقيقي الذي يمثّله الأنبياء في العقيدة الإلٰهية الصحيحة ، وكيف يكون هؤلاء المقدّسون عليهم‌السلام طرقاً لمعرفة الله عزّ وجلّ ؛ مستضيئاً بالمنهج القرآني في تناوله لموضوع النبوّة . .

وهو تـقريراً لإحدىٰ عشرة محاضـرة عقائدية في الموضـوع ألقاها السـيّد كمال الحيدري علىٰ تلامذته .

في قسمين ، تضمّن الأوّل : مقدّمات تأسيسية : النبوّة والإنسان علىٰ ضوء القرآن ، الصعود إلىٰ الله جلّ وعلا ، دور الأنبياء ودرجاتهم في القرآن ، تفاوت الخطاب مع الله ومع الناس ، والمنهج القرآني في البحث بشأن الأنبياء . . والثاني : مباحث في مراحل العصمة وطرق إثباتها ، من خلال بيان المقصود من العصمة في

۴۲۹

كلّ مرحلة ، وٱستقصاء الأدلّة القرآنية التي تثبتها ، مع ذكر الآثار المترتّبة عليها ، وما يتّصل بها من تفاصيل أُخرىٰ ؛ تضمّنت : العصمة في : الواجبات وترك المحرّمات ، تلقّي الوحي وإبلاغه ، تطبيق ما نزل إليهم من الوحـي والشـريعة ، وأخـيراً العصـمة في أُمورهـم الدنيوية وشؤون حياتـهم الاعتيادية .

نشر : دار فراقد ـ قم / ١٤٢٤ هـ .

* الإمام الحسـن العسكري عليه‌السلام . . سيرة وتاريخ .

تأليف : علي موسىٰ الكعبي .

دراسة ـ موثّقة بالمصادر المعتبرة ـ في سيرة وتاريخ أحد عظماء أهل البيت عليهم‌السلام : الإمام الحادي عشر من أئمّة المسلمين ، أبو محمّـد الحسن العسكري عليه‌السلام ؛ منذ نشأته حتّىٰ وفاته في سامراء شهيداً بعد سنين من المحنة وفصول من الجهاد .

في سبعة فصول : الحياة السياسية في عصر الإمام ( ٢٣٢ ـ ٢٦٠ هـ ) ، وأهمّ سمات هذا العصر . الإمام والسلطة : مراقبته وفرض الإقامة الجبرية عليه ، إيداعه السجن ، ملاحقة شيعته ومواليه ، ومواقف حكّام

عصره من العبّاسيّين خلال فترة حكمهم . الهوية الشخصية للإمام : نسبه ، والدته ، ألقابه ، حليته ، بوّابه ، شاعره ، عمره ومدّة إمامته ، زوجته ، ولده ، وإخوته . إمامته : نص آبائه ونصّ أبيه عليه ، مزاعم بعض المرتابين بإمامته ، موقفه تجاه المدعيات الباطلة ، الرسائل والتواقيع التوجيهية ، وإظهار الدلالة . منزلته ومكارم أخلاقه في : العلم ، العبادة ، الزهد ، والكرم والسماحة . عطاؤه العلمي : دوره في ترسيخ العقائد : كلماته في التوحيد وفي الإمامة ، التمهيد لغيبة ولده الإمام الحجّة المنتظر ـ عجّل الله تعالىٰ فرجه الشريف ـ وردّ الشبهات وملاحقة الأفكار المنحرفة ، ثمّ دوره في التصنيف والحفاظ علىٰ أُصول الشريعة وتبليغ أحكامها وإيصال سُنن المصطفىٰ جدّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وآبائه الكرام عليهم‌السلام إلىٰ الأُمّة ، علىٰ يد طائفة من الثقات والمصـنّفين من أصحابه . والفصل السابع : تاريخ وسبب استشهاده ، مقدار عمره ، تصرّف السلطة ، الصلاة عليه ، وفضل بقعته وزيارته عليه‌السلام .

صدر ضمن : سلسلة المعارف الإسلاميّة برقم ٣٦ .

نشر : مركز الرسالة ـ قم / ١٤٢٥ هـ .

* * *

۴۳۰

مجلّة تراثنا العددان 79 و 80

۴۳۱

مجلّة تراثنا العددان 79 و 80

۴۳۲
السيد علي الحسيني الميلاني
أقسام:
السيد علي الهاشمي
الشيخ محمدالسند
اسعد الطيّب
أقسام:
السيّد علي حسن مطر
أقسام:
علي جلال باقر الداقوقي
هيئة التحرير