
محتویات العدد
*تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (١٥).
................................................... السيّد علي الحسيني الميلاني ٧
*عدالة الصحابة (٣).
.......................................................... الشيخ محمّد السند ٦٤
*السُنّة بعد الرسول صلّى الله عليه وآله (٥).
..................................................... السيّد علي الشهرستاني ١٠٢
*دور الشيخ الطوسي في علوم الشريعة الإسلامية (٦).
.................................................. السيّد ثامر هاشم العميدي ١٥٣
*معجم مؤرّخي الشيعة (٤).
.......................................................... صائب عبدالحميد ١٧٢
*دليل المخطوطات (٦) ـ مكتبة مدرسة الامام البروجردي.
............................................ السيّد أحمد الحسيني الاشكوري ٢٠٠
*فهرس مخطوطات مكتبة أميرالمؤمنين العامّة / النجف الأشرف (٥).
........................................ السيّد عبدالعزيز الطباطبائي قدّس سرّه ٢٥٦
*مصطلحات نحوية (١٤).
...................................................... السيّد علي حسن مطر ٢٨٤
*من ذخائر التراث :
*تخميس قصيدة البردة للبوصيري للشاعر محمّد رضا النحوي.
.............................................. تحقيق : أسعد الطيّب ٣٠٣
*من أنباء التراث.
................................................................ هيئة التحرير ٣٩٢
*صورة الغلاف : نموذج من مخطوطة تخميس قصيدة البردة للبوصيري للشاعر محمّدرضا النحوي ، المتوفّى ١٢٢٦ هـ ، المنشورة في هذا العدد ، ص ٣٠٣ ـ ٣٩١.

|
تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات (١٥) |
|
السيد علي الحسيني الميلاني
قوله تعالى : (وإذ أخذ ربك من بني آدم ...) (١).
قال السيد ـ رحمهالله ـ :
«بل هي مما أخذ الله به العهد من عهد (ألست بربكم) ، كما جاء في تفسير قوله تعالى : (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى)».
فقال في الهامش :
«يدلك على هذا حديثنا عن أهل البيت في تفسير الآية».
فقيل :
«لما كان المعنى الذي استشهد المؤلف بالآية من أجله مما لا يقوله من عنده أدنى عقل ، فقد أحال لتأييد رأيه على حديثهم عن أهل البيت في
__________________
(١) سورة الأعراف ٧ : ١٧٢.
تفسير الآية.
ويلزم من استشهاده هذا أن يكون علي أميرا على الأنبياء كلهم ، من نوح إلى محمد صلى الله عليه [وآله] وسلم ، وهذا كلام المجانين ، فإن أولئك ماتوا قبل أن يخلق الله عليا ، فكيف يكون أميرا عليهم؟! وغاية ما يمكن : أن يكون أميرا على أهل زمانه ، أما الإمارة على من خلق قبله ومن يخلق بعده ، فهذا من كذب من لا يعقل ما يقول ، ولا يستحي مما يقول.
أنظر : منهاج السنة ٤ / ٥٧٨».
أقول :
لقد استدل العلامة الحلي ـ رحمهالله تعالى ـ بهذه الآية المباركة في كتابيه منهاج الكرامة في معرفة الإمامة ونهج الصدق ، وروى في ذيلها في الأول منهما عن كتاب فردوس الأخبار للحافظ الديلمي الحديث التالي : «عن حذيفة بن اليمان ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم : لو يعلم الناس متى سمي علي أمير المؤمنين ما أنكروا فضله : سمي أمير المؤمنين وآدم بين الروح والجسد ، قال تعالى : (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا) قالت الملائكة : بلى. فقال تبارك وتعالى : أنا ربكم ومحمد نبيكم وعلي أميركم» (١).
و «شيرويه الديلمي» ـ المتوفى سنة ٥٠٩ ـ من كبار الحفاظ المشهورين ، وقد تقدم منا قريبا ترجمته عن عدة من المصادر المعتمدة.
__________________
(١) أنظر : فردوس الأخبار ٣ / ٣٩٩.
وكتابه فردوس الأخبار أيضا من أشهر كتبهم الحديثية ، نقلوا عنه واعتمدوا عليه وعنوا به ، واسمه الكامل : فردوس الأخبار بمأثور الخطاب المخرج على كتاب الشهاب يعني كتاب شهاب الأخبار في الحكم والأمثال والآداب للقاضي أبي عبد الله محمد بن سلامة القضاعي ، المتوفى سنة ٤٥٤.
قال في كشف الظنون تحت عنوان فردوس الأخبار : «ذكر فيه أنه أورد فيه عشرة آلاف حديث ، وذكر أنه أورد القضاعي فيه ألف ومائتي كلمة ولم يذكر رواتها ، فذكر في الفردوس رواتها ، ورتب على حروف المعجم مجردة عن الأسانيد ، ووضع علامات مخرجه بجانبه ، وعدد رموزه عشرون» (١).
وقد روى أصحابنا بأسانيدهم عن أئمة أهل البيت عليهمالسلام روايات عديدة في هذا الباب ، فمن ذلك : * ما أخرجه الشيخ محمد بن يعقوب الكليني ، بإسناده عن جابر ، عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام ، قال : قلت له : لم سمي أمير المؤمنين؟ قال : الله سماه ، وهكذا أنزل في كتابه : (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم) وأن محمدا رسولي وأن عليا أمير المؤمنين» (٢).
* وما أخرجه الشيخ العياشي ، عن جابر ، قال : «قال لي أبو جعفر : لو يعلم الجهال متى سمي أمير المؤمنين علي ، لم ينكروا حقه. قال : قلت :
__________________
(١) كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون ٢ / ١٢٥٤.
(٢) الكافي ١ / ٤١٢.
جعلت فداك ، متى سمي؟ فقال لي : قوله : (وإذ أخذ ربك من بني آدم) ...» (١).
* وما أخرجه الشيخ أبو جعفر الطوسي ، في الدعاء بعد صلاة الغدير ، مسندا عن أبي عبد الله الصادق عليهالسلام : «ومننت علينا بشهادة الإخلاص لك بموالاة أوليائك الهداة ، من بعد النذير المنذر والسراج المنير ، وأكملت الدين بموالاتهم والبراءة من عدوهم ، وأتممت علينا النعمة التي جددت لنا عهدك وذكرتنا ميثاقك المأخوذ منا في مبتدأ خلقك إيانا ، وجعلتنا من أهل الإجابة ، وذكرتنا العهد والميثاق ، ولم تنسنا ذكرك ، فإنك قلت : (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى) اللهم بلى شهدنا بمنك ولطفك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت ربنا ، ومحمد عبدك ورسولك نبينا ، وعلي أمير المؤمنين والحجة العظمى وآيتك الكبرى والنبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون» (٢).
* وما أخرجه الشيخ الكليني ، بإسناده عن أبي جعفر الباقر عليه السلام ، في حديث : «ثم قال : (ألست بربكم قالوا بلى ...) ثم أخذ الميثاق على النبيين فقال : ألست بربكم وأن هذا محمد رسولي وأن هذا علي أمير المؤمنين؟! قالوا : بلى. فثبتت لهم النبوة وأخذ الميثاق على أولي العزم ، إنني ربكم ومحمد رسولي وعلي أمير المؤمنين وأوصياؤه من بعده ولاة أمري وخزان علمي ...» (٣).
__________________
(١) تفسير العياشي ٢ / ٤١.
(٢) تهذيب الأحكام ٣ / ١٤٦.
(٣) الكافي ٢ / ٨.
ثم إن بعض العلماء الأعلام من أهل السنة يروون بإسنادهم عن أئمة أهل البيت عليهمالسلام حديثا في هذا الباب :
* قال المحدث الفقيه الشافعي أبو الحسن ابن المغازلي الواسطي : «أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر العطار ، حدثنا أبو عبد الله الحسين بن خلف بن محمد الداودي ، حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد التلعكبري ، قال : حدثنا طاهر بن سليمان بن زميل الناقد ، قال : حدثنا أبو علي الحسين ابن إبراهيم ، قال : حدثنا الحسن بن علي ، حدثنا الحسن بن حسن السكري ، حدثنا ابن هند ، عن ابن سماعة ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه ، أنه قرأ عليه أصبغ بن نباتة : (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم) قال : فبكى علي وقال : إني لأذكر الوقت الذي أخذ الله تعالى علي فيه الميثاق» (١).
وفي هذا الحديث إشارة ـ إن لم يكن فيه تصريح ـ إلى أن أمير المؤمنين عليهالسلام كان أول من أجاب في الميثاق ، وذاك ما أخرجه الشيخ العياشي بإسناده عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهالسلام ، قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إن أمتي عرضت علي في الميثاق ، فكان أول من آمن بي : علي ، وهو أول من صدقني حين بعثت ، وهو الصديق الأكبر ، والفاروق ، يفرق بين الحق والباطل» (٢).
كما إن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أفضل الأنبياء ، لأنه أولهم وأسبقهم في الميثاق بالوحدانية ، كما في الحديث :
__________________
(١) مناقب علي بن أبي طالب : ٢٧١.
(٢) تفسير العياشي ٢ / ٤١.
عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : «إن بعض قريش قال لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : بأي شئ سبقت الأنبياء وأنت بعثت آخرهم وخاتمهم؟ قال : إني كنت أول من آمن بربي وأول من أجاب ، حين أخذ الله ميثاق النبيين وأشهدهم على أنفسهم (ألست بربكم قالوا بلى) ، فكنت أنا أول نبي قال بلى ، فسبقتهم بالإقرار بالله» (١).
وعن أبي عبد الله عليهالسلام : «سئل رسول الله صلىاللهعليهوآله وسلم : بأي شئ سبقت ولد آدم؟ قال : إنني أول من أقر بربي ، إن الله أخذ ميثاق النبيين وأشهدهم على أنفسهم (ألست بربكم قالوا بلى) فكنت أول من أجاب» (٢).
وهذه أحاديث اتفق عليها الفريقان :
* أخرج البخاري عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إني عبد الله وخاتم النبيين وإن آدم لمجندل في طينته» (٣).
* وأخرج الترمذي : «قالوا : يا رسول الله! متى وجبت لك النبوة؟ قال : وآدم بين الروح والجسد. هذا حديث حسن صحيح ، غريب من حديث أبي هريرة» (٤).
أقول :
لكنه ورد في بعض المصادر عن أبي هريرة : «قيل : يا رسول الله!
__________________
(١) الكافي ١ / ٤٤١.
(٢) الكافي ٢ / ١٢.
(٣) التاريخ الصغير ١ / ١٣.
(٤) صحيح الترمذي ٥ / ٥٨٥.
متى وجبت لك النبوة؟ قال : قبل أن يخلق الله آدم وينفخ فيه الروح. وقال : (وإذ أخذ ربك من بني آدم ...) قالت الملائكة : بلى. فقال : أنا ربكم ومحمد نبيكم وعلي أميركم» (١).
* وعقد الحافظ السيوطي في خصائص النبي صلىاللهعليهوآله وسلم بابا عنوانه : «باب خصوصية النبي بكونه أول النبيين في الخلق وتقدم نبوته وأخذ الميثاق» فأورد أحاديث كثيرة جدا ، ثم قال :
«فائدة : قال الشيخ تقي الدين السبكي في كتابه التعظيم والمنة في (لتؤمنن به ولتنصرنه) : في هذه الآية من التنويه بالنبي صلى الله عليه [وآله] وسلم وتعظيم قدره العلي ، ما لا يخفى ، وفيه مع ذلك : أنه على تقدير مجيئه في زمانهم يكون مرسلا إليهم ، فتكون نبوته ورسالته عامة لجميع الخلق ، من زمن آدم إلى يوم القيامة ، وتكون الأنبياء وأممهم كلهم من أمته ، ويكون قوله : (بعثت إلى الناس كافة) ، لا يختص به الناس من زمانه إلى القيامة ، بل يتناول من قبلهم أيضا ، ويتبين بذلك المعنى قوله صلى الله عليه [وآله] وسلم : (كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد) ...».
(قال) : «فعرفنا بالخبر الصحيح حصول ذلك الكمال من قبل خلق آدم لنبينا صلى الله عليه [وآله] وسلم من ربه سبحانه ، وأنه أعطاه النبوة من ذلك الوقت ، ثم أخذ له المواثيق على الأنبياء ، ليعلموا أنه المقدم عليهم ، وأنه نبيهم ورسولهم.
وفي أخذ المواثيق ـ وهي في معنى الاستخلاف ، ولذلك دخلت لام القسم في (لتؤمنن به ولتنصرنه) ـ لطيفة أخرى ، وهي كأنها أيمان للبيعة
__________________
(١) ينابيع المودة : ٢٤٨ عن المودة في القربى لعلي بن شهاب الدين الهمداني ، المتوفى سنة ٧٨٦.
التي تؤخذ للخلفاء ...
إذا عرفت ذلك ، فالنبي هو نبي الأنبياء.
ولهذا أظهر في الآخرة جميع الأنبياء تحت لوائه ، وفي الدنيا كذلك ليلة الإسراء صلى بهم.
ولو اتفق مجيئه في زمن آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ، وجب عليهم وعلى أممهم الإيمان به ونصرته ، وبذلك أخذ الله الميثاق عليهم ، ورسالته إليهم معنى حاصل له ، وإنما أمره يتوقف على اجتماعهم معه ، فتأخر ذلك لأمر راجع إلى وجودهم لا إلى عدم اتصافه بما تقتضيه ... " (١).
وعقد القاضي عياض الحافظ أيضا بحثا في الموضوع عنوانه : «السابع : في ما أخبر الله به في كتابه العزيز من عظيم قدره وشريف منزلته على الأنبياء وخطورة رتبته» فذكر الآيات والأخبار وكلمات العلماء (٢).
أقول :
ولولا خوف الإطالة لأوردت كلمات القوم بكاملها ، لأنها تحقيقات رشيقة متخذة من الأدلة القطعية ، من الكتاب والسنة المتواترة عند الفريقين.
وتتلخص تلك الأدلة والأقوال في أفضلية نبينا صلىاللهعليهوآله وسلم على سائر الأنبياء ، وأنهم لو كانوا في زمانه لكانوا من أمته ، وذلك لأنه متقدم في الخلق عليهم ، وقد أخذ ميثاق نبوته منهم ، وإن كان متأخرا زمانا عنهم.
__________________
(١) الخصائص الكبرى ١ / ٣ ـ ٤.
(٢) الشفا بتعريف حقوق المصطفى ١ / ٢٤٠ بشرح الخفاجي.
* وعلي خلقه الله مع النبي من نور واحد ... كما في حديث النور ، المشهور (١).
وعلي خلقه الله مع النبي من شجرة واحدة ... كما في حديث الشجرة ، المشهور (٢).
وعلي بعث الأنبياء على ولايته ، كما بعثوا على نبوة النبي ... كما في الحديث الصحيح المتقدم في قوله تعالى : (واسأل من أرسلنا ...).
فظهر أن الحديث المذكور عن أئمة أهل البيت عليهمالسلام ، وعن حذيفة ، وعن أبي هريرة ، في ذيل الآية المباركة ، حديث متفق عليه بين الفريقين ، معتبر بشواهده الجمة ، والشبهات المذكورة حوله مندفعة.
وما اشتمل عليه كلام ابن تيمية ومن تبعه من السب والشتم ، فنمر عليه مر الكرام ...
* * *
__________________
(١) من رواته : أحمد وأبو حاتم وابن مردويه وأبو نعيم وابن عبد البر والخطيب والرافعي وابن حجر العسقلاني. راجع : الجزء الخامس من كتابنا الكبير نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار.
(٢) من رواته : الحاكم والطبراني وأبو نعيم وابن عساكر والسيوطي والمتقي. راجع : الجزء الخامس من كتابنا الكبير نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار.
قوله تعالى : (فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه) (١).
قال السيد :
«وتلقى آدم من ربه كلمات التوسل بهم فتاب عليه».
قال في الهامش :
«أخرج ابن المغازلي الشافعي ، عن ابن عباس ، قال : سئل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه.
قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : سأله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين. فتاب عليه وغفر له ...
وهذا هو المأثور عندنا في تفسير الآية».
فقيل :
«الحديث المشار إليه من طريق محمد بن علي بن خلف العطار ، عن حسين بن حسن الأشقر ، عن عمرو بن ثابت.
وحسين الأشقر شيعي غال ، ضعفه كل من البخاري وابن منده وأبو حاتم وأبو زرعة والعقيلي.
وقال الجوزجاني : غال من الشتامين للخيرة.
وفي الكامل لابن عدي ١ / ٩٧ : وليس كل ما يروى عنه من الحديث
__________________
(١) سورة البقرة ٢ : ٣٧.
الإنكار فيه من قبله ، فربما كان من قبل من يروي عنه ، لأن جماعة من ضعفاء الكوفيين يحيلون بالروايات على حسين الأشقر ، على أن حسينا في حديثه بعض ما فيه.
وفي لسان الميزان : أن ابن عدي ذكر في ترجمة حسين الأشقر حديثا من طريقه وعن محمد بن علي المذكور ثم قال عنه : محمد بن علي هذا عنده من هذا الضرب عجائب ، وهو منكر الحديث ، والبلاء فيه عندي منه لا من حسين.
وفي اللسان ، في ترجمة المظفر بن سهيل عن الدارقطني أنه قال في محمد المذكور : مجهول.
والحديث عند ابن الجوزي من طريق الدارقطني.
أما عمرو بن ثابت ، فقد قال عنه ابن المبارك : لا تحدثوا عن عمرو ابن ثابت ، فإنه كان يسب السلف. وعن ابن معين : هو غير ثقة. وقال أبو داود : رافضي خبيث. وقال في موضع آخر : رجل سوء ، لما (١) مات النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم كفر الناس إلا خمسة ، وكذا ضعفه : أبو زرعة وأبو حاتم والبخاري والنسائي وابن حبان وابن عدي والحاكم ، وغيرهم. وقال الساجي : مذموم ، وكان ينال من عثمان ويقدم عليا على الشيخين. وقال العجلي : شديد التشيع غال فيه ، واهي الحديث. وقال البزار : كان يتشيع ولم يترك.
(عن التهذيب باختصار).
فتأمل ـ رحمك الله ـ هذا الجرئ على الله ، المتقول على كتابه ، واحكم على استشهاداته».
__________________
(١) كذا.
أقول :
لقد أخرج الحاكم ، والبيهقي ، والطبراني ، وأبو نعيم ، وابن عساكر ، والقاضي عياض ، وغيرهم ، بأسانيدهم المعتبرة ، حديث توسل آدم عليه السلام بنبينا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم :
* قال الحاكم : «حدثنا أبو سعيد عمرو بن محمد بن منصور العدل ، ثنا أبو الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، ثنا أبو الحارث عبد الله بن مسلم الفهري ، ثنا إسماعيل بن مسلمة ، أنبأ عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن جده ، عن عمر بن الخطاب ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لما اقترف آدم الخطيئة قال : يا رب! أسألك بحق محمد لما غفرت لي. فقال الله : يا آدم! وكيف عرفت محمدا ولم أخلقه؟ قال : يا رب! لأنك لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك ، رفعت رأسي ، فرأيت على قوائم العرش مكتوبا : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك. فقال الله : صدقت يا آدم! إنه لأحب الخلق إلي ، ادعني بحقه ، فقد غفرت لك ، ولولا محمد ما خلقتك.
هذا حديث صحيح الإسناد ، وهو أول حديث ذكرته لعبد الرحمن ابن زيد بن أسلم ، في هذا الكتاب» (١).
* وقال الطبراني : «حدثنا محمد بن داود بن أسلم الصدفي المصري ، حدثنا أحمد بن سعيد المدني الفهري ، حدثنا عبد الله بن
__________________
(١) المستدرك على الصحيحين ٢ / ٦١٥.
إسماعيل المدني ، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن جده ، عن ابن الخطاب ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم : لما أذنب آدم عليهالسلام الذنب الذي أذنبه ، رفع رأسه إلى العرش وقال : أسألك بحق محمد إلا غفرت لي ، فأوحى الله إليه : وما محمد؟ ومن محمد؟ فقال : تبارك اسمك ، لما خلقتني رفعت رأسي إلى عرشك ، فإذا فيه مكتوب : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، فعلمت أنه ليس أحد أعظم عندك قدرا ممن جعلت اسمه مع اسمك ، فأوحى الله عزوجل إليه : يا آدم! إنه آخر النبيين من ذريتك ، وإن أمته آخر الأمم من ذريتك» (١).
وقد استدل الحافظ السبكي بهذه الأحاديث على جواز التوسل بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في كل حال ، قبل خلقه وبعد خلقه في مدة حياته في الدنيا وبعد موته ، في مدة البرزخ وبعد البعث في عرصات القيامة والجنة ... وقال بعد ذكر حديث الحاكم وغيره : «والحديث المذكور لم يقف ابن تيمية عليه بهذا الإسناد ، ولا بلغه أن الحاكم صححه ... وكيف يحل لمسلم أن يتجاسر على منع هذا الأمر العظيم الذي لا يرده عقل ولا شرع؟! ...» (٢).
هذا ، واسم أمير المؤمنين عليهالسلام مقرون باسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم على العرش ، فليس أحد أعظم عند الله قدرا ممن جعل اسمه مع اسمه كما قال آدم عليهالسلام ، والقوم يحاولون أن يكتموا هذه الفضيلة كغيرها من الفضائل ، ولكن الله شاء أن تروى وتبقى :
* أخرج القاضي عياض ، عن أبي الحمراء ، عن رسول الله صلى الله
__________________
(١) المعجم الصغير ٢ / ٨٢.
(٢) شفاء الأسقام في زيارة خير الأنام : ١٦٢.
عليه وآله وسلم : قال : «لما أسري بي إلى السماء ، إذا على العرش مكتوب : لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بعلي» (١).
* وأخرج ابن عدي وابن عساكر ، عن أنس ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «لما عرج بي ، رأيت على ساق العرش مكتوبا : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، أيدته بعلي» (٢).
* وعقد الحافظ محب الدين الطبري مطلبا بعنوان : «ذكر اختصاصه بتأييد الله نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم به ، وكتبه ذلك على ساق العرش وعلى بعض الحيوان» فأخرج الحديث عن أبي الحمراء برواية الملاء في سيرته.
وأخرج عن ابن عباس : «كنا عند النبي ، إذا بطائر في فيه لوزة خضراء ، فألقاها في حجر النبي ، فقبلها ثم كسرها ، فإذا في جوفها ورقة خضراء مكتوبة : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، نصرته بعلي. أخرجه أبو الخير القزويني الحاكمي» (٣).
فسواء صح الحديث الذي أخرجه ابن المغازلي المحدث الفقيه الشافعي في الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه ، أو لم يصح ، ففي الأحاديث المذكورة كفاية ، لمن طلب الحق والهداية.
وأما الحديث المذكور فهذا نصه بسنده : «أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب ـ إجازة ـ ، أخبرنا أبو أحمد عمر بن عبيد الله بن شوذب ، حدثنا محمد بن عثمان ، قال : حدثني محمد بن سلمان بن الحارث ، حدثنا محمد بن علي بن خلف العطار ، حدثنا حسين الأشقر ، حدثنا عمرو
__________________
(١) الشفا بتعريف حقوق المصطفى :.
(٢) الخصائص الكبرى ١ / ٧ ، الدر المنثور ٤ / ١٥٣.
(٣) الرياض النضرة في مناقب العشرة المبشرة ٢ / ٢٢٧.
ابن أبي المقدام ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن عبد الله بن عباس ، قال : سئل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه ، قال : سأله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي. فتاب عليه» (١).
فهذه رواية ابن المغازلي (٢).
وقال شيخ الإسلام الحمويني (٣) : «أخبرني الشيخ الصالح جمال الدين أحمد بن محمد بن محمد ، المعروف بمذكويه القزويني وغيره إجازة ، بروايتهم عن الشيخ الإمام إمام الدين أبي القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم الرافعي القزويني إجازة ، أنبأنا الشيخ العالم عبد القادر بن أبي صالح الجيلي ، قال : أنبأنا أبو البركات هبة الله بن موسى السقطي ، قال : أنبأنا القاضي أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي ، قال : أنبأنا أبو الحسن محمد بن موسى ـ بتكريت ـ ، قال : أنبأنا محمد بن فرحان ، حدثنا محمد بن يزيد القاضي ، حدثنا قتيبة ، حدثنا الليث بن سعد ، عن
__________________
(١) مناقب علي بن أبي طالب : ٦٣.
(٢) توجد ترجمته في : الأنساب «الجلابي» ، قال : «والمشهور بهذه النسبة : أبو الحسن علي بن محمد بن الطيب الجلابي ، المعروف بابن المغازلي ، من أهل واسط العراق ، كان فاضلا عارفا برجالات واسط وحديثهم ، وكان حريصا على سماع الحديث وطلبه ، رأيت له ذيل التاريخ بواسط ، وطالعته وانتخبت منه ... روى لنا عنه ابنه بواسط».
قلت : وتاريخه المذكور اعتمده الأكابر ونقلوا عنه ، كالذهبي في تذكرة الحفاظ ، كما إن كتابه في مناقب أمير المؤمنين عليهالسلام اعتمده كبار الحفاظ ، كالسمهودي في جواهر العقدين ، وابن حجر المكي في الصواعق المحرقة.
(٣) توجد ترجمته في غير واحد من المصادر ، من أهمها : المعجم المختص للحافظ الذهبي ، فقد ترجم له فيه لكونه من مشايخه في الحديث.
العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم أنه قال :
لما خلق الله تعالى أبا البشر ، ونفخ فيه من روحه ، التفت آدم يمنة العرش ، فإذا في النور خمسة أشباح سجدا وركعا. قال آدم : يا رب! هل خلقت أحدا من طين قبلي؟ قال : لا يا آدم. قال : فمن هؤلاء الخمسة الأشباح الذين أراهم في هيئتي وصورتي؟ قال : هؤلاء خمسة من ولدك ، لولاهم ما خلقتك ، هؤلاء خمسة شققت لهم خمسة أسماء من أسمائي ، لولاهم ما خلقت الجنة ولا النار ولا العرش ولا الكرسي ولا السماء ولا الأرض ولا الملائكة ولا الإنس ولا الجن ، فأنا المحمود وهذا محمد ، وأنا العالي وهذا علي ، وأنا الفاطر وهذه فاطمة ، وأنا الإحسان وهذا الحسن ، وأنا المحسن وهذا الحسين.
آليت بعزتي أنه لا يأتيني أحد بمثقال حبة من خردل من بغض أحدهم إلا أدخلته ناري ولا أبالي.
يا آدم! هؤلاء صفوتي ، بهم أنجيهم وبهم أهلكهم ، فإذا كان لك إلي حاجة فبهؤلاء توسل.
فقال النبي : نحن سفينة النجاة ، من تعلق بها نجا ، ومن حاد عنها هلك ، فمن كان له إلى الله حاجة فليسأل بنا أهل البيت» (١).
ورواه أبو الفتح النطنزي (٢) ، في كتاب الخصائص العلوية.
__________________
(١) فرائد السمطين ١ / ٣٦.
(٢) توجد ترجمته في :
الأنساب
«النطنزي» ، ونص على قراءته عليه واستفادته منه
قال : «قدم علينا بمرو سنة إحدى وعشرين
، وقرأت عليه طرفا صالحا من الأدب
وقال الحافظ السيوطي : «وأخرج الديلمي في مسند الفردوس بسند رواه عن علي ، قال : سألت النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم عن قول الله : (فتلقى آدم ...) ـ فذكر الحديث إلى قول الله عزوجل لآدم ـ : «فعليك بهؤلاء الكلمات ، فإن الله قابل توبتك وغافر ذنبك ، قل : اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد ... فهؤلاء الكلمات التي تلقى آدم».
قال السيوطي : «وأخرج ابن النجار ، عن ابن عباس ، قال : سألت رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه. قال : سأل بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي. فتاب عليه (١).
أقول :
فهذا هو الحديث ، وقد رواه من أئمة أهل السنة : الرافعي ، وابن النجار ، والديلمي ، والنطنزي ، والحمويني ، وابن المغازلي ، والسيوطي ، وغيرهم.
وهو أيضا في كتب أصحابنا بطرقهم ، عن أئمة العترة الطاهرة عليهم السلام.
فهو حديث متفق عليه بين الطائفتين.
مضافا ، إلى أنه في كتب القوم بأسانيد متعددة ، فيتقوى بعضها على
__________________
واستفدت منه واغترفت من بحره ، ثم لقيته بهمدان ، ثم قدم علينا بغداد غير مرة في مدة مقامي بها ، وما لقيته إلا وكتبت عنه واقتبست منه ... سمعت منه أخيرا بمرو الحديث».
(١) الدر المنثور في التفسير بالمأثور ١ / ٦٠ ـ ٦١.
فرض ضعفه بالبعض الآخر.
وأما الكلام في خصوص سند الرواية عند ابن المغازلي :
* فإن «محمد بن علي بن خلف العطار» قد ترجم له الحافظ الخطيب البغدادي وقال : «سمعت محمد بن منصور يقول : كان محمد بن علي بن خلف ثقة مأمونا حسن النقل» (١).
فقد ذكر توثيقه ولم يذكر جرحا فيه أبدا.
وبما ذكرنا يندفع ما عن ابن عدي أنه قال فيه : «عنده عجائب» إن كان مثل هذا القول جرحا.
على أن ابن عدي إنما قال هذا عقيب حديث رواه وفيه : أن عمار ابن ياسر ـ رضي الله تعالى عنه ـ قال لأبي موسى الأشعري : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم يلعنك. فقال أبو موسى : إنه قد استغفر لي. قال عمار : قد شهدت اللعن ولم أشهد الاستغفار "!! (٢) فكان من الطبيعي الطعن في مثل هذا.
ولكنه ـ مع ذلك ـ لم يطعن في «محمد بن علي العطار» إلا أنه قال : «عنده عجائب».
ويؤكد ذلك أن ابن عدي لم يورد الرجل في كتابه الكامل وإنما قال هذا بترجمة «الأشقر» ، وقد نبه الحافظ ابن حجر على ذلك (٣) أيضا ، مع أنه يدخل فيه من تكلم فيه بأدنى شئ كما قال الحافظ الذهبي (٤).
__________________
(١) تاريخ بغداد ٣ / ٥٧.
(٢) الكامل في الضعفاء ٣ / ٢٣٦.
(٣) لسان الميزان ٥ / ٢٨٩ الطبعة الحديثة.
(٤) سير أعلام النبلاء ١٦ / ١٥٥.
* وأما «حسين بن حسن الأشقر» فهو من رجال سنن النسائي ، وقد ذكروا بترجمة النسائي أن له في الصحيح شرطا في الرجال أشد من شرط البخاري ومسلم (١).
وكل من تكلم فيه فإنما تكلم لأجل تشيعه ، وقد تقرر عندهم : أن الجرح المفسر ليس بمانع من قبول الرواية (٢) ، هذا بصورة عامة ، وفي خصوص التشيع ، فقد تقرر عندهم أنه لا يضر بالوثاقة (٣).
ومن هنا ، فقد ذكر الحافظ ابن حجر عن ابن الجنيد أنه قال : «سمعت ابن معين ذكر الأشقر فقال : كان من الشيعة الغالية. قلت : فكيف حديثه؟ قال : لا بأس به. قلت : صدوق؟ قال : نعم ، كتبت عنه» (٤).
ومن هنا نص الحافظ على أنه صدوق ، مع ذكره أنه يغلو في التشيع (٥).
وقد سبق وأن ترجمنا للأشقر في كتابنا ، فليراجع (٦).
* وأما «عمرو بن ثابت ، ابن أبي المقدام» فهو من رجال أبي داود ، وابن ماجة في التفسير ، والكلام فيه كالكلام في سابقيه ، فعن ابن المبارك : «لا تحدثوا عن عمرو بن ثابت فإنه كان يسب السلف» ، وعن أبي داود قال : «رافضي خبيث» وقال في موضع آخر : «رجل سوء ، قال : لما مات النبي كفر الناس إلا خمسة. وجعل أبو داود يذمه ويقول : قد روى عنه
__________________
(١) تذكرة الحفاظ ٢ / ٧٠٠ ترجمة النسائي.
(٢) أنظر مثلا : مقدمة فتح الباري : ٤٣٠.
(٣) مقدمة فتح الباري : ٣٨٢ و ٣٩٨ و ٤١٠.
(٤) تهذيب التهذيب ٢ / ٢٩٢.
(٥) تقريب التهذيب ١ / ١٧٥.
(٦) تشييد المراجعات ١ / ٢٦٨.
سفيان وهو المشوم ، ليس يشبه حديثه أحاديث الشيعة ، وجعل يقول ويعني : أن أحاديثه مستقيمة» ، وعنه أيضا : «رافضي خبيث ، وكان رجل سوء ، ولكنه كان صدوقا في الحديث» ، وعن البزار : «كان يتشيع ولم يترك».
فالرجل كان يشتم عثمان ، وكان يقدم عليا على الشيخين (١).
إلا أن ذلك لا يضر بوثاقته ، ولذا نرى أن أبا داود يراه صدوقا في الحديث ويروي عنه ومع ذلك يقول : «كان رجل سوء» وكذا البزار يقول : «يتشيع» ثم يقول : «لم يترك»!!
وأبو حاتم وإن قال : «كان ردئ الرأي ، شديد التشيع» فقد نص على أنه «يكتب حديثه».
وتلخص :
إن استدلال السيد رحمهالله بالآية المباركة والحديث الوارد في ذيلها صحيح ، ولا يتطرق إليه أي إشكال .. وأما السباب والشتائم فترجع على أهلها اللئام ، ونحن نمر عليها مر الكرام.
* * *
__________________
(١) تهذيب التهذيب ٨ / ٩.
قوله تعالى : (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم) (١).
قال السيد :
«وما كان الله ليعذبهم وهم أمان أهل الأرض ووسيلتهم إليه».
قال في الهامش :
«راجع من الصواعق المحرقة لابن حجر تفسير قوله تعالى : (وما كان الله ليعذبهم) وهي الآية السابعة من آيات فضلهم التي أوردها في الباب ١١ من ذلك الكتاب ، تجد الاعتراف بما قلناه».
فقيل :
«بالرجوع إلى الأحاديث التي اعتمدها لتفسير الآية الكريمة تبين أنها أحاديث هالكة وضعيفة ، حتى ابن حجر الهيتمي ـ وهو ليس من رجال هذا الشأن (أعني علم الحديث) ـ حكم عليها بالضعف ، ولكن المؤلف أوهم ولبس على عادته.
هذا ، فضلا عن أن أحدا من المفسرين الذين يعتد برأيهم لم يقل بمثل هذا القول.
على أن سبب نزولها ما رواه البخاري عن أحمد ومحمد بن النضر كلاهما ، عن عبد الله بن معاذ ، عن أبيه ، عن شعبة ، عن عبد الحميد
__________________
(١) سورة الأنفال ٨ : ٣٣.
صاحب الزيادي ، عن أنس بن مالك ، قال أبو جهل بن هشام : (اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم) فنزلت : (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون).
(ابن كثير ٢ / ٣٠٤)».
أقول :
لا يخفى أن السيد طاب ثراه بصدد الإشارة إلى آيات فضل أهل البيت عليهمالسلام ، بالنظر إلى الأحاديث الواردة في تفسيرها أو المناسبة لها ، استنادا إلى كتب القوم المعروفة المشهورة.
والمقصود هنا ـ جمعا بين قوله تعالى : (وما كان الله ليعذبهم ...) وبين قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أهل بيتي أمان لأمتي» ـ : أن من فضلهم عليهمالسلام هو أن الله تعالى وعد الأمة المحمدية بعدم الزوال والضلال ما دام أهل البيت عليهمالسلام فيهم وكانت الأمة مقتضية لهم ... كما وعدهم بذلك ما داموا يستغفرون ...
فهم أمان للأمة ، كما أن الاستغفار أمان ...
فليس المقصود بيان سبب نزول الآية ، أو أن أحدا من المفسرين فسرها بأهل البيت عليهمالسلام.
وعلى الجملة : فإن الجمع بين الآية والرواية يثبت فضيلة لأهل البيت عليهمالسلام ، لا توجد لغيرهم ، فلذا كان علي وأولاده الطاهرون أفضل الناس ـ بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ عند الله ، وأقربهم إليه.
وهذا الحديث قد تقدمت الإشارة إليه بالإجمال في ذيل حديث السفينة ، وهو مروي في كتب القوم المعتبرة بألفاظ عديدة ، وله شواهد
أخرى أيضا ، وكل ذلك من رواية أعلام الحديث وأئمة الحفاظ من المتقدمين والمتأخرين (١).
* * *
__________________
(١) راجع : تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات ١ / ١٣١ ـ ١٣٣.
قوله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله
وابتغوا إليه الوسيلة) (١).
وقوله تعالى : (أولئك الذين يدعون يبتغون
إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته) (٢).
وإلى هاتين الآيتين ـ أو إحداهما ـ أشار السيد رحمهالله بقوله : «ووسيلتهم إليه».
قال الشيخ الطبرسي بتفسير الآية الأولى : «روى سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن علي عليهالسلام ، قال : في الجنة لؤلؤتان إلى بطنان العرش ، إحداهما بيضاء والأخرى صفراء ، وفي كل واحدة منهما سبعون ألف غرفة ، أبوابها وأكوابها من عرق واحد ، فالبيضاء الوسيلة لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته ، والصفراء لإبراهيم عليهالسلام وأهل بيته» (٣).
ورواه الشيخ أبو إسحاق الثعلبي في تفسير الآية (٤).
وروى الحاكم الحسكاني في الآية الثانية ، قال :
«أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد ، قال : أخبرنا محمد بن أحمد
__________________
(١) سورة المائدة ٥ : ٣٥.
(٢) سورة الإسراء ١٧ : ٥٧.
(٣) مجمع البيان ٢ / ٢٣٨.
(٤) الكشف والبيان في تفسير القرآن ـ مخطوط.
ابن محمد ، قال : حدثنا عبد العزيز بن يحيى بن أحمد ، قال : حدثني أحمد بن عمار ، قال : حدثنا الحماني ، قال : حدثنا علي بن مسهر ، قال : حدثنا علي بن بذيمة ، عن عكرمة ، في قوله تعالى : (أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة) قال : هم النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين» (١).
* * *
__________________
(١) شواهد التنزيل ١ / ٤٤٦.
قوله تعالى : (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله) (١).
قال السيد :
«فهم الناس المحسودون الذين قال الله فيهم : (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله).
كما اعترف به ابن حجر ، حيث عد هذه الآية من الآيات النازلة فيهم ، فكانت الآية السادسة من آياتهم التي أوردها في الباب ١١ من صواعقه.
وأخرج ابن المغازلي الشافعي ـ كما في تفسير هذه الآية من الصواعق ـ عن الإمام الباقر ، أنه قال : نحن الناس المحسودون والله. وفي الباب ٦٠ والباب ٦١ من غاية المرام ثلاثون حديثا صحيحا صريحا بذلك».
فقيل :
«كلام المؤلف في الحاشية يوهم أن كلام ابن حجر وكلام ابن المغازلي الشافعي ، دليلان يعضد أحدهما الآخر على أن هذه الآية في أهل البيت ، بينما هما دليل واحد ، فابن حجر ناقل عن ابن المغازلي الشافعي ، كما هو مصرح به في صواعقه ١٢٥ ، فضلا عن أنه دليل أوهى من بيت
__________________
(١) سورة النساء ٤ : ٥٤.
العنكبوت».
أقول :
لقد روى نزول الآية المباركة في أهل البيت عليهمالسلام غير واحد من أعلام أهل السنة ، قبل الفقيه ابن المغازلي الشافعي.
منهم : أبو عبد الله المرزباني : قال الحافظ ابن شهرآشوب السروي (١) : «حدثني أبو الفتوح الرازي في (روض الجنان) بما ذكره أبو عبد الله المرزباني ، بإسناده عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، في قوله : (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) نزلت في رسول الله وفي علي عليهماالسلام» (٢).
ومنهم : الحافظ الحسكاني ، رواه بأسانيد له عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام (٣).
فهم يروونه بأسانيدهم عن ابن عباس ، وعن أئمة أهل البيت عليهم السلام ، كما يرويه أصحابنا الإمامية سواء.
ورواه الفقيه ابن المغازلي عن طريق الحافظ ابن عقدة ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهالسلام ، قال ـ في هذه الآية ـ : «نحن الناس» (٤).
__________________
(١) من أعلام علماء الإمامية في القرن السادس ، وتوجد ترجمته في كتاب بغية الوعاة للسيوطي ، وكتاب الوافي بالوفيات للصفدي ، والبلغة في طبقات علماء النحو واللغة للفيروزآبادي ، وغيرها من كتب أهل السنة ، توفي سنة ٥٨٨.
(٢) مناقب آل أبي طالب ٣ / ٢١٣ طبعة إيران.
(٣) شواهد التنزيل ١ / ١٨٣.
(٤) مناقب علي بن أبي طالب : ٢٦٧.
ورواه عنه ابن حجر المكي في الصواعق ، وأبو بكر الحضرمي في رشفة الصادي ، والقندوزي في ينابيعه ، كما في الهامش.
وأرسله ابن أبي الحديد إرسال المسلم حيث قال ـ في سياق جملة من مناقب الإمام عليهالسلام ـ : «وجاء في تفسير قوله تعالى : (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) أنها أنزلت في علي وما خص به من العلم» (١).
هذا ، والمقصود ـ كما أشرنا مرارا ـ إثبات أن هذه الفضائل والمناقب متفق عليها بين الفريقين ، رواها كل فريق بأسانيده الخاصة ، ونقلها في كتبه المعروفة ، لئلا يقال إنها قضايا تفرد بها الإمامية فلا يجوز إلزام الغير بها ولا تكون حجة عليه.
هذا ، وابن حجر المكي صاحب الصواعق المحرقة من أكابر علماء القوم المشهورين ، توجد ترجمته في كثير من المصادر ، ك النور السافر في أعيان القرن العاشر وغيره ، ومنهم من أفرد ترجمته بالتأليف ، وكتابه من الكتب المؤلفة ضد الإمامية ـ كما صرح به في ديباجته ـ ولذا أمكن لأصحابنا أن يستدلوا بما جاء فيه من المناقب والفضائل ، غير إن أتباع ابن تيمية يكرهون الحافظ ابن حجر المكي ، لكونه من أشد الناس على شيخهم ، وفتياه بضلاله معروفة موجودة!
* * *
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ٧ / ٢٢٠.
قوله تعالى : (... والراسخون في العلم ...).
قال السيد :
«وهم الراسخون في العلم ، الذين قال : (والراسخون في العلم يقولون آمنا به) (١)».
فقال في الهامش :
«أخرج ثقة الإسلام محمد بن يعقوب بسنده الصحيح ، عن الإمام الصادق ، قال : نحن قوم فرض الله عزوجل طاعتنا ، ونحن الراسخون في العلم ، ونحن المحسودون. قال الله تعالى : (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله).
وأخرجه الشيخ في التهذيب ، بسنده الصحيح ، عن الإمام الصادق عليهالسلام أيضا».
فقيل :
«تخصيص الآيات وقصرها على بعض من تتناوله بمدلولها ، من غير دليل صحيح يدل على ذلك ، من التفسير المذموم الذي يجب أن ينأى المسلمون بالقرآن الكريم عنه ، بل هو نوع من أنواع التحريف الذي وقع فيه أهل الكتاب ، الذين نهينا أن نكون مثلهم أو نشابههم في أعمالهم».
__________________
(١) سورة آل عمران ٣ : ٧.
أقول :
هذا التخصيص ونحوه مما ورد به الخبر الصحيح ، ليس تحريفا ولا يشمله النهي ، وعلماؤنا لا يرتكبون التحريف ، ولا يشابهون أهل الكتاب في شئ من أباطيلهم.
بل الذي وجدناه أن أئمة هذا القائل كثيرا ما يحاولون تخصيص الآيات الكريمة وقصرها على أشخاص معينين ، من غير دليل صحيح يدل على ذلك ، كقول غير واحد منهم في الآية : (وسيجنبها الأتقى) أنها نزلت في أبي بكر (١) ، فشابهوا أهل التحريف في نوع من أنواع التحريف! بل لقد وجدنا أكابر أئمتهم من الصحابة يقولون بتحريف القرآن الكريم ، بمعنى نقصانه ، الذي هو أقبح أنواع التحريف ، ومن شاء فليرجع إلى مظان ذلك (٢).
* * *
__________________
(١) شرح المواقف في علم الكلام ، شرح المقاصد للتفتازاني ، وغيرهما ، في مباحث الإمامة.
(٢) ولعل خير ما ألف في الموضوع كتاب : التحقيق في نفي التحريف عن القرآن الشريف ، وهو مطبوع موجود في الأسواق.
قوله تعالى : (وعلى الأعراف رجال يعرفون ...) (١).
قال السيد :
«وهم رجال الأعراف الذين قال : (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم)».
فقال في الهامش :
«أخرج الثعلبي في معنى هذه الآية من تفسيره عن ابن عباس ، قال : الأعراف موضع عال من الصراط ، عليه العباس وحمزة وعلي وجعفر ذو الجناحين ، يعرفون محبيهم ببياض الوجوه ومبغضيهم بسواد الوجوه.
وأخرج الحاكم بسنده إلى علي ، قال : نقف يوم القيامة بين الجنة والنار ، فمن نصرنا عرفناه بسيماه فأدخلناه الجنة ، ومن أبغضنا عرفناه بسيماه.
وعن سلمان الفارسي : سمعت رسول الله يقول : يا علي! إنك والأوصياء من ولدك على الأعراف ... الحديث.
ويؤيده حديث أخرجه الدارقطني ـ كما في أواخر الفصل الثاني من الباب ٩ من الصواعق ، أن عليا قال للستة الذين جعل عمر الأمر شورى بينهم كلاما طويلا ، من جملته : أنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله : يا علي! أنت قسيم الجنة والنار يوم القيامة ، غيري؟! قالوا :
__________________
(١) سورة الأعراف ٧ : ٤٦.
اللهم لا.
قال ابن حجر : معناه ما رواه عنترة ، عن علي الرضا ، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال له : يا علي! أنت قسيم الجنة والنار ، فيوم القيامة تقول للنار : هذا لي وهذا لك.
قال ابن حجر : وروى ابن السماك ، أن أبا بكر قال لعلي : سمعت رسول الله يقول : لا يجوز أحد الصراط إلا من كتب له علي الجواز».
فقيل :
«نقل ابن الجوزي في تفسيره تسعة أقوال في رجال الأعراف ، وليس من هذه الأقوال قول واحد ينطبق على ما أراده المؤلف ومن على شاكلته ، وهناك سبعة من هذه الأقوال لو رضينا بوصف أهل البيت بواحد منها لكان قدحا بهم لا مدحا ، وهناك قولان هما مدح محض لرجال الأعراف وهما :
الرابع : إنهم قوم صالحون فقهاء علماء ، قاله الحسن ومجاهد.
والسابع : إنهم أنبياء ، حكاه ابن الأنباري.
ولا يخفى ما فيهما من بعد عما أراده المؤلف».
أقول :
نقل القرطبي بتفسير الآية جميع الأقوال ، ومنها ما رواه الثعلبي فقال : «وذكر الثعلبي بإسناده عن ابن عباس في قوله عزوجل : (وعلى الأعراف رجال) ، قال : الأعراف موضع عال على الصراط ، عليه العباس وحمزة وعلي بن أبي طالب وجعفر ذو الجناحين ، رضياللهعنهم ،
يعرفون محبيهم ببياض الوجوه ومبغضيهم بسواد الوجوه» (١).
فكان على ابن الجوزي أيضا أن ينقل هذا القول ، ولكنا ما رأينا الخير منه إلا قليلا جدا!!
على أنه أي بعد للقول الرابع من الأقوال التي نقلها ابن الجوزي عن ذلك؟!
ثم إن تفسير الآية بما ذكر عن ابن عباس ، قد حكاه عنه الضحاك ، وقد أكثر ابن الجوزي من ذكر أقوال الضحاك في تفسيره.
هذا ، وقد وردت الرواية بذلك من طرق القوم عن أمير المؤمنين عليه السلام ، فقد ذكر الحاكم الحسكاني بإسناده أن ابن الكواء سأله عن الآية هذه فقال : «ويحك يا بن الكواء! نحن نوقف يوم القيامة بين الجنة والنار ، فمن ينصرنا عرفناه بسيماه فأدخلناه الجنة ، ومن أبغضنا عرفناه بسيماه فأدخلناه النار» (٢).
وأما الشواهد والمؤيدات لهذا التفسير فكثيرة ، وقد أشار السيد إلى بعضها ، كحديث «لا يجوز أحد الصراط ...» وقد ذكرناه في بحوثنا السابقة (٣).
* * *
__________________
(١) الجامع لأحكام القرآن ٧ / ٢١٢.
(٢) شواهد التنزيل ١ / ٢٦٣.
(٣) أنظر : الحلقة ١٤ من مقالنا هذا ، المنشورة في «تراثنا» ، العدد ٥٨ ، ص ٢٤.
قوله تعالى : (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ...) (١).
قال السيد :
«ورجال الصدق الذين قال : (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا)».
فقال في الهامش :
«ذكر ابن حجر في الفصل الخامس من الباب ٩ من صواعقه ، حيث ذكر وفاة علي ، أنه عليهالسلام سئل ـ وهو على المنبر بالكوفة ـ عن قوله تعالى : (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) فقال : اللهم غفرا ، هذه الآية نزلت في وفي عمي حمزة وفي ابن عمي عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب ...
وأخرج الحاكم ـ كما في تفسيرها من مجمع البيان ـ عن عمرو بن ثابت ، عن أبي إسحاق ، عن علي عليهالسلام ، قال : فينا نزلت ...».
فقيل :
«قال البخاري ٦ / ٣٦١ ... قال أنس : كنا نظن أن هذه الآية نزلت فيه
__________________
(١) سورة الأحزاب ٣٣ : ٢٣.
[أي في أنس بن النضر] وفي أشباهه (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ...).
وهذا الحديث ذكره أيضا في كتاب التفسير ١٠ / ١٣٦ مختصرا بسند آخر ينتهي إلى أنس ، وقال الحافظ في الفتح ٦ / ٣٦١ ، وابن كثير في التفسير ٣ / ٤٧٥ : وقد أخرجه مسلم والترمذي والنسائي من رواية ثابت عن أنس.
وأخرجه أحمد في مسنده ٣ / ١٩٤ ، والطيالسي ٢ / ٢٢ ، وابن جرير ٢١ / ١٤٧ ، وأبو نعيم في الحلية ١ / ١٢١ ، وعبد الله بن المبارك في الجهاد : ٦٨.
أنظر : الصحيح المسند من أسباب النزول للوادعي : ١١٧».
أقول :
لا خلاف في أن الآية المباركة نزلت بعد واقعة أحد ، فقسم الله سبحانه الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ورسوله على قسمين ، فقال :
(فمنهم من قضى نحبه) والمراد ـ كما في بعض الروايات ـ هم الشهداء في أحد وعلى رأسهم سيدنا حمزة رضي الله تعالى عنه ، وفيهم أنس بن النضر الأنصاري .. أو حمزة الشهيد بأحد وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب الشهيد ببدر ، كما في الرواية عن أمير المؤمنين عليهالسلام وعن محمد بن إسحاق كما في تفسير البغوي (١) .. أو حمزة وجعفر ، كما في الرواية عن ابن عباس (٢).
__________________
(١) معالم التنزيل ٤ / ٤٥١.
(٢) شواهد التنزيل ٢ / ٦.
(ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) .. فقال أمير المؤمنين : «فأنا ـ والله ـ المنتظر وما بدلت تبديلا» ذكره الحاكم الحسكاني بإسناده عن عمرو بن ثابت ، عن أبي إسحاق ، عن الإمام عليهالسلام (١) ، وأرسله الحافظ الذهبي إرسال المسلم (٢) ، وعده غير واحد من الأعلام في مناقبه عليهالسلام كالخوارزمي ، وسبط ابن الجوزي ، وابن الصباغ المالكي ، والشبلنجي المصري ، والقندوزي الحنفي (٣) ...
هذا ، والمقصود : أن المراد بصادق العهد المنتظر في الآية المباركة هو علي عليهالسلام ، وكفى به تفضيلا له على غيره ...
* * *
__________________
(١) شواهد التنزيل ٢ / ٥.
(٢) نقله عنه عبد الملك العصامي بترجمة أمير المؤمنين عليهالسلام من كتابه سمط النجوم العوالي ٢ / ٤٦٩ ، وأورده الشيخ المحمودي في هامش شواهد التنزيل.
(٣) المناقب ـ للخوارزمي ـ : ٢٧٩ ح ٢٧٠ ، تذكرة الخواص : ٢٦ ، الفصول المهمة : ١٣١ ، نور الأبصار : ١١٩ ، ينابيع المودة ١ / ٢٨٥ ح ١٠.
قوله تعالى : (... يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال ...) (١).
قال السيد :
«ورجال التسبيح الذين قال الله تعالى : (يسبح له فيها بالغدو والآصال * رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار) .. وبيوتهم هي التي ذكرها الله عزوجل فقال : (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه) (٢)».
فقال في الهامش :
«عن تفسير مجاهد ويعقوب بن سفيان ، عن ابن عباس في قوله تعالى : (وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما) (٣) أن دحية الكلبي جاء يوم الجمعة من الشام بالميرة ، فنزل عند أحجار الزيت ، ثم ضرب بالطبول ليؤذن الناس بقدومه ، فنفر الناس إليه وتركوا النبي قائما يخطب على المنبر ، إلا عليا والحسن والحسين وفاطمة وسلمان وأبا ذر والمقداد ، فقال النبي : لقد نظر الله إلى مسجدي يوم الجمعة ، فلولا هؤلاء لأضرمت المدينة على أهلها نارا وحصبوا بالحجارة كقوم لوط .. وأنزل الله
__________________
(١) سورة النور ٢٤ : ٣٦ ـ ٣٧.
(٢) سورة النور ٢٤ : ٣٦.
(٣) سورة الجمعة ٦٢ : ١١.
فيمن بقي مع رسول الله في المسجد قوله تعالى : (يسبح له فيها ...).
(وقال) : أخرج الثعلبي في معنى الآية من تفسيره الكبير ، بالإسناد إلى أنس بن مالك وبريدة ، قالا : قرأ رسول الله هذه الآية (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه) فقام إليه أبو بكر فقال : يا رسول الله! هذا البيت منها ـ وأشار إلى بيت علي وفاطمة ـ؟ قال : نعم ، من أفاضلها.
وفي الباب ١٢ من غاية المرام تسعة صحاح ينشق منها عمود الصباح».
فقيل :
«سبب نزول هذه الآية أن رسول الله كان يخطب يوم الجمعة ، إذ أقبلت عير قد قدمت ، فخرجوا إليها ، حتى لم يبق معه إلا اثنا عشر رجلا ، فنزلت هذه الآية. أخرج ذلك البخاري ٨ / ٤٩٣ ومسلم ٢ / ٥٩٠ من حديث جابر بن عبد الله.
وقال الحافظ أبو يعلى : حدثنا زكريا بن يحيى ، حدثنا هشيم ، عن حصين ، عن سالم بن أبي الجعد وأبي سفيان ، عن جابر بن عبد الله ، قال : بينما النبي يخطب يوم الجمعة ، فقدمت عير إلى المدينة ، فابتدرها أصحاب رسول الله حتى لم يبق مع رسول الله إلا اثنا عشر رجلا. فقال رسول الله : والذي نفسي بيده لو تتابعتم حتى لم يبق منكم أحد لسال بكم الوادي نارا ، ونزلت هذه الآية : (وإذا رأوا تجارة أو لهوا).
وليس يصح ما ادعاه المؤلف ، من أنه لم يبق في المسجد إلا علي والحسن والحسين وفاطمة وسلمان وأبو ذر والمقداد ، وعلائم الوضع بادية على هذا الكلام لا تحتاج إلى علم غزير أو طول بحث ، ولم يكن الحسن
والحسين ممن تجب عليهم الجمعة في حياة الرسول.
وهؤلاء الشيعة من دأبهم أنهم يعمدون إلى حادثة مشهورة أو حديث معروف ، فيحرفونه بالحذف والزيادة بشكل سافر مكشوف بعيد عن الكياسة والذوق ، من أجل نصرة حججهم ودعاويهم».
أقول :
ما كان من فرق بين نقل السيد ونقل هذا المفتري ، في سبب نزول الآية المباركة ، وقد جاء في كلا النقلين خروج الأصحاب من المسجد والنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يخطب ، وأنه لم يبق معه إلا عدة قليلة ، وأن النبي أخبر أن لو خرجت تلك العدة أيضا لجرى في المدينة كذا وكذا.
لقد ذكرت أحاديث القوم الصحيحة عندهم أنه لم يبق إلا اثنا عشر ، ولم يصرح فيها بأسمائهم.
وجاء الخبر الذي ذكره السيد مصرحا بأسماء من بقي معه صلى الله عليه وآله وسلم.
وهذا هو الفرق ، وهذا ما لا يطيقه أتباع بني أمية!
والعجيب أنهم يتهمون الإمامية بتحريف مثل هذا الخبر بزيادة الأسماء فيه ، مع أنهم المتهمون بتحريفه بعدم ذكر أسماء الاثني عشر الذين رووا أنهم بقوا مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وبالله عليك! هل كانوا يكتمون الأسامي لو كان في الباقين مع رسول الله واحد من أوليائهم في خبر صحيح من أخبار القضية؟!
وأما الخبر في تفسير «البيوت» .. فقد أخرج السيوطي ، عن ابن مردويه ، عن أنس بن مالك وبريدة ، قالا : «قرأ رسول الله هذه الآية
(في بيوت أذن الله أن ترفع) فقام إليه رجل فقال : أي بيوت هذه يا رسول الله؟ قال : بيوت الأنبياء. فقام إليه أبو بكر فقال : يا رسول الله! هذا البيت منها؟ لبيت علي وفاطمة. قال : نعم ، من أفاضلها» (١).
وذكره الآلوسي بتفسير الآية فقال : «وهذا إن صح لا ينبغي العدول عنه» (٢).
أقول :
ولو كان عنده دليل على عدم صحته لجاء به!!
هذا ، وقد علم أن روايته لا تنحصر بالثعلبي ، مع أن في روايته الكفاية ، في مقام الاحتجاج ، لكونه من كبار مفسريهم السابقين.
* * *
__________________
(١) الدر المنثور في التفسير بالمأثور ٥ / ٥٠.
(٢) روح المعاني ١٨ / ١٧٤.
قوله تعالى : (مثل نوره كمشكاة فيها مصباح ...) (١).
قال السيد :
«وقد جعل الله مشكاتهم في آية النور مثلا لنوره (وله المثل الأعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم) (٢)».
فقال في الهامش :
«إشارة إلى قوله تعالى : (مثل نور كمشكاة) الآية .. فقد أخرج ابن المغازلي الشافعي في مناقبه بالإسناد ... وهذا التأويل مستفيض عن أهل بيت التنزيل».
فقيل :
«هذا نموذج للتفسير المذموم الذي تفسره الباطنية والإمامية للقرآن الكريم به ، والقرآن الكريم أجل من أن يفسر بمثل هذه الترهات».
أقول :
إن هذا من الجري والتطبيق ، ونظائره في تفاسير القوم أيضا كثيرة جدا! ونحن نكتفي بهذه الإشارة لقوم يعلمون ، ولكن المنافقين لا يفقهون.
__________________
(١) سورة النور ٢٤ : ٣٥.
(٢) سورة الروم ٣٠ : ٢٧.
فابن المغازلي الشافعي روى هذا الخبر مسندا (١) ، وهو عندهم علم من أعلام الفقه والحديث ، لا مجال للطعن فيه.
* * *
__________________
(١) مناقب الإمام علي بن أبي طالب : ٢٦٣ ح ٣٦١.
قوله تعالى : (والسابقون السابقون * أولئك المقربون) (١).
قال السيد :
«وهم (السابقون السابقون * أولئك المقربون)».
فقال في الهامش :
«أخرج الديلمي ـ كما في الحديث ٢٩ من الفصل الثاني من الباب ٩ من الصواعق المحرقة لابن حجر ـ عن عائشة ، والطبراني وابن مردويه ، عن ابن عباس : إن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : السبق ثلاثة ، فالسابق إلى موسى يوشع بن نون ، والسابق إلى عيسى صاحب ياسين ، والسابق إلى محمد علي بن أبي طالب.
وأخرجه الموفق بن أحمد والفقيه ابن المغازلي بالإسناد إلى ابن عباس».
فقيل :
«هذا الحديث الذي يفسر به قوله تعالى : (والسابقون السابقون * أولئك المقربون) الواقعة ١٠ ـ ١١ ، رواه الطبراني ٣ / ١١١ / ٢ عن الحسين ابن أبي السري العسقلاني ، نا حسين الأشقر ، نا سفيان بن عيينة ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، مرفوعا.
__________________
(١) سورة الواقعة ٥٦ : ١٠ و ١١.
قال الألباني : وهذا سند ضعيف جدا إن لم يكن موضوعا ، فإن حسين الأشقر شيعي».
أقول :
هذه الآية من أدلة أصحابنا على إمامة أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام :
قال العلامة الحلي ، في البراهين الدالة على إمامته من الكتاب العزيز : «البرهان السادس عشر : قوله تعالى : (والسابقون السابقون * أولئك المقربون). روى أبو نعيم الحافظ ، عن ابن عباس ، في هذه الآية : سابق هذه الأمة علي بن أبي طالب. وروى الفقيه ابن المغازلي الشافعي ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، في قوله تعالى : (والسابقون السابقون) قال : سبق يوشع بن نون إلى موسى عليهالسلام ، وسبق موسى إلى فرعون ، وصاحب يس إلى عيسى عليهالسلام ، وسبق علي إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وهذه الفضيلة لم تثبت لغيره من الصحابة.
فيكون أفضل.
فيكون هو الإمام» (١).
وقال العلامة أيضا : «الثالثة عشرة : قوله تعالى : (والسابقون السابقون * أولئك المقربون). روى الجمهور عن ابن عباس ، قال : سابق هذه الأمة علي بن أبي طالب» (٢).
__________________
(١) منهاج الكرامة في إثبات الإمامة : ٧٨.
(٢) نهج الحق وكشف الصدق : ١٨١.
من أشهر رواة الحديث :
لقد أخرج الرواية بتفسير الآية المباركة جمع غفير من أكابر علماء أهل السنة ، في التفسير والحديث ، فمنهم :
١ ـ أبو إسحاق السبيعي ، المتوفى سنة ١٢٧.
٢ ـ سفيان بن عيينة ، المتوفى سنة ١٩٨.
٣ ـ أبو جعفر مطين ، المتوفى سنة ٢٩٧.
٤ ـ ابن أبي حاتم ، المتوفى سنة ٣٢٧.
٥ ـ أبو القاسم الطبراني ، المتوفى سنة ٣٦٠.
٦ ـ أبو عبد الله الحاكم النيسابوري ، المتوفى سنة ٤٠٥.
٧ ـ أبو بكر ابن مردويه الأصفهاني ، المتوفى سنة ٤١٠.
٨ ـ أبو نعيم الأصفهاني ، المتوفى سنة ٤٣٠.
٩ ـ الحاكم الحسكاني ، من أعلام القرن الخامس.
١٠ ـ ابن المغازلي الواسطي ، المتوفى سنة ٤٨٣.
١١ ـ شيرويه بن شهردار الديلمي ، المتوفى سنة ٥٠٩.
١٢ ـ الخطيب الخوارزمي ، المتوفى سنة ٥٦٨.
١٣ ـ الفخر الرازي ، المتوفى سنة ٦٠٦.
١٤ ـ سبط ابن الجوزي الحنفي ، المتوفى سنة ٦٥٤.
١٥ ـ محب الدين الطبري ، المتوفى سنة ٦٩٤.
١٦ ـ صدر الدين الحمويني ، المتوفى سنة ٧٢٢.
١٧ ـ ابن كثير الدمشقي ، المتوفى سنة ٧٧٤.
١٨ ـ نور الدين الهيثمي ، المتوفى سنة ٨٠٧.
١٩ ـ جلال الدين السيوطي ، المتوفى سنة ٩١١.
٢٠ ـ ابن حجر المكي ، المتوفى سنة ٩٧٣.
٢١ ـ علي المتقي الهندي ، المتوفى سنة ٩٧٥.
٢٢ ـ قاضي القضاة الشوكاني ، المتوفى سنة ١٢٥٠.
٢٣ ـ شهاب الدين الآلوسي ، المتوفى سنة ١٢٧٠.
فهؤلاء من أشهر رواة هذا الحديث ، من علماء الجمهور.
رووه عن ابن عباس وغيره من الصحابة.
من أسانيده في الكتب المعتبرة :
وهذه نبذة من أسانيدهم في رواية هذا الحديث :
* قال الحافظ ابن كثير : «وقال ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس : (والسابقون السابقون) ، قال : يوشع بن نون سبق إلى موسى ، ومؤمن آل يس سبق إلى عيسى ، وعلي بن أبي طالب سبق إلى محمد رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم.
رواه ابن أبي حاتم ، عن محمد بن هارون الفلاس ، عن عبد الله بن إسماعيل المدائني البزاز ، عن سفيان (١) بن الضحاك المدائني ، عن سفيان ابن عيينة ، عن ابن أبي نجيح ، بهم» (٢).
* وقال الحافظ الطبراني : «حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ، حدثنا الحسين بن أبي السري العسقلاني ، حدثنا حسين الأشقر ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قال :
__________________
(١) كذا ، والصحيح : شعيب.
(٢) تفسير ابن كثير ٤ / ٢٤٩.
السبق ثلاثة ...»(١).
* وقال الحافظ الحاكم الحسكاني : «أخبرنا أبو بكر التميمي ، أخبرنا أبو بكر القباب ، أخبرنا أبو بكر الشيباني ، حدثنا محمد بن عبد الرحيم ، حدثنا ابن عائشة ..
وحدثني الحاكم أبو عبد الله الحافظ ـ من خط يده ـ ، حدثنا أحمد ابن حمدويه البيهقي أبو يحيى ، حدثنا عبيد الله بن محمد بن حفص القرشي ، حدثنا الحسين بن الحسن الفزاري الأشقر ، عن سفيان بن عيينة ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ..
أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد الصوفي ، حدثنا محمد بن أحمد بن محمد الحافظ ، حدثنا عبد العزيز بن يحيى بن أحمد ، حدثنا إبراهيم بن فهد ، حدثنا عبد الله بن محمد التستري ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ... " (٢).
* وقال الحافظ ابن حجر ـ بترجمة الفيض بن وثيق ـ :
«عن أبي عوانة وغيره. قال ابن معين : كذاب خبيث. قلت : قد روى عنه أبو زرعة ، وأبو حاتم ، وهو مقارب الحال إن شاء الله تعالى. انتهى (٣).
وقد ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه.
وأخرج له الحاكم في المستدرك محتجا به.
وذكره ابن حبان في الثقات.
__________________
(١) المعجم الكبير ، مسند عبد الله بن العباس ١١ / ٩٣ ـ وفي طبعة أخرى ١١ / ٧٧ ح ١١١٥٢ ـ.
(٢) شواهد التنزيل ٢ / ٢٩١ ـ ٢٩٤.
(٣) أي كلام الحافظ الذهبي في ميزان الاعتدال.
وقال العقيلي في ترجمة الحسين الأشقر : حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ، حدثنا الحسين بن أبي السري ، حدثنا فيض بن وثيق ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ... " (١).
* وقال الفقيه ابن المغازلي الشافعي : «أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب ـ إجازة ـ ، أخبرنا عمر بن عبد الله بن شوذب ، حدثنا محمد ابن أحمد بن منصور ، حدثنا أحمد بن الحسين ، حدثنا زكريا ، حدثنا أبو صالح ابن الضحاك ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ...» (٢).
من أسانيده المعتبرة :
ثم إن غير واحد من أسانيد هذا الخبر معتبر بلا كلام :
* فطريق الحافظ ابن أبي حاتم الرازي صحيح :
«محمد بن هارون» الفلاس ، المتوفى سنة ٢٦٥ ، وثقه ابن أبي حاتم ، والحافظ الذهبي (٣).
و «عبد الله بن إسماعيل» ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه (٤) ، وتابعه الخطيب في تاريخه (٥).
و «شعيب بن الضحاك» أبو صالح ، حدث عن سفيان بن عيينة ، وعنه عبد السلام بن صالح أبو الصلت الهروي ، وعبد الله بن إسماعيل المدائني
__________________
(١) لسان الميزان ٤ / ٥٤٢ ، الطبعة الحديثة.
(٢) مناقب علي بن أبي طالب : ٣٢٠.
(٣) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٣٢٧.
(٤) الجرح والتعديل ٥ / ٤.
(٥) تاريخ بغداد ٩ / ٤١٠.
البزاز ، ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه ولم يجرحه (١) ، وكذا الخطيب (٢).
و «سفيان بن عيينة» الإمام الكبير ، من رجال الصحاح الستة ، وفضائله كثيرة عندهم جدا (٣).
و «عبد الله بن أبي نجيح» من رجال الصحاح الستة (٤).
و «مجاهد» من رجال الصحاح الستة أيضا (٥).
هذا ، مضافا إلى أن مثل ابن تيمية يشهد بأن تفسير ابن أبي حاتم من التفاسير المعتبرة ، وأنه خال عن الموضوعات (٦).
* وطريق الحافظ ابن حجر صحيح كذلك.
فهو طريق الحافظ الطبراني نفسه ، الذي لم يتكلم فيه إلا من جهة «الأشقر» ، وقد تابعه ـ في الرواية عن «سفيان» ـ في طريق الحافظ ابن حجر «الفيض بن وثيق» الذي وثقه كبار الأئمة ، كالحاكم وابن حبان ، وروى عنه مثل أبي حاتم وأبي زرعة ، وذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه ، وقال الذهبي : هو مقارب الحال.
* وطريق الحافظ الطبراني صحيح على التحقيق ..
وكذا كل طريق لم يتكلم فيه إلا من جهة «حسين الأشقر» ، قال الحافظ الهيثمي ـ بعد روايته عن الطبراني ـ : «وفيه حسين بن حسن الأشقر ، وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور ، وبقية رجاله حديثهم حسن أو
__________________
(١) الجرح والتعديل ٤ / ٣٤٨.
(٢) تاريخ بغداد ٩ / ٢٤٢.
(٣) أنظر مثلا : سير أعلام النبلاء ٨ / ٤٥٤.
(٤) تقريب التهذيب ١ / ٤٥٦.
(٥) تقريب التهذيب ٢ / ٢٢٨.
(٦) منهاج السنة ٧ / ١٣ و ١٧٩ و ٣٠٠. الطبعة الحديثة.
صحيح» (١) وذلك لما تقدم منا ـ في ترجمة «الأشقر» (٢) ـ من أنه ثقة صدوق عند : أحمد ، والنسائي ، ويحيى بن معين ، وابن حبان ، وابن حجر العسقلاني ، وغيرهم ، وإنما ذنبه الوحيد هو التشيع ، قال ابن حجر : «الحسين بن الحسن الأشقر الفزاري الكوفي ، صدوق ، يهم ، ويغلو في التشيع ، من العاشرة ، مات سنة ٢٠٨» (٣) ، وقد تقرر عندهم أن التشيع لا يضر بالوثاقة.
مع ابن تيمية :
وإذا عرفنا رواة هذا الحديث ، وصحة غير واحد من طرقه في كتب القوم المعروفة المشهورة ، فلا نعبأ بقول ابن تيمية في جواب العلامة الحلي : «إن هذا باطل عن ابن عباس ، ولو صح عنه لم يكن حجة إذا خالفه من هو أقوى منه» (٤).
فقد ظهر أن هذا الحديث صحيح ، فهو حجة ، وبه يتم الاستدلال ، لأن هذه الفضيلة لم تثبت لغير أمير المؤمنين عليهالسلام من الصحابة ، فيكون هو الإمام ، ومن ادعى خلاف من هو أقوى منه ، فعليه البيان!
وعلى فرض وجود المخالف ، فهو مما تفرد به الخصم ، وهذا حديث صحيح متفق عليه بين الطرفين ، فكيف يكون المخالف المزعوم أقوى؟!
__________________
(١) مجمع الزوائد ٩ / ١٠٢.
(٢) تشييد المراجعات ١ / ٢٦٨.
(٣) تقريب التهذيب ١ / ١٧٥.
(٤) منهاج السنة ٧ / ١٥٤.
مع ابن روزبهان :
وابن روزبهان في رده على العلامة الحلي ، لم ينكر وجود الحديث في الباب ، ولم يناقش في سنده ، قال : «هذا الحديث جاء في رواية أهل السنة ، ولكن بهذه العبارة : سباق الأمم ثلاثة ، مؤمن آل فرعون ، وحبيب النجار ، وعلي بن أبي طالب».
قال : «ولا شك أن عليا سابق في الإسلام وصاحب السابقة والفضائل التي لا تخفى ، ولكن لا تدل الآية على نص في إمامته ، وذلك المدعى» (١).
أقول :
وهذا الكلام ـ كما ترى ـ اعتراف بما يذهب إليه الإمامية ، من دلالة الآية المباركة على الإمامة ، لأن طريق إثبات إمامة أمير المؤمنين عليهالسلام غير منحصر بالنص ، بل الأفضلية أيضا من أدلة إثباتها ، وقد ظهرت دلالة الآية على ذلك.
مع شاه عبد العزيز الدهلوي :
وهلم لننظر ما يقوله العالم الهندي ، صاحب كتاب التحفة الاثني عشرية في الجواب عن الاستدلال بالآية الشريفة على إمامة أمير المؤمنين عليهالسلام.
قال : «ومنها : (السابقون السابقون * أولئك المقربون) :
__________________
(١) أنظر : دلائل الصدق لنهج الحق ٢ / ١٥٦.
قالت الشيعة : روي عن ابن عباس مرفوعا أنه قال : السابقون ثلاثة ، فالسابق إلى موسى يوشع بن نون ، والسابق إلى عيسى صاحب ياسين ، والسابق إلى محمد صلى الله عليه [وآله] وسلم علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه.
ولا يخفى أن هذا أيضا تمسك بالرواية لا بالآية.
ومدار إسناد هذه الرواية على أبي الحسن الأشقر ، وهو ضعيف بالإجماع ، قال العقيلي : هو شيعي متروك الحديث.
ولا يبعد أن يكون هذا الحديث موضوعا ، إذ فيه من أمارات الوضع أن صاحب ياسين لم يكن أول من آمن بعيسى ، بل برسله كما يدل عليه نص الكتاب ، وكل حديث يناقض مدلول الكتاب في الأخبار والقصص فهو موضوع كما هو المقرر عند المحدثين.
وأيضا : انحصار السباق في ثلاثة رجال غير معقول ، فإن لكل نبي سابقا بالإيمان به لا محالة.
وبعد اللتيا والتي ، أية ضرورة أن يكون كل سابق صاحب الزعامة الكبرى وكل مقرب إماما؟!
وأيضا : لو كانت هذه الرواية صحيحة لكانت مناقضة للآية صراحة ، لأن الله تعالى قال في حق السابقين : (ثلة من الأولين * وقليل من الآخرين) (١) والثلة هو الجمع الكثير ، ولا يمكن أن يطلق على الاثنين جمع كثير ، ولا على الواحد قليل أيضا ، فعلم أن المراد بالسبق من الآية عرفي ، أو إضافي شامل للجماعة الكثيرة ، لا حقيقي ، بدليل الآية الأخرى :
__________________
(١) سورة الواقعة ٥٦ : ١٣ و ١٤.
(والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار) (١) ، والقرآن يفسر بعضه بعضا.
وأيضا : ثبت بإجماع أهل السنة والشيعة أن أول من آمن حقيقة خديجة رضي الله تعالى عنها ، فلو كان مجرد السبق بالإيمان موجبا لصحة الإمامة لزم أن تكون سيدتنا المذكورة حرية بالإمامة ، وهو باطل بالإجماع.
وإن قيل : إن المانع كان متحققا قبل وصول إمامته في خديجة ، وهو الأنوثة ، قلنا : كذلك في الأمير ، فقد كان المانع متحققا قبل وصول وقت إمامته ، ولما ارتفع المانع صار إماما بالفعل .. وذلك المانع هو :
إما وجود الخلفاء الثلاثة الذين كانوا أصلح في حق الرئاسة بالنسبة إلى جنابه عند جمهور أهل السنة ..
أو إبقاؤه بعد الخلفاء الثلاثة وموتهم قبله عند التفضيلية ، فإنهم قالوا : لو كان إماما عند وفاة النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم لم ينل أحد من الخلفاء الإمامة وماتوا في عهده ، وقد سبق في علم الله تعالى أن الخلفاء أربعة فلزم الترتيب على الموت» (٢).
أقول :
ولا يخفى ما في هذا الكلام من أكاذيب وأباطيل :
أولا : إن هذا تمسك بالآية بعد تفسير الرواية لها ، وإلا فلا ذكر صريح في القرآن الكريم لا لاسم أمير المؤمنين عليهالسلام ولا لاسم غيره ، وإذا كان الاستدلال في مثل هذه المواضع بالرواية لا بالآية ، فكيف يستدل
__________________
(١) سورة التوبة ٩ : ١٠٠.
(٢) التحفة الاثنا عشرية : ٢٠٧ ، وانظر : مختصر التحفة الاثني عشرية : ١٧٨ ١٧٩.
القوم بمثل قوله تعالى : (وسيجنبها الأتقى * الذي يؤتي ماله يتزكى) (١) باعتباره من أدلة الكتاب على إمامة أبي بكر بن أبي قحافة ، كما ذكرنا قريبا؟!
فبطل قوله : «إن هذا تمسك بالرواية لا بالآية».
وثانيا : قوله : «مدار إسناد هذه الرواية على أبي الحسن الأشقر ...» يشتمل على كذبتين :
الأولى : إن مدار إسنادها على الأشقر ، فقد عرفت عدم تفرد الأشقر بهذه الرواية.
وقد سبقه في هذه الكذبة غيره ، كابن كثير الدمشقي ، فإنه قال : «حديث لا يثبت ، لأن حسينا هذا متروك ، وشيعي من الغلاة ، وتفرده بهذا مما يدل على ضعفه بالكلية» (٢).
والثانية : دعواه الإجماع على ضعف الأشقر ، فإنها دعوى كاذبة ، لا تجدها عند أحد.
بل قد عرفت أن كبار الأئمة يوثقونه ، وتكلم من تكلم فيه ليس إلا لتشيعه ، وإلا فلم يذكر له جرح أبدا.
وثالثا : قوله : «ولا يبعد أن يكون هذا الحديث موضوعا ، إذ فيه من أمارات الوضع ...».
وهذا رد على السنة الثابتة ، وتكذيب للحديث الصحيح ، تعصبا للباطل واتباعا للهوى :
__________________
(١) سورة الليل ٩٢ : ١٧ و ١٨.
(٢) البداية والنهاية ١ / ٢٣١.
أما أولا : فلأن الإيمان برسل عيسى إيمان بعيسى وسبق إليه ، وهذا ما يفهمه أدنى الناس من أهل اللسان! وهل من فرق بين الإيمان به وبين الإيمان برسله؟! وكل أهل الإيمان بالله سبحانه وتعالى قد آمنوا برسله وصدقوهم؟!
وأما ثانيا : فإن كل خبر خالف الكتاب بالتباين والتناقض ، فإنه مردود ، سواء كان في القصص أو في الأحكام ، ولكن لا اختلاف بين مدلول خبرنا ومدلول الكتاب ، فضلا عن أن يكون بينهما مناقضة.
وأما ثالثا : فإن محل الاستدلال بالرواية هو الفقرة الأخيرة المتعلقة بأمير المؤمنين عليهالسلام ، ولذا فقد جاءت الرواية في بعض ألفاظها خالية عن الفقرتين السابقتين.
ورابعا : قوله : «وأيضا ، انحصار السباق في ثلاثة ...».
رد للحديث الصحيح والنص الصريح بالاجتهاد ، نظير تكذيب إمامة ابن تيمية حديث المؤاخاة ، حتى رد عليه الحافظ ابن حجر العسقلاني (١).
وخامسا : قوله : «وبعد اللتيا والتي ، أية ضرورة أن يكون كل سابق صاحب الزعامة الكبرى وكل مقرب إماما؟!» ..
جهل أو تجاهل ، فقد تقدم في كلام العلامة الحلي أن هذه فضيلة لم تثبت لغير أمير المؤمنين عليهالسلام ، فهو الأفضل ، فيكون هو الإمام.
وسادسا : قوله : «وأيضا لو كانت هذه الرواية صحيحة لكانت مناقضة للآية صراحة ...» ..
فقد سبقه فيه ابن تيمية ، إذ قال في الوجوه التي ذكرها بعد دعوى
__________________
(١) فتح الباري في شرح صحيح البخاري ٧ / ٢١٧.
بطلان الحديث عن ابن عباس : «الثالث : إن الله يقول : (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار) (١) وقال تعالى : (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله) (٢) والسابقون الأولون هم الذين أنفقوا من قبل الفتح وقاتلوا ، الذين هم أفضل ممن أنفق من بعد الفتح وقاتل ، ودخل فيهم أهل بيعة الرضوان ، وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة ، فكيف يقال : إن سابق هذه الأمة واحد؟!» (٣).
أقول :
مقتضى الحديث الصحيح المتفق عليه أن سابق هذه الأمة واحد ، وهو أمير المؤمنين عليهالسلام ، وهذا لا ينافي سياق الآية المباركة ، ولا الآيات الأخرى ، كالآيتين المذكورتين ..
ونحن أيضا نقول ـ بمقتضى الجمع بين قوله تعالى : (والسابقون الأولون من المهاجرين ...) وقوله تعالى : (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين) (٤) ـ : إن كل من سبق غيره إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وبقي من بعده
__________________
(١) سورة التوبة ٩ : ١٠٠.
(٢) سورة فاطر ٣٥ : ٣٢.
(٣) منهاج السنة ٧ / ١٥٤ ـ ١٥٥.
(٤) سورة آل عمران ٣ : ١٤٤.
على ما عاهد الله عليه ورسوله ، ولم ينقلب على عقبيه ، فله أجره عند الله وقربه منه ، ونحن نحترمه ونقتدي به.
وسابعا : قوله : «وأيضا ثبت بإجماع أهل السنة والشيعة أن أول من آمن حقيقة خديجة ...» ..
أقول :
وهذا كذب ، فلا إجماع من أهل السنة والشيعة أن أول من آمن خديجة ، بل عندنا أن أمير المؤمنين عليهالسلام سابق عليها ، وكيف كان ، فقد ثبت في الصحيح أن أبا بكر إنما أسلم بعد خمسين رجلا ، وهل آمن حقيقة؟! وتفصيل الكلام في محله.
وثامنا : قوله : «كذلك في الأمير ، فقد كان المانع متحققا قبل وصول وقت إمامته ...».
أقول :
قد عرفت وجه الاستدلال بالآية المباركة على ضوء الحديث الصحيح المتفق عليه ، وهذا الكلام لا علاقة له بالاستدلال أصلا.
على أن كون وجود الخلفاء الثلاثة مانعا عن خلافة أمير المؤمنين عليهالسلام دعوى عريضة لا دليل عليها ، لا من الكتاب ولا من السنة المقبولة ولا من العقل السليم ، ودعوى كونهم أصلح في حق الرئاسة هي أول الكلام ، فإن هذه الأصلحية يجب أن تنتهي إلى الأدلة المعتبرة من النقل والعقل ، وليس كذلك ، بل هي لدى التحقيق دالة على العكس.
للبحث صلة ...
|
عدالة الصحابة (٣) |
|
الشيخ محمد السند
مفاد الآيات القرآنية :
هذا ، وأما الآيات فمفادها بعيد تمام البعد عن تقديس جميع الصحابة أو ثلة جماعة بيعة السقيفة ، بل إن كل منها بنفسه دليل على عدم التعميم في عدالة الصحابة ، سواء فسرت الصحبة بمعنى كل من رآه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أو نقل الحديث عنه ، أو لازمه مدة مديدة.
أما الآية الأولى :
فهي قوله تعالى : (السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضياللهعنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم) (١).
فنرى أن الآية قد قيدت المرضي عنهم من المهاجرين والأنصار بقيدين ، الأول : السبق ، الثاني : كونه أول السابقين ، أي الأولية في السبق ،
__________________
(١) سورة التوبة ٩ : ١٠٠.
ومن المقرر في موضعه تاريخيا ـ برغم الدعاوي الأخرى ـ أن أول السابقين إلى الإسلام هو علي بن أبي طالب عليهالسلام ، ومن ثم حاولت الدعاوي الأخرى الإستعاضة لتطبيق الآية بأن عليا أول من أسلم من الأحداث ، وأن خديجة أول من أسلم من النساء ، وأن ...
ولكن السبق والأولية في الآية غير مقيدتين بحيثية السن أو الجنس ، هذا من جانب ، ومن جانب آخر نرى أن استعمال القرآن الكريم للسبق هو بمعنى خاص كما تطالعنا به سورة الواقعة ، وهذا كديدن الاستعمال القرآني في العديد من عناوين الألفاظ كالصديقين والاصطفاء والتطهير ..
فالمعنى الذي في سورة الواقعة (السابقون السابقون * أولئك المقربون) (١) هو خصوص «المقرب» ، وقد أكدت الآية على عنوان «السبق» بالتكرار للإشادة به ، و «المقرب» قد أريد به معنى خاص في سورة المطففين : (كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين * وما أدراك ما عليون * كتاب مرقوم * يشهده المقربون) (٢) ، فعرف المقرب بأنه الذي يشهد كتاب الأبرار ، وشهادة الأعمال من خصائص الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم كما ذكرت ذلك الآيات كما في سورة التوبة ..
وهذا يعطينا مؤدى أن «المقرب» ليس من درجة الأبرار من أنماط المؤمنين ، بل فوقهم شاهد لما يعملونه ، وشهادة الأعمال لا ريب أنها نحو من الغيب الذي لا يطلعه الله إلا لمن ارتضى من رسول ، فهي نحو من العلم اللدني الإلهي المخصص بالمقربين ، فهم نحو من الذين أوتوا مناصب إلهية غيبية جعلها لهم.
__________________
(١) سورة الواقعة ٥٦ : ١٠ و ١١.
(٢) سورة المطففين ٨٣ : ١٨ ـ ٢١.
ويعطي ذلك التقسيم في سورة الواقعة لمن يحشر من البشر إلى ثلاثة أقسام : السابقون ، وأصحاب الميمنة ، وأصحاب المشأمة ، ولا ريب في دخول الأنبياء والرسل والأوصياء في القسم الأول ، وهو يقتضي عدم مشاركة غيرهم لهم في الدرجة ، فالباقون هم في القسمين الأخيرين ، ف «السبق» في الاستعمال القرآني هو في من حاز العصمة والطهارة الذاتية من الذنوب ، فالسبق ها هنا هو في الدرجات لا السبق الزمني ، مع أن أول السابقين زمنا من المهاجرين هو علي بن أبي طالب عليهالسلام ..
ومن ذلك يظهر المراد من أول السابقين من الأنصار ، فإن المطهر من الذنب من الأنصار ـ أي الذي لم يهاجر ـ هما الحسنان ، فإنهما اللذان نزلت فيهما وفي أبويهما آية التطهير كما هو مقرر في موضعه من سبب نزول الآية في أخبار الفريقين.
وكذلك يظهر المراد من الذين اتبعوهم بإحسان ، أنهم المطهرون من الذنب من الذرية النبوية ، ويطالعك بهذا المعنى ـ مضافا إلى أنه مقتضى معنى «السبق» في الاستعمال القرآني ـ أن مقام الإحسان في القرآن لا ينطبق على غير المعصوم من الزلل والخطأ ، إذ لم يسند الإحسان إلى فعل مخصوص ، بل جعل وصفا لكل معصوم من الذنب ، لاحظ قوله تعالى : (ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين) (١) ..
وقوله تعالى : (ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين) (٢) ..
__________________
(١) سورة الأنعام ٦ : ٨٤.
(٢) سورة يوسف ١٢ : ٢٢.
وقوله تعالى : (ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين) (١) ..
وقوله تعالى : (سلام على قوم نوح في العالمين * إنا كذلك نجزي المحسنين) (٢) ..
وقوله تعالى : (قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين) (٣) ..
وقوله تعالى : (سلام على إبراهيم * كذلك نجزي المحسنين) (٤) ..
وقوله تعالى : (سلام على موسى وهارون * إنا كذلك نجزي المحسنين) (٥) ..
وقوله تعالى : (سلام على إل ياسين * إنا كذلك نجزي المحسنين) (٦) ..
فترى أن الذي يوصف بالإحسان ـ من غير تقييد في فعل خاص كأداء دية أو مهر أو تسريح بإحسان للمطلقة ، بل بالإحسان في كل أفعاله ـ قد ادخر الله تعالى له جزاء دنيويا وأخرويا من سنخ الذي ذكرته الآيات السابقة ، من جعل النبوة في الذرية ، وإتيان الحكم والعلم اللدني الإلهي ، وتقدير السلامة والأمن في النشآت المختلفة.
__________________
(١) سورة القصص ٢٨ : ١٤.
(٢) سورة الصافات ٣٧ : ٧٩ و ٨٠.
(٣) سورة الصافات ٣٧ : ١٠٥.
(٤) سورة الصافات ٣٧ : ١٠٩ و ١١٠.
(٥) سورة الصافات ٣٧ : ١٢٠ و ١٢١.
(٦) سورة الصافات ٣٧ : ١٣٠ و ١٣١.
وقد وصف المحسن والمحسنون بأن رحمة الله قريب منهم ، وأن الله يحبهم ، وأن الله لمعهم معية خاصة غير معيته القيومية على كل مخلوق (١) ، فالآية لم تكتف بوصف القسم الثالث بأنهم تابعون للأولين السابقين ، بل ضيقت الدائرة إلى كون تبعيتهم بإحسان ، والإحسان والمحسن مقام فوق مقام العدل والعدالة.
وكذلك الحال في القسمين الأول والثاني ، فإنه لم يبق على دائرته الوسيعة ، فضيق بحدود «السابقين» ، وهذه الدائرة لم تبق على حالها ، بل ضيقت إلى دائرة «أول السابقين» ، فلا بد ـ والحال هذه ـ من تمحيص وفهم دلالة الكلام ، ألا ترى أن سورة المدثر ـ وهي رابع سورة نزلت على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في مكة ـ أنها تقسم الموجودين حينذاك إلى أربعة أقسام ، هي : المؤمنون ، وأهل الكتاب ، والمشركون ، والذين في قلوبهم مرض ، فلو كان المراد هو من سبق بإظهار الإسلام من المهاجرين ، فأين هم الذين في قلوبهم مرض ، ويستترون بالإسلام عن إظهاره؟!
فبكل ذلك ، مع ما ذكرنا من النقاط العامة ، يقع القارئ على المراد في الآية الكريمة.
ثم إنه لا يخفى على القارئ أن الآية هي من سورة التوبة ، وقد استعرضت السورة نماذج عديدة سيئة ممن عايش النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ولقيه ، فمثلا فيها : (ويحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا) (٢) فإنها نزلت في غزوة تبوك ، وبعد
__________________
(١) أنظر : سورة النحل ١٦ : ١٢٨ ، سورة آل عمران ٣ : ١٣٤ ، سورة المائدة ٥ : ١٣ ، سورة الأعراف ٧ : ٥٦.
(٢) سورة التوبة ٩ : ٧٤.
الغزوة وفي طريق العودة دبرت مؤامرة لاغتيال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم على العقبة ، وقد تقدم نقل حديث حذيفة ـ الذي رواه مسلم في صفات المنافقين ـ في منافقي أهل العقبة وأنهم من الصحابة الخاصة!
ونموذج ثان تفصح عنه سورة التوبة ، قال تعالى : (ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم) (١) ..
ومن البين أن السورة تشير إلى نمط من المنافقين لم يظهر نفاقهم إلى العيان ، أي كانوا في غاية التستر ، ولا ريب أن الأباعد الذين يلقون النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يحتاجون إلى هذه الشدة من التستر ، كما أن هؤلاء كانوا من الخطورة بمكان حتى إنهم احتاجوا إلى هذه الشدة من التستر ، كما إنهم مردوا واحترفوا النفاق بحيث لا يمكن اصطياد حركاتهم الظاهرة!
هذا ، فضلا عن النماذج الأخرى التي تستعرضها سورة التوبة ، من الأعراب وممن حول المدينة وغيرهم (٢) ، فإذا كانت السورة تقسم من
__________________
(١) سورة التوبة ٩ : ١٠١.
(٢) مثل قوله تعالى : (إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون) سورة التوبة ٩ : ٤٥.
وقوله تعالى : (يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزئوا إن الله مخرج ما تحذرون) سورة التوبة ٩ : ٦٤.
وقوله تعالى : (المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر) سورة التوبة ٩ : ٦٧.
وقوله تعالى : (وآخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم ...) سورة التوبة ٩ : ١٠٦.
وقوله تعالى : (ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا ...) سورة التوبة ٩ : ٤٩.
صحب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ممن كان يتعامل معه يوميا أو لازموه إلى فئات عديدة صالحة وطالحة ، فكيف يعمم الصلاح إلى الكل؟! فلا يكون التعميم إلا بأن يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض ، أو يتعامى عن النظر إلى جميع آيات السورة الواحدة ، أو تصم الآذان عن سماعها جميعا! وهذا التقسيم ـ كما نبهنا سابقا ـ دليل على عدم إطلاق «المهاجر» على كل مكي أسلم وانتقل إلى المدينة ، وعلى عدم إطلاق «الأنصاري» على كل مدني أسلم ، بل يطلق كل منهما مع توافر قيود عديدة أخرى.
ولاحظ أسلوب هذه الآيات التي تستعرض النماذج الأخرى ، فإنه أسلوب لا يرى فيه الهوادة والمهادنة ، كقوله تعالى : (يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير) (١).
وقوله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا أن الله مع المتقين * وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون * وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون * أو لا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة
__________________
وقوله تعالى : (ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين ...) سورة التوبة ٩ : ٧٥.
وقوله تعالى : (ومنهم من يلمزك في الصدقات ...) سورة التوبة ٩ : ٥٨.
وقوله تعالى : (الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات ...) سورة التوبة ٩ : ٧٩.
وقوله تعالى : (ومنهم الذين يؤذون النبي ...) سورة التوبة ٩ : ٦١.
وقوله تعالى : (وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ...) سورة التوبة ٩ : ١٠٢.
(١) سورة التوبة ٩ : ٧٣.
أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون * وإذا ما أنزلت سورة نظر بعضهم إلى بعض هل يراكم من أحد ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون) (١) ..
فترى أن في سورة التوبة قد نزل الأمر بجهاد المنافقين على حد جهاد الكفار سواء ، وأفرد بالخطاب به النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ونزل الأمر بمجاهدة الكفار الذين يلون المؤمنين ـ أي القريبين منهم ـ وجعلت الآيات الذين في قلوبهم مرض من الكفار ، وقد عرفت أن الذين في قلوبهم مرض هم من الخاصة التي أظهرت الإسلام في أوائل البعثة كما صرحت بذلك سورة المدثر ، أما سورة التوبة فقد نزلت في غزوة تبوك ، أي في أخريات حياة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ..
وقد نزل قبل ذلك في سورة الأحزاب التهديد بمجاهدة المنافقين والذين في قلوبهم مرض من دون الأمر به ، قال تعالى : (لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا * ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا * سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا) (٢) ..
فسورة التوبة متميزة من بين السور الأخرى في ملاحقة فلول أقسام المنافقين والذين في قلوبهم مرض ، إلى درجة نزول الأمر بجهاد المنافقين على حد جهاد الكفر سواء ، ومن ذلك يظهر ملاحقة القرآن الذين في قلوبهم مرض ، وهم ممن احترف النفاق ومرد عليه ، من أوائل البعثة حتى
__________________
(١) سورة التوبة ٩ : ١٢٣ ـ ١٢٧.
(٢) سورة الأحزاب ٣٣ : ٦٠ ـ ٦٢.
آخر نزول القرآن في المدينة.
وقد تقدمت رواية البخاري في صحيحه في الباب الواحد والعشرين من كتاب الفتن ، عن حذيفة بن اليمان ، قال : إن المنافقين اليوم شر منهم على عهد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كانوا يومئذ يسرون واليوم يجهرون! (١) فعلى من ينطبق ما يصفه حذيفة؟! ولماذا كانوا على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم متسترين وبعده خرجوا من تسترهم وأصبحوا هم الظاهرين وصار الجو العام على مشرعتهم؟!
ولذلك سميت سورة التوبة بالفاضحة كما عن سعيد بن جبير ، قال : قلت لابن عباس : سورة التوبة؟ فقال : التوبة؟! بل هي الفاضحة ، ما زالت تنزل «ومنهم ..» حتى ظننا أن لن يبقى منا أحد إلا ذكر فيها! (٢).
وسميت بذلك لأنها فضحت المنافقين بإظهار نفاقهم (٣) ، ومنهم أهل العقبة الذين هموا بما لم ينالوا وقالوا كلمة الكفر ، وعرفهم حذيفة وعمار في الواقعة المعروفة في كتب السير والتفاسير.
وتسمى بالمبعثرة ، وذلك عن ابن عباس ، لأنها تبعثر عن أسرار المنافقين ، أي تبحث عنها (٤).
وتسمى البحوث ، فعن أبي أيوب الأنصاري أنه سماها بذلك ، لأنها تتضمن ذكر المنافقين والبحث عن سرائرهم (٥).
وتسمى بالحافرة ، فعن الحسن ، لأنها حفرت عن قلوب المنافقين ما
__________________
(١) صحيح البخاري ٩ / ١٠٤ ح ٥٧.
(٢) الدر المنثور ٤ / ١٢٠.
(٣) مجمع البيان ٥ / ٥.
(٤) مجمع البيان ٥ / ٥.
(٥) مجمع البيان ٥ / ٦.
كانوا يسترونه (١).
ومن الواضح أنه لم تكن هذه الفئة وغيرها من المنافقين من قبيل عبد الله بن أبي سلول وجماعته ، ممن كان ظاهر النفاق والشقاق وشاهر بهما ، وإنما فضحت سورة التوبة المتسترين الذين كانوا في شدة خفاء ، ولا ريب أنهم كانوا ذوي خطب ووقع في مجريات الأمور ، ويرون أن حجر العثرة الأساس أمام مخططاتهم هو وجود الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولذلك شدد القرآن على أهمية ملاحقتهم.
وتسمى المثيرة ، لأنها أثارت مخازيهم ومقابحهم (٢).
فلها عشرة أسماء كما ذكر المفسرون (٣).
ومع كل ما تضمنته سورة التوبة ، وما كان سبب النزول الرئيسي لها ، ومع ما تبين من دلالة «الأولين ، السابقين ، والاتباع بالإحسان» بتحديدها لدائرة خاصة جدا ، كيف يتجرأ على نسبة التعميم في مفاد الآية المتقدمة؟!
ومما ذكرنا يظهر الحال في مفاد الآية الخامسة من تعداد الآيات التي يستدل بها ، وهي قوله تعالى في سورة التوبة نفسها : (لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم) (٤) فإن «المهاجر» ـ كما تقدم ـ لا يطلق على كل مكي أسلم وانتقل إلى المدينة وكان في ركاب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كما دلت على ذلك سورة التوبة
__________________
(١) مجمع البيان ٥ / ٦.
(٢) مجمع البيان ٥ / ٦.
(٣) أنظر : مجمع البيان ٥ / ٥ ـ ٦.
(٤) سورة التوبة ٩ : ١١٧.
بتقسيمها من كان مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى فئات عديدة صالحة وطالحة.
وكذا الحال في عنوان «الأنصاري» ، فهو ليس كل مدني أسلم وكان في ركاب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، مع أن الآية المذكورة في تفسيرها الوارد عن أهل البيت عليهمالسلام ، دالة على تكفير ذنب وخطيئة صدرت منهم ، وأن التوبة على الله تعالى بلحاظ ذلك (١).
وأما الآية الثانية :
فهي قوله تعالى : (للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون * والذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون * والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم) (٢).
فقد روى السيوطي وغيره عن جمع أنهم يحتجون بهذه الآيات على عدم جواز تناول الصحابة بقص ما وقع منهم ، وأن من يتناولهم بسوء ما صدر من أفعال بعضهم ففي قلبه غل ، وأن من يقص ما جرى بينهم لا يدخل في مدلول (والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين
__________________
(١) مجمع البيان ٥ / ١٢٦ ـ ١٢٧.
(٢) سورة الحشر ٥٩ : ٨ ـ ١٠.
آمنوا) (١).
ولأجل تحصيل المفاد الصحيح للآيات ينبغي ذكر الآيتين اللاحقتين ، وهما : (ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون * لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون) (٢) ..
فترى أن سورة الحشر هنا كسورة التوبة المتقدمة ، فهي لا تقتصر في تقسيم من كان مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى الفئة الصالحة فحسب ، بل تنبه على ذكر الجماعة الطالحة ، وهم المنافقون ، وهو إبطال لدعوى التعميم في كل من صحب ولقي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
كما أن السورة في الآيات المذكورة تحدد وتفسر «المهاجر» بأنه من توافر على قيود أربعة ، وهي :
الأول : الذي أخرج من دياره وأمواله.
الثاني : كون خروجه ابتغاء فضل الله ورضوانه ، كما قدمناه مرارا من أن الهجرة في الاستعمال القرآني هي في المعنى الخاص من الفعل العبادي في سبيل الله ، لا قصد الحطام الدنيوي.
الثالث : نصرة الله ورسوله ، وقدمنا أن كتب السير ملأى بمن كان يجبن في الحروب ومنازلة الأبطال في ساعة العسرة والشدائد ممن يقال
__________________
(١) الدر المنثور ٨ / ١٠٥ ـ و ١١٣ ـ ١١٤ ، تفسير الطبري ١٢ / ٤٣ ح ٣٣٨٨٨ ، تفسير الفخر الرازي ٢٩ / ٢٨٩ ، تفسير البغوي ٤ / ٢٩٢.
(٢) سورة الحشر ٥٩ : ١١ و ١٢.
عنهم إنهم من الخاصة الذين صحبوا النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
الرابع : الصدق ، وهو ـ كما تقدمت الإشارة المختصرة إليه ـ قد شرح في آيات عديدة ، كقوله تعالى : (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا * ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما) (١) ..
فالاستقامة حتى آخر العمر ، وعدم التبديل ، من مقدمات الصدق ، ولذلك اشتهر بين الصحابة في طعنهم على بعضهم بأنه بدل وأحدث ، كما درج هذا الاستعمال بكثرة عندهم في فتنة قتل عثمان وبقية الفتن التي دارت بينهم ، فدلت الآية على اشتراط الوفاء بالعهد وعدم التبديل في وصف المؤمنين بالصدق.
وكقوله تعالى في سورة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم : (ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت فأولى لهم * طاعة وقول معروف فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم * فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم * أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم * أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها * إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم * ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم إسرارهم * فكيف إذا
__________________
(١) سورة الأحزاب ٣٣ : ٢٣ و ٢٤.
توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم * ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم * أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم * ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم) (١).
فنرى في سورة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم أنها تشترط في عنوان الصدق الثبات عند الزحف وعدم الفرار والجبن ، بينما المنافق الخفي جبان في الحروب والنزال كأنه يغشى عليه من الموت لشدة خوفه وجبنه ، فإذا قاد جيشا ليفتح حصنا عاد يجبن الناس والناس يجبنونه ، بخلاف الصادق ، فإنه كرار غير فرار ، يفتح الله على يديه ..
والمنافق الخفي المحترف للنفاق يحزن من هول القتال والكفار ، ويقول ـ مثلا ـ : يا رسول الله! إنها قريش وخيلاؤها ، ما هزمت قط. فليس ذلك علامة الصدق في ما يدعيه من الإيمان ، فهذا الصحابي الذي أشارت إلى فئته سورة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم هو المنافق المحترف ، وصفتهم عكس ما أشير إليه في سورة الفتح بقوله تعالى : (أشداء على الكفار رحماء بينهم) (٢) ، وإن صحابي هذه الفئة غظ فظ مع المؤمنين في السلم ، هجين ذعر جبان في الحرب مع الكفار.
ثم إن السورة تلاحق وجود فئة محترفة للنفاق وهي : (الذين في قلوبهم مرض) (٣) وهي الفئة التي أشارت إليها سورة المدثر المكية (٤) ،
__________________
(١) سورة محمد ٤٧ : ٢٠ ـ ٣٠.
(٢) سورة الفتح ٤٨ : ٢٩.
(٣) سورة محمد ٤٧ : ٢٠ و ٢٩.
(٤) سورة المدثر ٧٤ : ٣١.
رابع سورة أنزلت في بداية البعثة ، وكشفت عن وجود هذه الفئة في صفوف المسلمين الأوائل ، وهذه السورة تنبئ عن غرض هذه الفئة من إسلامها منذ البدء ، وهو تولي الأمور ، وعرضت بتوليهم للأمور ومقدرات الحكم ، وإفسادهم في الأرض ، وسيرتهم على غير سيرة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وسننه ، وتقطيعهم للرحم التي أمروا بوصلها ، وأن إسلامهم في بدء الدعوة ـ كما في سورة المدثر ـ هو لذلك الغرض ، لما اشتهر من الأنباء من الكهنة واليهود عن ظفر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بالعرب والبلدان ، كما أشارت إليه الآية عن اليهود قبل الإسلام بقوله تعالى : (ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين) (١).
كما إن سورة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم تكشف عن وجود ارتباط بين هذه الفئة (الذين في قلوبهم مرض) وبين الكفار الذين كرهوا ما نزل الله ، وإنهم يعدونهم بطاعتهم في بعض الأمر والشؤون الخطيرة ، ويحسبون أن الله ليس بكاشفهم ، فالسورة تكشف عن فئة منافقة أخفت نفاقها فغدت محترفة في الاختفاء .. (لو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول) (٢) ، في مقابل الفئة المؤمنة أهل الصدق .. كما تكشف عن فئة مرتدة في الباطن عن الإسلام ..
والحاصل : إن سورة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم عندما تشير إلى شرائط عنوان الصدق ، فإنها تشير ـ كذلك ـ إلى تقسيم من كان مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ممن صحبه ، لا التسوية بينهم وجعلهم في كفة واحدة ، فهل إن من يقسم
__________________
(١) سورة البقرة ٢ : ٨٩.
(٢) سورة محمد ٤٧ : ٣٠.
الصحابة إلى فئات ـ تبعا للقرآن الكريم في تقسيمه لهم ـ يؤمن بالكتاب كله؟! أم من يبعض الإيمان ، فهو يؤمن ببعض آيات السورة دون بعضها الآخر ، مع إنه لم يصب ذلك البعض أيضا؟!
وكذا يشير إلى معنى الصدق قوله تعالى في سورة الأحزاب : (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا * إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا * هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا * وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا * وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا * ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لأتوها وما تلبثوا بها إلا يسيرا * ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار وكان عهد الله مسؤولا * قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا * قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا * قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا * أشحة عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير * أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك على الله يسيرا * يحسبون الأحزاب لم يذهبوا وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بأدون
في الأعراب يسألون عن أنبائكم ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إلا قليلا * لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا * ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما * من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا * ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما) (١).
نقلنا الآيات بطولها من سورة الأحزاب ليبين الجو الذي تصوره الآيات لنا في واقعة الخندق ، كما أن هذه السورة تبين أيضا أن من شرائط الصدق : الثبات عند الزحف ، والشجاعة في الحروب ، وعدم الفرار ، إلا أن المنافقين والذين في قلوبهم مرض إذا ذهب الخوف سلقوا المؤمنين بألسنة حداد ، فالحدة ليست في شجاعتهم وبطولتهم في النزال والشدائد ، بل في لسانهم في وقت السلم ، يبتذلون الفظاظة والغظاظة حتى مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ويتقدمون بما يرتأونه على الله ورسوله : (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم * يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون) (٢) ..
فمن الغريب بعد ذلك أن يرووا في فضائل بعض الصحابة اعتراضه على الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في أربع موارد لفقوها ، وأن القرآن نزل بخلاف قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ووفاقا لرأي ذلك الصحابي ، وفي بعض الروايات أنه أمسك
__________________
(١) سورة الأحزاب ٣٣ : ٩ ـ ٢٤.
(٢) سورة الحجرات ٤٩ : ١ و ٢.
بثوب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وجذبه! وكأنهم لم يقرؤوا سورة الحجرات ولم يقرؤوا قوله تعالى : (قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين) (١) ولم يقرؤوا قوله تعالى : (إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم * إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون * ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم والله غفور رحيم * يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين * واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون) (٢) ..
فالقرآن يجعل هذه الهالة المقدسة لشخصية النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ويجعل أحكاما عديدة لكيفية الارتباط بالرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم من التوقير له ، وخفض الصوت ، وعدم التقدم على أمره وحكمه ، وعدم مخالفته وعصيانه بالتسليم له ، وإن ذلك هو الإيمان ، وهو امتحان القلب بالتقوى ..
فكيف يكون ما يذكرونه من مجابهة ذلك الصحابي لنبي الله صلىاللهعليهوآلهوسلم منقبة وفضيلة؟!
وكيف يعتقد بتكلف رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خلاف ما شرع وحدد له من الله تعالى ، ويجعلون ذلك الصحابي يستنكر فعل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ويردعه عنه ـ والعياذ بالله تعالى ـ ثم ينزل القرآن بتقرير رأي الصحابي على قول نبي الله
__________________
(١) سورة ص ٣٨ : ٨٦.
(٢) سورة الحجرات ٤٩ : ٣ ـ ٧.
تعالى ، الذي قال الله فيه : (وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى) (١)؟!
نعوذ ونستجير بالله من هذه الأقاويل!
أليس هذا تبجيلا للصحابي وغلوا فيه إلى حد جعلوه فوق مقام النبوة والرسالة ، وردا على قول الله تعالى في شأن رسوله في سورة الحجرات وغيرها من السور؟!
ومما يستغرب منه أن العديد من السور تجعل هذه الصفة ـ وهي عدم الإقدام في الحروب والشدائد ، والإقدام بحدة اللسان والفظاظة في السلم مع المؤمنين أو مع الرسول ـ من علامات المنافقين ، أو الذين في قلوبهم مرض ـ كما في سورة الفتح وسورة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وسورة الحجرات وسورة الأحزاب وغيرها ـ ، فكيف تصاغ هذه الصفة كفضيلة من الفضائل ، وتسمى بالشدة والغيرة في ذات الله وكراهة الباطل؟!!
ونعود ثانية إلى سورة الأحزاب ، فنقول : إنها تشترط في الصدق ، الصدق عند النزال في الحروب والشدائد ، والرحمة ولين العريكة مع المؤمنين ، بل الآية تنفي الإيمان وتحبط عمل من اتصف بالجبن في الحروب ـ كحرب الأحزاب (الخندق) ـ وبحدة اللسان في السلم مع المؤمنين ..
كما إن هذه السورة تقسم من صحب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى فئات صالحة وطالحة ، وتنفي صلاح المجموع ، بل تميزهم إلى فئة مؤمنة ثابتة في الزلازل ، وفئة المنافقين ، والذين في قلوبهم مرض ـ وهم أكثر احترافا
__________________
(١) سورة النجم ٥٣ : ٣ و ٤.
للنفاق من الفئة الأولى ، وأشد خطرا ، كما تبين في سورة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وسورة المدثر ـ ، وفئة المعوقين ..
كما تدعو السورة إلى التأسي بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والاقتداء به ومتابعته ، لا الرد والاعتراض عليه كما هو دأب المنافقين ودأب الفئة الثانية (الذين في قلوبهم مرض) (١) ودأب بعض القالين ، يجعل ذلك منقبة لبعض الصحابة .. (قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله بكل شئ عليم) (٢).
فأين هي السورة القرآنية التي لا تقسم من صحب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ولا تميزهم إلى فئات عديدة مختلفة؟!
وكذا يشير إلى معنى «الصدق» قوله تعالى في سورة الحجرات : (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا إن الله غفور رحيم * إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون * قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله بكل شئ عليم * يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين * إن الله يعلم غيب السماوات والأرض والله بصير بما تعملون) (٣) ..
__________________
(١) سورة المائدة ٥ : ٥٢ ، سورة الأنفال ٨ : ٤٩ ، سورة التوبة ٩ : ١٢٥ ، سورة الأحزاب ٣٣ : ١٢ و ٦٠ ، سورة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ٤٧ : ٢٠ و ٢٩ ، سورة المدثر ٧٤ : ٣١.
(٢) سورة الحجرات ٤٩ : ١٦.
(٣) سورة الحجرات ٤٩ : ١٤ ـ ١٨.
فهذه السورة بآياتها هذه هي أيضا تشترط في معنى الصدق : الإيمان ، مع الاستقامة عليه بعدم الارتياب ، والمجاهدة في سبيل الله ، مع أنه قد روى أكثر المفسرين والمؤرخين أن بعض من يعد ويحسب من خاصة الصحابة قد ارتاب في نبوة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وحقانية الدين في صلح الحديبية واعتراضه على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم!
وبعدما تحصل لدينا معنى الصدق والصادقين من العديد من السور ، يتبين بوضوح لا ريب فيه أن المقصود من قوله تعالى في الآية الأولى من الآيات الثلاث المتقدمة من سورة الحشر ، وهي : (للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون) (١) ليس هو كل مكي أسلم وانتقل إلى المدينة وصحب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بل خصوص من توافرت فيه القيود العديدة المذكورة في الآية ، والتي منها الصدق ، والذي بينت السور العديدة الأخرى عدم توافره في جميع الصحابة ، بل توافر في فئة منهم دون غيرها من الفئات ، وأنهم ضرب من الجماعات.
وكيف يحتمل وصف الآية كل مكي ونحوه أسلم وانتقل إلى المدينة أنه صادق ، وقد صدر من العديد منهم مخالفات ، كالفرار من الزحف الذي هو من الكبائر؟!
هذا ، وقد فر كل الصحابة يوم حنين إلا ثلة من بني هاشم كما في قوله تعالى : (لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم
__________________
(١) سورة الحشر ٥٩ : ٨.
وليتم مدبرين * ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين) (١) ، ووقعة حنين كانت بعد عام الفتح!
وكذا ما أتاه الصحابة في صلح الحديبية ، وفي مقدمتهم بعضهم من الاعتراض على صلح النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم (٢) كما سيأتي تفصيله!
وكذا ما أتاه عدة من الصحابة من التخلف عن جيش أسامة ، الذي جهزه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لقتال الروم ، وقد لعن صلىاللهعليهوآلهوسلم من تخلف عن جيش أسامة وقال : «نفذوا جيش أسامة»! (٣).
وقد اقتتل الأوس والخزرج بالأيدي والنعال والعصي (٤) فنزلت الآية : (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيئ إلى أمر الله) (٥)!
ألم يمنع بعض الصحابة من كتابة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كتابا ـ في مرضه الأخير ـ لا يضل المسلمون بعده ما إن تمسكوا به ، وقولة ذلك الصحابي : إن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم غلبه الوجع ـ أو : المرض ـ ، أو : إن الرجل ليهجر؟! (٦) وقد قال تعالى : (ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى *
__________________
(١) سورة التوبة ٩ : ٢٥ ـ ٢٦.
(٢) أنظر : تاريخ الطبري ٢ / ١٢٢ حوادث سنة ٦ ه ، البداية والنهاية ٤ / ١٣٦ حوادث سنة ٦ ه.
(٣) أنظر : الملل والنحل ـ للشهرستاني ـ ١ / ١٢ ، شرح نهج البلاغة ٦ / ٥٢ ، شرح المواقف ٨ / ٣٧٦.
(٤) أنظر : تفسير الدر المنثور ٧ / ٥٦٠.
(٥) سورة الحجرات ٤٩ : ٩.
(٦) أنظر : صحيح البخاري ٤ / ٢١١ ح ١٠ وج ٦ / ٢٩ ح ٤٢٢ ، صحيح مسلم ٥ / ٧٥ ـ ٧٦ ، مسند أحمد ١ / ٣٢٥ ، الكامل في التاريخ ٢ / ١٨٥ حوادث سنة ١١ ه.
إن هو إلا وحي يوحى) (١) وقال تعالى : (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم * يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون) (٢) وقال : (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) (٣) وقال : (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) (٤) وقال : (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا) (٥)!
وكم من واقعة قد أبرم وقطع فيها غير واحد من العشرة المبشرة قبل أن يحكم الله ورسوله فيها؟!
بل تقدموا في أشياء قد تقدم الله ورسوله فيها بحكم خلافا وردا لذلك الحكم ، كما في الأمثلة المتقدمة وغيرها!
ثم إنه بقرينة الآية الثالثة من آيات سورة الحشر المزبورة ، وهي : (والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان) (٦) يتبين أن المراد من «الفقراء المهاجرين» هم «السابقون» ، وقد تقدم في سورة التوبة المراد من «السابقين» فلا تغفل ، ويعضد ذلك أيضا التوصيف ب «الصدق» كما تقدم.
أما الآية الثانية من الآيات الثلاث من هذه السورة : (والذين تبوؤا
__________________
(١) سورة النجم ٥٣ : ٢ ـ ٤.
(٢) سورة الحجرات ٤٩ : ١ و ٢.
(٣) سورة الحشر ٥٩ : ٧.
(٤) سورة الأحزاب ٣٣ : ٢١.
(٥) سورة المائدة ٥ : ٩٢.
(٦) سورة الحشر ٥٩ : ١٠.
الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) (١).
فقد قيدت الآية المديح بعدة قيود ، فلم تكتف بتبوؤ الدار ، بل قيدته بالإيمان ، والمحبة لمن هاجر إليهم ، والإيثار على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ، وعدم الشح ..
ومن البين ضيق الدائرة بلحاظ هذه القيود ، لأنه يخرج المتبوئ للدار المنافق ، أو من انضم إلى فئة الذين في قلوبهم مرض ، أو من كان من أهل المدينة من الذين مردوا على النفاق ـ كما في سورة التوبة ـ (لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم) (٢) ، أو غيرها من النماذج التي استعرضتها سور التوبة والأحزاب ومحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم والبقرة والأنفال والمائدة ، وغيرها من السور المتعرضة للفئات الطالحة التي صحبت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من ألوان المنافقين المختلفة.
فلا الآية الثانية هذه من سورة الحشر مطلقة لكل مدني أسلم ، ولا الآيات الأخرى الناصة على أن بعض الفئات الطالحة السيئة هي من أهل المدينة تبقي الإطلاق المتوهم.
هذا ، مع أنه قد ورد في كتب أصحابنا عن أهل البيت عليهمالسلام أن ذيل الآية (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) قد نزلت في علي وفاطمة عليهماالسلام ، بل رووا
__________________
(١) سورة الحشر ٥٩ : ٩.
(٢) سورة التوبة ٩ : ١٠١.
ذلك أيضا عن رواة العامة عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم (١) ، نعم ، في بعض الروايات أن سيد هذه الآية وأميرها علي عليهالسلام ، مما يدل على عموم المعنى ، ولا غرابة في ذلك بعد كون الآيات مختلفة نزولا ، فلعل صدرها في مورد وذيلها في آخر ، وكم له من نظير في الآيات.
وعلى كل حال ، فالآية تقيد بعدة قيود ، فلا مسرح لتوهم الإطلاق.
الموالاة والبراءة :
وأما قوله تعالى : (والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا إنك رؤوف رحيم) (٢) فالآية تقيد الاستغفار لمن سبق بالإيمان ، لا لمن سبق بظاهر الإسلام ، وتنفي الغل عن الذين آمنوا.
أما قوله تعالى : (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم * وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم) (٣) ، فقد علل النهي عن الاستغفار لمن يكون من أصحاب الجحيم عدوا لله العزيز ..
وقد بينت سور القرآن العديدة المتقدمة أن العديد ممن صحب النبي الصادق الأمين صلىاللهعليهوآلهوسلم ولقيه كان من فئات المنافقين ، أو الذين في قلوبهم
__________________
(١) الأمالي ـ للطوسي ـ : ١٨٥ ح ٣٠٩ المجلس ٧ ، مجمع البيان ٩ / ٣٨٦ ، تفسير الصافي ٥ / ١٥٧ ، وانظر : شواهد التنزيل ٢ / ٢٤٦ ـ ٢٤٧ ح ٩٧٠ و ٩٧١.
(٢) سورة الحشر ٥٩ : ١٠.
(٣) سورة التوبة ٩ : ١١٣ و ١١٤.
مرض ، أو الماردين على النفاق ، أو الذين يلمزون المؤمنين ، أو الذين يؤذون النبي ، أو المعوقين عن القتال ، أو المتخلفين ، أو غيرهم من النماذج السيئة ، وتوعدهم الله تعالى بالعذاب واللعن ، وأن الكافرين سواء في العاقبة.
فمع كون الاستغفار من المؤمنين محرم لهذه الفئات التي صحبت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فكيف يتوهم شمول الاستغفار والحب لكل مكي ونحوه أسلم في الظاهر وانتقل إلى المدينة ولكل مدني أسلم في الظاهر؟! وقد عرفت أن سورة المدثر ـ رابع سورة نزلت ـ وسورتي العنكبوت والنحل المكيات ، قد تتبعت وجود فئة محترفة للنفاق منذ أوائل البعثة ، وأطلقت عليها عنوان : (الذين في قلوبهم مرض) ، ولاحق القرآن الكريم خطواتهم في العديد من السور تحت هذا العنوان وبين أهدافهم من إظهار الإسلام والالتحاق بركب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وقد ورد النهي في العديد من الآيات عن موادة من حاد الله ورسوله ، قال تعالى : (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضياللهعنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون) (١).
وقد وصف القرآن العديد من الفئات التي كانت تصحب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بالمحادة لله ولرسوله ، قال تعالى : (إن الذين يحادون الله ورسوله كبتوا
__________________
(١) سورة المجادلة ٥٨ : ٢٢.
كما كبت الذين من قبلهم وقد أنزلنا آيات بينات وللكافرين عذاب مهين ... ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول ... ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون * أعد الله لهم عذابا شديدا إنهم ساء ما كانوا يعملون * اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله فلهم عذاب مهين * لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون * يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شئ ألا إنهم هم الكاذبون * استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون * إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين) (١).
فترى أن القرآن ما يفتأ يلاحق النماذج العديدة من ألوان الذين في قلوبهم مرض والمنافقين وأنشطتهم المضادة لمحور المسيرة الإلهية وهو المسير النبوي ..
وفي سورة التوبة المتقدمة ، المستعرضة لنماذج منهم ـ بعد قوله تعالى : (ومنهم ... ومنهم ...) ـ : (ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين آمنوا منكم والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم * يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين * ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله فأن له نار جهنم خالدا فيها ذلك
__________________
(١) سورة المجادلة ٤٨ : ٥ و ٨ و ١٤ ـ ٢٠.
الخزي العظيم) (١).
ومنهم من آذى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في ابنته فاطمة عليهاالسلام (٢) ..
فمع هذا كله كيف لا يتحرج المؤمن المتدين في محبة كل مكي أسلم وانتقل إلى المدينة ، وكل مدني أسلم؟! وقد تقدم حديث حذيفة الذي رواه مسلم في كتاب المنافقين أن أصحاب مؤامرة العقبة ـ بعد غزوة تبوك ـ اثنا عشر هم حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد.
أليس من حاد الله ورسوله ، وجعل نفسه ندا لهما ، منافق ذو شقاق لله ورسوله ، فكيف يتخذونه وليا ومحبوبا وقد قال تعالى : (ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب * إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب * وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار) (٣)؟!
فمع كل هذا النكير والتحذير القرآني من اتباع وموادة من حاد الله تعالى ورسوله ، من النماذج الطالحة التي كانت تعايش النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في المدينة ، أو في ركبه في القتال ، كما تذكر ذلك سورة التوبة وغيرها ، وبعضهم ـ كما عرفت من سورة المدثر ـ قد التحقوا بالإسلام ظاهريا منذ أوائل البعثة النبوية ، فكيف يستحل القائل بالتعميم الموالاة للجميع؟!
__________________
(١) سورة التوبة ٩ : ٦١ ـ ٦٣.
(٢) أنظر : مسند أحمد ١ / ٤ و ٦.
(٣) سورة البقرة ٢ : ١٦٥ ـ ١٦٧.
وأما الآية الثالثة :
فهي قوله تعالى : (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا) (١) وقوله تعالى في السورة نفسها : (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما) (٢).
ولأجل تحصيل مفاد هذه الآيات بدقة لا بد من الالتفات إلى الأمور التالية :
الأمر الأول : إنه تم في صدر السورة الكريمة تقسيم من كان مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى مؤمن ومنافق ، قال تعالى : (هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما * ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزا عظيما * ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم
__________________
(١) سورة الفتح ٤٨ : ١٨.
(٢) سورة الفتح ٤٨ : ٢٩.
جهنم وساءت مصيرا) (١) ..
فهذه السورة شأنها شأن بقية السور القرآنية تقسم وتميز من كان مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى صالح وطالح ، ولا تجعلهم فئة واحدة ، كما إنها تبين أن السكينة تنزل على المؤمنين دون المنافقين ممن صحب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومن ثم يتبين أن الرضا والسكينة في الآية ١٨ منها خاصة بالمؤمنين الذين بايعوا تحت الشجرة لا غيرهم ، أي ليس كل من بايع فهو مؤمن وقد رضي الله عنه ..
فالرضا كفعل أسند وتعلق بالمؤمنين الذين وضعوا في صدر السورة في قبال المنافقين ، فهؤلاء الذين تميزوا عن أولئك رضياللهعنهم حال مبايعتهم للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وستأتي شواهد أخرى على تخصيص الرضا بهم لا بكل من بايع ، إذ ليس لفظ الآية هكذا : «لقد رضي الله عن الذين يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم» ، أي ليس الرضا لمطلق الذين بايعوا بل مقيد ، وقد خصص الله تعالى ذلك أيضا في قوله : (فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها وكان الله بكل شئ عليما) (٢) ..
بينما لم تعم السكينة من كان مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في الغار كما في قوله تعالى : (إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله
__________________
(١) سورة الفتح ٤٨ : ٤ ـ ٦.
(٢) سورة الفتح ٤٨ : ٢٦.
هي العليا والله عزيز حكيم) (١).
الأمر الثاني : إن قوله تعالى في سورة الفتح : (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما) (٢) ترى فيه أن الحكم لم يخصص بإسناد المبايعة إلى خصوص المؤمنين ، بل إلى عموم الذين بايعوا ، أي الذين كانوا معه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وحينئذ اشترط عليهم الوفاء بالبيعة وعدم النكث ، وفي الآية إشعار بوجود كلا الفئتين ، ومن ثم عرف بين الصحابة اصطلاح «بدل» و «نكث» في الطعن الذي يوجهونه على بعض منهم.
ومنه يظهر أن الرضا ـ حتى الذي أسند إلى المؤمنين منهم خاصة ـ مشروط بالوفاء بما عاهدوا الله عليه ، وأن الرضا هو لأجل تسليمهم ومبايعتهم لا مطلقا ، و (إذ) من قبيل التعليل.
الأمر الثالث : وهو متفق مع سابقيه ، وهو أن قوله تعالى في آخر السورة : (محمد رسول والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ... وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما) (٣) يصف الذين معه بالشدة على الكفار والرحمة فيما بينهم ، وقد أنبأتنا سورة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وسورة الأحزاب وسورة التوبة وغيرها من السور ـ كما تقدمت الإشارة إلى بعضها ـ إلى وجود فئات من المنافقين والذين في قلوبهم مرض مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا جاء الخوف تدور أعينهم
__________________
(١) سورة التوبة ٩ : ٤٠.
(٢) سورة الفتح ٤٨ : ١٠.
(٣) سورة الفتح ٤٨ : ٢٩.
كالمغشي عليه من الموت ، فإذا ذهب الخوف سلقوا المؤمنين بألسنة حداد ، وإذا جاءت الأحزاب يودون لو أنهم بأدون في الأعراب ، يقولون بيوتنا عورة ، وإن تولى أحدهم الأمور العامة أفسد في الأرض وقطع الأرحام (١) ، وأغلظ وكان فظا مع المؤمنين والمسلمين.
وبهذا يتبين أن هذه الآية في سورة الفتح تشير إلى مديح فئة خاصة ، ومعنى خاص من «المعية» بمعنى النصرة الصادقة ، ويدل على ذلك أيضا تقييد الآية الوعد الإلهي بالمغفرة والأجر العظيم بخصوص المؤمنين العاملين للصالحات ، أي أن الآية جاءت بلفظ (منهم) الدال على التبعيض وعدم العموم.
وهذا ما نطقت به السور جميعها ، فهي تؤكد على تبعيض المجموع الذي صحب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ سواء في القتال ، أو في السلم حضرا أو سفرا ـ إلى صالح وطالح ، كما إن السورة تشترط لحصول المغفرة والأجر العظيم الإيمان والعمل الصالح ، أي الوفاء بالشرط.
الأمر الرابع : إن شأن وقوع بيعة الشجرة ونزول آياتها ـ كما ذكر ذلك في كتب الرواية والتفسير والسير ـ هو ما وقع في صلح الحديبية من عصيان أكثر من كان مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أمره صلىاللهعليهوآلهوسلم إياهم بالحلق والإحلال من الإحرام بعدما صدوا عن الاعتمار إلى بيت الله الحرام ، وصار الأمر إلى عقد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الصلح مع قريش ، والذي كان فيه انتصار كبير لرسول الله وللمسلمين على قريش ـ كما وعد الله تعالى نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ ..
إلا أن الذين كانوا في ركبه صلىاللهعليهوآلهوسلم مضافا إلى أنهم لم يدركوا الحكمة
__________________
(١) لاحظ سورة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ٤٧ : ٢٠ ـ ٢٤ ، وما ذكرناه سابقا.
من ذلك ، لم يسلموا لأمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أيضا ، وفي مقدمتهم أحد الصحابة ممن يحسب من الخاصة ، فقد ذكرت كتب الصحاح والتواريخ شدة اعتراضه ورده لأمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى إنه ارتاب في دينه ، وقد قال تعالى : (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون * قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله بكل شئ عليم) (١) وقال : (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا) (٢).
ولذلك قدمنا في بيان آيات سورة الحشر أن اصطلاحات «الفقراء المهاجرين» ... و «الصادقين» لا تعم كل من صحب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فكان من الكثير ممن في ركبه صلىاللهعليهوآلهوسلم حالة عدم انصياع وعدم استجابة وعدم ائتمار ، حتى دخل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خيمته مغضبا فاستخبرته الحال أم سلمة ، فأشارت عليه صلىاللهعليهوآلهوسلم بأن يبتدر ويحلق فسيضطرون إلى متابعته ، فلما رأى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم منهم مثل ذلك استوثق منهم بالبيعة تحت الشجرة كي لا يصدر منهم نكول مرة أخرى ، فالبيعة أخذت لإنشاء التعهد والوفاء والالتزام بمقتضى الشهادتين التي أقروا بها.
ومن ذلك كله يفهم أن «الرضا» في الآية كان بعد اعتراض كثير من الصحابة ـ ممن بايع بعد ذلك ـ على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وحصول حالة من عدم التسليم والنكول بينهم ، وما يوجب السخط الإلهي عليهم ، ومع ذلك فإن
__________________
(١) سورة الحجرات ٤٩ : ١٥ و ١٦.
(٢) سورة الأحزاب ٣٣ : ٣٦.
هذا «الرضا» خصص بالمؤمنين لما بايعوا ، ولم يسند إلى عموم الذين بايعوا كما عرفت ..
ومع ذلك أيضا اشترط الوفاء بالبيعة وعدم النكث ، أي الوفاء بالعهد الإلهي حتى حلول الأجل.
ومع كل ذلك ، فقد دلت السورة الكريمة على مديح بعض من صحب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بلفظة (منهم) في آخر آية منها.
أما الآيتان الرابعة والخامسة :
فهي قوله تعالى : (والذين هاجروا في الله من بعدما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون * الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون) (١) .. وقوله تعالى : (ثم إن ربك للذين هاجروا من بعدما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم) (٢) ..
وقوله تعالى : (لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعدما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم) (٣).
ولأجل إدراك معنى ومفاد الآيات الشريفة لا بد من الالتفات إلى أن الآية الثانية المذكورة آنفا من سورة النحل قد سبقتها الآيات التالية : (من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من
__________________
(١) سورة النحل ١٦ : ٤١ و ٤٢.
(٢) سورة النحل ١٦ : ١١٠.
(٣) سورة التوبة ٩ : ١١٧.
شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم * ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدي القوم الكافرين * أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون * لا جرم أنهم في الآخرة هم الخاسرون * ثم إن ربك للذين هاجروا ...) (١) ..
ففي هذه الآيات المكية دلالة على ظهور النفاق قبل الهجرة ، وأن هناك من المسلمين من يكفر بالله بلسانه بعد إسلامه مع انشراح صدره بذلك من دون إكراه ، بل حبا في الحياة الدنيوية الوادعة ، وأولئك مطبوع على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم ، وهم في غفلة عن الحق وهم الخاسرون ..
وقيل : إنها نزلت في عبد الله بن أبي سرح (٢) ، من بني عامر بن لؤي ، لكن ظاهر لفظ الجمع في الآيات يعطي أنها نزلت في مجموعة وفئة تطمع في الأغراض الدنيوية.
هذا ، مضافا إلى ما تشير إليه سورة المدثر ، المكية ـ رابع سورة نزلت ـ من وجود فئة الذين في قلوبهم مرض في أوائل البعثة في صفوف المسلمين ، وتشير بقية السور إلى ملاحقة هذه الفئة وأهدافها وارتباطاتها بكل من الكفار وأهل الكتاب.
فمن البين أن «الذين هاجروا» في هذه السورة لا يراد به كل مكي أسلم في الظاهر وانتقل إلى المدينة ، كيف؟! وهي تقسم المسلمين إلى فئة صالحة ، وأخرى طالحة تنشرح بالكفر صدرا بعد الإيمان ، حبا في الدنيا ،
__________________
(١) سورة النحل ١٦ : ١٠٦ ـ ١١٠.
(٢) أنظر مثلا : تفسير القرطبي ١٠ / ١٢٦ ، تفسير الدر المنثور ٥ / ١٧١.
مطبوع على قلوبها ، وكذلك سورة المدثر السابقة لها نزولا ..
بل إن في الآية الأولى المذكورة من هذه السورة تقييد الهجرة بكونها في الله ، لا لإجل الأغراض والطموحات الدنيوية وتقلد المناصب أو بعض الأمور كما هو دأب فئة (الذين في قلوبهم مرض) كما تشير إلى ذلك سورة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، الآيات ٢٠ ـ ٢٤ ، بعدما اطلعوا على ظفر ونصر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم على العرب ، اطلعوا على ذلك من أهل الكتاب ، فقد كانوا على صلة بهم كما تشير إلى ذلك سورة المائدة ، الآية ٥٢ ، إذ كان أهل الكتاب على علم بذلك كما قال تعالى عنهم : (وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين) (١).
وقد سبق أن بينا مفصلا أن الهجرة والمهاجر والنصرة والأنصار في القرآن ليس بمعنى كل مكي ونحوه أسلم في الظاهر وانتقل إلى المدينة ، كما أن اللفظة الثانية ليست لكل مدني أسلم في الظاهر وإن شاع ذلك في الأذهان غفلة وخطأ ، فراجع.
وقد تقدم مفاد الآية الخامسة المذكورة من سورة التوبة ، عند الكلام عن السورة ، فراجع ، وأنها في قراءة أهل البيت عليهمالسلام : (لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار) (٢) وأن هذه السورة لم تترك فئة أو لونا من ألوان المنافقين إلا وكشفتهم ، ومن ثم سميت بعشرة أسماء ، منها : الكاشفة والفاضحة للمنافقين وغير ذلك ، بل ورد فيها أمر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بمجاهدة المنافقين على حد مجاهدة الكفار سواء.
__________________
(١) سورة البقرة ٢ : ٨٩.
(٢) سورة التوبة ٩ : ١١٧.
عدم إيمان بعض البدريين
أما الآية السادسة :
فهي قوله تعالى : (والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم * والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم) (١).
ويتضح أن هذه السورة كبقية السور القرآنية في تقسيم وتمييز من صحب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وكان في ركبه ، إلى صالح وطالح ، وإلى فئات متنوعة ، ولكن ينبغي الالتفات إلى بقية آيات السورة ، قال تعالى : (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون * وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين * ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط * وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني برئ منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب * إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم) (٢).
كما إن في الآيات ٤١ ـ ٤٤ من سورة الأنفال ـ والتي سبقت هذه
__________________
(١) سورة الأنفال ٨ : ٧٤ ـ ٧٥.
(٢) سورة الأنفال ٨ : ٤٥ ـ ٤٩.
الآيات ـ نبأ عظيم وإفصاح خطير ، هو أن من كان في ركب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في غزوة بدر وأثناء القتال كانوا على ثلاث فئات : فئة مؤمنة ثابتة ، وفئة منافقة ، وفئة الذين في قلوبهم مرض ـ وهي الفئة التي أشارت إلى وجودها سورة المدثر المكية ، رابع سورة نزلت في أوائل البعثة ، في صفوف المسلمين ـ وكان من الفئتين الأخيرتين ـ لما رأتا حشد مشركي قريش وبطرهم وخيلاءهم في غزوة بدر ـ أن قالتا عن الفئة الأولى بأنها مغرورة بسبب دينهم وهو دين الإسلام ، فلم ينسبوا أنفسهم إلى الدين الإسلامي ، وإنما جعلوا أنفسهم ـ بذلك ـ على دين المشركين! والإفصاح هذا في هذه السورة عن معسكر جيش المسلمين الذي كان مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بأنه منقسم إلى ثلاث فئات ، يبطل كل الروايات التي يرويها العامة حول قدسية البدريين ، وأن الله قد غفر لهم وإن عملوا ما عملوا ـ فضلا عن كون ذلك مناقض للآيات والسور العديدة المشترطة للوفاء حتى حلول الأجل والثبات على الإيمان والعمل الصالح ـ.
كما أنه يبطل مقولة إن كل بدري أو أحدي فهو مؤمن وممدوح ومرضي حاله عند الله تعالى.
وفي الآيتين اللاحقتين المتصلتين بالآيات التي أوردناها ، يقول تبارك وتعالى : (ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق * ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد) (١) وهو تهديد ووعيد لهم بالعقوبة المبتدأ بها عند الموت.
__________________
(١) سورة الأنفال ٨ : ٥٠ و ٥١.
ولأجل ذلك ترى أن الخطاب الإلهي في هذه السورة مخصص وموجه إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والذين آمنوا خاصة دون الفئتين الأخريتين ، قال تعالى : (وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين * وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم * يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين * يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم ...) (١) ..
فخص ألفة القلوب والمساعدة على النصر والخطاب بالجهاد بالمؤمنين دون الفئتين الأخريين ، فكيف يتوهم بأن قوله تعالى : (والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا) (٢) شامل للمنافقين والذين في قلوبهم مرض ممن كان في ركب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في غزوة بدر؟!
وفي هذه السورة آيات أخرى ، وهي قوله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون * واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب * واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون * يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون) (٣).
__________________
(١) سورة الأنفال ٨ : ٦٢ ـ ٦٥.
(٢) سورة الأنفال ٨ : ٧٤.
(٣) سورة الأنفال ٨ : ٢٤ ـ ٢٧.
ففي تفسير ابن كثير عن السدي : نزلت في أهل بدر خاصة فأصابتهم يوم الجمل فاقتتلوا (١).
وفي هذه الآيات إشارة واضحة إلى أن المسلمين البدريين سيفتنون بفتنة تصيب الجميع ، وأنهم سيمتحنون بها وفيهم الظالمون ، وأن من يخون الله ورسوله والأمانات المأخوذة عليه فإن الله شديد العقاب ..
وهذه الآيات الكريمة صريحة ـ كذلك ـ في تقسيم وتمييز من صحب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في بدر وفي أوائل الهجرة إلى المدينة ، وأنهم يفتنون ، ويكون بعضهم ظالما ، ويخون الله ورسوله والأمانات المأخوذة عليه.
للبحث صلة ...
__________________
(١) تفسير ابن كثير ٢ / ٢٨٦.
|
السنة بعد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (٥) |
|
السيد علي الشهرستاني
ج ـ الإحراق :
ذكرنا سابقا خبر عائشة وأنها قالت بأن أباها قال لها : «أي بنية هلمي الأحاديث التي عندك ، فجئته بها ، فدعا بنار فحرقها» (١) وأوضحنا هناك أن أبا بكر وبفعله «الإحراق» أراد نفي الوثائق الدالة على خطئه ، لوجود أحاديث في الصحيفة تخالف اجتهاداته ، فأمر بإبادتها!!
وهكذا كان فعل عمر بن الخطاب مع الأحاديث ، إذ أمر الصحابة أن يأتوه بصحفهم «فظنوا أنه يريد أن ينظر فيها ويقومها على أمر لا يكون فيه اختلاف ، فأتوه بكتبهم ، فأحرقها بالنار» (٢).
فنحن نتساءل : كيف اتفق الشيخان على سياسة محددة تجاه الأحاديث النبوية؟!
ولم الإحراق بالنار دون الإماثة بالماء أو الدفن في التراب؟!
وماذا يعني تهديد عمر لفاطمة الزهراء عليهاالسلام والمتخلفين عن البيعة
__________________
(١) تذكرة الحفاظ ١ / ٥ ، الاعتصام بحبل الله المتين ١ / ٣٠.
(٢) تقييد العلم : ٥٣ ، حجية السنة : ٣٩٥.
بالإحراق؟! وقد قالت فاطمة : يا بن الخطاب! أجئت لتحرق دارنا؟!
قال : نعم ، أو تدخلوا في ما دخلت فيه الأمة (١).
وفي خبر آخر قيل له : إن في البيت فاطمة! قال : وإن (٢)!!
ونفذ هذا التهديد أو جزء منه ، حين أقبل عمر وبيده فتيل من نار ، فما بايع علي حتى رأى الدخان قد دخل بيته.
ولم يكن هؤلاء الممتنعون مخصوصين بهذا اللون من الاعتداء ، بل تعداهم إلى غيرهم ، فعن هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : كان في بني سليم ردة ، فبعث أبو بكر إليهم خالد بن الوليد ، فجمع رجالا منهم في الحضائر ثم أحرقهم بالنار ، فجاء عمر إلى أبي بكر فقال : انزع رجلا عذب بعذاب الله!! فقال أبو بكر : لا والله لا أشيم سيفا سله الله على الكفار حتى يكون هو الذي يشيمه ، ، ثم أمره فمضى من وجهه ذلك إلى مسيلمة (٣).
لا أدري لم يعذب خالد بعذاب لم يأمر الله به في جزاء المحاربين والساعين في الأرض فسادا؟!!
وكيف به مع قوله تعالى : (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم) (٤)؟!
وأنت ترى عدم وجود الحرق بالنار في جزائهم ، بل وجود نصوص
__________________
(١) العقد الفريد ٤ / ٢٥٩ ، تاريخ أبي الفداء ١ / ٥٦ و ١٦٤.
(٢) الإمامة والسياسة ١ / ١٢ ، أعلام النساء ٤ / ١١٤.
(٣) الطبقات الكبرى ٧ / ٢٧٨ ، سير أعلام النبلاء ١ / ٣٧٢.
(٤) سورة المائدة ٥ : ٣٣.
في السنة النبوية تنهى عن العذاب بالنار ، كقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار (١).
وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إن النار لا يعذب بها إلا الله (٢).
وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا يعذب بالنار إلا ربها (٣).
وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن «لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله» إلا بإحدى ثلاث : رجل زنى بعد إحصان ، فإنه يرجم ، ورجل يخرج محاربا لله ورسوله ، فإنه يقتل أو يصلب أو ينفى من الأرض ، أو يقتل نفسا ، فيقتل بها (٤).
وليس في هذه الفقرات ـ كذلك ـ الحرق بالنار ، بل ترى الابتعاد عن الإحراق واضحا وظاهرا فيها.
إن أبا بكر عذر خالدا بالتأويل! لاحتياجه إلى سيفه لإخماد ثورات المتمردين والمخالفين ، وهو يعلم بأنه ليس بأهل للصلاح والإصلاح ، بل همه نكاح النساء وسفك الدماء ، إذ جاءت رسالة أبي بكر إليه : «لعمري يا بن أم خالد! إنك لفارغ ، تنكح النساء ، وبفناء بيتك دم ألف ومائتي رجل من المسلمين لم يجف بعد».
كتب ذلك إليه لما قال خالد لمجاعة : زوجني ابنتك! فقال له مجاعة : مهلا! إنك قاطع ظهري وظهرك معي عند صاحبك.
فقال : أيها الرجل! زوجني!! فزوجه ، فبلغ ذلك أبا بكر ، فكتب إليه
__________________
(١) فتح الباري ٦ / ١٨٥.
(٢) مسند أحمد ٢ / ٣٠٧ ، فتح الباري ٦ / ١٨٤ ح ٣٠١٦.
(٣) مصنف ابن أبي شيبة ٧ / ٦٥٨ ح ٣.
(٤) سنن أبي داود ٤ / ١٢٤ ح ٤٣٥٣.
الكتاب ، فلما نظر خالد في الكتاب جعل يقول : هذا عمل الأعيسر ، يعني عمر بن الخطاب (١).
والغريب أن أبا بكر نفسه قد أمر طريفة بن حاجز أن يحرق الفجاءة بالنار ، فخرج به طريفة إلى المصلى فأوقد نارا فقذفه فيها!!
وفي لفظ الطبري : فأوقد له نارا في مصلى المدينة على حطب كثير ، ثم رمي فيها مقموطا (٢).
وفي لفظ ابن كثير : فجمعت يداه إلى قفاه وألقي في النار ، فحرقه وهو مقموط (٣).
إن القوم ـ ومن أجل تصحيح هذه المواقف ـ راحوا يروون عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه أمر بحرق من كذب عليه (٤) ، مع أن المحروقين ليسوا من الكذبة! فحرقهم حرام حتى مع فرض صدور هذا الأمر عن الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم!!!
مع أنه لا مناص من الإشارة إلى أن الحرق أسلوب انتقامي قاس كان يستعمله بعض زعماء الجاهلية للتنكيل بخصومهم ، ولذلك أكد الإسلام على منع هذا الأسلوب إلا في موارد خاصة معدودة ، لم يكن الفجاءة السلمي صاحب إحداها!
بل كان إحراق أبي بكر للفجاءة ، ووضع خالد رأس مالك أثفية للقدور (٥) ، نوعا من التمثيل الذي ورثوه من الجاهلية .. فقد كان عمرو بن
__________________
(١) تاريخ الطبري ٣ / ٢٥٤ ، تاريخ الخميس ٣ / ٣٤٣ ، وانظر : الغدير ٧ / ١٦٨.
(٢) تاريخ الطبري ٣ / ٢٣٤ ، الإصابة ٢ / ٣٢٢.
(٣) تاريخ ابن كثير ٦ / ٣١٩ ، الكامل في التاريخ ٢ / ١٤٦.
(٤) أنظر : أضواء على السنة المحمدية : ٦٥.
(٥) تاريخ الطبري ٦ / ٢٤١ حوادث سنة ١١ هجرية.
هند يلقب بالمحرق ، لأنه حرق مائة من بني تميم : تسعة وتسعين من بني دارم ، وواحدا من البراجم ، وشأنه مشهور (١).
ومحرق أيضا لقب الحرث بن عمرو ، ملك الشام من آل جفنة ، وإنما سمي بذلك لأنه أول من حرق العرب في ديارهم ، فهم يدعون آل محرق (٢).
وأما قول أسود بن يعفر :
|
ماذا أؤمل بعد آل محرق |
|
تركوا منازلهم ، وبعد إياد؟! |
فإنما عنى به امرأ القيس بن عمرو بن عدي اللخمي ، لأنه أيضا يدعى محرقا (٣).
فوضع الأحاديث في جواز الإحراق جاء لتبرير فعل أبي بكر وخالد فيه.
وتقنين سياسة الحرق جاءت للإبادة والإفناء ، وعلى ضوء ما رأوه من مصلحة!
وبناء على ذلك ، فهذه المصالح أصبحت أصولا في سياسة الخلفاء لاحقا.
د ـ سياسة التطميع والرشوة :
إن رجال النهج الحاكم ـ وكما قلنا ـ تعاملوا مع الخلافة على أنها مصدر حكم وملك مادي حسب النظرة الجاهلية ، فكانوا لا يستقبحون
__________________
(١ ـ ٣) لسان العرب ١٠ / ٤٢ ـ ٤٣ مادة «حرق» ، وانظر كتب الأمثال في قولهم : «إن الشقي وافد البراجم».
اتباع سياسة التطميع في بعض الأحيان للوصول إلى الهدف ..
ومن ذلك ما فعلوه مع العباس بن عبد المطلب ، إذ إنهم أرادوا ـ باقتراح من المغيرة بن شعبة ـ أن يحدثوا شقا في الصف الهاشمي ، كالذي سعى إليه أبو سفيان من قبل في إحداث الشقاق في الصف الإسلامي ـ لما حاول مخادعة الإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام ، فزجره الإمام عليهالسلام ـ .. وذلك بإشراك العباس في الأمر ، إذ جاء أبو بكر وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح والمغيرة بن شعبة إلى العباس ليلا ، فقال له أبو بكر في ما قال :
ولقد جئناك ونحن نريد أن نجعل لك في هذا الأمر نصيبا يكون لك ، ويكون لمن بعدك من عقبك ...
فقال له العباس : إن الله بعث محمدا كما وصفت نبيا ، وللمؤمنين وليا ، فمن الله به على أمته حتى قبضه الله إليه ، واختار له ما عنده ، فخلى على المسلمين أمورهم ليختاروا لأنفسهم مصيبين الحق ، لا مائلين بزيغ الهوى ، فإن كنت برسول الله أخذت فحقنا أخذت ، وإن كنت بالمؤمنين أخذت فنحن منهم ... وإن كان هذا الأمر إنما وجب لك بالمؤمنين ، فما وجب إذ كنا كارهين ... وما أبعد تسميتك بخليفة رسول الله ، من قولك : «خلى على الناس أمورهم ليختاروا» فاختاروك!!
فأما ما قلت إنك تجعله لي ، فإن كان حقا للمؤمنين ، فليس لك أن تحكم فيه ، وإن كان لنا فلم نرض ببعضه دون بعض ، وعلى رسلك ، فإن رسول الله من شجرة نحن أغصانها وأنتم جيرانها (١).
__________________
(١) السقيفة وفدك ـ للجوهري ـ : ٤٧ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ١٢٢٥ طبعة لندن.
ولما فشلوا في استمالة العباس إلى جانبهم وإحداث الشقاق في الصف الهاشمي ، صرحوا بعدم إمكان اجتماع النبوة والخلافة في بني هاشم ، لأن العرب لا ترضى ذلك ، ثم صرحوا في تقسيم الخلافة بين القبائل (تيم ، عدي ، فهر ، أمية ، و...).
والطريف هو أنهم اقترحوا على العباس ذلك ، في حين أن عمر كان قد اقترح على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حينما أسر العباس في معركة بدر أن يقتله مع باقي الأسرى ، فأعرض الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم عن رأيه ، وكان قد تقدم إليهم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بعدم قتل الأسرى ، ومنهم العباس الذي كان قد أخرج إلى معركة بدر مكرها ، كغيره من بني هاشم كطالب وعقيل وبني عبد المطالب (١).
إن الحاكمين بعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كانوا يريدون ـ إن أمكنهم ذلك ـ استمالة الهاشميين والأنصار خلافا لسياستهم العامة معهم ، ومن ذلك ما جاء في شرح نهج البلاغة أن أبا بكر كان قد قسم قسما بين نساء المهاجرين والأنصار ، فبعث إلى امرأة من بني عدي بن النجار قسمها مع زيد بن ثابت ، فقالت : ما هذا؟!
قال : قسم قسمه أبو بكر للنساء.
وقالت : أتراشونني عن ديني؟! والله لا أقبل منه شيئا ، فردته عليه (٢).
وإذا كان العباس بن عبد المطلب والمرأة الأنصارية لم يقبلا رشا أبي بكر ، فإن هناك من كان يقبل الرشا المالية والسلطوية.
فقد جاء أبو سفيان ـ وفي يده بعض أموال السعاية ـ إلى المدينة ، وسمع
__________________
(١) أنظر : شرح نهج البلاغة ١٢ / ٦٠ وج ١٤ / ١٧٣ ـ ١٧٤ و ١٨٢ ـ ١٨٤.
(٢) شرح نهج البلاغة ٢ / ٥٣.
نبأ تولي أبي بكر للخلافة ، فرفع عقيرته قائلا : إني لأرى عجاجة لا يطفئها إلا الدم ، فكلم عمر أبا بكر ، فقال : إن أبا سفيان قد قدم وإنا لا نأمن شره ، فدفع له ما في يده ، فتركه ورضي (١).
ولم يقف الأمر على الرشوة المالية حتى تعداه إلى الرشوة السلطوية ، إذ يظهر أن أبا سفيان لم يقنعه المال وحده ، بل طمح إلى أبعد من ذلك ، فقال أبو سفيان : ما لنا ولأبي فصيل؟! إنما هي بنو عبد مناف!! فقيل له : إنه قد ولي ابنك ، قال : وصلته رحم (٢).
هكذا ظهرت الرشا صريحة ماثلة للعيان ـ دون رادع ولا وازع ـ وقررت من قبل أبي بكر!! مع أنه في المقابل كان قد منع سهم المؤلفة قلوبهم ـ الذي نص عليه الكتاب وعمل به رسول الله ـ معتلا بأن ذلك رشوة على الإسلام!!
قال الشعبي : ليست اليوم مؤلفة قلوبهم ، إنما كان رجال يتألفهم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم على الإسلام ، فلما أن كان أبو بكر قطع الرشا في الإسلام (٣) ، وكان ذلك بموافقة عمر ومشورته ، معللا المنع بما يشبه تعليل أبي بكر (٤).
وهذا الموقف من الشيخين يبين مدى التناقض والتباين بين ما قرروه في منع سهم المؤلفة قلوبهم وبين إعطائهم الرشوة لأبي سفيان مقابل السكوت على خلافتهم ، وذلك هو الذي أثر على السنة النبوية من بعد ، فادعى بعضهم أن سهم المؤلفة قد انتهى بانتهاء عمر الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (٥) ،
__________________
(١) السقيفة وفدك : ٣٧ ، شرح نهج البلاغة ٢ / ٤٤.
(٢) تاريخ الطبري ٣ / ٢٠٢.
(٣ و ٤) الدر المنثور ٣ / ٢٥٢.
(٥) أنظر : تفسير الطبري ٦ / ٣٩٩ ـ ٤٠٠ ذ ح ١٦٨٦٨ ـ ١٦٨٧٢ ، تفسير الحسن
وصحح ولاية يزيد بن أبي سفيان وأخيه معاوية عند كثير من المسلمين (١) رغم بعد ولايتهما عن الشرعية بعد السماء عن الأرض.
٧ ـ الضرورات تبيح المحظورات :
كانت هذه الفذلكة المزدوجة بين السنة والحكم من جملة سياسات الخلافة الجديدة ، والتي يمكن بلورتها عبر نقاط :
أ ـ توقيف أحكام الله مصلحة :
المتتبع لسيرة أبي بكر أيام خلافته يقف على حقائق كثيرة ومواقف وأصول كانت لها أدوار في تثبيت خلافته :
منها : عدم إجراء الحد على خالد بن الوليد برغم إجماع المسلمين على لزوم قتله ، إذ رجع عبد الله بن عمرو وأبو قتادة الأنصاري من السرية التي كان فيها خالد كي يكلما أبا بكر بما فعله خالد مع المسلمين من بني يربوع ، وتزوجه بزوجة مالك وهي في العدة.
فالاعتراض على فعلة خالد لم يأت من هذين الصحابيين فقط ، بل السرية كلها كانت مخالفة لفعله ، وحتى عمر بن الخطاب كان موقفه من خالد نفس موقف أولئك ، فإنه ـ لما دخل خالد المسجد بعد رجوعه من الواقعة ـ قام إليه فانتزع الأسهم من عمامته فحطمها ، ثم قال : أرئاء؟! قتلت امرأ مسلما ثم نزوت على امرأته ، والله لأرجمنك بأحجارك!
__________________
البصري ١ / ٤١٨ ، تفسير الدر المنثور ٤ / ٢٢٣ ـ ٢٢٤ ، أحكام القرآن ـ للجصاص ـ ٣ / ١٨٢.
(١) أنظر : سير أعلام النبلاء ٣ / ١٣٢ و ١٥٩.
وخالد لا يكلمه ، ولا يظن إلا أن رأي أبي بكر على مثل رأي عمر ، حتى دخل عليه ، فقال عمر لأبي بكر : إن في سيف خالد رهقا ، وأكثر عليه في ذلك.
فقال : يا عمر! تأول فأخطأ ، فارفع لسانك عن خالد ، فإني لا أشيم سيفا سله الله على الكافرين (١) ، ولما أصر أبو قتادة على موقفه دعاه أبو بكر ونهاه عن ذلك (٢).
بهذا المنطق (التأويل) وكون أعدائه (المسلمين) من الكافرين! عذر أبو بكر خالدا ، لاحتياجه إليه في مواقفه الأخرى في تثبيت الحكم ، وبنفس المنطق سوغ لنفسه نهي أبي قتادة عن التعرض لخالد ، مع أن اعتراض أبي قتادة كان في محله ، ويكتسب الشرعية من القرآن والسنة النبوية.
ب ـ استغلال الرئاسة القبلية :
لم يختص عمل أبي بكر بعدم تطبيقه لأوامر الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وبتعطيله لأحكام الله بعدم إجرائه الحد على خالد بن الوليد ، أو بتجاوزه الحدود واختراع حدود مرتجلة ، مثل حرقه الفجاءة بالنار!! بل تعدى إلى مفردات كثيرة أخرى.
منها : عفوه عن الأشعث بن قيس حين ارتد ، لكونه زعيم كندة وممن يحتاج إليه في مواقف ومشاهد أخرى ، وقد تأسف أبو بكر ـ عند موته ـ من فعلته بقوله «ثلاث .. وثلاث .. وثلاث» وعد من اللاتي ود فعلها ولم يفعلها : ضرب عنق الأشعث حين جئ به أسيرا ، فقال : «وأما
__________________
(١) تاريخ الطبري ٣ / ٢٤١ ، البداية والنهاية ٦ / ٢٤١ ، أسد الغابة ١ / ٥٨٨ ، وغيرها.
(٢) الكامل في التاريخ ٢ / ٣٥٨.
اللاتي تركتهن : فوددت أني يوم أتيت بالأشعث بن قيس أسيرا كنت ضربت عنقه ، فإنه يخيل إلي أنه لا يرى شرا إلا أعان عليه ...»(١).
نعم ، زوج أبو بكر الأشعث أخته وأشركه في المهام ، وراح يقرب بني أمية الطلقاء ، ويولي أولاد أبي سفيان الطليق الولايات ، وقد أبقى الأموال بيد أبي سفيان يصرفها كيفما يريد ، كل ذلك حفاظا على النظام القبلي والزعامات القرشية وغيرها التي تخدم الحكومة في تثبيت قواعدها.
إن سياسة الشيخين كانت تبتني على عدم الاستفادة من المال لأنفسهما ولأولادهما ، وقد صرح الإمام علي عليهالسلام بذلك ـ وهو يبين الفرق بين عثمان والشيخين ـ حين قال لعثمان : «أما التسوية بينك وبينهما ، فلست كأحدهما ، إنهما وليا هذا الأمر فظلفا (٢) أنفسهما وأهلهما عنه ، وعمت فيه وقومك عوم السابح في اللجة ...» (٣).
هذا ، وإن عثمان كان قد اعترف بهذه الحقيقة بقوله : «إن أبا بكر وعمر كانا يحتسبان في منع قرابتهما ، وأنا أحتسب في إعطاء قرابتي» (٤) وكذلك الأمر في الولايات ..
لكن ما اشترك فيه الجميع هو تقريب الذوات وأصحاب الرئاسات ، بل استغلال حتى بعض أمهات المؤمنين وذوي النفوذ من الصحابة في هذا الشأن ، كل ذلك من أجل الوصول إلى الهدف ، معرضين عن وجود عيون الصحابة وكبار الأتقياء الصالحين للقيادات ، ليس ذلك إلا لعدم تمتعهم
__________________
(١) تاريخ الطبري ٤ / ٥٢.
(٢) أي : كفا.
(٣) شرح نهج البلاغة ٩ / ١٥.
(٤) أنساب الأشراف ٦ / ١٣٧ ، وانظر مؤدى ذلك في : الطبقات الكبرى ٣ / ٤٧ ، تاريخ الطبري ٢ / ٦٥٠ ، شرح نهج البلاغة ٢ / ١٣٨ ، تاريخ ابن خلدون ٢ / ٥٦٧.
بالقوة القبلية والمركز العشائري ، والحشم والأتباع.
ج ـ تعطيل أحكام الله اجتهادا :
تناقلت كتب التاريخ خبر المؤلفة قلوبهم الذين جاؤوا أبا بكر ـ بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ يطلبون حقوقهم ، فكتب إلى عمر كتابا بذلك ، فلما أتوه مزق الكتاب ، وقال : «إنا لا نعطي على الإسلام شيئا ، فمن شاء فليؤمن ، ومن شاء فليكفر ، ولا حاجة لنا بكم» ، فرجعوا إلى أبي بكر وقالوا : هل أنت الخليفة أم عمر؟!
قال : هو إن شاء الله» (١).
فعطل أبو بكر فرض الصدقة المصرح به في القرآن اجتهادا منه! وبذلك شرع الاجتهاد قبال النص.
ومثله منعه الزهراء عليهاالسلام فدكا حين احتجت عليهاالسلام بالقرآن على مشروعية تمليكها ، بعمومات آيات الوصية والإرث وتوريث الأنبياء أبناءهم!
وهل يعد تضييع قتل الأشعث ـ بعد أن أطلقه وزوجه وقربه ـ إلا تعطيلا لحكم من أحكام الله في قتل المرتد ، وعدم جواز محاباته وتقريبه على أقل التقادير؟!
والأوضح من كل ذلك هو منعه أهل البيت عليهمالسلام حقهم في الخمس الذي جعله الله لهم في كتاب الله ، حتى قالت الزهراء عليهالسلام له : " لقد علمت
__________________
(١) أنظر في منع عمر لسهم المؤلفة قلوبهم : تفسير الدر المنثور ٤ / ٢٢٤ في تفسير الآية ٦٠ من سورة التوبة ، تفسير المنار ١٠ / ٤٩٦ ، النص والاجتهاد : ٤٤.
الذي ظلمتنا عنه أهل البيت من الصدقات وما أفاء الله علينا من الغنائم في القرآن من سهم ذي القربى ...»(١).
فهذا تعطيل صريح لأحكام الله بحجة أنه لم يسمع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول أن كل ذلك لهم ، أو لاحتياج جيوش المسلمين إلى ذلك المال ، أو لغيرها من المعاذير ، فيها وفي غيرها من الاجتهادات ، ولنا وقفة قريبة مع أبي بكر تحت عنوان «اختلال قوانين الإرث» فانتظر.
د ـ منع السؤال :
كان من المفروض على أبي بكر ـ ونظرا لموقعه ـ أن يجيب عن الأسئلة التي ترد عليه ، لكونه قد جلس مجلس رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وخلفه في الحكم بالأحكام الشرعية في مختلف القضايا!! لأن القرآن يقول : (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) ، وكان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد» ويحث على المسألة والتعلم ، وكان صلىاللهعليهوآلهوسلم يجيب السائلين عن كل مسائلهم الدينية والدنيوية ، وذلك ما صرح به الكتاب العزيز بقوله : (يعلمهم الكتاب والحكمة).
والمفروض ـ في ضوء ذلك ـ أن الخليفة هو القائم مقام النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في مثل هذه الجهات ، فكان لا بد له من أن يحط علما بالفقه والشرع المقدس وعلم التفسير والتأويل ، ليكون مفزع المسلمين في تبيين الأحكام عند الحاجة لذلك ..
ولما لم يكن لأبي بكر الإلمام الكامل بجميع أقوال الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ،
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ٤ / ٨٦.
ولم تكن عنده صحف مكتوبة عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، تراه يواجه مشكلة كبرى ، فتراه ينهى عن السؤال ويسعى إلى ضرب السائل ، مع أننا نجد أن هناك رجالا كالإمام علي عليهالسلام وابن عباس يسعون للإجابة عن أسئلة السائلين ، موضحين آفاق الفكر الإسلامي لهم ، وإليك مفردتين في ذلك :
الأولى : أخرج اللالكائي في السنة عن عبد الله بن عمر ، قال : جاء رجل إلى أبي بكر ، فقال : أرأيت الزنا بقدر؟ قال : نعم ، قال : فإن الله قدره علي ثم يعذبني؟! قال : نعم ، يا بن اللخناء! أما والله لو كان عندي إنسان أمرت أن يجأ أنفك (١).
الثانية : عن أنس بن مالك ، قال : أقبل يهودي بعد وفاة رسول الله ، فأشار القوم إلى أبي بكر ، فوقف عليه ، فقال : أريد أن أسألك عن أشياء لا يعلمها إلا نبي أو وصي نبي.
فقال أبو بكر : سل عما بدا لك.
فقال اليهودي : أخبرني عما ليس لله ، وعما ليس عند الله ، وعما لا يعلمه الله.
فقال أبو بكر : هذه مسائل الزنادقة يا يهودي! وهم أبو بكر والمسلمون باليهودي.
فقال ابن عباس رضياللهعنه : ما أنصفتم الرجل.
فقال أبو بكر : أما سمعت ما تكلم به؟!
فقال ابن عباس : إن كان عندكم جوابه وإلا فاذهبوا به إلى علي رضياللهعنه يجيبه ، فإني سمعت رسول الله يقول لعلي بن أبي طالب : اللهم اهد قلبه ،
__________________
(١) أنظر : الغدير ٧ / ١٥٣ عن اللالكائي في «السنة».
وثبت لسانه ، قال : فقام أبو بكر ومن حضره حتى أتوا ... الخبر (١).
وحسبك أن الإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام ، هو صاحب القول الذي طار صيته في الآفاق : سلوني قبل أن تفقدوني ، فإني أعلم بطرق السماء من طرق الأرضين (٢).
ه ـ تقديم المفضول على الفاضل :
نظرا لضرورة تحكيم أصول الحكم والزعامة فقد شرعت ولاية المفضول مع وجود الفاضل ..
قال الباقلاني في التمهيد ـ عند الجواب عن قول أبي بكر : «وليتكم ولست بخيركم» ـ : يمكن أن يكون قد اعتقد أن في الأمة أفضل منه ، إلا أن الكلمة عليه أجمع ، والأمة بنظره أصلح ، لكي يدلهم على جواز إمامة المفضول عند عارض يمنع من نصب الفاضل!
ولهذا قال للأنصار وغيرهم : قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أحدهما : عمر بن الخطاب وأبا عبيدة بن الجراح ، وهو يعلم أن أبا عبيدة دونه ودون عثمان وعلي في الفضل ، غير أنه قد رأى أن الكلمة تجتمع عليه وتنحسم الفتنة بنظره ، وهذا أيضا مما لا جواب لهم عنه (٣).
وقال القاضي في المواقف : جوز الأكثرون إمامة المفضول مع وجود الفاضل ، إذ لعله أصلح للإمامة من الفاضل ، إذ المعتبر في ولاية كل أمر معرفة مصالحه ومفاسده ، وقوة القيام بلوازمه ، ورب مفضول في علمه
__________________
(١) المجتنى ـ لابن دريد ـ : ٤٥ ـ ٤٦ ، وانظر : الغدير ٧ / ١٧٨ ـ ١٧٩.
(٢) نهج البلاغة ٢ / ١٥٢ الخطبة ١٨٤.
(٣) التمهيد ـ تحقيق عماد الدين أحمد حيدر ـ : ٤٩٤ ، وانظر : الغدير ٧ / ١٣١.
وعمله هو بالزعامة أعرف ، وشرائطها أقوم ، وفصل قوم ، فقالوا : نصب الأفضل إن أثار فتنة لم يجب ، وإلا وجب.
وقال الشريف الجرجاني : كما إذا فرض أن العسكر والرعية لا ينقادون للفاضل بل للمفضول (١).
نعم ، إن الحاجة والسياسة أوصلتهم للاعتقاد بفكرة تقديم المفضول على الفاضل ، ثم انجرت إلى القول بأن المقدم في الخلافة هو المقدم في الفضل!!
حتى قال أحمد بن محمد الوتري البغدادي في روضة الناظرين :
اعلم أن جماهير أهل السنة والجماعة يعتقدون أن أفضل الناس بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم علي ، رضي الله تعالى عنهم ، وأن المتقدم في الخلافة هو المقدم في الفضيلة ، لاستحالة تقديم المفضول على الفاضل ، لأنهم كانوا يراعون الأفضل فالأفضل ، والدليل عليه : إن أبا بكر رضياللهعنه لما نص على عمر رضياللهعنه قام طلحة رضياللهعنه فقال : ما تقول لربك وقد وليت علينا فظا غليظا؟!
فقال أبو بكر رضياللهعنه : فركت لي عينيك ، ودلكت لي عقبيك ، وجئتني تكفني عن رأيي ، وتصدني عن ديني ، أقول له إذا سألني : خلفت عليهم خير أهلك ، فدل على أنهم كانوا يراعون الأفضل فالأفضل (٢).
فها هم ينتقلون من فكرة تقديم المفضول على الفاضل إلى فكرة أن
__________________
(١) شرح المواقف ٣ / ٢٧٩ ، وانظر : الغدير ٧ / ١٤٩.
(٢) روضة الناظرين : ٢ ، كما في الغدير ٧ / ١٥٢.
المقدم في الحكم والخلافة هو الأفضل ، مستدلين على ذلك بأدلة واهية كما رأيت ، وقد أوضحنا ذلك في كتابنا منع تدوين الحديث لمن شاء المزيد.
٨ ـ إبعاد المنافسين ضرورة سياسية :
أ ـ بنو هاشم.
ب ـ الأنصار.
بنو هاشم :
لا ينكر أحد عداء قريش لعلي بن أبي طالب عليهالسلام الذي قتل صناديدهم وفرسانهم ، وأن قريشا ـ نظرا لمكانتها ومطامعها ومطامحها ـ سعت لتنحية الإمام علي عليهالسلام عن الخلافة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بكل ما لها من قوة وعزم.
ولو تأملت سيرة الشيخين لرأيتهما يجدان في تثبيت حكمهما وإبعاد منافسيهما من المناصب والولايات ، فقد جاء عن عمر قوله حينما نصب أبو بكر خالد بن سعيد الأموي أميرا على حملة الروم : أتولي خالدا وقد حبس عليك بيعته ، وقال لبني هاشم ما قال؟! ... ما أرى أن توليه ، وما آمن خلافه ، فانصرف عنه أبو بكر ، وولى أبا عبيدة بن الجراح ، ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة (١).
فالشيخان والقرشيون معهم كانوا يخافون بني هاشم ، فلم يولوهم الولايات والأمصار ، بل اتخذوا سياسة تضعيفهم ، وذلك بتقريب مناوئيهم
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ٢ / ٥٨ ـ ٥٩.
من الأمويين كأبي سفيان ، ومعاوية ، ويزيد ، وعتبة ، ومروان ، وعمرو بن العاص ، والمغيرة بن شعبة ، والوليد بن عقبة ، وسعيد بن العاص ، وغيرهم ، عبر إعطائهم السلطة ، أي أنهم قد فسحوا للطلقاء المجال للمشاركة في الحكم خوفا من بني هاشم.
والأنكى من ذلك ، نرى تسلل اليهود والنصاري إلى مراقي الحكم واختصاصهم بأسرار الدولة ، ككعب الأحبار ووهب بن منبه وتميم الداري وغيرهم ، في حين كانوا يبعدون كبار الصحابة من الولايات والمراكز المهمة.
الأنصار :
الثابت عن الأنصار أنهم كانوا أحد أركان النزاع يوم السقيفة ـ نظرا لمكانتهم وموقعهم في الإسلام ـ ، إذ لا يمكن لأحد أن ينسى دورهم في المعارك الإسلامية في زمان الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقد قدم الخزرج من الأنصار ثمانية شهداء من مجموع أربعة عشر شهيدا في بدر (١) ، وقدموا في معركة أحد سبعين شهيدا وأربعين جريحا ، في حين استشهد أربعة من المهاجرين فقط (٢).
وكان في غزوة بني المصطلق ثلاثون فارسا من المسلمين ، عشرون منهم من الأنصار (٣) ، وحين انهزم المسلمون في بداية وقعة حنين كان
__________________
(١) الأنصار والرسول ـ لبيضون ـ : ٢٦ ، عن تاريخ خليفة بن خياط ١ / ٢٠.
(٢) الأنصار والرسول ـ لبيضون ـ : ٣٢ ، عن المغازي ـ للواقدي ـ ١ / ٣٠٠ ، وابن سعد ، غزوات : ٤٣.
(٣) الأنصار والرسول ـ لبيضون ـ : ٣٤ ، عن المغازي ـ للواقدي ـ ١ / ٤٠٥ ، وابن سعد ، غزوات : ٦٣.
النداء موجها إلى الأنصار ، ثم قصر النداء فوجه إلى بني الحارث بن الخزرج الذين كانوا صبرا عند اللقاء (١) ، وكانت الأنصار في كل ذلك إلى جانب الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ضد قريش وعتاتها ..
وقد تجلى ذلك واضحا في وقعة الخندق (الأحزاب) ، فقد دافعوا عن مدينتهم بحفر الخندق ، وأكبروا موقف علي عليهالسلام في قتله عمرو بن عبد ود ومن عبروا معه الخندق ، كما تجلى الصراع وبغض الحزب القرشي للأنصار في فتح مكة ، فقد عدت قريش هزيمتها أمام النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إنما كان نصرا للأنصار.
وقد ذكر الزبير بن بكار مقولة لعمرو بن العاص ـ لما رجع من سفر كان فيه بعد أحداث السقيفة ـ فيها تعريض بالأنصار ، ولما قدم خالد بن سعيد بن العاص من اليمن وسمع بمقالة عمرو بن العاص غضب للأنصار ، وشتم عمرو بن العاص ، وقال : «يا معشر قريش! إن عمرا دخل في الإسلام حين لم يجد بدا من الدخول فيه ، فلما لم يستطع أن يكيده بيده كاده بلسانه ، وإن من كيده الإسلام تفريقه وقطعه بين المهاجرين والأنصار ، والله ما حاربناهم للدين ولا للدنيا ، لقد بذلوا دماءهم لله فينا ...» (٢).
وجاء عن الفضل بن العباس أنه اعترض على عمرو بن العاص في موقف آخر له ضد الأنصار ، وقد كان الفضل أخبر عليا بذلك فغضب الإمام وشتم عمرا ، وقال : «آذى الله ورسوله» ، ثم اجتمع في المسجد بنفر كثير من قريش وقال مغضبا : «يا معشر قريش! إن حب الأنصار إيمان وبغضهم
__________________
(١) المغازي النبوية ـ للزهري ـ : ٩٢ ، المغازي ـ للواقدي ـ ٣ / ٨٩٩.
(٢) الأخبار الموفقيات : ٤٧٢ ـ ٤٧٤ ح ٣٨٤ ، شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ٢ / ٢٨١.
نفاق ، وقد قضوا ما عليهم وبقي ما عليكم ، واذكروا أن الله رغب لنبيكم عن مكة فنقله إلى المدينة ، وكره له قريشا فنقله إلى الأنصار ...»(١).
هذا ، ولما تسلم أبو بكر زمام الأمور لم يف للأنصار بمقولته : «نحن الأمراء وأنتم الوزراء» (٢) .. فأبعدهم عن مراكز السلطة ، حتى صرح شاعر الأنصار بذلك قائلا (٣) :
|
يا للرجال لخلفة الأطوار |
|
ولما أراد القوم بالأنصار |
|
لم يدخلوا منا رئيسا واحدا |
|
يا صاح في نقض ولا إمرار |
وقطع أبو بكر البعوث وعقد الألوية ، فعقد أحد عشر لواء : لخالد بن الوليد ، وعكرمة بن أبي جهل ، والمهاجر بن أمية ، وخالد بن سعيد ـ وعزله قبل أن يسر (٤) ـ ، وعمرو بن العاص ، وحذيفة بن محصن الغلفاني ـ أو : الغفاري ـ ، وعرفجة بن هرثمة ، وشرحبيل بن حسنة ، ومعن بن حاجز ، وسويد بن مقرن ، والعلاء بن الحضرمي (٥).
وجعل يزيد بن أبي سفيان أميرا على الشام ، وأمر الوليد بن عقبة على الأردن ..
ومن أراد المزيد فليراجع الكامل لابن الأثير ، كي يرى التركيبة الإدارية والسياسية والعسكرية لأبي بكر ، إذ ليس فيها أثر واضح للأنصار ، بل غالبيتهم الساحقة من قريش ومن القبائل الأخرى ، بل الكثير منهم كانوا من أعداء الإمام علي عليهالسلام والأنصار ، أو قل من أصحاب الرأي والاجتهاد
__________________
(١) الأخبار الموفقيات : ٤٧٥ ح ٣٨٦ ، شرح نهج البلاغة ٢ / ٢٨٣.
(٢) أنساب الأشراف ١ / ٥٨٤.
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ / ١٢٩.
(٤) الكامل في التاريخ ـ لابن الأثير ـ ٢ / ٤٠٢.
(٥) الكامل في التاريخ ـ لابن الأثير ـ ٢ / ٣٤٦.
المناقضين لنهج التعبد المحض بالنص.
ولو تصفحت كتب التاريخ والحديث والفقه لرأيت أحاديث لا حصر لها في مدح أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، و... ولا تجد بقدرها في العباس وحمزة وأبو طالب ـ أعمام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ وعبد الله بن مسعود ، وبلال ، وعمار ، وسلمان ، وعثمان بن مظعون ، وأبو ذر ، والمقداد .. ومن هنا اختص حديث العشرة المبشرة بالقرشيين فقط!! فليس فيهم أنصاري واحد.
وأسأل القارئ العزيز : هل فكر في سبب التعتيم على الأنصار ، مع أن جيوش الإسلام كانت مؤلفة ـ في عمدتها ـ منهم ، ومع أنهم السواد الأعظم في المدينة؟!
نعم ، إن رجال الخط القرشي فتحوا الفجوة التي رأب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم صدعها في صدر الإسلام بين المهاجرين والأنصار ، حتى صارت قضية المهاجرين والأنصار من القضايا المهمة في السياسة الإسلامية لاحقا ، فقد نقص عمر بن الخطاب عطاء الأنصار ، وتهجم عليهم معاوية ، وأخيرا جاءت واقعة الحرة في عهد يزيد بن معاوية بن أبي سفيان طامة كبرى في الانتقام القرشي من الأنصار!
٩ ـ المعايير الغيبية في الحياة الإسلامية وانعدامها في الجاهلية :
إن الحياة الجاهلية كانت مبتنية على عبادة الأصنام وتعدد الآلهة ، وكانت نظرتهم إلى الأمور نظرة مادية ، وحينما جاء الإسلام ، جاء ليغير تلك الأفكار ، ويدعوهم إلى الله الواحد القهار ، ببيانه أمورا غيبية لا يدركون عمقها وحقيقتها ، كدعوته إياهم إلى الله الواحد ، وإخبارهم بالبعث والنشور ،
وإحياء الموتى ، وغيرها.
فكان المشركون يخالفون هذه الأفكار ويعترضون على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لعدم دركهم كنهها ، بل إن مطالبهم كانت تتمثل بأنه : لم لا يكون للنبي ملك عظيم ، أو ذهب ، وكيف يحيي الموتى؟! وكيف يبعثون بعد الموت؟! فكلها تدور حول المطالبة بأشياء مادية ، محسوسة ملموسة ، وعدم الإيمان بالأمور الغيبية.
وقد تناقلت المصادر عن أبي بكر أنه تعامل مع بعض مفردات الغيب تعامل مادة ، فقال في حنين : «لن نغلب من قلة» ، فلم يرض الله ورسوله بهذه الفكرة ، لوجوب الإيمان بكنه المسائل ومدد الغيب ، ولذلك نزل قوله تعالى : (ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم) (١).
وقد آمن بهذه الظاهرة طائفة من المسلمين ، فأخذوا يشككون بمقامات الصالحين وأدوارهم الغيبية ، وعدم إمكان اتصالهم بعالم الدنيا لفناء أجسادهم ، لعدم تطابق هذا الفهم مع الظواهر الطبيعية والثوابت المادية!
فلو كانت هذه الطائفة قد عرفت مقامات أولئك وما منحهم رب العالمين من مكانة ، لما شككوا ولما قالوا جزافا.
وعليه : فالوقوف على أسرار عالم الغيب يجعلنا نفهم وندرك الأمور بعمق أكثر مما نحن فيه ، لكونه سبحانه (شهيد بيني وبينكم) (٢) ، وهو القائل : (ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم
__________________
(١) سورة التوبة ٩ : ٢٥.
(٢) سورة الأنعام ٦ : ١٩.
تعلمون) (١) ، ولقوله تعالى : (يؤمنون بالغيب) (٢).
وعلى ضوء ما قلناه يجب فهم ومعرفة هذه المفاهيم الغيبية والحقائق الإلهية ، وأن لا نتعامل مع الذوات العالية كذوات دانية ، ونحن ـ والحق يقال ـ لا ندرك كنه مقام النبي والإمام ، لأن عالمهم الغيبي أسمى من عالمنا بكثير ..
وإن أبعاد ذلك العالم وصلاحياته مجهولة لكثير منا ، فلا يمكنهم أن يعرفوا كيف يكون الرسول شهيدا علينا وبعد أربعة عشر قرنا؟! لقوله تعالى : (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا) (٣) فنتساءل : هل هذه الأمة مختصة بعصر الصحابة ، أم لها الشمولية للأزمان كلها؟! وما معنى شهادة الرسول فيها؟! وكيف يمكن تصور شهادته صلىاللهعليهوآلهوسلم طبق الضوابط المادية التي نعرفها؟!
إن ذلك كله من الغيب الإلهي الذي لا بد من الالتزام به وإن لم نعرف حقيقته وكيفيته ، فهناك مفاهيم معنوية غيبية كثيرة في حياتنا الإسلامية يجب معرفتها والوقوف على كنهها.
وباعتقادي : إن تسليط الضوء على هذه الزاوية سيحل الكثير من المسائل العقائدية التي لا يدرك عمقها الآخرون!!
وإن تلك الأمور تشابه تسبيح الموجودات لرب العالمين التي لا نفقه تسبيحها ، وهي كضيافة الله لعباده في شهر رمضان والتي لا تشابه ضيافة الناس بعضهم لبعض ، إذ إن مفهوم الأكل عند الباري يختلف عن مفهوم
__________________
(١) سورة التوبة ٩ : ٩٤.
(٢) سورة البقرة ٢ : ٣.
(٣) سورة البقرة ٢ : ١٤٣.
الأكل عندنا ، وهكذا مفهوم الشهادة والشهود وغيرها من الجهات المعنوية الملحوظة في الفكر الإسلامي.
ومن هذا المنطلق يجب علينا العودة إلى الأمة في عهد الرسول الكريم صلىاللهعليهوآلهوسلم لنقول ـ ووا أسفا على ذلك ـ : إنها كانت لا تدرك مقام الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم السامي الرباني ، فتتعامل معه كأنه بشر عادي يصيب ويخطئ ، ويقول في الغضب ما لا يقوله في الرضا ... وإلى غير ذلك.
فالموت بالمنظور الإلهي هو الحياة وليس الفناء ، فلو كان الموت هو الحياة ، فما هي أوجه الشبه بينه وبين الحياة الدنيوية؟!
وهل يعقل أن يحيا شخص دون أن يتكلم أو يأكل أو يشرب و...
ولو كان يحتاج إلى كل هذه في حياته ، فكيف يتكلم ويأكل ويشرب؟!
وعليه : فالتركيز على الجانب المعنوي وتبين المفاهيم الربانية للحياة المعنوية يفتح لنا آفاقا كثيرة ، وعلى ضوئها يمكننا معرفة معنى الإسراء والمعراج .. تكلم الله مع موسى عليهالسلام .. إجابة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لمن سلم عليه .. إجابة الأئمة عليهمالسلام لنا حين نخاطبهم .. كيفية وصول ثواب هدايانا إلى الموتى .. وما شابه ذلك.
بعد هذه المقدمة نعرج إلى بيان حقيقة معنوية كان أبو بكر لا يدرك عمقها ، فقد جاء ضمن احتجاج الإمام علي عليهالسلام على أبي بكر قوله : يا أبا بكر! لم منعت فاطمة ميراثها من رسول الله وقد ملكته في حياة رسول الله؟!
فقال أبو بكر : هذا فئ للمسلمين ، فإن أقامت شهودا أن رسول الله جعله لها ، وإلا فلا حق لها فيه.
قال أمير المؤمنين : يا أبا بكر! تحكم فينا بخلاف حكم الله في
المسلمين؟!
قال : لا.
قال : فإن كان في يد المسلمين شئ يملكونه ، ثم ادعيت أنا فيه ، من تسأل البينة؟!
قال : إياك أسأل البينة.
قال : فما بال فاطمة سألتها البينة على ما في يديها ، وقد ملكته في حياة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وبعده (١) ، ولم تسأل المسلمين بينة على ما ادعوه شهودا ، كما سألتني على ما ادعيت عليهم؟!
فسكت أبو بكر ، فقال عمر : يا علي! دعنا من كلامك ، فإنا لا نقوى على حجتك ، فإن أتيت بشهود عدول ، وإلا فهو فئ للمسلمين لا حق لك ولا لفاطمة فيه.
فقال أمير المؤمنين : يا أبا بكر! تقرأ كتاب الله؟!
قال : نعم.
قال : أخبرني عن قول الله عزوجل : (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) في من نزلت؟! فينا أم في غيرنا؟!
قال : بل فيكم.
قال : فلو أن شهودا شهدوا على فاطمة بنت رسول الله بفاحشة ، ما
__________________
(١) أنظر في ذلك : معجم البلدان ٤ / ٢٣٨ ، لسان العرب ١٠ / ٢٠٣. ٣٢٨ يلاحظ وفي كتاب المأمون إلى عامله على المدينة : وقد كان رسول الله أعطى فاطمة بنت رسول الله فدك وتصدق بها عليها ، وكان ذلك أمرا ظاهرا معروفا لا اختلاف فيه بين آل رسول الله.
أنظر : فتوح البلدان : ٤٢ طبعة مكتبة الهلال.
كنت صانعا بها؟!
قال : كنت أقيم عليها الحد ، كما أقمته على نساء المسلمين.
قال : إذا كنت عند الله من الكافرين.
قال : ولم؟!
قال : لأنك رددت شهادة الله لها بالطهارة ، وقبلت شهادة الناس عليها.
كما رددت حكم الله وحكم رسوله ، أن جعل لها فدكا قد قبضته في حياته ، ثم قبلت شهادة أعرابي بائل على عقبيه عليها ، وأخذت منها فدكا ، وزعمت أنه فئ للمسلمين ، وقد قال رسول الله : «البينة على المدعي ، واليمين على المدعى عليه» فرددت قول رسول الله : «البينة على من ادعى واليمين على من ادعي عليه» (١).
ومن هذا وأمثاله تعرف سقم الخبر المفتعل على الزهراء عليهاالسلام من أنها أخذت قلادة من بيت مال المسلمين لتلبسها ، فلما سمع رسول الله بذلك قال : لو سرقت فاطمة لقطعت يدها!!!
ونحن لو تأملنا كلمات الإمام علي عليهالسلام وما دار بين ابن عباس وبين عمر ـ التي ذكرناها سابقا ـ لعرفنا أنهم كانوا يؤكدون على الدور المعنوي لأهل البيت عليهمالسلام ، وأن من الأمة من لا يدرك عمق ذلك ، فيتعامل معهم كأناس ليست لهم ملكات معنوية إلهية عالية ، وخصوصا أبو بكر ، إذ تراه لا يعرف كنه آية التطهير ، فيتعامل مع الزهراء عليهاالسلام كما يتعامل مع أدنى امرأة من المسلمين تماما ، وعمله هذا مخالف لصريح القرآن وما جاء في
__________________
(١) الاحتجاج ١ / ١١٩ ، وعنه في بحار الأنوار ٢٩ / ١٢٧ ح ٢٧ ، وكذا في علل الشرائع : ١٩٠ ـ ١٩٢ ح ١.
أقوال الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
فنحن لو أردنا أن نجمل بعض خصائص هذه الذرية الطاهرة لكانت :
١ ـ إنهم المطهرون ، بنص الآية.
٢ ـ وهم الذين حرمت عليهم الصدقة.
٣ ـ واختصاصهم بأن حسبهم لا ينقطع ، لقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «كل حسب ونسب ينقطع إلا حسبي ونسبي».
٤ ـ وهم ذوو القربى الذين أكد الباري على حقهم ووجوب مودتهم في كتابه.
٥ ـ وهم الذين تجب الصلاة عليهم في الصلاة.
٦ ـ وهم أحد الثقلين اللذين أمرنا الله بالتمسك بهم.
٧ ـ وهم الصادقون ، والمؤمنون ، وأهل الذكر ، وأولي الأمر ، بصريح القرآن.
٨ ـ ومنهم خلفاء الرسول الاثنا عشر ..
وإلى غير ذلك من المميزات الربانية التي خصهم الباري بها.
لكن عمر بن الخطاب صرح بأن القرابة من رسول الله لا تفيد شيئا ، إلا إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خالف هذا الفهم وانزعج منه ، ففي مجمع الزوائد للهيثمي : إن ابنا لصفية ـ عمة رسول الله ـ مات ، فبكت صفية ، فقال لها رسول الله : يا عمة! من توفي له ولد في الإسلام فصبر ، بنى الله له بيتا في الجنة ، فسكتت ..
ثم خرجت من عند رسول الله فاستقبلها عمر بن الخطاب ، فقال : يا صفية! قد سمعت صراخك ، إن قرابتك من رسول الله لا تغني عنك من الله شيئا ، فبكت ..
فسمعها النبي وكان يكرمها ويحبها ، فقال : يا عمة! أتبكين وقد قلت لك ما قلت؟!
قالت : ليس ذلك أبكاني يا رسول الله ، استقبلني عمر بن الخطاب ، وقال : إن قرابتك من رسول الله لن تغني عنك من الله شيئا.
قال : فغضب النبي ، وقال : يا بلال! هجر بالصلاة ، فهجر بالصلاة ، فصعد المنبر النبي ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : ما بال قوم يزعمون أن قرابتي لا تنفع؟! كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي ، فإنها موصولة في الدنيا والآخرة (١).
فإذا كانت مطلق قرابة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لها هذه السمة المعنوية والميزة الشرعية في الدنيا والآخرة ، فكيف بابنته التي يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها؟!!
إن عدم تفهمهم ، أو عدم ترتيبهم الآثار على تلك الخصائص الإلهية ، إنما يكمن وراءه موروث قديم ، هو الذي لا يحترم الرئيس إلا ما دام حيا ، ولا يعير للبنت أهمية إلا بمقدار أنها «امرأة» لا توازي الرجل ولا تساويه ، بل ليس لها أن تطالب بشئ من حقوقها الشرعية والاجتماعية!
١٠ ـ اختلال قوانين الإرث وتقعيد قواعد الجاهلية فيه :
قبل توضيح اختلال ميزان قوانين الإرث في هذا العهد ، لا بد من إلقاء نظرة عابرة على مكانة المرأة في الجاهلية وصدر الإسلام ، إذ إن البنت كانت توأد في التراب في الجاهلية ، وذلك ما أخبر به الله في قوله : (وإذا
__________________
(١) مجمع الزوائد ٨ / ٢١٦.
الموؤودة سئلت * بأي ذنب قتلت) (١) وقد حكى عمر وغيره قصة وأده بنته في الجاهلية (٢).
ونقل لنا عمر حالة النساء في المدينة عما كن عليه مع القرشيين ، فقال : كنا معشر قريش قوما نغلب النساء ، فلما قدمنا المدينة ، وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم ، فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم (٣).
وقد خاطب عمر امرأة ، فوصفها بقوله : إنما أنت لعبة يلعب بك ثم تتركين (٤).
وقد هدد الزهراء عليهاالسلام بحرق بيتها ، وضرب رقية لبكائها على حمزة عم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهجم على بيت عائشة بعد وفاة أبي بكر وضرب أم فروة بنفسه (٥) ، وكذا هجم على بيت ميمونة بنت الحارث الهلالية ـ خالة خالد بن الوليد ـ يوم وفاة خالد!!
بعد هذه المقدمة المختصرة نأتي بمقطع من خطبة الزهراء عليهاالسلام كي نعلق عليه ، وهو :
«... وأنتم الآن تزعمون أن لا إرث لنا (أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون) (٦) أفلا تعلمون؟! بلى ، قد تجلى لكم كالشمس الضاحية أني ابنته ..
__________________
(١) سورة التكوير ٨١ : ٨ و ٩.
(٢) أنظر : عبقرية عمر ـ للعقاد ـ : ٢١٤.
(٣) السنن الكبرى ـ للبيهقي ـ ٧ / ٣٧.
(٤) تاريخ عمر ـ لابن الجوزي ـ : ١١٤ ، شرح نهج البلاغة ٣ / ٧٦٦.
(٥) تاريخ الطبري : حوادث سنة ١٣ ه ، الكامل في التاريخ ٢ / ٢٠٤ ، كنز العمال ٨ / ١١٨ كتاب الموت.
(٦) سورة المائدة ٥ : ٥٠.
أيها المسلمون! أأغلب على إرثيه؟!
يا بن أبي قحافة! أفي كتاب الله أن ترث أباك ولا أرث أبي؟! لقد جئت شيئا فريا ..
أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم ، إذ يقول : (وورث سليمان داود) (١)؟! وقال في ما اقتص من خبر يحيى بن زكريا إذ قال : (فهب لي من لدنك وليا * يرثني ويرث من آل يعقوب) (٢) ، وقال : (وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) (٣) ، وقال : (يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين) (٤) ، وقال : (إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين) (٥).
وزعمتم أن لا حظوة لي ، ولا إرث من أبي ، ولا رحم بيننا!! أفخصكم الله بآية أخرج أبي صلىاللهعليهوآلهوسلم منها؟!
أم هل تقولون : أهل ملتين لا يتوارثان؟!
أولست أنا وأبي من أهل ملة واحدة؟!
أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمي؟!
فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك ، فنعم الحكم الله ، والزعيم محمد ، والموعد القيامة ، وعند الساعة ما تخسرون ـ وفي نسخة :
__________________
(١) سورة النمل ٢٧ : ١٦.
(٢) سورة مريم ١٩ : ٦.
(٣) سورة الأنفال ٨ : ٧٥.
(٤) سورة النساء ٤ : ١١.
(٥) سورة البقرة ٢ : ١٨٠.
يخسر المبطلون ـ ، ولا ينفعكم إذ تندمون (لكل نبأ مستقر) (١) و (سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم) (٢) ...»(٣).
وهذا المقطع يوقفنا على عدة أمور :
الأول : اتهام الزهراء عليهاالسلام أبا بكر وأنصاره بنفيهم الإرث عنها.
الثاني : اتهامها أبا بكر بالكذب.
الثالث : تقريرها تركهم كتاب الله.
الرابع : نفيها كونهم أعلم من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلي بن أبي طالب عليهالسلام.
أما الأمر الأول منها :
فإن كلام الزهراء عليهاالسلام صريح في أن أبا بكر وأنصاره زعموا أن لا حظوة ولا إرث لها من أبيها ، وهذا يخالف عمومات القرآن في الوصية والإرث ، فكيف بأبي بكر يرث أباه والزهراء عليهاالسلام لا ترث أباها؟!
فأبو بكر خالف بفعله قوله في عدم توريث الأنبياء ، لأن المطالبة بالميراث لا تحتاج إلى إشهاد وشهود ، وأن طلب الشهود ينبئ عن كونها نحلة وهدية ـ قدمها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى فاطمة عليهاالسلام ، وقد نصت كتب
__________________
(١) سورة الأنعام ٦ : ٦٧.
(٢) سورة هود ١١ : ٣٩.
(٣) الاحتجاج ١ / ٢٦٧ ـ ٢٦٨ ، وانظر : شرح نهج البلاغة ١٦ / ٢٠٩ ـ ٢٥٣.
الحديث والتاريخ على شهادة أم أيمن وعلي عليهالسلام لها (١) ـ إلا أن يقولوا : إنهم يشكون في كونها ابنته ـ والعياذ بالله ـ!!
فلو ثبت كونها نحلة وهدية ، فتكون خارجة عن مدعى أبي بكر ولا ينطبق عليها قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «نحن معاشر الأنبياء لا نورث» ، لأنها خارجة عن ملكه صلىاللهعليهوآلهوسلم وداخلة في ملك الزهراء عليهاالسلام!
ولو صح نقله ذاك ، فلم أبقى البيوت لنساء النبي يتصرفن فيها كما يتصرف المالك في ملكه؟! حتى وصل الأمر به أن يستأذن عائشة في الدفن في حجرتها!! في حين نراه قد انتزع فدك من الزهراء عليهاالسلام بدعوى عدم ملكيتها!!
ولا أدري كيف اختلف الحكم بين الحالتين؟!
فلو كان الأنبياء لا يورثون ، فكيف ورثت نساء النبي ولم تورث ابنته؟!
وإن كانتا ـ دار الرسول وفدك ـ نحلة وهدية ، فكيف يقبل من عائشة وأضرابها ادعاؤها دون شاهد ولا يقبل من الزهراء عليهاالسلام ـ وهي المطهرة ـ مع إتيانها بالشهود؟!
وهل هناك فتنة أكبر من هذه؟!
وهل هناك تغيير لتعاليم السماء أجرأ من هذا؟!
فحق للزهراء عليهاالسلام أن تقول : (ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين) (٢).
__________________
(١) أنظر هامش بحار الأنوار ٢٩ / ٣٤٧.
(٢) سورة التوبة ٩ : ٤٩.
شبهة ورد :
ويعجبني أن أشير إلى دعوى قد تثار ، وهي : إن نساء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كن أصحاب الحق الشرعي ، لقوله تعالى : (وقرن في بيوتكن) (١) فنسبت البيوت إليهن ، وقد ثبتت حيازتهن لهذه البيوت في زمن رسول الله ، وهذه المسألة غير مسألة فدك!
فنجيبهم عن ذلك : بأن الحيازة في الآية ليست حيازة استقلالية ، بل هي من شؤون حيازة كل زوجة بالنسبة إلى زوجها ، فلو لاحظت ما بعدها لعرفت أن البيت هو للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لقوله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم) (٢) فنسب الله سبحانه البيت للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم .. ويؤيد هذا ما ثبت عنه من مثل قوله : «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة» (٣) وغيرها من النصوص.
فالبيوت لم تكن للنساء حتى يدعى ملكيتهن لها ، بل كانت للنبي حتى آخر حياته ، لقوله : «ما بين بيتي ومنبري» حتى إن عائشة كانت تنهى أمهات المؤمنين عن المطالبة بإرثهن معتمدة على حديث أبيها الذي مكنها من بعد من بيت سكناها لتتصرف فيه تصرف المالك المطلق!!
فقد روى البخاري أن عائشة قالت : أرسل أزواج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عثمان إلى أبي بكر يسألنه ثمنهن مما أفاء الله على رسوله ، فكنت أنا أردهن ، فقلت لهن : ألا تتقين الله؟! ألم تعلمن أن النبي كان يقول :
__________________
(١) سورة الأحزاب ٣٣ : ٣٣.
(٢) سورة الأحزاب ٣٣ : ٥٣.
(٣) أنظر : مجمع الزوائد ٤ / ٩.
لا نورث ما تركناه صدقة (١).
وعن عروة ، عن عائشة : إن أزواج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أردن لما توفي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أن يبعثن عثمان إلى أبي بكر يسألنه ميراثهن ـ أو قال : ثمنهن ـ قالت : فقلت لهن : أليس قد قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا نورث ما تركناه صدقة (٢).
وقال ابن أبي الحديد : الذي تنطق به التواريخ أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم لما خرج من قباء ودخل المدينة ، وسكن منزل أبي أيوب ، اختط المسجد ، واختط حجر نسائه وبناته ، وهذا يدل على أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم كان المالك للمواضع ، وأما خروجها عن ملكه إلى الأزواج والبنات فمما لم أقف عليه (٣).
فأبو بكر بادعائه هذا على رسول الله فقد نسب إليه صلىاللهعليهوآلهوسلم إلغاءه قانون الإرث للأنبياء ، وهذا يخالف الثابت عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم من أنه مكلف كغيره من الناس بالفرائض والتكاليف ، وأن تعاليم السماء تجري عليه كما تجري على غيره من بني الإنسان ، ولم يثبت أن ذلك من مختصاته صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولأجل ذلك اتهمت الزهراء عليهاالسلام أبا بكر بالكذب!
وأما الأمر الثاني :
وهو ظاهرة كذب الصحابة ، فقد بينا سابقا تخطئة الصحابة الواحد منهم للآخر ، بل تكذيبهم بعضهم للبعض الآخر ، وأن رسول الله كان قد أنبأ بجزاء من كذب عليه متعمدا ، وأنه ستكثر عليه القالة من بعده!
__________________
(١) صحيح البخاري ٥ / ١١٥ كتاب المغازي ـ باب حديث بني النضير.
(٢) شرح نهج البلاغة ١٦ / ٢٢٠.
(٣) شرح نهج البلاغة ١٧ / ٢١٦ ـ ٢١٧.
فالزهراء عليهاالسلام في هذا المقطع من خطبتها أشارت إلى أمرين بقولها لأبي بكر : «وأنتم تزعمون أن لا إرث لنا ، أفحكم الجاهلية تبغون؟!» ، وفي آخر : «زعمتم أن لا حظوة لي ولا إرث من أبي ولا رحم بيننا ، لقد جئت شيئا فريا!» .. فهنا شقان خطيران ، هما :
الأول : زعمهم بأنها لا حظوة لها ، ولا ترث من أبيها ، وذلك حسب أحكام الجاهلية.
الثاني : تكذيبها أبا بكر في ما نقله وذهب إليه.
أما الأول : فقد وضحنا شيئا منه قبل قليل .. وأما الثاني : فإن المواقف والنصوص توضح كذب أبي بكر في ما رواه ، إذ كيف به يوصي بالدفن عند رسول الله مع اطمئنانه بصدور الخبر عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم؟! لأن بيت الرسول إما خاصة له أو من جملة تركته صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فإن كان له خاصة فهو صدقة وقد جعلها للمسلمين كما زعمه : «نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة» ، فلا يجوز أن يختص بواحد دون آخر! ..
وإن كان من جملة تركته وميراثه ، وأنه صلىاللهعليهوآلهوسلم يورث كغيره من المسلمين ، فهما ـ أبو بكر وعمر ـ لم يكونا ممن يرث رسول الله!
لا يقال : إن ذلك بحصة عائشة وحفصة ..
فإنه يقال : إن نصيبهما لا يبلغ مفحص قطاة ، لأنه صلىاللهعليهوآلهوسلم مات عن تسع نسوة وبنت لصلبه ، فلكل واحدة من نسائه تسع الثمن ، فما بال عائشة وحفصة ترثان ولا ترث فاطمة وهي بنته ومن صلبه؟!
ولو كان واثقا من صحة ما حدث به وما ذهب إليه ، فلماذا يسعى لاسترضاء الزهراء صلىاللهعليهوآلهوسلم ويتأسف في أخريات حياته متمنيا أنه لم يكشف بيتها؟!
ولو صح كلام أبي بكر ، فكيف صح له أن يدفع آلة رسول الله ودابته وحذاءه إلى علي بن أبي طالب (١) ، ويمكن زوجاته صلىاللهعليهوآلهوسلم من التصرف في حجراتهن؟! وقد قلنا سابقا بأن الانتقال إليهن إما على جهة الميراث أو النحلة ، والأول مناقض لما رواه أبو بكر عن رسول الله : «نحن معاشر الأنبياء ...» ، والثاني يحتاج إلى إثبات من قبل أزواجه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلم لم يطالبهن بالشهود كما طالب الزهراء عليهاالسلام؟!
وكيف ساغ لعمر أن يدفع إلى علي والعباس صدقة رسول الله لو صح حديث أبي بكر؟!
وهل أراد عمر بفعله أن يتهم أبا بكر بوضع الحديث ، أم أنه تأوله وفهم منه معنى لا ينفي التوريث؟!
وهل يجوز لنبي أن يموت ولا يعلم ابنته وصهره بأن ليس لهما حق في إرثه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهو المبين لأحكام الله والرافع لكل لبس وإيهام؟!
وكيف به صلىاللهعليهوآلهوسلم يعلم الآخرين ولا يعلم صهره وابنته ـ أصحاب الحق ـ هذا الحكم الخاص بهم لو فرض وجوده؟!!
وهل يتوافق هذا مع ما قاله الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم عن أهل البيت عليهمالسلام في حديث الثقلين : «فلا تقدموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم» (٢)؟!
وكيف بنساء النبي لا يعرفن حديث رسول الله وحكم ميراثه ، فيرسلن إلى عثمان مطالبات بإرثهن ـ حينما منعهن عن بعضه ـ؟!
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ١٦ / ٢١٣ ـ ٢١٤.
(٢) المعجم الكبير ـ للطبراني ـ ٥ / ١٦٧ ذ ح ٤٩٧١.
وكيف تختلف مواقف الحكام في ميراث رسول الله ، فأحدهم يعطي ، والآخر يمنع ، لو صح وثبت عندهم حديث : «نحن معاشر الأنبياء ...»؟!
ألا يعني موقف عمر بن عبد العزيز ، والمأمون ، والمعتصم ، والواثق ، وغيرهم من الذين ردوا فدكا ، أنهم كانوا من الذين لا يرون صحة حديث أبي بكر؟!
ولو صح ما قاله أبو بكر عن الأنبياء ، لاشتهر بين الأمم الأخرى والأديان السماوية ، ولعرفه أتباع الأنبياء؟! مع العلم بأن فدكا مما لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب ، بل استسلم أهلها خوفا ورعبا ، فهي للنبي خاصة خالصة باتفاق علماء الفريقين ، لقوله تعالى : (وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شئ قدير) (١).
إن إعطاء ريع فدك أو غيره للمسلمين في زمن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يعني أنها كانت لهم ، لأنه صلىاللهعليهوآلهوسلم كان قد أنفق ما يملكه في سبيل الدعوة الإسلامية ، وهذا يجتمع مع قولنا : إنه صلىاللهعليهوآلهوسلم ملكها للزهراء عليهاالسلام في حياته ، إذ يمكن اجتماع كلا الأمرين معا ، فمن جهة تكون الأرض ملكا للزهراء البتول عليهاالسلام ، ومن جهة أخرى يصح لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم التصرف فيها وإنفاق ريعها في سبيل الدعوة للدين ، لأنه الوالد ، و «الولد وما يملك لأبيه» ناهيك عن ولايته كنبي على كل مسلم ومسلمة.
ثم إن أبا بكر أراد أن لا يكون وحيدا في نقله لهذا الحديث ، فقال
__________________
(١) سورة الحشر ٥٩ : ٦.
في جواب الزهراء عليهاالسلام : «لم أتفرد به وحدي» (١) ، وقد روت عائشة وحفصة وأوس بن الحدثان أنهم سمعوا ذلك (٢) ، وأضاف صاحب المغني اسم عمر وعثمان وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف (٣).
وجاء في الاختصاص أن أبا بكر قال : «فإن عائشة تشهد وعمر أنهما سمعا رسول الله وهو يقول : إن النبي لا يورث.
فقالت [فاطمة] : هذا أول شهادة زور شهدا بها في الإسلام ، ثم قالت : فإن فدك إنما هي صدقة تصدق بها علي رسول الله ، ولي بذلك بينة.
فقال لها : هلمي ببينتك.
قال : فجاءت بأم أيمن وعلي ...» (٤).
ونقل ابن أبي الحديد عن النقيب أبي جعفر يحيى بن محمد البصري قوله : إن عليا وفاطمة والعباس ما زالوا على كلمة واحدة يكذبون «نحن معاشر الأنبياء لا نورث» ، ويقولون : إنها مختلقة ، قالوا : كيف كان النبي يعرف هذا الحكم غيرنا ويكتمه عنا؟! ونحن الورثة ، ونحن أولى الناس بأن يؤدى هذا الحكم إليه (٥).
__________________
(١) الاحتجاج ١ / ٩٧ ـ ١٠٨ (وطبعة النجف ١ / ١٣١ ـ ١٤٥) وعنه في بحار الأنوار ٢٩ / ٢٣١.
(٢) أنظر : قرب الإسناد : ٤٧ ـ ٤٨ الطبعة القديمة ، وتفسير علي بن إبراهيم ٢ / ١٥٥ ـ ١٥٩.
(٣) المغني ـ الجزء المتم العشرين ـ ق ١ / ٣٢٨ ، وانظر : بحار الأنوار ٢٩ / ٣٥٨ ، وفي صفحة ٣٦٦ وما بعدها جواب صاحب المغني .. فمن أراد فليراجع.
(٤) الاختصاص : ١٨٣ ـ ١٨٥.
(٥) شرح نهج البلاغة ١٦ / ٢٨٠.
وأما الأمر الثالث :
هو تقريرها تركهم كتاب الله ، فهو ظاهر في كلام الزهراء عليهاالسلام ، لأن كلمة «ورث» التي وردت في عدة آيات دالة على المال لغة وعرفا ، إن لم تقيد بقيد خارجي ، لكنهم صرفوا الإرث إلى وراثة الحكمة والنبوة دون الأموال في مسألة إرث الرسول وقضية الزهراء ، تقديما للمجاز على الحقيقة بلا قرينة صارفة! لأن جملة (وإني خفت الموالي) (١) يعني به وراثة المال لا العلم والحكمة ، لكون الأخيرين لا يأتيان بالوراثة ، فهما عطاء من الله ، يمن به أو يمنع ، وإن زكريا كان يخاف من الموالي ـ وهم بنو العمومة ومن يحذو حذوهم ـ فقوله : (وليا) يعني ولدا يكون أولى بميراثي.
وعليه : فحمل الآية على العلم والنبوة خلاف الظاهر ، لأن النبوة والعلم لا يورثان ، بل النبوة تابعة للمصلحة العامة ومقدرة لأهلها من الأزل عند بارئها .. (الله أعلم حيث يجعل رسالته) (٢) ، فلا مدخل للنسب فيها ، كما أنه لا أثر للدعاء والمسألة في اختيار الله أحدا من عباده نبيا.
على أن زكريا إنما سأل الله وليا من ولده يحجب مواليه ـ كما هو صريح الآية ـ من بني عمه وعصبته من الميراث ، وذلك لا يليق إلا بالمال ، ولا معنى لحجب الموالي عن النبوة والعلم.
ثم إن اشتراطه في وليه الوارث كونه رضيا بقوله : (واجعله رب
__________________
(١) سورة مريم ١٩ : ٥.
(٢) سورة الأنعام ٦ : ١٢٤.
رضيا) (١) لا يليق بالنبوة ، إذ العصمة والقداسة في النفسيات من الملكات ، ولا تفارق الأنبياء ، فلا محصل عندئذ لمسألته ذلك ، وحاشا الأنبياء عن طلب ما لا محصل فيه.
نعم ، يتم هذا في المال ومن يرثه ، فإن وارثه قد يكون رضيا وقد يكون غيره ، ولذلك قال الرازي في تفسيره : إن المراد بالميراث في الموضعين هو وراثة المال ، وهذا قول ابن عباس والحسن والضحاك (٢) ..
وقال الزمخشري في ربيع الأبرار : ورث سليمان عن أبيه ألف فرس (٣) ..
وقال البغوي في معالم التنزيل في تفسير الآية في سورة مريم : قال الحسن : معناه يرث مالي (٤) ..
وقال النيسابوري في تفسير الآية : عن الحسن : أنه المال (٥).
ونحن لو تأملنا في استدلال الإمام علي والزهراء عليهماالسلام والعباس ، لرأيناهم يستدلون بالقرآن على خطئه وسقم دعواه ، وذلك لأنهم أرادوا إلزامه بما ألزم به نفسه حينما نهى الناس عن التحديث عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قائلا : «بيننا وبينكم كتاب الله» ، أي إنهم استدلوا بعمومات القرآن في الإرث والوصية على خطئه ، فرجع هو إلى ما نهاهم عنه من الحديث عن رسول الله!! أي إنه استدل بما نهى عنه ضرورة ومصلحة!!
__________________
(١) سورة مريم ١٩ : ٦.
(٢) التفسير الكبير ٢١ / ١٨٤.
(٣) ربيع الأبرار ٥ / ٣٩٢ الباب ٩٢.
(٤) معالم التنزيل ٣ / ١٥٨.
(٥) تفسير النيشابوري ـ المطبوع مع تفسير الطبري ـ ١٩ / ٩٣.
وأما الأمر الرابع :
فلا يمكن لأحد أن ينكر مكانة علي والزهراء عليهماالسلام العلمية ، ولو تأملت في احتجاجاتهما لرأيت الحق معهما لا محالة ، فمثلا نراهما يستدلان على أبي بكر ـ مضافا إلى ما سبق ـ بقاعدة اليد ، وإن على المدعي [وهو أبو بكر] البينة ، وعلى المنكر اليمين ، وقد مر عليك حجة الإمام علي عليهالسلام بقوله : «أخبرني لو كان في يد المسلمين شئ فادعيت أنا فيه ، من كنت تسأل البينة؟!
قال : إياك كنت أسأل.
قال : فإذا كان في يدي شئ ، فادعى فيه المسلمون ، تسألني فيه البينة؟! فسكت أبو بكر ...» (١).
وفي حديث آخر توجد زيادة : فما بال فاطمة سألتها البينة على ما في يدها وقد ملكته في حياة رسول الله وبعده ، ولم تسأل المسلمين البينة على ما ادعوه شهودا كما سألتني على ما ادعيت عليهم؟! فسكت أبو بكر.
فقال عمر : يا علي! دعنا من كلامك ، فإنا لا نقوى على حجتك ، فإن أتيت بشهود عدول ، وإلا فهو فئ للمسلمين ، لا حق لك ولا لفاطمة فيه.
فقال علي : يا أبا بكر! تقرأ كتاب الله؟!
قال : نعم.
قال : أخبرني عن قوله تعالى : (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) فينا نزلت أو في غيرنا؟!
__________________
(١) علل الشرائع : ١٩٠ ـ ١٩٢ ح ١.
قال : بل فيكم.
قال : فلو أن شهودا شهدوا على فاطمة بنت رسول الله بفاحشة ، ما كنت صانعا بها؟!
قال : كنت أقيم عليها الحد كما أقيم على سائر نساء العالمين!!
قال : كنت إذا عند الله من الكافرين.
قال : ولم؟!
قال : لأنك رددت شهادة الله لها بالطهارة وقبلت شهادة الناس عليها ، كما رددت حكم الله ورسوله أن جعل لها فدك وقبضته في حياته صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ثم قبلت شهادة أعرابي بائل على عقبيه عليها ، وزعمت أنه فيئ للمسلمين ، وقد قال رسول الله : «البينة على المدعي واليمين على المدعى عليه» فرددت قول رسول الله : «البينة على من ادعى واليمين على من ادعي عليه» (١).
ونحو هذا استدلال الزهراء عليهاالسلام على أبي بكر (٢) ، وقول الأنصار لها : يا بنت رسول الله! قد مضت بيعتنا لهذا الرجل ، ولو أن زوجك وابن عمك سبق إلينا قبل أبي بكر ما عدلنا به (٣) .. وفي آخر : لو سمعنا حجتكم ما عدلنا عنكم.
وجاء في كلام الإمام علي عليهالسلام قوله : «فوالله يا معشر المهاجرين! لنحن أحق الناس به ، لأنا أهل البيت ، ونحن أحق بهذا الأمر منكم ، ما كان فينا إلا القارئ لكتاب الله ، الفقيه في دين الله ، العالم بسنن رسول الله ،
__________________
(١) الاحتجاج ١ / ٩٠ ـ ٩٥ (طبعة النجف ١ / ١١٩ ـ ١٢٧).
(٢) أنظر : كتاب سليم بن قيس : ١٣٥ ـ ١٣٧.
(٣) الإمامة والسياسة ١ / ١٧٥.
المضطلع بأمر الرعية ، الدافع عنهم الأمور السيئة ، القاسم بينهم بالسوية ، والله إنه لفينا ، فلا تتبعوا الهوى فتضلوا عن سبيل الله فتزدادوا من الحق بعدا» (١).
وهل يعقل أن تطلب فاطمة عليهاالسلام ـ وهي سيدة نساء أهل الجنة ، مع طهارتها وعصمتها ـ شيئا ليس لها؟!
وهل تريد ظلم جميع المسلمين بأخذها أموالهم؟!
وهل يجوز لعلي أن يشهد لفاطمة بغير حق؟! أو يمكن تصور مخالفته للحق ورسول الله يقول : «علي مع الحق والحق مع علي» ويقول : «اللهم أدر الحق معه حيث دار».
وهل يجوز القول عن أم أيمن ـ المشهود لها بالجنة ـ أنها قد شهدت زورا؟!
نعم ، إنا لا يمكننا أن نزكي أبا بكر والزهراء معا! إذ لو صدقنا أبا بكر في دعواه لصح ما تساءلناه عن الزهراء ، وإن كان أبو بكر كاذبا فالزهراء صادقة لا محالة ..
وهكذا الحال بالنسبة إلى أحاديث «من خرج على ..» أو «خالف ..» أو «لم يعرف» إمام زمانه مات ميتة الجاهلية ، أو «من خرج من طاعة السلطان شبرا مات ميتة جاهلية» فنحن لو قبلنا هذه النصوص معتبرين أبا بكر هو إمام زمانه ، للزم أن تكون الزهراء ـ سيدة النساء ، المطهرة بنص القرآن ـ قد ماتت ميتة جاهلية!!!
وأما لو شككنا في كونه إمام ذلك العصر ، لتخلف بعض الصحابة عنه
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ٦ / ١٢ ، الإمامة والسياسة ١ / ٢٩.
ـ كعلي والعباس وبني هاشم والزبير والمقداد وسعد بن عبادة وغيرهم ـ لجاز خروج الزهراء عليه واعتقادها بانحرافه وضلالته ، ولا يمكن تصحيح الموقفين معا.
وإذا لم يقبل أبو بكر شهادة علي بن أبي طالب عليهالسلام لكونه المنتفع ، فكيف قبل رسول الله شهادة خزيمة بن ثابت وعد شهادته شهادتين ، وكان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم هو المنتفع؟!
ولو صح ما استدلوا به من أن الشهادة لم تكمل في قضية فدك ـ مقتصرين على شهادة الإمام علي عليهالسلام وأم أيمن ـ فماذا نفعل بما جاء عن سيرة الحكام وحكمهم بالشاهد الواحد مع اليمين ..
ففي كتاب الشهادات من كنز العمال : إن رسول الله وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يقضون بشهادة الواحد مع اليمين (١).
وروى البيهقي عن علي : أن أبا بكر وعمر وعثمان يقضون باليمين مع الشاهد (٢).
كانت هذه نظرة عابرة ونماذج متفرقة عن اختلاف المفاهيم والأصول عند الطرفين ، وكيفية تشريع المواقف وصيرورتها أصولا تضاهي القرآن الحكيم والسنة المطهرة في العصور اللاحقة ، وقد أعطتك ـ وخصوصا النقطة ما قبل الأخيرة ـ صورة عن تلاعب الحاكمين بالقوانين المالية الإسلامية ك :
أ ـ سهم المؤلفة قلوبهم.
ب ـ تمليك الحجرات لزوجات الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم دون بنيه!
__________________
(١) كنز العمال ٣ / ٤ و ٦.
(٢) كنز العمال ٣ / ١٧٨.
ج ـ استجازة الحاكم الدفن عند النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مع نقله قوله : «نحن معاشر الأنبياء ...» .. وغيرها.
١١ ـ الذهاب إلى مشروعية الرأي ومقولة : «حسبنا كتاب الله» :
ثبت عن أبي بكر أنه أفتى بالرأي في الكلالة ، مع أن الله كان قد وضح حكمها في القرآن العزيز ، لقوله تعالى : (يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها إن ...) (١).
هذا ، إضافة إلى مفردات كثيرة من هذا القبيل.
وشرح أبي بن كعب هذا في كلام له بعد خطبة لأبي بكر في يوم الجمعة أول شهر رمضان ، فقال في جملة كلامه : فهذا مثلكم أيتها الأمة المهملة ـ كما زعمتم ـ وأيم الله! ما أهملتم ، لقد نصب لكم علم يحل لكم الحلال ويحرم عليكم الحرام ، لو أطعتموه ما اختلفتم ولا تدابرتم ، ولا تقاتلتم ، ولا برئ بعضكم من بعض ..
فوالله! إنكم بعده لمختلفون في أحكامكم ، وإنكم بعده لناقضون عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وإنكم على عترته لمختلفون.
إن سئل هذا عن غير ما يعلم أفتى برأيه ، فقد أبعدتم وتخارستم ، وزعمتم أن الاختلاف رحمة ، هيهات! أبى الكتاب ذلك عليكم ، يقول الله تبارك وتعالى : (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم) (٢) ، ثم أخبرنا باختلافكم ، فقال :
__________________
(١) سورة النساء ٤ : ١٧٦.
(٢) سورة آل عمران ٣ : ١٠٥.
(ولا يزالون مختلفين * إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم) (١) أي : للرحمة ، وهم آل محمد ...»(٢).
ونحن كنا قد فصلنا هاتين المقولتين في كتابنا منع تدوين الحديث ولا نحب المعاودة إليهما ، فمن أراد المزيد فليراجع ذلك الكتاب.
فهذه النصوص أوقفتك على ملابسات بعض الأمور ، ومن هم وراء نسبة الأحاديث إلى هذا أو ذاك ، وأن إنكار حجية السنة النبوية ، والتلاعب بالنصوص ، وإدخال مفاهيم خارجة عن نطاق النصوص ، لم يكن من قبل المستشرقين ، أمثال جولد تسهير وجيم شاخت (٣) فقط ، بل سبقهم إليه الرعيل الأول من الصحابة ، أمثال أبي بكر وعمر بقولهما : «بيننا وبينكم كتاب الله» و «حسبنا كتاب الله» ، ومنعهم للتحديث والتدوين ، وضربهم للصحابة عليه ، وردعهم عن السؤال!
إن النزعة الداعية إلى الأخذ بالقرآن وترك تدوين الحديث عند الشيخين ومن ماشاهما ، هي التي مهدت الطريق للشيخ محمد عبده (٤) وأحمد أمين (٥) وغلام أحمد پرويز (٦) وغيرهم للقول بالاكتفاء بالقرآن عن السنة.
__________________
(١) سورة هود ١١ : ١١٨ و ١١٩.
(٢) الاحتجاج ١ / ١١٢ ـ ١١٥ (طبعة النجف ١ / ١٥٣ ـ ١٥٧).
(٣) دراسات في الحديث النبوي ـ للدكتور الأعظمي ـ : المقدمة (م) وصفحة ٦.
(٤) دراسات في الحديث النبوي ـ للدكتور الأعظمي ـ ١ / ٢٧ عن أضواء على السنة المحمدية : ٤٠٥ ـ ٤٠٦.
(٥) فجر الإسلام ، وعنه في دراسات في الحديث النبوي ١ / ٢٧ ، والسنة ومكانتها ـ للسباعي ـ : ٢١٣.
(٦) دراسات في الحديث النبوي ١ / ٢٩ عن سنت كي آئينى حيثيت ـ للمودودي ـ : ١٦.
وهو المصرح به من قبل الشيخ محمد رشيد رضا في تعليقته على مقالة الدكتور توفيق صدقي في المنار ، إذ جاء في تعليقته : «... بقي في الموضوع بحث آخر هو محل للنظر ، وهو هل الأحاديث ـ ويسمونها بسنن الأقوال ـ دين وشريعة عامة ، وإن لم تكن سننا متبعة بالعمل بلا نزاع ولا خلاف لا سيما في الصدر الأول؟
إن قلنا : نعم ، فأكبر شبهة ترد علينا نهي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عن كتابة شئ عنه غير القرآن ، وعدم كتابة الصحابة للحديث ، وعدم عناية علمائهم وأئمتهم كالخلفاء بالتحديث ، بل نقل عنهم الرغبة عنه ، كما قلنا للدكتور صدقي في مذاكرته قبل أن يكتب شيئا في الموضوع» (١).
ثم علق الشيخ محمد رشيد رضا على فقرة أخرى من مقالة الدكتور صدقي بقوله : «وإذا أضفت إلى هذا ما ورد في عدم رغبة كبار الصحابة في التحديث ، بل في رغبتهم عنه ، بل في نهيهم عنه ، قوي عندك ترجيح كونهم لم يريدوا أن يجعلوا الأحاديث كلها دينا عاما دائما كالقرآن» (٢).
أجل ، إن تفكيرا كهذا قد وصل في الهند إلى أن يستغل من قبل الأجنبي ـ حسب تعبير الدكتور مصطفى الأعظمي في الدراسات ١ / ٢٨ ـ لترسيخ بعض المفاهيم الجديدة على ضوء الموروث القديم.
فقد أسس غلام أحمد پرويز جمعية باسم : «أهل القرآن» ، وأصدر مجلة شهرية عنها ، وفسر بعض الكتب بهذا الصدد.
فـ «أهل القرآن» تركوا المتواتر العملي في الإسلام كالصلاة والزكاة والحج ، وما شاكلها ، وقالوا : «لم يبين لنا القرآن الأمور الجزئية إلا قليلا ،
__________________
(١) دراسات في الحديث النبوي ١ / ٢٦ ـ ٢٧ ، عن مجلة المنار م ٩ / ٩٢٩ ـ ٩٣٠.
(٢) دراسات في الحديث النبوي ١ / ٢٧ عن مجلة المنار م ١٠ / ٥١١.
وقد تطرق في أغلب الأحيان للكليات ، فمثلا : أمر الله سبحانه وتعالى بإقامة الصلاة ، ولم يبين لنا مقدارها ، فإن كان الله سبحانه وتعالى يريد أن تصلي كما يصلون لذكره في آية واحدة ، مثلا : صلوا الظهر والعصر والعشاء أربعا والفجر ركعتين والمغرب ثلاثا.
ولا يمكن القول بأن مثل هذا التفصيل يزيد في حجم القرآن ، لأن القرآن الكريم كرر الأمر بإقامة الصلاة مرة أو مرتين ، ثم تذكر التفصيلات لإقامة الصلاة بدلا عن التكرار ، وكذلك الزكاة ، وهلم جرا» (١).
وقالوا : «والخطأ الأساسي الذي وقع فيه المسلمون من بعد الخلافة الراشدة حتى الآن أنهم لم يفهموا الإسلام وروحه ، إذ الإسلام نظام اجتماعي مبني على الشورى ، فالقرآن يأمرنا بالأمور الكلية ويترك تفصيلها لمجلس الشورى للمسلمين الذي يقرر طريقة الصلاة ونسبة الزكاة حسب الزمان والمكان.
وهذا ما فهمه أبو بكر وعمر والخلفاء الراشدون (٢) ، فكانوا يستشيرون الصحابة ، وحيث شعروا بالحاجة إلى الإضافة أضافوها ، وإن لم يجدوا ضرورة للتغيير أبقوها.
ولو كانت سنة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم شيئا دائما لأعطانا الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم شيئا مكتوبا جاهزا ، وليس معنى (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول) أطيعوا سنة الرسول بعد وفاته ، لأن سنته لا تحمل في طياتها عنصر الديمومة والبقاء ،
__________________
(١) دراسات في الحديث النبوي ١ / ٣٣ عن مقام حديث : ٦٥ ـ ٦٦ والمنار م ٩ / ٥١٧.
(٢) ثبت ذلك عن الثلاثة ، أما الإمام علي عليهالسلام فكان أصلب الناس في معارضة هذا الفهم الخاطئ.
بل معنى (أطيعوا الرسول) : أطيعوا النظام الذي أرشد إليه القرآن والذي كان يمثله الرسول في حياته ، والذي يعني إقامة الخلافة على منهاج النبوة.
وبما أن هذا النظام قد استمر إلى عهد الخلفاء الراشدين ، ثم بعد مجئ الأمويين على مسرح السياسة اختلف الوضع ، وأصبح هناك حد فاصل بين الدين والسياسة ، ولم يفهم الناس معنى طاعة الرسول ، فاتجهوا إلى الأحاديث ، لأن الأحكام في القرآن قليلة ، وضرورات الحياة أكثر فأكثر ، وكان من واجبات الخلافة على منهاج النبوة أن تسد ضرورات المجتمع في القضايا المتجددة ، لكن عدم وجود الدولة بهذا المفهوم دفع الناس إلى الأخذ بالحديث ، وعند عدم كفاية المجموعة الحديثية ازداد الوضع أكثر فأكثر» (١).
وبهذا فقد عرفنا السير الطبيعي لمقولة : «بيننا وبينكم كتاب الله» و «حسبنا كتاب الله» و «لا تحدثوا عن رسول الله شيئا»! والأفكار المطروحة بعد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وما جرته من مضاعفات خطيرة على السنة الشريفة ، وعلى الباحث استكشاف حقائق أكثر في هذا السياق ، خصوصا عندما يقف عند النصوص وقفة تدبر وتفكر!
للبحث صلة ...
__________________
(١) دراسات في الحديث النبوي ١ / ٣٣ ـ ٣٤ عن مقام حديث : ٦٨ ـ ٧٠.
|
دور الشيخ الطوسي قدسسره في علوم الشريعة الإسلامية (٦) |
|
السيد ثامر هاشم العميدي
دوره في الحديث الشريف وعلومه
ضرب الشيخ الطوسي قدسسره أمثلة كثيرة في كتابيه التهذيب والاستبصار على تحري الصحيح من الأخبار وترك ما سواه بقدر الإمكان ، وقد اتضح هذا من خلال بيانه لوجوه فساد الخبر التي لا يمكن معها الاحتجاج به في دين الله عزوجل ، وذلك كلما وجد الفرصة سانحة لهذا البيان وهو يسطر بقلمه الشريف أحاديث أهل بيت العصمة والطهارة عليهمالسلام في أبواب كتابه الخالد تهذيب الأحكام.
وقد بينا سابقا الجزء الأعظم من وجوه فساد الخبر بنظر الشيخ الطوسي قدسسره ، وبرهنا على سلامة موقفه العلمي النزيه الواضح من الأحاديث الضعيفة ، والموضوعة ، والموقوفة ، والمضمرة ، والمضطربة ، والغريبة ، والمرسلة ، والمنقطعة ، والشاذة ، ومع أخبار رواة الفرق البائدة والمذاهب المنحرفة.
ولأجل اكتمال صورة تلك الوجوه التي تعرض لها الشيخ الطوسي في كتبه لا سيما التهذيب والاستبصار ، سنذكر ما تبقى منها ، مبتدئين بأهمها على الإطلاق نظرا لما تحمله من تساؤلات ، بل وإثارات من هنا وهناك ، ونظرا لأهميتها سنقف معها في تعريفها وحقيقتها وتاريخها وموقف الشيخ الطوسي منها ، وهي :
عاشرا : أخبار الغلاة والمتهمين بالغلو :
الغلو في اللغة مصدر الفعل غلا يغلو ، ومعناه ـ كما يقول الراغب ـ : تجاوز الحد (١).
وفي لسان العرب : «وغلا في الدين والأمر ، يغلو غلوا : جاوز حده» ونقل عن تهذيب اللغة قول بعضهم : «غلوت في الأمر .. إذا جاوزت فيه الحد وأفرطت» (٢).
وفي المصباح : «وغلا في الدين غلوا ـ من باب قعد ـ تصلب وشدد حتى جاوز الحد» (٣).
كما عرفه الشيخ المفيد لغة بقوله : «الغلو في اللغة هو التجاوز عن الحد والخروج عن القصد ، قال الله تعالى : (يا أهل الكتاب لا تغلو في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق) (٤) .. فنهى عن تجاوز الحد في المسيح عليهالسلام ، وحذر عن الخروج عن القصد في القول ، وجعل ما ادعته
__________________
(١) المفردات ـ للراغب الأصبهاني ـ : ٦١٣ مادة «غلا».
(٢) لسان العرب ـ لابن منظور ـ ١٠ / ١١٢ ـ ١١٣ مادة «غلا».
(٣) المصباح المنير ـ للفيومي ـ ٢ / ٤٥٢ مادة «غلا».
(٤) سورة النساء ٤ : ١٧١.
النصارى فيه غلوا لتعديه الحد» (١).
وقال الطبرسي في تفسير الآية المتقدمة : «أصل الغلو مجاوزة الحد ، يقال : غلا في الدين يغلو غلوا ، أو غلا بالجارية لحمها وعظمها إذا أسرعت الشباب وتجاوزت لداتها ، تغلو غلوا وغلاء. قال الحرث بن خالد المخزومي :
|
حمصانة قلق موشحها |
|
رؤد الشباب غلا بها عظم» (٢) |
ويعلم مما تقدم سعة معنى الغلو في اللغة ، وأنه لا حصر له بتجاوز الحد في رفع المخلوق إلى مرتبة الخالق ، ولهذا قال العلامة الطباطبائي في معرض تفسير الآية الشريفة : «ظاهر الخطاب بقرينة ما يذكر فيه من أمر المسيح عليهالسلام أنه خطاب للنصارى ، وإنما خوطبوا بأهل الكتاب ـ وهو وصف مشترك ـ إشعارا بأن تسميهم بأهل الكتاب يقتضي أن لا يتجاوزوا حدود ما أنزله الله وبينه في كتبه ، ومما بينه أن لا يقولوا عليه إلا الحق» (٣).
وأما في الاصطلاح فلم أجد للغلو تعريفا يجمع أشتات هذا المعنى ، وكل ما ذكر لا يعدو أكثر من الاعتقاد بتأليه المخلوق ورفعه فوق ما هو عليه ، وهو ليس بذاك لا سيما وإن في المأثور عن أهل البيت عليهمالسلام وكذلك في أقوال بعض علماء العامة ما يؤكد سعة المعنى الاصطلاحي للغلو كما سيوافيك.
وعليه يمكن القول بأن الغلو هو ظاهرة أو موقف معين مبالغ فيه بلا دليل ، وقد يكون بحق فرد أو مجموعة ، أو قضايا أو أفكار أو مبادئ معينة.
__________________
(١) تصحيح الاعتقاد ـ للشيخ المفيد ـ : ٢٣٨.
(٢) مجمع البيان ـ للطبرسي ـ ٣ / ١٨١.
(٣) الميزان ـ للطباطبائي ـ ٥ / ١٤٩.
وقد نجد لهذا الكلام ما يؤيده ، فقد ذكر ابن حزم أن من طوائف الغلاة : الخوارج الذين غلو فقالوا : إن الصلاة ركعة واحدة بالغداة وركعة بالعشي فقط ، وكذلك عد من الغلاة من قال بنكاح المحارم ، أو من قال : إن سورة يوسف ليس من القرآن الكريم وكذلك من ذهب من طوائف المعتزلة إلى القول بتناسخ الأرواح ، أو من حكم بحلية شحم الخنزير ودماغه ، أو من قال : بأن من عرف الله حق معرفته سقطت عنه الأعمال والشرائع (١).
وقال الشهرستاني في الملل والنحل : «والغلاة هم الذين غلو في حق أئمتهم حتى أخرجوهم من حدود الخلقية وحكموا فيهم بأحكام الإلهية ، فربما شبهوا واحدا من الأئمة بالآلهة ، وربما شبهوا الإله بالخلق» (٢).
فانظر كيف عد تشبيه الخالق سبحانه بالمخلوق من الغلو ، ولم يحصره بتأليه المخلوق ، وعلى هذا فالغلاة لا حصر لهم بفئة أو طائفة معينة كما يحب إشاعته من لم يع حقيقة الغلو ولم يفهم معناه ، وإنما هم في الواقع ـ كما يقول الشيخ المفيد ـ : «قوم ملحدة وزنادقة يموهون بمظاهرة كل فرقة بدينهم» (٣).
ومن جملة ما تقدم يعلم بأن للغلو مصاديق جمة في الفكر والعقيدة ، ولا زال معظمها قائما إلى اليوم ، فالجبر ، والتشبيه والتجسيم ، والرؤية والحلول والنزول والاستواء كلها من الغلو ، لأنها من الاعتقادات التي تجاوزت الحد وخرجت عن القصد ، ونظيرها القول بعدالة الصحابة ، بل
__________________
(١) الفصل في الملل والأهواء والنحل ـ لابن حزم الأندلسي ـ ٢ / ٢٤٦.
(٢) الملل والنحل ـ للشهرستاني ـ ١ / ٢٨٨.
(٣) تصحيح الاعتقاد ـ للمفيد ـ : ٢٤٠.
لعل جملة من الصحابة يمكن تصنيفهم في دائرة الغلاة ، نظير من كان يحك المعوذتين من مصحفه ولا يرى أنهما من القرآن ، ونظير من زعم خلو المصحف من سورتي الحقد والخلع ، أو آية الشيخ والشيخة ، ونحو هذا مما تجاوزوا فيه الحد وخرجوا به عن القصد ..
ومما يقطع بهذا ما جاء على لسان الإمام الرضا عليهالسلام بأن المشبهة والمجبرة إنما هم من الغلاة ، فقد أخرج الصدوق في التوحيد بسنده عن الحسين بن خالد ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهماالسلام : قال : «قلت له : يا بن رسول الله! الناس ينسبوننا إلى القول بالتشبيه والجبر لما روي من الأخبار في ذلك عن آبائك الأئمة عليهمالسلام؟
فقال عليهالسلام : يا بن خالد! ... إنهم لم يقولوا من ذلك شيئا وإنما روي عليهم ..
ثم قال عليهالسلام : من قال بالتشبيه والجبر فهو كافر مشرك ونحن منه براء في الدنيا والآخرة ، يا بن خالد! إنما وضع الأخبار عنا في التشبيه والجبر الغلاة الذين صغروا عظمة الله فمن أحبهم فقد أبغضنا ومن أبغضهم فقد أحبنا ، ومن والاهم فقد عادانا ومن عاداهم فقد والانا ، ومن وصلهم فقد قطعنا ومن قطعهم فقد وصلنا ، ومن جفاهم فقد برنا ومن برهم فقد جفانا ، ومن أكرمهم فقد أهاننا ومن أهانهم فقد أكرمنا ، ومن قبلهم فقد ردنا ومن ردهم فقد قبلنا ، ومن أحسن إليهم فقد أساء إلينا ومن أساء إليهم فقد أحسن إلينا ، ومن صدقهم فقد كذبنا ومن كذبهم فقد صدقنا ، ومن أعطاهم فقد حرمنا ومن حرمهم فقد أعطانا. يا بن خالد! من كان من شيعتنا فلا يتخذن منهم وليا ولا نصيرا» (١).
__________________
(١) التوحيد : ٣٦٣ ـ ٣٦٤ ح ١٢ باب نفي الجبر والتفويض.
وهذا المقدار الذي ذكرناه بشأن الغلو لا بد منه ، لكي يعلم ـ ونحن نبين موقف الشيخ الطوسي من أخبار الغلاة أو المتهمين بالغلو ـ أن نسبة الغلو إلى التشيع مع انقراض جميع فرق الغلاة المحسوبة على التشيع ظلما ، إنما هي نسبة لا تمت إلى الواقع بصلة نظرا لما في تراث التشيع الزاخر بتكفير الغلاة والبراءة منهم ولعنهم على رؤوس الأشهاد ، هذا في الوقت الذي نرى فيه احتلال رموز المجبرة والمشبهة وأمثالهم قمة الإطراء والتبجيل!!
وجدير بالذكر أن نسبة الغلو إلى جملة من رواة الشيعة لم تثبت ، لعدم وجود ما يدل ـ ولو بالدلالة الهامشية ـ على اعتقادهم بما لا يجوز في حق الأئمة عليهمالسلام ، لوجود المخرج الصحيح لروياتهم ..
أما من أين جاءت إليهم تلك النسبة؟! فهذا يعود ـ كما نرى ـ إلى الظروف السياسية التي عاشها بعض رموز التشيع وقادتهم ممن كانت لهم الكلمة النافذة والجاه العريض ، كأحمد بن محمد بن عيسى الأشعري ، الذي حاول أن يمنع رواية بعض فضائل أهل البيت عليهمالسلام التي لا يستسيغ سماعها علماء العامة ، وكذلك من لم يع قدر أهل البيت عليهمالسلام من الشيعة أنفسهم ، وهم من عرفوا بالمقصرين ، مع الإذن برواية ما عداها ، وذلك لضمان وحدة الموقف أولا ، وعدم نفور الطرف الآخر ثانيا ، والتمهيد بهذا إلى الدخول في معتركه الفكري والثقافي بغية إظهار التشيع بصورة تحتملها النفوس التي دأبت على إقصاء تراث أهل البيت عليهمالسلام وتربت على عداء شيعتهم وتكذيبهم في كل أو جل ما يروونه. ونتيجة لهذا فقد اضطر الأشعري إلى ممارسة منهجه وتطبيقه بالقوة كما فعل مع البرقي وغيره! ولم يلبث الأمر هكذا حتى ظهر اتجاه عام ومنهج متشدد في التعامل
مع رواة ذلك النوع من الفضائل ، واعتمده جملة من العلماء البارزين من أمثال ابن الوليد ، وتلميذه الشيخ الصدوق ..
وقد أدى ذلك إلى بروز ظاهرة التضعيف بنسبة الغلو إلى جملة من الرواة ، كما نشاهده في نسبة الغلو على لسان (بعض أصحابنا) في تراجم بعض الرواة في رجال النجاشي وفهرست الشيخ مع إنهما لم يتبنيا تلك النسبة ، بل وصرحا في بعض التراجم بخلافها ، ولو لم يكن منشأ نسبة الغلو تلك هو التحديث بذلك النوع من الفضائل لما توقف الشيخ ولا النجاشي في ذلك ، ولما أظهرا أية معارضة لتلك النسبة.
نعم ، تأثر كبار فقهاء ومحدثي الشيعة الإمامية بدعوة الأشعري ومنهجه كمحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد وتلميذه الشيخ الصدوق ، وتجنب بعض الفقهاء والرواة والمحدثين المعاصرين للأشعري الصدام مع مدرسته ومسايرتها بعدم رواية كل ما يرونه صحيحا ، من أمثال الفقيه الجليل والمحدث الشهير محمد بن الحسن الصفار ، الذي تجنب في بصائر الدرجات ـ وهو كتاب ألف في قم في أواخر أيام الأشعري رحمه الله ـ مطلق الرواية عن سهل بن زياد مداراة منه للجو العام حينئذ ، مع أن سهلا من مشايخ الصفار بلا خلاف ، وقد روى عنه عدة روايات في التهذيب والفقيه والتوحيد وغيرها من الكتب كما تتبعناه ، بل عد الصفار من جملة رجال عدة الكافي الذين يروي الكليني بتوسطهم عن سهل بن زياد ، والتي بلغت مواردها في الكافي أكثر من ١٠٠٠ مورد ، ومع هذا فقد تحاشى الصفار الرواية عن سهل في بصائر الدرجات ، لما في موضوع كتابه من حساسية شديدة يومذاك.
ومن يدري؟! فلعله أراد بذلك درء شبهة الغلو عن نفسه وكتابه
بتجنبه سهلا ، لا سيما وهو يرى شيخه البرقي يخرج عنوة من قم!
والذي أراه شخصيا أن الصفار كان معتقدا بوثاقة سهل بن زياد وجازما بصدقه وعدالته ، بدليل أنه ـ وبعد انتقال الأشعري إلى رحمة الله ـ سارع للتحديث عن سهل بالروايات (الممنوعة) ليلقيها على مسامع أقطاب الحديث من تلامذته كالكليني رضوان الله تعالى عليه ، الذي يقول عنه النجاشي : «شيخ أصحابنا في وقته بالرأي ووجههم ، وكان أوثق الناس في الحديث وأثبتهم» (١).
وعلى أية حال فإن ما ذكرناه لا يعني القول بإنكار وجود الغلاة ولا إنكار وجود رواياتهم أيضا ، بقدر ما يعني التريث بشأن تهمة الغلو والتحقيق في منشأها وأسبابها ومصدرها ، فإن لم تثبت بحق بعضهم فلا معنى للتساؤل عن سر وجود مروياتهم في كتبنا.
وإن ثبتت بحق بعض آخر ، فكيف يعقل اعتماد الثقة الجليل على خبر الغلاة بعد انحرافهم وإيداعه في كتابه ، وهو بنفسه يرى ضرورة تكذيبهم ولعنهم والبراءة منهم اقتداء بما تواتر عن أهل البيت عليهمالسلام بلعنهم ، والبراءة منهم ، وإهانتهم؟! وقد تقدم في حديث الحسين بن خالد عن الإمام الرضا عليهالسلام ما هو صريح بذلك ..
هذا فضلا عن إيعاز أهل البيت عليهمالسلام لشيعتهم بالفتك بالغلاة وتصفيتهم جسديا مع التمكن ، وقد استطاع بعضهم ذلك فعلا ، إذ تمكن أحد أصحاب الإمام العسكري عليهالسلام من الفتك بفارس بن حاتم بن ماهويه القزويني فقتله بسامراء بعد أن اتضح غلوه ولعنه على لسان الإمام عليهالسلام.
__________________
(١) رجال النجاشي : ٣٧٧ رقم ١٠٢٦.
وكل هذا يدل على أن روايات بعض الغلاة قد نقلت عنهم في حال استقامتهم وهذا هو ما صرح به الشيخ الطوسي قدسسره في تسجيل موقفه الصريح إزاء مروياتهم ، مؤكدا جواز العمل بما رووه في حال استقامتهم وعدمه في حال انحرافهم ، بل حتى ما رووه في حال استقامتهم لم يعمل به الشيخ مطلقا دون قيد أو شرط ، وإنما عامله معاملة الخبر الضعيف الذي لا يمكن القول بجواز العمل به مع وجود ما يشهد بصحته ، وإلا وجب التوقف إزاء ما يروونه الغلاة في الحالتين معا.
وهذا مما لا ينبغي الشك فيه ، فالشيخ بعد أن قرر أن الطائفة روت عن أولئك الغلاة كأبي الخطاب محمد بن أبي زينب ، وأحمد بن هلال ، وابن أبي العزاقر ، قبل انحرافهم وفي حال استقامتهم (١) ، لا يبقى ثمة وجه لمناقشة خبرهم على أساس صدوره بعد انحرافهم ، ولهذا قلنا بأن الشيخ كان ينظر لأخبارهم بتوجس وحيطة على الرغم من صدورها عنهم في حال سلامتهم ..
وأكثر ما يتضح هذا من الشيخ في كتابه الغيبة ـ مع وجود ما يدل عليه أيضا في التهذيب والاستبصار ـ لنكتة مناقشته لجميع ما استدل به المنحرفون في إثبات مدعياتهم وتكذيبهم (٢) ، كما هو الحال في روايات أحمد بن هلال العبرتائي التي أشرنا لها في أمثلة الحديث المردود عند الشيخ في ما تقدم من الحلقة السابقة ، ولا حاجة بنا إلى إعادته.
__________________
(١) أنظر : العدة في أصول الفقه ـ للشيخ الطوسي ـ ١ / ١٣٥ و ١٥١.
(٢) أنظر على سبيل المثال : الغيبة ـ للشيخ الطوسي ـ : ٥٥ ح ٤٨.
ومما يحسن التنبيه عليه هنا هو أن الشيخ لم يقتصر على مناقشة خبر الغلاة ، وإنما ناقش روايات من ضعفوا أو اتهموا مجرد اتهام بالغلو في حال تفردهم بغض النظر عن وجود من وثقهم.
ومن الأمثلة الدالة عليه :
١ ـ قوله في التهذيب في باب المهور عن خبر محمد بن سنان : «فأول ما في هذا الخبر ، أنه لم يروه غير محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، ومحمد بن سنان مطعون عليه ضعيف جدا ، وما يختص بروايته ولا يشاركه فيه غيره لا يعمل به» (١).
٢ ـ وفي باب أنه لا يصح الظهار بيمين من أبواب الظهار : «وأما الخبر الأول فراويه أبو سعيد الآدمي ، وهو ضعيف جدا عند نقاد الأخبار ، وقد استثناه أبو جعفر بن بابويه في رجال نوادر الحكمة ...» (٢).
ومن الواضح إن رد خبر محمد بن سنان وخبر سهل في باب التعارض لا يدل على رد ما روياه في غيره بدليل احتجاج الشيخ نفسه والصدوق كذلك والكليني بأخبارهما ، لوجود ما يدل على صحتها وسلامتها.
الحادي عشر : الخبر المجمع على ترك العمل بظاهره ، أو المخالف لما ثبت بالدليل :
ومن وجوه فساد الخبر عند الشيخ الطوسي قدسسره حتى وإن كان الخبر صحيحا ، هو الإجماع الحاصل على ترك العمل بظاهره ، وله أسباب كثيرة ،
__________________
(١) تهذيب الأحكام ٣ / ٢٢٤ ح ٨١٠ باب ١٣٨.
(٢) تهذيب الأحكام ٣ / ٢٦١ ح ٩٣٥ باب ١٥٨.
إذ قد يكون الخبر شاذا ، أو خرج مخرج التقية ونحو ذلك من الأسباب المؤدية إلى ترك العمل بظاهره إجماعا ، وهذا يكشف بحد ذاته عن تضلع الشيخ قدسسره بفتاوى الفقهاء المتقدمين ، وبمعرفته الدقيقة بتلك الأخبار التي لم يعمل بها أحدهم أو أغلبهم بما لا يشكل خرقا واضحا لدعوى الإجماع.
ومن الوجوه الأخرى الدالة على فساد الخبر بنظر الشيخ هو مخالفته الصريحة لما دل الدليل على صحته ، ولكلا النوعين أمثلة عديدة نكتفي بذكر بعضها كالآتي :
١ ـ قوله في التهذيب في باب المياه وأحكامها : «فهذا الخبر شاذ شديد الشذوذ وإن تكرر في الكتب والأصول ، فإنما أصله : يونس ، عن أبي الحسن عليهالسلام ، ولم يروه غيره ، وقد أجمعت العصابة على ترك العمل بظاهره ، وما يكون هذا حكمه لا يعمل به ...» (١).
وحديث يونس هذا ، هو ما أفتى بظاهره الشيخ الصدوق في الفقيه (٢) ، وأصله ـ كما قال الشيخ ـ : يونس بن عبد الرحمن ، ولم يروه أحد غيره ، وقد أخرجه الكليني عنه ، عن أبي الحسن عليهالسلام في باب النوادر من كتاب الطهارة ، قال : «قلت له : الرجل يغتسل بماء الورد ويتوضأ به للصلاة؟ قال : لا بأس بذلك» (٣).
ويحتمل أن يكون لفظ : «منه» في فتوى الصدوق على أثر حديث الماء الذي قدره قلتين بقوله : «ولا بأس بالوضوء منه ، والغسل من
__________________
(١) تهذيب الأحكام ١ / ٢١٩ ح ٦٢٧ باب ١٠ ، والاستبصار ١ / ١٤ ح ٢٧ باب ٥.
(٢) الفقيه ١ / ٦ ح ٣ باب ١.
(٣) فروع الكافي ٣ / ٧٣ ح ١٢ ، وعنه في الوسائل ١ / ٢٠٤ ح ١ باب ٣ من أبواب الماء المضاف.
الجنابة ، والاستياك بماء الورد» زائدا ، ولعله من النساخ ، ويدل عليه خلو الحديث من اللفظ المذكور ، مع خلو بعض نسخ الفقيه منه أيضا كما في روضة المتقين (١).
ولهذا اللفظ (منه) أهميته القصوى في المقام ، إذ على تقدير وجوده سيكون الضمير فيه راجعا إلى الماء المطلق ، ولا إشكال في استخدامه لرفع الحدث ، إذ ستكون جملة : «والاستياك ...» قائمة برأسها لمحل الاستئناف.
وعلى تقدير عدم وجوده ، سيكون المعنى هو جواز رفع الحدث بالماء المضاف وهو على خلاف المذهب.
والظاهر ، عدم وجود اللفظ المذكور في أصل الفقيه ، لأن نفي البأس عن الوضوء بالماء المطلق الذي لم ينجسه شئ هو من تحصيل الحاصل ، على أن الوضوء يكون (بالماء) لا (منه).
ثم إن هذه الرواية رواها سهل بن زياد ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس.
وعلى هذا تكون ضعيفة على مبنى الصدوق بسهل بن زياد أولا ، وبرواية محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس ثانيا ، لاستثناء ابن الوليد لكلا الموردين من نوادر الحكمة ، ووافقه الصدوق على ذلك ، وقد شهد بهذا ابن نوح كما في رجال النجاشي (٢).
ويمكن الاستدلال بهذا ونظائره على عدم متابعة الصدوق لشيخه في جميع الأحوال.
__________________
(١) روضة المتقين ـ للمجلسي الأول ـ ١ / ٤١.
(٢) رجال النجاشي : ٣٤٨ رقم ٩٣٩ في ترجمة محمد بن أحمد بن يحيى الأشعري.
٢ ـ وفي الباب الأول من أبواب الطلاق في الاستبصار رد الشيخ بقوة على ما رواه عبد الله بن بكير الثقة الفطحي ، وحاكم أقواله السابقة بخصوص ما ورد في موضوع روايته ، وحكم بردها لمخالفتها لما ثبتت صحته (١).
٣ ـ وفي أبواب زيادات الميراث من التهذيب : «هذا الخبر ضعيف الإسناد ، مخالف للمذهب الصحيح» (٢).
٤ ـ وفيه أيضا : «هذا الخبر غير معول عليه» مؤكدا ورود جميع الأخبار بخلافه (٣).
٥ ـ وفيه أيضا ، قال عن خبر أبي العباس البقباق : «قال علي بن الحسن : هذا خلاف ما عليه أصحابنا» (٤).
٦ ـ وفي باب الحر إذا مات وترك وارثا مملوكا : «فإن هذا الخبر غير معمول عليه ـ إلى أن قال ـ فالخبر متروك من كل وجه» (٥).
٧ ـ وفي الاستبصار ، في باب أنه لا يجوز إقامة الشهادة إلا بعد الذكر : «فهذا الخبر ضعيف مخالف للأصول» (٦).
وأما عن الأخبار التي خرجت مخرج التقية وردها الشيخ صراحة ، في
__________________
(١) الاستبصار ٣ / ٢٧٩ ـ ٢٨٠ ح ٩٨٢ باب ١٦٤ ، وانظر : الاستبصار ٣ / ٢٧١ ـ ٢٧٢ ح ٩٦٣ وح ٩٦٤ من الباب المذكور لتتأكد من دقة الشيخ وقوة استنتاجه في كلامه عن رواية ابن بكير.
(٢) تهذيب الأحكام ٩ / ٣٩٣ ح ١٤٠٢ باب ٤٦.
(٣) تهذيب الأحكام ٩ / ٣٩٥ / ح ١٤٠٨ باب ٤٦.
(٤) تهذيب الأحكام ٩ / ٣٩٧ ح ١٤١٨ باب ٤٦ ، ونقل عن علي بن الحسن في حديث آخر في الاستبصار ٤ / ١٩٤ ح ٦٢٢ باب ٩٧ نظير هذا القول أيضا.
(٥) تهذيب الأحكام ٩ / ٣٣٥ ح ١٢٠٤ باب ٣٢.
(٦) الاستبصار ٣ / ٢٢ ح ٦٨ باب ١٦.
التهذيب والاستبصار ، فقد تقدمت الإشارة إليها في الفصل الثاني من فصول دور الشيخ الطوسي قدسسره في الحديث الشريف ولا حاجة إلى إعادته (١).
الثاني عشر : الأحاديث المعللة :
الحديث المعلل : هو ما فيه من أسباب خفية غامضة قادحة في نفس الأمر ، مع أن ظاهره السلامة منها ، بل الصحة (٢).
وعلل الحديث أنواع كثيرة منها ما يقع في الأسناد ، كالإرسال والوقف ، أو إدخال حديث في حديث ، ونحو ذلك من الأسباب القادحة ، كما قد تقع في المتن أيضا ، كركاكة بعض ألفاظه ، وتراكيبه ، أو بعده عن الواقع وعدم استقامته ، أو مخالفته لقواعد اللغة ، أو لدليل قاطع ، كما لو تضمن ـ مثلا ـ ما هو مخالف لدليل قاطع ، كعصمة الأنبياء والأئمة عليهمالسلام ، وقد تطلق العلة على غير مقتضاها ككذب الراوي ، أو خطئه ، أو توهمه ، أو سوء حفظه ، أو غفلته بإتيان لفظ الحديث على غير وجهه المعروف ، وقد يكون لنقل الحديث بالمعنى من لدن غير العارف بدلالات الألفاظ الأثر الكبير في رد الحديث ولهذا نبه أهل الفن على جملة من الطرق التي يمكن أن يدرك من خلالها الحديث المعلل كالنظر في اختلاف رواته ، وضبطهم وإتقانهم ومدى ما في الحديث من موافقة لغيره أو مخالفة لما هو أصح منه ، ونحو ذلك من القرائن التي تنبه على وهم في الحديث.
وقد اتفقت كلمة أهل الدراية من الفريقين على أن هذا النوع يعد من أجل أنواع الحديث ، وأنه لا يتمكن منه إلا الحذاق من أهل الحفظ والخبرة
__________________
(١) أنظر : الحلقة الثالثة من هذا البحث في «تراثنا» ، العددان (٥٥ ـ ٥٦) ص ١٥٢.
(٢) الرعاية ـ للشهيد الثاني ـ : ١٤١.
والفهم الثاقب والإحاطة الكافية بعلوم الحديث رواية ودراية (١).
ومن الجدير بالإشارة هنا ، أنه ليس كل علة في الحديث تعد قادحة فيه ، إذ عادة ما تكون العلة طفيفة يمكن إزاحتها بالدليل ، بخلاف بعض العلل التي لا يتسنى فيها ذلك ، وأغلب ما وقع في التهذيبين هو من الصنف الأول ، وقليل من الثاني.
ومن أمثلة الحديث المعلل الذي نبه عليه الشيخ قدسسره ، سواء كانت العلة في الإسناد أو المتن ، أو كانت جارية على مقتضاها أو على غيره ، ما يأتي :
١ ـ قوله في التهذيب في باب الحد في الفرية والسب والتعريض : «هذا الخبر ضعيف ، مخالف لما قدمناه من الأخبار الصحيحة ، ولظاهر القرآن ، فلا ينبغي أن يعمل عليه ، على أن فيه ما يضعفه ، وهو : إن أمير المؤمنين عليهالسلام أمر الخصم أن يسب خصمه كما سبه!! ولا يجوز منه عليهالسلام أن يأمر بذلك ، بل الذي إليه أن يأخذ له بحقه من خصمه ، بأن يقيم عليه الحد إن كان ممن وجب عليه ، أو يعزره إن لم يكن ...» (٢).
٢ ـ وفي الاستبصار ، في باب جواز أكل لحوم الأضاحي بعد ثلاثة أيام : أورد خبرا عن جابر بن عبد الله ، عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وعن سدير ، عن
__________________
(١) الرعاية : ١٤١ ، وصول الأخيار ـ لوالد الشيخ البهائي ـ : ١١١ ، مقباس الهداية ـ للمامقاني ـ ١ / ٣٦٦ ، نهاية الدراية ـ للسيد حسن الصدر ـ : ٢٩٣ ـ ٢٩٤.
وانظر : التقريب في علوم الحديث ـ للنووي ـ : ١٧ ـ ١٨ النوع (١٨) ، والمختصر في علم الأثر ـ للكافيجي ـ : ١٣٤ ، ورسالة في أصول الحديث ـ للجرجاني ـ : ٨٨ ، والنكت على نزهة النظر ـ للأثري ـ : ١٢٣ ح ٢٩ ، وغيرها.
(٢) التهذيب ١٠ / ٨٨ ح ٣٤٢ باب ٦ ، الاستبصار ٤ / ٢٣١ ح ٨٦٧ باب المملوك يقذف حرا / ١٣١.
أبي جعفر عليهالسلام ، وعن أبي الصباح عن أبي عبد الله عليهالسلام ما هو صريح بعنوان الباب (١) ، ثم أورد عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : «إن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم نهى أن تحبس لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيام» .. وهنا علق الشيخ على هذا الخبر مبينا علة متنه التي لم تقدح في الحديث ، بأن محمد بن مسلم لا يمتنع أن يكون قد شارك أبا الصباح في رواية الخبر ، ولكنه أورد جزءه سهوا ولم يتم روايته ، بدليل وجود هذا الجزء في رواية أبي الصباح ثم جاء الإذن بعده (٢).
٣ ـ وفيه ، في باب السكنى والعمري ... : عن خالد بن نافع البجلي ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : «سألته عن رجل جعل لرجل سكنى دار له يعني صاحب الدار ، فمات الذي جعل السكنى وبقي الذي جعل له السكنى ، أرأيت إن أراد الورثة أن يخرجوه من الدار لهم ذلك؟» .. الخبر.
وهنا بين الشيخ علة الخبر لانحصار في وهم الراوي فقال : «فما تضمن صدر هذا الخبر من قوله : (يعني صاحب الدار) فهو من كلام الراوي وقد غلط في التأويل ووهم ، لأن الأحكام التي ذكرها بعد ذلك إنما تصح إذا كان قد جعل السكنى مدة حياة من أسكنه فحينئذ تقوم وينظر باعتبار الثلث وزيادته ونقصانه ، ولو كان الأمر على ما ذكره الراوي المتأول للحديث من أنه كان جعله مدة حياة صاحب الدار لكان حين مات بطلت السكنى ولم يحتج معه إلى تقويمه واعتباره بالثلث» (٣).
__________________
(١) الاستبصار ٢ / ٢٧٤ ح ٩٧١ ـ ٩٧٢ باب ١٨٨.
(٢) الاستبصار ٢ / ٢٧٤ ح ٩٧٣ باب ١٨٨.
(٣) الاستبصار ٤ / ١٣٤ ح ٥٠٤ باب ٨٠ ، التهذيب ٩ / ١٤٢ ح ٥٩٤ باب في الوقوف والصدقات.
٤ ـ وفيه ، في باب من أوصى بسهم من ماله : «فالوجه في هذا الخبر أحد شيئين ، أحدهما : أن يكون الراوي وهم ، لأنه لا يمتنع أن يكون سمع ذلك في تفسير الجزء فرواه في السهم وظن أن المعنى واحد ، والوجه الثاني أن يحمل على أن السهم واحد من عشرة وجوبا وواحد من ثمانية استحبابا كما قلناه في الجزء سواء» (١).
ولا يخفى بأن العلة المبينة في الوجه الأول إنما تعود لوهم الراوي ، ومع هذا فهي غير قادحة على ما بينه الشيخ في الوجه الثاني ، وهناك أحاديث أخرى نبه الشيخ على ما فيها من علل ، كغلط الرواة ووهمهم ونحو هذا من العلل التي بينها تفصيلا (٢).
هذا ، وقد بين الشيخ الطوسي قدسسره أمثلة كثيرة من الأخبار المعللة بالوقف ، أو الإرسال والانقطاع وما إلى ذلك من الأسباب القادحة في حجية الخبر ، وقد مر ذلك في بيان دوره الجاد في علوم الحديث دراية ورواية (٣).
__________________
(١) الاستبصار ٤ / ١٠٥ ح ٤٠٠ باب ٦٥.
(٢) أنظر : تهذيب الأحكام ٩ / ١٨٧ ح ٧٥٣ باب الرجوع في الوصية / ١٠ ، و ٣ / ١٩٣ ح ٤٤٠ و ٤٤١ باب في الصلاة على الأموات / ٢١ ، و ١ / ١٣٤ ح ٣٧٠ باب في حكم الجنابة وصفة الطهارة / ٦ ، ورواه في الاستبصار ١ / ١٢٤ ح ٤٢٢ باب وجوب الترتيب في غسل الجنابة / ٧٤ ، وكذلك الاستبصار ١ / ٨٧ ح ٢٧٦ باب إنشاد الشعر / ٥٢ ، و ١ / ١٠٦ ح ٣٤٩ باب ٦٣ من أبواب الجنابة وأحكامها ، و ١ / ١٤٦ ح ٥٠٠ باب المرأة تحيض في يوم من أيام شهر رمضان / ٨٦ ، و ١ / ٢١٤ ح ٧٥٤ باب المقتول شهيدا بين الصفين / ١٢٥ ، و ١ / ٤٦٩ ح ١٨١١ باب وجوب الصلاة على كل ميت / ٢٨٨.
(٣) تقدم ذلك في بيان دور الشيخ قدسسره في علوم الحديث دراية ورواية في ما كتبناه في العددين ٥٧ و ٥٨ من نشرة «تراثنا» الموقرة ، فراجع.
اجتماع أكثر من وجه من وجوه فساد الخبر
وفي ختام هذا الفصل نشير إلى أنه قد يجتمع في الخبر أكثر من سبب واحد دال على فساده ، وهنا يقف الشيخ موقف المنبه على تلك الأسباب والعلل واحدة تلو الأخرى ، ومن أمثلة الأخبار التي اجتمع فيها أكثر من وجه واحد من وجوه فساد الخبر ، هو ما تعرض له الشيخ في التهذيب في نقد خبر حذيفة بن منصور في مسألة العدد في أيام شهر رمضان المبارك (١).
ولم يقف الشيخ هذا الموقف في كتابيه التهذيب والاستبصار فحسب وأنما جرى عليه في كتبه الأخرى أيضا ، ومن أوضح الأمثلة عليه ما نجده في رسالته في تحريم الفقاع ، فقد أورد في رسالته تلك خبرا لمرازم ، وهو من رواية ابن أبي عمير عنه ، وعقب عليه بقوله : «هذا الخبر فاسد من وجوه».
ثم بين هذه الوجوه كالآتي :
«أولها : إنه شاذ يخالف الأخبار كلها وما هذا حاله لا يعترض به على الأخبار المتواترة.
وثانيها : إنه من رواية مرازم ، وهو يرمى بالغلو ، ولا يلتفت إلى
__________________
(١) تهذيب الأحكام ٤ / ١٦٩ ح ٤٨٢ باب في علامة أول شهر رمضان / ٤١ ، والاستبصار ٢ / ٦٥ ـ ٦٦ ح ٢١٣ ـ ٢١٥ باب أن شهر رمضان لا ينقص عن ثلاثين / ٣٣.
ما يختص بروايته.
وثالثها : إنه قد ورد مورد التقية ، لأنه لا يوافقنا على تحريم هذا الشراب أحد من الفقهاء.
ورابعها : ما ذكره ابن أبي عمير من أن المراد به فقاع لا يغلي» (١).
ويتضح من هذا ونظائره ما يدل وبكل وضوح على أنه قد سخر طاقاته الفكرية والعلمية كلها لخدمة الحديث الشريف ، وذلك ببيان ما هو الصحيح من الأخبار ، مع التنبيه الجاد على الضعيف منها مبينا سببه بكل صراحة ، وأنه لم يجامل في ذلك أحدا قط ، فقد وجدناه يخطئ كبار الرواة من أصحاب الأئمة عليهمالسلام في بعض ما رووه ، هذا مع إجلاله وتقديره لما استحفظوه ودونوه من تراث آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وإن دل هذا على شئ إنما يدل على بذل كل ما في وسعه لخدمة الحديث الشريف دراية ورواية ، وليس كما قال الأستاذ علال الفاسي ـ كما تقدم في الحلقات السابقة ـ من أن الشيخ الطوسي استخدم العقل لتبرير كل ما روي ولو كان ظاهر الوضع!!
ولعل في ما ذكرناه من دوره في الحديث الشريف رواية ودراية يفند هذه الأكذوبة ويأتي على بنيانها من القواعد.
للبحث صلة ...
__________________
(١) رسالة في تحريم الفقاع ـ للشيخ الطوسي ـ : ٢٦٤.
|
معجم مؤرخي الشيعة حتى نهاية القرن السابع الهجري (٤) |
|
صائب عبد الحميد
١٢٤ ـ الفتح بن علي بن محمد البنداري (ت ٦٤٣ ه) (١) :
أبو إبراهيم ، الأصفهاني ، أديب بالعربية والفارسية.
ولد سنة ٥٨٦ ه بأصفهان ونشأ بها ، وانتقل إلى دمشق سنة ٦١٤ ه ، وبقي فيها إلى أن توفي.
ترجم «الشاهنامة» إلى العربية ، وهي مطبوعة.
له في التاريخ :
١ ـ تاريخ بغداد ، له نسخة مخطوطة.
٢ ـ زبدة النصرة ونخبة العصرة ، وهو اختصار لكتاب نصرة الفترة وعصرة القطرة في أخبار الوزراء السلجوقية ، للشيخ عماد الدين محمد ابن محمد الأصفهاني الكاتب ، ابتدأ البنداري العمل بكتابه المختصر في ربيع الأول سنة ٦٢٣ ه ، طبع الكتاب في ليدن سنة ١٨٨٩ م.
__________________
(١) أعيان الشيعة ٨ / ٣٩٣ ، الأعلام ٥ / ١٣٤ ، معجم المؤلفين ٨ / ٤٨.
١٢٥ ـ فخار بن معد بن فخار الموسوي الحائري (ت ٦٣٠ ه) (١) :
السيد شمس الدين النسابة ، شيخ الشرف ، من سلالة الإمام موسى الكاظم عليهالسلام ، كان أستاذ المحقق الحلي ، وتلميذ ابن إدريس الحلي.
وقد حدث عنه ابن أبي الحديد ، المتوفى سنة ٦٥٦ ه.
له في التاريخ :
١ ـ حجة الذاهب إلى إيمان أبي طالب ، أو الحجة على الذاهب إلى كفر أبي طالب ، وقد يقال له : الرد على الذاهب إلى كفر أبي طالب. أثبت فيه إيمان أبي طالب عليهالسلام ، وهو الذي أشار إليه ابن أبي الحديد صاحب شرح نهج البلاغة بقوله : وصنف بعض الطالبيين في هذا العصر كتابا في إسلام أبي طالب وبعثه إلي ، وسألني أن أكتب بخطي نظما أو نثرا أشهد فيه بصحة ذلك وبوثاقة الأدلة عليه ..
٢ ـ الروضة ، في الفضائل والمعجزات.
٣ ـ المقباس في فضائل بني العباس ، كتبه مداراة.
١٢٦ ـ الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي (ت ٥٤٨ ه) (٢) :
أبو علي ، صاحب التفاسير ، أمين الإسلام ، من أهل طبرستان ببلاد
__________________
(١) أعيان الشيعة ٨ / ٣٩٣ ، الذريعة ٦ / ٢٦١ رقم ١٤٢٤ ، شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ١٤ / ٨٣ ، معجم المؤلفين ٨ / ٥٩ ، وأرخ وفاته سنة ٦٠٣ ، وهو بعيد والغالب أنه خطأ مطبعي ، معجم رجال الحديث ١٣ / ٢٥١ رقم ٩٣٠٢.
(٢) معالم العلماء ـ : ١٣٥ / ٩٢٠ ، الفهرست ـ لمنتجب الدين ـ : ١٤٤ رقم ٣٣٦ ، مقدمة مجمع البيان في تفسير القرآن ، مقدمة إعلام الورى ـ تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت عليهمالسلام لإحياء التراث ، معجم المؤلفين ٨ / ٦٦ ، معجم رجال الحديث ١٣ / ٢٨٥ رقم ٩٣٤٣.
فارس ، وفي كشف الظنون أنه توفي سنة ٥٦١ ه ، أدركه الشيخ منتجب الدين (٥٠٤ ـ ٦٠٠ ه) ، وقرأ بعض كتبه عليه.
من كبار المفسرين وعلماء اللغة ، صنف في التفسير : مجمع البيان ، وهو من أشهر التفاسير عند المسلمين ، وجوامع الجامع وكلاهما مطبوع ، وتفسير ثالث مفقود ، وهو الوجيز ، قيل في مجلد واحد ، ومصنفات أخرى في الحديث وأصول الفقه وعلوم القرآن.
له في التاريخ :
١ ـ إعلام الورى بأعلام الهدى ، مطبوع في مجلدين ، يتناول فيه السيرة النبوية بعرض مركز مختصر اعتمد فيه أوثق المصادر المعتمدة في السيرة ، وسير الأئمة الاثني عشر عليهمالسلام مع نبذ من فضائلهم.
٢ ـ تاج المواليد.
١٢٧ ـ الفضل بن شاذان بن الخليل الأزدي (قبل ٢٦٠ ه) (١) :
أبو محمد ، النيشابوري ، عالم كبير ، من عظماء المتكلمين في زمانه ، له نحو ١٨٠ كتابا ، أكثرها في الكلام والردود على مقالات الفرق المختلفة وهو من أصحاب الإمامين : الهادي ، والحسن العسكري عليهماالسلام. وكان يروي عن محمد بن أبي عمير ، المتوفى ٢١٧ ه.
وقد أدرك أبوه الإمام علي الرضا عليهالسلام ، وروى عن الإمام محمد الجواد عليهالسلام.
__________________
(١) رجال النجاشي : ٣٠٦ ـ ٣٠٧ رقم ٨٤٠ ، الفهرست ـ للطوسي ـ : ١٢٤ رقم ٥٥٢ ، رجال الشيخ الطوسي : ٤٢٠ و ٤٣٤ ، معجم رجال الحديث ١٣ / ٢٨٩ رقم ٩٣٥٥ ، معجم المؤلفين ٨ / ٦٩ ، الأعلام ٥ / ١٤٩.
وتوفي الفضل بن شاذان في أيام الإمام الحسن العسكري عليهالسلام الممتدة بين ٢٥٤ و ٢٦٠ ه ، وكان سبب وفاته أنه كان برستاق بيهق ، فورد خبر الخوارج ، فهرب منهم ، فاعتل لخشونة السفر ، ومات من علته تلك رحمهالله.
قال النجاشي : كان ثقة ، أحد أصحابنا الفقهاء والمتكلمين ، وله جلالة في هذه الطائفة ، وهو في قدره أشهر من أن نصفه.
حدث عنه سهل بن بحر الفارسي ، قال : سمعت الفضل بن شاذان آخر عهدي به يقول : أنا خلف لمن مضى ، أدركت محمد بن أبي عمير وصفوان بن يحيى وغيرهما وحملت عنهم منذ خمسين سنة ، ومضى هشام ابن الحكم رحمهالله وكان يونس بن عبد الرحمن رحمهالله خلفه يرد على المخالفين ، ثم مضى يونس بن عبد الرحمن ولم يخلف خلفا غير السكاك ، فرد على المخالفين حتى مضى رحمهالله ، وأنا خلف لهم من بعدهم رحمهمالله.
له في التاريخ :
كتاب فضل أمير المؤمنين عليهالسلام.
١٢٨ ـ القاسم بن يحيى الراشدي (ق ٣) (١) :
ابن الحسن بن راشد ، كان معاصرا للإمام الرضا عليهالسلام ـ المتوفى سنة ٢٠٣ ه ـ ، ضعفه ابن الغضائري ، ووثقه الصدوق وابن قولويه ، روى عنه أحمد بن محمد بن عيسى شيخ القميين.
__________________
(١) رجال النجاشي : ٣١٦ رقم ٨٦٦ ، معالم العلماء : ٩٢ رقم ٦٣٩ ، معجم رجال الحديث ١٤ / ٦٤ ـ ٦٦ رقم ٩٥٦٦ ، معجم المؤلفين ٨ / ١٢٦ ، وأرخ وفاته بعد سنة ١٤٨ ه ، وهو بعيد.
وطريق الشيخ الصدوق إليه صحيح رجاله ثقات ، وهو طريق مضاعف في مراتبه الثلاث ، وكذلك طريق الشيخ الطوسي إليه رجاله كلهم ثقات.
له في التاريخ :
آداب أمير المؤمنين عليهالسلام.
١٢٩ ـ قثم بن كلمة بن علي الهاشمي (ت ٦٠٧ ه) (١) :
أبو القاسم الزينبي ، نقيب النقباء ، مولده سنة ٥٥٠ ه.
كاتب مترسل ، له معرفة بالتواريخ والأنساب وأيام الناس ، وله في ذلك مجموعات.
١٣٠ ـ قدامة بن جعفر بن قدامة ابن زياد (ت ٣٢٠ ه أو بعدها) (٢) :
أبو الفرج الكاتب ، البغدادي.
كاتب ، من مشاهير البلغاء والفصحاء ، فيلسوف ، منطقي ، أخباري. كان نصرانيا وأسلم على يد المكتفي بالله العباسي ، كان عالما بالجغرافية أيضا ، وله فيها كتاب البلدان ، وهو من السابقين في النقد الأدبي ، له نقد الشعر ونقد النثر ، وفيه صرح بعصمة الأئمة عليهمالسلام ، وتقيتهم ، وفي مقدمة الناشر لهذا الكتاب قال صاحب المقدمة : إن على كتابه مسحة من التشيع
__________________
(١) الأعلام ٥ / ١٩٠ ، معجم المؤلفين ٨ / ١٢٨.
(٢) الفهرست ـ للنديم ـ : ١٤٤ ، مروج الذهب ـ مقدمة المسعودي ـ ١ / ٢٤ ، معجم البلدان ١٧ / ١٢ ـ ١٥ ، الأعلام ٥ / ١٩١ ، طبقات أعلام الشيعة (ق ١) : ٢٢١.
المعتدل ، غير المتطرف.
وفي تاريخ وفاته اختلاف ، فقد أرخ ابن الجوزي وفاته في سنة ٣٣٧ ه .. قال ياقوت : أنا لا أعتمد على ما تفرد به ابن الجوزي ، لأنه عندي كثير التخليط ، ولكن آخر ما علمنا من أمر قدامة أن أبا حيان ذكر أنه حضر مجلس الوزير الفضل بن جعفر بن الفرات وقت مناظرة أبي سعيد السيرافي ، ومتى المنطقي في سنة ٣٢٠ ه ، وهذا ينفي صحة ما أورده آغا بزرك الطهراني إذ أرخ لوفاته في سنة ٣١٠ ه .. وخطأ ياقوت أيضا من قال إن قدامة كان كاتبا لبني بويه ، لأن قدامة كان أقدم عهدا ، أدرك زمن ثعلب والمبرد وابن قتيبة وطبقتهم ، وقد ذكر له خمسة عشر مصنفا.
له في التاريخ :
١ ـ كتاب زهر الربيع ، في الأخبار والتاريخ ، وقد أثنى عليه المسعودي (ت ٣٤٥ ه) في مقدمته على مروج الذهب قائلا في قدامة : كان حسن التأليف ، بارع التصنيف ، موجز الألفاظ ، معربا للمعاني ، وإن أردت فانظر في كتابه في الأخبار المعروف بكتاب زهر الربيع ، وأشرف على كتابه المترجم بكتاب الخراج فإنك تشاهد بهما حقيقة ما قد ذكرنا ، وصدق ما وصفنا.
١٣١ ـ لوط بن يحيى الأزدي (ت ١٥٧ ه) (١) :
ابن سعيد بن مخنف بن سليم الأزدي الغامدي ، شيخ أصحاب
__________________
(١) الفهرست ـ للنديم ـ : ١٠٥ ـ ١٠٦ ، رجال النجاشي : ٣٢٠ رقم ٨٧٥ ، الفهرست ـ للطوسي ـ : ١٢٩ رقم ٥٧٣ ، معالم العلماء : ٩٣ رقم ٦٤٩ ، فوات الوفيات ـ للكتبي ـ ٣ / ٢٢٥ ، معجم الأدباء ١٧ / ٤١ ـ ٤٣ ، معجم المؤلفين ٨ / ١٥٧.
الأخبار بالكوفة ووجههم ، روى عن الإمام جعفر الصادق عليهالسلام ، وقيل : إن له رواية عن الباقر عليهالسلام ، ولجده مخنف صحبة ورواية عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو من أصحاب أمير المؤمنين علي والحسن والحسين عليهمالسلام.
قال النجاشي : يسكن إلى روايته.
وقد ضعفه بعض أهل الجرح والتعديل لتشيعه ، وهو من أهم مصادر الطبري في تاريخ ما بعد معركة الجمل وحتى نهاية الدولة الأموية سنة ١٣٢ ه ، اعتمده الطبري في ٢٣١ موضعا.
وهو مؤرخ جامع يورد الروايات المتعددة للحدث الواحد ، بأسانيدها ، وقد عني بتاريخ الإسلام كله وعلى نحو مفصل ، فأرخ لعهد الرسالة في (المغازي) ، ولما بعده حتى نهاية الدولة الأموية في كتب منفصلة ، فكان من أبرز مؤرخي عصره وأكثرهم تصنيفا.
له في التاريخ :
١ ـ كتاب المغازي.
٢ ـ كتاب السقيفة.
٣ ـ كتاب الردة.
٤ ـ كتاب فتوح الإسلام.
٥ ـ كتاب فتوح العراق.
٦ ـ كتاب فتوح خراسان.
٧ ـ كتاب الشورى.
٨ ـ كتاب مقتل عثمان.
٩ ـ كتاب الجمل.
١٠ ـ كتاب صفين.
١١ ـ كتاب النهر (حرب النهروان).
١٢ ـ كتاب الحكمين.
١٣ ـ كتاب الغارات.
١٤ ـ كتاب مقتل أمير المؤمنين عليهالسلام.
١٥ ـ كتاب مقتل الحسن عليهالسلام.
١٦ ـ كتاب مقتل الحسين عليهالسلام.
١٧ ـ كتاب مقتل حجر بن عدي وأصحابه.
١٨ ـ كتاب أخبار زياد.
١٩ ـ كتاب أخبار المختار.
٢٠ ـ كتاب أخبار محمد بن أبي بكر.
٢١ ـ كتاب مقتل محمد بن أبي بكر والأشتر ومحمد بن أبي حذيفة.
٢٢ ـ كتاب أخبار ابن الحنفية.
٢٣ ـ كتاب أخبار يوسف بن عمر.
٢٤ ـ كتاب أخبار الحجاج.
٢٥ ـ كتاب أخبار شبيب الخارجي وصالح بن مسرح.
٢٦ ـ كتاب أخبار مطرف بن المغيرة بن شعبة.
٢٧ ـ كتاب أخبار آل مخنف بن سليم.
٢٨ ـ كتاب الخريت بن راشد وبني ناجية ، وذكره النجاشي بعنوان أخبار الحريث الأسدي الناجي وخروجه ، والاختلاف باسم الخريت وارد ، فقد ورد كما أثبتناه في تاريخ الطبري والكامل في التاريخ وشرح نهج البلاغة عن ابن هلال الثقفي في الغارات ، وجاء في البداية والنهاية مرة
باسم الحارث ، ومرة باسم الحريث (١).
٢٩ ـ كتاب المسور بن علقمة.
٣٠ ـ كتاب وفاة معاوية وولاية يزيد ووقعة الحرة ومقتل عبد الله بن الزبير ، والظاهر أنه ثلاثة كتب وليس كتابا واحدا ، كما هو الملاحظ في منهجه في التصنيف ، ووفقا لهذا المنهج نرى أن الكتب الثلاثة المتضمنة في هذا العنوان هي : وفاة معاوية وولاية يزيد ووقعة الحرة ومقتل عبد الله بن الزبير.
٣١ ـ كتاب سليمان بن صرد وعين الوردة.
٣٢ ـ كتاب مرج راهط ومقتل الضحاك بن قيس الفهري.
٣٣ ـ كتاب مصعب بن الزبير والعراق.
٣٤ ـ كتاب حديث وادي الجماجم ومقتل عبد الرحمن بن الأشعث.
٣٥ ـ كتاب نجدة الحروري.
٣٦ ـ كتاب الأزارقة.
٣٧ ـ كتاب يزيد بن المهلب ومقتله بالعقر.
٣٨ ـ كتاب أخبار خالد القسري.
٣٩ ـ كتاب موت هشام وولاية الوليد.
٤٠ ـ كتاب زيد بن علي ويحيى بن زيد.
٤١ ـ كتاب الخوارج والمهلب بن أبي صفرة.
__________________
(١) تاريخ الطبري والكامل في التاريخ : أحداث سنة ٣٨ ه ، شرح نهج البلاغة ٣ / ١٢٨ ، البداية والنهاية : أحداث سنة ٣٧ وسنة ٣٨.
٤٢ ـ كتاب الضحاك الخارجي.
٤٣ ـ كتاب حديث روستقباذ.
وهكذا نرى أنه قد استوعب أهم أحداث تاريخ الإسلام في كتب مستقلة بحسب موضوعاتها ، وهي في مجموعها لا تقل عن حجم تاريخ الطبري ، وقد تصدى الأديب المحقق جواد جميل لجمعها وتحقيقها ، وهو يرى أنها تتم في نحو عشرة مجلدات ، وقد أنجز الأول منها حتى الآن.
١٣٢ ـ محمد بن إبراهيم بن عبد الله (ق ٣) (١) :
أبو علي النسابة ، ابن جعفر بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن الحنفية.
له في التاريخ :
المبسوط في النسب.
١٣٣ ـ محمد بن إبراهيم بن علي الأسدي الكوفي (ق ٤) (٢) :
ابن دينار النسابة ، أبو الحسين.
له في التاريخ :
تعليقة في النسب.
اعتمدها أبو عبد الله الحسين بن أحمد المحدث ، من نسل الحسين ذي الدمعة.
__________________
(١) طبقات أعلام الشيعة (ق ١) : ٢٣٠.
(٢) طبقات أعلام الشيعة (ق ١) : ٢٣١.
١٣٤ ـ محمد بن إبراهيم بن يوسف الكاتب (ق ٤) (١) :
أبو الحسن وأبو الحسين ، المعروف بالشافعي ، وقال أحمد بن عبدون : هو أبو بكر الشافعي.
مولده سنة ٢٨١ ه ، حدث عنه النجاشي (ت ٤٥٠ ه) بواسطة أحمد ابن عبدون (عبد الواحد) ، المتوفى ٤٢٣ ه. كان يتفقه على مذهب الشافعي في الظاهر ، ويرى رأي الإمامية ، وكان فقيها على المذهبين ، وله فيهما كتب ذكرها النديم في الفهرست.
ولم نجد له ذكرا في طبقات الشافعية الثلاث (للسبكي ، وابن قاضي شهبة ، والأسنوي).
له في التاريخ :
كتاب المقتل.
١٣٥ ـ محمد بن أبي بكر الإسكافي (ت ٣٣٢ ه) (٢) :
وهو محمد بن همام بن سهيل ، أبو علي الكاتب ، مولده سنة ٢٥٨ ه ، وأرخ الخطيب البغدادي والشيخ الطوسي وفاته في سنة ٣٣٢ ه ،
__________________
(١) الفهرست ـ للنديم ـ : ٢٤٦ ـ ٢٤٧ ، رجال النجاشي : ٣٧٢ رقم ١٠١٥ ، الفهرست ـ للطوسي ـ : ١٣٣ رقم ٥٨٩ ، معالم العلماء : ٩٧ رقم ٦٦٤ ، الخلاصة ـ للعلامة الحلي ـ : ١٤٤ رقم ٣٤ ، معجم رجال الحديث ١٤ / ٢٢٤ رقم ٩٩٤٢.
(٢) رجال النجاشي : ٣٧٩ رقم ١٠٣٢ ، الفهرست ـ للطوسي ـ : ١٦٧ رقم ٦١٣ ، رجال الطوسي : ٤٩٤ رقم ٢٠ ، تاريخ بغداد ٣ / ٣٦٥ رقم ١٤٨٠ ، الخلاصة ـ للعلامة الحلي ـ : ١٤٥ رقم ٣٨ ، طبقات أعلام الشيعة (ق ١) : ٣١٢ ـ ٣١٣ ، معجم رجال الحديث ١٤ / ٢٣٢ رقم ٩٩٦٧ و ١٧ / ٣٢٣ رقم ١١٩٦٠ ، هدية العارفين ٢ / ٣٩ ، معجم المؤلفين ٩ / ١١٩.
وأرخ لها النجاشي بسنة ٣٣٦ ه.
قال النجاشي : شيخ أصحابنا ومتقدمهم ، له منزلة عظيمة ، كثير الحديث.
وفي تاريخ بغداد : هو أحد شيوخ الشيعة ، حدث عن محمد بن موسى بن حماد البربري ، وأحمد بن محمد بن رستم النحوي ، وروى عنه المعافى بن زكريا الجريري ، وأبو بكر أحمد بن عبد الله الوراق الدوري.
أدرك أبوه الإمام الحسن العسكري عليهالسلام ، وروى عنه ثلة من المشايخ الكبار ، منهم : الشيخ الصدوق ، والتلعكبري ، وأبو غالب الزراري ، وجعفر ابن محمد بن قولويه.
له في التاريخ :
الأنوار في تاريخ الأئمة عليهمالسلام.
١٣٦ ـ محمد بن أبي عمير (ت ٢١٧ ه) (١) :
وهو محمد بن زياد بن عيسى ، أبو أحمد الأزدي ، من موالي المهلب بن أبي صفرة ، وقيل : مولى بني أمية ، والأول أصح.
بغدادي الأصل والمقام ، لقي الإمام الكاظم عليهالسلام وسمع منه أحاديث ، وروى عن الإمام الرضا عليهالسلام.
__________________
(١) رجال النجاشي : ٣٢٦ رقم ٨٧٧ ، الفهرست ـ للطوسي : ١٤٢ رقم ٦٠٧ ، معالم العلماء : ١٠٢ رقم ٦٨٢ ، الأعلام ٦ / ١٣١ ، معجم رجال الحديث ١٤ / ٢٧٩ رقم ١٠٠١٨.
قال النجاشي : جليل القدر ، عظيم المنزلة ، كان من أوثق الناس عند سائر المسلمين ، وكان أعلم أهل زمانه في الأشياء كلها.
يحكي الجاحظ عنه في كتبه ، وقد ذكره في المفاخرة بين العدنانيين والقحطانيين.
وقال في البيان والتبيين : حدثني إبراهيم بن واحة ، عن ابن أبي عمير ، وكان وجها من وجوه الرافضة ، وكان حبس في أيام الرشيد ، فقيل : ليلي القضاء ، وقيل : إنه ولي بعد ذلك. وكانت ولايته قضاء بعض البلاد أيام المأمون ، كما سيأتي.
وضرب أسواطا بلغت منه ليدل على مواضع الشيعة ، فكاد أن يقر لعظم الألم الذي لقيه ، فسمع محمد بن يونس بن عبد الرحمن يقول : اتق الله يا محمد بن أبي عمير ، فصبر ، ففرج الله عنه.
وقد حبسه المأمون حتى ولاه قضاء بعض البلاد.
وقيل : إن أخته دفنت كتبه في حال استتاره وهو في الحبس ، أربع سنين ، فهلكت الكتب. وقيل : بل تركها في غرفة ، فسال عليها المطر وهو محبوس فهلكت ، فحدث من حفظه ومما كان سلف له في أيدي الناس.
وقد صنف كتبا كثيرة ، فذكر له ابن بطة ٩٤ كتابا ، في أبواب العلوم ، كالحديث ، والفقه ، والكلام.
له في التاريخ :
١ ـ المغازي.
٢ ـ كتاب مئة رجل من رجال أبي عبد الله الصادق عليهالسلام.
١٣٧ ـ محمد بن أحمد بن أبي الثلج الكاتب (ت ٣٢٥ ه) (١) :
ابن محمد بن عبد الله بن إسماعيل ، وجده عبد الله بن إسماعيل هو المعروف بأبي الثلج.
أبو بكر ، ثقة ، عين ، كثير الحديث.
وصفه النديم قائلا : خاصي عامي ، والتشيع أغلب عليه ، وله رواية كثيرة من روايات العامة وتصنيفات في هذا المعنى .. وذكر منها كتاب السنن والآداب على مذاهب العامة.
ولعل قول النديم هذا هو الذي دعا الشيخ الطوسي أن يؤكد أنه «خاصي» وهو يترجم له في الرجال ، ويؤكد كونه شيعيا كتابه صفة الشيعة وفضلهم ، ذكره الطوسي في الفهرست ، وذكره النجاشي بعنوان : البشرى والزلفى في فضائل الشيعة ، وكتابه الآتي تاريخ الأئمة.
له في التاريخ :
١ ـ أخبار النساء الممدوحات.
٢ ـ أخبار فاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام.
٣ ـ تاريخ الأئمة عليهمالسلام.
٤ ـ كتاب من قال بالتفضيل من الصحابة وغيرهم.
__________________
(١) الفهرست ـ للنديم ـ : ٢٨٩ ، رجال النجاشي : ٣٨١ رقم ١٠٣٧ ، الفهرست ـ للطوسي ـ : ١٥١ رقم ٦٤٩ ، رجال الطوسي : ٥٠٢ رقم ٦٤ ، معالم العلماء : ١٠٨ رقم ٧٣٥ ، الذريعة ٣ / ٢٠٨ رقم ٨٠٦ ، معجم رجال الحديث ١٤ / ٣١٣ رقم ١٠٠٦٢ ، معجم المؤلفين ٩ / ٩.
١٣٨ ـ محمد بن أحمد بن الجنيد الإسكافي (١) :
أبو علي ، الكاتب ، الإسكافي.
الفقيه الكبير ، صاحب موسوعة فقهية شاملة ، بعنوان تهذيب الشيعة لأحكام الشريعة في عشرين مجلدا ، وتصانيف واسعة.
قال فيه النجاشي : وجه في أصحابنا ، ثقة ، جليل القدر ، صنف فأكثر.
وهو المجتهد الشيعي الذي اشتهر بأخذه بالقياس ، وقد صنف في الدفاع عن رأيه كتابا بعنوان : كشف التمويه والإلباس على أعمال الشيعة في أمر القياس ، وآخر بعنوان : إظهار ما ستره أهل العناد من الرواية على أئمة العترة في أمر الاجتهاد.
قال الشيخ الطوسي : كان جيد التصنيف ، حسنه ، إلا أنه كان يرى القول بالقياس ، فتركت لذلك كتبه ولم يعول عليها ، وهي كتب كثيرة ..
وطريق الشيخ الطوسي إليه صحيح.
ووصفه العلامة الحلي بشيخ الإمامية ، ثم كرر فيه وصف النجاشي المتقدم.
ودافع عنه السيد الخوئي بقوة أمام من أسرف في نقده لقوله بالقياس.
__________________
(١) رجال النجاشي : ٣٨٥ رقم ١٠٤٧ ، الفهرست ـ للطوسي ـ : ١٣٤ رقم ٥٩٠ ، الخلاصة ـ للعلامة الحلي ـ : ١٤٥ رقم ٣٥ ، معجم رجال الحديث ١٤ : ٣١٨ رقم ١٠٠٨١.
له كتابات كثيرة في الأصول والكلام وعلوم القرآن والأخلاق والعقائد ، وقد وضع فهرسا خاصا بمصنفاته ، اعتمده النجاشي.
له في التاريخ :
١ ـ الإيناس بأئمة الناس.
٢ ـ الظلامة لفاطمة عليهاالسلام.
١٣٩ ـ محمد بن أحمد بن الحسين بن أحمد الخزاعي (ق ٥) (١) :
أبو سعيد ، النيسابوري ، عالم ، ثقة ، عين ، حافظ ، يلقب بالشيخ المفيد ، وابنه علي عالم ، تتلمذ عليه وروى كتبه ، وسبطه الحسين بن علي عالم مفسر ، وقد حدث بكتب جده بواسطة أبيه ، وعنه أخذها الشيخ منتجب الدين ، صاحب الفهرست.
فإذا كان الشيخ منتجب الدين المولود سنة ٥٠٤ ه يروي كتبه بواسطتين ، فقريب أن تكون وفاته قبل سنة ٥٠٠ ه بعقد أو أكثر.
له في التاريخ :
١ ـ منى الطالب في إيمان أبي طالب.
٢ ـ الأربعين عن الأربعين في فضائل أمير المؤمنين عليهالسلام.
٣ ـ الروضة الزهراء في مناقب فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، هكذا ذكره صاحب الذريعة ، وأما الشيخ منتجب الدين فقد أسماه «الروضة الزهراء في تفسير الزهراء» ، فإذا صح الأخير خرج من كتب التاريخ.
__________________
(١) الفهرست ـ لمنتجب الدين ـ : ١٥٧ رقم ٣٦١ ، هدية العارفين ٢ / ٩٠ ، الذريعة ١١ / ٢٩٤ رقم ١٧٧٠ ، طبقات أعلام الشيعة (ق ٢) : ٢٤٧ ، معجم المؤلفين ٨ / ٣٥٢ و ٩ / ٤.
١٤٠ ـ محمد بن أحمد بن داود بن علي القمي (ت ٣٦٨ ه) (١) :
أبو الحسن البغدادي.
فقيه ، محدث جليل ، من أهل قم ، ورد بغداد وحدث وأقام بها حتى توفي رحمهالله ، ودفن بها في مقابر قريش.
وهو من أجلاء مشايخ المفيد ، المتوفى ٤١٣ ه.
قال النجاشي : هو شيخ هذه الطائفة وعالمها ، وشيخ القميين في وقته وفقيههم ، ونقل عن الغضائري أنه لم ير أحدا أحفظ منه ولا أفقه ولا أعرف بالحديث ، له مصنفات عديدة في الفقه والحديث ، ورسالة في عمل السلطان.
له في التاريخ :
كتاب الممدوحين والمذمومين.
١٤١ ـ محمد بن أحمد بن عبد الله بن قضاعة (بعد سنة ٣٥٢) (٢) :
كان حيا سنة ٣٥٢ ه.
__________________
(١) رجال النجاشي : ٣٨٤ رقم ١٠٤٥ ، الفهرست ـ للطوسي ـ : ١٣٦ رقم ٥٩٢ ، طبقات أعلام الشيعة (ق ١) : ٢٣٦ ، معجم المؤلفين ٨ / ٢٥٩ ، معجم رجال الحديث ١٤ / ٣٣١ رقم ١٠٠٩٥.
(٢) الفهرست ـ للنديم ـ : ٢٤٧ ، رجال النجاشي : ٣٩٣ رقم ١٠٥٠ ، الفهرست ـ للطوسي ـ : ١٣٣ رقم ٥٨٨ ، رجال الطوسي : ٥٠٢ رقم ٦٨ ، معالم العلماء : ٩٦ رقم ٦٦٣ ، طبقات أعلام الشيعة (ق ١) : ٢٣٨ ـ ٢٣٩.
أبو عبد الله الصفواني ، من ولد صفوان بن مهران الجمال ، صاحب الإمام الصادق عليهالسلام.
شيخ الطائفة ، ثقة ، فقيه ، فاضل ، من أجل تلامذة الكليني (ت ٣٢٩) ، ويروي عنه أبو غالب الزراري (ت ٣٦٨) ، والشريف أبو محمد الحسن بن أحمد بن القاسم المحمدي (ت ٣٥٨) ، ولقيه النديم سنة ٣٤٦ ، كما حدث عنه ابن نوح السيرافي سنة ٣٥٢ ه في البصرة.
كانت له منزلة لدى السلطان ، كان أصلها أنه ناظر قاضي الموصل في الإمامة بين يدي ابن حمدان ، فانتهى الكلام بينهما إلى المباهلة ، فتباهلا ، فمرض القاضي الموصلي من نفس اليوم وانتفخت كفه التي باهل بها ، ومات في اليوم الثاني ، فانتشر لأبي عبد الله الصفواني بهذا ذكر عند الملوك وغيرهم.
له في التاريخ :
١ ـ الإحن والمحن.
٢ ـ محبة (أو : صحبة) آل الرسول وذكر إحن (أو : أحوال) أعدائهم ، ولعله هو الكتاب الأول نفسه.
٣ ـ غرر الأخبار ونوادر الآثار.
١٤٢ ـ محمد بن أحمد بن عبد الله المفجع (ت ٣٢٧ ه) (١) :
أبو عبد الله البصري ، من وجوه أهل اللغة والأدب.
__________________
(١) رجال النجاشي : ٣٧٤ رقم ١٠٢١ ، الفهرست ـ للطوسي ـ : ١٥٠ رقم ٦٣٩ ، معجم الأدباء ١٧ / ١٩٠ ـ ٢٠٥ ، طبقات أعلام الشيعة (ق ١) : ٢٣٩ ، الذريعة ٢ / ١٠٨ رقم ٤٢٩ ، معجم المؤلفين ٨ / ٢٨٠.
قال النجاشي : صحيح المذهب ، حسن الاعتقاد ، وله شعر كثير في أهل البيت عليهمالسلام يذكر فيه أسماء الأئمة ويتفجع على قتلهم حتى سمي المفجع.
وهو شاعر البصرة وأديبها ، صاحب ثعلب ، وابن دريد ، والقائم مقامه في التأليف والإملاء.
ومن أشهر قصائده في الإمام علي عليهالسلام قصيدته المشهورة ب «ذات الأشباه» ، لأنه أخذ فيها معاني الحديث الذي رواه عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، الذي شبه فيه عليا عليهالسلام بآدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهمالسلام ، وبنفسه الشريفة صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأولها قوله :
|
أيها اللائمي لحبي عليا |
|
قم ذميما إلى الجحيم خزيا |
وله أشعار في اللهو والهجاء كثيرة.
له في التاريخ :
١ ـ سعاة العرب.
٢ ـ أشعار الجواري ، قال ياقوت : إنه لم يتم (١).
٣ ـ أشعار الحراب ، ذكره النديم وقال : إنه لم يتم ، لعله جمع فيه الأشعار المرتجز بها أو غيرها مما أنشدت في حرب البسوس بين بكر وتغلب ابني وائل بن قاسط (٢).
__________________
(١) الذريعة ٢ / ١٠٧ رقم ٤٢٦.
(٢) الذريعة ٢ / ١٠٧ رقم ٤٢٧.
١٤٣ ـ محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن شاذان (نحو ٤١٥ ه) (١) :
ابن قولويه ، أبو الحسن ، فقيه ، محدث.
روى عنه أبو الفتح الكراجكي ، المتوفى سنة ٤٤٩ ه.
له في التاريخ :
١ ـ محنة أمير المؤمنين علي في حياة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، منه نسخة في مكتبة مشكاة بطهران ٣ / ٣ ص ١١٢٨ رقم ١١٣١ (من ورقة ٦٥ إلى ٩٤).
وكذلك في ٩ / ٧٧٤ رقم ٢١٣١ (١٤ ورقة ، ١٣٢٤ ه).
٢ ـ إيضاح دفائن النواصب.
٣ ـ مئة منقبة من مناقب الإمام علي عليهالسلام ، مطبوع.
١٤٤ ـ محمد بن أحمد النعيمي (ق ٥) (٢) :
أبو المظفر ، أخباري ، سمع الحديث والأخبار ، وأكثر.
له في التاريخ :
كتاب البهجة ، في فرق الشيعة وأخبار آل أبي طالب.
__________________
(١) تاريخ التراث العربي ٢ / ١٨٨ ـ ١٨٩ ، الذريعة ٢ / ٤٩٤ ، معجم المؤلفين ٨ / ٢٩٥.
(٢) رجال النجاشي : ٣٩٥ رقم ١٠٥ ، الخلاصة ـ للعلامة الحلي ـ : ١٦٣ رقم ١٦٨ ، معجم المؤلفين ٩ / ٢٦.
١٤٥ ـ محمد بن أحمد بن يحيى الأشعري (ق ٣) (١) :
ابن عمران بن عبد الله بن سعد بن مالك الأشعري القمي ، أبو جعفر.
كان ثقة في الحديث ، وليس عليه في نفسه مطاعن ، إلا أنه يروي عن الضعفاء ويعتمد المراسيل ، ولا يبالي عمن أخذ ، وقد اعتمد المحدثون روايته واستثنوا مراسيله وما أسنده إلى الضعفاء ، وقد أحصوهم جميعا.
يروي عنه : سعد بن عبد الله الأشعري (ت ٢٩٩ أو ٣٠٠ أو ٣٠١ ه) وأحمد بن إدريس (ت ٣٠٦ ه) ومحمد بن جعفر الرزاز (ت ٣١٣ ه).
له في التاريخ :
١ ـ مقتل الحسين عليهالسلام.
٢ ـ الأنبياء.
٣ ـ مناقب الرجال.
٤ ـ فضل العرب والعربية.
٥ ـ فضل العجم.
١٤٦ ـ محمد بن إسحاق الشابشتي (ت ٣٣٩ ه) (٢) :
أبو الحسين الكاتب ، وهو المعروف أيضا باسم علي بن محمد
__________________
(١) رجال النجاشي : ٣٤٨ رقم ٩٣٩ ، الفهرست ـ للنديم ـ : ٢٧٧ ، معالم العلماء : ١٠٣ رقم ٦٨٧ ، طبقات أعلام الشيعة (ق ١) : ٢٤٦.
(٢) معجم الأدباء ١٨ / ١٦ ، الوافي بالوفيات ٢٢ / ١٧٤.
الشابشتي وبه عرفه الصفدي ، غير أن ياقوت قال ـ بعد ذكر الاختلاف الوارد في اسمه ـ : رأيت أنا كتاب الديارات من تصنيفه ، وهو مترجم : محمد بن إسحاق. ويظهر من هذا الاختلاف ، مع اتفاقهم على أنه رجل واحد ، أنه كان يعتمد الاسمين معا في مصنفاته.
وهو صاحب خزانة كتب العزيز بن المعز الفاطمي بمصر .. كان واسع الاطلاع ، من أهل الفضل والأدب ، وله عدة تصانيف ، وديوان شعر.
له في التاريخ :
كتاب الديارات ، ذكر فيه كل دير بالعراق والشام ومصر ، وجمع الأشعار المقولة في كل دير ، وهو من مصادر ياقوت في معجم البلدان بل هو أبرز مصادره في قسم الديارات (١).
١٤٧ ـ محمد بن إسحاق ، النديم (بعد ٤١٢ ه) (٢) :
أبو الفرج ، بغدادي.
أشار في كتابه الفهرست أن مولده كان قبل سنة ٣٢٠ ه ، وذكر أنه
__________________
(١) معجم البلدان ٢ / ٣٣٢ (دير أبي هور) وص ٣٣٤ (دير باشهرا) وص ٣٣٧ (دير الجاثليق) وص ٣٤١ (دير الخوات) وص ٣٤٢ (دير در ما ليس) وص ٣٤٤ (دير الزرنوق) و (دير زكى) وص ٣٤٣ (دير الزندورد) وص ٣٤٦ (دير سرجس وبكس) وص ٣٥٢ (دير العجاج) وص ٣٥٣ (دير العلث) وص ٣٥٦ (دير قنى) وص ٣٥٩ (دير مارت مريم) وص ٣٦٠ (دير ماسرجيس) وص ٣٦١ (دير مديان) وص ٣٦٢ (دير مرتوما) وص ٣٦٣ (دير مرما جرجس) و (دير مرما ماري) وص ٣٦٨ (دير يحنس).
(٢) معجم الأدباء ١٨ / ١٧ ، لسان الميزان ٥ / ٧٢ ، الوافي بالوفيات ٢ / ١٩٧ ، الأعلام ٦ / ٢٩ ، تاريخ التراث العربي ٢ / ٢٩٢.
تعرف على أبي بكر البردي المعتزلي سنة ٣٤٠ ه ، وقد وقع اختلاف كبير في تاريخ وفاته ، فأرخ له الصفدي بسنة ٣٨٠ ، وآخرون بسنة ٣٨٥ ه ، ورجح الذهبي وابن حجر وفاته بعد سنة ٤٠٠ ه ، غير إنه قد ذكر بنفسه في أحد مواضع كتابه أنه قد كتبه سنة ٤١٢ ه .. وقال أبو طاهر الكرخي : إنه مات في شعبان سنة ثمان وثلاثين ، أي بعد الأربعمئة ، وعليه يكون قد عاش أكثر من مئة وعشرين سنة.
قال ياقوت : «كان شيعيا معتزليا» ، وتشيعه لا يخفى على أحد له اطلاع على كتابه.
أما ابن حجر العسقلاني فقد استدل على تشيعه من خلال ملاحظته أنه يسمي أهل السنة : «الحشوية» ، ويسمي الأشاعرة : «المجبرة» ، وكل من لم يكن شيعيا يسميه : «عاميا».
له في التاريخ :
الفهرست ، أو : «فوز العلوم» ، وهو أهم ما كتب في تاريخ العلوم وأخبار العلماء وطبقاتهم ، استوعب أصناف العلوم ، وعلماء الأمم والطوائف المختلفة ، فلم يبخس أحدا حقه.
قال ياقوت : جود فيه ، واستوعب استيعابا يدل على اطلاعه على فنون من العلم وتحققه لجميع الكتب.
صنفه سنة ٣٧٧ ه ، وكان يعاود النظر فيه بعد ذلك ، وقد رجع في كتابه هذا إلى مصادر عديدة كانت مؤلفة قبله في تاريخ العلوم وتراجم العلماء وأصحاب التصانيف منهم خاصة ، مما يشير إلى اهتمام المسلمين الواسع بحفظ تاريخ التراث الإسلامي.
١٤٨ ـ محمد بن أميركا بن أبي الفضل الجعفري القوسيني (ق ٦) (١) :
السيد نجم الدين ، فاضل.
له في التاريخ :
مقتل الحسين عليهالسلام.
١٤٩ ـ محمد بن بحر الرهني (ق ٤) (٢) :
أبو الحسين الشيباني ، ساكن نرماشير ، من أرض كرمان.
يروي عن سعد بن عبد الله الأشعري ، المتوفى سنة ٣٠١ ه ..
ويروي عنه أبو العباس ابن نوح ، المتوفى سنة ٤٠٨ ه.
اتهمه بعض الإمامية بالغلو ، لكن النجاشي استغرب هذه التهمة لأنه رأى حديثه قريب من السلامة.
قال ياقوت : وقال بعض أصحابنا : إنه كان في مذهبه ارتفاع ، وحديثه قريب من السلامة ، ولا أدري من أين قيل؟!
ثم قال : كان شيعي المذهب ، غاليا فيه!
صنف كتبا عدة قدرت بخمسمئة كتاب.
__________________
(١) الفهرست ـ لمنتجب الدين ـ : ١٨٠ ـ ١٨١ رقم ٤٥٧ ، طبقات أعلام الشيعة (ق ١) : ٢٥١ ، معجم المؤلفين ٩ / ٦٩.
(٢) رجال النجاشي : ٣٨٤ رقم ١٠٤٤ ، رجال الطوسي : ٥١٠ رقم ١٠٦ ، معالم العلماء : ٩٦ رقم ٦٦٢ ، معجم الأدباء ١٨ / ٣١ ـ ٣٣.
له في التاريخ :
١ ـ المثل والسير والخراج.
٢ ـ نحل العرب ، يذكر فيه تفرق العرب في البلاد في الإسلام ، ومن كان منهم شيعيا ، ومن كان منهم خارجيا أو سنيا.
قال ياقوت : وقفت على جزء من هذا الكتاب ، ذكر فيه نحل أهل المشرق خاصة من كرمان وسجستان وخراسان وطبرستان ، وذكر فيه أن له تصنيفا آخر سماه : كتاب الدلائل على نحل القبائل ، وذكر فيه ـ أعني كتاب (النحل) ـ : أخبرني ابن المحتسب ببغداد في درب عبدة بالحربية ، قال : أخبرنا أحمد بن الحارث الخزاز ، قال : أخبرني المدائني علي بن محمد بن أبي سيف ، عن سلمة بن سليمان المغني وغيره ، فذكر قصة الملبد بن يزيد ابن عون بن حرملة بن بسطام بن قيس بن حارثة بن عمرو بن أبي ربيعة ابن ذهل بن شيبان ، الخارج في أيام المنصور شاريا ـ أي خارجيا ـ بالجزيرة حتى قتل.
وقال في موضع آخر : حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف ، قال : حدثني أبو هاشم الجعفري ، وقال فيه : حدثني النوفلي علي بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن الحارث بن نوفل ، عن أبيه ، وقال فيه : سمعت أحمد بن محمد بن كيسان النحوي وأنا أقرأ عليه كتاب سيبويه ، يقول : لم يجئ على «فعل» إلا أربعة أسماء : البقم ، وهي الخشبة التي يصبغ بها ، وهي معروفة .. وشلم : اسم بيت المقدس بالنبطية .. وبذر : وهو اسم ماء من مياه العرب ، قال كثير :
|
سقى الله أمواها عرفت مكانها |
|
جرابا وملكوما وبذر والغمرا |
وخصم : اسم للعنبر بن عمرو بن تميم.
وهكذا يتضح اعتماده الأسانيد في أخباره ، وتوسعه في الفنون الأخرى ذات الصلة بموضوعه.
٣ ـ الدلائل إلى نحل القبائل.
١٥٠ ـ محمد بن بكران الرازي (بعد ٣٤٥ ه) (١) :
أبو جعفر ، سكن الكوفة ، مسكون إلى روايته ، وذكره العلامة الحلي باسم : «محمد بن بدران» ، سمع منه التلعكبري سنة ٣٤٥ ه ، وله منه إجازة.
له في التاريخ :
١ ـ كتاب الكوفة.
٢ ـ موضع قبر أمير المؤمنين عليهالسلام.
١٥١ ـ محمد بن جرير بن رستم الطبري الآملي (ت ٣١٠ ه) (٢) :
أبو جعفر ، مولده سنة ٢٢٦ ه ، معاصر لأبي جعفر الطبري صاحب التاريخ والتفسير ـ المتوفى سنة ٣١٠ ه ـ والذي يشاركه في الاسم واسم الأب واللقب والكنية وتاريخ الوفاة ، ويختلفان في الجد ، فهذا جده رستم ، وصاحب التاريخ جده يزيد.
ويلقب بالطبري الكبير ، تمييزا له عن الآخر الذي يشاركه في اسمه
__________________
(١) رجال النجاشي : ٣٩٤ رقم ١٠٥٢ ، رجال الشيخ الطوسي : ٥٠٤ ، الخلاصة : ١٦٣ رقم ١٦٥ ، طبقات أعلام الشيعة (ق ١) : ٢٥٠.
(٢) رجال النجاشي : ٣٧٦ رقم ١٠٢٤ ، الفهرست ـ للطوسي ـ : ١٥٨ رقم ٦٩٧ ، سير أعلام النبلاء ١٤ / ٢٨٢ ، الذريعة ٢ / ٤٨٩ رقم ١٩٢٤ ، ١١ / ٢٥٦ رقم ١٥٦٤ ، ٢١ / ٩ رقم ٣٦٩٠ ، معجم المؤلفين ٩ / ١٤٧.
الكامل والكنية ، ويأتي ذكره بعده.
قال فيه النجاشي : جليل ، من أصحابنا ، كثير العلم ، حسن الكلام ، ثقة في الحديث .. وقال الطوسي : دين ، فاضل. وذكرا له كتاب المسترشد في الإمامة.
له في التاريخ :
مناقب أهل البيت عليهمالسلام ، مرتب على حروف المعجم في أبواب ، هكذا وصفه ابن طاووس.
١٥٢ ـ محمد بن جرير بن رستم الطبري (ق ٥) (١) :
أبو جعفر ، الطبري الإمامي ، الصغير ، مولده في النصف الثاني من القرن الرابع ، وقد أرخ بعض سماعاته بسنة ٣٨٥ ه .. وكان من تلامذة الغضائري ـ المتوفى ٤١١ ه ـ فهو من طبقة النجاشي (ت ٤٥٠ ه) والشيخ الطوسي (ت ٤٦٠ ه) ولم يذكراه.
له في التاريخ :
دلائل الإمامة ، مطبوع ، محقق حديثا (٢) ، يتناول فيه تواريخ وأحوال الأئمة الاثني عشر عليهمالسلام وسيدة النساء فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، وفق المنهج الروائي ، ذاكرا فيه أسانيد رواياته كافة .. وقد اعتمده كثيرون ، لا سيما ابن طاووس ـ المتوفى ٦٦٤ ه ـ في عدة مصنفات له ، والحر العاملي ـ المتوفى ١١٠٤ ه ـ في إثبات الهداة ، والبحراني ـ المتوفى ١١٠٧ ه ـ في
__________________
(١) طبقات أعلام الشيعة : ١٥٣ ، معجم المؤلفين ٩ / ١٤٧ ، دلائل الإمامة : مقدمة التحقيق ـ طبعة مؤسسة البعثة ـ ١٤١٣ ه ـ.
(٢) تحقيق مؤسسة البعثة ـ قم / ١٤١٣ ه.
تفسيره البرهان في تفسير القرآن ، والمجلسي ـ المتوفى ١١١٠ ه ـ في بحار الأنوار.
وفي تسمية الكتاب وقع اختلاف كثير ، فسماه بعضهم : «مناقب فاطمة وولدها».
وبعضهم نسب الكتاب باسمه الأخير إلى الطبري الكبير ، خطأ.
١٥٣ ـ محمد بن جعفر بن محمد ، الأديب (ت ٤٠٢ ه) (١) :
ابن النجار ، أبو الحسن التميمي الكوفي النحوي ، مولده سنة ٣١١ ، وقيل ٣٠٣ ه ، من مشايخ المفيد ـ المتوفى سنة ٤١٣ ه ـ ، وقد روى هو عن أبي العباس ابن عقدة ـ المتوفى سنة ٣٣٣ ه ـ .. ويروي عنه النجاشي ـ المتوفى ٤٥٠ ه ـ بالإجازة ، ويلقبه بالأديب ، والمؤدب ، فهو من المعمرين.
وقد اعتمده السيد غياث الدين عبد الكريم بن طاووس (ت ٦٩٢ ه) في كتابه فرحة الغري.
له في التاريخ :
تاريخ الكوفة ، ويعرف أيضا ب : «المنصف».
للبحث صلة ...
__________________
(١) طبقات أعلام الشيعة (ق ١) : ٢٥٧ ، الذريعة ٣ / ٢٨١ رقم ١٠٤٠ ، معجم المؤلفين ٩ / ١٥٧.
|
دليل المخطوطات (٥) |
|
مكتبة مدرسة الإمام البروجردي
(كرمانشاه ـ إيران)
السيد أحمد الحسيني الإشكوري
«مدرسة الإمام البروجردي» من المدارس العلمية بمدينة كرمانشاه ، أسسها سماحة المرجع الديني السيد آقا حسين الطباطبائي البروجردي ، وأسس مكتبتها العامة العلامة الشيخ عبد الجليل الجليلي في سنة ١٣٧٦ بأمر ومعاضدة سماحة الإمام السيد محسن الطباطبائي الحكيم ، لتكون فرعا من مكتبته العامة بالنجف الأشرف ، وكان لها نشاط ملحوظ إلا أنها أهملت بعض الوقت فنهب كثير من كتبها ، وأعيد بعض نشاطها في الآونة الأخيرة ، وتمتلك في الحال الحاضر أكثر من ستة آلاف كتاب مطبوع و ١٤٣ نسخة مخطوطة ، هذا مسرد مختصر لها :
(١)
|
أبواب الجنان |
(أخلاق ـ فارسي) |
تأليف : ميرزا رفيع الدين محمد بن فتح الله الواعظ القزويني (١٠٨٩).
|
|
* ٨ ، نسخة مخرومة الأول والآخر ، المجلد الأول من الكتاب. * ٣٧ ، سنة ١٢٥٧ ، المجلد الأول. |
(٢)
|
الأحاديث |
(حديث ـ عربي) |
تأليف :؟
مجموعة من الأحاديث والروايات الأخلاقية وبعض فضائل أئمة أهل البيت عليهمالسلام ، مع التصريح بأسامي المصادر ونقل الأسانيد ، وهي غير مرتبة بترتيب خاص ، ولعلها جمعت في القرن الثاني عشر ، فإن فيها نقولا عن الشيخ بهاء الدين العاملي.
|
|
* ٧٤ ، من القرن الثاني عشر ، أضيف في الهوامش أحاديث بخط غير خط الأصل ، مخروم الأول والآخر. |
(٣)
|
أحكام نماز |
(فقه ـ فارسي) |
تأليف :؟
فتوائي مفصل ، مع مقدمات الصلاة ، وهو ضمن فصول.
أوله مخروم : «هدايت وارشاد عباد فرموده اعمالى را كه موجب فوز بدار القرار وباعث استحقاق برسل منعم بي زوال است».
|
|
* ٨٣ ، ذو الحجة ١٢٤٣ ، على ما كتب على الورقة الأولى جمشيد منوچهري في سنة ١٣٣٦ ه ش ، وذكر أن الكتاب بخط جده الحاج أبو الحسن خان منوچهري إمام مسجد حاجي شهبازخان بكرمانشاه. |
(٤)
|
الأربعون حديثا |
(حديث ـ عربي) |
تأليف : بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي (١٠٣٠).
|
|
* ٣٩ ، قريب من عصر المؤلف ، وهو مخروم الآخر ، نسخة مصححة عليها تعاليق قليلة وبأولها فهرس تفصيلي للأحاديث غير تام. * ٩٩ ، من عصر المؤلف ، مصحح عليه بلاغات ، والأوراق الثلاث الأخيرة حديثة الكتابة. |
(٥)
|
الأربعون حديثا |
(حديث ـ عربي) |
تأليف : الگلبايگاني؟
اختار المؤلف أولا أربعين حديثا في فضائل ومناقب أئمة أهل البيت عليهمالسلام حين مجاورته بكربلاء ، ثم عن له بعد سنين أن يجمع في الموضوع نفسه أربعين حديثا مع الشرح والبسط ، فبدأ بهذه المجموعة ، ولكن الظاهر أنه لم يوفق إلا لتدوين مقدمتها وشرح الحديث الأول منها.
الحديث المشروح في هذا الكتاب هو «لو اجتمع الناس على حب علي لما خلق الله النار» ، فبسط الكلام فيه وتوسع ، وتناول معنى الحب والمراد من حب علي عليهالسلام وكيف تكون محبته عبادة.
أوله : «الحمد لله الذي خلقنا بقدرته لمعرفته وعبادته ، وغرس في أفئدتنا أشجار محبته وولاية أهل طاعته».
|
|
* ٧١ ، محمد باقر بن محمد حسن ، ذو الحجة ١٢٩٦ ، في النسخة كتابات متفرقة كثيرة لأحد الخطباء. |
(٦)
|
إرشاد الأذهان إلى أحكام الإيمان |
(فقه ـ عربي) |
تأليف : العلامة الحلي ، الحسن بن يوسف بن المطهر (٧٢٦).
|
|
* ٢٤ ، محمد أمين بن محمد رضا الويستي ، يوم الاثنين ٢٨ شعبان ١٠٤٩. * ٥٩ ، جمادى الأولى ١٠٦١ ، مخروم الأول. |
(٧)
|
الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد |
(سيرة المعصومين ـ عربي) |
تأليف : الشيخ المفيد ، محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي (٤١٣).
|
|
* ٢٥ ، علي بن داود بن محمد بن محمود بن عبد الرحيم ابن داود الخادم الأسترآبادي ، عاشر شهر صفر ١٠٦٤ ، آخر الجزء الأول ، مخروم الأول. |
(٨)
|
أنوار التنزيل وأسرار التأويل |
(تفسير ـ عربي) |
تأليف : القاضي ناصر الدين عبد الله بن عمر البيضاوي (٦٨٥).
|
|
* ٧٧ ، عتيق الله الحسيني ، ١٤ شعبان ١٠٨٣ ، النصف الثاني من الكتاب وهو مخروم الأول. |
(٩)
|
البهجة المرضية في شرح الألفية |
(نحو ـ عربي) |
تأليف : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (٩١١).
|
|
* ٥٢ ، عبد النبي ، يوم الاثنين ٣٠ ذي القعدة (من القرن الثالث عشر) ، مخروم الأول ، مصحح ، عليه تعاليق بعضها بتاريخ ١٢٢٥. |
(١٠)
|
پيدايش ينكى دنيا |
(تاريخ ـ فارسي) |
تأليف : علي چلبي ، أخي زاده.
|
|
* ١٠٧ ، محمد جعفر الهندي ، ليلة الخميس ٢٣ جمادى الآخرة ١٢٤٣ في الكاظمية. |
(١١)
|
تجزئة الأمصار وتزجية الأعصار (تاريخ وصاف) |
(تاريخ ـ فارسي) |
تأليف : وصاف الحضرة ، شهاب الدين عبد الله بن فضل الله اليزدي
(٧٣٠).
|
|
* ١٣٩ ، ثالث جمادى الأولى ١٢٣١. |
(١٢)
|
تحرير الأحكام الشرعية على مذهب الإمامية |
(فقه ـ عربي) |
تأليف : العلامة الحلي ، الحسن بن يوسف بن المطهر (٧٢٦).
|
|
* ١١ ، محمد بن أفضل الحسيني الجيلاني ، يوم الغدير ١٠٨٦. من كتاب النكاح إلى الديات. |
(١٣)
|
تحرير القواعد المنطقية في شرح الشمسية |
(منطق ـ عربي) |
تأليف : قطب الدين محمد بن محمد البويهي الرازي (٧٦٦).
|
|
* ٤١ ، محمد صادق بن يحيى بن حسن بن حسام البغدادي ، سنة ١٠٩٢. |
(١٤)
|
تحفة الأبرار |
(فقه ـ فارسي) |
تأليف : السيد محمد باقر بن محمد نقي ، حجة الإسلام الشفتي (١٢٦٠).
|
|
* ٥٦ ، يوم الأحد ٢٣ صفر ١٢٥٦. |
(١٥)
|
تحفة الزائر |
(زيارة ـ عربي) |
تأليف : المولى محمد باقر بن محمد تقي المجلسي (١١١٠).
|
|
* ٢٦ ، قريب من عصر المؤلف ، مخروم الآخر. * ٣٥ ، علي دوست بن محمد شريف ، غرة شهر صفر ١٢٣٢. |
(١٦)
|
ترجمة الخواص |
(تفسير ـ فارسي) |
تأليف : أبي الحسن علي بن الحسن الزواري (ق ١٠).
|
|
* ١٢٨ ، قريب من عصر المؤلف : من سورة الفاتحة إلى سورة الإسراء (بني إسرائيل). |
(١٧)
|
ترجمهء قطبشاهى |
(حديث ـ فارسي) |
ترجمة : الشيخ محمد بن علي ابن خاتون العاملي (ق ١١).
هي ترجمة الأربعون حديثا للشيخ بهاء الدين العاملي.
|
|
* ٢٢ ، قريب من عصر المؤلف ، مخروم الأول والآخر وقد أثرت فيه الرطوبة. |
* * *
(١٨)
|
تعبير نامه |
(تعبير الرؤيا ـ فارسي) |
تأليف :؟
فيه تسعة وتسعون بابا.
أوله مخروم : «ورجحان است كردن ومانند آن ، باب چهل ونهم در تبها وبيماريهاى گوناگون ورنج وفزع كردن».
آخره : «وخيمه دوزى مردى باشد كه كار پادشاهان بهم پيوندد واگر ديد كه پادشاهى بر خيمه خود نشسته بود بر دشمن ظفر يابد».
|
|
* ٨٢ ، يوم الأحد ثامن ذي الحجة في شيراز ، نسخة جيدة الخط نظيفة. |
(١٩)
|
تفسير الأئمة لهداية الأمة |
(تفسير ـ فارسي) |
تأليف : ميرزا محمد رضا بن عبد الحسين النصيري الطوسي (نحو ١١٠٠).
|
|
* ١٤١ ، قريب من عصر المؤلف ، من سورة الأنبياء إلى سورة المؤمنين ، وهو مخروم الآخر. |
(٢٠)
|
تمرين الطلاب في صناعة الإعراب |
(نحو ـ عربي) |
تأليف : زين الدين خالد بن عبد الله الأزهري (٩٠٥).
|
|
* ٦٦ ، نوروز علي الكرمانشاهي ، ١١ شعبان ١٢٧٠. |
(٢١)
|
تنقيح المقاصد الأصولية في شرح ملخص الفوائد الحائرية |
(أصول الفقه ـ عربي) |
تأليف : المولى محمد حسن بن معصوم القزويني الحائري (١٢٤٠).
|
|
* ١٠٨ ، محمد هاشم بن علي نقي الشولستاني الفهلياني ، يوم الجمعة ٢٠ جمادى الآخرة ١٢١٨ ، بآخر النسخة أوراق حديثة الكتابة فيها فوائد متفرقة. |
(٢٢)
|
جلاء العيون |
(سيرة المعصومين ـ فارسي) |
تأليف : المولى محمد باقر بن محمد تقي المجلسي (١١١٠).
|
|
* ١٣٥ ، نور علي بن محمد كمانگر ، شهر رجب ١١٣٠. |
(٢٣)
|
جنة الأمان الواقية وجنة الإيمان الباقية |
(دعاء ـ عربي) |
تأليف : تقي الدين إبراهيم بن علي الكفعمي (٩٠٥).
|
|
* ٣٦ ، ربيع الآخر ١٠٧٠. |
(٢٤)
|
جوامع الجامع |
(تفسير ـ عربي) |
تأليف : أبي علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي (٥٤٨).
|
|
* ١٢٤ ، محمد سليم بن محمد مهدي الدهخوارقاني ، من القرن الحادي عشر ، النسخة مصححة بخط الكاتب ، سقطت منها الورقة الأولى. النصف الأول من الكتاب. * ١٣٠ ، يوم الثلاثاء ١٤ رجب ١٠٥٩ (الرقم العددي ١١٥٩ وهو خطأ) ، نسخة مصححة ، عليها تعاليق. |
(٢٥)
|
جواهر التفسير لتحفة الأمير |
(تفسير ـ فارسي) |
تأليف : المولى حسين بن علي الكاشفي البيهقي (٩١٠).
|
|
* ١٤ ، من القرن الثاني عشر ، مخروم الأول. * ٢١ ، القسم الأول من النسخة السابقة. |
(٢٦)
|
جهان گشاى نادرى |
(تاريخ ـ فارسي) |
تأليف : ميرزا محمد مهدي خان بن محمد نصير النوري الأسترآبادي (١١٦٠).
|
|
* ٦٩ ، علي نقي بن محمد تقي بيك الكلانتر ، يوم الخميس ١٨ ربيع الآخر ١٢٧٥ ، بآخر النسخة كتبت ثلاث رسائل تاريخية. |
(٢٧)
|
حاشية أنوار التنزيل |
(تفسير ـ عربي) |
تأليف : بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي (١٠٣٠).
الحاشية الثانية للبهائي.
|
|
* ١٠١ ، محمد باقر بن إسحاق القمواني ، سنة ١١٢٦ ، عليه تعاليق المؤلف. |
(٢٨)
|
حاشية شرح مختصر المنتهى |
(أصول الفقه ـ عربي) |
تأليف :؟
تمت هذه الحاشية في ٢٦ شعبان سنة ٧٣٤.
أولها : «مبادئ اللغة ، من لطف الله إحداث الموضوعات اللغوية .. أقول : من لطف الله تعالى إحداث الموضوعات اللغوية ، فإنه لما علم حاجة الناس إلى تعريف بعضهم بعضا».
|
|
* ٣٤ ، محمد قاسم بن غلام علي الطبيب ، آخر شعبان ١٠٤٩. |
(٢٩)
|
حاشية الفوائد الضيائية |
(نحو ـ عربي) |
تأليف : عصام الدين إبراهيم بن محمد بن عربشاه السمرقندي (٩٥١).
|
|
* ٧٦ ، من القرن الثاني عشر ، مخروم الأول. |
(٣٠)
|
حاشية كتاب في الفقه |
(فقه ـ عربي) |
تأليف :؟
حاشية استدلالية مفصلة على كتاب فقهي ، ومناقشات مع مؤلفه الذي كان من الأخباريين ظاهرا. في هذه النسخة أحكام التقليد وكتاب الطهارة.
أولها : «الحمد لله حمدا كثيرا كما هو أهله .. قوله : فمن كان ، اعلم أن الأحكام الشرعية بأسرها توقيفية ، وقوفه على الثبوت من الشرع».
|
|
* ١٤٣ ، عبد الله بن حبيب الله ، سنة ١٢٣٩ في كربلاء ، النسخة كثيرة الأخطاء. |
(٣١)
|
حاشية معالم الأصول |
(أصول الفقه ـ عربي) |
تأليف : حسام الدين محمد صالح بن أحمد المازندراني (١٠٨١).
|
|
* ٨٨ ، برج علي بن خواجة علي المازندراني ، العشرة الأولى من جمادى الأولى ١٠٥٧ ، نسخة مصححة على نسخة المؤلف كما كتب على الورقة الأولى. |
(٣٢)
|
الحدود والديات |
(فقه ـ فارسي) |
تأليف : المولى محمد باقر بن محمد تقي المجلسي (١١١٠).
|
|
* ٨٤ ، من القرن الثالث عشر. |
(٣٣)
|
حمله حيدرى |
(شعر ـ فارسي) |
نظم : ميرزا محمد رفيع بن محمد المشهدي ، باذل (١١٢٤).
|
|
* ١٢٧ ، أحمد بن ملا محمد مؤمن الكروني ، سنة ١١٩٥. |
(٣٤)
|
الخصائص الحسينية |
(سيرة المعصومين ـ عربي) |
تأليف : الشيخ جعفر بن الحسين التستري (١٣٠٣).
|
|
* ٤٧ ، محمد حسين بن أحمد التستري ، يوم الثلاثاء ٢٢ ربيع المولود ١٢٩٨ ، في الهوامش وقبل الكتاب كتبت مطالب متفرقة. |
(٣٥)
|
الخلاصة في النحو (الألفية) |
(نحو ـ عربي) |
تأليف : جمال الدين محمد بن عبد الله بن مالك الطائي الجياني (٦٧٢).
|
|
* ٤٥ ، ١٩ شهر رمضان ١٢٦٤ ، كتبت على الأوراق الأولى تعاليق على الأبيات. * ٨٧ ، من القرن الثالث عشر وسقط منه الورقة الأولى. |
(٣٦)
|
خلاصة منهج الصادقين |
(تفسير ـ فارسي) |
تأليف : ملا فتح الله بن شكر الله الكاشاني (٩٨٨).
|
|
* ١٢٦ ، من القرن الحادي عشر ، والورقة الأولى والأخيرة حديثتا الكتابة ، عليه بعض التعاليق من محمد باقر التوحيدي الأصبهاني وزينل بن نقديجان البيكدلي بتاريخ ١١٠٣. |
|
|
* ١٣١ ، محمد صادق بن محمد مصطفى النجفي ، يوم الأحد ١٦ شوال ١٢١٩ ، من سورة الأنعام إلى سورة الإسراء (بني إسرائيل) ، سقطت الورقة الأولى من النسخة. |
(٣٧)
|
الدرة النجفية |
(فقه ـ عربي) |
نظم : السيد محمد مهدي بن المرتضى بحر العلوم النجفي (١٢١٢).
|
|
* ١٠٩ ، سليمان بن القاسم الشيرواني ، يوم الاثنين ثامن ربيع الأول ١٢٦٤ في مدرسة الصدر بطهران ، في أول الكتاب وآخره أوراق تحتوي على مطالب مبعثرة. |
(٣٨)
|
ديوان أمير معزي السمرقندي |
(شعر ـ فارسي) |
نظم : أبي عبد الله محمد بن عبد الملك البرهاني معزي السمرقندي (٥٤٢).
|
|
* ٥٤ ، يوم الخميس تاسع جمادى الأولى ١٢٤٦ ، نسخة جميلة الخط نظيفة. |
(٣٩)
|
ديوان منوچهري الدامغاني |
(شعر ـ فارسي) |
نظم : أبي النجم أحمد بن قوص منوچهري الدامغاني (٤٣٢).
|
|
* ٦٠ ، من القرن الثاني عشر. |
(٤٠)
|
الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية |
(فقه ـ عربي) |
تأليف : الشهيد الثاني ، زين الدين بن علي بن أحمد الجبعي العاملي (٩٦٦).
|
|
* ٧ ، محمد نصير بن محمد رضا التنكابني ، يوم الأحد ٢٠ جمادى الآخرة ١٢٠٢ ، عليه تعاليق قليلة. * ١٣ ، حسن بن أبي الحسن الحسيني العاملي ، يوم السبت خامس شعبان ٩٥٨ في خدمة المصنف ، نسخة مصححة ، عليها تعاليق وبلاغات. * ١٧ ، من القرن الثالث عشر ، المجلد الثاني ، وهو مخروم الآخر. * ٥٥ ، عاشر شهر رمضان ١٢٢٧ ، المجلد الثاني. * ١٢٥ ، عبد الرحمن بن ناصر بن علي بن أجود الجزائري ، الجزء الأول في يوم الخميس ٢٦ ربيع الأول ١٠٦٢ ، والجزء الثاني سنة ١٠٦٣ ، درس الكتاب السيد نعمة الله الجزائري أربع مرات في تستر وأصبهان ، أتم المرة الثانية في ذي القعدة ١٠٨٦ والثالثة سنة ١٠٨٧ ، على الكتاب تعاليق بعضها من السيد الجزائري. |
(٤١)
|
زاد المعاد |
(دعاء ـ فارسي) |
تأليف : المولى محمد باقر بن محمد تقي المجلسي (١١١٠).
|
|
* ٨١ ، رجب علي بن أبي طالب التاجر الأصبهاني ، العشرة الأخيرة من شوال ١٢٣٧ ، نسخة مجدولة ، عليها تعاليق بعضها بتوقيع مهدي الموسوي. * ١٠٤ ، قريب من عصر المؤلف ، وترجمت الأدعية إلى الفارسية بين السطور. |
(٤٢)
|
زبدة البيان في براهين أحكام القرآن |
(فقه القرآن ـ عربي) |
تأليف : المولى أحمد بن محمد المقدس الأردبيلي (٩٩٣).
|
|
* ٤٠ ، علي بن كنعان الدزماري ، شهر رجب ١٠٣٣ في أردبيل ، الأوراق الأولى مصححة عليها تعاليق. |
(٤٣)
|
سؤال وجواب |
(فقه ـ فارسي) |
تأليف :؟
لعله للسيد محمد باقر بن محمد نقي حجة الإسلام الشفتي (١٢٦٠) ، وهو من كتاب الخمس إلى الوقف.
|
|
* ٦ ، قريب من عصر المؤلف ، مخروم الأول. |
(٤٤)
|
شرح ألفية ابن مالك |
(نحو ـ عربي) |
تأليف : بهاء الدين عبد الله بن عقيل المصري (٧٦٩).
|
|
* ١٢٠ ، من القرن الثالث عشر. |
(٤٥)
|
شرح تجريد العقائد |
(كلام ـ عربي) |
تأليف : علاء الدين علي بن محمد القوشجي (٨٧٩).
|
|
* ٥٣ ، من القرن الثالث عشر ، لعل النسخة غير تامة من آخرها. |
(٤٦)
|
شرح التوحيد للصدوق |
(حديث ـ عربي) |
تأليف : القاضي محمد سعيد بن محمد مفيد القمي (بعد ١١٠٦).
|
|
* ٩٣ ، قريب من عصر المؤلف. المجلد الأول. |
(٤٧)
|
شرح قطر الندى |
(نحو ـ عربي) |
تأليف : جمال الدين عبد الله بن يوسف بن هشام النحوي (٧٦١).
|
|
* ٤٦ ، أحمد بن محمد معصوم بن محمد حسن القزويني الشيرازي الحائري ، يوم الخميس ٢٩ جمادى الأولى ١٢٧٢ في شيراز. |
(٤٨)
|
شرح المختصر النافع (الصغير) |
(فقه ـ عربي) |
تأليف : السيد علي بن محمد علي الطباطبائي الحائري (١٢٣١).
|
|
* ١٢٩ ، عبد الله بن ملا مؤمن الكيوثري ، يوم الخميس من العشرة الأخيرة من جمادى الآخرة ١٢٢٧. |
(٤٩)
|
شرائع الإسلام في مسائل الحلال والحرام |
(فقه ـ عربي) |
تأليف : أبي القاسم جعفر بن حسن بن يحيى بن سعيد ، المحقق الحلي (٦٧٦).
|
|
* ١٢ ، محمد بن علي بن هارون بن يحيى الصائم المازندراني الجزائري ، يوم الجمعة ١٨ جمادى الآخرة ٧٧٣ في بلدة «رودسر» من توابع جيلان (هذا التاريخ غير صحيح ، فإن على النسخة تعاليق من الشهيد الثاني وآخرين ممن تأخر عن هذا العصر ، وأظن أنها من القرن الحادي عشر أو الثاني عشر). |
(٥٠)
|
صحاح اللغة |
(لغة ـ عربي) |
تأليف : أبي نصر إسماعيل بن حماد الجوهري (٣٩٣).
|
|
* ١٣٧ ، من القرن العاشر ، صححه الناسخ بخطه ، من حرف اللام إلى آخر الكتاب. |
(٥١)
|
الصحيفة السجادية |
(دعاء ـ عربي) |
إنشاء : الإمام السجاد علي بن الحسين عليهالسلام.
|
|
* ٧٥ ، من القرن الثاني عشر ، مترجم إلى الفارسية بين |
|
|
السطور ، مصحح ، عليه تعاليق بالفارسية ، مخروم الأول والآخر. |
(٥٢)
|
صرف |
(صرف ـ فارسي) |
تأليف :؟
جمع القواعد الصرفية باختصار مع أمثلة تمرينية ، والظاهر أنه من كتابات متعلم كان يشتغل بالأدب العربي.
أوله : «كلمات لغت عرب بر سه گونه است ، اسم فعل حرف ، اسم بمعنى علامت ونشانه است».
|
|
* ١٢١ ، نسخة حديثة جدا. |
(٥٣)
|
عدة الداعي ونجاح الساعي |
(دعاء ـ عربي) |
تأليف : أبي العباس أحمد بن محمد بن فهد الحلي (٨٤١).
|
|
* ٩٢ ، محمد باقر بن محمد الحسيني ، جمادى الآخرة ١٠٧١. |
(٥٤)
|
عرش سماء التوفيق |
(تفسير ـ فارسي) |
تأليف : السيد عبد الحسيب بن أحمد العلوي العاملي (ق ١١).
تفسير ممزوج مفصل نسبيا ، على ضوء ما ورد عن أهل البيت عليهمالسلام في الأحاديث الصحيحة بالأسانيد الموثوقة ، بضمنه فوائد علمية وأدبية مع
العناية باختلاف القراءات .. بدأ المؤلف به في يوم الثلاثاء ١٥ رجب سنة ١٠٦٩.
أوله : «زينت طلعت عنوان تفسير وبيان هر مقام بعقود جواهر ثناى حضرت ملك علام است».
|
|
* ١٣٨ ، من عصر المؤلف ، صححه الناسخ بخطه ، المجلد الأول وفيه تفسير سورة الفاتحة والبقرة. |
(٥٥)
|
علامات ظهور وقيامت |
(عقائد ـ فارسي) |
تأليف : المولى فتح الله بن شكر الله الكاشاني (٩٨٨).
في علائم ظهور الإمام المهدي عليهالسلام ، وخاصة الدجال الذي سيظهر قبل ظهور الحجة عليهالسلام ، وهكذا يتناول علائم قيام القيامة ، وكلها على ضوء ما جاء في أحاديث أهل البيت عليهمالسلام.
أوله : «الحمد لله رب العالمين .. بدانكه مقرون بروز قيامت يازده علامت سمت وقوع خواهد يافت».
آخره :
|
نمانده با كسى عقل وراى |
|
زهول حساب وزترس خداى |
|
|
* ١٠٢ ، من القرن الثاني عشر. |
(٥٦)
|
عين الجمع وجمع العين |
(شعر ـ عربي) |
جمع : أبي السيادات محمد الصوفي الشافعي المصري.
منتخبات من شعر الشعراء القدامى والمتأخرين ، استحسنها المؤلف وجمعها في هذه المجموعة ، فيها أبيات أو قصائد بعضها طويلة ، ولها مقدمة نثرية ، اسم المجموعة مأخوذ من عبارة للمؤلف في المقدمة ، ويجب التأكد منه!
|
|
* ٨٩ ، من القرن العاشر ، مخروم الأول وبآخره تقريظ ، ذهب اسم المقرظ من حاشية الصفحة ، في الورقة ٨٠ توجد أبيات كتبها السيد محمد بن السيد علي بتاريخ ١٠٦٦. |
(٥٧)
|
عين الحياة |
(أخلاق ـ فارسي) |
تأليف : المولى محمد باقر بن محمد تقي المجلسي (١١١٠).
|
|
* ١٥ ، محسن بن سراج الأصبهاني ، ذو الحجة ١٠٨٩ ، صححه الناسخ بخطه. |
(٥٨)
|
عيون أخبار الرضا عليهالسلام |
(حديث ـ عربي) |
تأليف : الشيخ الصدوق ، محمد بن علي ابن بابويه القمي (٣٨١).
|
|
* ١٩ ، محمد باقر بن الحسين الجربادقاني ، يوم السبت ثامن ربيع الأول ١٠٤٤. |
(٥٩)
|
الفوائد الضيائية في شرح الكافية |
(نحو ـ عربي) |
تأليف : نور الدين عبد الرحمن بن أحمد الجامي (٨٩٨).
|
|
* ٢٠ ، محمد قاسم بن ملا حاجي ، شهر محرم ١٠٦٠ في «رشت». |
(٦٠)
القرآن الكريم
|
|
* ١ ، محمد علي بن محمد ، سنة ١٢٧٤ ، نسخة مجدولة مزركشة ، سقطت منها الورقة الأولى. |
(٦١)
|
قواعد الأحكام في معرفة الحلال والحرام |
(فقه ـ عربي) |
تأليف : العلامة الحلي ، الحسن بن يوسف بن المطهر (٧٢٦).
|
|
* ٢ ، حسين بن علي بن محمود بن أبي معتوق ، يوم الأربعاء ١٩ رجب ٨٣١ (آخر الجزء الأول) ، نسخة مخرومة الآخر ، مصححة ، عليها تعاليق وبلاغات ، على الورقة الأولى إجازة كتبها علي بن هلال الجزائري لجمال الدين أحمد بن رجب المشهدي الغروي في يوم الأحد سابع شوال ٨٨٨. * ٢٣ ، پيران بخش بن خدا بخش ، الجزء الأول بتاريخ يوم الأربعاء سلخ ربيع الآخر ٩٦٤ ، والجزء الثاني يوم الأربعاء خامس رجب ٩٦٥ ، الورقة الأولى حديثة الكتابة والكتاب مصحح ، عليه تعاليق يسيرة. |
(٦٢)
|
القوانين المحكمة |
(أصول الفقه ـ عربي) |
تأليف : ميرزا أبو القاسم بن الحسن الجيلاني القمي (١٢٣١).
|
|
* ١٠ ، سنة ١٢٢٦ ، مخروم الأول. * ٤٤ ، من عصر المؤلف ، بآخر النسخة سجل اسم أحمد ابن محمد الخوانساري ، والظاهر أنه ليس كاتبها ، وهي مخرومة الأول. * ١٣٢ ، رجب علي بن محمد الخوانساري ، يوم الاثنين ٢٩ رمضان ١٢٣٠ ، عليه تعاليق المؤلف. |
(٦٣)
|
كتاب الدعاء |
(دعاء ـ فارسي) |
تأليف :؟
منتخبات من أدعية الأيام والليالي وأيام الأسبوع والشهور وتعقيب الصلوات ، في أبواب فيها فصول ، مع ذكر مصادر الأدعية.
|
|
وجدنا فيها هذه العناوين : باب هفتم : در دعاها وتعقيبات صبح ، فيه اثنا عشر فصلا. باب هشتم : در اعمال ايام وليالى هفته ، فيه ثلاثة فصول. باب نهم : در آداب وأعمال مختلف ، فيه أربعة عشرة فصلا. باب دهم : در بعضي چيزهاى متفرقه. * ٥٠ ، يوم الخميس تاسع رمضان ١١١٥ (لعله تاريخ التأليف) .. النسخة مخرومة الأول والآخر والأوراق مشوشة. |
(٦٤)
|
كتاب الدعاء |
(دعاء ـ فارسي) |
تأليف :؟
فيه سورة يس والفتح والرحمن والواقعة والجمعة ، وأدعية الجوشن الكبير والصغير ودعاء كميل وزيارة عاشوراء وزيارة الإمام الحسين عليهالسلام ودعاء العديلة وبعض أعمال شهر رمضان وأدعية متفرقة أخرى.
|
|
* ١٠٥ ، نسخة جيدة الخط ، بياضية ، مخرومة الأول والآخر. |
(٦٥)
|
كتاب الدعاء |
(دعاء ـ فارسي) |
تأليف :؟
فيه أدعية صنمي قريش والصباح والذخيرة والعديلة ، وأعمال الليالي والأيام ، وأعمال أيام الأسبوع ، وأدعية أخرى قصيرة.
|
|
* ١١٠ ، من القرن الثاني عشر ، وترجمت الأدعية بالفارسية بين السطور ، وهو مخروم الأول والآخر. |
(٦٦)
|
كنز العرفان في فقه القرآن |
(فقه القرآن ـ عربي) |
تأليف : أبي عبد الله المقداد بن عبد الله السيوري الحلي (٨٢٦).
|
|
* ٣٨ ، عبد الله بن طالب الجيلاني ، ليلة السبت ٢٤ ذي القعدة ١٠٨٤ ، نسخة مصححة ، عليها تعاليق ، مخرومة الأول. |
(٦٧)
|
كنز اللغات |
(لغة ـ فارسي) |
تأليف : محمد بن عبد الخالق بن معروف (ق ٩).
|
|
* ١٤٠ ، صادق بن محمد الكودرزي ، غرة ذي الحجة ١١٠٦. |
(٦٨)
|
گوهر مراد |
(فلسفة ـ فارسي) |
تأليف : المولى عبد الرزاق بن علي الفياض اللاهيجي (١٠٧٢).
|
|
* ٦١ ، من القرن الثاني عشر. |
(٦٩)
|
لوامع الأسرار في شرح مطالع الأنوار |
(منطق ـ عربي) |
تأليف : قطب الدين محمد بن محمد البويهي الرازي (٧٦٦).
|
|
* ٣١ ، من القرن الثالث عشر ، والظاهر أنه غير تام من آخره. |
(٧٠)
|
مجمع الأمثال |
(أدب ـ عربي) |
تأليف : أبي الفضل أحمد بن محمد الميداني النيسابوري (٥١٨).
|
|
* ٣٠ ، ١١ محرم ١٠٨٣ ، نسخة مجدولة ، مخرومة الأول. |
(٧١)
|
مجمع البحرين ومطلع النيرين |
(لغة ـ عربي) |
تأليف : الشيخ فخر الدين بن محمد علي الطريحي النجفي (١٠٨٧).
|
|
* ١٣٦ ، الجزء الأول في يوم الجمعة ثالث ذي الحجة ١٢٦٠ ، والجزء الثاني يوم الاثنين سابع ربيع الأول ١٢٦١. |
(٧٢)
|
مجمع البيان لعلوم القرآن |
(تفسير ـ عربي) |
تأليف : أبي علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي (٥٤٨).
|
|
* ٤٨ ، من القرن السابع ، المجلد الرابع. |
(٧٣)
|
مجموعة |
(متفرقة ـ فارسي) |
جمع :؟
فيها رسائل ومنشآت وأبيات فارسية ، مختارة من شعراء متقدمين ومتأخرين ، وترجمة بعض الكلمات ، ومعميات وتواريخ ولادات ، جمعت من دون ترتيب وتنظيم.
|
|
* ٧٣ ، من القرن الحادي عشر ، فيها بعض الشعر بخطوط قائليها ، إحداها بخط محمد هادي وبتاريخ ١١٩٩. |
(٧٤)
|
مجموعة |
(متفرقة ـ فارسي) |
جمع :؟
في أولها منظومة في علم الرمل ، ثم متفرقات فيه وفي الطب والأدعية للأمراض والأعراض.
|
|
* ١٢٢ ، يوم السبت ٢٩ شوال ١٢٣٠ (في آخر المنظومة). |
(٧٥)
|
مجموعة شعرية |
(شعر ـ عربي) |
جمع :؟
فيها ـ كما جاء في آخر النسخة ـ أربعة آلاف وتسعمائة بيت من الأشعار المتفرقة ، انتقيت وسجلت من دون تنظيم خاص ..
أولها :
|
أشرقت من الدجى فلاح النهار |
|
وأنارت من فوقها الأشجار |
|
من سناها الشموس تشرق لما |
|
تتجلى وتبدو تخجل الأقمار |
* ٤٣ ، من أوائل القرن الرابع عشر ، بخط جميل جيد.
(٧٦)
|
مجموعة شعرية |
(شعر ـ فارسي) |
جمع :؟
فيها أشعار وقصائد حول واقعة الطف واستشهاد الإمام الحسين عليهالسلام وأصحابه ، والظاهر أن جامعها أحد الخطباء.
|
|
* ١٠٦ ، من القرن الرابع عشر ، والنسخة بياضية. |
(٧٧)
مجموعة فيها :
|
١ ـ شرائع الإسلام في مسائل الحلال والحرام |
(فقه ـ عربي) |
تأليف : أبي القاسم جعفر بن حسن بن يحيى بن سعيد ، المحقق
الحلي (٦٧٦).
مخروم الأول.
|
٢ ـ السهو في الصلاة |
(فقه ـ عربي) |
تأليف : أبي العباس أحمد بن محمد بن فهد الحلي (٨٤١).
رسالة فتوائية في أحكام السهو في الصلاة مع الإلماع إلى بعض الأدلة وأقوال الفقهاء ، وهي في بحوث ، هذه عناوين ما في النسخة :
البحث الأول : في بيان ماهية السهو.
البحث الثاني : في حد السهو الكثير.
البحث الثالث : في أنه لا حكم لكثرة السهو.
البحث الرابع : في أحكام هذه المسألة.
أوله : «الحمد لله المنزه عن الآباء والأولاد ، المتقدس عن الصحابة والأضداد والأنداد ، المحمود على ما أنعم به من التكليف على العباد».
|
|
* ٢٧ ، الكتاب الأول بخط نصر الله بن برقع بن تركي الطرفي ، يوم الخميس ١٦ محرم ٩٥٦ في أصبهان ، نسخة مصححة ، عليها هوامش وبلاغات بخطين. الكتاب الثاني من القرن العاشر. |
(٧٨)
مجموعة فيها :
|
١ ـ الحجة البالغة لأصحاب اليمين |
(أدب ـ عربي) |
تأليف :؟
سجل المؤلف مواعظه التي كان يلقيها على المنابر بطلب بعض الفضلاء في كتاب سماه منهج الواعظين ومسلك الراشدين ، ولما كان تأليفه
في مجلدات يصعب الاستفادة منها رأى تلخيصه في هذا الكتاب بانتقاء ما أدرج فيه من أقوال وكلمات الإمام علي عليهالسلام.
رتبت الكلمات في مواضيع أخلاقية ودينية ، وهي مرتبة على ترتيب حروف أوائل عناوين الموضوع في ثمانية وعشرين كتابا بعدد الحروف ، وفي كل كتاب أبواب بعدد العناوين. ألف باسم يمين الدولة مقرب الملك ناصر الدين شاه القاجار.
محي اسم المؤلف في ديباجة الكتاب وكتب بدلا عنه : «حسن بن محمد الكاشاني».
أوله : «الحمد لله الذي جعل الموعظة هداية للمتقين ، وتذكرة لمن شاء اتخذ سبيلا إلى رب العالمين ، وتنبيها لمن استيقظ عن نومة الغافلين».
آخره : «من رعى الأيتام رعي في بيته ، من أفضل البر بر الأيتام».
|
٢ ـ أنوار الحقيقة في أسرار الشريعة |
(تصوف ـ فارسي) |
تأليف : ميرزا علي نقي بن محمد رضا الهمداني.
في أسرار الصلاة على طريقة العرفاء والمتصوفة ، مع شواهد من الآيات الكريمة وأحاديث أهل البيت عليهمالسلام ، بضمنه إشارة إلى مراتب التوحيد والمحبة الإلهية ومقام الرضا وبيان أسماء الله تعالى.
أوله : «الحمد لله رب العالمين .. از آنجا كه مقصود اصلى از آفرينش عالم وانتظام نظام خلقت آدم إرسال رسل وإنزال كتب».
آخره : «چون ختم اين كتاب به اين اسماء شريفه شده اميدوارم بحق محمد وآل او كه عاقبت جميع شيعيان ومحبان ختم بخير شود».
|
|
* ٤٩ ، محمد جواد بن محمد علي الموسوي ، يوم الجمعة ١٩ رمضان ١٣٠٢ (آخر الكتاب الأول) ، بين الكتاب |
|
|
أحاديث وقصص عرفانية صوفية منتخبة من كتاب ابن الجوزي بخط الناسخ ، وفي المجموعة كتابات متفرقة من أحد الخطباء. |
(٧٩)
مجموعة فيها :
|
١ ـ المعراج الجسماني |
(عقائد ـ عربي) |
تأليف : السيد كاظم بن القاسم الحسيني الرشتي (١٢٥٩).
|
٢ ـ شرح الخطبة التطنجية |
(متفرقة ـ عربي) |
تأليف : السيد كاظم بن القاسم الحسيني الرشتي.
|
|
* ٥١ ، محمد قاسم (أبو القاسم) بن حسن قلي السرجامي ، الكتاب الأول يوم الخميس ١١ ذي القعدة ١٢٤٢ ، والكتاب الثاني سنة ١٢٥٤ في المشهد الرضوي ، وكتب للسيد عبد الله الكدكني ، صحح الناسخ المجموعة بخطه. |
(٨٠)
مجموعة فيها :
|
١ ـ معالم الأصول |
(أصول الفقه ـ عربي) |
تأليف : أبي منصور الحسن بن زين الدين العاملي (١٠١١).
|
٢ ـ شرح معمى |
(معمى ـ فارسي) |
تأليف : صادق ركني عاشق.
شرح مختصر لمعميات الأمير كمال الدين حسين بن محمد الحسيني المشهور بمير حسين النيسابوري المعمائي ، وبعض المعميات من نظم الشارح أو شعراء آخرين.
أوله : «بنام آنكه از تاليف وتركيب ، معماى جهان را داد ترتيب .. در زمان جوانى وايام كامرانى بعشق وعاشقى وشعر وشاعرى».
|
|
* ٥٨ ، من القرن الثاني عشر ، الكتاب الأول مصحح وعليه تعاليق. |
(٨١)
مجموعة فيها :
|
١ ـ معالم الأصول |
(أصول الفقه ـ عربي) |
تأليف : أبي منصور الحسن بن زين الدين العاملي (١٠١١).
|
٢ ـ زبدة الأصول |
(أصول الفقه ـ عربي) |
تأليف : بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي (١٠٣٠).
|
|
* ٦٣ ، الكتاب الأول بخط محمد باقر بن محمد علي الخامنه إي ، ٢٥ شعبان ١٢٢٥ في تبريز. الكتاب الثاني بخط رفيع بن محمد مهدي الحسيني القزويني ، من القرن الثالث عشر ، عليه تعاليق المؤلف. |
(٨٢)
مجموعة فيها :
|
١ ـ الباب الحادي عشر |
(كلام ـ عربي) |
تأليف : العلامة الحلي ، الحسن بن يوسف بن المطهر (٧٢٦).
مخروم الأول.
|
٢ ـ نصاب المتعلمين |
(لغة ـ فارسي) |
تأليف :؟
شرح على منظومة نصاب الصبيان للفراهي ، يحاول الشارح فيه فصل الكلمات العربية عن الفارسية ويبين البحر الشعري لكل قطعة منها ، مع الاستفادة من شرح أستاذه القائني وشرح كمال بن حسام الكبير وغيرهما.
أوله : «سپاس وشكر بيقياس مرخداى راست كه شريعت غرا را بر لسان عربان نهاد».
|
٣ ـ معارج اليقين في أصول الدين |
(حديث ـ عربي) |
تأليف : الشيخ محمد بن محمد الشعيري السبزواري (ق ٧).
هو الكتاب المعروف ب : جامع الأخبار المبوب بأبواب ذات فصول.
|
|
* ٧٠ ، الكتاب الأول بخط عبد القادر بن حاجي محسن ، شهر رجب ١٠٥٥. الكتاب الثاني تم في غرة شوال ١٠٣٦. الكتاب الثالث من القرن الحادي عشر والورقتان الأخيرتان منه كتبتا حديثا. |
(٨٣)
مجموعة فيها :
|
١ ـ حاشية تهذيب المنطق |
(منطق ـ عربي) |
تأليف : نجم الدين عبد الله بن الحسين اليزدي (٩٨١).
|
٢ ـ الخلاصة في النحو (الألفية) |
(نحو ـ عربي) |
نظم : جمال الدين محمد بن عبد الله بن مالك الطائي الجياني (٦٧٢).
|
|
* ٧٨ ، الكتاب الأول من القرن الثاني عشر وبعض أوراقه حديثة الكتابة. الكتاب الثاني كتب سنة ١٢٥٩. |
* * *
(٨٤)
مجموعة فيها :
|
١ ـ الخلاصة في النحو (الألفية) |
(نحو ـ عربي) |
نظم : جمال الدين محمد بن عبد الله بن مالك الطائي الجياني (٦٧٢).
|
٢ ـ الفوائد الصمدية |
(نحو ـ عربي) |
تأليف : بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي (١٠٣٠).
|
٣ ـ كبرى |
(منطق ـ فارسي) |
تأليف : السيد مير شريف علي بن محمد الجرجاني (٨٢٥).
|
|
* ٧٩ ، الكتاب الثاني جمادى الأولى ١٢٢٩ ، عليه تعاليق بخطوط مختلفة. الكتاب الثالث بخط محمد حسن بن محمد علي ، سنة ١٢٢٨. |
(٨٥)
مجموعة فيها :
|
١ ـ القانونچه |
(طب ـ عربي) |
تأليف : القاضي محمود بن محمد الجغميني (ق ٩).
|
٢ ـ حاشية حاشية اليزدي على تهذيب المنطق |
(منطق ـ عربي) |
تأليف : ملا نظر علي بن محسن الجيلاني (ق ١٣).
|
|
* ٨٥ ، الكتاب الأول يوم الخميس سادس جمادى الآخرة |
|
|
١٢٥٨. الكتاب الثاني بخط زين العابدين بن محمد باقر الحسيني ، عاشر ذي الحجة ١٢٥٨. |
(٨٦)
مجموعة فيها :
|
١ ـ الكتاب الشكرية |
(صرف ـ عربي) |
تأليف : أحمد بن عماد.
شرح ممزوج مختصر على رسالة المقصود المنسوبة إلى أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي ، فيه آراء الشارح في قواعد الصرف.
أوله مخروم : «وأرفعها منارا ، وأسناها أبهة ومقدارا ، هو علم الصرف».
آخره :
|
لقد عز محسود وقد ذل حاسد |
|
لقد كان حتما من قديم الطوالع |
|
٢ ـ حاشية شرح التصريف للتفتازاني |
(صرف ـ عربي) |
تأليف :؟
حاشية توضيحية بعناوين : «قوله ـ قوله» على شرح تصريف الزنجاني لسعد الدين التفتازاني ، ألفت باسم معين الحق السلطان يعقوب.
أولها : «نحمد الله أن وفقنا لصرف الهمة نحو المعاني ، وأدغم في ضمائرنا معرفة الضروب والأوزان».
آخرها : «والله أعلم بالصواب ، وإليه المرجع والمآب ، والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين».
|
٣ ـ حاشية التصريف للزنجاني |
(صرف ـ عربي) |
تأليف : أبي الثناء محمود بن عمر الأنطاكي الزنجاني.
حاشية توضيحية جمعها أحد تلامذة الأنطاكي حين الاستفادة من مجلس درسه.
أولها : «الحمد لله رب العالمين .. أما بعد ، فهذا مختصر مبارك مشتمل على ألفاظ منقولة من إملاء شيخنا».
آخرها : «وحابى يحابي انتقل إلى باب فاعل فإذا إليه من كشف مشكلاته وحل معضلاته ...».
|
|
* ٩٥ ، من القرن الثاني عشر. |
(٨٧)
مجموعة فيها :
|
١ ـ الوصية |
(أخلاق ـ فارسي) |
كتبها : الحاج كريم خان بن إبراهيم الكرماني (١٢٨٨).
الظاهر أنها ترجمة الوصية التي كتبها الكرماني عند سفره إلى العتبات المقدسة ، وقد ذكرتها في التراث العربي ٥ / ٤٦٠.
أولها : «الحمد لله .. صحيفة ايست كه نوشته است».
|
٢ ـ الوصية |
(أخلاق ـ فارسي) |
كتبها : الحاج كريم خان بن إبراهيم الكرماني.
|
٣ ـ هداية الصبيان |
(عقائد ـ فارسي) |
تأليف : الحاج كريم خان بن إبراهيم الكرماني.
|
٤ ـ تفسير حروفي لبعض الأسماء |
(متفرقة ـ فارسي) |
تأليف : الحاج محمد رحيم خان بن كريم خان الكرماني (ق ١٤).
فوائد في تفسير وشرح بعض الأسماء ، ك : يس ومحمد وغيرهما ، على أسس علم الحروف ، استفادها بعض الملازمين للكرماني ودونها في هذه الرسالة.
أوله : «چون فرمايشات سركار آقا زاده حاج محمد رحيم خان».
|
٥ ـ المواعظ |
(أخلاق ـ فارسي) |
كتبها :؟
لعلها من مواعظ الحاج كريم خان الكرماني التي كان يحاضر بها في مجالس الوعظ والخطابة ، دونها بعض من كان يحضرها. النسخة مخرومة الأول.
|
|
* ١١١ ، محمد بن محمود ، سنة ١٢٩٠. |
(٨٨)
مجموعة فيها :
|
١ ـ سى فصل |
(تقويم ـ فارسي) |
تأليف : نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي (٦٧٢).
|
٢ ـ أحوال حسين خان |
(شعر ـ فارسي) |
نظم :؟
منظومة هزلية نقدية يسرد الناظم فيها قصة معاشقة شخص يسمى حسين خان خادم أحد الحكام مع بنت عشقها ، وفيها كيفية محاكمته وشمول العفو له لانتسابه إلى الحاكم.
أوله :
|
روايت كند راوي اين كلام |
|
كه از ما بر دوست بادا سلام |
|
زراوى چنين ياد دارم سخن |
|
كه بد در ولايت يكى تازه زن |
|
٣ ـ گلشن عطا |
(أدب ـ فارسي) |
تأليف :؟
مختصر في قواعد الإنشاء وكتابة الرسائل ، في خمسة أبواب قصيرة.
أوله : «شكر وسپاس افزون ازوهم وقياس مالك الملكى را سزاست».
|
٤ ـ الخلاصة في النحو (الألفية) |
(نحو ـ فارسي) |
نظم : جمال الدين محمد بن عبد الله بن مالك الطائي الجياني (٦٧٢).
في المجموعة قطعة من أول الألفية.
|
|
* ١١٢ ، سنة ١٢٨٥ (آخر الرسالة الثالثة). |
(٨٩)
مجموعة فيها :
|
١ ـ حاشية شرح آداب البحث للشيراني |
(منطق ـ عربي) |
تأليف : مير أبو الفتح محمد بن أبي سعيد الأردبيلي ، تاج السعدي.
٢ ـ حاشية شرح آداب البحث للشيراني
تأليف : جمال الدين أحمد بن يحيى الكاشاني.
أولها : «قوله : المنة علينا ، سلك طريقة العمل بالحديث معنى ، لأن حقيقة الحمد عند المحققين إظهار الصفات الكمالية».
النسخة مخرومة الآخر.
|
|
* ١١٣ ، ميرزا حسين بن غلام حسين النهاوندي ، يوم |
|
|
الخميس ٢٢ جمادى الأولى ١٢٣٥ (آخر الكتاب الأول). |
(٩٠)
مجموعة فيها :
|
١ ـ أخلاق |
(أخلاق ـ فارسي) |
تأليف :؟
فيه تعاليم أخلاقية على الأسس الصوفية ، بضمنها أحاديث مروية بطرق أهل السنة.
أوله مخروم : «بحكم أن حزب الشيطان هم الخاسرون به صدمه عشق بكشند».
آخره :
|
بهر ساعتى دولتى تازه ده |
|
چو دولت دهى بيش از اندازه ده |
|
٢ ـ تعبير نامه |
(تعبير الرؤيا ـ فارسي) |
تأليف :؟
نسبت الرسالة في مقدمتها إلى ابن سيرة برواية دانيال ويوسف النبي والإمام الصادق عليهالسلام ، وهو في أبواب ، توجد في النسخة إلى الباب السادس والأربعين ، وهي مخرومة الآخر.
أوله : «الحمد لله الذي خلق الإنسان ، علمه البيان ، وألهمه التبيان ، وأكرمه بمزيد الإحسان».
|
|
* ١١٤ ، محمد علي بن خواجة بيك الشهرابي الفراهاني ، الحادي عشر من ذي الحجة سنة ١٠١١ (آخر الكتاب الأول). |
* * *
(٩١)
مجموعة فيها :
|
١ ـ الفتوحات المنطقية |
(منطق ـ عربي) |
تأليف :؟
متن مختصر في القواعد المنطقية في أربعين «فتوح».
أوله : «نحمدك يا من بيده ملكوت كل شئ على ما هديتنا إلى الصراط المستقيم ، والميزان العدل القويم».
آخره : «هذا الجسم إما شجر وإما حجر ، لكنه شجر فلا حجر ، لكنه حجر فلا شجر».
|
٢ ـ شرح الإيساغوجي |
(منطق ـ عربي) |
تأليف : حسام الدين حسن الكاتي (٧٦٠).
|
|
* ١١٥ ، الكتاب الأول بتاريخ ١١٠٠. الكتاب الثاني من القرن الثاني عشر. |
(٩٢)
مجموعة فيها :
|
١ ـ كبرى |
(منطق ـ فارسي) |
تأليف : السيد مير شريف علي بن محمد الجرجاني (٨٢٥).
|
٢ ـ الألفاظ |
(لغة ـ فارسي) |
تأليف :؟
معجم مختصر جدا ، عربي ـ فارسي ، مؤلف للمشتغلين بالكتابة
العربية ، وهو على ترتيب حروف أوائل الكلمات ، ونجد في النسخة مقدارا من حرف الألف.
أوله : «الحمد لله رب العالمين .. بدان ـ أسعدك الله في الدارين ـ كه أين كتابي است مسمى به ألفاظ».
|
٣ ـ شرح شواهد البهجة المرضية |
(أدب ـ فارسي) |
تأليف : ملا نظام الدين بن أحمد الأردبيلي (نحو ١١٥٠).
|
|
* ١١٦ ، مهدي بن ملا صالح المازندراني ، سنة ١٢٢٧. |
(٩٣)
مجموعة فيها :
|
١ ـ حاشية أنوار التنزيل |
(تفسير ـ عربي) |
تأليف : بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي (١٠٣٠).
الحاشية الثانية ، وهي مخرومة الآخر.
|
٢ ـ خلاصة الحساب |
(حساب ـ عربي) |
تأليف : بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي.
مخرومة الآخر.
|
٣ ـ مقباس المصابيح |
(دعاء ـ فارسي) |
تأليف : المولى محمد باقر بن محمد تقي المجلسي (١١١٠).
|
٤ ـ أجوبة مسائل فتح علي شاه |
(أجوبة ـ عربي) |
كتبها : الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي (١٢٤١).
|
|
* ١١٧ ، بخطوط مختلفة ، والرسائل الثلاث الأولى |
|
|
مخرومات الآخر. الرسالة الرابعة كتبها ميرزا حسين بن غلام حسين النهاوندي ، يوم الأحد ١٢ ربيع الأول ١٢٣١ في كرمانشاه. |
(٩٤)
مجموعة فيها :
|
١ ـ الحدود والديات |
(فقه ـ فارسي) |
تأليف : المولى محمد باقر بن محمد تقي المجلسي (١١١٠).
|
٢ ـ أحكام التجارة |
(فقه ـ فارسي) |
تأليف :؟
فتوائي في أحكام التجارة مع الإشارة إلى بعض الأدلة وأقوال كبار الفقهاء ، ألف بطلب بعض إخوان الدين ، في فصول.
أوله : «الحمد لله رب العالمين .. وبعد اين رساله ايست در احكام تجارات ومكاسب».
|
٣ ـ الزكاة |
(فقه ـ فارسي) |
تأليف :؟
ذكر فيه النصب وبقية الأحكام الخاصة بالزكاة مختصرا.
أوله : «الحمد لله رب العالمين .. أما بعد بدانكه بعد از معرفت اصول دين هيچ واجبى وجوبش بوجوب نماز وزكات نمى رسد».
|
٤ ـ الخمس |
(فقه ـ فارسي) |
تأليف :؟
مختصر فتوائي في أحكام الخمس ، والموارد التي يتعلق بها ،
ومصارفه.
أوله : «الحمد لوليه .. اما بعد چون نظام أمور معاش ومعاد باين بود كه جناب اقدس الهى خلق را متفاوت خلق كرده».
|
٥ ـ الرضاع |
(فقه ـ فارسي) |
تأليف : المولى محمد تقي بن مقصود علي المجلسي (١٠٧٠).
|
٦ ـ التحفة الحسينية |
(فقه ـ فارسي) |
تأليف : المولى محمد باقر بن محمد أكمل ، الوحيد البهبهاني (١٢٠٦).
|
٧ ـ العصير العنبي |
(فقه ـ عربي) |
تأليف : الشيخ عبد الصمد.
فصل المؤلف البحث في العصير العنبي في كتابه شرح المختصر النافع ، وهو موضوع اختلف الفقهاء فيه كثيرا ، فعن له تناول موضوع طهارة العصير أو نجاسته بتفصيل واستدلال في هذه الرسالة.
أوله : «أحمد الله على هويته ، وأشكره لا زال كائنا مع استمرار كينونته ، وأصلي على من خص بالشريعة السهلة السمحاء».
آخره : «فحكم كتابه الكريم ما جعل عليكم في الدين من حرج يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر».
|
|
* ١١٨ ، كتبت الرسائل بخطوط مختلفة ، الرسالة الثالثة في يوم الأربعاء ١٢ ذي القعدة ١٢٠٠ في كرمانشاه ، والرسالة الرابعة في ٢٧ شوال ١٢٠١ ، والرسالة الخامسة في ١٧ رجب ١٢٠٠ ، والرسالة السابعة بخط المؤلف. |
* * *
(٩٥)
مجموعة فيها :
|
١ ـ آغاز وانجام |
(فلسفة ـ فارسي) |
تأليف : نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي (٦٧٢).
|
٢ ـ سر العالمين وكشف ما في الدارين |
(تصوف ـ عربي) |
منسوب إلى أبي حامد محمد بن محمد الغزالي (٥٠٥).
|
٣ ـ سؤال وجواب |
(تصوف ـ فارسي) |
كتبها : السيد مير شريف علي بن محمد الجرجاني (٨٢٥).
تشتمل هذه الرسالة على فصول تبحث في هذه المواضع على أسس التصوف والعرفان : حكمة خلق العالم ، أول ما خلق الله تعالى ، تركيب الروح مع الجسد ، الثواب والعقاب ، حقيقة الملائكة ، فاعل الأشياء وخالقها ، الصراط والميزان ، معراج النبي ، خاتمة فيها موعظة ونصيحة.
أوله : «اين اجوبه ايست كه استاد البشر والعقل الحادي عشر ..
مقدمه در تمهيد معذرت جهت قصور ادراك عبارت اكابر علما».
|
٤ ـ إثبات الواجب |
(فلسفة ـ عربي) |
تأليف :؟
مختصر جدا في إثبات الله تعالى والصفات الإلهية.
أوله : «الحمد لله الأحد ، الفرد الصمد .. أما بعد فهذه رسالة في إثبات الواجب وتوحيده ، وصفاته».
|
٥ ـ أسرار الصلاة |
(عرفان ـ فارسي) |
تأليف : القاضي محمد سعيد بن محمد مفيد القمي (بعد ١١٠٦).
|
٦ ـ بقاء النفس بعد خراب البدن |
(فلسفة ـ عربي) |
تأليف : نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي (٦٧٢).
|
٧ ـ المثل الأفلاطونية |
(فلسفة ـ عربي) |
تأليف :؟
أوله : «اعلم أن لكل نوع من الأنواع الموجودة في الخارج أجزاء جزئية ، يشترك في مهية ذلك النوع كالإنسان».
|
٨ ـ العشق |
(فلسفة ـ فارسي) |
تأليف : محمد يوسف الطالقاني.
أوله : «ستايش وپرستش وحب وعشق ازهر موجودى ومعبودى ومعشوقى راست».
|
٩ ـ صنوف الناس عند الرجوع إلى دار البقاء |
(فلسفة ـ عربي) |
تأليف :؟
صنف الناس عند رجوعهم إلى دار البقاء بعد الموت ستة أصناف ، بعد العبور عن العوالم الثلاثة التي يسلكها.
أوله : «الحمد لله المتوحد في ديمومة صفاته والممجد بالسلطنة والتدبير والمستأثر في إجراء القضاء على ألواح التقدير».
|
١٠ ـ مسكن الفؤاد عند فقد الأحبة والأولاد |
(أخلاق ـ عربي) |
تأليف : الشهيد الثاني ، زين الدين بن علي العاملي (٩٦٦).
|
١١ ـ العشق |
(تصوف ـ فارسي) |
تأليف :؟
في تعريف العشق من الجانب العرفاني ، وبيان من هو العاشق والمعشوق ، كتب بنظم ونثر فارسي جيد في ثمان وعشرين «لمعة».
أوله : «الحمد لله الذي نور وجه حبيبه بتجليات الجمال ، فتلألأ نورا وأبصر فيه باغات الكمال ، ففرح فيه سرورا».
|
|
* ١١٩ ، محمد باقر بن محمد حسن البروجني ، الكتاب الأول في سنة ١٢٩٤ ، والكتاب ... في ربيع الأول ١٢٩٤ ، والرسالة الرابعة في سنة ١٢٩٥ ، والرسالة العاشرة في ليلة الجمعة ثاني ربيع الأول ١٢٩٧ ، والرسالة الأخيرة في محرم ١٢٩٧. |
(٩٦)
مجموعة فيها :
|
١ ـ جوامع الجامع |
(تفسير ـ عربي) |
تأليف : أبي علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي (٥٤٨).
النصف الثاني من الكتاب.
|
٢ ـ الناسخ والمنسوخ |
(الناسخ والمنسوخ ـ عربي) |
تأليف : أبي القاسم هبة الله بن سلام النحوي (٤١٠).
|
|
* ١٢٣ ، الكتاب الأول بخط ناصر بن سليمان بن يحيى بن علي بن إبراهيم البخيل ، ٢٤ ربيع الآخر ٩٥٢. الكتاب الثاني بخط سليمان بن يحيى بن علي بن إبراهيم البخيل بن الأشرم البحراني الأوالي ، سنة ٩٥٣ ، قابلها وصححها أبو القاسم بن فتح الله الحسيني ، وأتم المقابلة في شهر رجب ٩٧٥ بالنجف الأشرف. |
(٩٧)
مجموعة فيها :
|
١ ـ الشافي في الإمامة وإبطال حجج العامة |
(كلام ـ عربي) |
تأليف : الشريف المرتضى ، علي بن الحسين الموسوي البغدادي (٤٣٦).
قطعة من أول الكتاب غير تامة.
|
٢ ـ شرح مغني اللبيب |
(نحو ـ عربي) |
تأليف :؟
شرح فيه شئ من التفصيل بعناوين : «قال ـ أقول» ، انفصل من بعض شروح الكتاب.
أوله : «قال المصنف : الباب الثاني من الكتاب في تفسير الجملة .. أقول : الباب مبتدأ والثاني صفة».
|
٣ ـ المعول في شرح شواهد المطول |
(أدب ـ عربي) |
تأليف : الشيخ عبد علي بن ناصر بن رحمة الحويزي (ق ١١).
|
|
* ١٤٢ ، من القرن الثاني عشر. |
(٩٨)
|
مجيب الندا إلى شرح قطر الندى |
(نحو ـ عربي) |
تأليف : جمال الدين عبد الله بن أحمد بن علي الفاكهي (٩٧٢).
|
|
* ٦٢ ، موسى الخمايسي ، شهر رمضان ١٢٣٠. |
* * *
(٩٩)
|
مختار نامه |
(تاريخ ـ فارسي) |
تأليف :؟
فيه قصة المختار بن أبي عبيد الثقفي وخروجه بالكوفة وإبادته قتلة الإمام الحسين عليهالسلام وإمارته ومقتله ، فيه أحداث وقصص تاريخية لم تؤيدها التواريخ الصحيحة.
أوله : «حديث دارد كه در كوفه مردى بود از دوستان أهل بيت پيغمبر مرد كاردان وپيرهيزكار بود ونامش كثير بن عامر بود».
آخره : «واين حرب مختار با مصعب در ماه مبارك رمضان در روز آدينه بود بعد از نماز ظهر شهيد شد در سال شصت وپنجم از هجرت پيغمبر گذشته بود».
|
|
* ٧٢ ، سنة ١٢٧٩ ، كتب لمصطفى. |
(١٠٠)
|
المختصر (في شرح التلخيص) |
(بلاغة ـ عربي) |
تأليف : سعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني (٧٩٣).
|
|
* ٦٥ ، يوم الأربعاء ٢٥ ربيع الأول ١٢٣٩ ، محي اسم الناسخ وكتب عوضا عنه حسن علي بن الشيخ محمد الشيرازي ، وهو أحد المالكين للكتاب. * ١٠٠ ، من القرن الحادي عشر ، وعليه كتابات بعضها بتاريخ يوم السبت ١٥ جمادى الأولى ١٢٦٣. |
(١٠١)
|
المختصر النافع |
(فقه ـ عربي) |
تأليف : أبي القاسم جعفر بن حسن بن يحيى بن سعيد ، المحقق الحلي (٦٧٦).
|
|
* ٩٤ ، محمد حسين بن كمال الدين ، يوم الثلاثاء ١٩ شعبان ١٠٧٤ ، مخروم الأول. |
(١٠٢)
|
مدارك الأحكام في شرح شرائع الإسلام |
(فقه ـ عربي) |
تأليف : السيد محمد بن علي الموسوي العاملي (١٠٠٩).
|
|
* ٢٩ ، حسن بن علي النجفي ، شعبان ١١٠٨ في المشهد الرضوي ، مصحح ، عليه تعاليق بتوقيع محمد بن الحسن ، كتاب الطهارة والصلاة. |
(١٠٣)
|
مرآة الأحوال جهان نما |
(تاريخ ـ فارسي) |
تأليف : آقا أحمد بن محمد علي البهبهاني الكرمانشاهي (١٢٣٥).
|
|
* ٩ ، لعله من عصر المؤلف. |
* * *
(١٠٤)
|
مصابيح الأنوار في حل مشكلات الأخبار |
(حديث ـ عربي) |
تأليف : السيد عبد الله بن محمد رضا شبر الكاظمي (١٢٤٢).
|
|
* ٥ ، سنة ١٣١١ ، المجلد الأول. * ١٣٤ ، قريب من عصر المؤلف ، المجلد الثاني. |
(١٠٥)
|
مصباح المتهجدين |
(دعاء ـ فارسي) |
تأليف : مير سيد علي بن المرتضى الطبيب الدزفولي (ق ١٢).
في فضل القيام بالأسحار ، وآداب صلاة الليل ، وبعض أعمال وأدعية بين الطلوعين وساعات النهار الأولى ، مع ترجمة الأدعية إلى الفارسية بين الأسطر وتعاليق وتوضيحات من المؤلف في الهوامش ، مؤلف باسم علي قلي خان في اثني عشر مصباحا. تم تأليفه في يوم الخميس ٢١ شوال سنة ١١٨٤.
هذه عناوين المصابيح :
مصباح أول : در آداب وأدعيه وقت خواب.
مصباح دوم : در بيان بر خواستن از خواب وكيفيت وآداب آن.
مصباح سوم : در ثواب بر خواستن بنماز شب وطريق آن.
مصباح چهارم : در اعمالى كه بعد از بيدار شدن بايد انجام داد.
مصباح پنجم : در معرفت نوافل شبها وآداب آن.
مصباح ششم : در تحديد وكميت عدد نوافل.
مصباح هفتم : در آداب نماز شفع ووتر.
مصباح هشتم : در كيفيت آنها وادعيه مختصه به ايشان.
مصباح نهم : در آداب گذاردن نافله صبح.
مصباح دهم : در قضاى نوافل.
مصباح يازدهم : در بعضى از آداب متفرقه.
مصباح دوازدهم : در بعضى مواعظ مناسبة در اين مقام.
أوله : «مصباحى كه انيس دل متهجدان تواند بود ومفتاحى كه ابواب الجنات فتح وفيروزى بروى سحر خيزان تواند گشود».
آخره : «اميد چنانكه خطاهاى آنها را به پرده حفظ الغيب مستور سازند وحقير را از نظر كيميا اثر نيندازند».
|
|
* ٦٧ ، في عصر المؤلف ، عليه تملك الحسين بن محمد مطيع الموسوي من ورثة من كتب له الكتاب. |
(١٠٦)
|
معالم الأصول |
(أصول الفقه ـ عربي) |
تأليف : أبي منصور الحسن بن زين الدين العاملي (١٠١١).
|
|
* ٨٦ ، محمد علي بن محمد الخرم آبادي ، يوم الخميس ١٥ محرم ١١١٠ ، قبل الكتاب أوراق من أول حاشية على مختصر الأصول لابن الحاجب ، الكتاب مخروم الأول وعليه تعاليق كثيرة كتب بعضها في قصاصات ملصقة. |
* * *
(١٠٧)
|
المعتبر في شرح المختصر |
(فقه ـ عربي) |
تأليف : أبي القاسم جعفر بن حسن بن يحيى بن سعيد ، المحقق الحلي (٦٧٦).
|
|
* ٤ ، النصف الأول من القرن الثاني عشر ، والنصف الثاني من القرن الحادي عشر. |
(١٠٨)
|
مفاتيح الإعجاز در شرح گلشن راز |
(تصوف ـ فارسي) |
تأليف : شمس الدين محمد بن يحيى بن علي النوربخشي اللاهيجي (٩١٢).
|
|
* ٤٢ ، يوم الثلاثاء رابع رجب ٩٧ ... (لعله ١٢٩٧) ، بآخر النسخة كتبت منظومة گلشن راز نفسها بخط محمد باقر ابن محمد حسن الأروجني بتاريخ ليلة الأربعاء من شهر صفر ١٢٩٧. |
(١٠٩)
|
مفاتيح الشرائع |
(فقه ـ عربي) |
تأليف : المولى محسن بن المرتضى ، الفيض الكاشاني (١٠٩١).
|
|
* ٦٤ ، قريب من عصر المؤلف ، نسخة مصححة وعليها تعاليقه ، المجلد الأول في فن العبادات والسياسات. * ٩١ ، محمد مهدي بن محمد بن الحسين الطبيب |
|
|
الحسيني ، يوم الأربعاء ١٥ ذي الحجة ١١٨٣ (النصف الأول من النسخة بخط ملا محمد جعفر بن زين العابدين القمي) ، مصححة ، عليها تعاليق ، فن العبادات والسياسات. |
(١١٠)
|
مفتاح الفلاح |
(دعاء ـ عربي) |
تأليف : بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي (١٠٣٠).
|
|
* ٩٠ ، أبو البقاء الحسيني ، يوم الجمعة رابع ذي الحجة ١٠٧٢ في «هراة» ، الأوراق الأولى حديثة الكتابة ، وفي النسخة خروم. |
(١١١)
|
مقامات الحريري |
(أدب ـ عربي) |
إنشاء : أبي محمد القاسم بن علي الحريري (٥١٦).
|
|
* ١٣٣ ، رجب علي بن أبي طالب ، سنة ١٢٤٤ ، ترجم النصف الأول من الكتاب إلى الفارسية بين السطور ، النسخة نظيفة جيدة الخط بالنسخ والنستعليق. |
(١١٢)
|
مقباس المصابيح |
(دعاء ـ عربي) |
تأليف : المولى محمد باقر بن محمد تقي المجلسي (١١١٠).
|
|
* ٩٦ ، من القرن الثاني عشر. * ٩٨ ، علي نقي بن علي بيك الأبهريجي الأصبهاني ، ٢٨ |
|
|
جمادى الأولى ١١٢٥ ، النسخة مصححة. |
(١١٣)
|
المكاتيب |
(أدب ـ فارسي) |
كتبها : قطب الدين عبد الله بن محيي الدين محمد الأنصاري (ق ١٠).
|
|
* ٥٧ ، من القرن الثاني عشر ، نسخة حسنة الخط مخرومة الآخر. |
(١١٤)
|
من لا يحضره الفقيه |
(حديث ـ عربي) |
تأليف : الشيخ الصدوق ، محمد بن علي ابن بابويه القمي (٣٨١).
|
|
* ٣ ، يوم السبت سلخ شوال ١٠٦٣ ، عليه تعاليق قليلة. * ١٨ ، من القرن الحادي عشر. أبواب القضاء إلى آخر المشيخة ، مصحح ، عليه تعاليق قليلة. * ٢٨ ، محمد بن فتح الله الموسوي الحسيني الكاظمي ، ١٥ ربيع الآخر ١٠٥١ ، مصحح ، عليه تعاليق قليلة. |
(١١٥)
|
مناقب الأئمة عليهمالسلام |
(فضائل المعصومين ـ فارسي) |
تأليف :؟
|
|
* ٣٣ ، من القرن الحادي عشر ، الكتاب مخروم الأول |
|
|
والآخر ولم نعرفه. |
(١١٦)
|
منية اللبيب في شرح التهذيب |
(أصول الفقه ـ عربي) |
تأليف : السيد ضياء الدين عبد الله بن محمد الحسيني الحلي (ق ٨).
|
|
* ٦٨ ، من القرن الثاني عشر. |
(١١٧)
|
نجاة الخافقين في زيارة الحسين عليهالسلام |
(زيارة ـ عربي) |
تأليف : المولى نوروز علي بن محمد باقر البسطامي (١٣٠٩).
في بعض مناقب الإمام الحسين عليهالسلام ، وفضل وكيفية زيارته ، ألف سنة ١٢٧٢ ـ حين سفر المؤلف إلى كربلاء ـ باسم الحاج حسين الچاوش باشي ، عرضه على ملا محمد حسين الحائري القزويني فأيد ما فيه ، يتخلله توضيحات جيدة بعنوان : «مؤلف گويد :» وقد نقل أكثر الأحاديث بنصوصها العربية ثم ترجمها ، وهو في مقدمة وثمانية أبواب ، هذا مختصر عناوينها :
مقدمة : در ضرورت زيارت إمام حسين عليهالسلام.
باب أول : در فضل زيارت آنحضرت در همه اوقات.
باب دوم : در فضيلت زيارت در روز عرفة.
باب سوم : در فضيلت زيارت در روز عاشورا.
باب چهارم : در فضيلت زيارت در روز اربعين.
باب پنجم : در فضيلت زيارت در شب عيد فطر وقربان.
باب ششم : در فضيلت زيارت در شب أول ونيمه ماه رجب.
باب هفتم : در فضيلت زيارت در شب نيمه شعبان.
باب هشتم : در فضيلت زيارت در ماه رمضان.
أوله : «نحمدك اللهم يا من شرفنا بحضور روضة الإمام الذي لا يدرك ثاره إلا الله ، وبابه باب الله ، وزائره زائر الله».
آخره : «در طي منازل ومراحل وكمى اسباب از كتب اخبار صورت پذيرفت ، ولله الحمد أولا وآخرا».
|
|
* ١٠٣ ، من عصر المؤلف. |
(١١٨)
|
نجاة العباد في يوم المعاد |
(فقه ـ عربي) |
تأليف : الشيخ محمد حسن بن باقر النجفي ، صاحب الجواهر (١٢٦٦).
|
|
* ٨٠ ، حسين بن محمد سميع النهاوندي ، تاسع رجب ١٢٦١ ، (آخر كتاب الطهارة). |
(١١٩)
|
نحو وصرف |
(نحو وصرف ـ فارسي) |
تأليف : ملا عبد الرحيم بن حسين علي الهروي.
في القواعد العامة لعلمي النحو والصرف ، في مقدمة وأبواب تشتمل على فصول ، ألف باسم النواب علي قلي ميرزا المذكور اسمه في آخر الكتاب.
أوله : «الحمد لله رب العالمين .. اما بعد اين رساله مشتمل است بر مقدمه وچند باب ، مقدمه در بيان بعضى مطالب كه قبل از شروع بمقصود لازم است».
آخره : «هرگاه پيش از او مفتوح باشد منقلب به الف مى شود مثل : أصبت خيرا ..»
|
|
* ٩٧ ، يوم الاثنين ٢٥ جمادى الآخرة ١٢٧٢ في قصبة «سنقر» ، (لعل هذا تاريخ تأليف الكتاب). |
(١٢٠)
|
نقد الرجال |
(رجال ـ عربي) |
تأليف : السيد مصطفى بن الحسين التفريشي (بعد ١٠٤٤).
|
|
* ٣٢ ، محمد شاه بن صدر الدين بن حسين الحسيني التستري ، من القرن الثاني عشر ، مخروم الأول. |
(١٢١)
|
وسائل الشيعة |
(حديث ـ عربي) |
تأليف : الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي (١١٠٤).
|
|
* ١٦ ، زين الدين علي بن صدر الدين الشيرازي (آخر الجزء الثاني) ، من عصر المؤلف ، نسخة مصححة ، عليها بلاغات وتعاليق ، قرئت مكررا ، بعضها بتاريخ النيروز ١١٠٠ ، وفي آخر الجزء الثاني إنهاء كتبه المصنف بخطه في سنة ١٠٩٨. الجزء الثاني والثالث. |
للموضوع صلة ...
|
فهرس مخطوطات مكتبة أمير المؤمنين العامة النجف الأشرف (٥) |
|
السيد عبد العزيز الطباطبائي قدسسره
(٢٤٧)
تحفة الأبرار
تأليف : الشيخ جعفر بن محمد علي ، حفيد الأستاذ الأكبر الوحيد البهبهاني ، الزعيم الروحي في مدينة كرمنشاه بعد والده.
فارسي ، في المواعظ ، في عدة مجلدات.
المجلد الرابع بخط المؤلف ، بدأ في تأليف هذا المجلد ليلة الأربعاء ١٥ محرم سنة ١٢٤٦ ، ٣٣٢ ورقة ، رقم ١٩٢٩.
(٢٤٨)
تحفة الأبرار
لحجة الإسلام السيد محمد باقر بن محمد نقي الأصفهاني الشفتي.
فارسي ، في الصلاة
، كبير كثير الفروع ، رتبه على مقدمة مبسوطة في
مسائل الاجتهاد والتقليد ، وثلاثة أبواب : في مقدمات الصلاة ، وفي أفعال
الصلاة ، وفي الشكوك والخلل الواقعة في الصلاة.
نسخة ليس فيها المقدمة في مسائل التقليد ، وإنما تبدأ بالباب الأول : في مقدمات الصلاة إلى نهاية الكتاب ، فرغ منها الكاتب ثامن ذي القعدة سنة ١٢٤٥ ، فهي مكتوبة في حياة المؤلف ، ثم طبق على فتاوى نجله الحجة السيد أسد الله فتجد تعليقاته على الهوامش ، توقيعها : أس د مد ظله العالي ، كما أن بهوامشها وبآخرها كثير من جواباته على مسائل سئل عنها ، وبأولها رسالة الشكوك في الصلاة للمؤلف أيضا ، رقم ٨٢٢.
نسخة تامة من أولها إلى نهايتها ، مكتوبة في حياة المؤلف ومصححة ، وهي إلى آخر تعقيبات الصلاة ، بخط نسخ جيد ، والعناوين بالشنجرف ، وعليها كتابة تاريخها سنة ١٢٣٥ ، في ١٥١ ورقة ، رقم ١٩٣٣.
نسخة بخط نسخ جيد ، وعليها تعليقات للسيد أسد الله نجل المصنف ، فرغ منها الكاتب ٤ ربيع الأول سنة ١٢٧٦ ، رقم ٥٧٤ ، وتقع في ٢٧٠ ورقة.
نسخة بخط السيد حسن بن السيد إبراهيم الحسيني ، كتبها في حياة المؤلف ، وفرغ منها سنة ١٢٥٨ ، والنسخة مصححة ومقابلة ، عليها بلاغات وتصحيحات ، وتقع في ١٧٨ ورقة ، رقم ٩٥٩ ، وجلادها قيم.
(٢٤٩)
تحفة الإخلاص
تأليف : محمد أسلم ، وأظنه من أدباء الهند.
في الإنشاء ، والرسائل ، والمكاتبات في أغراض شتى ، وهي ٣٨ مراسلة.
أولها : «أشهب فصاحت ريز زبان صاحبه لان در عرصه حمله پردازى وصنعت طرازى اين قديم الاحسان».
نسخة بخط فارسي جيد ، فرغ منها الكاتب ٦ ذي الحجة سنة ١٢١٧ ، في ٢٨ ورقة ، ناقص منها بعض الرقعة الأولى ، رقم ١١٥٩.
(٢٥٠)
تحفة الأحرار
مثنوي عرفاني أخلاقي ، فارسي ، من نظم : مولانا جامي ، نور الدين عبد الرحمن الجامي ، المولود سنة ٨١٧ ، والمتوفى سنة ٨٩٨.
من أكبر أعلام القرن التاسع وأشهرهم ، ترجم له جمع كثير ، وأفرد له الأستاذ الأديب علي أصغر حكمت ـ دام عزه ـ كتابا خاصا حافلا في حياة الجامي ، وعرف تحفة الأحرار في الصفحة ١٩٣ ، ووصفه وصفا دقيقا ، قال : نظمه على غرار مخزن الأسرار للحكيم نظامي ، ومطلع الأنوار للأمير خسرو الدهلوي ، نظمه عام ٨٨٦.
نسخة قيمة ، كتابة القرن العاشر ، مجدولة بالذهب ، بصفحتيه الأولى والثانية لوحة وإطار مزوق فاخر ، يقع في ٦٢ ورقة ، ٨ / ١٥ × ٨ / ٢٣ ، تسلسل ١٣٦١ ، ومعه سبحة الأبرار له أيضا.
(٢٥١)
تحفة أهل الإيمان
في حقية قبلة عراق العجم وخراسان
للشيخ عز الدين الحسين بن عبد الصمد الحارثي العاملي الجبعي ،
المتوفى سنة ٩٨٤ ، والد الشيخ بهاء الدين العاملي.
أوله : «اللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ، هذا تحقيق قبلة عراق العجم وخراسان وضعته لما وجب عليه بيانه للمؤمنين ...».
ذكر في أوله أربع مقدمات : الأولى : إن القبلة الكعبة عينا أو جهة ، الثانية : عدم جواز التقليد في أمر القبلة ، الثالثة : جواز الاعتماد على علم الهيئة ، الرابعة : جواز الاعتماد على قبور المسلمين ومساجدهم ... أو جدد بعد شيخنا العلائي ، فإنه حولها على قبلة بغداد ، وغفل عن أن مرادهم أنها تابعة لجانب العراق الشرقي ، أعني البصرة.
نسخة قيمة ، مكتوبة بخط نسخ جيد في حياة المؤلف ، وعلى ظهر الورقة الأولى خطه الشريف ، فقد كتب عليها بخطه ما هذا نصه :
هذا تحفة أهل الإيمان في حقية قبلة عراق العجم وخراسان وضعها فقير رحمة ربه الغني حسين بن عبد الصمد الحارثي ، أدخله الله في مراضيه ، وجعل مستقبله خيرا من ماضيه ، إنه قريب مجيب.
ومعه بالخط نفسه كتاب إزاحة العلة في معرفة القبلة لشاذان بن جبرئيل القمي ، رقم ١٧٠٩.
نسخة بخط الشيخ عبد محمد بن الشيخ مساعد بن بديع الحويزي ، ضمن مجموعة كتبها سنة ١٠٩٤ ، رقم ٤ / ٢٢٩٩.
(٢٥٢)
تحفه حاتمى (صد باب)
للشيخ بهاء الدين محمد بن عز الدين الحسين بن عبد الصمد
الحارثي العاملي ، المتوفى سنة ١٠٣١.
فارسي ، في الأسطرلاب ، ألفه للوزير حاتم بيك الأردوبادي عندما كان يقرأ الأسطرلاب على الشيخ ، طبع بإيران سنة ١٣١٦.
نسخة ناقصة الآخر ، قريبة من عصر المصنف أو في عصره ، رقمها ١٥٩٧ ، أوراقها ٣٣ ورقة.
(٢٥٣)
تحفة حكيم مؤمن (تحفة المؤمنين)
للسيد حكيم مؤمن ، وهو محمد مؤمن بن محمد زمان الحسيني التنكابني.
في الطب ، فارسي ، ألفه في عصر الشاه سليمان الصفوي ، طبع مكررا ، وهو في خمس تشخيصات.
نسخة بخط أقل الطلاب محمد بن إسماعيل الساوجي ، فرغ من التشخيص الثالث ١٤ ذي الحجة سنة ١٢٣٥ ، في ٣١٠ أوراق ، رقم ١٢٣٤.
نسخة بخط فارسي جميل ، كتبت سنة ١٢٤٩ ، ٣٦٤ ورقة ، رقم ١٨٦٣.
نسخة جميلة ، بخط نسخ رائع ، أوراقها مؤطرة مجدولة بالذهب ، والعناوين مكتوبة بالشنجرف ، بخط الخطاط غلام رضا بن أبو الحسن الأصفهاني ، فرغ منها ١٢ ربيع الآخر سنة ١٢٤٧ ، ٣٩٨ ورقة ، رقم ١٩٥٥.
(٢٥٤)
تحفه رضويه
في شرح الصحيفة السجادية
لميرزا قاضي بن كاشف الدين محمد الأردكاني اليزدي ، نزيل المشهد المقدس الرضوي ، من تلامذة الشيخ البهائي.
ألفه باسم الشاه عباس الثاني.
فارسي ، ذكر في أوله ، أنه عندما كان في مشهد الرضا سلام الله عليه بدا له أن يشرح الصحيفة شرحا وافيا جامعا باللغة العربية ، ثم حيث كان المقصد الأهم انتفاع عامة الناس من دقائق أسرار الصحيفة الكاملة انتخب وترجم من شرحه العربي الكبير المبسوط شرحا فارسيا موجزا ، وسماه التحفة الرضوية ، وألفه باسم الشاه عباس الصفوي وجعله تحفة لمجلس السلطان ـ وأظنه شاه عباس الماضي ـ.
ذكره شيخنا في الذريعة ٣ / ٤٣٥ ، وذكر أنه رآه في مكتبة الصدر ، وأنه فرغ المؤلف من شرح الدعاء الثاني سنة ١٠٥٦ ..
إلا أن الخطبة التي نقلها تباين خطبة هذا الكتاب ، فلعل الموجود في مكتبة الصدر هو الشرح العربي ، وخطبته هي التي في الذريعة.
وكتابنا هذا هو منتخبه الفارسي ، وهو أيضا ينتهي بانتهاء شرح الدعاء الثاني من أدعية الصحيفة ، وتاريخ فراغه ربيع الأول سنة ١٠٥٧ ، ولعله بخط المؤلف.
ويظهر منه أن كلاهما مسميان : تحفه رضويه ، تسلسل ١٦١٩ ، ١٤٢ ورقة ، مقاسها ١٣ × ٢٣.
نسخة
نفيسة ، بخط أحد
خطاطي القرن الحادي عشر ، بخط فارسي
جميل رائع ، مؤطرة مجدولة ، والعناوين مكتوبة بالشنجرف ، مكتوب عليها
بالشنجرف أنه تأليف شمس ميرزا قاضي ، أهديت إلى اغورلو خان
مصاحب بيگلر بيكي قراباغ ، ٢٠٧ أوراق ، رقم ٥٦٢. (٢٥٥) تحفة الزائر للعلامة المجلسي ،
محمد باقر بن محمد تقي الأصفهاني ، المتوفى
سنة ١١١١. في الأدعية
والزيارات ، مطبوع عدة مرات. نسخة بالنسخ الجيد ، كتبها ـ كما جاء في بطاقته ـ علي عسكر بن
علي بن محمود ، وفرغ منها ٣ محرم سنة ١٢٤١ ، رقمها ١٧٩ ، ولم أعثر
على اسم الكاتب ولا تاريخ الكتابة. نسخة بخط النسخ الجيد ، كتابة القرن الثاني عشر ، ٢٨٨ ورقة ،
رقم ٢١٣١. (٢٥٦) تحفه شاهى للمولى مصطفى بن
إبراهيم القارئ التبريزي المشهدي ، المولود في
نواحي تبريز سنة ١٠٠٧. فارسي ، في
التجويد ، ألفه في النجف الأشرف في شهر رمضان سنة
١٠٨٨ ، وصدره باسم الشاه سليمان الصفوي.
قال في مقدمته ما معربه : «وحيث بدأت به في الروضة المقدسة العلوية سميتها تحفه شاهى ، وحيث فرغت من تأليفه في الحائر الشريف الحسيني خامس أصحاب الكساء ، رتبته على خمسة أبواب ، خامس الأبواب : البحث حول السور مرتبة من أول سور القرآن إلى آخرها».
نسخة بخط نسخ جيد ، دون تاريخ ولا اسم للكاتب ، يقع في ١٢٣ ورقة ٣ / ١٧ × ٢٤ ، تسلسل ٦٩٦ .. عليها خط شيخنا العلامة الرازي ـ دام ظله ـ ولم يشخص الرسالة الثانية .. معه رسالة في التجويد فارسية ، ورسالة أخرى لعماد الدين علي الأسترآبادي ، كتبها أحد خطاطي القرن الثاني عشر ، بخط نسخ جيد على ورق ترمة.
لم يذكر في الذريعة.
(٢٥٧)
تحفه عباسى
تصنيف : المحقق الكبير ، المشارك في العلوم العقلية والنقلية ، آقا جمال الدين محمد ابن المحقق العلامة آقا حسين الخوانساري.
فارسي ، في الفقه ، رتبه على نهج جامع عباسى للشيخ البهائي ، إلا أنه يمتاز عنه بذكر متون الأحاديث الصحيحة بلفظها عربيا ، وهو أجمع من جامع عباسى أيضا.
أوله : «شكر وسپاس بى قياس وحمد وثناى بيعد واحصا حضرت پادشاهى را جلت عظمته».
ألفه باسم الشاه عباس الصفوي الثاني .. وجعل له خاتمة في عقائد
الشيعة وإثبات إمامة الأئمة عليهمالسلام من طرق العامة ، كتاب جليل عظيم النفع كثير الفائدة ، شكر الله جهود الماضين.
نسخة قيمة ثمينة ، أظنها هي النسخة الملوكية المهيأة للشاه عباس الصفوي ، بأولها لوحة قيمة ، وجميع أوراقها مزوقة مؤطرة مجدولة بماء الذهب وألوان الشنجرف ، ونصوص الأحاديث معلم عليها بخط ذهبي ، كتبها أحد الخطاطين الماهرين في العهد الصفوي ، تقع في ٢١٩ ورقة ، مقاسها ١٤ × ٢٢ ، تسلسل ١٢٢١.
(٢٥٨)
تحفة العراقين
منظوم فارسي ، للشاعر الشهير القدير الحكيم خاقاني ، أفضل الدين إبراهيم بن علي الشيرواني ، من أكبر وأشهر شعراء الفرس في القرن السادس الهجري.
نسخة بالخط الفارسي الجميل الرائع ، كتابة القرن الحادي عشر ، ١٣٢ ورقة ، رقم ١٦٧٦.
نسخة قيمة ثمينة ، بخط نستعليق جميل على ورق مذهب فاخر ، بخط الأستاذ أمير البيان العلامة ميرزا أسد الله الطغرائي الخانوي ، كتبها بخطه الجيد بعد مضي سبعين سنة من عمره ، فرغ منها في صفر سنة ١٢٩٥ ، كتبها لقرة عينه السيد كاظم المستوفي ، وبآخر الورقة الأخيرة ملأ صحيفة كاملة يشتكي من قارص برد تلك السنة ، يظهر منها إحاطته بالأدب ومهارته في الإنشاء ، وبظهر الورقة الأولى خط السيد كاظم المستوفي
أطرى على الكاتب كثيرا ، والمجموع ٧١ ورقة ، مقاسها ١٥ × ٢٢ ، تسلسل ١٣٣٣.
وله عليها تعاليق وحواش أوضح بها ما في النظم مما يحتاج إلى تفسير لغوي أو زيادة بيان أو كشف وتوضيح.
نسخة بخط أحد الخطاطين على نسخة مكتوبة على نسخة مكتوبة عن الأصل ، وفرغ منها ربيع الأول سنة ١٢٨٥ في طهران ، في ١١٤ ورقة ، مقاسها ٧ / ١٠ × ٣ / ١٧ ، تسلسل ١٦٥٦.
نسخة بخط ميرزا محمد علي خان بن محمد مهدي بن محمد كاظم ابن محمد رضا بن ميرزا آقا بن محمد كاظم الضرابي الشيرازي ، كتبها في كردستان عند واليها وحاكمها نظام الدولة ، في دار ميرزا عبد العلي خان معتمد السلطنة ، وفرغ منها في جمادى الأولى سنة ١٣٠٧ ، في ٧٢ ورقة ، مقاسها ٣ / ١٧ × ٣ / ٢٢ ، تسلسل ١٦٧٨.
(٢٥٩)
تحفة الغريب
في الكلام على «مغني اللبيب»
وهو حاشية الدماميني محمد بن أبي بكر على كتاب مغني اللبيب لابن هشام.
مطبوع مرارا عديدة.
نسخة مجلده الأول بخط علي رضا بن محمد صادق ، فرغ منها ١٧ رمضان سنة ١٢٦٥ ، وفي الورقتين الأخيرتين فوائد ومطالب وأشعار ،
١٣٤ ورقة ، تسلسل ١١٧١.
(٢٦٠)
التحفة المحمدية في شرح المقدمة النصيرية
المتن رسالة وجيزة في أصول العقائد لسلطان المحققين نصير الدين الطوسي ، محمد بن محمد بن الحسن ، المتوفى سنة ٦٧٢.
أولها : «اعلم أيدك الله أيها الأخ العزيز أن أقل ما يجب اعتقاده على المكلف ...».
ذكره شيخنا ـ دام ظله ـ بعنوان : الاعتقادات في [الذريعة] ٢ / ٢٢٦ ، وقال : «ولعله الذي سماه الشيخ سليمان الماحوزي ب : الوجيزة ، وكتب عليه في بعض النسخ : العقيدة المفيدة».
قال المؤلف في آخرها : «فهذا تنبيه على منهج الحق ، واستيفاء ذلك شرحناه في قواعد العقائد».
والشرح للشيخ عبد النبي بن الشيخ محمد مفيد بن حسين الشيرازي.
أوله : «الحمد لمن سلك بنا سبيل قويم مستقيم ، ونهج لنا مناهج الحق على طرز عظيم ...».
ذكر فيه : إن السيد محمد خادم مدينة الرسول طلب منه ترجمتها إلى الفارسية ، فلم يجد بدا من ذلك ، فهو يذكر شيئا بعنوان المتن ، ثم يترجمه ، ثم يشرحه بالفارسية.
والمؤلف من تلامذة السيد صدر الدين القمي ، وللمؤلف كتاب الفوائد الجعفرية في شرح القصيدة الحميرية.
نسخة بخط نسخ جميل ، خشن رائع ، فرغ منها الكاتب أوائل ذي
الحجة سنة ١٣٠٢ ، في ٦٠ ورقة ، رقم ١٥١١. (٢٦١) تحفة المصلين للسيد محمد بن
أحمد الحسيني اللاهيجي. في أحكام الصلاة ،
ومسائل الشك والسهو ، والخلل الواقع في
الصلاة ، ألفه مطابقا لفتاوى العلامة المحدث المجلسي ، المولى محمد باقر
ابن محمد تقي ، المتوفى سنة ١١١١ ، وصدره باسم سلطان عصره شاه
سلطان حسين الصفوي ، وجعله في جداول وبيوت. أوله : «حمد مبرا
از شك وريب وثناى معرى از نقص وعيب ...». فرغ منه ٢٠ شهر
رمضان سنة ١١٠٨. نسخة
جميلة بخط نسخ جيد
، مجدولة ومكتوبة بالذهب واللازورد
والشنجرف ، مزينة بالأوراد الذهبية ، وبأولها لوحة ، فرغ منها الكاتب سنة
١١٦٢ ، في ٣٧ ورقة ، رقم ١٢٢٥. (٢٦٢) تحفة الملك المنصور في شرح الحديث المشهور وهو : حديث الطينة
، شرح المؤلف فيها تمام الأحاديث الواردة في
هذا الموضوع ، أما المؤلف فقد عبر عن نفسه بحسين بن محمد الأحسائي البحراني.
كتبه تحفة للملك فتح علي شاه القاجاري ، وذكر سببه أن السلطان فتح علي شاه سافر عام ١٢٠٤ ـ ولعله عام ١٢٣٤ ـ إلى بلاد آذربايجان والتقى بعلمائها في زنجان ، ومنهم من يدعى السيد محمد ، فسأل السلطان عن حديث الطينة ، فأنكر السيد محمد صدوره ، فلما رجع السلطان إلى طهران أمر المؤلف أن يكتب كتابا في الموضوع ، فألف هذا الكتاب ، وأطرى على السلطان كثيرا ، مبالغا فيه.
نسخة مجدولة مذهبة ، خلال كل سطورها جداول ذهبية ، بخط نسخ جيد ، كتبها الخطاط أحمد بن محمد مهدي الأصفهاني ، فرغ منها سنة ١٢٣٤.
والظاهر أن تاريخ ١٢ ذي الحجة سنة ١٢٣٤ تاريخ فراغ المؤلف ، وتاريخ فراغ الكاتب أيضا سنة ١٢٣٤ ، وصرح بأنه كتبها مستعجلا ، والظاهر أن هذه النسخة هي النسخة الملوكية المهداة إلى السلطان فتح علي شاه ، وتقع في ٥٠ ورقة ، مقاسها ٤ / ١٢ × ٥ / ١٩ ، تسلسل ١٥٤٦.
(٢٦٣)
تحفة ملكي
فارسي ، في الطب ، مرتب على مقدمة وثلاث مقالات في كل منها أبواب.
نسخة بخط نسخ جيد ، كتبها كمال الدين حسين ، فرغ منها في شعبان سنة ٩٩٢ ، في ١٠٢ ورقة ، رقم ١٢٣٨ ، ناقص من أولها ورقة.
(٢٦٤)
تحفة الملوك (بهرام شاهيه همداني)
أولها : «تا مهندسان كارگاه تقدير نقوش صور اكوان الواح وجود مينگارند ... شش منزلست ، أول : صلب پدرست ، دوم : رحم مادرست ، سوم : فضاى عالم فانى ، چهارم : لحد ، پنجم : ميدان عرصات ، ششم : بهشت يا دوزخ ..».
وهو غير مرتب على المنازل ، بل خطاباته : اى عزيز .. اى عزيز.
نسخة بخط السيد شمس الدين الأوقاتي ، بأول مجموعة عرفانية أخلاقية ، جمعها هو وكتبها بخطه الفارسي المنتهى في الجمال والروعة ، وفرغ منها في جمادى الآخرة سنة ١٢٧١ ، وهو من الورقة ١ ـ ١٣ أ ، رقم ١٣٣٥.
(٢٦٥)
تحفة النجباء
في مناقب آل العباء عليهمالسلام
تأليف : السيد عبد الرحيم بن السيد عبد الله بن السيد بادشاه الحسيني ، نزيل مكة المعظمة.
ترجم له في القسم الأول في الرياض ، وقال : «إنه حسن جيد ...» إلى آخره.
نسخة غير مؤرخة ، منضمة إلى الاستغاثة في بدع الثلاثة ، ترجع
إلى القرن التاسع والعاشر ، تسلسل ٥٨٣ ، مقياسها ١٥ × ٢٥.
(٢٦٦)
تحفة الوزارة
لمظفر بن عثمان البرمكي الشيرواني.
أوله : «شكر وسپاس بى قياس احدى را سزا است كه نظام كار عالم كون وفساد».
صدره باسم أحد الوزراء ولم يصرح باسمه ، ولهذا سماه تحفة الوزارة ، وجعله على أبواب وفصول ، وهو في الأوراد والطلسمات والعوذات وما شاكل ذلك.
نسخة مكتوبة في القرن الحادي عشر ، ضمن مجموعة ناقصة الآخر ، رقم ١٥٠٨.
(٢٦٧)
التحقيق
في أصول الفقه.
للسيد أحمد بن محمد بن علي الحسني الحسيني العطار البغدادي ، المتوفى سنة ١٢١٥ ، تلميذ السيد بحر العلوم.
أوله : «الحمد لله الذي شرع لنا دين الإسلام ، وفقهنا في مسائل الحلال والحرام ، وأوضح لنا الحق ...».
جزء يبتدئ بحجية الكتاب وينتهي بباب الاحتياط ، وعليه بلاغات
وتصحيحات ، ويقع في ١٣٦ ورقة ، رقم ٢٧٤.
جزء يبتدئ بالإجماع وينتهي بالاجتهاد والتقليد ، في ١٦٢ ورقة ، رقم ٢٧٥ ، عليه بلاغات وتصحيحات.
(٢٦٨)
تحقيق
في ما رواه الكليني عن المفضل بن عمر ، عن الصادق عليهالسلام ، قال : بين المرء والحكمة نعمة ، العالم والجاهل شقي بينهما.
للشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي.
نسخة ضمن مجموعة من رسائله مكتوبة في حياته ، تبدأ من ص ٦٨ إلى ص ٧٢ ، تسلسل ٦٩٣.
(٢٦٩)
تخميس قصيدة البردة
للسيد صدر الدين علي خان ابن نظام الدين أحمد الحسيني المدني الشيرازي ، المتوفى سنة ١١٢٠.
أوله : «الحمد لله الذي مدح نبيه الأمين بأشرف المدائح ...».
قدمه إلى أورنگ زيب عالم گير ، ملك الهند ، وصدره باسمه.
أول التخميس :
يا ساهر الليل يرعى النجم في الظلم
وناحل الجسم من وجد ومن ألم
ما بال جفنك يذرو الدمع كالعنم
أمن تذكر جيران بذي سلم
مزجت دمعا جرى من مقلة بدم
نسخة في ١٨ ورقة ، بخط نسخ جيد حديث ، رقم ١٧٣٠.
نسخة بخط نسخ جيد ، كتابة القرن الثالث عشر ، ضمن مجموعة رقم ١٧٥١ ، بأسفل الأصل ـ البردة ـ ترجمتها الفارسية نظما ونثرا.
(٢٧٠)
تخميس القصيدة الوترية
«القصيدة الوترية» أو «القصائد الوتريات» ذكرت في كشف الظنون في حرف الواو.
من نظم مجد الدين أبي عبد الله محمد بن أبي بكر ، المعروف بابن رشيد البغدادي ، المتوفى سنة ٦٦٢.
وهي تتشكل من ٢٩ قصيدة ، قافية كل قصيدة حرفا من حروف الهجاء بالترتيب من الألف إلى الياء ، باعتبار «اللام ألف» حرفا منها ، وكذلك أوائل أبياتها على حروف قوافيها ، وكل قصيدة ٢١ بيتا ، يبتدئ كل بيت بحرف قافيتها ، وهذا عدد وتر ، ومجموعها عدد وتر ، سميت «الوترية» و «الوتريات».
خمسها عدة من الشعراء ، ولا أدري هذا التخميس لمن؟ ولعله بستان العارفين المذكور في فهرست الظاهرية.
نسخة تنقص من أولها ١٥ بيتا ، ومعها تخميس «القصيدة الطرائفية» المسمى أبكار الأفكار ، فرغ منها الكاتب في ٢٩ شهر رمضان سنة ٩٩٧ ، رقم ٢٠٧.
(٢٧١)
تذكار الحزين
في مقتل ومصائب الأئمة المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
للشيخ عيسى بن حسين ، المكنى بابن كبة النجفي.
وله روضة المحبين ، وفرغ من تحفة الأحباب سنة ١٢٤١ ، ويحيل فيه إلى كتابه هذا تذكار الحزين ، فيدل على سبقه على تحفة الأحباب ، ينقل فيه قصائد وأشعار كثيرة في المراثي.
نسخة بخط محمد أمين بن حسن ، فرغ منها ١٧ جمادى الآخرة سنة ١٢٩٧ ، في ١٨٤ ورقة ، مقاسها ٧ / ١٥ × ٢٢ ، تسلسل ٨٠١.
وبآخره كتاب قرة العين في شرح ثار الحسين للشيخ علي بن حسين بن عيسى بن موسى بن مروي.
(٢٧٢)
تذكره اش كشكيان
تأليف : ضياء لشگر تقي دانش ، الذي لقب نفسه «ملا نباتي».
مجموعة نظم ونثر فارسي ، في الهزل والمجون والاستهتار.
نسخة بخط المصنف ، كتبها بخط فارسي جيد في شيراز سنة ١٣٣١ ، في ٥٣ ورقة ، رقم ١٦٤٣.
(٢٧٣)
تذكرة الأولياء
للشيخ فريد الدين العطار [محمد بن إبراهيم النيسابوري ، المتوفى عن ١١٤ عاما سنة ٦٢٧. الذريعة ٤ / ٢٩ رقم ١٠٠].
نسخة بخط الخطاط السيد عبد المجيد بن (الله دين) بن معز الدين أحمد بن عادل محمد ابن جهان شاه بن قاسم بن قطب الدين بن قطب الدين الحسيني ، فرغ منها يوم الأحد سلخ محرم سنة ١١٥٦ في لاهور ، في ٢٨٨ ورقة ، مقاسها ٧ / ١٤ × ٢٣ ، تسلسل ١٥٨١ ، وبأولها فهرس للمترجمين مع ذكر صفحات الترجمة.
نسخة بخط نسخ جميل رائع ، بخط الخطاط محمد حسن بن آخوند ملا كرم علي الخراساني ، فرغ منها سلخ شوال سنة ١٢٨٩ ، ٢٢٤ ورقة ، رقم ١٧٤٢.
(٢٧٤)
تذكرة الشعراء
لدولت شاه السمرقندي ، وهو الأمير دولت شاه بن علاء الدولة بختي شاه.
ألفه في هراة ، وفرغ منه سنة ٨٩٦ ، طبع في إيران والهند عدة مرات ، وطبعه إدوارد براون في ليدن سنة ١٣١٨ ، ترجم إلى الألمانية وطبع سنة ١٨١٨ ، وترجمه سليمان فهمي إلى التركية وطبعه سنة ١٢٥٩.
نسخة
كتابة القرن
الحادي عشر ، بخط فارسي جيد ، ناقص من
طرفيه وريقات ، وفيه تشويش في تجليده بتقديم وتأخير بعض الأوراق ،
١٩٨ ورقة ، رقم ١٣٠٢. (٢٧٥) تذكرة الفقهاء في الفقه المقارن. تصنيف العلامة آية
الله الشيخ أبي منصور جمال الدين الحسن بن
سديد الدين يوسف بن علي بن المطهر الحلي ، المولود سنة ٦٤٨ ،
والمتوفى سنة ٧٢٦. مجلد يتضمن الجزء السابع ، وهو أول العقود ، يبدأ من كتاب البيع
،
وختام هذا الجزء سلخ ربيع الأول سنة ٧١٤ بالسلطانية ، وينتهي إلى آخر
الجزء الخامس عشر في النكاح ، فرغ منه المصنف سادس عشر ذي الحجة
سنة ٧٢٠ بالحلة ، وهكذا جميع الأجزاء التسعة التي يحتويها هذا المجلد ،
لها تاريخ الفراغ [نفسه ، أي : سنة ٧٢٠] ، والكاتب يسمى حميد ، كتبها
على نسخة الأصل بخط المصنف ، وفرغ من الكتابة منتصف يوم الأربعاء
الأول من جمادى الأولى سنة ١٠١٧ ، ٤٧٨ ورقة ، ٨ / ٢٤ × ٥ / ٣٦ ، تسلسل ١٦٨١ ،
عليها تملك الحاج خلف النجعي وختمه المؤرخ ١١٠٩ ، والنسخة
بخط نستعليق ناعم جيد ، والعناوين بالحمرة. [مجلد يتضمن] الجزء الرابع والخامس والسادس ، من أول الزكاة
إلى آخر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. نسخة قيمة ثمينة ، بخط
محمد محسن [حسين] بن عبد الرشيد الشوشتري ، فرغ منها يوم السبت ثاني عشر جمادى الآخرة سنة ١٠٥٥ ، عن نسخة بخط علي بن منصور بن حسين المزيدي ، فرغ منها سنة ٨٦٩ بواسطتين عن نسخة الأصل بخط المصنف ، في ٣١٧ ورقة ، ٢٠ × ٧ / ٣٠ ، تسلسل ٧٦٤.
[مجلد يتضمن] الجزء السابع والثامن والتاسع ، من البيع إلى أول الضمان ، أيضا محمد حسين [محسن] بن عبد الرشيد التستري ، فرغ منه قبل الزوال يوم السبت ٢٠ ربيع الأول سنة ١٠٥٧ ، في ٣٢٠ ورقة ، مقاسها ٢٠ × ٧ / ٣٠ ، تسلسل ٧٦٥.
[مجلد يتضمن] الجزء العاشر والحادي عشر ، يبدأ بالضمان ويختم بالجعالة ، فرغ منه المؤلف في ثالث جمادى الأولى سنة ٧١٥ بالسلطانية ، نسخة قيمة قديمة من أقدم نسخ التذكرة الموجودة اليوم ، إذ هي من نسخ القرن التاسع أو قبل ذلك ، وكان اسم الكاتب وتاريخ الكتابة مذكورا في أوله وآخره وأوسطه ، أما الأوسط فمقصوص ، وأما الجانبان فممحيان ، ولم أعرف القصد من هذه الخيانة ، وتقع في ٢٧٠ ورقة ضخام ، والخط قريب من خط المصنف ، وعلى النسخة بلاغات وتصحيحات قليلة ، لعلها منسوخة عن الأصل أو بواسطة واحدة ، مقاس الأوراق ٦ / ١٧ × ٥ / ٢٥ ، تسلسل ٧٦٩.
(٢٧٦)
ترتيب مشيخة الفقيه
أظنها للطريحي فخر الدين بن محمد علي بن طريح النجفي ، المتوفى سنة ١٠٨٥.
نسخة بخط محمد بديع بن حيدر علي ، تاريخها سنة ١٠٩٠ ،
ملحقة بآخر نسخة من كتاب من
لا يحضره الفقيه مكتوبة سنة ١٠٤١ ،
رقمها ٨٧٣. نسخة بآخر نسخة من الكتاب ، رقم ٧٩٤. (٢٧٧) ترتيب مشيخة من لا يحضره الفقيه للعلامة المحدث
الرجالي الكبير ، مؤلف الرجال الكبير ، السيد ميرزا
محمد بن علي بن إبراهيم الأسترآبادي الجرجاني النجفي ، المتوفى سنة
١٠٢٨. رتبها حسب المعجم
، ثم الكنى ، ثم باب طرق أخبار بعنوانها مثل :
«كل ما كان فيه : جاء نفر من اليهود ... فقد رويته ... وما كان فيه : متفرقا
من قضايا أمير المؤمنين عليهالسلام فقد رويته ...» وهكذا .. وعين في حرف
الألف فحسب حال ذلك السند من صحة وضعف ووثوق وحسن. نسخة قيمة بخط الخطاط ميرزا محمد بن ميرزا حسين النائيني ،
نزيل أصبهان ، كتبها سنة ١١٠٦ بخط النسخ الجميل ، والعناوين
بالشنجرف ، ملحقة بنسخة من الكتاب بخطه ، والظاهر أنها نسخة خزائنية ،
رقم ٨٩٣. نسخة
بخط تلميذ المؤلف
الشيخ محمد سبط الشهيد الثاني ، كتبها
في مكة في عصر أستاذه المؤلف وفرغ منها في محرم سنة ١٠١٤ ، وهي
إلى آخر الكنى ، وكلها معين فيها حال السند من ضعف وصحة ووثوق ،
وهي بآخر نسخة من من
لا يحضره الفقيه ، رقم ٤٦٦.
(٢٧٨)
ترتيب مشيخة من لا يحضره الفقيه
لصاحب المعالم ، جمال الدين أبي منصور الحسن بن زين الدين بن علي بن أحمد الشامي العاملي ، المتوفى سنة ١٠١١.
نسخة بخط المؤلف رحمهالله ، أوله : «الحمد لله رب العالمين .. وبعد ، فلما كانت معرفة الطرق من كتاب من لا يحضره الفقيه لا يخلو من عسر ...».
يبدأ بإبراهيم بن أبي محمد ، وينتهي بأبي الجوزاء ، ثم ما لم يضف إلى اسم ..
فرغ منه في شهر رمضان سنة ٩٨٢ ، بخطه في آخر نسخة من لا يحضره الفقيه المقروءة عليه ، والتي صححها بخطه الشريف ، رقم ٤٦٦.
نسخة بخط العلامة محمد طاهر بن مقصود علي الأصفهاني تلميذ العلامة المجلسي ، كتبها بخط نسخ جيد في آخر نسخة من كتاب من لا يحضره الفقيه وفرغ منها ٩ شوال سنة ١٠٨٤ في المدرسة السليمانية ، وقد قرأ الكتاب وسائر الكتب الأربعة على شيخه العلامة المجلسي فأجاز له شيخه في آخر هذه النسخة قبل المشيخة ، وتاريخ الإجازة أيضا هذه السنة [أي : ١٠٨٤] ، رقم ٢٢٥٩.
(٢٧٩)
ترتيب مشيخة من لا يحضره الفقيه
وهو مجرد ترتيب أسماء الرواة على حروف المعجم ، من أبان بن
تغلب إلى يونس بن يعقوب.
نسخة في ورقتين بخط فارسي جيد ، كتابة القرن الثاني عشر ، بآخر نسخة رقم ٢٣٥٣.
(٢٨٠)
ترجمة أسرار الحج
المتن بالعربية ، أظنه للشهيد الثاني زين الدين بن علي بن أحمد الشامي العاملي ، المتوفى سنة ٩٦٥.
وأما هذه الترجمة فهي للسيد محمد باقر الحسيني الخاتون آبادي الأصفهاني ، من أعلام القرن الحادي عشر ، كما صرح به في مقدمة ترجمة أسرار الصلاة للشهيد الثاني ، فقد ترجمه أيضا إلى الفارسية وصدره باسم السلطان حسين الصفوي ، وذكر : أني سوف ألحق به أسرار الحج أيضا ، ولهذه القرينة احتملنا أن يكون الأصل العربي للشهيد الثاني أيضا ، فإن للشهيد كتابا في أسرار الحج ، وصدر كتابنا هذا صريح في أنه ترجمة لكتاب في أسرار الحج لا أنه تأليف مباشر بالفارسية ، وذكر في أوله أنه اقتصر على ترجمة مقدمة الكتاب وخاتمته ، حيث إن غايتنا أسرار الحج القلبية دون مناسك الحج.
نسخة ضمن مجموعة جيدة الخط من نسخ القرن الثالث عشر ، رقم التسلسل ١٦٨٨.
(٢٨١)
ترجمة أسرار الصلاة
المتن ألفه باللغة العربية الشهيد الثاني زين الدين بن علي بن أحمد
العاملي الشامي ، الشهيد سنة ٩٦٥ ، وأسماه التنبيهات العلية في أسرار الصلاة القلبية ، وهو مطبوع عدة مرات.
وهذه الترجمة إلى الفارسية للسيد محمد باقر الحسيني الخاتون آبادي الأصفهاني ، من أعلام القرن الحادي عشر ، ترجمه للسلطان حسين الصفوي وصدره باسمه ، ولم يرد ذكر هذه الترجمة في الذريعة وإنما ذكر في الذريعة ترجمة [أخرى] لهذا الكتاب ، [وأنه] قد ترجم أيضا للسلطان حسين الصفوي وصدر باسمه ولكن المترجم محمد زمان التنكابني.
نسخة بأول مجموعة جيدة الخط من خطوط القرن الثالث عشر ، رقم التسلسل ١٦٨٨.
(٢٨٢)
ترجمة إصلاح العمل
إصلاح العمل رسالة فتوائية عربية من فتاوى العلامة السيد محمد المجاهد ، المتوفى سنة ١٢٤٢ ، نجل العلامة مير سيد علي الطباطبائي الحائري صاحب الرياض ، ترجمه بأمره إلى الفارسية بعض تلاميذه وهو الشيخ حسن بن محمد علي اليزدي.
نسخة فرغ منها الكاتب سنة ١٢٣٨ في حياة المترجم وأستاذه ولعلها بخط المترجم نفسه ، وبالهامش (مقابلة شد) [تمت المقابلة] ، ويقع في ١٩٩ ورقة ، مقاسها ٥ / ١٤ × ٦ / ٢١ ، تسلسل ١٢٢٤.
نسخة مكتوبة في حياة السيد المجاهد ، ١٥٢ ورقة ، رقم ٦٧٧.
(٢٨٣)
ترجمة أطباق الذهب
أطباق الذهب في الأدب ، عربي نظير المقامات ، وهو للشيخ شرف الدين عبد المؤمن بن هبة الله الأصفهاني ، جاري بها أطواق الذهب للزمخشري ، وعليه شرح اسمه معيار الذهب ..
ترجمته إلى الفارسية في نسخة مكتوبة بالخط الفارسي بأسفل السطور من أصله العربي المكتوب بالنسخ الجيد بأمر معتمد الدولة عندما كان حاكما على لواء كردستان إيران بخط ملا باشا أحمد الطهراني ، وأظنه هو المترجم ، رقم ١١٨٦.
(٢٨٤)
ترجمة إعتقادات الصدوق
الاعتقادات للشيخ الصدوق رئيس المحدثين أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي ، المتوفى سنة ٣٨١ ، طبعت مرات.
وشرحه جمع من أعلام الطائفة وفي طليعتهم شيخهم الأقدم معلم الأمة الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ، المتوفى سنة ٤١٣.
وترجمه جمع إلى الفارسية ، ذكر شيخنا العلامة الرازي ـ دام ظله ـ في الذريعة ج ٤ ص ٧٩ جملة منهم ، ولم يعثر على هذه الترجمة فلم
يذكرها ، وهذه ترجمها السيد أبو الفتح الحسيني كما هو منصوص في المقدمة ..
ولعله السيد أبو الفتح الحسيني الآوي ، المدرس بها ، ذكره معاصره القزويني في كتاب النقض ، المؤلف سنة ٥٥٦ ، وذكره شيخنا في أعلام القرن السادس.
ولعله مير أبو الفتح بن أمير مخدوم سبط السيد الشريف الجرجاني ، وهو صاحب تفسير شاهي ، المتوفى سنة ٩٧٨ ، تلميذ الأمير غياث الدين منصور الدشتكي ، المتوفى سنة ٩٤٨ ، في المعقول وفي العلوم العربية ، تلمذ على عصام الدين إبراهيم بن محمد بن عربشاه ، المتوفى سنة ٩٤٣ ، ولذا عبر عنه في الرياض بالأمير أبي الفتح بن مير مخدوم القزويني العربشاهي ، وله : شرح الباب الحادي عشر بالفارسية ، والأقوى كونه هو هذا ، ترجم له شيخنا في أعلام القرن العاشر ومنه نقلنا الترجمة كلها.
ولعله مير أبو الفتح بن مير أبو القاسم الحسيني الأسترآبادي ، الشهير بمير ميران ، ترجم له شيخنا في أعلام القرن الحادي عشر ، وقال : الظاهر أنه ابن المير أبو القاسم الفندرسكي ، ويحتمل أن يكون مترجم الاعتقادات هو هذا.
ذكر شيخنا الرازي ـ دام ظله ـ في الذريعة ج ٤ ص ٧٩ عدة تراجم لاعتقادات الصدوق ، وهي :
١ ـ منهاج المؤمنين.
٢ ـ وسيلة النجاة ، للمفسر الزواري.
٣ ـ المولى عبد الله بن الحسين الرستم داري المازندراني.
٤ ـ ميرزا محمد علي المدرسي الطباطبائي اليزدي ، المتوفى سنة ١٢٤٠.
وذكر مشار في فهرسه اثنين آخرين ، وهما :
٥ ـ السيد محمد علي بن محمد الحسني قلعه كهنهء ، طبع في طهران سنة ١٣٧٢.
٦ ـ حور مقصورات ، ميرزا محمد بن أبي القاسم ناصر حكمت الأحمدي الأصفهاني طبيب زاده ، طبع بأصفهان ١٣٦٦.
نسخة بخط السيد حبيب الله الحسيني ، فرغ منها في جمادى الآخرة سنة ١٠٩٠ ، في مجموعة أولها شرح الباب الحادي عشر وأوسطها اعتقادات المحقق الطوسي لم يبق منه إلا الصفحة الأولى ، وهذا الكتاب ينقص منه الصفحة الأولى ، وتقع في ٦٥ ورقة ، ٥ / ١٠ × ١٩ ، تسلسل ٨٩٩.
للموضوع صلة ...
|
مصطلحات نحوية (١٤) |
|
السيد علي حسن مطر
سادس وعشرون ـ مصطلح الظرف (المفعول فيه)
الظرف لغة :
أبرز معاني الظرف لغة معنيان ، أولهما : الوعاء ، وهو الأوفق بمعناه الاصطلاحي النحوي ، وثانيهما : البراعة وذكاء القلب.
قال ابن فارس : «يقولون : هذا وعاء الشئ وظرفه ، ثم يسمون البراعة ظرفا ، وذكاء القلب كذلك» (١).
وقال ابن منظور : «الظرف : البراعة وذكاء القلب ... وظرف الشئ : وعاؤه ، والجمع ظروف» (٢).
الظرف اصطلاحا :
عبر نحاة البصرة عن المعنى الاصطلاحي للظرف بخمسة عناوين ،
__________________
(١) معجم مقاييس اللغة ، ابن فارس ، تحقيق عبد السلام هارون ، مادة «ظرف».
(٢) لسان العرب ، ابن منظور ، مادة «ظرف».
وهي : الظرف ، الغاية ، الموقوع فيه ، المكون فيه ، والمفعول فيه.
وقد أكثر سيبويه (ت ١٨٠ ه) من استعمال عنوان (الظرف) ونسبه إلى الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت ١٧٥ ه) ، قال : «وسألته عن قوله : زيد أسفل منك ، فقال : هذا ظرف» (١).
كما إنه استعمل أحيانا العناوين الثلاثة التالية للظرف ، قال : «فأما ما كان غاية نحو : قبل وبعد وحيث» (٢) ..
وقال أيضا : «هذا باب ما ينتصب من الأماكن والوقت ، وذلك لأنها ظروف تقع فيها الأشياء وتكون فيها ، فانتصب لأنه موقوع فيه ومكون فيه» (٣).
ومن ورود كلمة (الغاية) في الكتاب عنوانا للمعنى الاصطلاحي ، يتضح وجه النظر في ما ذكره بعضهم من أن (الغاية) من اصطلاحات الكوفيين (٤).
وأما عنوان : (المفعول فيه) ، فقد استعمله المبرد (ت ٢٨٥ ه) إلى جانب استعماله عنوان الظرف (٥).
وأما الكوفيون فقد عبروا عن المعنى الاصطلاحي للظرف بثلاثة عناوين ، هي : الصفة ، المحل ، والموضع.
والأول من هذه العناوين للكسائي (ت ١٨٩ ه) ، والأخيران للفراء (ت ٢٠٧ ه) (٦).
__________________
(١) الكتاب ، سيبويه ، تحقيق عبد السلام هارون ٣ / ٢٨٩.
(٢) الكتاب ٣ / ٢٨٦.
(٣) الكتاب ١ / ٤٠٣ ـ ٤٠٤.
(٤) مفاتيح العلوم ، محمد بن أحمد الخوارزمي ، تحقيق إبراهيم الأبياري : ٧٨.
(٥) المقتضب ، المبرد ، تحقيق محمد عبد الخالق عضيمة ٤ / ٣٢٨ و ٣٣٠ ـ ٣٣٢.
(٦) أ ـ الإنصاف في مسائل الخلاف ، أبو البركات الأنباري ، تحقيق محمد
وقد ذكر بعض الباحثين أن بعض النحاة يسمي الظرف : (مستقرا) (١) ، ولا بد من الإشارة إلى أن هذه التسمية وردت أولا في مواضع متفرقة من كتاب سيبويه ، إلا أن مقصوده بالمستقر لم يكن هو الظرف بمعنى التابع الخاص الذي هو محل الكلام ، بل أراد به شبه الجملة من الجار والمجرور والظرف إذا وقعت خبرا ، قال : «وتقول : ما كان فيها أحد خير منك ... إذا جعلت (فيها) مستقرا» (٢) ، وقال : «وأما (بك مأخوذ زيد) فإنه لا يكون إلا رفعا ، من قبل أن (بك) لا تكون مستقرا لرجل» (٣) ، وقال : «وتصديق هذا قول العرب : (علي عهد الله لأفعلن) ، ف (عهد) مرتفعة ، و (علي) مستقر لها» (٤).
وإلى ما ذكرته أشار ابن يعيش بقوله : «سيبويه يسمي الظرف الواقع خبرا مستقرا ، لأنه يقدر ب : استقر ، وإن لم يكن خبرا سماه لغوا» (٥).
وإليه أشار السيوطي أيضا ضمن عنوان : الفرق بين الظرف المستقر والظرف اللغو (٦).
__________________
محيي الدين عبد الحميد ١ / ٥١.
ب ـ المذكر والمؤنث ، الفراء ، تحقيق رمضان عبد التواب : ١٠٩.
ج ـ الأصول في النحو ، ابن السراج ، تحقيق عبد الحسين الفتلي ١ / ٢٤٥ ـ ٢٤٦.
د ـ شرح التصريح على التوضيح ، خالد الأزهري ١ / ٣٣٧.
ه ـ حاشية الخضري على شرح ابن عقيل ، ضبط وتصحيح يوسف البقاعي ١ / ٣٩٥.
(١) المصطلح النحوي ، عوض حمد القوزي : ١٤٢.
(٢) الكتاب ، سيبويه ١ / ٥٥.
(٣) الكتاب ، سيبويه ٢ / ١٢٤.
(٤) الكتاب ٣ / ٥٠٣.
(٥) الكتاب ١ / ٥٥ ، حاشية الصفحة نقلا عن «خزانة الأدب».
(٦) الأشباه والنظائر ، جلال الدين السيوطي ، تحقيق طه عبد الرؤوف سعد ١ / ٢٣٤.
والذي قدر له البقاء من العناوين السبعة المتقدمة للمعنى الاصطلاحي هو : الظرف ، والمفعول فيه ، إذ ما زالا يستعملان معا إلى اليوم عنوانا للمعنى الاصطلاحي.
وفي بيان المعنى الاصطلاحي للظرف قال الزجاجي (ت ٣٤٠ ه) : إن الظروف «مفعول فيها ، لأن الفعل لا يصل إليها ولا يقع بها ، وإنما هي محتوية على الفاعل والمفعول والفعل معا ، فشبهت بالظروف المحتوية للأشياء المشتملة عليها ، كقولك : خرجت يوم الجمعة ، وجلست مكانك ، إنما معناه : أنك فعلت فعلا في يوم الجمعة وفي المكان ، لا أوصلت إليهما فعلا في ذاتهما» (١).
ولعل أول من طرح الحد الاصطلاحي للظرف ابن جني (ت ٣٩٣ ه) قال : «الظرف كل اسم من أسماء الزمان أو المكان يراد به معنى (في) وليست في لفظه ، كقولك : قمت اليوم ، وجلست مكانك ، لأن معناه : قمت في اليوم ، وجلست في مكانك» (٢).
وحده ابن بابشاذ (ت ٤٦٩ ه) بأنه : «ما يذكر للبيان عن أي زمان وأي مكان وقع فيهما الفعل ... وشرطه أن يكون مضمنا معنى (في)» (٣) ، ومراده ب (ما) المنصوب ، لذكره إياه ضمن جملة المنصوبات.
وحده عبد القاهر الجرجاني (ت ٤٧١ ه) بأنه : " ما كان منصوبا على معنى حرف الجر الذي هو (في) ، كقولك : خرجت يوم الجمعة ، وجلست خلفك ... إلا أن حرف الجر إذا ظهر وعمل الجر لم يسموه ظرفا ، وكان
__________________
(١) الجمل في النحو ، الزجاجي ، تحقيق علي توفيق الحمد : ٣١٦ ـ ٣١٧.
(٢) اللمع في العربية ، ابن جني ، تحقيق فائز فارس : ٥٥.
(٣) شرح المقدمة المحسبة ، ابن بابشاد ، تحقيق خالد عبد الكريم ٢ / ٣٠٦.
اسما بمنزلة سائر الأسماء المجرورة ، فقولك : خرجت في يوم الجمعة ، بمنزلة قولك : ذهبت إلى زيد» (١).
وحده ابن الأنباري (ت ٥٧٧ ه) بأنه : «كل اسم من أسماء الزمان أو المكان يراد به معنى (في)» (٢).
وهو حد ابن جني نفسه ، إلا أنه حذف منه قوله : «وليست في لفظه» ، إذ لا حاجة إليه بعد كونه مفهوما من قوله : «يراد به معنى (في)».
وقال ابن يعيش (ت ٦٤٣ ه) في حد الظرف : «اعلم أن الظرف في عرف أهل هذه الصناعة ليس كل اسم من أسماء الزمان والمكان على الإطلاق ، بل الظرف منها : ما كان منتصبا على تقدير (في) ، واعتباره بجواز ظهورها معه ، فتقول : قمت اليوم ، وقمت في اليوم ، ف (في) مرادة وإن لم تذكرها» (٣).
وسيأتي رأي ابن مالك في قول ابن يعيش : «على تقدير (في)».
أما ابن الحاجب (ت ٦٤٦ ه) فقد حد الظرف بقوله : «ما فعل فيه فعل مذكور من زمان أو مكان» (٤).
وقال الرضي (ت ٦٨٦ ه) في شرح هذا الحد : " يعني بقوله : (فعل مذكور) الحدث الذي تضمنه الفعل المذكور ... واحترز بقوله : (مذكور) عن نحو قولك : يوم الجمعة يوم مبارك ، فإنه لا بد أن يفعل في يوم الجمعة فعل ، لكنك لم تذكر ذلك الفعل في لفظك ، فلم يكن في
__________________
(١) المقتصد في شرح الإيضاح ، الجرجاني ، تحقيق كاظم بحر المرجان ١ / ٦٣٢.
(٢) أسرار العربية ، أبو البركات الأنباري ، تحقيق فخر صالح قدارة : ١٦٦.
(٣) شرح المفصل ، ابن يعيش ٢ / ٤١.
(٤) أ ـ شرح الرضي على الكافية ، تحقيق يوسف حسن عمر ١ / ٤٨٧.
ب ـ الفوائد الضيائية ، عبد الرحمن الجامي ، تحقيق أسامة الرفاعي ١ / ٣٦٨.
اصطلاحهم مفعولا فيه ، ونحو : يوم الجمعة في قولك : خرجت في يوم الجمعة ، داخل في هذا الحد ، ولهذا قال بعد : وشرط نصبه تقديره ب (في) ، وأما إذا ظهر فلا بد من جره ، وهذا خلاف اصطلاح القوم ، فإنهم لا يطلقون المفعول فيه إلا على المنصوب بتقدير (في) ، فالأولى أن يقال : هو المقدر ب (في) من زمان أو مكان فعل فيه فعل مذكور " (١).
وعقب عليه الجامي (ت ٨٩٨ ه) بقوله : «لكن بقي مثل : (شهدت يوم الجمعة) داخلا فيه ، فإن (يوم الجمعة) يصدق عليه أنه فعل فيه فعل مذكور ، فإن شهود يوم الجمعة لا يكون إلا في يوم الجمعة ، فلو اعتبر في التعريف قيد الحيثية ، أي [يقال] : المفعول فيه ما فعل فيه فعل مذكور من حيث إنه فعل فيه فعل مذكور ، ليخرج مثل هذا المثال عنه ، فإن ذكر يوم الجمعة فيه ليس من حيث إنه فعل فيه فعل مذكور ، بل من حيث إنه وقع عليه فعل مذكور ، ولا يخفى عليك أنه على تقدير اعتبار قيد الحيثية لا حاجة إلى قوله : (مذكور) إلا لزيادة تصوير المعرف» (٢).
وأما ابن مالك (ت ٦٧٢ ه) فقد طرح حدين للظرف :
أولهما : «هو : ما نصب من اسم زمان أو مكان مقارن لمعنى (في) دون لفظها» (٣).
وقال في شرحه : «وذكر مقارنة المعنى أفضل من ذكر (تقدير في) (٤) ، لأن تقدير (في) يوهم جواز استعمال لفظ (في) مع كل ظرف ،
__________________
(١) شرح الرضي على الكافية ١ / ٣٦٨.
(٢) الفوائد الضيائية ١ / ٣٦٨.
(٣) شرح الكافية الشافية ، ابن مالك ، تحقيق عبد المنعم هريدي ٢ / ٦٧٥.
(٤) إشارة إلى ما ورد في حد ابن يعيش المتقدم.
وليس الأمر كذلك ، لأن من الظروف ما لا يدخل عليه (في) ك (عند) و (مع) ، وكلها مقارن لمعناها ما دام ظرفا» (١).
وثانيهما : «ما ضمن ـ من اسم وقت أو مكان ـ معنى (في) باطراد» (٢) ، وهو الذي عبر عنه في خلاصته الألفية بقوله :
|
الظرف وقت أو زمان ضمنا |
|
(في) باطراد ك : هنا أمكث أزمنا |
وقد تابعه عليه أبو حيان (ت ٧٤٥ ه) (٣) وجلال الدين السيوطي (ت ٩١١ ه) (٤).
وواضح أن هذا الحد تطوير للحد الذي طرحه ابن جني بإضافة قيد (الاطراد) إليه ، وقد ذهب ابن الناظم وابن عقيل من شراح الألفية إلى عدم الحاجة إلى هذا القيد.
قال ابن الناظم (ت ٦٨٦ ه) : «وقوله : (باطراد) احترز به من نحو البيت والدار في قولهم : دخلت البيت ، وسكنت الدار ، مما انتصب بالواقع فيه وهو اسم مكان مختص ، فإنه ينتصب نصب المفعول به على السعة في الكلام لا نصب الظرف ... وإذا كان الأمر كذلك فلا حاجة إلى الاحتراز عنه بقيد (الاطراد) ، لأنه يخرج بقولنا : (متضمن معنى في) ، لأن المنصوب على سعة الكلام منصوب بوقوع الفعل عليه ، لا بوقوعه فيه ، فليس متضمنا معنى (في) فيحتاج إلى إخراجه من حد الظرف بقيد الاطراد» (٥).
وقال ابن عقيل (ت ٧٦٩ ه) : «واحترز بقوله : (باطراد) من نحو :
__________________
(١) شرح الكافية الشافية ٢ / ٦٧٥.
(٢) تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد ، ابن مالك ، تحقيق محمد كامل بركات : ٩١.
(٣) شرح اللمحة البدرية ، ابن هشام ، تحقيق هادي نهر ٢ / ١٢٦.
(٤) همع الهوامع ، السيوطي ، تحقيق عبد العال سالم مكرم ٣ / ١٣٦.
(٥) شرح ابن الناظم على الألفية : ١٠٧.
(دخلت البيت ، وسكنت الدار ، وذهبت الشام) ، فإن كل واحد من (البيت ، والدار ، والشام) متضمن معنى (في) ، ولكن تضمنه معنى (في) ليس مطردا ، لأن أسماء الزمان المختصة لا يجوز حذف (في) معها ، فليس (البيت ، والدار ، والشام) في المثل منصوبة على الظرفية ، وإنما هي منصوبة على التشبيه بالمفعول به ، لأن الظرف هو ما تضمن معنى (في) باطراد ، وهذه متضمنة معنى (في) لا باطراد».
هذا تقدير كلام المصنف ، وفيه نظر ، لأنه إذا جعلت هذه الثلاثة ونحوها منصوبة على التشبيه بالمفعول به ، لم تكن متضمنة معنى (في) ، لأن المفعول به غير متضمن معنى (في) ، فكذلك ما شبه به ، فلا يحتاج إلى قوله (باطراد) ليخرجها ، فإنها خرجت بقوله : (ما ضمن معنى في)»(١).
إلا أن الأشموني (ت ٩٠٠ ه) يرى أن الحاجة لقيد الاطراد ثابتة على مذهب بعض النحاة ، قال : الاحتراز «باطراد ، من نحو : دخلت البيت وسكنت الدار ... فانتصابه على المفعول به بعد التوسع بإسقاط الخافض ، هذا مذهب الفارسي والناظم ونسبه لسيبويه ، وقيل : منصوب على المفعول به حقيقة ، وأن نحو (دخل) متعد بنفسه ، وهو مذهب الأخفش ، وقيل : على الظرفية تشبيها له بالمبهم ، ونسبه الشلوبين إلى الجمهور ، وعلى هذين لا يحتاج إلى قيد (باطراد) ، وعلى الأول يحتاج إليه» (٢).
__________________
(١) شرح ابن عقيل على الألفية ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد ١ / ٥٧٩ ـ ٥٨٠.
(٢) شرح الأشموني على الألفية ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد ١ / ٢١٧ ـ ٢١٨.
وأما ابن هشام (ت ٧٦١ ه) فإنه طرح للظرف حدين أيضا :
أولهما : «كل اسم زمان أو مكان مسلط عليه عامل على معنى (في) ، كقولك : صمت يوم الخميس ، وجلست أمامك ، وعلم مما ذكرت أنه ليس من الظروف (يوما) و (حيث) من قوله تعالى : (إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا) (١) ، وقوله تعالى : (الله أعلم حيث يجعل رسالته) (٢) ، فإنهما وإن كانا زمانا ومكانا ، لكنهما ليسا على معنى (في) ، وإنما المراد أنهم يخافون نفس اليوم ، وأن الله تعالى يعلم نفس المكان المستحق لوضع الرسالة فيه ، فلهذا أعرب كل منهما مفعولا به ... وأنه ليس منهما أيضا نحو : (أن تنكحوهن) من قوله تعالى : (وترغبون أن تنكحوهن) (٣) ، لأنه وإن كان على معنى (في) لكنه ليس زمانا ولا مكانا» (٤).
وثانيهما : «ما ذكر فضلة لأجل أمر وقع فيه من زمان مطلقا ، أو مكان مبهم» (٥) ، وتابعه عليه الفاكهي (ت ٩٧٢ ه) (٦).
ومما ذكره ابن هشام في شرح هذا الحد : «أن الاسم قد لا يكون ذكر لأجل أمر وقع فيه ، ولا هو زمان ولا مكان ، وذلك ك (زيدا) في (ضربت زيدا) ، وقد يكون إنما ذكر لأجل أمر وقع فيه ، ولكنه ليس بزمان
__________________
(١) سورة الإنسان ٧٦ : ١٠.
(٢) سورة الأنعام ٦ : ١٢٤.
(٣) سورة النساء ٤ : ١٢٧.
(٤) شرح قطر الندى ، ابن هشام ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد : ٢٢٩ ـ ٢٣٠.
(٥) شرح شذور الذهب ، ابن هشام ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد : ٢٣٠.
(٦) شرح الحدود النحوية ، جمال الدين الفاكهي ، تحقيق محمد الطيب الإبراهيم : ١٦٢.
ولا مكان ، نحو : رغب المتقون أن يفعلوا خيرا) ، فإن المعنى : في أن يفعلوا ... فهذه الأنواع لا تسمى ظرفا في الاصطلاح ، بل كل منها مفعول به ، وقع الفعل عليه لا فيه ... وقد يكون مذكورا لأجل أمر وقع فيه وهو زمان أو مكان ، فهو حينئذ منصوب على معنى (في) ، وهذا النوع خاصة هو المسمى في الاصطلاح ظرفا ، وذلك كقولك : صمت يوما ، أو يوم الخميس ، وجلست أمامك» (١).
* * *
__________________
(١) شرح شذور الذهب : ٢٣١.
سابع وعشرون ـ مصطلح المفعول معه
المفعول معه من مصطلحات البصريين ، قال سيبويه (ت ١٨٠ ه) : «هذا باب ما يظهر فيه الفعل وينتصب فيه الاسم لأنه مفعول معه ... وذلك قولك : ما صنعت وأباك ، و : لو تركت الناقة وفصيلها لرضعها ، إنما أردت : ما صنعت مع أبيك ، و : لو تركت الناقة مع فصيلها ، فالفصيل مفعول معه ، والأب كذلك» (١).
واستعمل الكوفيون لفظ (المشبه بالمفعول) عنوانا للمفعول معه ولبقية المفاعيل باستثناء (المفعول به) الذي هو المفعول الوحيد عندهم (٢).
وقد قال أبو علي الفارسي (ت ٣٧٧ ه) بشأن التعريف بالمفعول معه : «الاسم الذي ينتصب بأنه مفعول معه [هو ما] يعمل فيه الفعل الذي قبله بتوسط الحرف ، وذلك قولهم : استوى الماء والخشبة ... فالمعنى : استوى الماء مع الخشبة» (٣).
وحده ابن جني (ت ٣٩٢ ه) بأنه : «ما فعلت معه فعلا ، وذلك قولك : قمت وزيدا ، أي : مع زيد» (٤).
وحده ابن بابشاذ (ت ٤٦٩ ه) بأنه : ما «يذكر للبيان عن مصاحبة
__________________
(١) الكتاب ، سيبويه ، تحقيق عبد السلام هارون ١ / ٢٩٧.
(٢) أ ـ همع الهوامع شرح جمع الجوامع ، السيوطي ، تحقيق عبد العال سالم مكرم ٣ / ٨.
ب ـ شرح التصريح على التوضيح ، خالد الأزهري ١ / ٣٢٣.
(٣) الإيضاح العضدي ، الفارسي ، تحقيق حسن الشاذلي فرهود ١ / ١٩٣.
(٤) اللمع في العربية ، ابن جني ، تحقيق فائز فارس : ٦٠.
الفعل ومقارنته ، مثل : استوى الماء والخشبة» (١).
ويلاحظ على هذين الحدين الأخيرين عدم كونهما مانعين من دخول الأغيار مما لا يعرب مفعولا معه ، ك (خالد) في نحو : اشترك زيد وخالد ، وكالجملة في نحو : جاء زيد والشمس طالعة.
ويستفاد من كلام الحريري (ت ٥١٦ ه) تعريفه للمفعول معه بأنه : المفعول الفضلة المنصوب بالفعل الذي قبله بواسطة الواو التي هي بمعنى (مع) (٢).
وقد أخرج بقيد (الفضلة) نحو (خالد) في قولنا : اشترك زيد وخالد ، فإنه لا يدخل في المفعول معه اصطلاحا ، وإن كان منصوبا بالفعل الذي قبله بواسطة الواو ، لأنه عمدة.
وحده الزمخشري (ت ٥٣٨ ه) بقوله : «هو المنصوب بعد الواو الكائنة بمعنى (مع) ، وإنما ينصب إذا تضمن الكلام فعلا ، كقولك : ما صنعت وأباك» (٣).
«وإنما قال : (هو المنصوب) ، لأن ثم أشياء كثيرة الواو فيها بمعنى (مع) ومع ذلك ليس مفعولا معه ، كقولك : كل رجل وضيعته ، و : ما شأن زيد وعمرو ، فقال : (هو المنصوب) ليتميز به عن هذا» (٤).
وسوف يأتي إشكال ابن هشام الأنصاري على أخذ (المنصوب) في حد المفعول معه عند تعقيبه على حد أبي حيان الأندلسي.
__________________
(١) شرح المقدمة المحسبة ، ابن بابشاذ ، تحقيق خالد عبد الكريم ٢ / ٣٠٩.
(٢) شرح ملحة الإعراب ، الحريري ، تحقيق بركات يوسف هبود : ١٧٢.
(٣) المفصل في علم العربية ، جار الله الزمخشري : ٥٦.
(٤) الإيضاح في شرح المفصل ، ابن الحاجب ، تحقيق موسى العليلي ١ / ٣٢٣.
وحده ابن معطي (ت ٦٢٨ ه) بقوله : «هو اسم يصل الفعل إليه بواسطة واو تنوب عن (مع) في المعنى لا في العمل» (١) ، لأن (مع) تجر بالإضافة ، وهذه الواو لا تجر (٢).
ويلاحظ عليه شموله لنحو (خالد) من قولنا : اشترك زيد وخالد ، مما لا يعرب مفعولا معه اصطلاحا.
وحده ابن الحاجب (ت ٦٤٦ ه) بقوله : «المفعول معه هو المذكور بعد الواو لمصاحبة معمول فعل» (٣).
وقال الرضي في شرحه : «قوله : (لمصاحبة معمول فعل) احتراز عن نحو (ضيعته) في : كل رجل وضيعته ، فإنها مصاحبة لكل رجل [وهو ليس معمولا لفعل ، لأنه مبتدأ] ... ويعني بالمصاحبة كونه مشاركا لذلك المعمول في ذلك الفعل في وقت واحد ، فزيد في : سرت وزيدا ، مشارك للمتكلم في السير في وقت واحد ، أي : وقع سيرهما معا ، وفي قولك : سرت أنا وزيد ، بالعطف ، يشاركه في السير ، ولكن لا يلزم كون السيرين في وقت واحد» (٤).
ويلاحظ عليه :
أولا : إنه شامل لنحو (خالد) في قولنا : اشترك زيد وخالد.
ثانيا : إن ما ذكره الرضي في تفسير قوله : (لمصاحبة معمول فعل)
__________________
(١) الفصول الخمسون ، ابن معطي ، تحقيق محمود الطناحي : ١٩٣.
(٢) قاله ابن إياز في المحصول ـ نقلا عن حاشية الفصول الخمسون : ١٩٣ ـ.
(٣) أ ـ شرح الرضي على الكافية ، تحقيق يوسف حسن عمر ١ / ٥١٥.
ب ـ الفوائد الضيائية ، عبد الرحمن الجامي ، تحقيق أسامة الرفاعي ١ / ٣٧٨.
(٤) شرح الرضي على الكافية ١ / ٥١٥.
وكرره الجامي في شرحه للكافية (١) ، منقوض بنحو : سرت والنيل ، وما صنعت وأخاك ، مما لا يكون المفعول فيه مشاركا للمعمول في الفعل ، ولعله لأجل ذلك عمد ابن الناظم إلى جعل القيد (عدم المشاركة في الحكم) كما سيأتي في بيان حده.
وحده ابن عصفور (ت ٦٦٩ ه) بقوله : «المفعول معه : هو الاسم المنتصب بعد الواو الكائنة بمعنى (مع) المضمن معنى المفعول به ، وذلك نحو قولك : ما صنعت وأباك» (٢).
وهو مماثل لحد الزمخشري المتقدم ، مضافا إليه قيد (المضمن معنى المفعول به) ، وتابعه عليه أبو حيان الأندلسي (ت ٧٤٥ ه) (٣).
وقد بين وجه الحاجة إلى القيد المذكور بقوله : «ألا ترى أن الواو بمعنى (مع) ، والأب في المعنى مفعول به ، كأنك قلت : ما صنعت بأبيك ، ولو لم ترد ذلك ، لكان الاسم الذي بعد الواو معطوفا على الاسم الذي قبله» (٤).
وأما ابن مالك (ت ٦٧٢ ه) فقد حد المفعول معه بقوله : «هو الاسم التالي واوا تجعله بنفسها في المعنى كمجرور (مع) وفي اللفظ كمنصوب معدى بالهمزة» (٥).
«قوله : (التالي واوا) يشمل العطف نحو : مزجت عسلا وماء ، وخرج ما لم يتل واوا ، نحو : خرج زيد بثيابه ، وقوله : (كمنصوب معدى بالهمزة)
__________________
(١) الفوائد الضيائية ١ / ٣٧٨.
(٢) المقرب ، ابن عصفور ، تحقيق عادل عبد الموجود وعلي معوض : ٢٢٥.
(٣) غاية الإحسان في علم اللسان ، أبو حيان ، مخطوط ٦ / أ.
(٤) المقرب : ٢٢٥.
(٥) تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد ، ابن مالك ، تحقيق محمد كامل بركات : ٩٩.
أخرج به المعطوف المفهم المصاحبة ، نحو : أشركت زيدا وعمرا ومزجت عسلا وماء. بخلاف : سرت والنيل ، فإن المصاحبة لم تفهم فيه إلا من الواو ، وأشار بقوله : (وفي اللفظ إلى قوله : بالهمزة) إلى أن الواو معدية ما قبلها من العوامل إلى ما بعدها ، فتنتصب به بواسطة الواو " (١).
وحده ابن الناظم (ت ٦٨٦ ه) بأنه : «الاسم المذكور بعد واو بمعنى (مع) ، أي : دالة على المصاحبة بلا تشريك في الحكم ، فاحترزت بقولي : (المذكور بعد واو) من نحو : خرجت مع زيد ، وبقولي : (بمعنى مع) مما بعد واو غيرها كواو العطف وواو الحال ... وقد شمل هذا التعريف ما كان من المفعول معه غير مشارك لما قبله في حكمه ، نحو : سيري والطريق مسرعة ، ولما كان منه مشاركا لما قبله في حكمه ، ولكنه أعرض عن الدلالة على المشاركة وقصد إلى مجرد الدلالة على المصاحبة ، نحو : جئت وزيدا» (٢).
وتابعه على هذا الحد عبد الرحمن المكودي (ت ٨٠٧ ه) (٣).
وحده أبو حيان الأندلسي (ت ٧٤٥ ه) بقوله : «المفعول معه منتصب بعد واو (مع)» (٤).
وعقب عليه ابن هشام قائلا : «فيه أمران ، أحدهما : [أنه] غير مانع ، لأنه يشمل نحو : (لا تأكل السمك وتشرب اللبن) إذا نصبت الفعل ، فإنه يصدق على هذا الفعل أنه منتصب وأنه بعد واو مع ... فكان ينبغي أن
__________________
(١) شفاء العليل في إيضاح التسهيل ، السلسيلي ، تحقيق عبد الله البركاتي ١ / ٤٨٩.
(٢) شرح ابن الناظم على الألفية : ١١٠.
(٣) شرح المكودي على الألفية ، ضبط وتصحيح إبراهيم شمس الدين : ١١٣.
(٤) شرح اللمحة البدرية : ابن هشام ، تحقيق هادي نهر ٢ / ١٥٤.
يقول : اسم منتصب.
الثاني : أن قوله : (منتصب) تعريف للشئ بما [هو] الغرض منه معرفته لينصب ، فإذا حد بأنه المنتصب جاء الدور» (١).
وحده ابن هشام (ت ٧٦١ ه) بأنه : «اسم فضلة بعد واو أريد بها التنصيص على المعية ، مسبوقة بفعل أو ما فيه حروفه ومعناه ، ك : سرت والنيل ، و : أنا سائر والنيل» (٢).
وقد تابعه على هذا الحد كل من الأشموني (ت ٩٠٠ ه) (٣) ، والأزهري (ت ٩٠٧ ه) (٤) ، وجمال الدين الفاكهي (ت ٩٧٢ ه) (٥) ، والخضري (٦).
ومما ذكره ابن هشام في شرحه لهذا الحد : " خرج بذكر (الاسم) الفعل المنصوب بعد الواو في قولك : (لا تأكل السمك وتشرب اللبن) ، فإنه على معنى الجمع ... ولا يسمى مفعولا معه ، لكونه ليس اسما ، والجملة الحالية في نحو : (جاء زيد والشمس طالعة) ... وبذكر (الفضلة) ما بعد الواو في نحو : (اشترك زيد وعمرو) ، فإنه عمدة ، لأن الفعل لا يستغني عنه ... لأن الاشتراك لا يتأتى إلا بين اثنين ... وبذكر إرادة
__________________
(١) شرح اللمحة البدرية ٢ / ١٥٥.
(٢) أ ـ شرح قطر الندى ، ابن هشام ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد : ٢٣١.
ب ـ شرح شذور الذهب ، ابن هشام ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد : ٢٣٧.
(٣) شرح الأشموني على الألفية ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد ١ / ٢٢٢.
(٤) أ ـ شرح التصريح على التوضيح ، خالد الأزهري ١ / ٣٤٢.
ب ـ شرح الأزهرية ، خالد الأزهري : ١١٢ ـ ١١٣.
(٥) شرح الحدود النحوية ، الفاكهي ، تحقيق محمد الطيب الإبراهيم : ١٦٣ ـ ١٦٤.
(٦) حاشية الخضري على شرح ابن عقيل ، ضبط وتصحيح يوسف البقاعي ١ / ٤٠٤.
التنصيص على المعية ، نحو : جاء زيد وعمرو ، إذا أريد مجرد العطف ..
وقولي : (مسبوقة ... إلى آخره) بيان لشرط المفعول معه ، وهو أنه لا بد أن يكون مسبوقا بفعل أو بما فيه معنى الفعل وحروفه ... [وعليه] لا يجوز النصب في نحو قولهم : (كل رجل وضيعته) ... لأنك لم تذكر فعلا ولا ما فيه معنى الفعل ، وكذلك لا يجوز (هذا لك وأباك) بالنصب ، لأن اسم الإشارة وإن كان فيه معنى الفعل وهو (أشير) ، لكن ليس فيه حروفه» (١).
وحد ابن عقيل (ت ٧٦٩ ه) المفعول معه بأنه : «الاسم المنتصب بعد واو بمعنى (مع)» (٢).
وقد استغنى بقوله : (المنتصب) عن ذكر قيد (الفضلة) لإخراج ما بعد الواو في نحو : (مشترك زيد وعمرو) ، وإن كان يرد عليه إشكال ابن هشام المتقدم من أن ذكر (المنتصب) تعريف للشئ بما هو الغرض من معرفته لينصب ، فيحصل الدور.
وحده السيوطي (ت ٩١١ ه) بأنه : «التالي واو المصاحبة» (٣).
ويرد عليه : إنه غير مانع من دخول ما أخرج بقيد (الاسم الفضلة) مع إنه لا يصدق عليه المفعول معه اصطلاحا.
* * *
__________________
(١) شرح قطر الندى : ٢٣١ ـ ٢٣٢.
(٢) شرح ابن عقيل على الألفية ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد ١ / ٥٩٠.
(٣) همع الهوامع في شرح جمع الجوامع ، السيوطي ، تحقيق عبد العال سالم مكرم ٣ / ٢٣٥.
من ذخائر التراث

المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
سبق لي أن فهرست ما دار حول البردة البوصيرية من أعمال شعرية وشروح في مقال نشر في مجلة تراثنا في العددين المزدوجين ٣٨ ـ ٣٩ و ٤١ ـ ٤٢ ، وتخميس محمد رضا النحوي للبردة جزء من عمل أرجو تمامه من الله تعالى في نشر الأعمال الشعرية التي دارت حول هذه القصيدة الرائعة.
وسيدور الكلام هنا في عدة سبل :
ترجمة المخمس :
هو محمد رضا بن أحمد بن حسن بن علي بن الخواجة (١) ، النجفي الحلي ، المعروف بالنحوي.
لم تذكر كتب التراجم تأريخ مولده ، نشأ في الحلة على أبيه فأقرأه الأوليات ومرنه على نظم الشعر.
__________________
(١) طبقات أعلام الشيعة ـ ق ١٣ ـ : ٥٤٥.
ثم درس في النجف الفقه والأصول على السيد محمد مهدي بحر العلوم (ت ١٢١٢) واختص به ، وله فيه مدائح كثيرة ، وحضر أيضا على جعفر كاشف الغطاء ، وتوفي والده خلال ذلك فلازم السيد صادق الفحام الشاعر ودرس عليه علوم الأدب.
وكان من أعضاء معركة الخميس المعروفة في تاريخ أدب مدينة النجف ، وذلك في عهد أستاذه الأول بحر العلوم (١).
وكان أحد الخمسة الذين كان بحر العلوم يعرض عليهم منظومته الفقهية المسماة ب : الدرة (٢) فيصلحونها من جهة الأدب والعروض.
ومن مدائحه لأستاذه المذكور أن خمس «المقصورة الدريدية» وجعلها في مدحه. ويقال : إن أستاذه سأل : كم أجاز ابن ميكال ابن دريد؟ فقيل له : بألف دينار ذهبا ، فأعطى شاعره ألف تومان ذهبا ، وذلك في سنة ١٢٠٤ ه.
وكان مجيدا للتخميس فخمس جملة من القصائد ، منها «الدريدية» و «بانت سعاد» و «البردة البوصيرية» و «ميمية ابن الفارض».
وله تخاميس وتشطيرات كثيرة في مجموع في مكتبة علي كاشف الغطاء ، برقم ٥٨ مجاميع (٣).
وجمع محمد السماوي ديوانه وديوان أخيه هادي وديوان أبيه أحمد (٤).
__________________
(١) طبقات أعلام الشيعة : ٥٤٧ ، البابليات ـ لليعقوبي ـ ٢ / ٣.
(٢) البابليات ٢ / ٣.
(٣) طبقات أعلام الشيعة : ٥٤٧.
(٤) طبقات أعلام الشيعة : ٥٤٧.
وتوفي في ١٢٢٦ ه ، ودفن مع والده.
تخميسه للبردة :
أشار عليه أستاذه بحر العلوم بتخميسها كما سيجئ في التقاريظ ، ونص على ذلك السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة ٩ / ٣٠٣.
وفرغ من هذا التخميس في يوم الثلاثاء ٢٤ رجب ١٢٠٠ ه.
وقد طبع هذا التخميس في إسلامبول ـ عاصمة الدولة العثمانية سابقا ـ في سنة ١٣٠٦ ه منضما إلى تخميس «ميمية ابن الفارض» :
|
شربنا على ذكر الحبيب مدامة |
|
سكرنا بها من قبل أن تخلق الكرم |
وتخميس «بانت سعاد» لكعب بن زهير :
|
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول |
|
متيم إثرها لم يفد مكبول |
مقرظو هذا التخميس :
ظفرنا بعدة من أسمائهم وعدة من تقاريظهم ، وهاك أسماءهم مرتبة حسب الحروف الأول من أسمائهم :
١ ـ إبراهيم العطار.
٢ ـ محمد رضا الأزري.
٣ ـ صادق الفحام (ت ١٢٠٤) ، وله تقريظان.
٤ ـ علي بن محمد حسين بن زين العابدين العاملي الكاظمي (ت ١٢١٥).
٥ ـ محمد علي الأعسم.
٦ ـ محمد بن زين الدين الحسني (ت ١٢١٦).
٧ ـ هادي النحوي ، أخو المخمس.
ولم نظفر من التقريظ الأول إلا بمطلعه وهو :
|
فرائد در ليس تحصى عجائبه |
|
وقد بهرت منا العقول غرائبه |
وكذلك التقريظ الثاني لم نظفر به.
والتقاريظ التالية وجدناها كلها والحمد لله.
* * *
التقريظ الأول لصادق الفحام (١) :
|
رويدك هل أبقيت قولا لقائل؟ |
|
وحسبك هل غادرت سحرا لبابل؟ |
|
لعمري لقد أنشرت سحبان وائل |
|
وقس إياد من طوي الجنادل |
|
وطلت على الضليل (٢) حتى كأنه |
|
على طوله لم يأت يوما بطائل (٣) |
|
وجاريت في تسميط أفضل مدحة |
|
لأفضل ممدوح لأفضل قائل |
|
فوارس راموا أن ينالوا فقصروا |
|
وأين الثريا من يد المتناول؟! |
|
فكنت المجلي محرزا قصباته |
|
وكانوا وقد جدوا مكان الفساكل (٤) |
|
وما كل من رام المعالي ببالغ |
|
وما كل من رام النضال بناضل |
|
قرنت إلى عذراء بوصير كفأها |
|
وكانت لفقد الكفء إحدى الثواكل |
__________________
(١) هذا التقريظ في مخطوطة الرضوية : ١ ظ.
(٢) هو امرؤ القيس الشاعر الجاهلي المعروف.
(٣) هذه مبالغة واضحة.
(٤) الفساكل ، جمع «فسكل» : وهو الفرس الذي يجيئ في الحلبة آخر الخيل.
|
ومذ شفها التعطيل صغت لجيدها |
|
حلى من فريد أردفت بخلاخل |
|
فأنت وإن كنت الأخير زمانه |
|
لآت بما لم يستطع للأوائل |
|
فدونكها مني شهادة صادق |
|
كثير ذوو تصديقها في المحافل |
|
وعش سالما ما افتر مبسم بارق |
|
وأضحك دمع المزن زهر الخمائل |
التقريظ الثاني للفحام نفسه (١) :
|
كذا فليكن نظم العقود ولم أخل |
|
تنظم من لفظ عقود فريد |
|
هي الروضة الغناء فتقت الصبا |
|
أكمة أزهار لها (٢) وورود |
|
وغادة حسن أبرزت من حجالها |
|
تبيهس (٣) من نسج البها ببرود |
|
رويدك هل أبقيت قولا لقائل |
|
وللمتحدي مطمعا بمزيد |
__________________
(١) هذا التقريظ في مخطوطة الرضوية : ١ ظ ـ ٢ ، وهو موجود في رواية الأمين في «معادن الجواهر».
(٢) في معادن الجواهر : بها.
(٣) أي : تتبختر ، وقد حذفت إحدى تاءي «تتبيهس».
|
أتيت بتسميط تضاهي شطوره |
|
سموط فريد (١) في مخانق غيد |
|
شأوت به من كان قبلك مجريا |
|
إلى أمد إلا عليك بعيد |
|
برعت فيا لله درك فارسا |
|
تركت جهيدا قام إثر جهيد |
|
رأوا طافحا من لامع فتوهموا |
|
نطاف زلال بالعراء برود |
|
فأجروا إليه جاهدين وأصدروا |
|
بخيبة آمال وتعس جدود |
|
فكنت كموسى حين ألقوا عصيهم |
|
وألقى فكيدوا وانبروا لسجود |
|
كملت فإن عاب الحسود فإنما |
|
فضيلة محسود بعيب حسود |
|
جلوت على الأسماع قول سلافة |
|
يرد طروبا قلب كل كميد (٢) |
|
قرنت إلى عذراء بوصير كفأها |
|
فكان كما شاءت قران سعود |
|
ولما أتت تشكو العطول رددتها |
|
بأحسن حلي زان أحسن جيد |
__________________
(١) الفريد : اللؤلؤ.
(٢) هذا البيت ساقط من الرضوية ، وزدناه من «معادن الجواهر».
|
لذلك قد أنشأت فيها مؤرخا |
|
على جيدها علقت عقد فريد |
تقريظ علي بن محمد حسين بن زين العابدين العاملي (١) :
|
ألحان داود أم ضرب النواقيس |
|
أم روح أرواح جنات الفراديس |
|
أم ابن أحمد مولانا محمد الرضا |
|
جلا كالدراري عقد تخميس |
|
أحيا به الفضل إذ لم يبق منه سوى |
|
ذماء (٢) منقطع الآمال مأيوس |
|
تبارك الله هذا ما ينافس في |
|
أمثاله القوم لا بعض الوساويس |
|
هذا الطريق الذي قد ضل عنه بنو |
|
الآداب ما بين تخميس وتسديس |
|
هذا هو الفضل لا ما يدعون به |
|
من رد عجز على صدر وتجنيس |
|
فضائل فقت فيها يا بن بجدتها |
|
وهل يكابر في إنكار محسوس؟! |
|
نظم غدا من سهام الفضل فيه لك |
|
القدح المعلى بلا شك وتدليس |
__________________
(١) هذا التقريظ في مخطوطة الرضوية : ٣ و ـ ٣ ظ.
(٢) الذماء : آخر لحظة من عمر المحتضر.
|
سهم أصبت به القرطاس دونهم |
|
وسهمهم منه تسويد القراطيس |
|
جرى فقصر من جاراك فيه إلى |
|
غلواء مطبوع نظم منه مأنوس |
|
وابن اللبون إذا ما لز في قرن |
|
لم يستطع صولة البزل القناعيس (١) |
|
لله درك يا سحبان وائلها |
|
رئاسة أنت فيها غير مرؤوس |
|
نسجت للبردة الغراء بردة تسميط |
|
حكى وشيها وشي الطواويس |
|
وقد تنمرت إذ لم ترض ما نظموا |
|
لها تنمر ليث الخيس في الخيس |
|
وجئت في ما به سيرتها مثلا |
|
به تغنت حداة العيس للعيس |
|
فكنت آصف ذاك الصرح حيث حكى |
|
منه لنا كل بيت عرش بلقيس |
|
أبرزت فيه خبايا حسنها فحكت |
|
زهر النجوم تجلت في الحناديس |
|
قلدتها سمط تسميط وصغت لها |
|
عقدا يلابسها من غير تلبيس |
__________________
(١) ضمن المقرظ هذا البيت وهو لجرير ، الصحاح ٦ / ٢١٩٢ مادة «قرن».
|
ملكتها من نصاب الحسن غايته |
|
فيه فأرخت أزكى كل تخميس |
تقريظ محمد علي الأعسم (١) :
|
فرائد للأديب ابن الأديب |
|
ورد شموسها بعد المغيب |
|
فتى أعيا الورى فضلا وحلما |
|
نجوم ما جنحن إلى المغيب |
|
ووشى البردة الممدوح فيها |
|
رسول الله بالوشي العجيب |
|
بتسميط يزيد الأصل حسنا |
|
على حسن وطيبا فوق طيب |
|
وكم ملأ المسامع من معان |
|
لها وقع عظيم في القلوب |
|
محمد الرضا المرضي قولا |
|
وفعلا ناصع الحسب الحسيب |
|
رمى فأصاب قرطاسا رماه |
|
كثير ليس فيهم من مصيب |
|
وكم أشياء قد غيبن عنهم |
|
برزن إليه من حجب الغيوب |
__________________
(١) هذا التقريظ في شعراء الغري ـ لعلي الخاقاني ـ ١٠ / ١٣ ـ ١٤.
|
لقد أغربت في تلك المعاني |
|
وما هي منك بالأمر العجيب |
|
أخذت بها بأطواق المعالي |
|
ولم تترك لغيرك من نصيب |
|
دعاك لمثلها المهدي (١) إذ لم |
|
يجد في الكون مثلك من مجيب |
|
ففاض عليك حين دعاك نور |
|
هديت به إلى مدح الحبيب |
|
بأشطار كأمثال اللآلي |
|
تفوق الروض في حسن وطيب |
|
وخمسها الفحول بأجنبي |
|
بعيد عن مقاصدها غريب |
|
ولم يألوا بها الآباء جهدا |
|
ولكن دونها أرب الأريب |
|
فحطت قدر كل أخي كمال |
|
تعرضها بمدح أو نسيب |
|
وحيث رفعتها رفعتك قدرا |
|
بضرب منه ند عن الضريب |
|
كأنك فيه تغرف من بحار |
|
وباقي القوم تمتح من قليب |
__________________
(١) أي أستاذه بحر العلوم.
|
وللتسميط في الحسن اختلاف |
|
وقد يخفى على الفطن اللبيب |
|
ولكن حين تقرنها جميعا |
|
يبين لك الصحيح من المعيب |
|
ترى مثل الأجانب تلك عنها |
|
وذا التسميط كالرحم القريب |
|
كأنهما رضيعا ثدي أم |
|
زكت وسقتهما صافي الحليب |
|
ومذ كملت بذا التسميط أرخ |
|
قد كملت بتسميط عجيب |
تقريظ محمد بن زين الدين الحسني (١) :
|
آيات نظم أرتنا جامع الكلم |
|
وأعجزت أدباء العرب والعجم |
|
هن الدراري سمت عن أن تنال فما |
|
ينال منها سوى الإشراق في الظلم |
|
وعقد در يسر الناظرين حوى |
|
منثور حسن بلفظ منه منتظم |
|
وروضة جادها صوب الحيا فغدت |
|
أزهارها بين مفتر ومبتسم |
__________________
(١) هذا التقريظ في مخطوطة الرضوية : ٢ و ـ ٣ و.
|
تقري المسامع من أسرار حكمتها |
|
ما كان منكتما أو غير منكتم |
|
قد شنفتها بلحن من فصاحتها |
|
فلم تصخ بعد للألحان والنغم |
|
وبرزة الوجه أعيت من يبارزها |
|
من مصقع لسن أو حاذق فهم |
|
بكر فما افترعتها كف محبرة |
|
ولا ترقت إليها همة القلم |
|
يتيمة الدهر لم تبرح مؤملة |
|
أبا تلوذ به من ضيعة اليتم |
|
وخامس لم تصادف من يخمسها |
|
فالقلب منها إلى ذاك الزلال ظم |
|
حتى إذا بعث الله الرؤوف لها |
|
أبا وبعلا فلم تيتم ولم تئم |
|
أعني أبا عذرها المولى محمدا الرضا |
|
رضي السجايا طاهر الشيم |
|
أضحت بتسميطه غرا محجلة |
|
فأوضحت كل دهماء من الظلم |
|
لو سميت بردة ذا اليوم حق لها |
|
إذ صار ملبسها بردا من الحكم |
|
كيف امرؤ القيس أو قس يقاس به |
|
وهو المبرز ما باراه من أرم (١) |
|
فكم حديث حديث الفضل منه فشا |
|
فساد فيه على من ساد في القدم |
|
لله درك من دار له بنيت |
|
دار بهام الدراري حيث لم ترم |
|
زينتها بمصابيح الفصاحة إذ |
|
كانت سماء سمت عن كل مستنم |
|
أرشدن ذا عمه ، بصرن ذا كمه |
|
أنطقن ذا بكم ، أسمعن ذا صمم |
|
يا غاية بذلت أشواطها أمم |
|
فيها فخابوا ونلت القصد من أمم |
|
وكيف يدرك شيئا من دقائقها |
|
من ليس يفرق بين الفرق والقدم |
|
أبدعت نحوا من التسميط عرفنا |
|
خفض الغبي ورفع الحاذق الفهم |
|
لفظا ومعنى أرانا الفضل منسجما |
|
في طي منسجم في طي منسجم |
|
إن كان قد خمسوا أو سدسوا وشأوا |
|
فإنما أنت فيهم صاحب العلم |
__________________
(١) يقال : ما بالدار أريم وما بها أرم ، أي ما بها أحد.
|
فته ببردة فضل أنت ناسجها |
|
على ذوي الفضل من عرب ومن عجم |
|
قد نال غاية مطلوب مؤرخها |
|
تسميطها معرب عن معجز الكلم |
تقريظ هادي النحوي (١) :
|
ذي زبدة الشعر بل ذي نخبة الأدب |
|
أستغفر الله من زور ومن كذب |
|
تقاصر الشعر أن يجري لغايتها |
|
وهل يجاري جياد الخيل ذو خبب |
|
قد أصبحت خير مدح في الزمان كما |
|
قد كان ممدوحها في الكون خير نبي |
|
بدت وتيجانها مدح الحبيب كما |
|
بدت لنا الراح في تاج من الحبب |
|
غادرت قسا غبيا في بلاغته |
|
وذاك أمر على الأفهام غير غبي |
|
فيا لراح سكرنا من شميم شذا |
|
عبيرها وهي في الأستار والحجب |
__________________
(١) هذا التقريظ من البابليات ـ لليعقوبي ـ ٢ / ٥٩ ترجمة ٦٤.
|
قد سمطوا وأجادوا حسب ما بلغوا |
|
لكن في الخمر معنى ليس في العنب (١) |
|
فالبعض كاد يوشي ثوب بردتها |
|
والبعض جاؤوا عليه بالدم الكذب (٢) |
|
ما أنشدت قط في سمع وفي ملأ |
|
إلا وقامت مقام الذكر والخطب |
|
وما تجلت لذي شك وذي ريب |
|
إلا وجلت ظلام الشك والريب |
|
ولا بدت في دجى الأنقاس (٣) ساطعة |
|
إلا وخلنا هبوط البدر والشهب |
|
ولا شدا قط في ناد أخو طرب |
|
إلا وقلنا بها يشدو أخو الطرب |
|
لله معجزة حار الأنام بها |
|
كأنها حين تتلى واحد الكتب |
|
إني أكاد أقول الوحي أنزلها |
|
لو كان يبعث من بعد النبي نبي (٤) |
|
تبارك الله ما فضل بمنتحل |
|
تبارك الله ما وحي بمكتسب |
__________________
(١) هذا العجز تضمين أخذه من المتنبي ، ديوانه ـ بالشرح المنسوب إلى العكبري ـ ١ / ٩١ ق ١٨ ب ٢٠ ، والقصيدة في رثاء أخت سيف الدولة الحمداني.
(٢) إشارة إلى الآية الكريمة من سورة يوسف ١٢ : ١٨.
(٣) الأنقاس ، جمع «نقس» : وهو الحبر الذي يكتب به.
(٤) هذا هو الغلو الذي لا مزيد عليه.
|
قد شعشعت سائر الأكوان مذ جليت |
|
فقلت ينبوع نور فار باللهب |
|
السمع في طرب والذوق في ضرب |
|
والجو في لهب والقوم في عجب |
|
آيات نظمك قد سيرتها مثلا |
|
كالشمس تطلع في ناء ومقترب |
|
أبعدت شوطك في مضمار سبقهم |
|
ولم تدع للمجاري فيه من قصب |
|
فصرت تمشي الهوينا إذ بلغت مدى |
|
قد أمعنوا فيه بالتقريب والخبب |
|
فلتسم قدرا وتزدد رتبة وعلا |
|
مع ما لها من رفيع القدر والرتب |
نسخة التخميس :
اعتمدنا في تحقيقنا لهذا الكتاب على النسخة المخطوطة المحفوظة في المكتبة الرضوية في مشهد ، برقم ١٢٧٨٨ مجموعة ، آلت إليها من مكتبة «حسينية إرشاد» في طهران.
واستعنا بكتاب معادن الجواهر ونزهة الخواطر ، للسيد محسن الأمين (ت ١٣٧٠) ، حيث نقل التخميس كله وبعض التقاريظ ، وفيه اختلافات قليلة أشرنا إليها في التعليق.
عملنا :
أخرجنا من مخطوطة الرضوية ونسخة الأمين نصا قدمنا له وضبطناه بالشكل وعلقنا عليه ، ونرجو أن نكون قد نشرنا أرجا عطرا من مدائح المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ونسأل الله الأجر والثواب من جوده ومنه وكرمه.
أسعد الطيب
مصادر المقدمة
١ ـ البابليات ، محمد علي اليعقوبي ، أوفست دار البيان ـ قم ، بدون تاريخ. وتاريخ إجازة طبع الأصل ١٩٥١ م.
والترجمة في ج ٢ الصفحات ٣ ـ ١٧ ، ترجمة رقم ٦١.
٢ ـ شعراء الغري ـ أو : النجفيات ـ ، علي الخاقاني ، المطبعة الحيدرية في النجف ، الطبعة الأولى ١٣٧٣ ه / ١٩٥٤ م ، ج ١٠ / ١٣.
٣ ـ طبقات أعلام الشيعة ، الكرام البررة في القرن الثالث بعد العشرة ، محسن الطهراني ، ٢ / ٥٤٥ ـ ٥٤٨ ترجمة رقم ٩٩٠.
طبع دار المرتضى للنشر ، مطبعة سعيد ، مشهد ، ط ٢ في ١٤٠٤ ه ، أوفست.
٤ ـ معادن الجواهر ونزهة الخواطر ، السيد محسن الأمين العاملي ، أوفست دار الزهراء ـ بيروت ١٤٠١ ، ٣ / ١١٠ ـ ١٣٧ ، الفصل السابع في منتخبات من أنواع الشعر ، النوع الأول ـ المديح.
* * *


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المحمود بكل لسان ، الغني بظاهر معاني ممادحه (١) عن الإيضاح والبيان ، بديع السماوات والأرض ، باسط الفضل في الطول والعرض.
والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد المبعوث لحفظ النظام ، المنعوت بما هو أهله من الإجلال والإعظام ، وعلى غر آله الذين مدحهم الله في محكم التنزيل ، وعلى زهر أصحابه الذين بجلهم فيه بأحسن التبجيل (٢).
أما بعد :
فيقول أفقر العباد إلى رحمة ربه الغني محمد الملقب بالرضا ابن الشيخ أحمد النحوي بصره الله بعيوب نفسه ، وجعل يومه خيرا من أمسه :
إني لما وقفت على القصيدة البديعة الغراء ، والفريدة اليتيمة العصماء ، الموسومة ب : «البردة» ، المتحلية من المحاسن بأبهى بردة ،
__________________
(١) في معادن الجواهر : محامده.
(٢) في معادن الجواهر : غر آله القماقمة الأكبرين ، وعلى زهر أصحابه الخضارمة الأنجبين.
للشيخ العالم العامل ، الأديب الكامل ، شيخ الإسلام والمسلمين ، إمام الملة والدين ، الشيخ شرف الدين أبي عبد الله محمد بن سعيد الدلاصي المصري البوصيري تغمده الله برحمته ورضوانه ، وأفاض عليه شآبيب عفوه وغفرانه ، وقد سارت بها [على تقادم عهدها] (١) الركبان ، وأذعن لها بالفضل كل قاص ودان ، وقد تداولتها الرواة ، وتغنت بها الحداة ، وتلقتها جميع الفضلاء والأدباء بالقبول ، وهبت عليها من قدس الجلال نسمات القبول.
|
وسارت مسير الشمس في كل بلدة |
|
وهبت هبوب الريح في البر والبحر |
وما ذاك إلا لما اشتملت عليه من المحاسن الفائقة ، واحتوت عليه من المعاني الرائقة ، مضافا إلى شرف ممدوحها الذي حسنت بما انطوت عليه من ذكره أساليبها ، ورصنت بما احتوت من وصفه تراكيبها ، فشرفت لذلك معانيها ، ولطفت لما هنالك مبانيها.
|
وسار بها من لا يسير مشمرا |
|
وغنى بها من لا يغني مغردا (٢) |
فالناس بين شارح لغامض أسرارها ، وكاشف لنقاب أستارها ، وبين من انبرى لمباراتها ، وجرى على النسق لمجاراتها ، وبين من تصدى لها
__________________
(١) ما بين المعقوفين من معادن الجواهر.
(٢) البيت للمتنبي يمدح سيف الدولة. ديوانه ـ بالشرح المنسوب إلى العكبري ـ ١ / ٢٩١ ق ٦٠ ب ٣٧.
وأول القصيدة :
|
لكل امرئ من دهره ما تعودا |
|
وعادات سيف الدولة الطعن في العدا |
بالتصدير والتعجيز ، وأيقن أنه قد فصل بالدر ذلك الذهب الإبريز ، وبين متعرض لها بالتخميس ، وآخر جانح إليها بالتسديس ، وبين من سبع وثمن ، ونقح ما اشتملت عليه من الدقائق وبين ، وكل أفرغ في ذلك جهده ، وما قصر من بذل جميع ما عنده ..
أحببت أن أنتظم معهم في ذلك السلك ، وأستوي بحمد الله معهم على ذلك الفلك ، وإن لم أكن من فرسان هذا الميدان ، ولا ممن ينبغي له أن يثني نحو هذه المضائق منه العنان ، فقد تجمع الحلبة بين السكيت والمجلي ، واللطيم والمصلي ، وقد يتزيى بالهوى غير أهله (١) ، وتنزع نفس المرء للسمو به إلى غير محله ، فجنحت في ذلك إلى التسميط ، راجيا من الله العصمة من الإفراط والتفريط.
|
ما إن مدحت محمدا بمقالتي |
|
لكن مدحت مقالتي بمحمد |
وأسأل الله تعالى أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم ، وأن يهديني بها الصراط المستقيم ، وأرجو ممن وقف على ما زلت به القدم ، أو طغى به عند جريانه القلم ، أن يقابل ذلك بالعفو والصفح ، ويتنكب جادة الاعتساف بالإزراء والقدح ، فإن الإنسان محل الخطأ والنسيان.
|
................................ |
|
وإن أول ناس أول الناس (٢) |
__________________
(١) «وقد يتزيى بالهوى غير أهله» يشبه أن يكون صدر بيت ولكني لم أجده. وقد ضمنه المؤلف هنا.
(٢) عجز بيت برواية :
|
فإن نسيت عهودا منك سالفة |
|
فاغفر فأول ناس أول الناس |
وقد ورد في عمدة الحفاظ ـ للسمين الحلبي ـ ٤ / ١٧٥ : «ن س ي» ، وعجزه في تاج العروس : «أن س».
وكان الفراغ من تسميطها في يوم الثلاثاء الرابع والعشرين من شهر رجب المرجب أحد شهور سنة المائتين بعد الألف من الهجرة النبوية.
* * *
(١)
ما لي أراك حليف الوجد والألم
أودى بجسمك ما أودى من السقم
ذا مدمع بالدم المنهل منسجم
أمن تذكر جيران بذي سلم
مزجت دمعا جرى من مقلة بدم
(٢)
أصبحت ذا حسرة في القلب دائمة
ومهجة إثرهم في البيد هائمة
شجاك في الدوح تغريد لحائمة
أم هبت الريح من تلقاء كاظمة
وأومض البرق في الظلماء من إضم
(٣)
نضا (١) لك البين عضبا منه منصلتا
فلست من قيده ما عشت منفلتا
__________________
(١) نضا : سل.
إن كنت تنكر ما بالوجد عنك أتى
فما لعينيك إن قلت اكففا همتا؟!
وما لقلبك إن قلت استفق يهم؟!
(٤)
واها لصب براه في الهوى سقم
يخفي هواه ودمع العين منه دم
فكيف يخفى ومنه القلب محتدم (١)؟!
أيحسب الصب أن الحب منكتم
ما بين منسجم منه ومضطرم؟!
(٥)
تخفي الهوى وتبيت الليل في وجل
حيران طرف بعد النجم مشتغل
تبكي بدمع على الأطلال منهمل
لولا الهوى لم ترق دمعا على طلل
ولا أرقت لذكر البان والعلم
__________________
(١) احتدمت النار : شبت والتهبت.
(٦)
نمت بسرك عين في الدجى سهدت (١)
وأدمع في مجاري خدك اطردت
وبينات الضنى في الجسم منك بدت
فكيف تنكر حبا بعد ما شهدت
به عليك عدول الدمع والسقم؟!
(٧)
قد صار سرك في أهل الهوى علنا
وأنت تخفي الذي أخفاك منه عنا
وكم نفى عنك عذري الهوى وسنا
وأثبت الوجد خطي عبرة وضنا
مثل البهار على خديك والعنم
(٨)
فكم تنوح على الأطلال والدمن
__________________
(١) سهدت : سهرت.
مجاوبا كل ورقاء على فنن؟!
هل طيف مية ولى عنك بالوسن؟!
نعم ، سرى طيف من أهوى فأرقني
والحب يعترض اللذات بالألم
(٩)
فدع ملامي فليس النفس مقصرة
عن حب مي ولا للصبر مؤثرة
لم يبق لي الشوق للسلوان مقدرة
يا لائمي في الهوى العذري معذرة
مني إليك ولو أنصفت لم تلم
(١٠)
سلمت من دنف عندي ومن سهر
ومن وشاة أداريهم ومن فكر
شتان ما بين حالينا لذي بصر
عدتك حالي لا سري بمستتر
عن الوشاة ولا دائي بمنحسم
* * *
(١١)
عذلت من صم عند العذل مسمعه
فخل عنه فليس العذل ينفعه
قد قدتني للهدى لو كنت أتبعه
محضتني النصح لكن لست أسمعه
إن المحب عن العذال في صمم
(١٢)
فكم طلائع إنذار وكم رسل
بدت بفودي (١) فما أقصرن من أملي
فكيف تطمع في رشدي بعذلك لي؟!
إني اتهمت نصيح الشيب في عذلي
والشيب أبعد في نصح عن التهم
(١٣)
أيقظت نفسي لأخراها فما يقظت
وواعظ الموت وافاها فما وعظت
__________________
(١) الفودان : جانبا الرأس ، والواحد فود.
فدع زواجر لوم منك قد غلظت
فإن أمارتي بالسوء ما اتعظت
من جهلها بنذير الشيب والهرم
(١٤)
واها لها بالتصابي قضت العمرا
وما أصاخت لمولاها بما أمرا
ولا استعدت لزاد إذ نوت سفرا
ولا أعدت من الفعل الجميل قرى
ضيف ألم برأسي غير محتشم
(١٥)
يبشر المرء لو أصغى وينذره
في ما يرجيه في العقبى ويحذره
فساء عندي لسوء الفعل منظره
لو كنت أعلم أني ما أوقره
كتمت سرا بدا لي منه بالكتم
(١٦)
فيا لنفس تمادت في عمايتها
واستبدلت بضلال من هدايتها
فما احتيالي وقد ندت لغايتها؟!
من لي برد جماح من غوايتها
كما يرد جماح الخيل باللجم؟!
(١٧)
نبت فضيعت الدنيا بنبوتها
ومذ كبت ضاعت الأخرى بكبوتها
فإن ترد ردها عن غي صبوتها
فلا ترم بالمعاصي كسر شهوتها
إن الطعام يقوي شهوة النهم
(١٨)
فلا تذرها على ما تشتهي هملا فرب شهوة نفس قربت أجلا
فالنفس طوع الفتى إن جار أو عدلا
فالنفس كالطفل إن تهمله شب على
حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
* * *
(١٩)
أسخطت ربك في ما كنت مقصيه
من صالح وقبيح رحت مدنيه
فإن ترد أن يراك الله مرضيه
فاصرف هواها وحاذر أن توليه
إن الهوى ما تولى يصم أو يصم
(٢٠)
لا تغترر بهداها فهي رائمة
للغي طبعا وللأسواء سائمة
فافطن لها وهي بالطاعات قائمة
وراعها وهي في الأعمال سائمة
وإن هي استحلت المرعى فلا تسم
(٢١)
كم خاتلتك وما زالت مخاتلة
توليك قطعا تراها فيه واصلة
كم زينت عزة بالذل شاملة
كم حسنت لذة للمرء قاتلة
من حيث لم يدر أن السم في الدسم
(٢٢)
لا خير في طمع يفضي إلى طبع (١)
ومنظر حسن ذي مخبر شنع
فساو حاليك من يأس ومن طمع
واخش الدسائس من جوع ومن شبع
فرب مخمصة شر من التخم
(٢٣)
برتك نفس من الأدواء ما برئت
ولا انبرت لشفاء قط مذ برئت
فانهض إلى برئها لو أنها برئت
واستفرغ الدمع من عين قد امتلأت
من المحارم والزم حمية الندم
* * *
__________________
(١) الطبع : الدنس.
(٢٤)
رمتك منك عداة أقصدتك فما
أبقت بقلبك بعد اليوم غير ذما (١)
فكن بطاعة من أنشاك معتصما
وخالف النفس والشيطان واعصهما
وإن هما محضاك النصح فاتهم
(٢٥)
فكم أبادا بكيد منهما أمما
ونكسا من أخي علم به علما
فلا تكن لهما في حالة سلما
ولا تطع منهما خصما ولا حكما
فأنت تعرف كيد الخصم والحكم
(٢٦)
فاعجب لآمر قوم غير ممتثل
وعاذل عن هواه غير منعذل
__________________
(١) الذما ، مقصور الذماء : وهو بقية النفس.
كم قد نصحت وكم في القلب من دغل
أستغفر الله من قول بلا عمل
لقد نسبت به نسلا لذي عقم
(٢٧)
فيا لقلب تمادى في تقلبه
يؤدب الناس ساه عن تأدبه
أوجبت أمرا ولم أعمل بموجبه
أمرتك الخير لكن ما اأتمرت به
وما استقمت فما قولي لك استقم
(٢٨)
أفنيت أيام عمري الغض كاملة
ولا أرى النفس عما ساء عادلة
لم أثن نفسا إلى الآثام مائلة
ولا تزودت قبل الموت نافلة
ولم أصل سوى فرض ولم أصم
(٢٩)
فكم سهرت الليالي في العكوف على
ما ليس ينفع لا علما ولا عملا
أمت ليلي بما لم يعن مشتغلا
ظلمت سنة من أحيى الظلام إلى
أن اشتكت قدماه الضر من ورم
(٣٠)
كم قد تعرضت الدنيا له فلوى
عنها العنان وما ألوى لها وأوى
وكم طوى كشحه عن لذة وطوى
وشد من سغب أحشاءه وطوى
تحت الحجارة كشحا مترف الأدم
(٣١)
تطلبته وحاشاه بلا طلب
بكل ما في كنوز الأرض من نشب
فصد عما بها من زبرج كذب
وراودته الجبال الشم من ذهب
عن نفسه فأراها أيما شمم
* * *
(٣٢)
جفته للزهد في الدنيا عشيرته
فما عدت خيرة الرحمن خيرته
قد بصرته بما فيها بصيرته
وأكدت زهده فيها ضرورته
إن الضرورة لا تعدو على العصم
(٣٣)
كم صد عن زهرة في روضة وفنن (١)
علما بتلك الرياض الخضر خضر دمن
لم يدعه نحوها ضر وطول شجن
وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة من
لولاه لم تخرج الدنيا من العدم
(٣٤)
لوت بمنسبه الأنساب آل لؤي
واستقصت المجد والعلياء آل قصي
__________________
(١) الفنن : الغصن ، وجمعه : أفنان.
وكم محا عن صريح الحق شبهة غي
محمد سيد الكونين والثقلين
والفريقين من عرب ومن عجم
(٣٥)
كم في «نعم» قد أفيضت من يديه يد
وكم تنزه في «لا» واحد أحد
أتى بأمرين كل منهما رشد
نبينا الآمر الناهي فلا أحد
أبر في قول «لا» منه ولا «نعم»
(٣٦)
هو الشفيع لمن قلت بضاعته
في الصالحات ومن طالت إضاعته
فاعدده للهول إن هالت فظاعته
هو الحبيب الذي ترجى شفاعته
لكل هول من الأهوال مقتحم
(٣٧)
دعا فجلى العمى عن وجه مذهبه
كما جلا البدر ليلا جنح غيهبه
دعا ففاز ملبية بمطلبه
دعا إلى الله فالمستمسكون به
مستمسكون بحبل غير منفصم
(٣٨)
كم من نبي مع المختار متفق
في البعث مختلف ، في الفضل مفترق
فيا نبيا بفضل فيه متسق
فاق النبيين في خلق وفي خلق
ولم يدانوه في علم ولا كرم
(٣٩)
به أضاء لموسى في الدجى قبس
فالبحر منفلق والماء منبجس
والكل من نوره للنور مقتبس
وكلهم من رسول الله ملتمس
غرفا من البحر أو رشفا من الديم
* * *
(٤٠)
هو المثابة إن طافوا أو التزموا
فالبعض ملتمس والبعض مستلم
فهم قيام بما يقضي ويحتكم
وواقفون لديه عند حدهم
من نقطة العلم أو من شكلة الحكم
(٤١)
إعلانه وفق ما تخفي سريرته
وسيرة الله في ما شاء سيرته
فهو الصفي لباريه وخيرته
وهو الذي تم معناه وصورته
ثم اصطفاه حبيبا بارئ النسم
(٤٢)
إن قال فالدر يزهو في معادنه
أو جال فالليث يسطو في براثنه
مبرأ في علاه عن موازنه
منزه عن شريك في محاسنه
فجوهر الحسن فيه غير منقسم
(٤٣)
كم حار في كنه معنى ذاته أمم
فالبعض فيه هدوا والبعض عنه عموا
فدع مقالة من زلت به القدم
دع ما ادعته النصارى في نبيهم
واحكم بما شئت مدحا فيه واحتكم
(٤٤)
فكم نوابغ آيات وكم صحف
تروى له خلفا في المجد عن سلف
فانسج لأمداحه ما شئت من تحف
وأنسب إلى ذاته ما شئت من شرف
وأنسب إلى قدره ما شئت من عظم
(٤٥)
كفاه ما من مزيد الفضل خوله
من للورى بالهدى والحق أرسله
فما مقال امرئ بالمدح بجله
فإن فضل رسول الله ليس له
حد فيعرب عنه ناطق بفم
(٤٦)
كم آية نكست من جاحد علما
قد جل عن قدرها قدرا وجل سما
كي لا تضل به لو ناسبت أمما
لو ناسبت قدره آياته عظما
أحيى اسمه حين يدعى دارس الرمم
(٤٧)
وافى بأعجب برهان وأغربه
يرد في صدقه دعوى مكذبه
ومذ دعانا إلى أوضاح مذهبه
لم يمتحنا بما تعيى العقول به
حرصا علينا فلم نرتب ولم نهم
* * *
(٤٨)
دنا فشط فأعيى كنهه البشرا
فما أحاط بمعناه امرؤ ودرى
وكلما أمعنوا في ذاته نظرا
أعيى الورى فهم معناه فليس يرى
للقرب والبعد فيه غير منفحم
(٤٩)
داني التواضع ، سامي المجد ، ذو حيد (١)
فالنفس في صبب (٢) والمجد في صعد
فاعجب لمقترب للعين مبتعد
كالشمس تظهر للعينين من بعد
صغيرة وتكل الطرف من أمم
(٥٠)
قد هذب الله إعظاما خليفته
__________________
(١) ذو حيد : أي ذو قوة وشموخ ، والكلمة على التشبيه والاستعارة.
(٢) في صبب : أي في نزول ، كناية عن التواضع.
ولم ينبه لمعناه خليقته
فكيف يبلغ ذو جهد طريقته
وكيف يدرك في الدنيا حقيقته
قوم نيام تسلوا عنه بالحلم
(٥١)
كم قد تعمق في إدراكه نظر
وأعملت من ذوي فكر به فكر
فما تجدد لا علم ولا خبر
فمبلغ العلم فيه أنه بشر
وأنه خير خلق الله كلهم
(٥٢)
كم جاءت الرسل الأولى لمطلبها
بحجة شعشعت أنوار مذهبها
فكان من نوره إشراق كوكبها
وكل آي أتى الرسل الكرام بها
فإنما اتصلت من نوره بهم
* * *
(٥٣)
هم النجوم بهم تجلى غياهبها
ما حجب الشمس عن عين مغاربها
فلا يقاس بنور منه ثاقبها
فإنه شمس فضل هم كواكبها
يظهرن أنوارها للناس في الظلم
(٥٤)
كم شق جيب الدجى من نوره فلق
وعبق (١) الكون من أخلاقه عبق
فالخلق والخلق كل فيه متسق
أكرم بخلق نبي زانه خلق
بالحسن مشتمل بالبشر متسم
(٥٥)
خلق وخلق وكل أي مؤتلف
جود وبأس وكل غير مختلف
__________________
(١) عبق : نشر الرائحة الطيبة.
فيا لمولى بكل الفضل متصف
كالزهر في ترف والبدر في شرف
والبحر في كرم والدهر في همم
(٥٦)
على أساريره سيما بسالته
تلوح كالبدر يزهو وسط هالته
لم يبد إلا وفروا من مهابته كأنه وهو فرد في جلالته
في عسكر حين تلقاه وفي حشم
(٥٧)
كم بالمقال جلا للريب من سدف (١)
وبابتسام محا لليل من سجف
فاللفظ والثغر در أي مرتصف
كأنما اللؤلؤ المكنون في صدف
من معدني منطق منه ومبتسم
__________________
(١) السدف : الظلم.
(٥٨)
فلذ بقبر به الرحمن أكرمه
ومثل تحريمه للبيت حرمه
والثم ثرى رمسه إن نلت ملثمه
لا طيب يعدل تربا ضم أعظمه
طوبى لمنتشق منه وملتثم
(٥٩)
قد شق ميلاده إصباح مفخره
عن واضح المجد سامي الجد أزهره
ومنذ بان الهدى من حين مظهره
أبان مولده عن طيب عنصره
يا طيب مبتدأ منه ومختتم
(٦٠)
يوم به نال أهل الحق أمنهم
من خوفهم وأحق الله ظنهم
يوم تبين فيه الروم وهنهم
يوم تفرس فيه الفرس أنهم
قد أنذروا بحلول البؤس والنقم
(٦١)
كم ضاق فيهم من الأقطار متسع
فالكل منهم شج مما عرى جزع
فظل كسرى لديهم وهو منقطع
وبات إيوان كسرى وهو منصدع
كشمل أصحاب كسرى غير ملتئم
(٦٢)
فكم هوت منه نحو الأرض من شرف هوت بشامخ ما للفرس من شرف فالجو مضطرب الأرجاء من دنف
والنار خامدة الأنفاس من أسف
عليه والنهر ساهي العين من سدم
(٦٣)
لقد تمادت على الكفار حيرتها
إذ لم تفدها لغور الماء غيرتها
قد غمها أن خبت عنها نويرتها
وساء ساوة أن غاضت بحيرتها
ورد واردها بالغيظ حين ظمي
(٦٤)
فالنار والماء من خوف ومن وجل
قد حال عن طبعه كل إلى بدل
فالنار في صرد (١) والماء في غلل (٢)
كأن بالنار ما بالماء من بلل
حزنا ، وبالماء ما بالنار من ضرم
(٦٥)
آيات حق لأهل الزيغ قامعة
منها بروق الهدى في الكون لامعة
فالإنس تلهج والأملاك صادعة
والجن تهتف والأنوار ساطعة
__________________
(١) الصرد : البرودة.
(٢) الغلل : الحرارة.
والحق يظهر من معنى ومن كلم
(٦٦)
كم بشروا لو يلقون الهدى بنعم
وأنذروا لو يوقون الردى بنقم
لكنهم من عمى لجوا به وصمم
عموا وصموا فإعلان البشائر لم
يسمع وبارقة الإنذار لم تشم
(٦٧)
أبدى لهم نبأ الأصنام سادنهم
لما هوت فخوت منها مدائنهم
ضاقت على القوم في رحب معاطنهم
من بعد ما أخبر الأقوام كاهنهم
بأن دينهم المعوج لم يقم
(٦٨)
كم كذبوا ما لديهم فيه من كتب
تعللا بأباطيل لهم كذب
من بعد ما رأوا الآيات من كثب
وبعد ما عاينوا في الأفق من شهب
منقضة وفق ما في الأرض من صنم
(٦٩)
هوت رجوما فوجه الوحي مبتسم
عن أبلج منه شمل الدين منتظم
فكل مسترق للسمع منقصم
حتى غدا عن طريق الوحي منهزم
من الشياطين يقفو إثر منهزم
(٧٠)
رموا من النجم منقضا بترهة (١)
قد أبطلت إذ أطلت كل ترهة (٢)
فأجفلوا هربا في كل مهمهة
كأنهم هربا أبطال إبرهة
أو عسكر بالحصى من راحتيه رمي
__________________
(١) الترهة : الداهية.
(٢) الترهة : الباطل.
(٧١)
به ابن متى (١) نجا من بعدما التقما
وفي يديه الحصى تسبيحه علما
لم يرم لكنما الله العظيم رمى
نبذا به بعد تسبيح ببطنهما
نبذ المسبح من أحشاء ملتقم
(٧٢)
كم قد هدى أمة ظلت معاندة
وكلما قربت ظلت مباعدة
ومذ بغت آية بالصدق شاهدة
جاءت لدعوته الأشجار ساجدة
تمشي إليه على ساق بلا قدم
(٧٣)
جاءت وردت بأمر منه وانسربت
__________________
(١) ابن متي : هو يونس النبي على نبينا وآله وعليه أفضل الصلاة والسلام.
فقال عودي فعادت مثلما ذهبت
جاءت إليه تخط الأرض واقتربت
كأنما سطرت سطرا لما كتبت
فروعها من بديع الخط في اللقم
(٧٤)
لقد دعاها فلبته مبادرة
فردها مثلما جاءته صادرة
لو شاء كانت لعلياه مسايرة
مثل الغمامة أنى سار سائرة
تقيه حر وطيس للهجير حمي
(٧٥)
قد شق عن قلبه الباري فجلله نورا وبالقمر المنشق بجله
فليهنأ البدر ما الرحمن خوله
أقسمت بالقمر المنشق أن له
من قلبه نسبة مبرورة القسم
* * *
(٧٦)
وما حكى الله من فضل له عمم
لم يحص عدا بقرطاس ولا قلم
وما روى الحبر من خيم ومن شيم
وما حوى الغار من خير ومن كرم
وكل طرف من الكفار عنه عمي
(٧٧)
أقام لا وجلا فيه ولا وجما
أجل وصاحبه مستشعر سدما
فقال لا تبتئس فالله خير حمى
فالصدق في الغار والصديق لم يرما
وهم يقولون ما بالغار من أرم
(٧٨)
حام الحمام بباب الغار إذ دخلا
والعنكبوت كسته نسجها حللا
فالقوم من حيرة ضلوا بها السبلا
ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت على
خير البرية لم تنسج ولم تحم
(٧٩)
نسج العناكب أقوى كل صارفة
للسوء عن فئة بالله عارفة
فاستغن بالله في صماء قاصفة
وقاية الله أغنت عن مضاعفة
من الدروع وعن عال من الأطم
(٨٠)
شكوت دهري إليه في تقلبه
فكنت غلاب دهري في تغلبه
فدع زماني يضوى في تعتبه
ما سامني الدهر ضيما واستجرت به
إلا ونلت جوارا منه لم يضم
(٨١)
فما شكوت عدوا في تردده
بالكيد في يومه نحوي وفي غده
إلا ثنى الكيد منه في مقلده (١)
ولا التمست غنى الدارين من يده
إلا استلمت الندى من خير مستلم
(٨٢)
ينام منتبها للوحي مجمله
وعى كما قد وعى منه مفصلة
إن تعرفوا ما به ذو الوحي خوله
لا تنكروا الوحي من رؤياه إن له
قلبا إذا نامت العينان لم ـ ينم
(٨٣)
كم في المنام رأى من قبل دعوته
وحيا وحيا أتاه حال غفوته
قد كان بادئ بدء من فتوته
فذاك حين بلوغ من نبوته
فكيف ينكر منه حال محتلم؟!
__________________
(١) أي رد كيده في نحره.
(٨٤)
أعظم بمولى لوعي الوحي منتخب
على الغيوب أمين غير ذي ريب
سبحان مولى له للوحي منتجب
تبارك الله ما وحي بمكتسب
ولا نبي على غيب بمتهم
(٨٥)
مولى محل الهدى والرشد ساحته
وباحة الوحي والأملاك باحته
كم أنعشت ميت إملاق سماحته
كم أبرأت وصبا باللمس راحته
وأطلقت أربا من ربقة اللمم
(٨٦)
مولى له من لباب المجد صفوته
ومن منيع رفيع القدر صهوته (١)
__________________
(١) الصهوة : مقعد الفارس من الفرس ، والبرج يتخذ في أعلى الجبل.
أماتت الكفر والتضليل دعوته
وأحيت السنة الشهباء دعوته
حتى حكت غرة في الأعصر الدهم
(٨٧)
دعا فجللت الدنيا بغيهبها
سحائب قد تدلى صوب صيبها (١)
ثرت على الأرض من منهل هيدبها
بعارض جاد أو خلت البطاح بها
سيبا من اليم أو سيلا من العرم
(٨٨)
كم آية لذوي الإلحاد قد قهرت
قد حاولوا سترها جهلا فما استترت
يا لائمي في مزايا منه قد بهرت
دعني ووصفي آيات له ظهرت
ظهور نار القرى ليلا على علم
__________________
(١) الصيب : المطر.
(٨٩)
دعني أنظم درا سمطه كلم
قد أحكمت في مباني لفظه حكم
وإن تساوت بحاليه له قيم
فالدر يزداد حسنا وهو منتظم
وليس ينقص قدرا غير منتظم
(٩٠)
كم طار ذو مقول فيه فما وصلا
وإن تجاوز في زعم له وغلا
فليحتقر مدحه وليقصر الأملا
فما تطاول آمال المديح إلى
ما فيه من كرم الأخلاق والشيم
(٩١)
عن كنهه السور العظمى محدثة
وللمزايا له والفضل مورثة
قديم فضل له الآيات محدثة
آيات حق من الرحمن محدثة
قديمة صفة الموصوف بالقدم
(٩٢)
جاءت تبشرنا طورا وتنذرنا
حرصا علينا وبالعقبى تبصرنا
ومن مصارع عاد كم تحذرنا
لم تقترن بزمان وهي تخبرنا
عن المعاد وعن عاد وعن إرم
(٩٣)
أعظم بمعجزة للوعد منجزة
وفية بالمعاني الغر موجزة
لملة الحق ما دامت معززة
دامت لدينا ففاقت كل معجزة
من النبيين إذ جاءت ولم تدم
(٩٤)
آيات صدق سمت في الصدق عن شبه
كم نبهت من غوي غير منتبه
مبينات فما حق بمشتبه
محكمات فما يبقين من شبه
لذي شقاق ولا يبغين من حكم
(٩٥)
كم قد تجلت بها للريب من ريب
وكم بصدق بها ردت أخا كذب
ما غولبت عوض إلا وهي في غلب
ما حوربت قط إلا عاد من حرب
أعدى الأعادي إليها ملقي السلم
(٩٦)
كم رام ذو فطنة دركا لغامضها
فخاض في لجة أودت بخائضها
وكلما عارضوها في مناقضها
ردت بلاغتها دعوى معارضها
رد الغيور يد الجاني عن الحرم
* * *
(٩٧)
فكم ينابيع من هدي ومن رشد
روت بريقها المخضل قلب صد
ألفاظ در كعقد النجم مطرد
لها معان كموج البحر في مدد
وفوق جوهره في الحسن والقيم
(٩٨)
جاءت وقد طمت الدنيا غياهبها
جهلا فجلى ظلام الجهل ثاقبها
عجائب ضل عنها الدهر حاسبها
فما تعد ولا تحصى عجائبها
ولا تسام على الإكثار بالسأم
(٩٩)
نور من الله للتبيان أنزله
على نبي هدى بالحق أرسله
ومذ تلا ما تلا منها ورتله
قرت بها عين قاريها فقلت له
لقد ظفرت بحبل الله فاعتصم
(١٠٠)
كم أيقظت لو دعت لما دعت يقظا
واستحفظت لو أصابت من لها حفظا
فكن بوعظ لها إن تتل متعظا
إن تتلها خيفة من حر نار لظى
أطفأت حر لظى من وردها الشبم
(١٠١)
كم فاز ذو مطلب منها بمطلبه
وأطلعت بدره من بعد مغربه
كم أزهرت وجه عاص بعد غيهبه
كأنها الحوض تبيض الوجوه به
من العصاة وقد جاؤوه كالحمم
(١٠٢)
جاءت نجوما لتاليها منزلة
مبينات لواعيها مفصلة
كالشمس نورا وكالعيوق منزلة
وكالصراط وكالميزان معدلة
فالقسط من غيرها في الناس لم يقم
(١٠٣)
تطلعت والحسود الغمر يسترها
بغيا وقد شعشع الأكوان نيرها
فما عليك إذا ما ضل منكرها
لا تعجبن لحسود راح ينكرها
تجاهلا وهو عين الحاذق الفهم
(١٠٤)
إن أنكر الصبح ذو حيف وذو أود
فالصبح لم يخف في حال على أحد
قد ينكر الفضل أهل الجهل من حسد
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد
وينكر الفم طعم الماء من سقم
* * *
(١٠٥)
يا خير من أمل الراجي سماحته
ومن لجدواه مد الغيث راحته
يا من به يجد المكروب راحته
يا خير من يمم العافون ساحته
سعيا وفوق متون الأينق الرسم
(١٠٦)
يا من هو النصر في الدنيا لمنتصر
ومن هو الذخر في الأخرى لمدخر
يا من هو الحجة العليا لمزدجر
ومن هو الآية الكبرى لمعتبر
ومن هو النعمة العظمى لمغتنم
(١٠٧)
ملأت من سيب ما أوعيت من كرم
شعاب مكة من فرع إلى قدم
ومذ دعيت لمرقى أي محترم
سريت من حرم ليلا إلى حرم
كما سرى البدر في داج من الظلم
(١٠٨)
هوت لإسرائك الأملاك منزلة
واستقبلتك رياح اللطف مقبلة
ولم تزل لك نحو القدس موصلة
وبت ترقى إلى أن نلت منزلة
من قاب قوسين لم تدرك ولم ترم
(١٠٩)
في ليلة بك جلت جنح غيهبها
إذ نبت عن بدرها فيها وكوكبها
خرت لعلياك من علوي مرقبها
وقدمتك جميع الأنبياء بها
والرسل تقديم مخدوم على خدم
(١١٠)
تقربوا بك زلفى في تقربهم
بخدمة لك أدنتهم لمطلبهم
قد كنت إذ أوكبوا (١) بدرا لموكبهم
وأنت تخترق السبع الطباق بهم
في موكب كنت فيه صاحب العلم
(١١١)
ما زلت من أفق ترقى إلى أفق
مجاوزا طبقا للقرب عن طبق
شأوت كل أخي سبق بمستبق
حتى إذا لم تدع شأوا لمستبق
من الدنو ولا مرقى لمستنم
(١١٢)
نبهت للقرب والغمر الحسود وقذ (٢)
وقد وفيت بميثاق عليك أخذ
ومذ رفعت ومن لم يدن منك نبذ
خفضت كل مقام بالإضافة إذ
__________________
(١) أوكبوا : رتبوا موكبا.
(٢) وقذ : أنيم.
نوديت بالرفع مثل المفرد العلم
(١١٣)
أدركت من خطر لولاك ذي خطر
ما ليس يدرك في سمع ولا بصر
خصصت بالقرب من باد ومحتضر
كيما تفوز بوصل أي مستتر
عن العيون وسر أي مكتتم
(١١٤)
كم جزت في صهوات المجد من حبك
وكم سموت لنيل القرب من فلك
وكم تجاوزت دون الرسل من ملك
فحزت كل فخار غير مشترك
وجزت كل مقام غير مزدحم
(١١٥)
كم قد خرقت لما وليت من حجب
وكم رأيت لما أوليت من عجب
فجل نعتك عن نظم وعن خطب
وجل مقدار ما وليت من رتب
وعز إدراك ما أوليت من نعم
(١١٦)
مولى به الله رب الفضل فضلنا
وبالعناية دون الناس خولنا
فليهننا ما من البشرى تجللنا
بشرى لنا ـ معشر الإسلام ـ إن لنا
من العناية ركنا غير منهدم
(١١٧)
فدع لساني يجري في براعته
بنعت من كل عاص في شفاعته
أكرم بداع كرمنا في إطاعته
لما دعا الله داعينا لطاعته
بأكرم الرسل كنا أكرم الأمم
(١١٨)
مولى به الله أصفانا بنعمته
واختصنا واصطفانا أهل ملته
دعا فمذ بلغت أنباء دعوته
راعت قلوب العدى أنباء بعثته
كنبأة أجفلت غفلا من الغنم
(١١٩)
كم قد سطا بهم في كل مشتبك
للسمر مضطرب الأرجاء مرتبك
أنى يفرون خوفا من سطا ملك
ما زال يلقاهم في كل معترك
حتى حكوا بالقنا لحما على وضم
(١٢٠)
أبادهم فقضى بعض بمضربه
رعبا وشالت به عنقاء مغربه
والبعض ضاق عليه وجه مهربه
ودوا الفرار فكادوا يغبطون به
أشلاء شالت مع العقبان والرخم
* * *
(١٢١)
تفنى الدهور ويبلي الله جدتها
وتستمر ولا يدرون مدتها
ومن حروب أذيق القوم شدتها
تمضي الليالي ولا يدرون عدتها
ما لم تكن من ليالي الأشهر الحرم
(١٢٢)
أباحه الدين إذ حادوا استباحتهم
بكل غرثان يستقري إجاحتهم
ظمآن أوسع كي يروى جراحتهم
كأنما الدين ضيف حل ساحتهم
بكل قرم إلى لحم العدى قرم (١٢٣)
كم قاد أرعن (١) موارا بجائحة
__________________
(١) الأرعن : الجيش الجرار ، تشبيها له بالجبل.
بعوم في عباب الآل طافحة
يسطو بشوس مصاليت جحاجحة
يجر بحر خميس فوق سابحة
يرمي بموج من الأبطال ملتطم
(١٢٤)
كم جر نحو العدى من فيلق لجب
ربيط جأش كموج البحر مضطرب
يرمي بشهب كما تنقض من شهب
من كل منتدب لله محتسب
يسطو بمستأصل للكفر مصطلم
(١٢٥)
كم أنهجوا من سبيل نحو مذهبهم
بحد خطيهم طورا ومقضبهم
وكم وكم شعبوا صدعا لمشعبهم
حتى غدت ملة الإسلام وهي بهم
من بعد غربتها موصولة الرحم
* * *
(١٢٦)
صينت بكل أبي الضيم منتدب
للعز ليس بعزهاة ولا لغب (١)
تنفك في راحة والقوم في تعب
مكفولة أبدا منهم بخير أب
وخير بعل فلم تيتم ولم تئم
(١٢٧)
لو كنت تشهد إذ كروا تصادمهم
والروح بالنصر لا ينفك قادمهم
رسوا (٢) فلست ترى قرنا مقاومهم
هم الجبال فسل عنهم مصادمهم
ماذا رأى منهم في كل مصطدم
(١٢٨)
كم أرهقوهم عذابا إذ عتوا صعدا
__________________
(١) العزهاة واللغب : الجبان.
(٢) رسوا : ثبتوا في الحرب.
ومن أرب الردى لم يلق غير ردى
سل خيبرا حين ولى جمعهم بددا
وسل حنينا وسل بدرا وسل أحدا
فصول حتف لهم أدهى من الوخم
(١٢٩)
الجاعلي الولد شيبا عندما ولدت
بعاديات عليهم ـ في الحجور عدت
الموردي الشهب لج الموت ما وردت
المصدري البيض حمرا بعدما وردت
من العدى كل مسود من اللمم
(١٣٠)
الكاشفين دجى الهيجاء ما حلكت
ببارقات لأعمار العدى بتكت
الشاعلين ببيض الهند ما فتكت
والكاتبين بسمر الخط ما تركت
أقلامهم حرف جسم غير منعجم
* * *
(١٣١)
سلاحهم لأعاديهم تحرزهم
بعز مولى به قدما تعززهم
قد مازهم بمزاياهم مميزهم
شاكي السلاح لهم سيما تميزهم
والورد يمتاز بالسيما من السلم
(١٣٢)
هم الكماة أعز الله نصرهم
به وطيب طيب الزهر نجرهم
ولم تزل كلما استنشيت عطرهم
تهدي إليك رياح النصر نشرهم
فتحسب الزهر في الأكمام كل كمي
(١٣٣)
تسنموا صهوات الجرد منتدبا
يهتاج مشتملا بالحزم منتقبا
أرسوا فلست ترى نكسا ولا ثئبا
كأنهم في ظهور الخيل نبت ربى
من شدة الحزم لا من شدة الحزم
(١٣٤)
طافوا بهم فتمنوا للنجا نفقا
في الأرض أو سلما يرقى بهم أفقا
ومذ عدوا وغدا جمع العدى مزقا
طارت قلوب العدى من بأسهم فرقا
فما تفرق بين البهم والبهم
(١٣٥)
من كل ندب تبت الشر شرته (١)
شهم أمرت على العلات مرته
يكر مقرونة بالنصر كرته
ومن تكن برسول الله نصرته
إن تلقه الأسد في آجامها تجم
* * *
__________________
(١) الشرة : القوة ، وحدة الشباب.
(١٣٦)
غوث الولي فما ينفك في وزر
حتف العدو فلم يبرح على خطر
فسرح اللحظ في باد ومحتضر
فلن ترى من ولي غير منتصر
به ولا من عدو غير منقصم
(١٣٧)
وافى إلى الله يدعو في أدلته
والشرك ظلل كلا في أظلته
ومذ دهى الغي مجتاحا بصولته
أحل أمته في حرز ملته
كالليث حل مع الأشبال في الأجم
(١٣٨)
كفاك بالذكر برهانا لمنتضل
يرد كل دخيل الأصل ذي دخل
فاقصم به كل ذي ريب وذي جدل
كم جدلت كلمات الله من جدل
فيه وكم خصم البرهان من خصم
(١٣٩)
أمي بعث به أضحت مميزة
تلك العلوم التي ما زلن ملغزة
إن تبغ معجزة للخصم معجزة
كفاك بالعلم في الأمي معجزة
في الجاهلية والتأديب في اليتم
(١٤٠)
أفنيت عمري وقلبي في تقلبه
يهيم في كل واد من تخيبه
ومنذ بؤت بعاصي القلب مذنبه
خدمته بمديح أستقيل به
ذنوب عمر مضى في الشعر والخدم
(١٤١)
صبت على قلبي العاني مصائبه
من شقوة وهوى كل يغالبه
دعني أراقب خوفا ما أراقبه
إذ قلداني ما تخشى عواقبه
كأنني بهما هدي من النعم
(١٤٢)
دعني أمت ندما إذ لم أمت ندما
من غفلة ضاع فيها العمر وانصرما
ومذ عصيت النهى والحلم مجترما
أطعت غي الصبا في الحالتين وما
حصلت إلا على الآثام والندم
(١٤٣)
فيا لنفس تمادت في شرارتها
لا ترعوي عن قبيح من زعارتها
تعتاض عن ربحها أشنى خسارتها
فيا خسارة نفس في تجارتها
لم تشتر الدين بالدنيا ولم تسم
* * *
(١٤٤)
ويا لأسيان (١) ساهي القلب غافله
مستبدل حقه جهلا بباطله
يبتاع عاجله الفاني بآجله
ومن يبع آجلا منه بعاجله
يبن له الغبن في بيع وفي سلم
(١٤٥)
إن فاتني جل مسنون ومفترض
فإن لي من ولاه أيما عوض
فلم أبت قط من ذنب على مضض
إن آت ذنبا فما عهدي بمنتقض
من النبي ولا حبلي بمنصرم
(١٤٦)
على ولائيه ميلادي وتربيتي
__________________
(١) الأسيان : الحزين.
وباسمه كلما نوديت تغذيتي
إن خنت عهدي وميثاقي بمعصيتي
فإن لي ذمة منه بتسميتي
محمدا وهو أوفى الخلق بالذمم
(١٤٧)
كم من يد لي منه أردفت بيد
أرجوه يشفع يومي مثلها بغدي
مولاي خذ بيدي واعدل غدا أودي
إن لم تكن في معادي آخذا بيدي
فضلا وإلا فقل يا زلة القدم
(١٤٨)
مولى أفاض على الدنيا مراحمه
وذاد عن كل ذي إثم مآثمه
تراه يحرم راجيه مغانمه؟!
حاشاه أن يحرم الراجي مكارمه
أو يرجع الجار منه غير محترم
* * *
(١٤٩)
ألزمت نفسي مذ كانت ممادحه
فما عدمت على حال منائحه
وكم كفاني من دهر جوائحه
ومنذ ألزمت أفكاري مدائحه
وجدته لخلاصي أي ملتزم
(١٥٠)
فاهرب إليه بنفس منك ما هربت
إليه إلا ونالت منه ما طلبت
فليس تعدو المنى نفسا له رغبت
ولن يفوت الغنى منه يدا تربت
إن الحيا ينبت الأزهار في الأكم
(١٥١)
سمطت بردة مدح في علاه شفت
أديب بوصير فاستوفت علا ووفت
أرجو بها الفوز في العقبى وتلك كفت
ولم أرد زهرة الدنيا التي اقتطفت
يدا زهير بما أثنى على هرم
(١٥٢)
مولاي عبدك دلاه بمعطبه
خطب أضاق عليه وجه مذهبه
يدعوك والخطب طاح في تصوبه
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به
سواك عند حلول الحادث العمم
(١٥٣)
أشفيت لولاك من ذنبي على عطبي
فكن شفيعي لربي يوم منقلبي
كم عم جاهك من ناء ومقترب
ولن يضيق ـ رسول الله ـ جاهك بي
إذا الكريم تجلى باسم منتقم
(١٥٤)
فادرأ بجاهك عن نفسي مضرتها
واقمع على نزق فيها معرتها
وسق إليها بداريها مسرتها
فإن من جودك الدنيا وضرتها
ومن علومك علم اللوح والقلم
(١٥٥)
كم بالرجاء نجت نفس امرئ وسمت
وبالقنوط هوت أخرى وما علمت
كم بين من حرمت يأسا ومن رجمت
يا نفس لا تقنطي من زلة عظمت
إن الكبائر في الغفران كاللمم
(١٥٦)
واها لنفسي كم بالعفو يكرمها
ربي الكريم وكم بالذنب أظلمها
فازدد رجاء إذا ما ازداد مأثمها
لعل رحمة ربي حين يقسمها
تأتي على حسب العصيان في القسم
* * *
(١٥٧)
يا رب دعوة راج منك ملتمس
أسير جرم ببحر الذنب منغمس
لولا رجاؤك لم أبرح على يأس
يا رب فاجعل رجائي غير منعكس
لديك واجعل حسابي غير منخرم
(١٥٨)
وفك عبدك من ذنب تجلله
بعبء هم ليوم الحشر أثقله
وهب له من جميل الصبر أجمله
والطف بعبدك في الدارين إن له
صبرا متى تدعه الأهوال ينهزم
(١٥٩)
وبلغ المصطفى مع كل ناسمة
أعلاق نفس لبعد العهد ناسمة
وجد بمزن ثناء منك ساجمة
وأذن لسحب صلاة منك دائمة
على النبي بمنهل ومنسجم
(١٦٠)
واشفع به آله من قد زكوا نسبا
به وأصحابه أوفى الورى حسبا
ورنح الكون من أمداحهم طربا
ما رنحت عذبات البان ريح صبا
وأطرب العيس حادي العيس بالنغم
والحمد لله رب العالمين.
* * *
من أنباء التراث
|
كتب صدرت محققة * وقعة الجمل. تأليف : ضامن بن شدقم بن علي الحسيني المدني ، كان حيا سنة ١٠٩٠ ه. كتاب مخصص لذكر وقائع وأحداث معركة الجمل التاريخية التي دارت رحاها قرب البصرة سنة ٣٠٠ ه بين الإمام أمير المؤمنين علي عليهالسلام بعد بيعة المسلمين له بالخلافة ، وبين الذين نكثوا بيعتهم له ، كما يتعرض لذكر ما رافق هذه المعركة من أحداث ومواقف المشاركين فيها وغيرهم قبل وأثناء المعركة وبعدها. تم التحقيق اعتمادا على نسخة مخطوطة واحدة ذكرت مواصفاتها في المقدمة. تحقيق : السيد تحسين آل شبيب |
|
الموسوي. صدر في قم سنة ١٤٢٠ ه. * جوامع الجامع ، ج ١. تأليف : أمين الإسلام الشيخ أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي ، المتوفى سنة ٥٤٨ ه. تفسير للقرآن الكريم ، هو الثالث للمصنف ، متوسط في المقدار والحجم بين تفسيريه : الكبير المبسوط مجمع البيان ، والصغير المختصر الكاف الشاف من كتاب الكشاف ، ألفه بعدهما وانتخبه منهما ، شرع به في صفر سنة ٥٤٢ ه وفرغ منه في محرم سنة ٥٤٣ ه. تم التحقيق اعتمادا على ٥ نسخ ، ثلاث مخطوطة ، واثنتين مطبوعة : الأولى على |
|
الحجر في طهران سنة ١٣٢١ ه ، والثانية في تبريز سنة ١٣٨٣ ه ، بالتصوير على نسخة مكتوبة بخط طاهر خوش نويس وبتحقيق السيد محمد علي القاضي الطباطبائي ، ذكرت مواصفات النسخ في المقدمة. طبعته سابقا ـ طباعة حديثة ـ جامعة طهران سنة ١٤١٢ ه ، بتحقيق الدكتور أبو القاسم الگرجي. يضم هذا الجزء من سورة الفاتحة إلى نهاية سورة الأعراف. تحقيق ونشر : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم / ١٤١٨ ه. *مسند الإمام علي عليهالسلام، ج ١ ـ ٥. تأليف : السيد حسن بن علي بن حسن القبانچي. موسوعة حديثية كبيرة ، تشتمل على ما ورد عن الإمام أمير المؤمنين علي عليهالسلام من نصوص وروايات وأحاديث نبوية شريفة وأقوال وآراء ، وما أثر من علمه وفقهه وفتاويه وأقضيته عليهالسلام ، وما سجل عنه من ألوان العطاء المشع والحكمة الهادية في مختلف مجالات الحياة .. استغرق العمل فيها نحو ٢٣ سنة ، من سنة |
|
١٣٨٧ ه ولغاية ١٤٠٩ ه. تم جمع هذه المرويات ـ دون تمييز الصحيح والحسن والضعيف منها ـ بعد التتبع والاستقراء والتنقيب ، واعتمادا على أوثق مصادر العامة والخاصة ، ثم ترتيبها بشكل مباحث مقسمة إلى أبواب والأبواب تشتمل على عناوين شتى تبعا لاختلاف مضامينها ، إذ فيها الأحكام والاحتجاجات والقضاء والنصائح والحكم ، وغيرها من المفاهيم. ضمت الأجزاء الخمسة ٤٢ مبحثا هي : العقل والجهل ، العلم والعلماء ، الحديث وفضله ، البدع والأهواء والقياس ، التوحيد ، الإيمان والكفر ، القرآن وفضله ، وفضائل بعض السور والآيات ، ثم تفسير الآيات وتأويلها ، الدعاء ، والأحراز والعوذ ، ثم الطهارة ، الصلاة ، المساجد ، الصوم ، والحج ، ثم الخمس ، الزكاة ، الصدقة ، المرض وعيادة المريض ، الوصية ، الميت وأحواله ، الميراث ، الجهاد في سبيل الله ، التقية ، جهاد النفس ، فعل المعروف ، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والمناهي ، ثم النكاح ، حقوق الأولاد والآباء ، الطلاق ، العدة وأحكامها ، الإيلاء ، الخلع والمباراة ، اللعان ، الظهار ، العتق ، الصيد ، الذباحة ، الأطعمة والأشربة ، وأخيرا مبحث اللباس |
|
والتجمل. ضبط وتخريج : الشيخ طاهر السلامي. نشر : دار الأسوة ـ قم / ١٤٢٠ ه. * تحرير الأحكام الشرعية على مذهب الإمامية ، ج ١ و ٢. تأليف : العلامة الحلي ، الشيخ جمال الدين أبي منصور الحسن بن يوسف بن المطهر الأسدي (٦٤٨ ـ ٧٢٦ ه). من المتون الفقهية المهمة للعلامة قدسسره صاحب الموسوعات الفقهية والمصنفات الأصولية والكلامية ، وهو دورة كاملة من الطهارة إلى الديات. يشتمل على معظم المسائل الفقهية ، مع إيراد أكثر المطالب التكليفية الشرعية الفرعية ، من غير تطويل بذكر حجة ودليل ، مقتصرا على مجرد الفتوى ، تاركا الاستدلال ، مستوعبا الفروع والجزئيات ، مستخرجا لفروع لم يسبق إليها .. مرتبا على ترتيب كتب الفقه في أربع قواعد في : العبادات ، المعاملات ، الإيقاعات ، والأحكام. تم التحقيق اعتمادا على نسختين : مطبوعة في إيران سنة ١٣١٤ ، ومخطوطة ذكرت مواصفاتها في المقدمة ، والمؤمل أن يصدر في ستة أجزاء. |
|
اشتمل الجزء الأول على القاعدة الأولى : في العبادات ، المتضمنة كتب : الطهارة ، الصلاة ، الزكاة ، الصوم ، وبعض مقاصد الحج .. فيما اشتمل الجزء الثاني على بقية مقاصد كتاب الحج ، وكتب : الجهاد ، المتاجر ، الدين والضمان. تحقيق : الشيخ إبراهيم البهادري. نشر : مؤسسة الإمام الصادق عليهالسلام ـ قم / ١٤٢٠ ه. * منازل الآخرة والمطالب الفاخرة. تأليف : المحدث الشيخ عباس القمي (١٢٩٤ ـ ١٣٥٩ ه). من الكتب المهمة في الأخلاق ، يعرض ـ بشكل مختصر مفيد ـ ما سيلاقيه الإنسان في سفره البعيد للآخرة من أهوال ومواقف صعبة وعقبات شديدة ومنازل عسرة ، إذ يشتمل على طائفة مما ورد في وصف العوالم التي ستواجه الإنسان حين ينتهي عيشه في هذه الحياة الدنيا ، ويعرضها بشكل منظم ومرتب ـ بعد تتبعها واستقصائها ـ ابتداء من سكرات الموت وانتهاء بدخول الجنة أو النار ، اعتمادا على ما جاء عن النبي الأعظم صلىاللهعليهوآله وأهل بيته المعصومين عليهمالسلام. تضمنت فصوله استعراضا لهذه المنازل |
|
والعقبات المهولة ، والمنجيات منها إلى جنبها : الموت ، القبر ، البرزخ ، القيامة ، مواقف الميزان والحساب ونشر الصحف ، مورد الصراط وعقباته ، ثم خاتمة في ذكر الأخبار التي تصف شدة عذاب جهنم مع ذكر بعض القصص والأمثال ، وملحق أضافه المترجم في وصف الجنة ونعيمها. فرغ المؤلف منه في سنة ١٣٤٧ ه وطبع في السنة نفسها. ترجمة وتحقيق : السيد ياسين الموسوي. نشر : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم / ١٤١٩ ه. * الفصول المهمة في تأليف الأمة. تأليف : الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي العاملي ، صاحب المراجعات ، (١٢٩٠ ـ ١٣٧٧ ه). فصول تتضمن دعوة ـ بموضوعية وعلمية ـ لتوحيد كلمة طوائف المسلمين ، ونبذ الفرقة والبغضاء بينهم ، إذ تناولت آراء ونظرات وتحليلات ـ المصنف ـ في أمهات المسائل الخلافية ، وسعت لكشف جذور أسباب الخلاف وعوامل التفرق ، لمعالجتها وتجاوزها ، وتوضيح المفارقات |
|
والإشكالات المنهجية والعلمية في ما أثير من فتن وشحناء ، اعتمادا على الحجة والبرهان واستدلالا بما ورد في صحاح ومسانيد ومصادر العامة. تشتمل على : بيان دواعي التقارب والألفة ، مناقشة مسائل الخلاف والتحذير من مخالفة أوامر الله عزوجل والرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله ، إيراد الأدلة قرآنا وسنة على صحة ما تذهب إليه الإمامية ، معنى الإسلام والإيمان ، الشهادتان وحرمة المسلم ، الإسلام يجمع الإمامية وغيرهم ، نجاة جميع الموحدين ، الفتاوى بنجاة أهل الشهادتين في الآخرة ، بشارات السنة للشيعة ، عرض مبسوط لتأويلات الصحابة في عهد الرسول صلىاللهعليهوآله وما بعده ، وأن بعضهم لم يتعبد بنصوصه صلىاللهعليهوآله في ما يتعلق بالسياسة وتدبير قواعد الدولة ، فتاوى التكفير ومناقشاتها ، دور الكذابين وبعض الكتاب في التفرقة وما نسبوه إلى الشيعة من كذب وبهتان ، أسباب الفرقة والتباعد بين المسلمين ، وأخيرا ذكر أسماء عشرات من الصحابة ممن كان يتشيع للإمام علي عليهالسلام. تم التحقيق اعتمادا على نسختين مطبوعتين ، ذكرت مواصفاتهما في المقدمة. |
|
تحقيق : الدكتور عبد الجبار شرارة. نشر : رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية ـ طهران / ١٤١٧ ه. * حاشية كتاب المكاسب. تأليف : المحقق الفقيه الشيخ آقا رضا الهمداني ، المتوفى سنة ١٣٢٢ ه. كتاب يشتمل على شرح وتعليقات المصنف على كتاب المكاسب للشيخ الأعظم مرتضى الأنصاري ، المتوفى سنة ١٢٨١ ه ، الذي يعد من أفضل ما كتب في فقه المعاملات ، إذ يعنى ببيان المسائل الفقهية المتعلقة بأحكام الكسب وما يكتسب به ، مطبوع مرارا ، وعليه شروح وحواش كثيرة لأهمية موضوعه ، وهو مدار التدريس والبحث في الحوزات العلمية إلى الآن. تبدأ التعليقات هذه من كتاب البيع وتنتهي في آخر مباحث كتاب الخيارات ، وهي مشحونة بالتحقيقات الفقهية والتطبيقات الأصولية. تم التحقيق اعتمادا على نسختين مخطوطتين ، ذكرت مواصفاتهما في المقدمة. تحقيق : الشيخ محمد رضا الأنصاري القمي. |
|
صدر في قم سنة ١٤٢٠ ه. * تأويل ما نزل من القرآن الكريم في النبي وآله صلى الله عليهما. تأليف : محمد بن العباس بن علي الماهيار البزاز ، المعروف بابن الجحام ، من أعلام القرن الرابع الهجري. سفر قديم ، يشتمل على روايات المعصومين عليهمالسلام ـ ٥٦٥ رواية ـ الواردة في تفسير وتأويل الآيات القرآنية النازلة في الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله وآله بيته الكرام عليهمالسلام بالأسانيد العالية المتصلة من طريق الشيعة ، ومن طريق غيرهم. تم استقصاؤها وجمعها من المصادر التي نقلت عن هذا الكتاب ، إذ لم يعثر له على نسخة مخطوطة كاملة وخاصة به ، كما إن حجمه الحقيقي أكبر بكثير ـ نحو عشرة أجزاء ـ من هذا المجموع ومما نقل عنه ، حسب ما جاء في وصف من وصفه من أعلام الطائفة. تحقيق : فارس تبريزيان. نشر : منشورات الهادي ـ قم / ١٤٢٠ ه. * تذكرة الفقهاء ، ج ١٠. تأليف : العلامة الحلي ، الشيخ جمال الدين أبي منصور الحسن بن يوسف بن |
|
المطهر الأسدي (٦٤٨ ـ ٧٢٦ ه). أهم وأوسع كتاب في الفقه الاستدلالي المقارن ، يوجد منه من أوائل كتاب الطهارة إلى كتاب النكاح ، لخص فيه مصنفه قدسسره فتاوى علماء المذاهب المختلفة وقواعد الفقهاء في استدلالاتهم ، مشيرا في كل مسألة إلى الخلاف الواقع فيها ، ويذكر ما يختاره وفق الطريقة المثلى وهي طريقة الإمامية ، ويوثقه بالبرهان الواضح القوي. تم تحقيق الكتاب اعتمادا على ١٥ نسخة مخطوطة ، منها ما هو مقروء على المصنف قدسسره ، ومنها ما عليه إجازة مهمة ، ذكرت مواصفات النسخ في المقدمة ، ومن المتوقع أن يصدر في ٢٠ جزءا. صدر منه تسعة أجزاء ضمت كتب : الطهارة ، الصلاة ، الزكاة ، الصوم ، الحج والعمرة ، الجهاد ، وهذا الجزء يشتمل على كتاب البيع. تحقيق ونشر : مؤسسة آل البيت عليهمالسلام لإحياء التراث ـ قم / ١٤١٩ ه. * جامع الشتات. تأليف : الشيخ محمد إسماعيل بن الحسين المازندراني الخواجوئي ، المتوفى سنة ١١٧٣ ه. |
|
كشكول في النوادر والمتفرقات ، مشتمل على جملة من المباحث والفوائد المتفرقة ، منتقاة من أبواب مختلفة لعلوم شتى ، من التفسير والحديث والفقه والرجال والكلام ، وغيرها من المعارف الإلهية. أغلبها شرح لأحاديث نبوية شريفة ولروايات الأئمة المعصومين عليهمالسلام منتخبة من مواضيع متنوعة مختلفة ، كما اشتمل على تحقيقات وتدقيقات ، ومناقشة لآراء وأقوال بعض الأعلام. تم التحقيق اعتمادا على نسختين مخطوطتين ، محفوظتين في مكتبة السيد المرعشي العامة في مدينة قم. تحقيق : السيد مهدي الرجائي. صدر في قم سنة ١٤١٨ ه. * غنائم الأيام في مسائل الحلال والحرام ، ج ١ ـ ٥. تأليف : الفقيه الميرزا أبو القاسم القمي (١١٥٢ ـ ١٢٢١ ه) صاحب كتاب القوانين المحكمة. من كتب الفقه الاستدلالي ، يجمع بين إيراد الفروع ، وإيراد الأدلة العقلية ، والأدلة النقلية ، ونقل الأقوال ، مع رعاية الاختصار ، مرتب في أربعة أقسام ، وكل قسم يضم |
|
كتبا ، وكل كتاب يضم فصولا ، وكل فصل يضم مقاصدا ، وكل مقصد يشتمل على مباحث. تم التحقيق اعتمادا على نسختين مخطوطتين ، ونسخة مطبوعة على الحجر ، ذكرت مواصفات النسخ في المقدمة. اشتملت الأجزاء الخمسة على القسم الأول في العبادات ، الذي ضم كتب الطهارة ، والصلاة ، والزكاة والخمس ، والصوم. تحقيق : مكتب الإعلام الإسلامي ـ فرع خراسان. نشر : مركز النشر التابع لمكتب الإعلام الإسلامي ـ قم / صدرت الأجزاء : ١ سنة ١٤١٧ ه ، و ٢ و ٣ سنة ١٤١٨ ه ، و ٤ و ٥ سنة ١٤٢٠ ه. * زين الفتى في شرح سورة (هل أتى) ، ج ١ و ٢. تأليف : العلامة النحوي ، أحمد بن محمد بن علي العاصمي الكرامي ، من أعلام القرن الخامس الهجري ، المولود سنة ٣٧٨ ه. كتاب فريد في بابه وفي موضوعه ، يشتمل على تفسير وشرح لسورة «الإنسان» ـ الدهر ـ المباركة ، مرتب في |
|
عشرة فصول ذكر المصنف عناوينها في مقدمته ، وهو في قسمه الأعظم عرض لمناقب الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام وبيان فضائل أصحاب الكساء الخمسة عليهمالسلام. اشتملت الفصول الأربعة الأولى على ما يتعلق بالسورة المباركة من ذكر نزولها وعدد آياتها وحروفها وكلماتها وثواب قارئها ، إعرابها ومواضع الوقوف منها ، بعض فوائدها على وجه الإيجاز والاختصار ، نظمها وتلفيق آياتها وخصائصها ، فيما اشتمل الفصل الخامس على ذكر مشابهة الإمام علي عليهالسلام بالأنبياء : آدم ، نوح وإبراهيم ويوسف وموسى وداود وسليمان وأيوب ويحيى بن زكريا وعيسى صلوات الله وسلامه عليهم ، ثم المصطفى المختار صلىاللهعليهوآله ، والفصل السادس على ذكر أسمائه عليهالسلام وكناه. تم تحقيق الكتاب اعتمادا على نسخة مخطوطة واحدة تنقص منها تتمة الفصل السادس والفصول الأربعة التي بعده ، وتهذيبه ـ بترك ما يقرب من ثلثه ـ وتسميته ب : العسل المصفى من تهذيب زين الفتى. تحقيق وتهذيب : الشيخ محمد باقر المحمودي. |
|
نشر : مجمع إحياء الثقافة الإسلامية ـ قم / ١٤١٨ ه. * سنن النبي صلىاللهعليهوآله. تأليف : العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي (١٣٢١ ـ ١٤٠١ ه) صاحب موسوعة الميزان في تفسير القرآن. كتاب يشتمل على طائفة مما أثر عن النبي الكريم صلىاللهعليهوآله من الآداب والسنن في مجالات الحياة المختلفة ، وطائفة من الأخبار الواردة في بيان الأفعال والأعمال التي كان صلىاللهعليهوآله يدأب على فعلها ويديم العمل بها ، والتي تتحدث عن سيرة حياته وآدابه وسننه ، فهي أفضل الآداب وأشرف السنن ، وهي أصح برنامج لحياة الإنسان يسره الله تعالى لعباده المخلصين. والكتاب مرتب في ٢١ بابا ـ مع ملحقات لكل باب ـ تعرض آداب وسنن الرسول الأسوة صلىاللهعليهوآله الفردية والشخصية ، ومع ربه جل وعلا ، ومع طبقات الناس ، بعد بيان شمائله وجوامع أخلاقه صلىاللهعليهوآله ، إذ اشتملت على آدابه في : معاشرته للناس ، النظافة وأحكام الزينة ، السفر ، اللباس المساكن ، النوم والفراش ، النكاح والأولاد ، الأطعمة والأشربة وآداب المائدة ، الخلوة وملحقاتها ، الأصوات |
|
وما يتعلق بها ، المداواة ، السواك ، الوضوء ، الغسل ، الصلاة ، الصوم ، الاعتكاف ، الصدقة ، قراءة القرآن ، الدعاء ، وملحقات الحج والنوادر والشمائل. صدر سابقا في حياة المصنف قدسسره مذيلا بترجمة فارسية للأحاديث ، وطبع مكررا ـ مع الملحقات ـ ويصدر هذه المرة بحذف الترجمة ومزيد من التدقيق في متن الكتاب. تحقيق وإلحاق : الشيخ محمد هادي الفقهي. نشر : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم / ١٤١٩ ه. * تحفة الأزهار وزلال الأنهار في نسب أبناء الأئمة الأطهار ، ج ١ و ٢. تأليف : السيد ضامن بن شدقم الحسيني المدني ، كان حيا سنة ١٠٩٠ ه. من الكتب المتخصصة بأنساب العلويين من ذرية الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله ، الواسعة والحافلة والدقيقة مع الإيجاز والاستيعاب ، ويعد من المراجع المهمة لكثير من المعنيين بالأنساب والتراجم والتاريخ والسير ، إذ يؤرخ للعلويين في نواحي الأرض التي انسابوا إليها متشعبين ، |
|
مع بيان المدن والمساكن التي حلوا فيها وتجمعوا وكونوا جاليات ومجاميع كبيرة ، ويؤرخ مراحل تاريخية طويلة امتدت من القرن الهجري الأول إلى أواخر القرن الحادي عشر ، ويتضمن كذلك الإشارة إلى أهم الأحداث التاريخية والقبلية والأدبية. في جزءين : الأول في ذكر نسب أبناء الإمام أبي محمد الحسن المجتبى عليهالسلام ، والثاني في قسمين : في ذكر نسب أبناء الإمام الشهيد أبي عبد الله الحسين عليهالسلام ، ونسب أبناء الإمام موسى الكاظم عليهالسلام. تم تحقيق الكتاب ـ الذي يصدر لأول مرة ـ اعتمادا على مخطوطة لكل الكتاب بخط المصنف وهي غير كاملة ، وعدة مخطوطات أخرى مكملة ومساعدة ، منها ما هو منقول عن أصل المؤلف ، ومنها ما كتب بأقلام الناسخين ، فقد اعتمد للجزء الأول على نسختين ، وللقسم الأول من الجزء الثاني على ٣ نسخ ، وللثاني منه على ٥ نسخ ، ذكرت مواصفات نسخ كل جزء أو قسم في مقدمته. تحقيق وتعليق : كامل سلمان الجبوري. نشر : مكتب نشر التراث المخطوط والمكتبة المتخصصة في تاريخ الإسلام وإيران ـ طهران / ١٤٢٠ ه. |
|
* تقويم الإيمان. تأليف : المير محمد باقر الداماد (٩٧٠ ـ ١٠٤١ ه). * كشف الحقائق. تأليف : السيد أحمد العلوي العاملي ، المتوفى بعد ١٠٥٤ ه وقبل ١٠٦٠ ه. مجلد واحد يضم كتابين في الفلسفة الإسلامية ومباحثها ، الأول يشتمل على آراء ونظريات وإبداعات المصنف في الفلسفة ، مرتب في مقدمة في الأمة المفترقة والفرقة الناجية منها ، وفصول خمسة متضمنة : بعض المبادئ والمباحث العامة .. براهين إثبات الواجب وإبطال الدور والتسلسل .. تبيين وإثبات الصفات السلبية للواجب بالذات .. التفصيل في بعضها مع بيان برهان إثبات الحدوث الدهري للممكنات .. ومباحث المعرفة والعلم وخاصة اللدني. والثاني ـ لتلميذ المصنف ـ يتضمن بيان معاني الكتاب الأول وشرح مبانيه الحكمية وتثبيتا وتقويما لها ، وعرضا لآراء وأفكار أستاذه الفلسفية ، إضافة إلى عرض ومناقشة آراء المذاهب الفلسفية للمدارس التي سبقتهم. تم تحقيق الأول اعتمادا على ثلاث |
|
مخطوطات ، اشتملت إحداها على تعليقات الملا علي النوري ، المتوفى سنة ١٢٤٦ ه ، والثاني على مخطوطتين ، ذكرت مواصفات النسخ جميعها في المقدمة. تحقيق : علي الأوجبي. نشر : مؤسسة مطالعات إسلامي دانشگاه طهران ـ طهران / ١٣٧٦ ه. ش. * مفتاح الكرامة في شرح قواعد العلامة. تأليف : السيد محمد جواد العاملي ، المتوفى سنة ١٢٢٦ ه. متن فقهي كامل ، من أهم وأنفع الشروح الكثيرة لكتاب قواعد الأحكام في معرفة مسائل الحلال والحرام للعلامة الحلي الحسن بن يوسف بن المطهر الأسدي (٦٤٨ ـ ٧٢٦ ه) ، والذي يعد من الكتب المشهورة المتداولة ، وهو موسوعة فقهية شاملة ومستوعبة ـ باختصار ـ لآراء أغلب فقهاء الإمامية ، المتقدمين منهم والمتأخرين ، وعليه ما يقرب من ٣٠ شرحا و ١٥ حاشية ، وهو من المتون الفقهية المهمة الكاملة ، من الطهارة إلى الديات ، لخص فيه العلامة رحمهالله فتاواه وبين قواعد الأحكام الشرعية للخاصة ، إذ |
|
اشتمل على ما يناهز ٦٦٠ قاعدة في الفقه. والشرح هذا بطريقة : (قوله : .. قوله : ..) أي يأخذ قول العلامة ويشرحه شرحا وافيا مستقصيا الأقوال الواردة في كل مسألة ، مشيرا إلى مواقع الإجماع والشهرة المذكورة أو المنقولة في كتب الفقهاء ، مع ذكر الدليل الذي لم يتم التعرض له ، والتنبيه على الخلل الواقع في جملة من المنقولات. تم التحقيق اعتمادا على النسخة المطبوعة ـ حروفيا ـ بتصحيح السيد محسن الأمين العاملي (١٢٨٤ ـ ١٣٧١ ه) سنة ١٣٢٤ ه في مصر ، في عشر مجلدات من القطع الرحلي. تحقيق : الشيخ محمد باقر الخالصي. نشر : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم / ١٤١٩ ه. * المقاصد العلية في شرح الرسالة الألفية ، وحاشيتا الألفية. تأليف : الشهيد الثاني ، زين الدين بن علي بن أحمد الجبعي العاملي (٩١١ ـ ٩٦٥ ه). مجلد واحد ضم أربع مصنفات فقهية لعلمين من علماء الإمامية : الرسالة الألفية |
|
للشهيد الأول ، محمد بن مكي الجزيني العاملي (٧٣٤ ـ ٧٨٦ ه) ، المقاصد العلية في شرحها ، الحاشية الوسطى عليها ، والحاشية الصغرى عليها ، للشهيد الثاني. الألفية : رسالة صغيرة تشتمل على البحث في حدود وفروض الصلاة العينية الواجبة ، مرتبة في مقدمة وفصول ثلاثة وخاتمة ، المقدمة في التعريف بالصلاة الواجبة ، وثوابها وأقسامها ، والفصول في مقدمات الصلاة الواجبة ومقارناتها ، ومنافياتها ، والخاتمة في أحكام الخلل الواقع في الصلاة ، والواجبات المختصة بباقي الصلوات الواجبة. أما المقاصد فهو شرح مزجي لمتن الألفية ، يشتمل على مباحث وتحقيقات عديدة ، متضمنة الاستدلال بالكتاب والسنة وذكر أقوال العلماء ، وترجيح بعضها على الآخر. والحاشية الوسطى : متوسطة في حجمها بين المقاصد والحاشية الصغرى. والصغرى : كتبها المصنف لعمل مقلديه ولتقييد آرائه في تأليفيه المقاصد والوسطى. تم التحقيق اعتمادا على ١٢ نسخة مخطوطة ، ٣ للألفية ، ٤ للمقاصد ، ٢ للوسطى ، ٣ للصغرى ، ذكرت مواصفات جميع النسخ في المقدمة. |
|
تحقيق : الشيخ محمد الحسون ، مركز الأبحاث والدراسات الإسلامية. نشر : مركز النشر التابع لمكتب الإعلام الإسلامي ـ قم / ١٤٢٠ ه. * دعوة الهدى إلى الورع في الأفعال والفتوى. تأليف : العلامة الشيخ محمد جواد البلاغي (١٢٨٢ ـ ١٣٥٢ ه). مناقشة وردود علمية متينة ـ وبأسلوب مبسط وواضح ـ لفتاوى الوهابية ، الواردة في ما أصدره علماء المدينة المنورة من إجابات لأسئلة وجهها لهم قاضي القضاة في الحجاز عبد الله بن بلهيد ، عام ١٣٤٤ ه (الموافق لعام ١٩٢٥ م) ، ونشرتها أكثر الصحف الصادرة آنذاك ، منها جريدة «أم القرى» في مكة ، وجريدة «العراق» في العراق ، وكان يستفتيهم في أمور عديدة ، منها : جواز البناء على القبور واتخاذها مساجد ، ووجوب هدم المراقد الشريفة لأنبياء وأوصياء وأولياء الله الصالحين ، وتقبيل الأضرحة ، والصلاة والذبح عند المقامات ، والنذر لله وإهداء ثوابه لصاحب المقام ، وغيرها. يأتي الكتاب على هذه الفتاوى ، الواحدة بعد الأخرى ، رادا ومفندا ما طرح |
|
فيها من أفكار وآراء ، ومبينا بطلانها وفسادها. وهو في الأصل محاضرة للمصنف ، كتبها وقدم لها ـ ثم طبعها ـ تلميذه الشيخ محمد علي الأردوبادي في السنة نفسها. تم تحقيق الكتاب ـ الذي يصدر لأول مرة ـ اعتمادا على النسخة المطبوعة حروفيا في النجف سنة ١٣٤٤ ه. تحقيق : السيد محمد عبد الحكيم الصافي. صدر في بيروت سنة ١٤٢٠ ه. طبعات جديدة لمطبوعات سابقة * مناظرات في الإمامة. جمع وتحقيق : الشيخ عبد الله الحسن. كتاب يضم طائفة من المحاورات والمناظرات المنقولة في أمهات المصادر القديمة والمؤلفات الحديثة ، والتي جرت بين أئمة وعلماء وأفراد الشيعة الإمامية وبين من خالفهم في مسألة الإمامة والخلافة ، أثبتوا فيها دلالة النصوص على أحقية خلافة أمير المؤمنين الإمام علي عليهالسلام وأبنائه الأئمة الأحد عشر عليهمالسلام ، وقاموا بالاستدلال عليها بالكثير من الأدلة |
|
والبراهين العقلية والنقلية والشواهد التاريخية ، من خلال الآيات والأحاديث النبوية الشريفة المتفق عليها عند جمهور المسلمين. تم ترتيب هذه المناظرات حسب التسلسل التاريخي لوقوع أحداثها ، ابتداء من الصدر الأول للإسلام وحتى وقتنا الحاضر. سبق أن نشرته منشورات أنوار الهدى في قم سنة ١٤١٥ ه ، وأعادت إصداره منشورات ذوي القربى في قم أيضا سنة ١٤٢٠ ه. كتب صدرت حديثا * الوهابية .. دعاوى وردود. تأليف : نجم الدين الطبسي. بحوث تشتمل على رد للآراء والأفكار الضالة لفرقة الوهابية ، وتفنيدها وبيان بطلان دعاواها ، يتضمن مناقشة الأحاديث التي يعدها الوهابيون دليلا ومرتكزا في اعتقاداتهم ، وإثبات خطأ ما ذهبت إليه تأويلاتهم المنحرفة ، مع إيراد آراء علماء الرجال بشأن رواتها ، وإيراد الشواهد والنصوص التاريخية في رد تلك الدعاوى الباطلة. |
|
يكتفي بالرد على ما يثيره هؤلاء بكثرة في مسائل مختلفة : الشفاعة ، التبركبالقبور ، زيارتها ، الصلاة والدعاء عندها ، بناؤها وعقد القباب ، الإسراج عليها ، الاستغاثة وطلب الحوائج ، النذر ، الحلف بغير الله ، والاحتفالات ببعض المناسبات الدينية ، إضافة إلى خاتمة تضمنت أسماء كتب عديدة في رد الوهابية. نشر : منشورات مشعر ـ قم / ١٤٢٠ ه. * الروض النضير في معنى حديث الغدير. تأليف : فارس حسون كريم. فصول سبعة تناولت جوانب متعددة من واقعة غدير «خم» وقول الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله المشهور فيها ، وعهده بالإمامة والخلافة لوصيه الإمام أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليهالسلام في ذلك المكان ، وعند رجوعه من حجة الوداع ، في ١٨ ذي الحجة من السنة العاشرة للهجرة. يتعرض في أولها لذكر خطبته صلىاللهعليهوآله كاملة ، وفي ثانيها إلى دلالة الحديث الشريف : «من كنت مولاه فعلي مولاه» وفي الثالث يستعرض بعض مصادر غير الشيعة ـ ٢٥٢ مصدرا ـ لبيان تواتر هذا الحديث وهذه الحادثة ، وعناية المسلمين |
|
بها على مدى التاريخ ، وفي الرابع ذكر إجابات لبعض المسائل المتعلقة بهذه الحادثة ، وأما في الفصل الخامس فقد ذكر ترجمة مختصرة ل ٦١ صحابيا ممن روى حديث الغدير ، وفي السادس الإشارة إلى القدر المتواتر والمتفق عليه بين طوائف المسلمين بخصوص هذه الواقعة وعهد الولاية الذي تضمنه حديث الغدير المعروف ، واشتمل الفصل الأخير على التعريف بيوم الغدير وحجة الوداع ووصفهما ، واستعراض عدة حوادث كشواهد على ظاهرة الحسد والغيض المكنون ـ في صدور أقوام ـ ضد الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام. نشر : مؤسسة أمير المؤمنين عليهالسلام ـ قم / ١٤١٩ ه. * النبي صلىاللهعليهوآله ومستقبل الدعوة. تأليف : مروان خليفات. بحث مختصر ، يتعرض لأشهر نظريتين في موقف الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله من مستقبل دعوته ، إذ هو خاتم الأنبياء والمرسلين ، ومبعوث للعالمين ، ورسالته خاتمة الأديان إلى يوم الدين ، واتخاذه الترتيبات اللازمة لحفظ الإسلام وضمان انتشاره. |
|
يناقش البحث الموقف السلبي والإيجابي للرسول الأمين من معجزته الخالدة القرآن العظيم ، ومن سنته الشريفة ، إذ تبتني إحدى النظريتين على أنه صلىاللهعليهوآله ترك القرآن متفرقا في صدور المسلمين وفي العسب واللخاف ولم يجمعه في كتاب واحد ، وأنه نهى عن تدوين سنته وتركها في صدور الرجال دون جمع أيضا وأرجع الناس في احتياجاتهم المستجدة إلى أصحابه ، فيما ابتنت الأخرى على عكس ذلك تماما ، مع تأكيده الدائم على مرجعية أهل البيت عليهمالسلام الفكرية والسياسية لمواصلة مسيرة الإسلام المباركة. صدر ضمن سلسلة «الرحلة إلى الثقلين» برقم ١. نشر : مركز الأبحاث العقائدية ـ قم / ١٤٢٠ ه. * الأنظار التفسيرية للشيخ الأنصاري. تأليف : صاحب علي المحبي. كتاب يشتمل على المباحث الفقهية القرآنية والآراء والبحوث التفسيرية لأستاذ الفقهاء الشيخ مرتضى الأنصاري (١٢١٤ ـ ١٢٨١ ه) ، المبثوثة في ثنايا كتبه ورسائله الفقهية والأصولية ، وهي ما بين تفسير واستشهاد واستدلال ، جمعت بعد استلالها |
|
واستخراجها من مؤلفات الشيخ قدسسره. نشر : مركز النشر التابع لمكتب الإعلام الإسلامي ـ قم / ١٤١٨ ه. * دائرة المعارف الحسينية. * معجم خطباء المنبر الحسيني ، ج ١. تأليف : الشيخ محمد صادق محمد الكرباسي. أحد أجزاء هذه الموسوعة الحسينية الضخمة التي قد تصل إلى ٥٠٠ جزء ، والمشتملة على كل ما يتعلق بالإمام السبط الشهيد أبي عبد الله الحسين عليهالسلام ، ونهضته وسيرته المباركة وأنصاره الكرام ، ودراستها من جميع الجوانب التاريخية والعلمية والأدبية والتراثية والسياسية وغيرها. يصدر ضمن قسم تراجم النادبين للإمام الحسين عليهالسلام / الخطباء الذي يضم كل من وصل خبره للمؤلف منهم من الذين يتولون القراءة في المجالس المقامة لإحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليهالسلام بمختلف طبقاتهم ولغاتهم وعصورهم ، من الأحياء والأموات ، مرتبة حسب الحروف الهجائية للإسم الثلاثي. تشتمل ترجمة الخطيب على بيان موجز لنسبه ، ولادته ووفاته ، مرتبته العلمية والثقافية ، تاريخ انخراطه في |
|
السلك الخطابي وأساتذته ، أسلوبه ، اللغة التي يخاطب عبرها الناس ، المساحة الجغرافية لمجالسه ، ودوره في الخطابة ـ إن وجد ـ وعرض إنجازاته ـ إن وجدت ـ وهذا الجزء اشتمل على قسم من حرف الألف ، إضافة إلى مقدمة في تاريخ الخطابة ، ومراحل تطور الخطابة الحسينية ومسؤولية الخطيب ومواصفات الخطيب الحسيني ، ومواضيع متعددة أخرى. نشر : المركز الحسيني للدراسات ـ لندن / ١٤٢٠ ه. * مساحة للحوار .. من أجل الوفاق ومعرفة الحقيقة. تأليف : أحمد حسين يعقوب. كتاب يضم مباحث هي ثمرة حوار فكري موضوعي بين صديقين مسلمين ، أحدهما المصنف والآخر صديقه المثقف الباحث عن الحقيقة ، طرح بشكل أسئلة من الأول وأجوبة من الثاني ، سعيا ورغبة في معرفة حقيقة التشيع والشيعة ومحاولة لتشخيص وتحديد طريق الهداية والنجاة في عالم اختلطت فيه الأمور وضاع الصواب والهدى. اشتملت أبوابه السبعة على القضايا الأساسية التي تعلقت بها الأسئلة ، وهي |
|
بيان مفهوم الشيعة والتشيع ، الإمامة بعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآله والنصوص الشرعية الدالة على خلافة الإمام علي عليهالسلام وإمامته ، عقيدة كل من أهل بيت النبوة عليهمالسلام وشيعتهم ، والخلفاء وشيعتهم في كل من : جمع القرآن الكريم ، ذات الرسول الكريم صلىاللهعليهوآله والأئمة من بعده ، مصادر التشريع ، ثم في عدالة الصحابة ، وكذلك في التقية والمتعة ، وأخيرا الإشارة إلى بذور الاختلاف وبعض الاختلافات الفقهية بين الحزبين (الطائفتين) ، والدعوة إلى وحدة المسلمين. نشر : مركز الغدير للدراسات الإسلامية ـ بيروت / ١٤١٨ ه. * ذكرى الأمير على أثر الغدير. تأليف : الشيخ حسن السلامي. عرض موجز لفضائل ومناقب الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام. يشتمل على : ذكر جملة من فضائله ، حديث غدير خم ، الآيات النازلة والأخبار الواردة في مناقبه ، كتابه إلى ولده الإمام أبي محمد الحسن عليهالسلام ، وصيته لولده الإمام الحسين عليهالسلام ، عهده إلى مالك الأشتر حين ولاه مصر ، كلامه ووصيته لكميل بن زياد النخعي ، وأخيرا ذكر جملة من |
|
القصائد الشعرية لبعض الشعراء التي قيلت في مدحه وبيان فضله عليهالسلام ومواقفه البطولية في نصرة الرسول الأمين صلىاللهعليهوآله والإسلام العظيم. صدر في مدينة مشهد سنة ١٤١٩ ه. * دائرة المعارف الحسينية. * ديوان الأبوذية ، ج ٢ و ٣. تأليف : الشيخ محمد صادق محمد الكرباسي. أحد أجزاء هذه الموسوعة الحسينية الضخمة ، التي قد تصل إلى ٥٠٠ جزء ، والمشتملة على كل ما يتعلق بالإمام السبط الشهيد أبي عبد الله الحسين عليهالسلام ، ونهضته المباركة وسيرته وأنصاره الكرام ، ودراستها من جميع الجوانب التاريخية والعلمية والأدبية والتراثية والسياسية وغيرها. ويصدر ضمن دواوين ـ مجلدات ـ الموسوعة المفردة للشعر العربي الدارج. يختص ب : الأبوذية التي هي من فنون الأدب الشعبي باللهجة الدارجة في مناطق جنوب العراق وجنوب غرب إيران. أبيات الأبوذية ، التي يتكون أحدها من أربعة أشطر ، الثلاثة الأولى منها يلتزم فيها الجناس ، والرابع ينتهي بياء مشددة مع هاء ساكنة ، تم ترتيبها حسب الحروف الهجائية |
|
للعناوين المأخوذة من الجناس المستخدم ومن اليسار ـ الحرف الأخير للعنوان ـ إلى اليمين. اشتملت مقدمة الكتاب على عدة مواضيع عن الأبوذية ، واشتمل الجزء ٢ على حروف الدال والذال والراء ، فيما اشتمل الجزء ٣ على الحروف من الزاي إلى الگاف «گ». نشر : المركز الحسيني للدراسات ـ لندن / ١٤٢٠ ه. * من عنده علم الكتاب. تأليف : الشيخ جلال الدين الصغير. بحث يسعى لاكتشاف الأطر التي بموجبها قال أئمة أهل البيت عليهمالسلام بأن الآية الكريمة : (ومن عنده علم الكتاب) [سورة الرعد ١٣ : ٤٣] مختصة بالإمام أمير المؤمنين علي عليهالسلام ، وأنه هو الذي عنده علم الكتاب ثم الأئمة عليهمالسلام من بعده ، إذ صرف مفسروا العامة ـ ومن تبعهم ـ هذا الاختصاص إلى علماء أهل الكتاب. ينقسم البحث إلى قسمين : تفسيري ، تناقش فيه الآراء التفسيرية المطروحة في هذا الشأن .. وروائي يبين تواتر رواية أهل البيت عليهمالسلام على ذلك ، إضافة إلى تحليل |
|
لمنهج الاستدلال الروائي لمن يرى عدم اختصاص الإمام عليهالسلام بالآية المباركة. يتضمن : الشهادة في المصطلح والمفهوم ، الشهادة في دلالاتها التفسيرية والاتجاهات في تفسير الآية ، المبنى الروائي لتحريف مراد الآية ، والواقع الروائي في تفسيرها من خلال سنة المعصوم عليهالسلام ، والآيات الأخرى الشاهدة على شاهدية الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام. وهو في الأصل محاضرات ـ ضمن مباحث الإمامة ـ ألقاها المؤلف على بعض الطلبة في منطقة السيدة زينب عليهاالسلام بدمشق. نشر : دار الأعراف للدراسات ـ بيروت / ١٤١٩ ه. * إمامة إبراهيم عليهالسلام وتكاليفها الباهظة. تأليف : عبد الجبار الربيعي. كتاب يشتمل على مباحث عديدة موضوعها الأساسي هو الحديث عن شخصية أبي المسلمين الأول ، خليل الرحمن إبراهيم صلوات الله عليه وعلى آل بيته الكرام ، وبيان منزلته الرفيعة عند ربه ، وتضحيته الكبيرة ، وعظمة جهاده في سبيله ، إضافة إلى بيان فضائله الجمة |
|
وعمق إيمانه وإخلاصه لله عزوجل. يتناول في فصوله عدة مواضيع مختلفة ، منها : مقام الإمامة ، صفاتها ، العصمة ، فضائل إبراهيم عليهالسلام والإشارات القرآنية بحقه ، معنى ذنوب الأنبياء ، الولاية التكوينية ، والأئمة الذين يهدون غيرهم إلى الخير بأمر الله سبحانه وتعالى ، وأفكار التشبيه والرؤية والتجسيم. صدر سنة ١٤٢٠ ه. * حياة أمير المؤمنين عليهالسلام عن لسانه ، ج ٢. تأليف : الشيخ محمد محمديان. جمع وترتيب لبيانات وخطب ورسائل أمير المؤمنين الإمام علي عليهالسلام ، وما أثر عنه من كلمات ، التي تحكي لمحات من سيرة حياته الشريفة ، المليئة بالحوادث ، المعبرة عن صورة مشرقة ناصعة للإسلام المحمدي الأصيل ، والتي تعكس الظروف والمشاكل والاحتياجات والكثير من المسائل التي عاصرها وواجهها الإمام عليهالسلام ، وتبين مواقفه منها والتدابير التي اتخذها قبالها ، إذ تعد هذه البيانات من أوثق المصادر وأقواها اعتمادا لمعرفة تفاصيل حياة الإمام المباركة. كما أضيفت «تكملة» لبعض فصول |
|
الكتاب ، تم اختيارها من البيانات الواردة ضمن فصوله الأخرى ، ترتبط بما ورد في الفصل ، بالإشارة إلى الرقم المسلسل للحديث ومحل الاستشهاد منه فقط. اشتمل هذا الجزء على ما ورد في إثبات إمامته عليهالسلام ، فيما اشتمل الجزء الأول على حياته عليهالسلام في عصر الرسول صلىاللهعليهوآله. نشر : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم / ١٤١٩ ه. * أفضل الأعمال .. الصلاة على النبي والآل. تأليف : السيد محمد رضا الحسيني الحائري. كتاب يشتمل على بيان الفضل الكبير والأثر المبارك ـ في الدنيا والآخرة ـ للصلاة والسلام على النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله وآله الأطهار عليهمالسلام ، وكذلك على جملة من الفوائد الشريفة والعوائد اللطيفة ، مرتب في مقدمة وفصول وخاتمة. المقدمة كانت في معنى الصلاة والسلام عليه صلىاللهعليهوآله وبيان الفوائد المترتبة عليها ، والفصول كانت في بيان الآيات القرآنية الكريمة والنصوص الدالة على فضل هذه الصلاة ووجوب التمسك بأهل |
|
البيت المعصومين عليهمالسلام .. إضافة إلى بيان الموارد المكانية والزمانية التي يستحب فيها الصلاة عليه صلىاللهعليهوآله ، وفوائد في استحبابها عند العطاس وما يستحب للعاطس إذا عطس .. الموارد التي تجب فيها الصلاة عليه صلىاللهعليهوآله .. بيان حكمها عند سماع ذكره الشريف والتلفظ به .. بيان أمور عديدة تخص الموضوع ، والخاتمة كانت في وجوب موالاة الأئمة عليهمالسلام ولزوم البراءة من أعدائهم. نشر : منشورات النهاوندي ـ قم / ١٤٢٠ ه. * الهجوم على بيت فاطمة عليهاالسلام. تأليف : عبد الزهراء مهدي. كتاب يسعى للإحاطة بتفاصيل محنة الزهراء عليهاالسلام بضعة أبيها الرسول الأمين صلىاللهعليهوآله بعيد وفاته ، وقصة الهجوم على بيتها وإضرام النار في بابه ، لإحراقه بمن فيه ، واقتياد بعلها أمير المؤمنين الإمام علي عليهالسلام إلى البيعة مكرها .. تضمنت فصوله الستة عدة مواضيع تدور حول هذه القضية ضمن عناوين : الوحي يحذر ويخبر : إيصاء النبي صلىاللهعليهوآله بأهل بيته عليهمالسلام وإخباره إياهم بالظلم والاضطهاد والغدر الذي سيلاقوه بعده .. |
|
انقلاب الأصحاب على الأعقاب : رزية يوم الخميس ، وترك جنازته صلىاللهعليهوآله ، السقيفة وتدبير البيعة ، وإجبار الناس عليها والتخلف عنها .. تفصيل الهجوم على البيت : إحراق الباب ، وإسقاط جنين الزهراء عليهاالسلام ، كيفية إخراج الإمام عليهالسلام للبيعة ، وفاة الزهراء وتجهيزها ليلا ، ودفنها سرا وإخفاء موضع قبرها عليهاالسلام .. تفصيل النصوص والآثار عن علماء الفريقين : روايات وأقوال العامة والخاصة في الواقعة .. تظلم أهل البيت عليهمالسلام : تصريحهم في مواقف كثيرة بآلامهم وبما عانوه من الظلم وغصب الحقوق ، وبعض كلماتهم في ذلك .. بعض الأسئلة ـ الشبهات ـ المطروحة والأجوبة عليها .. وأخيرا خاتمة في ذكر الكتب الجامعة لروايات الهجوم وأسانيدها. صدر في بيروت مؤخرا. * الشهادة الثالثة .. سبب للإيمان أم جزو الأذان. تأليف : الشيخ محمد السند. بحث مختصر في موضوع الشهادة الثالثة ، الشهادة بالولاية لأمير المؤمنين الإمام علي عليهالسلام ـ ولأبنائه المعصومين عليهمالسلام ـ وهي قول : «أشهد أن عليا ولي الله» |
|
واستحباب اتباع الشهادتين ـ بالتوحيد لله عزوجل وبالنبوة لرسول الله صلىاللهعليهوآله ـ بها في كل وقت ومكان ، وخصوصا في أبرز مظاهر اقتران الشهادات الثلاث ، أي : الأذان والإقامة. يعرض البحث أدلته على أصل مشروعية ورجحان هذه الشهادة ، وتقريب إثبات جزئيتها للأذان والإقامة ، وإن ذكرها شعار للإيمان ، وذلك من خلال عدة وجوه ، مع تبيان حقيقة مؤدى أقوال علماء الطائفة في المسألة ، واستعراض روايات المعصومين عليهمالسلام الواردة بهذا الخصوص. صدر في قم سنة ١٤١٨ ه. * معجم أشعار المعصومين عليهمالسلام الواردة في «بحار الأنوار». إعداد : مركز الأبحاث والدراسات الإسلامية. جمع وترتيب لما نظمه وما أنشده المعصومون الأربعة عشر عليهمالسلام الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله وبضعته الزهراء عليهاالسلام ، والإمام علي عليهالسلام والأئمة الأطهار من ولده عليهمالسلام ، وورد في الموسوعة الحديثية بحار الأنوار. مرتب في ثلاثة فصول بعد مقدمة مختصرة في : بيان مفهوم الشعر وتاريخه ، منزلة الشعر والشعراء عند العرب قبل |
|
الإسلام ، وبعد ظهوره ، الشعر المذموم والممدوح ، وشعراء كل نوع ، ثم القرآن الكريم والشعراء الملتزمين ، الشعر والشعراء عند الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله وعند أئمة الهدى عليهمالسلام ، وإنشادهم عليهمالسلام الشعر. اشتمل الفصل الأول على أشعار كل معصوم عليهالسلام حسب ورودها في أجزاء بحار الأنوار المتسلسلة ، والفصل الثاني اشتمل على هذه الأشعار نفسها مرتبة هجائيا حسب حرف قافيتها ، فيما اشتمل الثالث على فهرس شامل لكل كلمة وردت في هذه الأشعار ، مرتبة هجائيا أيضا. نشر : مركز النشر التابع لمكتب الإعلام الإسلامي ـ قم / ١٤٢٠ ه. * وضوء النبي صلىاللهعليهوآله ـ البحث الروائي ، ج ١. تأليف : السيد علي الشهرستاني. بحوث علمية هادئة رصينة ، بأسلوب جديد ، لما روي عن كيفية وصفة وضوء رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ومن جوانب متعددة : تاريخية ، روائية ، قرآنية ولغوية ، وفقهية وأصولية ، ومناقشة وتشخيص أسباب |
|
الاختلاف فيها. والكتاب هو الثاني الذي يصدر ضمن دراسة موسعة بعنوان التشريع وملابسات الأحكام عند المسلمين ، إذ صدر الأول ـ وهو بحث في الجانب التاريخي ـ بعنوان «وضوء النبي صلىاللهعليهوآله / المدخل .. تاريخ اختلاف المسلمين في الوضوء» سنة ١٤١٦ ه ، وأعيد طبعه ـ كاملا ومختصرا ـ لعدة مرات. والبحث في الجانب الروائي بعنوان الوضوء والسنة النبوية ، يتناول فيه مناقشة ما رواه بعض الصحابة ـ في صفة وضوء النبي صلىاللهعليهوآله ـ من جهة ، وما ورد عن أهل البيت عليهمالسلام وبعض آخر من الصحابة من جهة أخرى ، سندا ودلالة ونسبة ، ودراسة أسانيد هذه المرويات عند العامة والخاصة ، كل حسب قواعده الرجالية والدرائية ، ودراسة مكانة الوضوء في مدونات الصحابة والتابعين وتابعي التابعين. اشتمل هذا الجزء على قسم من مرويات الصحابة. صدر في بيروت سنة ١٤٢٠ ه. |
* * *
|
كتب قيد التحقيق * الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة. تأليف : المحدث الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي ، المتوفى سنة ١١٠٤ ه. بحث يسعى لإثبات الرجعة ، إحدى مسائل الاعتقاد التي تعد من ضروريات مذهب الإمامية ، ويعد الاعتقاد بها من مظاهر الإيمان بالقدرة الإلهية المطلقة ، ملخصها : إن الخالق جل وعلا يعيد في آخر الزمان وقبل يوم القيامة طائفة من الأموات إلى الدنيا في صورهم التي كانوا عليها ، ممن محضوا الإيمان محضا وعلت درجتهم فيه ، أو ممن محضوا الكفر محضا وبلغوا الغاية في الفساد والطغيان ، فينتصر لأهل الحق من أهل الباطل. يستعرض ـ لهذا الإثبات ـ الأدلة |
|
والطرق المتعددة العقلية والنقلية ، مستدلا بالكتاب العزيز والسنة النبوية الشريفة ، وروايات أئمة أهل البيت عليهمالسلام ، معتمدا كتب الحديث والكلام والتفسير مع شرح وتوضيح لمبهمات الأمور. يقوم بتحقيقه مشتاق المظفر اعتمادا على نسختين : مخطوطة ، ومطبوعة في إيران طبعة حروفية قديمة. * أصدق الأخبار في قصة الأخذ بالثار. تأليف : السيد محسن الأمين العاملي (ت ١٣٧١ ه) ، صاحب أعيان الشيعة. كتاب يشتمل على قصة الثأر من قتلة سيد الشهداء الإمام السبط أبي عبد الله الحسين عليهالسلام ، متعرضا لذكر ثورة التوابين ـ أولا ـ بزعامة سليمان بن صرد الخزاعي ، ثم تتبع المختار الثقفي وقتله قتلة الإمام ومن شارك في قتله عليهالسلام. يقوم بتحقيقه فارس حسون كريم اعتمادا على طبعتين قديمتين للكتاب. |
* * *