تراثنا ـ العددان[87 و 88]

380
/

۱
۲

تراثنا

صاحب الامتیاز:

مؤسسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث

المدير المسؤول:

السيّد جواد الشهرستاني

العددان الثالث والرابع [٨٧ و ٨٨]

السنة الثانية والعشرون

محتويات العدد

الفوائـد البديعة من «وسائل الشـيعة» (٤).

.................................................. السيد علي الحسيني الميلاني ٧

إطلالة على التفاسير الروائية الشيعية في القرن الحادي عشر.

................................................. الشيخ محمّد فاكر الميبدي ٥٠

تاريخ النظرية الفقهية في المدرسة الإمامية (٢).

.................................................... السيد زهير الأعرجي ١٠٣

شعـر منصور النّمـري يقظـة بعـد غفلـة.

.............................................. الشيخ عبد الرسول الغفاري ١٣٦

۳

رجب ـ ذو الحجّة

١٤٢٧ هـ

فهرس مخطوطات مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام العامّة

......................................... السيد عبد العزيز الطباطبائي قدس‌سره ١٦٨

من المخطوطات العربية في مكتبة المتحف البريطاني / لندن.

................................................ الشيخ محمّد مهدي نجف ٢٠١

من ذخائر التراث :

مناظرة هشام بن الحكم في مجلس هارون الرشيد.

......................................... تحقيق : الدكتور خضـر محمّد نبها ٢٥٧

من أنباء التراث.

........................................................... هيـئة التحرير ٣٨٠

* صورة الغلاف : نموذج من نسخة المخطوط لـ : «مناظرة هشام بن الحكم في مجلس هارون الرشيد» والمنشورة في هذا العدد.

۴

۵
۶

الفوائـد البديـعة

من

الوسائل الشيعة

(٤)

السيد عليّ الحسيني الميلاني

(١٩)

اُغدُ إلى عزّك

هكذا يقول الأئمّة عليهم السلام لشيعتهم من أهل التجارة والكسب :

فعن المعلّى بن خنيس ، قال : «رآني أبو عبد الله عليه السلام وقد تأخّرت عن السوق ، فقال : اُغدُ إلى عزّك»(١).

وعن علي بن عقبة ، قال : قال أبو عبد الله عليه السلام لمولىً له : «يا عبد الله ، احفظ عزّك.

قال : وما عزّي جعلت فداك؟ قال : غدوّك إلى سوقك ، وإكرامك نفسك.

وقال لآخر مولىً له : «ما لي أراك تركت غدوّك إلى عزّك؟!

قال : جنازة أردت أن أحضرها.

__________________

(١) وسائل الشيعة ١٧/١٠ ح ٢١٨٤٤.

۷

قال : فلا تدع الرواح إلى عزّك»(١).

وعن هشام بن أحمر ، قال : «كان أبو الحسن عليه السلام يقول لمصادف : اغد إلى عزّك. يعني : السّوق»(٢).

فهكذا كانوا يحرّضون شيعتهم على طلب الدنيا بالتجارة والعمل وكسب المال ، كما كانوا يحرّضون أهل العلم على التعلّم والتقدّم فيه ، حتّى قالوا : «ليس منّا من ترك دنياه لآخرته ولا آخرته لدنياه»(٣).

إنّهم لم يهملوا هذا الجانب أبداً ، بل لقد اهتمّوا وأمروا به وحثّوا عليه ورغّبوا فيه بشتّى الأساليب.

ففي الأخبار المذكورة أمرٌ بالمبادرة إلى السوق ، والحضور في محلّ الكسب في أوّل الصبح.

وأيضاً ، فقد عبّروا عن التجارة والكسب وطلب المال الحلال بـ : «العزّ» وما أجمله من تعبير ، ففي الوقت الذي يحرّضون على العمل من أجل الحصول على الدنيا ، يشيرون إلى أنّ الغرض الأقصى من ذلك هو الآخرة والمزايا المعنويّة ، ولذلك نرى أنّ الإمام عليه السلام يضيف كلمة : «وإكرامك نفسك».

بل في رواية عن أبي عبد الله عليه السلام : «لاتدع طلب الرزق من حلّه ، فإنّه عون لك على دينك»(٤).

وفي أُخرى : قال له رجل : «والله إنّا لنطلب الدنيا ، ونحبّ أن نؤتاها ،

__________________

(١) وسائل الشيعة ١٧/١٣ ح ٢١٨٥٥.

(٢) وسائل الشيعة ١٧/١٢ ح ٢١٨٥٢.

(٣) وسائل الشيعة ١٧/٧٦ ح ٢٢٠٢٥.

(٤) وسائل الشيعة ١٧/٣٤ ح ٢١٩١٢.

۸

فقال عليه السلام : تُحبُّ أن تصنع بها ماذا؟ قال : أعود بها على نفسي وعيالي وأصل بها ، وأتصدّق بها ، وأحجّ واعتمر ، فقال أبو عبد الله عليه السلام : ليس هذا طلب الدنيا ، هذا طلب الآخرة»(١).

وفي ثالثة : «نعم العون الدنيا على الآخرة»(٢).

وفي رابعة : «فنعم المطيّة الدنيا للمؤمن عليها يبلغ الخير وبها ينجو من الشر ...»(٣).

وقد كان من اهتمام الإمام عليه السلام بأمر الخروج إلى الكسب أن سأل أحدهم ـ وكأنّه معترض عليه ـ : «مالي أراك تركت غدوّك إلى عزّك؟!» ، ثمّ لمّا اعتذر بالحضور في جنازة أكّد عليه الإمام عليه السلام قائلاً : «فلا تدع الرواح إلى عزّك» ، منبّهاً على أنّ الحضور في الجنازة ونحو ذلك لا ينبغي أن يتجاوز حدّ الضّرورة.

هذا ، وقد أوضح في رواية اُخرى معنى «العزّ» ، بقوله عليه السلام : «تعرّضوا للتجارات ، فإنّ لكم فيها غنىً عمّا في أيدي النّاس»(٤) ، فإنّهم عليهم السلام يريدون استغناء المؤمنين عمّا في أيدي النّاس ، ولو أنّهم أطاعوا الأئمّة عليهم السلام في تعاليمهم وإرشاداتهم لكان الأمر بالعكس ، وكان الآخرون محتاجين إلى المؤمنين ، ولما كان الحال كما هو الآن كائن!!

بل لقد اشتدّ الإمام عليه السلام على بعض الأصحاب :

__________________

(١) وسائل الشيعة ١٧/٣٤ ح ٢١٩١٠.

(٢) وسائل الشيعة ١٧/٢٩ ح ٢١٨٩٩.

(٣) وسائل الشيعة ٧/٥٠٩ ح ٩٩٨٧.

(٤) وسائل الشيعة ١٧/١١ ح ٢١٨٤٨.

۹

فعن الفضيل بن يسار ، قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : «أيّ شيء تعالج؟ فقلت : ما أُعالج اليوم شيئاً ، فقال : كذلك تذهب أموالكم ، واشتدّ عليه»(١).

فهو يسأل عمّا يفعل ويزاول ، ونفس السؤال يكشف عن الاهتمام بأمر المؤمنين وحبّ الاطّلاع على أحوالهم ، فلمّا أخبره بكونه عاطلاً عن العمل ، اشتدّ عليه وغضب ؛ لأنّ الأئمّة عليهم السلام يبغضون القادر على العمل والعاطل التارك له ، فإنّه سيصرف أمواله ويأكلها ، ثمّ يفقد عزّه بين الناس.

بل لقد نهى بشدّة عن ترك العمل حتّى مع الإيسار :

فعن الفضيل الأعور ، قال : «شهدت معاذ بن كثير وقال لأبي عبد الله عليه السلام : إنّي قد أيسرت فأدع التجارة؟ فقال : إنّك إن فعلت قلّ عقلك»(٢).

وعن معاذ ، قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام : «يا معاذ ، أضعفت عن التجارة؟ أو زهدت فيها؟ قلت : ما ضعفت عنها ، ولا زهدت فيها ، قال : فما لك؟ قال : كنّا ننتظر أمراً ، وذلك حين قتل الوليد ، وعندي مال كثير ، وهو في يدي ، وليس لأحد عليَّ شيء ، ولا أراني آكله حتّى أموت ، فقال : لا تتركها ، فإنّ تركها مذهبة للعقل ، اسع على عيالك ، وإيّاك أن يكونوا هم السّعاة عليك»(٣).

وفي خبر ثالث يقول : «قلت لأبي عبد الله عليه السلام : إنّي قد

__________________

) وسائل الشيعة ١٧/١٤ ح ٢١٨٥٧.

) وسائل الشيعة ١٧/١٤ ح ٢١٨٥٨.

) وسائل الشيعة ١٧/١٤ ح ٢١٨٥٩.

۱۰

هممت أن أدع السّوق وفي يدي شيء ، فقال : إذاً يسقط رأيك ، ولا يستعان بك على شيء»(١).

فانظر ، كيف يذمُّ الإمام عليه السلام العطل ، وينبّه على أنّ الإنسان العاطل باختياره ساقط الرأي في المجتمع ، لا يعبأ به ولا يعتنى بكلامه ، ولا يكون له شأن بين الناس ، ولا يستعان به على شيء ، ولا يُرجع إليه في أمر!

ومن جهة أُخرى ، يرى الإمام عليه السلام من المهانة للمؤمن أن يكون عياله هم السّعاة عليه ـ مع قدرته على أن يكون هو الساعي ـ والسبب في التوسعة عليهم ؛ لأنّ في ذلك ذلّةً ، له وهم لا يريدون لأصحابهم الذلّة حتّى بين أفراد عائلتهم.

وأمّا قول الإمام عليه السلام بأنّه إن ترك التجارة قلّ عقله ، وفي خبر : «تركها مذهبة للعقل» ، فلعلَّ المراد أنّ الإنسان الفارغ الجالس في بيته سينعزل عن المجتمع ويبقى وحده ، وحينئذ يوسوس له الشيطان ويتلاعب بعقله وفكره ويشوّش عليه العيش ، وكأنّ قوله لمّا سأل عن أحد المؤمنين فقيل له : «قد ترك التجارة» إنّه «عمل الشيطان»(٢) ، إشارة إلى ما ذكرناه.

ثمّ إنّ جملةً من الروايات قد أضافت آثاراً سيئةً على ترك الكسب والتجارة عن اختيار وقدرة :

كقوله عليه السلام : «هذا أحد الثلاثة الذين لا يستجاب لهم»(٣).

وقوله عليه السلام لمن طلب منه أن يدعو الله لأنْ يرزقه في دعة :

__________________

) وسائل الشيعة ١٧/١٥ ح ٢١٨٦٢.

) وسائل الشيعة ١٧/١٧ ح ٢١٨٦٥.

) وسائل الشيعة ٧/١٢٥ ح ٨٩١٠.

۱۱

«لا أدعو لك ، اطلب كما أمرك الله عزّ وجلّ»(١).

وقوله عليه السلام : «من طلب هذا الرزق من حلّه ، ليعود به على نفسه وعياله ، كان كالمجاهد في سبيل الله»(٢).

ثمّ إنّهم بيّنوا آداب طلب الرزق ، ومن ذلك قولهم :

«وأجملوا في الطلب ، ولا يحملنّكم استبطاء شيء من الرزق أن تطلبوه بمعصية الله»(٣).

وذكّروا ببعض الآثار الوضعيّة ، كقولهم :

«كسب الحرام يبين في الذرّيّة»(٤).

__________________

(١) وسائل الشيعة ١٧/٢٠ ح ٢١٨٧٤.

(٢) وسائل الشيعة ١٧/٢٠ ح ٢١٨٧٥.

(٣) وسائل الشيعة ١٧/٤٥ ح ٢١٩٣٨.

(٤) وسائل الشيعة ١٧/٨٢ ح ٢٢٠٤٣.

۱۲

(٢٠)

جلساء الرّجل شركاؤه في الهديّة

هكذا في رواية(١) ، وهو من محاسن كلامهم عليهم السلام ؛ لأنّهم حريصون على أن يراعي شيعتهم الآداب الاجتماعية ويحافظوا على مروّتهم بين النّاس ، فمن كان منهم وجيهاً في قومه وله جلساء ، فقدّمت له هديّةٌ بمحضر منهم ، قبح له أن يأخذها ولا يعطيهم شيئاً منها ، بل مقتضى مروّته أن يشاركهم فيها ، بل يوزّعها عليهم ، فلا يُبقى لنفسه منها شيئاً ...

فانظر ، كيف يهتمّون بشؤون شيعتهم!

وأيضاً ، فإنّهم عليهم السلام يهمّهم أن يكون شيعتهم متحابّين فى ما بينهم ، فذكروا أنّ من جملة أسباب التحابب هو : التهادي ، بل أمروا بذلك فقالوا :

«تهادوا تحابّوا»(٢).

وإنّهم لا يريدون حدوث أيّة ضغينة بين مواليهم ، ولو حدثت يؤكّدون على رفعها ، فيأمرون بالهديّة ويقولون :

«تهادوا ، فإن الهديّة تسلّ السخائم وتجلي ضغائن العداوة والأحقاد»(٣).

ثمّ إنّهم يعلّمون شيعتهم أنواع الهدية والغرض منها فيقولون :

__________________

(١) وسائل الشيعة ١٧/٢٩٣ ح ٢٢٥٦٤.

(٢) وسائل الشيعة ١٧/٢٨٦ ح ٢٢٥٤٤.

(٣) وسائل الشيعة ١٧/٢٨٧ ح ٢٢٥٤٠.

۱۳

«الهديّة على ثلاثة وجوه : هديّة مكافأة ، وهديّة مصانعة ، وهديّة لله عزّ وجلّ»(١).

فمن الهديّة ما يكون مكافأةً أو مصانعةً ، فهم يأمرون بتبادل الهدايا ، لوجهين : أحدهما : إنّ ذلك في نفسه موجب للتحابب ، كما تقدّم. والآخر : إنّه من مصاديق قوله تعالى : (هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ)(٢).

مضافاً إلى أنّ ذلك يقتضي الاستمرار على التهادي والتحابب ، وأيضاً ، فإنّ الهديّة من جانب واحد ، خاصةً لو تكرّرت ، ربّما تنتهي إلى حالات مذمومة كالمنّ ونحوه.

ومن الهديّة ما لا يكون الغرض منه إلاّ رضا الله تعالى ... ومن الواضح أنّ رضا الله يستتبع رضا المخلوقين ، ومن أصلح بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين النّاس.

ثمّ إنّهم عليهم السلام ينبّهون على أمرين :

أحدهما :

حسن قبول الهديّة وأنّ ردّها قبيح ، وقد ينتزع من ذلك الاستهانة ، ويورث الضغينة ، بل القطيعة.

والآخر :

إنّه وإنْ أمروا بالتهادي والمقابلة بالجميل ، فقد نهوا عن التكلّف.

ففي الخبر : «من تكرمة الرجل لأخيه المسلم أن يقبل تحفته ، ويتحفه بما عنده ، ولا يتكلّف له شيئاً»(٣).

__________________

(١) وسائل الشيعة ١٧/٢٨٥ ح ٢٢٥٣٥.

(٢) سورة الرحمن ٥٥ : ٦٠.

(٣) وسائل الشيعة ١٧/٢٨٦ ح ٢٢٥٣٦.

۱۴

(٢١)

ويلٌ لمن غلبت آحاده أعشاره

عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : «كان عليّ بن الحسين عليه السلام يقول : ويلٌ لمن غلبت آحاده أعشاره.

فقلت له : وكيف هذا؟

قال : أما سمعت الله عزّ وجلّ يقول : (مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا)(١) ، فالحسنة الواحدة إذا عملها كتبت له عشراً ، والسيئة الواحدة إذا عملها كتبت له واحدة ، فنعوذ بالله ممّن يرتكب في يوم واحد عشر سيئّات ، ولا يكون له حسنة واحدة فتغلب حسناته سيّئاته»(٢).

هذا كلام إمام ينقله إمام قائلاً : «كان يقول» ، وهو ظاهر في الاستمرار ، أي طالما كان يعظ به ، وما أبلغها من موعظة مستنبطة من كلام الله عزّ من قائل!

لكن ذلك يتوقّف على محاسبة المؤمن نفسه ومراقبته لها ، وبالمبالاة لكلّ ما يكون منه فعلاً أو تركاً ، فتلك هي الأساس.

ولذا قال مولانا الإمام الكاظم عليه السلام : «ليس منّا من لم يحاسب نفسه في كلّ يوم ، فإنْ عمل حسناً استزاد الله ، وإنْ عمل سيئاً استغفر الله

__________________

(١) سورة الأنعام ٦/١٦٠.

(٢) وسائل الشيعة ١٦/١٠٣ ح ٢١٠٩٥.

۱۵

منه وتاب إليه»(١).

وقد سأل رجلٌ أمير المؤمنين عليه السلام : «كيف يحاسب نفسه؟».

قال : «إذا أصبح ثمّ أمسى رجع إلى نفسه ، وقال : يا نفسي ، إنّ هذا يوم مضى عليك لا يعود إليك أبداً ، والله يسألك عنه بما أفنيته ... فيذكر ما كان منه ، فإنْ ذكر أنّه جرى منه خير حمد الله وكبّره على توفيقه ، وإنْ ذكر معصيةً أو تقصيراً استغفر الله وعزم على ترك معاودته»(٢).

ومن هنا ، قال أمير المؤمنين عليه السلام : «من حاسب نفسه ربح ، ومن غفل عنها خسر»(٣) ؛ لأنّه إذا حاسب فسوف لا تزيد سيئاته على حسناته ، بل بالعكس ؛ لأنّ من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ، فيكون رابحاً غير خاسر ، بل إنّه سيزداد في كلّ يوم خيراً فيكون من خير النّاس وأقربهم إلى الله عزّ وجلّ.

ولذا كان الإمام علي بن الحسين عليه السلام يقول : «ابن آدم ، إنّك لا تزال بخير ما كان لك واعظ من نفسك ، وما كانت المحاسبة من همّك ...»(٤).

هذا ، ومن النّاس من يقضي شطراً من عمره في اللاّمبالاة على أمل أنْ يصلح حاله في مستقبل أيّامه ، إلاّ أنّ الإمام عليه السلام يحذّره من هذا التفكير ، فيقول : «إذا أتت على الرجل أربعون سنة قيل له : خذ حذرك فإنّك غير معذور ، وليس ابن الأربعين أحقّ بالحذر من ابن العشرين ، فإنّ

__________________

(١) وسائل الشيعة ١٦/٩٥ ح ٢١٠٧٤.

(٢) وسائل الشيعة ١٦/٩٨ ح ٢١٠٨١.

(٣) وسائل الشيعة ١٦/٩٧ ح ٢١٠٧٩.

(٤) وسائل الشيعة ١٦/٩٦ ح ٢١٠٧٦.

۱۶

الذي يطلبهما واحد وليس براقد ، فاعمل لما أمامك من الهول ، ودع عنك فضول القول»(١).

لكنْ قد يصل الإنسان ـ معاذ الله ـ إلى حالة لا يُرجى خيره أبداً :

عن الصّادق جعفر بن محمّد عليهما السلام ، قال : «ثلاث من لم تكن فيه فلا يرجى خيره أبداً : من لم يخش الله في الغيب ، ولم يرع في الشيب ، ولم يستح من العيب»(٢).

__________________

(١) وسائل الشيعة ١٦/١٠١ ح ٢١٠٨٨.

(٢) وسائل الشيعة ١٦/١٠٢ ح ٢١٠٩٢.

۱۷

(٢٢)

أداء الأمانة إلى البرّ والفاجر

عن أبي عبد الله عليه السلام : «ثلاث لا عذر لأحد فيها : أداء الأمانة إلى البرّ والفاجر ، والوفاء بالعهد للبرّ والفاجر ، وبرّ الوالدين برّين كانا أو فاجرين»(١).

هكذا يؤدّبون شيعتهم!

قد تتوهّم أنّه إذا كان الشخص فاجراً فأنت في سعة بالنسبة إليه ، وأنّك مرخّص في الخيانة في ماله إذا استأمنك أو الخلف لوعده إذا وعدته .. كلاّ ، ليس الأمر كذلك ، وكونه فاجراً ليس بعذر لك.

بل الإمام عليه السلام يضرب لك مثلاً ، ويقول : «فلو أنَّ قاتل علي عليه السلامائتمنني على أمانة لأدّيتها إليه»(٢). وهل فوق قاتل أمير المؤمنين عليه السلامفاجراً؟

إنّ أداء الأمانة صفةٌ حسنةٌ في نفسها ، والمؤمن يجب أن يتحلّى بالصفات الحسنة ، والخيانة في نفسها صفة قبيحة على المؤمن الاجتناب عنها بغضّ النظر عن صاحب المال الذي استأمنك ...

والأخبار في خصوص أداء الأمانة كثيرة.

ومن ذلك ما عن أبي عبد الله عليه السلام في خبر : «فاتّقوا الله وأدّوا

__________________

(١) وسائل الشيعة ١٩/٧١ ح ٢٤١١٧٦.

(٢) وسائل الشيعة ١٩/٧٢ ح ٢٤١١٧٧.

۱۸

الأمانة إلى الأسود والأبيض ، وإن كان حروريّاً ، وإن كان شاميّاً»(١).

وعنه عليه السلام : «إنّ الله عزّ وجلّ لم يبعث نبيّاً إلاّ بصدق الحديث ، وأداء الأمانة إلى البرّ والفاجر»(٢).

بل لقد جعل أداء الأمانة ممّا يختبر به المؤمن.

فعن أبي عبد الله عليه السلام : «لا تنظروا إلى طول ركوع الرجل وسجوده ، فإنّ ذلك شيء اعتاده ، فلو تركه استوحش لذلك ، ولكنْ انظروا إلى صدق حديثه وأداء أمانته»(٣).

وفوق ذلك كلّه ، ما ورد عن أبي كهمس ، قال : «قلت لأبي عبد الله عليه السلام : عبد الله بن أبي يعفور يقرؤك السلام.

قال : وعليك وعليه السلام ، إذا أتيت عبد الله فاقرأه السّلام ، وقل له :

إنّ جعفر بن محمّد يقول لك : انظر ما بلغ به عليّ عليه السلام عند رسول الله صلّى الله عليه وآله فالزمه ، فإنّ عليّاً عليه السلام إنّما بلغ ما بلغ عند رسول الله صلّى الله عليه وآله بصدق الحديث وأداء الأمانة»(٤).

ثمّ إنّهم عليهم السلام ذكروا لحفظ الأمانة وأدائها فوائد وآثاراً دنيوية :

عن عبد الرحمن بن سيّابة عن أبي عبد الله عليه السلام ـ في حديث ـ قال : «ألا أُوصيك؟ قلت : بلى ، قال : عليك بصدق الحديث وأداء الأمانة تشرك النّاس في أموالهم هكذا ، وجمع بين أصابعه.

قال : فحفظت ذلك عنه فزكّيت ثلاثمائة ألف درهم»(٥).

__________________

(١) وسائل الشيعة ١٩/٧٣ ح ٢٤١١٧٨.

(٢) وسائل الشيعة ١٩/٧٣ ح ٢٤١٨٢.

(٣) وسائل الشيعة ١٩/٦٨ ح ٢٤١٦٨.

(٤) وسائل الشيعة ١٩/٦٧ ح ٢٤١٦٦.

(٥) وسائل الشيعة ١٩/٦٨ ح ٢٤١٧١.

۱۹

وعنه عليه السلام قال : «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : ليس منّا من أخلف بالأمانة.

قال : وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله : أداء الأمانة تجلب الرزق ، والخيانة تجلب الفقر»(١).

__________________

(١) وسائل الشيعة ١٩/٧٦ ح ٢٤١٩٠.

۲۰

(٢٣)

ما أحبّ الله قوماً إلاّ ابتلاهم

عن أبي عبد الله عليه السلام : «إنّ عظيم الأجر لمع عظيم البلاء ، وما أحبّ الله قوماً إلاّ ابتلاهم»(١).

وهل من شكٍّ في أنّ أحبّ النّاس إلى الله هم الأنبياء والرسل؟!

«سئل رسول الله صلّى الله عليه وآله : من أشدّ النّاس بلاءً في الدنيا؟

فقال : النبيّون ثمّ الأمثل فالأمثل ، ويبتلى المؤمن بعدُ على قدر أيمانه وحسن أعماله ، فمن صحّ إيمانه وحسن عمله اشتدّ بلاؤه ، ومن سخف إيمانه وضعف عمله قلّ بلاؤه»(٢).

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال : «إنّ في كتاب علي عليه السلام : إنّ أشدّ النّاس بلاءً النبيّون ، ثمّ الوصيّون ، ثمّ الأمثل فالأمثل ، وإنّما يبتلى المؤمن على قدر أعماله الحسنة ، فمن صحّ دينه وحسن عمله اشتدّ بلاؤه ، وذلك أنّ الله عزّ وجلّ لم يجعل الدنيا ثواباً لمؤمن ولا عقوبةً لكافر ، ومن سخف دينه وضعف عمله قلّ بلاؤه ، وإنّ البلاء أسرع إلى المؤمن التقيّ من المطر إلى قرار الأرض»(٣).

وقد يسأل بعض المؤمنين عن الحكمة في ما يلاقونه من البلاء ، ومنهم من يشتكي ويجزع ، وهم في غفلة عن معنى البلاء وكأنّهم يشتبهون

__________________

(١) وسائل الشيعة ٣/٢٦٣ ح ٣٥٩٣.

(٢) وسائل الشيعة ٣/٢٦١ ح ٣٥٨٤.

(٣) وسائل الشيعة ٣/٢٦٢ ح ٣٥٩١.

۲۱

ويخلطون بين «البلاء» و «العذاب» ؛ لأنّ البلاء يكون عن «حبّ ورضا» والعذاب إنّما يكون عن «سخط وغضب» ، ولذا قال عليه السلام : «ما أحبّ الله قوماً إلاّ ابتلاهم» ، بل في غير واحد من الأخبار أنّ البلاء كالهديّة التي يأتي بها الرجل لأهله بعد أنْ غاب عنهم مدّةً :

عن أبي جعفر عليه السلام : «إنّ الله ليتعاهد المؤمن بالبلاء كما يتعاهد الرجل أهله بالهديّة من الغيبة ، ويحميه الدنيا كما يحمي الطبيب المريض»(١).

ويستفاد من الأخبار ، أنّه كلّما ازداد العبد إيماناً زيد في بلائه ، وكلّما كان بلاؤه أعظم كان أجره أعظم ....

قال عليه السلام : «إنّما المؤمن بمنزلة كفّة الميزان ، كلّما زيد في إيمانه زيد في بلائه»(٢).

وقال : «إنّ عظيم الأجر لمع عظيم البلاء»(٣).

وربّما تعجّب بعض النّاس إذا قرأ الخبر :

«عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : إنّ الله إذا أحبّ عبداً غتّه بالبلاء غتّاً ، وثجّه(٤) بالبلاء ثجّاً ، فإذا دعاه قال : لبيّك عبدي ، لئن عجّلت لك ما سألت إنّي على ذلك لقادر ، ولئن ادّخَرت لك فما ادّخرت لك خير لك»(٥).

فمفاد الخبر أنّ الله يسمع دعاء المؤمن رفع البلاء ويجيبه بأنّ بقاء

__________________

(١) وسائل الشيعة ٣/٢٦٣ ح ٣٥٩٢.

(٢) وسائل الشيعة ٣/٢٦٤ ح ٣٥٩٥.

(٣) وسائل الشيعة ٣/٢٦٣ ح ٣٥٩٣.

(٤) الثَّجّ: الصبّ الكثير. المحكم والمحيط الأعظم ٧/١٩٤ «ثجج».

(٥) وسائل الشيعة ٣/٢٦٤ ح ٣٥٩٨.

۲۲

البلاء واستمراره خير له من رفعه وقطعه ... فكان الأفضل له أنْ يتحمّل ويصبر :

قال أبو عبد الله عليه السلام : «من ابتلي من المؤمنين ببلاء فصبر عليه كان له مثل أجر ألف شهيد»(١).

وعنه أنّه قال : «لا تكونون مؤمنين حتّى تكونوا مؤتمنين وحتّى تعدّوا النعمة والرخاء مصيبةً ، وذلك أنّ الصبر على البلاء أفضل من العافية عند الرخاء»(٢).

وعن أبي جعفر عليه السلام ، قال : «من صبر على مصيبة زاده الله عزّاً إلى عزّه ، وأدخله الجنّة مع محمّد وأهل بيته»(٣).

وعن أبي عبد الله عليه السلام : «إنّ الحرّ حرٌّ على جميع أحواله ، إن نابته نائبة صبر لها ، وإن تداكت عليه المصائب لم تكسره ، وإن اُسر وقهر واستبدل باليسر عسراً ، كما كان يوسف الصدّيق الأمين ، لم يضرر حريّته أن استعبد أو قُهر واُسر ، ولم تضرره ظلمة الجبّ ووحشته ، وما ناله أنْ منّ الله عليه فجعل الجبّار العاتي له عبداً بعد إذ كان له مالكاً ، فأرسله ورحم به اُمّةً ، وكذلك الصبر يعقب خيراً ، فاصبروا ووطّنوا أنفسكم على الصبر تؤجروا»(٤).

وعنه عليه السلام : «إنّ أهل الحقّ لم يزالوا منذ كانوا في شدّة ، أمّا إنّ ذلك إلى مدّة قليلة وعافية طويلة»(٥).

__________________

(١) وسائل الشيعة ٣/٢٥٥ ح ٣٥٦٠.

(٢) وسائل الشيعة ٣/٢٦٠ ح ٣٥٨٢.

(٣) وسائل الشيعة ٣/٢٥٩ ح ٣٥٧٩.

(٤) وسائل الشيعة ٣/٢٥٧ ح ٣٥٦٦.

(٥) وسائل الشيعة ٣/٢٦٢ ح ٣٥٨٦.

۲۳

(٢٤)

رحم الله جعفراً ما كان أحسن ما يؤدّب أصحابه

وفي كلّ باب أدّبوا شيعتهم وأرادوا منهم أن يكونوا مؤدّبين ...

ومن ذلك ... المعاشرة مع أبناء المذاهب الأُخرى من المسلمين.

فعن معاوية بن وهب ، قال : «قلت لأبي عبد الله عليه السلام : كيف ينبغي لنا أن نصنع فيما بيننا وبين قومنا ، وفيما بيننا وبين خلطائنا من النّاس؟ قال : فقال : تؤدّون الأمانة إليهم ، وتقيمون الشهادة لهم وعليهم ، وتعودون مرضاهم ، وتشهدون جنائزهم»(١).

وعن زيد الشحّام ، قال : «قال لي أبو عبد الله عليه السلام : اقرأ على من ترى أنّه يطيعني منهم ويأخذ بقولي السلام ، وأُوصيكم بتقوى الله عزّ وجلّ ، والورع في دينكم ، والاجتهاد لله ، وصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وطول السجود ، وحسن الجوار ، فبهذا جاء محمّد صلّى الله عليه وآله ، أدّوا الأمانة إلى من ائتمنكم عليها برّاً أو فاجراً ، فإنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله كان يأمر بأداء الخيط والمخيط ، صلوا عشائركم ، واشهدوا جنائزهم ، وعودوا مرضاهم ، وأدّوا حقوقهم ، فإنّ الرجل منكم إذا ورع في دينه وصدق الحديث وأدّى الأمانة وحسن خلقه مع النّاس قيل : هذا جعفريّ ، فيسرّني ذلك ويدخل عليَّ منه السرور ، وقيل : هذا أدب جعفر ، وإذا كان غير ذلك دخل عليَّ بلاؤه وعاره ، وقيل : هذا أدب جعفر ، والله ،

__________________

(١) وسائل الشيعة ١٢/٥ ح ١٥٤٩٥.

۲۴

لحدّثني أبي عليه السلام : إنّ الرجل كان يكون في القبيلة من شيعة علي عليه السلام فيكون زينها ...»(١).

وعن زيد الشحّام ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، أنّه قال : «يا زيد ، خالقوا النّاس بأخلاقهم ، صلّوا في مساجدهم ، وعودوا مرضاهم ، واشهدوا جنائزهم ، وإن استطعتم أن تكونوا الأئمّة والمؤذّنين فافعلوا ، فإنّكم إذا فعلتم ذلك قالوا : هؤلاء الجعفريّة ، رحم الله جعفراً ، ما كان أحسن ما يؤدّب أصحابه ، وإذا تركتم ذلك قالوا : هؤلاء الجعفريّة ، فعل الله بجعفر ، ما كان أسوء ما يؤدّب أصحابه»(٢).

وعنه عليه السلام : «أوصيكم بتقوى الله عزّ وجلّ ، ولا تحملوا النّاس على أكتافكم فتذلّوا ... عودوا مرضاهم ، واشهدوا جنائزهم ، واشهدوا لهم وعليهم ، وصلّوا معهم في مساجدهم»(٣).

والذي يظهر من التأمّل في مجموع الأخبار الواردة عنهم في هذا الباب اُمور :

الأمر الأوّل :

إنّهم عليهم السلام يؤكّدون على شيعتهم أن يعاشروا النّاس لا أن يجانبوهم ، فهم يحبّون المعاشرة والمراودة والمواصلة ، ويكرهون مجانبة النّاس ومقاطعتهم.

والأمر الثاني :

أنْ يعاشروا ويخالقوا كلّ قوم بأخلاقهم ولا يخالفوهم فيها ، فلكلّ

__________________

(١) وسائل الشيعة ١٢/٥ ح ١٥٤٩٦.

(٢) وسائل الشيعة ٨/٤٣١ ح ١١٠٩٢.

(٣) وسائل الشيعة ٨/٣٠١ ح ١٠٧٢٤.

۲۵

قوم أخلاقهم الاجتماعية وآدابهم العرفيّة ، فمن عاش في بلد وعاشر قوماً فلا ينبغي أن يشذّ عنهم في أخلاقه وسلوكه.

والأمر الثالث :

في خصوص الصّلاة ، مع كونها من التكاليف الإلهية بل هي عمود الدين ، إن قبلت قبل ما سواها وإنْ ردّت ردّ ما سواها ، ومع أنّهم يقولون : «لا تصلِّ إلاّ خلف من تثق بدينه»(١).

يأمر الأئمّة عليهم السلام بالصّلاة في مساجد المسلمين ، من باب حسن المعاشرة والتعايش السليم معهم ، وحفظاً للنفوس والأعراض من أنْ تتعرّض للأخطار :

عن أبي علي ـ في حديث ـ قال : «قلت لأبي عبد الله عليه السلام : إنّ لنا إماماً مخالفاً وهو يبغض أصحابنا كلّهم؟ فقال : ما عليك من قوله ، والله لئن كنت صادقاً لأنت أحقّ بالمسجد منه ، فكن أوّل داخل وآخر خارج ، وأحسن خلقك مع النّاس وقل خيراً»(٢).

ففي هذا الخبر ، يسأل الراوي الإمام عليه السلام عن إمام الجماعة في محلّته المخالف لأهل البيت والمبغض لأصحابهم كلّهم ، ماذا يفعل ، وكيف يتعامل معه؟ فأجاب الإمام : «ما عليك من قوله» ، أي : لا تهتمّ بما يقوله في الشيعة والتشيّع من السبّ والطعن ، ثمّ يأمره بلزوم المسجد والحضور فيه ، حتّى يكون أوّل داخل فيه وآخر خارج منه ، ويأمره بحسن الخلق مع النّاس وأنْ لا يقول إلاّ الخير.

بل يأمر عليه السلام ـ كما في عدّة من الأخبار ـ بأنْ يكون في الصفّ

__________________

(١) وسائل الشيعة ٨/٣١٩ ح ١٠٧٧٨.

(٢) وسائل الشيعة ٨/٣٠٠ ح ١٠٧٢٢.

۲۶

الأوّل من المصلّين :

عن أبي عبد الله عليه السلام : «من صلّى معهم في الصفّ الأوّل كان كمن صلّى خلف رسول الله صلّى الله عليه وآله في الصفّ الأوّل»(١).

وعن إسحاق بن عمّار قال : «قال لي أبو عبد الله عليه السلام : يا إسحاق ، أتصلّي معهم في المسجد؟ قلت : نعم ، قال : صلِّ معهم ، فإنّ المصلِّي معهم في الصفّ الأوّل كالشاهر سيفه في سبيل الله»(٢).

كلّ ذلك .. حتّى يقال «رحم الله جعفراً ما كان أحسن ما يؤدّب أصحابه» ، وحتّى : «لا تحملوا الناس على أكتافكم فتذلّوا» ، ولولا ذلك فالصلاة خلفهم غير جائزة ، ويشهد بذلك :

١ ـ تصريحهم بهذا المعنى في الأخبار الكثيرة جدّاً ، وذلك ما استفاده منها علماؤنا الكبار :

فعن إسماعيل الجعفي قال : «قلت لأبي جعفر عليه السلام : رجل يحبُّ أمير المؤمنين عليه السلام ولا يتبرّأ من عدوّه ويقول : هو أحبّ إليَّ ممّن خالفه ، فقال : هذا مخلط وهو عدوّ ، فلا تصلِّ خلفه ولا كرامة إلاّ أنْ تتّقيه»(٣).

ولا يخفى ما في هذا الخبر من الفائدة ، فإنّها تدلّ ـ كغيرها من الأخبار التي لا تحصى ـ على أنّ من لا يتبرّأ من أعدائهم فهو عدوّ لهم وإن كان محبّاً لهم!

٢ ـ صلاة الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام خلف مروان :

عن علي بن جعفر في كتابه ، عن أخيه موسى بن جعفر عليه السلام ، قال :

__________________

(١) وسائل الشيعة ٨/٢٩٩ ح ١٠٧١٧.

(٢) وسائل الشيعة ٨/٣٠١ ح ١٠٧٢٣.

(٣) وسائل الشيعة ٨/٣١٠ ح ١٠٧٥١.

۲۷

«صلّى حسن وحسينٌ خلف مروان ، ونحن نصلّي معهم»(١).

وعن سماعة ، قال : «سألته عن مناكحتهم والصلاة خلفهم؟ فقال : هذا أمر شديد ، لن تستطيعوا ذاك ، قد أنكح رسول الله صلّى الله عليه وآله وصلّى عليٌّ وراءهم»(٢).

فإن كان أمير المؤمنين عليه السلام قد صلّى خلفهم ؛ فلشدّة الأمر كان ذلك ، وإلاّ فمن يصدّق أنّ الحسنين عليهما السلام قد صلّيا خلف مروان من دون ضرورة ، والكلُّ يدري من هو مروان بن الحكم؟!

أخرج الحاكم وصحّحه عن عبد الله بن الزبير ، قال : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله لعن الحكم وولده(٣).

وأخرج عن عائشة : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله : لعن أبا مروان ومروان في صلبه ، فمروان فضض من لعنة الله(٤).

وأخرج عن عبد الرحمن بن عوف وصحّحه ، أنّه قال : كان لا يولد لأحد بالمدينة ولد إلاّ اُتي به إلى النبي صلّى الله عليه وآله فدعا له ، فأدخل عليه مروان ابن الحكم فقال : «هو الوزغ ابن الوزغ الملعون بن الملعون»(٥).

وأخرج ابن عبد البرّ : «نظر عليّ يوماً إلى مروان فقال له : ويل لك ،

__________________

(١) وسائل الشيعة ٨/٣٠١ ح ١٠٧٢٥.

(٢) وسائل الشيعة ٨/٣٠١ ح ١٠٧٢٦.

(٣) المستدرك على الصحيحين ٤/٤٨١.

(٤) المستدرك على الصحيحين ٤/٤٨١.

(٥) المستدرك على الصحيحين ٤/٤٧٩.

۲۸

وويل اُمّة محمّد منك ومن بنيك إذا ساءت درعك»(١).

وقد اشتهر عن مروان أنّه كان يسبُّ أمير المؤمنين عليه السلام على المنبر كلّ جمعة ، وقد صحَّ عن النبي صلّى الله عليه وآله : «من سبّ عليّاً فقد سبّني ومن سبّني فقد سبّ الله»(٢).

٣ ـ عدم حضورهم الجماعة والجمعة كلّما أمكنهم ، دلَّ على ذلك كثير من الأخبار وفيها ما هو صحيح الإسناد بلا كلام :

فعن أبي بصير ، قال : «دخلت على أبي عبد الله عليه السلام في يوم جمعة وقد صلّيت الجمعة والعصر ، فوجدته قد باهى ـ يعني من الباه أي جامع ـ فخرج إليَّ في ملحفة ، ثمّ دعا جاريته فأمرها أن تضع له ماءً يصبّه عليه ، فقلت له : أصلحك الله ، ما اغتسلت؟ فقال : ما اغتسلت بعد ولا صلّيت ، فقلت له : قد صلَّيت الظهر والعصر جميعاً؟ قال : لا بأس».

قال صاحب الوسائل : «حمله الشيخ على وجود العذر ، ولا يخفى أنّ وجه ترك الإمام للجمعة كون إمامها مخالفاً فاسقاً ، وقد تقدّم ما يدلّ على المقصود في المواقيت»(٣).

٤ ـ بل إنّهم عليهم السلام كانوا يأمرون شيعتهم بالصّلاة فرادى أو جماعة في البيوت فيأتمّون بواحد منهم .. ثمّ بالحضور في المسجد للصلاة مع النّاس :

عن أبي عبد الله عليه السلام : «ما من عبد يصلّي في الوقت ويفرغ ثمّ يأتيهم ويصلّي معهم ، وهو على وضوء ، إلاّ كتب الله له خمساً وعشرين

__________________

(١) الاستيعاب ٣/١٣٨٨.

(٢) مسند أحمد ٦/٣٢٣ ، المستدرك ٣/١٢١ وغيرهما.

(٣) وسائل الشيعة ٧/٣٢١ ح ٩٤٧١.

۲۹

درجةً»(١).

وعنه عليه السلام أنّه سأل عن الإمام : إنْ لم أكن أثق به أُصلّي خلفه وأقرأ؟ قال : «لا ، صلّ قبله أو بعده ، قيل له : أفأُصلّي خلفه وأجعلها تطوّعاً؟ قال : لو قُبل التطوّع لقبلت الفريضة ، ولكنْ اجعلها سبحةً»(٢).

وعنه عليه السلام ، قال : «من صلّى في منزله ثمّ أتى مسجداً من مساجدهم فصلّى فيه خرج بحسناتهم»(٣).

وعن عبيد بن زرارة عن أبي عبد الله ، قال : «قلت : إنّي أدخل المسجد وقد صلّيت ، فأُصلّي معهم ، ولا أحتسب بتلك الصلاة؟ قال : لا بأس ، وأمّا أنا فأُصلّي معهم وأُريهم أنّي أسجد وما أسجد»(٤).

٥ ـ بل إنّ الأئمّة عليهم السلام كانوا يقيمون الصّلاة بأصحابهم الحاضرين عندهم في بيوتهم أو في المسجد ، ومن ذلك :

عن إسماعيل بن الفضل ، قال : «صلّى بنا أبو عبد الله عليه السلام أو أبو جعفر عليه السلام فقرأ بفاتحة الكتاب ...»(٥).

وعن سليمان بن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : «صلّيت خلف أبي جعفر عليه السلام فقرأ بفاتحة الكتاب ...»(٦).

وعن زيد الشحّام ، قال : «صلّى بنا أبو عبد الله عليه السلام الفجر ،

__________________

(١) وسائل الشيعة ٨/٣٠٢ ح ١٠٧٢٩.

(٢) وسائل الشيعة ٨/٣٠٣ ح ١٠٧٣٢.

(٣) وسائل الشيعة ٨/٣٠٤ ح ١٠٧٣٦.

(٤) وسائل الشيعة ٨/٣٠٤ ح ١٠٧٣٥.

(٥) وسائل الشيعة ٦/٤٦ ح ٧٣٠١.

(٦) وسائل الشيعة ٦/٤٦ ح ٧٣٠٣.

۳۰

فقرأ ...»(١).

وعن صفوان ، قال : «صلّيت خلف أبي عبد الله عليه السلام أيّاماً ، فكان يقرأ في فاتحة الكتاب ببسم الله الرحمن الرحيم ...»(٢).

وعن الكاهلي ، قال : «صلّى بنا أبو عبد الله عليه السلام في مسجد بني كاهل ، فجهر مرّتين ببسم الله الرحمن الرحيم ...»(٣).

وعن مسمع البصري ، قال : «صلّيت مع أبي عبد الله عليه السلام فقرأ ..»(٤).

وعن أبي حفص الصائغ ، قال : «صلّيت خلف جعفر بن محمّد عليه السلام فجهر ببسم الله الرحمن الرحيم»(٥).

وعن صفوان ، قال : «صلّى بنا أبو عبد الله عليه السلام المغرب ، فقرأ بالمعوّذتين في الركعتين»(٦).

وعن صابر مولى بسّام ، قال : «أمّنا أبو عبد الله عليه السلام في صلاة المغرب ...»(٧).

وعن صفوان ، قال : «صلّيت خلف أبي عبد الله عليه السلام أيّاماً ، فكان يقنت ...»(٨).

__________________

(١) وسائل الشيعة ٦/٥٤ ح ٧٣٢٦.

(٢) وسائل الشيعة ٦/٥٧ ح ٧٣٣٦.

(٣) وسائل الشيعة ٦/٥٧ ح ٧٣٣٩.

(٤) وسائل الشيعة ٦/٦٢ ح ٧٣٥١.

(٥) وسائل الشيعة ٦/٧٦ ح ٧٣٩١.

(٦) وسائل الشيعة ٦/١١٤ ح ٧٤٨٨.

(٧) وسائل الشيعة ٦/١١٥ ح ٧٤٨٩.

(٨) وسائل الشيعة ٦/٢٦١ ح ٧٩٠٣.

۳۱

وعن حمزة بن حمران والحسن بن زياد ، قالا : «دخلنا على أبي عبد الله عليه السلام وعنده قوم فصلّى بهم العصر ...»(١).

وعن حفص الجوهري ، قال : «صلّى بنا أبو الحسن علي بن محمّد عليه السلام صلاة المغرب فسجد سجدة الشكر ...»(٢).

وعن الثمالي ، قال : «صلّيت مع علي بن الحسين عليه السلام الفجر بالمدينة في يوم جمعة ...»(٣).

وتلخّص :

إنّ الأئمّة عليهم السلام يأمرون أصحابهم بحسن المعاشرة والأخلاق مع أبناء سائر الفرق من المسلمين ، خاصّةً في المراسم والمواسم والمناسبات الاجتماعيّة ، حتّى تحفظ كرامتهم وكرامة شيعتهم بين النّاس ، أمّا في خصوص الصلاة ونحوها من الفرائض ، فلا بدّ من لحاظ الملاك المذكور.

__________________

(١) وسائل الشيعة ٦/٣٠٤ ح ٨٠٣٤.

(٢) وسائل الشيعة ٦/٤٨٩ ح ٨٥١٢.

(٣) وسائل الشيعة ٧/٤١٢ ح ٩٧٢٦.

۳۲

(٢٥)

إنّ الحسن بن علي كفّن أُسامة بن زيد في برد أحمر حبرة

هكذا في خبر عن أبي جعفر عليه السلام(١).

وللكفن والتكفين أحكام شرعية يستنبطها الفقهاء من هذه الأخبار.

وفي أخبار الباب فوائد لا بأس بالتعرّض لواحدة منها :

قال أبو عبد الله عليه السلام : «إنّ أبي أوصاني عند الموت : يا جعفر ، كفّنّي في ثوب كذا وكذا ، واشتر لي برداً واحداً وعمامة ، وأجدهما ، فإنّ الموتى يتباهون بأكفانهم»(٢).

وعنه قال عليه السلام : «تنوّقوا(٣) في الأكفان فإنّهم يبعثون بها»(٤).

وعنه قال عليه السلام : «أجيدوا أكفان موتاكم فإنّها زينتهم»(٥).

وقد لا نفهم معنى أنّهم يتباهون بأكفانهم ، وأنّها زينتهم لمّا يبعثون بها ...

إلاّ أنّ في خبر تكفين الإمام الحسن عليه السلام أُسامة بن زيد فائدةً تربويّة عاليةً ينبغي بيانها بشيء من التفصيل :

__________________

(١) وسائل الشيعة ٣/٧ ، الباب ٢ من أبواب التكفين ج ٣.

(٢) وسائل الشيعة ٣/٣٩ ح ٢٩٦٩.

(٣) تنوّق فلان في مطعمه وملبسه وأُموره إذا تجوّد وبالغ ... لسان العرب ١٠/٣٦٤.

(٤) وسائل الشيعة ٣/٣٩ ح ٢٩٧٠.

(٥) هذه الأخبار في الباب ١٨ من أبواب التكفين.

۳۳

وذلك أنّ أُسامة بن زيد مولى رسول الله صلّى الله عليه وآله ، وهو ابن زيد بن حارثة ، واُمّه أُمّ أيمن مولاة رسول الله ... وقد روى أهل السنّة في حقّه عن النبيّ صلّى الله عليه وآله أنّه قال : «أُسامة بن زيد لأحبّ الناس إليَّ ، أو من أحبّ الناس إليَّ ، وأنا أرجو أن يكون من صالحيكم ، فاستوصوا به خيراً»(١).

وهو الذي أمّره رسول الله صلّى الله عليه وآله على جيش فيه كبار الصحابة أبو بكر وعمر بن الخطّاب وسعد وسعيد وغيرهم من المهاجرين والأنصار ، ولعن من تخلَّف عنه ... في قضيّة مشهورة.

لكن المهمَّ أنّ أُسامة قد ذُكر في الأفراد المعدودين من الصحابة الذين لم يبايعوا أمير المؤمنين عليه السلام بعد عثمان واعتزلوا ، وأشهرهم سعد بن أبي وقّاص وعبد الله بن عمر بن الخطّاب وأُسامة بن زيد ...

ثمّ إنّ أُسامة لم يكن مع الإمام الحسن بعد أمير المؤمنين عليهما السلام أيضاً.

وتوفّي سنة ٥٤ أو ٥٨ أو ٥٩ ، فكان وفاته بعد الإمام الحسن عليه السلام ؛ لأنّ وفاة الإمام سنة ٤٩ أو ٥٠(٢).

فإذا كان الإمام عليه السلام قد كفَّن أُسامة ـ والحال هذه ـ فإنّ هذا من مكارم أخلاق أهل البيت عليهم السلام ، وهذا هو المقصود هنا ، فإنّ في هذه القضية عبرةً لمن يريد الاعتبار ، وتبصرةً لمن طلب البصيرة في حقِّ أهل البيت عليهم السلام ، وأنّهم لم يكونوا بصدد الرئاسة للأغراض

__________________

(١) اسد الغابة ١/١٩٥ عن عبد الله بن عمر.

(٢) ومن هنا كان الصحيح هو : إنّ الحسين بن علي كفّن اُسامة ، فما في الوسائل وبعض الكتب تصحيف ، وقد نبّه على ذلك غير واحد من العلماء.

۳۴

الدنيوية ، حتّى لو أنّ أحداً خالفهم يتحيّنون الفرص للانتقام منه!

نعم ، قد ورد عندنا في الأخبار أنَّ أُسامة قد نَدِمَ من تخلّفه عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، فقد روى سليم أنّه قد سلّم بعد ذلك ورضي ، ودعا لعليّ ، وتبرّأ من عدوّه ، وشهد أنّه عليه السلام على الحقّ ، ومن خالفه ملعون حلال الدم(١).

وروى الكليني بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : «ألا اُخبركم أهل الوقوف؟ قلنا : بلى. قال : أُسامة بن زيد وقد رجع فلا تقولوا إلاّ خيراً ، ومحمّد بن مسلمة وابن عمر مات منكوباً»(٢).

قلت :

بل لقد ندم سعد بن أبي وقّاص أيضاً ، كما في رواية أهل السنّة :

ففي المستدرك على الصحيحين بإسناده عن خيثمة بن عبد الرحمن ، قال : «سمعت سعد بن مالك ـ وقال له رجل : إنّ عليّاً يقع فيك أنّك تخلّفت عنه ـ فقال سعد : والله إنّه لرأي رأيته وأخطأ رأيي ، إنّ علي بن أبي طالب أُعطي ثلاثاً لأنْ أكون أُعطيت إحداهنَّ أحبّ إليَّ من الدنيا وما فيها : لقد قال له رسول الله يوم غدير خمّ ... وجيء به يوم خيبر وهو أرمد ... وأخرج رسول الله عمّه العبّاس وغيره من المسجد ...»(٣).

وكذلك ندم عبد الله بن عمر ....

ففي المستدرك أيضاً ، بإسناده عن شعيب بن أبي حمزة القرشي ، عن

__________________

(١) كتاب سليم بن قيس الهلالي ٢/٧٩٧.

(٢) رجال الكشي : ٣٩.

(٣) المستدرك ٢/١٥١.

۳۵

الزهري ، عن حمزة بن عبد الله بن عمر بن الخطّاب : «أنّه بينما هو جالس مع عبد الله بن عمر ، إذ جاءه رجلٌ من أهل العراق فقال : يا أبا عبد الرحمن : إنّي والله لقد حرصت أن أتسمَّت بسمتك وأقتدي بك في أمر فرقة النّاس واعتزال الشرّ ما استطعت ، وإنّي أقرأ آية في كتاب الله محكمة قد أخذت بقلبي ، فأخبرني عنها. أرأيت قول الله عزّ وجلّ : (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ الله فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ الله يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) ، أخبرني عن هذه الآية؟

فقال عبد الله : مالك ولذلك؟! انصرف عنّي. فانطلق حتّى توارى عنّا سواده.

وأقبل علينا عبد الله بن عمر ، فقال : ما وجدت في نفسي من شيء من أمر هذه الآية ما وجدت في نفسي أنّي لم أُقاتل هذه الفئة الباغية كما أمرني الله عزّ وجلّ.

قال الحاكم : هذا باب كبير ، رواه عن عبد الله بن عمر جماعة من كبار التابعين ، وإنّما قدّمت حديث شعيب بن أبي حمزة عن الزهري واقتصرت عليه ؛ لأنّه صحيح على شرط الشيخين»(١).

وإنّما قال الإمام أبو جعفر عليه السلام : «إنّه مات منكوباً» ؛ فلأنّه قد بايع يزيد ابن معاوية ، ثمّ بايع عبد الملك بن مروان ..

فسواء ثبتت توبة هؤلاء أو لا ، وسواء قبلت توبتهم أو لا ، فإنّ تكفين

__________________

(١) المستدرك ٣/١١٥.

۳۶

الإمام عليه السلام أُسامة بن زيد يدلّ على عظمة أهل البيت عليهم السلام وسموّ أخلاقهم ، وعظمة شأنهم ...

نسأل الله تعالى أن يوفّقنا للاقتداء بهم والاهتداء بهديهم.

۳۷

(٢٦)

العمائم تيجان العرب

عن أبي عبد الله عليه السلام ، عن آبائه ، قال : «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : العمائم تيجان العرب ، إذا وضعوا العمائم وضع الله عزّهم»(١).

يظهر من الخبر أنّ للعمامة أثراً معنويّاً لمن يلبسها ، وهي عزّ له وزينةٌ ، ولذا عبّر عنها بالتاج. وفي خبر آخر :

عن أبي عبد الله عليه السلام : «اعتمّوا تزدادوا حلماً»(٢) ، ولا يخفى فضل الحلم.

وفي الخبر عنه : «كفى بالحلم ناصراً»(٣).

وفي آخر : «لا أعزّ الله بجهل قطّ ولا أذلّ بحلم قطّ»(٤).

بل في بعض الأخبار أنّ العمامة تيجان الملائكة :

فعن أبي عبد الله عليه السلام قال : «عمّم رسول الله صلّى الله عليه وآله عليّاً عليه السلام بيده فسدلها من بين يديه ، وقصّرها من خلفه قدر أربع أصابع ، ثمّ قال : أدبر فأدبر ، ثمّ قال : أقبل فأقبل ، ثمّ قال : هكذا تيجان

__________________

(١) وسائل الشيعة ٥/٥٧ ح ٥٨٩٢.

(٢) وسائل الشيعة ٧/٥٧ ح ٥٨٩٣.

(٣) الكافي ٢/١١٢.

(٤) الكافي ٢/١١٢.

۳۸

الملائكة»(١).

وفي بعض الأخبار أنّ ذلك كان يوم الغدير ، وأنّ الملائكة الذين نصروا رسول الله صلّى الله عليه وآله في بدر وحنين كانت عمائمهم كذلك.

وقد ورد هذا الخبر في كتب الفريقين :

قال صاحب الوسائل :

«علي بن موسى بن طاووس في (أمان الأخطار) ، نقلاً من (كتاب الولاية) تأليف أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة ، في حديث نصّ النبي صلّى الله عليه وآله على عليّ يوم الغدير.

بإسناده ، في ترجمة عبد الله بن بشر صاحب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، قال : بعث رسول الله يوم غدير خمّ إلى علي فعمّمه وأسدل العمامة بين كتفيه ، وقال : هكذا أيّدني ربّي يوم حنين بالملائكة ، معمّمين وقد أسدلوا العمائم ، وذلك حجز بين المسلمين وبين المشركين.

قال : وفي حديث آخر بإسناده : عمّم رسول الله عليّاً يوم غدير عمامةً سدلها بين كتفيه ، وقال : هكذا أيّدني ربّي بالملائكة ، ثمّ أخذ بيده فقال : يا أيّها النّاس ، من كنت مولاه فهذا مولاه ، والى الله من والاه وعادى من عاداه»(٢).

وهنا مطالب :

الأوّل : في كيفيّة العمامة :

ففي هذه الروايات : «فسدلها من بين يديه ومن خلفه» ، وقد أوضح ذلك خبر تعمّم الإمام الرضا عليه السلام لدى خروجه لصلاة العيد : «ألقى

__________________

(١) وسائل الشيعة ٥/٥٥ ح ٥٨٨٩.

(٢) وسائل الشيعة ٥/٥٨ ح ٥٨٩٨.

۳۹

طرفاً منها على صدره ، وطرفاً بين كتفيه»(١).

وقد روى أهل السنّة تعمّم رسول الله صلّى الله عليه وآله بهذه الكيفيّة في كتبهم الحديثيّة ، فقال بعضهم : «وصار اليوم شعار الفقهاء الإماميّة ، فينبغي تجنّبه ؛ لترك التشبّه بهم»(٢).

فكان هذا المورد من جملة موارد مخالفتهم للسنّة النبوية الثابتة ، لأنّها قد أصبحت شعاراً للإماميّة كالتختّم باليمين ، وتسطيح القبور وغير ذلك ...

نعم ، إنّهم نقلوا عن ابن تيميّة أنّ السبب في لفّه صلّى الله عليه وآله العمامة بهذه الكيفية : هو أنّ الله تعالى قد وضع يده على كتف النبيّ ، فمن ذلك الوقت جعل عمامته بالكيفية المذكورة ؛ إكراماً لموضع يد الله عزّ وجلّ .. وقد استحسن تلميذه ابن القيّم هذا الكلام ، لكن غير واحد من علمائهم قالوا : بأنّ كلامهما هذا مبني على قولهما بالتجسيم ، نعوذ بالله منه(٣).

الثاني : في أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله عمّم أمير المؤمنين يوم غدير خمّ :

وقد روى هذا الحديث غير واحد من كبار علماء أهل السنّة في القرون المختلفة ، نذكر بعضهم :

١ ـ سليمان بن داود بن الجارود أبو داود الطيالسي.

٢ ـ عبد الله بن محمّد بن أبي شيبة العبسي.

٣ ـ أحمد بن منيع البغوي.

__________________

(١) وسائل الشيعة ٥/٥٦ ح ٥٨٩١.

(٢) شرح المواهب اللدنّية بالمنح المحمّدية ٥/١٣.

(٣) شرح المواهب اللدنية بالمنح المحمّدية ٥/١٢.

۴۰

٤ ـ أحمد بن الحسين بن علي البيهقي.

٥ ـ محبّ الدين أحمد بن عبد الله الطبري.

٦ ـ إبراهيم بن محمّد الحمويني.

٧ ـ محمّد بن يوسف الزرندي.

٨ ـ علي بن محمّد المعروف بابن الصبّاغ.

٩ ـ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السّيوطي.

١٠ ـ جمال الدين عطاء الله بن فضل الله المحدّث الشيرازي.

١١ ـ علاء الدين علي بن حسام الدين الشهير بالمتّقي.

١٢ ـ محمود بن علي الشيخاني القادري.

١٣ ـ أحمد بن محمّد القشاشي.

قال علي المتّقي :

«عن علي ، قال : عمّمني رسول الله صلّى الله عليه وآله يوم غدير خمّ بعمامة فسدلها خلفي ، وفي لفظ : فسدل طرفيها على منكبي ، ثمّ قال : إنّ الله أمدّني يوم بدر وحنين بملائكة يعتمّون هذه العمّة ، وقال : إن العمامة حاجزة بين الكفر والإيمان ، وفي لفظ : بين المسلمين والمشركين ، ورأى رجلاً يرمي بقوس فارسية فقال : ارم بها. ثمّ نظر إلى قوس عربية فقال : عليكم بهذه وأمثالها ورماح القنا ، فإنّ بهذه يمكّن الله لكم في البلاد ويؤيّد لكم. (ش. ط وابن منيع ق)»(١).

وقال محبّ الدين الطبري :

«ذكر تعميمه إيّاه بيده ، عن عبد الأعلى بن عدي البهراني : إنّ

__________________

(١) كنز العمّال للملاّ علي المتّقي. والمراد من «ش» هو ابن أبي شيبة. ومن «ط» أبو داود الطيالسي. ومن «ق» البيهقي.

۴۱

رسول الله صلّى الله عليه وآله دعا عليّاً يوم غدير خمّ فعمّمه وأرخى عذبه من خلفه»(١).

وقال شهاب الدين أحمد :

«عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه رضي الله تعالى عنهم : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وبارك وسلّم : عمّم علي بن أبي طالب كرّم الله تعالى وجهه عمامته السحابة ، وأرخاها من بين يديه ومن خلفه ، ثمّ قال : أقبل فأقبل. ثمّ قال : أدبر فأدبر. فقال صلّى الله عليه وآله وبارك وسلّم : هكذا جائتني الملائكة ، ثمّ قال : من كنت مولاه فعليٌّ مولاه. اللّهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله»(٢).

وقال الحمويني :

«أخبرنا القاضـي جلال الدين أبو المناقب محمود بن مسعود بن أسعد بن العراقي الطاووس القزويني إجازةً ، بروايته عن الشيخ إمام الدين عبد الكريم بن محمّد بن عبد الكريم إجازة ، قال : أنبأنا أبو منصور شهردار ابن شيرويه ابن شهردار الحافظ إجازة ، قال : أنبأنا أبو زكريّا يحيى بن عبد الوهّاب ابن الإمام أبي عبد الله محمّد بن إسحاق بن محمّد بن يحيى ابن مندة الحافظ بقراءتي عليه بإصفهان في داره ، أنبأنا أبو عمر عثمان بن محمّد بن أحمد بن سعيد الخلاّل ، أنبأنا أبو أحمد عبد الله بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن جميل ، أنبأنا جدّي إسحاق ، أخبرنا أحمد بن منيع ، عن عليّ بن هاشم ، عن أشعث بن سعيد ، عن عبد الله بن بشر عن أبي راشد ، عن عليّ بن أبي طالب ، قال : قال رسول الله صلّى الله

__________________

(١) الرياض النضرة ٢/٢٨٩.

(٢) توضيح الدلائل ـ مخطوط.

۴۲

عليه وآله وسلّم : إنّ الله عزّ وجلّ أيّدني يوم بدر وحنيـن بملائكة معتمّين هذه العمّة ، والعمّة الحاجز بين المسلمين والمشركين ، قاله لعليّ لمّا عمّمه يوم غدير خمّ بعمامة سدل طرفها على منكبيه»(١).

وقال أيضاً :

«... عن جعفر بن محمّد ، قال : حدّثني أبي ، عن جدّي : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله عمّم علي بن أبي طالب رضي الله عنه عمامته السحاب ، فأدخلها من بين يديه ومن خلفه ، ثمّ قال : أقبل فأقبل ، ثمّ قال : أدبر فأدبر ، قال : هكذا جاءتني الملائكة»(٢).

وقال أيضاً :

«... عن عليّ بن أبي طالب ، قال : عمّمني رسول الله صلّى الله عليه وآله يوم غدير خمّ بعمامة فسدل طرفها على منكبي ، وقال : إنّ الله أمدّني يوم بدر بملائكة معتمّين بهذه العمامة»(٣).

روى محمّد بن يوسف الزرندي ، الحديث الثاني المذكور ، عن جعفر ابن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه وأضاف :

«ثمّ قال : من كنت مولاه فعليٌّ مولاه ، اللّهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ...»(٤).

الثالث : في أنّ العمامة حجزٌ ـ أي مميّز بين المسلمين والمشركين ـ:

وهذا أيضاً موجود في كتب أهل السنّة ، قالوا : لأنّ المسلمين

__________________

(١) فرائد السمطين ١/٧٥.

(٢) فرائد السمطين ١/٧٦.

(٣) فرائد السمطين ١/٧٦.

(٤) نظم درر السمطين : ١١٢.

۴۳

يتعمّمون وأنّ المشركين لا عمائم لهم(١).

وأتذكّر أني رأيت في بعض كتبهم أنّ عمر غضب على بعض أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله فأمره بأن ينزع عمامته ، مشيراً بذلك إلى خروجه عن الإسلام وكونه في عداد المشركين!!

__________________

(١) شرح المواهب اللدنية بالمنح المحمّدية ٥/١٣.

۴۴

(٢٧)

بين أبي ذرّ وعثمان في معنى الآية المباركة :

(وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا)

عن زرارة ، قال : «كنت قاعداً عند أبي جعفر عليه السلام ـ وليس عنده غير ابنه جعفر ـ فقال : يا زرارة ، إنّ أبا ذر وعثمان تنازعا على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله ، فقال عثمان : كلّ مال من ذهب أو فضة يُدار ويُعمل به ويتّجر به ففيه زكاة إذا حال عليه الحول ، فقال أبو ذرّ : أمّا ما يتّجر به أو دير وعمل به فليس فيه زكاة ، إنّما الزكاة فيه إذا كان ركازاً كنزاً موضوعاً ، فإذا حال عليه الحول ففيه الزكاة ، فاختصما في ذلك إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله ، قال : فقال : القول ما قال أبو ذرّ.

فقال أبو عبد الله لأبيه : ما تريد إلاّ أنْ يخرج مثل هذا فيكفّ النّاس أنْ يعطوا فقراءهم ومساكينهم؟

فقال أبوه : إليك عنّي ، لا أجد منها بُدّاً»(١).

وعن أبي عبد الله عليه السلام : «ليس في المال المضطرب به زكاة ، فقال له إسماعيل ابنه : يا أبة ، جعلت فداك ، أهلكت فقراء أصحابك! فقال : أيْ بنيّ ، حقٌ أراد الله أن يخرجه فخرج»(٢).

__________________

(١) وسائل الشيعة ٩/٧٤ ح ١١٥٥٥.

(٢) وسائل الشيعة ٩/٧٥ ح ١١٥٥٩.

۴۵

أقول :

في هذا الخبر فوائد :

١ ـ إنّ الحكم الشرعي يجب أن يبلَّغ إلى الناس بلغ ما بلغ.

٢ ـ إنّ ما يقوله الأئمّة عليهم السلام إنّما هو حكم الله سبحانه يخرج إلى النّاس بواسطتهم.

٣ ـ إنّ ما أجاب به أبو عبد الله نفس ما أجاب به والده عليهما السلام ، لكنّ المطلب الذي نريد أنْ نؤكّد عليه على ضوء الخبر هو :

إنّ عثمان كان يرى الزكاة في المال الذي يتّجر به ، فيكون قائلاً بوجوبها في ما لا يتّجر به بالأولويّة ، وكان أبو ذرّ رضي الله عنه يرى العكس ، أي عدم وجوب الزكاة في ما يتّجر به ، وكان هذا هو الحكم الشرعي كما في الخبر ، إذ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله القول ما قال أبو ذرّ.

لكنّ أبا ذرّ وعثمان قد تنازعا مرةً اُخرى ، وذلك في زمان حكومة عثمان ... واشتهر أنّ نزاعهما كان في وجوب الزكاة ، ومعنى قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ الله فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَاب أَلِيم)(١) ، فنسبوا إلى أبي ذرّ أنّه كان يستشهد بالآية المباركة ، ويقول بوجوب إنفاق كلّ المال الزائد عن القوت. وهذا إفك مفترىً ، وإنّما أذاعوه من أجل الدفاع عن عثمان ومعاوية ومن لفّ لفّهم ، قلباً للحقائق وكتماناً للواقعيّات ...

__________________

(١) سورة التوبة ٩ : ٣٤.

۴۶

يقول ابن كثير الدمشقي :

«كان أبو ذرّ ينكر على من يقتني مالاً من الأغنياء ، ويمنع أنْ يدّخر فوق القوت ، ويوجب أن يتصدّق بالفضل ، ويتأوّل قول الله سبحانه وتعالى : (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ الله فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَاب أَلِيم) ، فينهاه معاوية عن إشاعة ذلك فلا يمتنع ، فبعث يشكوه إلى عثمان ، فكتب عثمان إلى أبي ذرّ أن يقدم عليه المدينة ، فقدمها ، فلامه عثمان على بعض ما صدر منه واسترجعه فلم يرجع ، فأمره بالمقام بالربذة ـ وهي شرقي المدينة ـ. ويقال : إنّه سأل عثمان أن يقيم بها ، وقال : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال لي : إذا بلغ البناء سلعاً فاخرج منها ، وقد بلغ البناء سلعاً ، فأذن له عثمان بالمقام بالربذة ، وأمره أن يتعاهد المدينة في بعض الأحيان حتّى لا يرتدّ أعرابياً بعد هجرته ، ففعل ، فلم يزل مقيماً بها حتّى مات»(١).

وتجد مثل هذا الكلام في كتب غيره من المؤرّخين ...

ومن أين جاء بهذه المزعمة أنّ أبا ذرّ كان ينكر على من يقتني مالاً من الأغنياء؟!

لقد كشف أئمّتنا النقاب عن هذه الأفائك والمفتريات ، وبالله عليك ، إنّ من يرى عدم وجوب الزكاة في المال الذي يتّجر به ، كيف يقول بعدم ملكيّة الإنسان لما زاد عن قوته وضروريّاته؟! وهل أنّه كان يفعل منكراً فينهاه مثل معاوية الذي هو أساس كثير من المنكرات والمشيع لها بين المسلمين؟

__________________

(١) تاريخ ابن كثير ٧/١٨٥ حوادث السنة ٣٢.

۴۷

بل لقد كان نكير أبي ذرّ موجّهاً إلى عثمان من جهة تسليطه الفسقة والفجرة من بني اُميّة وبني العاص على رقاب المسلمين ...

لقد كان نكيره موجّهاً إلى عطاءات عثمان لمروان وأمثاله ... فقد أعطى مروان وحده خمسمائة ألف دينار ، وهذه إحدى عطاءاته له ...

لقد كان نكيره موجّهاً إلى معاوية وتصرّفه في أموال المسلمين في الشام ، ولمّا بنى معاوية الخضراء بدمشق قال له أبو ذرّ : يا معاوية ، إنْ كانت هذه الدار من مال الله فهي الخيانة ، وإن كانت من مالك فهذا الإسراف ، فسكت معاوية.

يقول ابن كثير : فبعث يشكوه إلى عثمان.

لكنّ المسعودي يروي أنّه كتب إليه قائلاً :

«إنّ أبا ذر تجتمع إليه الجموع ولا آمن أن يفسدهم عليك ، فإن كان لك في القوم حاجة فاحمله إليك».

فروى غير واحد من المؤرّخين أنّه حمله على بعير عليه قتب يابس معه خمسة من الصقالبة يطيرون به حتّى أتوا به المدينة قد تسلّخت بواطن أفخاذه وكاد أن يتلف ... وهذا لفظ المسعودي(١) ، ونحوه لفظ غيره منهم.

لكن ابن كثير يقول : فكتب عثمان إلى أبي ذرّ أن يقدم عليه المدينة فقدمها!

ثم يقول : فلامه عثمان ...

لكن الواقدي وغيره من أئمّة التأريخ والسير منهم يروون ـ واللفظ له ـ إنّ عثمان قال لأبي ذرّ ـ لمّا أدخل به عليه ـ : أنت الذي فعلت ما

__________________

(١) مروج الذهب ١/٤٣٨ ، وانظر البلاذري في أنساب الأشراف ٢/٥٢.

۴۸

فعلت؟ فقال له أبو ذرّ : نصحتك فاستغششتني ، ونصحت صاحبك فاستغشّني ، فقال عثمان : كذبت ، ولكنّك تريد الفتنة وتحبّها ، قد أنغلت الشام علينا ، فقال أبو ذرّ : اتّبع سنة صاحبيك ، لا يكن لأحد عليك كلام ، قال عثمان : مالك وذلك لا اُمّ لك؟ قال أبو ذرّ : والله ما وجدت لي عذراً إلاّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فغضب عثمان ، وقال : أشيروا عليَّ في هذا الشيخ الكذّاب ، إمّا أن أضربه أو أحبسه أو أقتله ـ فإنّه قد فرّق جماعة المسلمين ـ أو أنفيه من أرض الإسلام ...

فنفاه إلى الربذة.

لكنّ أئمّة أهل البيت عليهم السلام يكشفون النقاب عن حقائق الأُمور مهما أمكنهم.

ففي نهج البلاغة إنّ الإمام أمير المؤمنين عليه السلام قال لأبي ذرّ لمّا اُخرج :

«يا أبا ذرّ ، إنّك غضبت لله فارجُ من غضبت له ، إنّ القوم خافوك على دنياهم وخفتهم على دينك ...»(١).

للموضوع صلة ...

__________________

(١) انظر شرح نهج البلاغة ٨/٢٥٥.

۴۹

إطلالـة

على التفاسير الروائية الشيعية

في القرن الحادي عشر

الشيخ محمّد فاكر المَيْبُدي

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدّمة

كان علم التفسير في بداية الأمر جزءاً من علم الحديث ، ثمّ انفصل عنه فصار علماً مستقلاًّ قائماً بذاته ، وظهرت التفاسير الأُولى في المائة الثالثة ، مقصورة على مجرّد الرواية ، كـ : تفسير القمّي لعليّ بن إبراهيم(١) ، وتفسير العيّاشي لأبي نصر محمّد بن مسعود(٢) ، وتفسير فرات بن إبراهيم الكوفي(٣) من أعلام الغيبة الصغرى.

هذا ، وكان للأئمّة عليهم‌السلام وأصحابهم تفاسير ، كـ : تفسير صاحب العسكر من إملاء الإمام الهادي عليه‌السلام ، والتفسير المنسوب إلى العسكري

__________________

(١) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٤ / ٣٠٢.

(٢) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٤ / ٢٩٥.

(٣) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٤ / ٢٩٨.

۵۰

الذي أملاه الإمام أبو محمّد الحسن بن عليّ العسكري عليه‌السلام(١).

إلاّ أنّ هذه النهضة الروائية للتفسير قد ابتليت بالبطء ، فاستقرّت الروايات التفسيرية في هامش الروايات الفقهية ؛ وذلك لأنّ التفسير خطا خطوة أُخرى ، ودخل في عرصته الاجتهاد والعقل ، وفي ظلاله ظهرت التفاسير الكثيرة التي اعتمدت المنهج الاجتهادي والعقلي ، يعني التفاسير الدرائية ، وأصبحت الروايات تُعَدّ بمنزلة أحد المصادر للتفسير ، لا أنّها مصدر منحصر به ..

واستمرّ هذا الأمر إلى بدايات القرن الحادي عشر من الهجرة ، الذي عبّر عنه العلاّمة الطباطبائي : بعصر أساطين الحديث وجهابذة الرواية(٢).

ففي هذا القرن تطوّرت الأوضاع ، وأشرف المنهج الاجتهادي على الضعف ، ولم يدوّن من التفسير الروائي إلاّ القليل حيث دُوّنَ تفسير بعض الآيات والسور ، والتعليقات والحواشي على التفاسير المصنّفة سابقاً.

كـ : تفسير الحسين بن رفيع الدين محمّد المرعشي الآملي ـ المتوفّى سنة ١٠٦٤ هـ(٣) ـ وهو تعليقاته على تفسير البيضاوي.

وتفسير عبد علي بن ناصر الحويزي ـ المتوفّى سنة ١٠٥٣ هـ(٤) ـ وهو حاشيته على تفسير البيضاوي أيضاً.

وتفسير إبراهيم الهمداني ـ المتوفّى سنة ١٠٢٥ هـ(٥) ـ وهو حاشيته على تفسير الكشّاف.

__________________

(١) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٤ / ٢٨٣ ـ ٢٨٥.

(٢) تفسير نور الثقلين ١ / ٣ (مقدّمة السيّد محمّد حسين الطباطبائي).

(٣) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٦ / ٤١ ـ ٤٢.

(٤) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٦ / ٤٣.

(٥) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٦ / ٤٦.

۵۱

وتفسير سورتَي الفاتحة والإخلاص ، للسيّد فخر الدين المشهدي ، المتوفّى سنة ١٠٩٧ هـ(١).

وتفسير الفاتحة ، لآقا حسين بن جمال الدين الخوانساري ، المتوفّى سنة ١٠٩٨ هـ(٢).

وتفسير سورتَي النور ويوسف أنوار الأنظار وأحسن القصص للسيّد علي محمّد بن السيّد محمّد اللكنهوي ، المتوفّى سنـة ١٠١٢ هـ(٣).

وكذا تفسير سورة الإخلاص ، للسيّد محمّد باقر الداماد ، المتوفّى سنة ١٠٤٠ هـ(٤).

وأكبر هذه التفاسير هو تفسير القرآن الكريم لمؤلّفه محمّد بن إبراهيم الشيرازي ، المعروف بملاّ صدرا ـ المتوفّى سنة ١٠٥٠ هـ ـ وهو عبارة عن مجموعة من تفاسير عدّة سور وآيات(٥).

نعم ، قد يوجد تفاسير مؤلّفة من أقوال المفسّرين وأحاديث المعصومين عليهم‌السلام كـ : منتخب التفاسير للسيّد علي بن خلف الحويزي ، المتوفّى سنة ١٠٨٨ هـ(٦).

ومن جانب آخر ، فقد دوّنت تفاسير روائية وُضعت على أساس التفكير الغالب حينذاك ، وخُصّ هذا المنهج بعناية كبيرة من قبل المفسّرين ، والسرّ في ذلك : هو ظهور محمّد أمين الاسترآبادي ـ المتوفّى سنة

__________________

(١) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٤ / ٣٣٦.

(٢) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٤ / ٣٣٩.

(٣) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٢ / ٤١٨.

(٤) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٤ / ٣٣٥.

(٥) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٤ / ٣٢٦ ، ٣٢٩ ، ٣٣١ ، ٣٣٤ ، ٣٣٧.

(٦) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٢٢ / ٣٨٦.

۵۲

١٠٣٦ هـ ـ وهو أوّل من فتح باب الطعن على المجتهدين وجعلهم في قبال الأخباريّين.

والجدير بالذكر أنّه كان في بداية أمره داخلاً في دائرة أهل الاجتهاد ، وسالكاً مسالك أساتذته الأمجاد ، فقد أجازه صاحب المدارك وصاحب المعالم ، ثمّ أعرض عن الاجتهاد واتّخذ موقفاً عدائيّاً منه ، وتوجّه إلى الأخبار ، بل أسّس المسلك الأخباري بأُسلوب جديد ، وألّف كتابه الفوائد المدنية في الردّ على القائل بالاجتهاد والتقليد في الأحكام الإلهيّة(١).

وفي ظل هذا الظهور والمواجهة ، توجّه العلماء إلى الأخبار توجّهاً ملحوظاً ، وألّف العديد منهم الجوامع الروائية بعد فترة طويلة وبعد قرون متمادية مضت على تأليف المحمّدين الثلاثة الكتب الأربعة القديمة ، فصنّف السيّد محمّد الشهير بالسيّد ميرزا الجزائري جوامع الكلم وجمع فيه أخبار الأُصول الدينية والفقه والمواعظ والتفسير والأخلاق(٢).

وصنّف العلاّمة محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي ـ المتوفّى سنة ١١١٠ هـ ـ كتاب بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار(٣).

وصنّف محمّد بن مرتضى ، المعروف بالفيض الكاشاني ـ المتوفّى سنة ١٠٩١ هـ ـ كتابه الوافي(٤).

وصنّف محمّد بن الحسن الحرّ العاملي ـ المتوفّى سنة ١١٠٤ هـ ـ كتاب تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة المعروف بـ :

__________________

(١) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ١٦ / ٣٥٨.

(٢) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٥ / ٢٥٣.

(٣) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٣ / ١٦.

(٤) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٢٥ / ١٣.

۵۳

الوسائل(١).

وصنّف المولى عبد الله بن نورالله البحراني كتابه عوالم العلوم والمعارف والأحوال من الآيات والأخبار والأقوال المعروف بـ : العوالم(٢).

وصنّف الفقيه الكاظمي ، محمّد قاسم بن محمّد جواد ـ المتوفّى سنة ١١٠٠ هـ ـ جامع الأحاديث والأقوال(٣) وغيرها من الجوامع الروائية.

وفي ضوء هذا التوجّه ازدادت العناية بتأليف التفسير الروائي. كما يظهر مما قاله أرباب التفاسير في مقدّمات كتبهم.

__________________

(١) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٤ / ٣٥٢.

(٢) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ١٥ / ٣٥٦.

(٣) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٥ / ٣٩.

۵۴

إطلالة على التفاسير

١ ـ تفسير نور الثقلين :

تأليف المحدّث المفسّر عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي ـ المتوفّى سنة ١١١٢ هـ ـ ، وهو تفسير روائي محض ، قد فرغ المؤلّف من تأليف المجلّد الأوّل في المدرسة المقيمية بشيراز سنة ١٠٦٥ هـ ، ومن المجلّد الآخر سنة ١٠٧٢ هـ ، وجمع فيه أكثر من ١٤٥٠٠ رواية.

قال الطهراني : «نور الثقلين لعبد علي بن جمعة ، العروسي المنشأ ، الحويزي المولد ، الشيرازي المسكن ، معاصر الحر (ت ١١٠٤) ، والراوي عن الملا علي نقي عن البهائي وأستاذ المحدث الجزائري (ت ١١١٢٠) والمتأخر عن عبد علي بن ناصر بن رحمة الحويزي»(١).

وقد وصفه العلاّمة الطباطبائي في مقدّمته على هذا التفسير بقوله : «من أحسن ما جمعته أزمنة المجاهدة بعواملها ، وخطّته أيدي التحقيق بأناملها ، في هذا الشأن ، أو هو أحسنه ، هو كتاب نور الثقلين لشيخنا الفقيه المحدّث البارع الشيخ عبد علي الحويزي قدّس الله نفسه وروّح رمسه ...

ولعمري إنّه الكتاب القيمّ الذي جمع فيه مؤلّفه شتات الأخبار الواردة في تفسير آيات الكتاب العزيز ، وأودع عامّة الأحاديث المأثورة عن أهل بيت العصمة والطهارة عليهم‌السلام الاّ ما شذّ منها ، ولقد أجاد في ضبطها وترتيبها والاشارة إلى مصادرها والجوامع المنقولة هي عنها ، وبذل جهداً في تهذيبها

__________________

(١) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٢٤ / ٣٦٥.

۵۵

وتنقيحها ، جزاه الله عن العلم وأهله خيراً ، وهدانا بنور الثقلين ، وأحيا قلوبنا بالعلم واليقين»(١).

وقال الطهراني : «يوجد الجزء الأوّل المنتهي إلى آخر الأعراف في النجف ، فرغ منه المؤلّف في المدرسة المقيمية بشيراز سنة ١٠٦٥ ، والمجلّد الثاني إلى الكهف ، فرغ منه ٢٥ ذي الحجة ١٠٦٦ ، والثالث من مريم إلى الفاطر ، فرغ منه ٢٤ رمضان ١٠٦٦ ، والرابع إلى آخر القرآن كلّها موجودة في مكتبة المير حامد حسين.

والمجلّد الثاني موجود في (الرضوية) كتابته ١٠٨٨ ، ومجلّدان منه موجودان في مكتبة سبط حجّة الاسلام الشفتي الجيلاني ، والثالث والرابع عند المولوي حسن يوسف بكربلا ، والرابع عند (العطار ببغداد) فرغ منه ١٦ ذي الحجة ١٠٧٢ ، عليه تملّك السيد نصر الله الحائري ، واستعارة شبر بن محمّد ثم شرائه ، ١١٧١ ، وتاريخ كتابة هذه النسخة سنة ١١١٢ ، والمجلّدات ١ و ٢ و ٤ عند السيد محمّد علي الروضاتي ، بأصفهان على الأخيرتين خط الشيخ الحر ، ومجلّدان منه بمكتبة راجه فيض آباد.

وقرّظه المولى عبد الرشيد بن نور الدين التستري في حياة المؤلِّف سنة ١٠٧٣ ، وتوفّي في حياة الشيخ الحر ، كما يظهر من أمل الآمل المؤلَّف سنة ١٠٩١ ، وطبع في خمس مجلّدات في ١٣٨٤»(٢).

خصائص هذا الكتاب :

من خصائص هذا الكتاب أنّه لم يتعرّض إلاّ لِذِكْر فقرة من الآية

__________________

(١) تفسير نور الثقيلين ١ / ٣.

(٢) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٢٤ / ٣٦٦.

۵۶

المفسَّرة وترك البقيّة ، وأنّه أعرض عن ذكر الآيات التي لم يجد لها رواية مفسِّرة ، ولذلك يصعب معرفة الأخبار المتعلّقة بكلّ آية ، إلاّ أنّه رقّم الروايات الواردة في كلِّ سورة من الرقم ١ وهكذا حتّى الرواية الأخيرة ، وبه يُعلم عدد الروايات لكلّ سورة ؛ كما إنّ تفسير البرهان ابتدأ في كلّ آية مفسَّرة بنفس الطريقة.

قال الطهراني : «ولم يتكلم في تفسير ألفاظ الآية وإعرابها وقرائتها ، على عكس تفسير كنز الحقائق»(١).

منهجه في نقل الروايات :

أتى المحدّث باسم مصادر الروايات والجوامع المنقول عنها عند نقل أوّل رواية منها ، وحذف ذلك من الروايات التي تليها ، واكتفى بقوله : «بإسناده» أو : «فيه». ولم يكن له أيّ دور في تبيين الآية من حيث القراءة والإعراب واللغة وغيرها ، ولا في تبيين الرواية ولو كانت بظاهرها منافية أو مخالفة لما اعتقد به الأصحاب ، إلاّ أنّه قال في مقدّمة كتابه : «أمّا ما نقلت ـ ممّا ظاهره يخالف لإجماع الطائفة المحقّة ـ فلم أقصد به بيان اعتقاد ، ولا عمل ، وإنّما أوردته ؛ ليعلم الناظر المطّلع كيف نُقل وعمّن نقل ، ليطلب له من التوجيه ما يخرجه من ذلك»(٢).

مصادر الروايات :

قال الطهراني : «فسَّر فيه القرآن على ما صدر من الروايات عن أهل

__________________

(١) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٢٤ / ٣٦٦.

(٢) نور الثقلين ١ / ٢.

۵۷

البيت ، الذين هم أدرى به ، جمعها من الكتب المعتبرة ، كـ : الكافي للكليني ، وتفسير عليّ بن إبراهيم القمي ، والاحتجاج للطبرسي ، وعيون الاخبار ، وعلل الشرايع ، واكمال الدين ، والتوحيد ، والخصال ، ومن لا يحضره الفقيه ، ومعاني الأخبار ، والأمالي ، وثواب الأعمال كلّها للصدوق. ومجمع البيان للطبرسي ، والتهذيب للطوسي ، والتفسير للعياشي. والمناقب والغيبة لابن شهرآشوب ، ونهج البلاغة ، والصحيفة السجادية ، والإهليلجة ، والمحاسن للبرقي ، والمصباح للكفعمي ، وغير ذلك. لكنّه أسقط أسانيد الروايات ، وترك ذكر الآيات ؛ ولذلك يصعب معرفة الاخبار المتعلّقة بكلّ آية»(١).

وهو بمعنى أنّه من أراد الوقوف على الرواية من حيث السند والمتن فليراجعها ؛ لأنّ روايات هذه الموسوعة ـ وإن كانت قد نقلت عن تلك الجوامع المعتبرة إلاّ أنّه ـ يوجد فيها الكثير من المراسيل والضعاف.

٢ ـ تفسير الصافي :

كتاب الصافي في تفسير القرآن المجيد لمؤلّفه محمّد بن المرتضى ، المدعو بالمحسن ، الملقّب بالفيض الكاشاني ـ المتوفّى سنة ١٠٩١ هـ ـ فرغ منه سنة ١٠٧٥ هـ.

وهو تفسير روائي بأُسلوب مزجي يمزج بين الآيات والروايات والبيانات. جمع فيه بين النقل والعقل ، وبه يمتاز عن تفسيري البرهان ونور الثقلين ، مضافاً إلى أنّه فسّر الآيات كلّها ، ولم يكتف بتفسير بعضها.

__________________

(١) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٢٤ / ٣٦٥.

۵۸

وقد صدّر المؤلِّف كتابه باثنتي عشرة مقدّمة في : فضل القرآن ، وأنّ علم القرآن كلّه عند الأئمّة ، ووجوه الآيات من التفسير والتأويل ، والظهر والبطن ، والناسخ والمنسوخ ، والمنع من تفسير القرآن بالرأي ، وجمع القرآن ، وتحريفه وزيادته ونقصه ، وأنَّ القرآن تبيان لكلّ شيء ، وأقسام الآيات القرآنية ، وتمثُّل القرآن لأهله يوم القيامة ، وشفاعته ، وكيفية تلاوته ، وأخيراً أشار إلى منهجه التفسيري.

أُسلوبه في نقل الروايات :

ينقل الروايات عن الجوامع الروائية والكتب التفسيرية بحذف الأسانيد كلّها ، لكنّه ذكر اسم الكتاب المنقول عنه ، وقد اختصر أسماء الكتب الكاملة بما اشتهرت به مع ذكر اسم المؤلّف ، كالكافي للكليني ، والتوحيد ، والخصال ، والعيون ، والعلل ، والإكمال ، والمعاني ، والمجالس ، والفقيه للصدوق ، والتهذيب ، والغَيبة ، والأمالي للطوسي ، أو اقتصر بالمضاف كـ : تفسير العيّاشي ، وتفسير القمّي ، والمجمع والجوامع للطبرسي وغيرها من الكتب ، لاسيّما ثواب الأعمال في ذكر ثواب قراءة السور ، وقد تعرض إلى الثواب في آخر البحث من تفسير كلّ سورة إلاّ ما شذّ.

وكنّى عن تفسير الإمام أبي محمّد العسكري بتفسير الإمام ، واقتصر في التعبير عن المعصوم على ذِكر لقبه تعظيماً له بعدم التسمية ، وحذراً من الاشتباه بذكر الكنى.

وقد قال المؤلّف في تسمية تفسيره بـ : الصافي : «وبالحريّ أن يسمّى هذا التفسير بالصافي ؛ لصفائه عن كدورات آراء العامّة ، والمملّ ، والمحيّر ،

۵۹

والمتنافي»(١).

٣ ـ تفسير الأصفى :

وهو من مؤلّفات الفيض الكاشاني ، انتخبه من تفسيره الصافي وأوجز فيه ، واقتصر فيه على تفاسير أهل البيت عليهم‌السلام ، وقد نقل فيه عن تفاسير أُخرى مصرّحاً بأسمائها وما رواه مسنداً عن أحد المعصومين عليهم‌السلام أوجز في سنده.

يتألف من جزأين ، يشتمل الجزء الأول على : خمسة عشر جزءاً ، ابتداء من سورة الفاتحة حتى سورة بني إسرائيل ، والجزء الثاني : من سورة الكهف حتى آخر سورة من القرآن الكريم.

وامتاز الأصفى ـ عمّا هو عليه الصافي ـ بأنه تفسير مُزجت فيه الرواية مع الدراية ، وللاختصار حذفت أسانيد الروايات ، فكان تفسيراً موجزاً غاية الايجاز مع شموله لجميع القرآن. طبع الأصفى قبل هذه الطبعة ثلاث طبعات : الأولى : عام ١٢٧٤ ، والثانية : عام ١٣١٠ في حاشية الصافي ، والثالثة على الحجر : في عام ١٣٠٣ ـ ١٣٥٤ في مجلّد واحد كبير.

فرغ من تأليفه سنة ١٠٧٦ هـ ، على ما قاله صاحب الذريعة(٢).

قال المصنف في خطبة الكتاب : «هذا ما اصطفيت من تفسيري للقرآن المسمّى بـ : الصافي ، راعيت فيه غاية الإيجاز مع التنقيح ، ونهاية التلخيص مع التوضيح ، مقتصراً على بيان ما يحتاج إلى البيان من الآيات ، دون ما يُستغنى عنه من المحكمات الواضحات ، فبالحري أن يسمّى

__________________

(١) تفسير الصافي ١ / ١٣.

(٢) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٢ / ١٢٤.

۶۰

بـ : الأصفى. وعسى أن يفي ببيان أكثر ما لا يفهم ظاهره بدون البيان من القرآن ، وإن كان الصافي هو الأوفى ، وإنّما معولي فيه على كلام الإمام المعصوم من آل الرسول ، إلاّ في ما يشرح اللغة والمفهوم وما إلى القشر يؤول ، إذ لا يوجد معالم التنزيل إلاّ عند قوم كان ينزل في بيوتهم جبرئيل ، ولا كشاف عن وجوه عرائس أسرار التأويل إلا من خوطب بأنوار التنزيل.

ولا يتأتى تيسير تفسير القرآن إلاّ ممّن لديه مجمع البيان والتبيان. فعلى من نعول؟ إلاّ عليهم ، وإلى من نصير؟ إلا إليهم ، لا والله لا نتبع إلاّ أخبارهم ، ولا نقتفي إلاّ آثارهم. ولهذا ما أوردت في ما يفتقر إلى السماع إلا حديثهم ما وجدت إليه سبيلاً ، أمّا بألفاظه ومتونه ، أو بمعانيه ومضمونه ، غير أنّي لم أذكر قائله بخصوصه ؛ إذ حديثهم واحد ، وحديثهم حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وحديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قول الله تبارك وتعالى ، كما ورد عنهم عليهم‌السلام.

فكل ما كان من ألفاظهم عليه‌السلام صدّرته بـ : (قال) ، أو (ورد) ، أو (في رواية).

فإن تصرّفت في شيء منه ـ لتلخيص يستدعيه ، أو لتوضيح معانيه ـ نبهت عليه إن احتاج إلى التنبيه ؛ ليعرف أنّه المنقول بمضمونه ومعانيه ، وأكثر ما نبهت به على ذلك تذييله بـ : (كذا ورد) ؛ فإنّه من أوجز ألفاظ هذا التنبيه.

وما نقلته من تفسير علي بن إبراهيم القمي ممّا لم ينسبه إلى المعصوم ، وظاهره أنه مسند إلى المعصوم ، صدرته بـ : (القمّي) ؛ ليمتاز عن المجزوم.

وما رويت من طريق العامة ، صدرته بـ : (روي) ؛ ليمتاز عمّا رويت

۶۱

من طريق الخاصة.

وما لم أجد فيه إلى حديث المعصوم سبيلا ، أو لم أعتمد على ما وجدت منه ، وهو مما يفتقر إلى السماع ـ وعسى أن يكون قليلا ـ أوردت من سائر التفاسير ما هو أقوم قيلاً.

والله المستعان ، نفعنا الله به وسائر الإخوان ، بحقّ العترة والقرآن ، إنّه الجواد المنّان»(١)

٤ ـ تفسير المصفّى :

للفيض الكاشاني ، تفسير آخر يسمّى بـ : المصفّى ، وهو تلخيص من تفسيره الأصفى ، يعني أن الفيض قد ألّف أوّلاً تفسيره الصافي ، ثمّ لخّصه وسمّاه الأصفى ، ولخّص الأصفى ، وسمّاه المصفّى.

والجدير بالذكر ، أنّ في التفسير روايات ضعيفة وغير مقبولة ، وبما أنّ المصنّف قد قام بحذف الأسانيد في تفسيره ـ وهذا ممّا صعّب الوقوف على سند الرواية ـ فعلى القارئ أن يرجع إلى مصادرها ، ليميّز الصحيح من السقيم.

الفيض ، والقول بالتحريف :

قد يستظهر البعض ـ ممّا جاء في المقدّمة السادسة من مقدّمات تفسيره الصافي ـ أنّ الفيض قد يقول بنقصان القرآن وتحريفه ، لكنّه يتوضّح العكس من ذلك وفي مواضع عدّة :

__________________

(١) التفسير الأصفى ١ / ١ ـ ٢.

۶۲

١ ـ عندما ينقل أقوال من يقول بعدم التحريف ، ومنهم شيخ المحدّثين الشيخ الصدوق(١) المعروف بدقته في ما يرويه ، ورئيس المجتهدين الشيخ الطوسي(٢) ، وسيّد المتكلّمين علم الهدى المرتضى(٣) ، وإمام المفسّرين أبي علي الطبرسي(٤) ، حيث قال الفيض في تفسيره : «والصحيح من مذهب أصحابنا خلافه ، وهو الذي نصره المرتضى رضي‌الله‌عنه ، واستوفى الكلام فيه غاية الاستيفاء في جواب المسائل الطرابلسيات. وذكر في مواضع :

«إنّ العلم بصحّة نقل القرآن ، كالعلم بالبلدان ، والحوادث الكبار ، والوقائع العظام ، والكتب المشهورة ، وأشعار العرب المسطورة ، فإنّ العناية اشتدّت والدواعي توفّرت على نقله وحراسته ، وبلغت حدّاً لم تبلغه ؛ في ما ذكرناه ؛ لأن القرآن معجزة النبوّة ، ومأخذ العلوم الشرعية والأحكام الدينية ، وعلماء المسلمين قد بلغوا في حفظه وحمايته الغاية ، حتّى عرفوا كلّ شيء اختلف فيه ، من إعرابه ، وقراءته ، وحروفه ، وآياته.

فكيف يجوز أن يكون مُغَيّراً ومنقوصاً ، مع العناية الصادقة والضبط الشديد؟!».

وقال أيضاً قدس‌سره :

«إنّ العلم بتفصيل القرآن ـ وإبعاضه في صحّة نقله ـ كالعلم بجملته ، وجرى ذلك مجرى ما علم ضرورة من الكتب المصنّفة ، ككتاب سيبويه ،

__________________

(١) الاعتقادات : ٨٤.

(٢) تفسير التبيان ١ / ٣.

(٣) رسائل المرتضى (المسائل الطرابلسيات الأولى غير مطبوع) بنقل عن مجمع البيان ١ / ٤٣.

(٤) مجمع البيان ١ / ١٥ ، ٤ / ١٤٣ و ٦ / ١٠٥.

۶۳

والمزني ، فإنّ أهل العناية بهذا الشأن يعلمون من تفصيلها ما يعلمونه من جملتها ، حتّى لو أن مدخلاً أُدخل في كتاب سيبويه باباً في (من خ ل) النحو ليس من الكتاب ؛ لعرف ومُيِّز وعُلمَ أنّه مُلحق وليس من أصل الكتاب ، وكذلك القول في كتاب المزني.

ومعلوم أنّ العناية بنقل القرآن وضبطه ، أصدق من العناية بضبط كتاب سيبويه ودواوين الشعراء.

وذكر أيضاً : إنّ القرآن كان على عهد رسول الله مجموعاً مؤلَّفاً على ما هو عليه الآن ، واستدل على ذلك ، بأنّ القرآن كان يدرس ويحفظ جميعه في ذلك الزمان ، حتّى عين على جماعة من الصحابة في حفظهم له ، وأنّه كان يعرض على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ويتلى عليه ، وأن جماعة من الصحابة ، مثل عبد الله بن مسعود ، وأُبيّ بن كعب وغيرهما ختموا القرآن على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عدّة ختمات ، وكلّ ذلك يدلّ ـ بأدنى تأمّل ـ على أنّه كان مجموعاً مرتباً غير مبتور ولا مبثوث.

وذكر : إنّ من خالف في ذلك من الإمامية والحشوية ، لا يعتدّ بخلافهم ؛ فإنّ الخلاف في ذلك ، مضاف إلى قوم من أصحاب الحديث نقلوا أخبـاراً ضعيفة ظنوا صحّتها ، لا يرجع بمثلها عن المعلوم المقطوع على صحته».

وقال شيخنا الصدوق ـ رئيس المحدِّثين محمّد بن عليّ بن بابويه القمّي طيب الله ثراه ـ في اعتقاداته :

«اعتقادنا أن القرآن الذي أنزله الله على نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) : هو ما بين الدفتين ، وما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك.

قال : ومن نسب إلينا : إنّا نقول : إنّه أكثر من ذلك ؛ فهو كاذب».

۶۴

وقال شيخ الطائفة ـ محمّد بن الحسن الطوسي رضي‌الله‌عنه ـ في تبيانه :

«وأمّا الكلام في زيادته ونقصانه فممّا لا يليق به ؛ لأنّ الزيادة فيه مجمع على بطلانه والنقصان منه ، فالظاهر أيضاً من مذهب المسلمين خلافه ، وهو الأليق بالصحيح من مذهبنا ، وهو الذي نصره المرتضى رضي‌الله‌عنه ، وهو الظاهر في الروايات.

غير أنه رويت روايات كثيرة من جهة الخاصة والعامة بنقصان كثير من آي القرآن ، ونقل شيء منه من موضع إلى موضع طريقها الآحاد ـ التي لا توجب علماً ـ فالأولى الإعراض عنها ، وترك التشاغل بها ؛ لأنّه يمكن تأويلها ، ولو صحّت لما كان ذلك طعناً على ما هو موجود بين الدفتين ، فإنّ ذلك معلوم صحّته لا يعترضه أحد من الأُمّة ولا يدفعه.

وروايتنا متناصرة بالحث على قراءته ، والتمسّك بما فيه ، وردّ ما يرد من اختلاف الأخبار في الفروع إليه وعرضها عليه ، فما وافقه عمل عليه ، وما خالفه يجنب ولم يلتفت إليه ، وقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) رواية لا يدفعها أحد ، أنّه قال : «إنّي مخلّف فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض».

وهذا يدلّ على أنّه موجود في كلّ عصر ؛ لأنّه لا يجوز أن يأمرنا بالتمسك بما لا نقدر على التمسّك به ، كما أنّ أهل البيت عليهم‌السلام ومن يجب اتباع قوله حاصل في كلّ وقت ، وإذا كان الموجود بيننا مجمعا على صحّته ، فينبغي أن يتشاغل بتفسيره ، وبيان معانيه ، وترك ما سواه»(١).

__________________

(١) التفسير الصافي ١ / ٥٣ ـ ٥٥.

۶۵

٢ ـ وعندما استدرك بقوله : «ولا يبعد أيضاً أن يُقال : إنّ بعض المحذوفات كان من قبيل التفسير والبيان ، ولم يكن من أجزاء القرآن ، فيكون التبديل من حيث المعنى ، أي : حرّفوه وغيّروه في تفسيره وتأويله ، أعني حملوه على خلاف ما هو به ، فمعنى قولهم عليهم‌السلام : (كذا نزلت) ، أنّ المراد به ذلك ، لا أنّها نزلت مع هذه الزيادة في لفظها ، فحذف منها ذلك اللفظ»(٣٣).

٣ ـ وعندما قال : «ويرد على هذا كلّه إشكال ، وهو أنّه على هذا التقدير لم يبق لنا اعتماد على شيء من القرآن ؛ إذ على هذا يحتمل كلّ آية منه أن تكون محرّفةً ومُغيّرةً ، ويكون على خلاف ما أنزل الله ، فلم يبق لنا في القرآن حجة أصلا فتنتفي فائدته وفائدة الأمر باتباعه والوصية بالتمسك به إلى غير ذلك.

وأيضاً قال الله عزّ وجلّ : (وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ)(٣٤).

وقال : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)(٣٥) ، فكيف يتطرّق إليه التحريف والتغيير؟!

وأيضاً قد استفيض عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة عليهم‌السلام حديث عرض الخبر المروي على كتاب الله ؛ ليعلم صحّته بموافقته له وفساده بمخالفته ، فإذا كان القرآن الذي بأيدينا محرّفاً فما فائدة العرض؟! مع أنّ خبر التحريف مخالف لكتاب الله مكذب له ، فيجب ردّه ، والحكم بفساده ، أو

__________________

(١) تفسير الصافي ١ / ٥٢.

(٢) سورة فصلت ٤١ : ٤١ ـ ٤٢.

(٣) سورة الحجر ١٥ : ٩.

۶۶

تأويله»(١).

علماً بأنّ القول بعدم التحريف متّفق عليه عند أعاظم علمائنا وأفاضل فقهائنا من العصر الأوّل إلى عصرنا هذا(٢).

٥ ـ تفسير الهادي ومصباح النادي :

تفسير للقرآن ، ألّفه السيّد هاشم البحراني ـ المتوفّى سنة ١١٠٧ أو ١١٠٩ هـ ـ وهو مأخوذ من روايات أهل البيت عليهم‌السلام ، ألّفه قبل تفسيره البرهان ، كما سيأتي الإشارة إليه في التعريف بتفسير البرهان ، وقد عبّر عنه آقا بزرك الطهراني بـ : الهادي وضياء النادي.

وقال الطهراني : «الهادي وضياء النادي أو مصباح النادي ، تفسير للقرآن في مجلّدات ، للسيد هاشم البحراني بن سليمان الكتكاني ١١٠٧ ...

وقد فرغ منه ١٨ ع ٢ ـ ١٠٧٧ ... توجد نسخة منه جيدة مجدولة في قطع رحلي ٣٢٢ ورقة في خزانة محمّد أمين الكاظمي ، كتبه أحمد بن محمّد بن مبارك بن حسين الساري البحراني ، فرغ منه ضحى الخميس ١٧ رجب ١١٠٥ ، وقوبل ١١٠٦. وقد وقف النسخة السيد عبد الله شبّر ، وكتب الوقفية بخطه.

وتوجد في (الرضوية) جزءان منه ، أولهما من أوّل القرآن إلى آية ٢٧ من النساء : (وَقُل لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً)(٣).

فرغ من تأليفه ٢٨ ع ١ ـ ١٠٧٦ ، ونقل من خطّ يد المؤلِّف في حياته

__________________

(١) تفسير الصافي ١ / ٥١.

(٢) تفسير التبيان ١ / ٣.

(٣) سورة النساء ٤ : ٦٣.

۶۷

بقلم محمّد بن حزر بن سليمان البحراني في ١٧ شوال ١٠٨١ ، وفي الجزء الثاني شرع من آية بعده إلى آخر النساء ، آية الكلالة»(١).

مصادر رواياته :

قال الشيخ آغابزرك الطهراني في هذا المجال : «مأخوذ من روايات أهل البيت عليهم‌السلام إلاّ ما شذّ ، وجميع رواياته من الكتب المعتبرة كـ : الكافي للكليني ، والفقيه ، والتوحيد ، والعيون ، ومعاني الأخبار ، والمجالس ، وإكمال الدين ، وثواب الأعمال ، والخصال كلّها للصدوق ، والتهذيب ، والاستبصار لشيخ الطائفة الطوسي ، وقرب الاسناد للحميري ، والغَيْبة للنعماني ، ومجمع البيان للطبرسي وكشف البيان للشيباني وغير ذلك»(٢).

قال المؤلِّف نفسه في شأن كتابه هذا : «وإنّي لم أعتمد في كتابي هذا إلاّ على رواية مشايخنا المعتمدين وعلمائنا المعتبرين ، فإنْ لم أعثر في الآية على رواية ، اقتصرت على ما ذكره الشيخ الفقيه أبو الحسن علي بن إبراهيم في تفسيره»(٣).

خصائص هذا التفسير :

وابتدأ بمقدّمات في ١٢ باباً ، أوّلها : باب فضل العلم والعالم والمتعلِّم ، والقرآن وحامليه ، ومعنى الثقلين ، وأنّ في القرآن تبيان كلّ شيء

__________________

(١) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٢٥ / ١٥٤ ـ ١٥٥.

(٢) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٢٥ / ١٥٤.

(٣) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٢٥ / ١٥٥.

۶۸

وله ظهر وبطن ، وعامّ وخاصّ ، ومحكم ومتشابه ، وناسخ ومنسوخ ، يعرفها النبيّ وأهل بيته الراسخون في العلم ، وعندهم القرآن بالصورة التي نزلت ، والنهي عن التفسير بالرأي ، وأقسام ما نزل عليه القرآن ، ووجه إتيانه بالعربي ، وما هو المعجزة فيه»(١).

٦ ـ تفسير البرهان :

البرهان في تفسير القرآن ، لمؤلِّفه السيّد هاشم البحراني ، وهو تفسير روائي محض ، ألّفه بعد تفسيره الهادي ومصباح النادي.

قال في مقدّمته لهذا التفسير : «وقد كنت أوّلاً جمعت في كتاب الهادي كثيراً من تفسير أهل البيت ، قبل عثوري على تفسير الشيخ الثقة محمّد بن مسعود العيّاشي ، وتفسير الشيخ الثقة محمّد بن العبّاس بن ماهيار ، المعروف بابن الحجّام»(٢).

وبه يظهر سرّ تأليفه تفسير البرهان ، ولعلّ هذا الكتاب يحتوي على ما في تفسير الهادي ، إذ قال : «إنّي قد جمعت ما في تفسير الهادي ومصباح النادي إلى زيادات هذا الكتاب ؛ ليعمّ النفع ، ويسهل أخذه على الطلاّب»(٣).

قال الطهراني : «البرهان في تفسير القرآن ، لعلاّمة البحرين السيد هاشم بن سليمان بن إسماعيل بن عبد الجواد الحسيني البحراني التوبلي الكتكاني ، المتوفّى سنة ١١٠٧ أو سنة ١١٠٩.

__________________

(١) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٢٥ / ١٥٤.

(٢) البرهان في تفسير القرآن ١ / ٤.

(٣) البرهان في تفسير القرآن ١ / ٥.

۶۹

كبير في ستة أجزاء ، طبع في مجلّدين سنة ١٣٠٢ ، جمع فيه شطراً وافراً من الأحاديث المأثورة عن أهل البيت عليهم‌السلام في تفسير الآيات القرآنية النازلة في بيتهم ، وهم أدرى بحقايقها من كل أحد وهم أهل الذكر الدين أمرنا بالسؤال منهم»(١).

أُسلوبه في التفسير :

أشار المفسّر إلى اسم السورة ومحلّ نزولها ، وإلى فضل السورة وعدد آياتها ، ثمّ أورد الآيات المفسَّرة فقط ، وذيّلها بعدّة من الروايات الواردة عن أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام بما فيها المراسيل والمسانيد ، فكان فيها روايات ضعيفة ، وحسنة ، وصحيحة.

يشتمل هذا التفسير على مقدّمة فيها ستّة عشر باباً ، تحتوي على مطالب حول القرآن والتفسير وعلومه.

ولا ريب في أنّ هذه المقدّمة متكاملة بالنسبة إلى مقدّمة تفسير الهادي ، حيث أتى بما فيها بأجمعه ، وأضاف إليها أُموراً أُخرى ، ثمّ أورد في الباب السادس عشر ما أورده القمّي في مقدّمة تفسيره ، وهو بحثٌ مستوفىً في وجوه الآيات.

أسلوبه في نقل الروايات :

ينقل الروايات بأشكال مختلفة :

الأوّل : يشير فيه إلى اسم الكتاب ومؤلّفه ، مع ذكر الأسانيد ، فقال :

__________________

(١) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٣ / ٩٣.

۷۰

الشيخ في التهذيب بإسناده عن ... وابن بابويه في الفقيه عن ....

الثاني : قد يذكر اسم الكتاب ومؤلّفه ولم يذكر أسانيد الرواية ، ولعلّه أحال إلى مصدره الأوّل.

الثالث : قد يتعرّض إلى اسم المصنِّف من دون أن يذكر اسم كتابه ، فقال : ابن بابويه عن ... والطبرسي عن ... فلا يُعلم أيّ طبرسي ، وعن أيّ كتاب نقل؟!

الرابع : كثيراً ما لم يتعرّض إلى مصدر الرواية وراويها ؛ لأنّ مصدرها هو نفس المصدر الذي ذكره في الرواية الأُولى.

الخامس : قد روى عن المخالفين ومن طرقهم ، فقال ـ من طريق المخالفين ـ : عن ابن عبّاس ...

مع ذلك كلّه ، فقد أشار إلى بعض الكتب ـ المأخوذ منها الكتاب ـ في المقدّمة الأخيرة من مقدّماته. وهي التي أُشير إليها في التعريف بتفسيره الهادي مع عدّة كتب أُخرى ، لاسيّما تفسيري العيّاشي وابن الحجّام.

٧ ـ تفسير نور الأنوار في تفسير القرآن :

أشار إليه الطهراني في الذريعة ، وعدّه من مؤلّفات السيّد هاشم البحراني.

ثمّ قال في وصفه : «... مقصوراً على روايات أهل البيت المعصومين عليهم‌السلام نظير كنز الحقائق ، ونور الثقلين ، ووجد نسخة منه عند السيّد محمّد علي الروضاتي ، من سورة الحاقة إلى الفلق»(١).

__________________

(١) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٢٤ / ٣٦٠.

۷۱

ويظهر ممّا قاله الطهراني : إنّ المفسّر المحدّث لم ينقل الروايات إلاّ عن الأئمّة عليهم‌السلام ، ولم يكن له أي بيان للآية والرواية.

٨ ـ تفسير الهداية القرآنية :

ذكره صاحب الذريعة ، وعدّه من تفاسير السيّد هاشم البحراني ، وقال : «موجودة في الرضوية»(١).

ويظهر أيضاً من الذريعة أنّ هذا الأثر قد ألّفه البحراني بعد تفاسيره الروائية كلّها إلاّ المحجّة ، حيث قال آقا بزرك : «مرّ له البرهان ونور الأنوار واللباب واللوامع والهادي ، وكلّها في التفسير ، وقد صرّح بجميعها في الهداية».

وصرّح البخشايشي في كتابه طبقات مفسّران شيعه بأنّ كتاب الهداية القرآنية : «تفسير بالأثر والخبر والحديث»(٢).

٩ ـ تفسير المحّجة في ما نزل في القائم الحجّة :

لمؤلّفه السيّد هاشم البحراني ، وهو تفسير روائي موضوعي ؛ لأنّه اقتصر على ما نزل في الحجّة ، وترتيبي ؛ لأنّه منظّم على ترتيب المصحف.

وتحتوي هذه المجموعة على مائة وعشرين آية نزلت تفسيراً أو تأويلاً في شأن الحجّة (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) ، ابتداءً من سورة البقرة إلى سورة العصر ، مرتّبة على ترتيب السور والآيات ، وقد ألّفه بعد تأليفه تفسير البرهان ، حيث أحال في تفصيل بعض الروايات عليه ،

__________________

(١) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٢٥ / ١٨٨.

(٢) طبقات مفسران شيعة ٣ / ٣٠٩.

۷۲

واقتصر فيه أيضاً على مجرّد ذِكر الروايات فقط.

١٠ ـ آثار أُخر في التفسير الروائي للمحدّث البحراني :

للمحدّث البحراني أثران آخران في التفسير الروائي :

أحدهما : اللوامع النورانية ـ على ما جاء في الذريعة ـ ، وفرغ من تأليفه سنة ١٠٩٦ هـ(١).

ثانيهما : اللباب ـ وهو المختصر من كتاب الشهاب ـ تأليف القاضي القضاعي الشافعي ، الذي جمع فيه ألف حديث نبوي ، ثمّ استخرج منه المحدّث البحراني الأخبار المروية عن النبي في شأن عليّ والأئمّة الطاهرين عليهم‌السلام فسمّاه اللباب المستخرج من كتاب الشهاب(٢).

١١ ـ المعين في تفسير الكتاب المبين :

تأليف نور الدين محمّد بن شاه مرتضى ، الشهير بنور الدين الأخباري.

قال الطهراني : «وجيز لطيف ، معين التالي والقاري لفهم ما يقرأه ، للمولى نور الدين محمّد بن شاه مرتضى بن محمّد مؤمن بن مرتضى ، الشهير بنور الدين الأخباري ، ابن ابن أخي المحقق الفيض ، وتلميذ عمّ والده ، يعني الفيض ، كما صرّح في أوّل هذا التفسير ، وأيضاً تلميذ المجلسي الثاني ، وصاحب درر البحار.

ذكره شيخنا في الفيض القدسي ، وهو متضمّن لجميع القرآن مزجاً

__________________

(١) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ١٨ / ٣٧١.

(٢) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ١٨ / ٢٨١.

۷۳

نظير الصافي وغيره ، بدأ بمقدمة في ضوابط مهمة ، وختم التفسير بأدعية التلاوة ....

وقال في أوّله : «خطر بخاطري الفاتر أن أكتب تفسيراً معيناً للقاري في وضوحه ...» ، وأحال الكتب المأخوذة منها إلى الصافي تفسير عمّ أبيه الفيض ، وفرغ منه في شهر رمضان سنة ١٠٩٠.

رأيته عند الميرزا هادي الخراساني بكربلا إلى أواسط سورة الشعراء ، ونسخة عند السيد شهاب الدين بخط محمّد صالح بن محمّد حسين سنة ١٢١٤ ، وتامّه موجود في الخزانة الرضوية ، وعند الشيخ أبي طالب التربتي بالمشهد ، وعند الحاج سيد نصر الله الأخوي بطهران ، ونسخته كتب عن نسخة خط المصنف في ربيع الثاني ١١٠٦ بخط محمّد تقي بن أبي الحسن»(١).

جعل المؤلّف الحروف الأربع من اسم الكتاب (م ، ع ، ي ، ن) رموزاً فيه ؛ للتسهيل ، فكان يرمز بعد كل ما ينقله من ألفاظ الأئمة بالرمز (م) ، وبعد كلّ ما يستفيده من كلامهم بالرمز (ع) ، وبعد كلّ ما ينقله عن تفسير العسكري بعينه أو معناه بالرمز (ي) ، وبعد كل ما هو بيان لكلام المعصوم أو بيان للآية بالرمز (ن)(٢).

وقال المؤلِّف : «من أراد الاطّلاع على متون الأخبار والكتب المأخوذ هي فيها ، فليرجع إلى التفسير الصافي المنسوب إلى عمّي المحسن الأُستاذ»(٣).

__________________

(١) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٢١ / ٢٨٣ ـ ٢٨٤.

(٢) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٢١ / ٢٨٣ ـ ٢٨٤ بتصرف.

(٣) تفسير المعين ١ / ٩.

۷۴

قال آية الله النجفي المرعشي في تصديره على كتاب معادن الحكمة في مكاتيب الأئمّة : «بأنّ له التفسير المسمّى بـ : المعين بالعربية ، وهو تفسير في غاية الوجازة ، أوجز من تفسير الجلالين وتفسير شبّر ، يراعي فيه ما ورد عن الأئمّة في ذيل الآيات ، مع كمال الاختصار والإشارة ، وقرّظ عليه مولانا العلاّمة المجلسي صاحب البحار.

ثمّ أضاف : بأنّ له التفسير الفارسي المسمّى بـ : المبين ، وهو أيضاً كسابقه وجيز للغاية»(١).

١٢ ـ تفسير مقتبس الأنوار من الأئمّة الأطهار :

لمؤلّفه الأمير محمّد مؤمن ابن الشاه قاسم السبزواري ، وهو من معاصري الشيخ الحرّ العاملي ، حيث وصفه الحرّ العاملي في كتابه أمل الآمل ، بأنّه : «فاضل ، عالم ، محقق ، متكلّم ، فقيه ، محدّث ، عابد ، معاصر ، له تفسير القرآن»(٢).

جاء في طبقات أعلام الشيعة : «إنّ المفسّر ذكر في أوّل كتابه أنّه بعد اشتغاله سنين كثيرة في تحصيل الأُصولَين رأى أنّ النجاة في التمسك بذيل الأئمّة الطاهرين ، فاشتغل بمطالعة الأخبار ومقابلتها ، وعزم أن يكتب في تفسير القرآن ما ورد عن الأئمّة الأطهار ، فشرع في التفسير وفرغ من سورة البقرة سنة ١٠٥٩ هـ ، ومن سورة الأعراف سنة ١٠٦٩ هـ ، ثمّ الأنفال إلى آية ٢٤ فأدركه الأجل ، وفرغ الكاتب من المجلّد الأوّل سنة ١٠٧٧ هـ ، ودعا

__________________

(١) معادن الحكمة في مكاتيب الأئمة ١ / ٣٣.

(٢) أمل الآمل ٢ / ٢٩٦.

۷۵

للمؤلّف بالرحمة ، فيظهر أنّ وفاته بين سنة ١٠٧٠ إلى ١٠٧٧ هـ»(١).

ويستبعد أن يكون حيّاً إلى سنة ١٠٧٧ هـ ؛ لأنّ ذلك العزم الراسخ لتأليف التفسير لا يتلائم مع تفسير عدد قليل من الآيات (٢٤ آية) في مدّة ثمان سنوات ، إلاّ أن يصاب بعلّة أو أمر آخر ..

١٣ ـ تفسير كنز الدقائق وبحر الغرائب :

تأليف المفسّر المحدّث الشيخ محمّد بن محمّد رضا القمّي المشهدي ، وهو معاصر لبعض كبار العلماء كالعلاّمة المجلسي صاحب البحار ، والمحقّق جمال الدين الخوانساري ، كما يظهر من تقاريظهم لهذا التفسير(٢).

قال العلاّمة المجلسي في وصف هذا التفسير ومؤلّفه : «مؤلّف هذا التفسير لا يزال مؤيّداً بتأييدات الربّ القدير ، فلقد أحسن وأتقن وأفاد وأجاد ، فسّر الآيات البيّنات بالآثار المرويّة عن الأئمّة الأطياب ، فامتاز من القشر اللباب ، وجمع بين السُنّة والكتاب ، وبذل جهده في استخراج ما تعلّق بذلك من الأخبار ، وضمّ اليها لطائف المعاني والأسرار»(٣).

ويظهر من تاريخ هذا التقريظ أنّ تفسير الكنز قد فرغ المؤلّف من تأليفه قبل سنة ١١٠٢ هـ.

وجاء في الذريعة في شأن هذا التفسير : «كنز الحقايق وبحر الدقايق في تفسير القرآن ـ كما في بعض المواضع ـ والصحيح : كنز الدقايق وبحر

__________________

(١) طبقات أعلام الشيعة ٥ / ٥٩٤.

(٢) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٢ / ٣٦٣ ، ١٨ / ١٥٢.

(٣) أعيان الشيعة ٩ / ٤٠٨ كنز الدقائق (تحقيق مجتبى العراقي) ١ / ١٢.

۷۶

الغرائب. للمولى المحدِّث المفسِّر الميرزا محمّد بن محمّد رضا بن إسماعيل بن جمال الدين القمي المشهدي ، صاحب كتاب التحفة الحسينية في عمل السنة وغيره ، والمعاصر للمجلسيين بل تلميذ المجلسي ، وقد كتب أُستاذه على ظهر تفسيره هذا تقريظا في ١١٠٢ يمدحه فيه.

وهذا التفسير مقصور على ما ورد عن أهل البيت عليهم‌السلام ، نظير تفسير نور الثقلين ، لكنّه أحسن منه بجهات : لذكره الأسانيد ، وبيان ربط الآيات ، وذكر الإعراب ، وكأنّه مقتبس منه.

لكنّه بزيادات ؛ فصار أكبر حجماً ، وإن كان كلّ منهما في أربع مجلّدات ، ويذكر تمام القرآن أولاً مع الشرح المزجي ، ثم يشرع في نقل الأخبار ، وقد يتكلَّم بما هو مخالف لما في نور الثقلين ، كما ذكره في الروضات.

وكان عند الحاج مولى باقر ، وينقل عنه في كتابه الدمعة الساكبة ، والمجلَّدات الأربعة كلَّها في مكتبة (راجه فيض آباد المارى) ، وقطعة منه في تفسير سورة بني إسرائيل في (الرضوية) ، محشوّة بالترجمة الفارسية المكتوبة بالحمرة بين سطور الكتاب ، والمجلد الثاني والثالث منه في (سبهسالار) بعنوان كنز الدقايق ، والمجلد الأوّل في كتب الشيخ عبد الحسين أيضاً سمّاه في أوّله كنز الدقايق وبحر الغرائب ، وكذا في المجلَّد الرابع منه ، وهو من أوّل ياسين إلى آخر الناس عند الشيخ محمّد رضا فرج الله في النجف»(١).

ما ذكره المحقّق الطهراني متين جدّاً ، إلاّ أنّ في مسألة ذكره الأسانيد

__________________

(١) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ١٨ / ١٥١ ـ ١٥٢.

۷۷

يجب أن يقال : إنّه يوجد في مواضع كثيرة من نور الثقلين الروايات المسندة إلاّ أنّها حذفت في مواضع عديدة من هذا التفسير.

أُسلوبه في التفسير :

بما أنّ هذا التفسير غير مقصور على ذكر الأخبار ، بل فيه مطالب أُخر ـ كما نبّه عليها في المقدّمة بقوله : «ثمّ سنح لي أن أؤلّف تفسيراً يحتوي على دقائق أسرار التنزيل ، ونكات أبكار التأويل ، مع نقل ما روي في التفسير والتأويل عن الأئمّة الأطهار والهداة الأبرار»(١) ـ فكان أسلوبه الذي انتهجه في التفسير يتلخّص بذكر فقرة من الآية أوّلاً ، ثمّ الإشارة إلى القراءات المختلفة ، ومعاني بعض اللغات ، ثمّ الإعراب والبلاغة ، وبعد ذلك يشرع في نقل الأخبار ولو كانت طوالاً ، وللمفسّر أيضاً بيان ـ في بعض الأحيان ـ للآيات والأخبار ، وردٌّ على ما قاله الآخرون.

مصادره في التفسير ومنهجه في النقل :

ينقل الروايات عن الجوامع الروائية والكتب التفسيرية المعتبرة التي نقل عنها الحويزي ، والفيض ، والبحراني كـ : الكافي ، والتهذيب ، والاستبصار ، والخصال ، وعيون الأخبار ، ومعاني الأخبار ، وعلل الشرائع ، والفقيه ، وتفسيري القمّي والعيّاشي ، وتفسير مجمع البيان ، وتفسير العسكري ، وكذا ينقل الرواية عن تفسير فرات الكوفي كثيراً ، بخلاف المفسّرين الثلاثة السابقين ، وإن دلّ هذا على شيء فإنّما يدلّ على أنّ هذا

__________________

(١) كنز الدقائق (تحقيق مجتبى العراقي) ١ / ٢٠.

۷۸

الكتاب معتبر عنده.

وقد ذكر المفسّر أسانيد الروايات ، وأتى باسم الكتاب في أكثر المواضع ، وإنْ جاء في بعض المواضع التعبير بقوله : «روى» مع حذف السند ، بل وحذف المصدر أيضاً.

وعبّر عن تفسير العسكري بالتفسير المنسوب إلى العسكري وهو مشعر بتردده في كونه من إملاء الإمام عليه‌السلام.

وعبّر عن كتاب تأويل الآيات الباهرة بـ : شرح الآيات الباهرة.

وأمّا في غير الروايات فينقل المطالب عن العامّة أيضاً ، لاسيّما الكشّاف للزمخشري ، وأنوار التنزيل للبيضاوي ، في كثير من المواضع.

١٤ ـ تفسير التبيان السليماني :

تفسير روائي باللغة الفارسية ، ذكره حسين الدرگاهي في مقدّمته على تفسير الكنز ، وقال : «كان الجزء الأوّل من هذا التفسير من أوّل القرآن إلى سورة المائدة ، وقد فرغ المؤلّف منه سنة ١٠٨٥ هـ ، وجزء آخر منه كان من سورة التوبة إلى سورة العنكبوت.

وأضاف إلى ما ذكر : بأنّه لم يتعرّض لهذا التفسير أحد من أرباب التراجم. إلاّ أنّه قد يوجد في فهرس المكتبة الرضوية.

إلى أن قال : إنّه يوجد في مخطوطات هذه المكتبة تفسير باسم ـ تفسير فارسي ميرزا محمّد بن رضاي قمّي ـ الذي قال في ديباجة جزئه الأوّل ... : أحقر عباد الله القدير ميرزا محمّد بن رضا القمّي.

وقال في ختامه : تمّ الجزء الأوّل من التفسير الموسوم بالتبيان السليماني ، على يد مؤلّفه الفقير ميرزا محمّد بن رضا المشهدي ، في

۷۹

منتصف رجب المرجّب سنة ١٠٨٥ هـ»(١).

فيحتمل أن يكون مؤلّفه هو نفسه من ألّف تفسير الكنز بعده ، أي المفسّر والمحدّث الشيخ محمّد بن محمّدرضا القمّي المشهدي ، حيث قال المشهدي ، في معرض تفسير قوله تعالى : (وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ) (البقرة ٧١) ـ في تفسيره الكنز ـ : «وقد ذكرته ـ الحديث ـ بتمامه في تفسيرنا الموسوم بـ : التبيان»(٢).

ويحتمل أن يكون كتاب التبيان السليماني تفسيراً آخراً ، ألّفه محمّد ابن محمّدرضا القمّي المشهدي ، وهو شخص آخر غير مؤلّف الكنز يعني محمّد بن محمّدرضا القمّي المشهدي.

وعلى أيّ حال ، فأنّه لا ريب في وجود تفسير روائي باللغة الفارسية في القرن الحادي عشر بهذا الاسم.

١٥ ـ تفسير أنوار القرآن في مصباح الإيمان :

للمولى عليّ بن مراد.

وذكره في الذريعة ، إلاّ أنه عبّر عنه بـ : أنوار القرآن ومصباح الإيمان عندما قال : «أنوار القرآن ومصباح الايمان في تفسير القرآن ، وهو مختصر مشتمل على تفسير المواضع المشكلة من القرآن ، للمولى عليّ بن مراد ، فرغ من تأليفه سنة ١٠٨٣ ، وجمعه ممّا كتبه أولاً على هوامش القرآن ، وينقل فيه كثيراً عن الصافي للفيض»(٣).

__________________

(١) كنز الدقائق (تحقيق الدرگاهي) ١ / ٢٧.

(٢) كنز الدقائق (تحقيق مجتبى العراقي) ١ / ٢٧٦.

(٣) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٢ / ٤٣٨.

۸۰

جاء في رياض العلماء ـ في وصف هذا التفسير ومؤلّفه المولى علي بن مراد ـ : «كان من الأفاضل في عصرنا ، وله من المؤلّفات : كتاب أنوار القرآن في مصباح الإيمان ، وهو تفسير مختصر لبعض المواضع المشكلة من القرآن ، مشتمل على أخبار أهل البيت عليهم‌السلام ، وتاريخ تأليفه سنة ١٠٨٣ هـ»(١).

١٦ ـ تفسير الشريف اللاهيجي :

ألّفه بهاء الدين محمّد بن شيخ علي الشريف اللاهيجي ، باللغة الفارسية.

كان المفسّر من معاصري المحمّدين المحدِّثين الثلاثة المتأخرين ـ الفيض الكاشاني ، العلاّمة المجلسي ، والحرّ العاملي ـ قال الحرّ : «مولانا قطب الدين محمّد بن علي الشريف اللاهيجي ، فاضل ، عالم ، جليل القدر ، وهو من المعاصرين»(٢). وكان حيّاً سنة ١٠٨٨ هـ ، على ما قاله هو بنفسه : «... يوم الأربعاء عيد الأضحى سنة ١٠٨٨ هـ ، حين صلاة الصبح ، وقعت الزلزلة في أرض جيلان ...»(٣). وفرغ من تأليف هذا التفسير سنة ١٠٨٦ هـ.

أُسلوبه في التفسير :

يذكر المفسّر آية أو آيات ، ومن ثمّ يأتي بترجمتها إلى الفارسية مع

__________________

(١) رياض العلماء ٤ / ٢٦٢.

(٢) تفسير الشريف اللاهيجي (تصحيح ارمومي) : ٦.

(٣) تفسير الشريف اللاهيجي (تصحيح ارمومي) : ٤٠.

۸۱

تفسير مزجي ، ثمّ يأتي في خلال الترجمة والتفسير بالروايات المأثورة عن الأئمّة عليهم‌السلام ، وبعد ذلك يأتي على شرح الآيات والروايات أو أقوال المفسّرين من الخاصّة والعامّة ، والردّ عليها ـ إنْ لم يوافق ذلك مذهبه ـ ويذكر المؤيّدات إن وافقه.

ثمّ يشير إلى الأبحاث الأدبية والبلاغية لو اقتضت المناسبة.

وتبحّر المؤلّف في علم الرجال ، فتعرّض إلى نكات رجالية ، وإلى جمع الأحاديث والتوفيق بينها لو كانت بظاهرها متنافية.

وقال في مقدّمة تفسيره : «إنّ العناية فيه هو الاقتصار على ترجمة القرآن المعتمد عليها على مذهب الإمامية»(١). ولعلّ المراد من الترجمة هو التفسير لِما وجدناه من مراجعتنا الخاطفة إلى ذلك ، ويؤيّده ما أتى به في مواضع عديدة من نصّ الرواية بالعربية ، من دون أن يترجمها إلى الفارسية.

مصادر الأخبار :

نقل الروايات من الجوامع الروائية والكتب التفسيرية التي نقل عنها سائر المفسّرين المحدّثين ، من أُصول الكافي وفروعه ، والتهذيب ، والفقيه ، والمعاني ، والعيون ، والإكمال ، والتوحيد ، والاحتجاج ، وتفسير العيّاشي ، وتفسير القميّ ، وتفسير مجمع البيان ، وتأويل الآيات ، وكثيراً ما ينقل عن تفسير صاحب العسكر ، وهو الذي أملاه الإمام علي بن محمّد الهادي عليه‌السلام ، وتفسير العسكري من إملاء الإمام الحسن بن عليّ العسكري عليه‌السلام.

__________________

(١) تفسير الشريف اللاهيجي (تصحيح ارمومي) ١ / ١.

۸۲

نكتة أخيرة : من ديدن هذا المفسّر أن يذكر اسم الكتاب ـ المصدر ـ عند نقل الرواية ، لكن لم يتعرّض إلى اسم الراوي أو اسم الكتاب في كثير من المواضع ، وهذا يضعّف الوقوف على الخبر.

١٧ ـ تفسير الأئمّة لهداية الأُمّة :

للمولى المفسّر المحدّث محمّد رضا بن عبد الحسين النصيري الطوسي.

قال الطهراني : «نسبة إلى شيخ الطائفة الطوسي ؛ لأنّ المؤلِّف ينقل عنه بعض الأحاديث في أثناء هذا التفسير بما لفظه : قال جدّنا الأمجد العالم المتعلم بعلوم الصادقين الشيخ أبو جعفر ، محمّد بن الحسن الطوسي : والظاهر أنّه جدّه من طرف الأب ، وإلاّ لقيّده بالأمي كما أنه يقيد انتسابه لابن طاووس وابن إدريس بطرف الأُمّ»(١). وكان حيّاً سنة ١٠٧٣.

ذكره الطهراني في الذريعة : «تفسير الأئمة لهداية الأمة ، للمولى المفسِّر المحدّث محمّد رضا بن عبد الحسين النصيري الطوسي ، ساكن أصفهان ، ومؤلِّف كشف الآيات ، الذي فرغ منه سنة ١٠٦٧.

وتفسيره هذا كبير ، يقال أنه في ثلاثين مجلّداً ، رأيت مجلَّدين منها.

أحدهما : المجلَّد الأوّل ، وهو مجلَّد كبير ضخم ، بدأ فيه بمقدّمات التفسير في ما يقرب من عشرين فصلاً في ما يتعلّق بالقرآن ، ثمّ شرع في تفسير الفاتحة ، ثمّ تفسير عدّة آيات من سورة البقرة إلى آخر (هُمْ

__________________

(١) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٤ / ٢٣٦ في الهامش.

۸۳

يُوقِنُونَ) ، أوله : أين رتبة الانسان الذي بدئ خلقه من طين ، وأعلى مقام محامد ربّ العالمين؟ وأنى قدرة المخلوق من سلالة من ماء مهين ، والعروج على ذروة وصف من هو فوق وصف الواصفين ، كيف نحمده ونحن من الجاهلين؟!

وعلى ظهر هذا المجلَّد تملُّك ولد المؤلِّف بخطّه ، كتب : إنّه ملكه بالإرث ، لكن لم يذكر تاريخه ، وتوقيعه : عبد الله بن محمّد رضا النصيري الطوسي ، وصار هذا المجلَّد عند السيد شبّر بن محمّد بن ثنوان الحويزي النجفي من سنة (١١٦٠) إلى (١١٨٢) ، كما يظهر من بعض خطوطه عليه في التاريخين ، ثمّ انتقل أخيراً إلى العلاّمة الشيخ أسد الله الدزفولي الكاظمي ـ صاحب المقابيس ـ فوقفه وكتب الوقفية عليه بخطّه ، رأيته في الكاظمية في مكتبة المرحوم الشيخ محمّد أمين آل الشيخ أسد الله المذكور.

وثاني المجلَّدين : ـ الذين رأيتهما أيضاً ـ مجلَّد ضخم كبير ، وهو من أوّل سورة التوبة إلى آخر سورة هود ، رأيته في النجف ، بمكتبة المرحوم الشيخ محمّد جواد محيي الدين الجامعي ، ولا علم لي ببقية مجلَّداته ، غير ما كتبه إلى مولانا الشيخ أبو المجد آقا رضا الأصفهاني من أنه كان خمسة عشر مجلَّداً من هذا الكتاب في المكتبة القزوينية بأصفهان. فأخذ إقبال الدولة ثلاث مجلَّدات منها أيام حكومته بأصفهان ، ولم يردّها إلى المكتبة ، والبقيّة موجودة فيها»(١).

خصوصيات هذا التفسير :

قال الطهراني : «وديدن هذا المفسِّر ـ في ما رأيته من أجزاء هذا

__________________

(١) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٤ / ٢٣٦ ـ ٢٣٨.

۸۴

التفسير ـ على أن يذكر أوّلاً عدّة آيات ، مع ترجمتها إلى الفارسية ، كاتباً للترجمة بالحمرة بين السطور ، ثمّ يشرع في تفسير الآيات على ما هو المأثور ، وترجمة الأحاديث بالفارسية ، ثمّ تفسيرها بالعربية ، ثمّ ذكر ما يتعلَّق بتلك الآيات في عدّة فصول ، منها : فصل في فضلها ، فصل في خواصها ، فصل في نزولها ، إلى غير ذلك ، ثمّ يذكر عدة آيات أُخر مع ترجمتها وهكذا»(١).

مصادره في نقل الروايات :

وينقل غالباً عن تفسيري العيّاشي والبيضاوي ، وينقل عن كتاب الاحتجاج ، ومكارم الأخلاق وغيرهما من كتب الحديث ، وعن تفسير غياث ابن إبراهيم ما رواه هو عن تفسير فرات بن إبراهيم القمّي [الكوفي] ، وينقل تمام تفسير الإمام العسكري عليه‌السلام ، وتمام تفسيري القمّي ، أصله ومختصره ... فقال في أوّل المجلّد الأوّل : «إنّي ما تركت من تفسير الإمام العسكري ومن تفسيري أبي الحسن علي بن إبراهيم بن هاشم القمّي باعتقاده أنّ الأصل والمختصر كلاهما للقمّي(٢).

١٨ ـ مختصر تفسير الأئمّة :

تفسير باللغة الفارسية ، مختصر من كتاب تفسير الأئمّة ، ذكره الطهراني في الذريعة ، وقال ـ في مؤلّفه ووجه اختصاره ـ : «مختصر تفسير الأئمة بالفارسية المحضة ، وإسقاط الترجمة والتفسير بالعربية ، عمد إلى

__________________

(١) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٤ / ٢٣٨.

(٢) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٤ / ٢٣٨.

۸۵

اختصاره مؤلِّف أصله الميرزا محمّد رضا بن عبد الحسين النصيري الطوسي. والمختصر هذا جعله في ست مجلَّدات ، مجلَّده الأوّل : من أول القرآن إلى آخر المائدة ، وفي آخره قال : ويتلوه سورة الأنعام. رأيت هذا المجلَّد عند السيد محمّد باقر حفيد آية الله السيد محمّد كاظم اليزدي في النجف ، والظاهر أن بقية المختصر إلى تمام ست مجلَّدات التي كانت كلَّها بخطّ المصنِّف كانت عند السيد شبّر بن محمّد بن ثنوان الموسوي ، وملكها في ١١٦٥ ، وقد كتب ذلك بخطّه في التاريخ المذكور على ظهر المجلَّد الأوّل المنتهي إلى آخر المائدة ، مصرِّحا : بأن سائر المجلَّدات الست كلّها بخطّه عندي ، وهذه النسخة رأيتها في النجف من وقف الحسين بن الحاج كاظم ابن الحاج عبد الخالق على السيد أحمد بن محمّد العطار البغدادي في ١٢٠٣ ، ذكر في أوّله اسمه ونسبه ، وأنه لما كتب تفسير الأئمة في عدّة سنين في مجلَّدات كثيرة يعجز عن تحصيلها أكثر الناس ، فاختصره بترجمة الآيات والروايات كلَّها بالفارسية ؛ ليسهل تناول المختصر على الجميع»(١).

١٩ ـ تفسير المنشي :

للأمير الكبير السيّد محمّد رضا الحسيني.

ذكره الحرّ العاملي في كتابه أمل الآمل ، وقال ـ في وصف الكتاب ومؤلّفه ـ : «منشي الممالك ، عالم ، فاضل ، معاصر ، محدِّث ، جليل القدر ، له كتاب كشف الآيات عجيب ، وتفسير القرآن كبير أكثر من ثلاثين مجلّداً ، عربي وفارسي ، جمع فيه الأحاديث وترجمتها»(٢).

__________________

(١) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٢٠ / ١٨٨ ـ ١٨٩.

(٢) أمل الآمل ٢ / ٢٧٢.

۸۶

قال الطهراني : «تفسير المنشي قال (آقا كمالا) في مجموعته : إنّي رأيته في خزانة مولانا ـ ومراده العلاّمة المجلسي ـ ولعلّه للأمير محمّد رضا الحسيني منشى الممالك ، المعاصر للشيخ الحرّ ، والساكن بأصفهان حين تأليف الآمل (١٠٩٧) ، وصفه فيه بأنه كبير أكثر من ثلاثين مجلّداً عربي وفارسي ، جمع فيه الأحاديث وترجمتها ، ويظهر من بعض هذه الخصوصيات أنه غير تفسير الأئمة السابق ذكره ، وإن شاركه في بعضها ، ومن شواهد المغايرة سيادة هذا المفسِّر دونه»(١).

تفسير الأئمة ، وتفسير المنشي ، واتحاد المعنون :

يظهر ممّا قاله أرباب التراجم في ترجمة محمّد رضا الحسيني المنشي أنّه لم يكن غير محمّد رضا النصيري ، والتفسير المنسوب إلى المنشي هو الذي نُسب إلى النصيري.

جاء في رياض العلماء وحياض الفضلاء ـ بعد ما قاله الحرّ في الأمل ـ : «أقول : هو من أولاد المحقّق نصير الدين الطوسي وليس بسيّد ، فالشيخ المؤلّف [الحرّ العاملي] قد غلط ونسبه هكذا : محمّد رضا بن عبد الحسين ... النصيري»(٢) ، وتبعه السيّد شبّر الحويزي ، واستظهر بأنّ محمّد رضا النصيري هو المترجم في الأمل(٣).

إلاّ أنّ المحقّق الطهراني صاحب الذريعة ذهب إلى تعدّده عندما قال : «إنّ تفسير الأئمة غير تفسير المنشي ، أي أنّ محمّد رضا النصيري غير

__________________

(١) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٤ / ٣١٦.

(٢) رياض العلماء ٥ / ١٠٤.

(٣) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٤ / ٢٣٦ في الهامش.

۸۷

محمّد رضا الحسيني ، ومن شواهد المغايرة سيادة المنشي دون النصيري ؛ لأنّ محمّد رضا بن عبد الحسين وأقرباءه من العلماء وصفوا أنفسهم بالنصيري فقط ، ومن دون تعرّض إلى وصف السيادة أو الحسينية أو لقب آخر ، ويشهد للمغايرة أيضاً بقاء المنشي إلى زمن تأليف كتاب الأمل دون النصيري هذا»(١).

إلاّ أنّنا لو تأملنا في كلّ ما ذُكر ؛ لاستنتجنا أنّه لا يبعد القول بعدم تعدّدهما ، وذلك لاشتراكهما في أُمور متعدّدة ألا وهي :

١ ـ اشتراكهما في اسم المؤلِّف أي : محمّد رضا.

٢ ـ كلّ منهما يشتمل على ثلاثين مجلّداً.

٣ ـ اشتمال هذين التفسرين على الأخبار وترجمتهما إلى الفارسية ، أي أنّ كلّ واحد منهما تفسير عربي وفارسي.

٤ ـ لكلّ من المؤلّفين كتاب كشف الآيات.

٥ ـ وحدة زمان حياة المؤلّفَين ؛ لأنّ كليهما كانا من معاصري الحرّ العاملي ، وإنْ لم يبق النصيري إلى زمان تأليف كتاب أمل الآمل.

٦ ـ وإنّ كليهما سكنا أصفهان.

إنّ كلّ هذا وذاك إن لم ينفي احتمال تعدّد المؤلّفَين وتعدّد تفسيرهما ، إلاّ أنّه يضعّف جدّاً من احتمال التعدد ، ولا يبعد أن يرتكب الحرّ اشتباهاً في سيادة المفسّر ، كما صرّح به الأفندي في رياض العلماء وحياض الفضلاء الذي أشرنا إليه آنفاً.

__________________

(١) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٤ / ٢٣٦ و ٣١٦.

۸۸

٢٠ ـ تفسير خزائن جواهر القرآن :

تأليف الحكيم العارف علي قلي بن قرچقاي خان ، المولود سنة ١٠٢٠ هـ.

ذكره في الذريعة ، وقال في وصف المؤلِّف وكتابه : «إنّه لمّا رأى آيات الأحكام للأردبيلي ، وقصص الأنبياء للقطب الراوندي ، تضرّع إلى الله في أن يوفّقه لجمع جميع القرآن من آيات التوحيد والإيمان ، والأحكام والقصص ، والمواعظ والحكم ، وخلق السماوات والأرض ، وأحوال الرجعة والبرزخ ، والحشر والنشر ، والجنّة والنار ، وإيراد تفاسيرها المروّية ، وتحقيق كلمات الروايات المفسّرة جملة جملة. ووفّقه الله وشرع في التأليف في رمضان سنة ١٠٨٣ هـ ، وبدأ في المجلّد الأوّل منه بآيات التوحيد ، وختم المجلّد الرابع منه بآيات الجنّة والنار ، ورتّب كلّ مجلَّد على خزائن ، وفي كلّ خزينة عدّة فصول ، فأُنهيت الخزائن في الكتاب إلى ثلاث وعشرين خزينة ، فيها ستون فصلاً وسبعة أبواب. توجد نسخة خطّ المؤلِّف في قم ، وقد وقفها ابن عم المؤلِّف أو ولده المسمّى مهدي قلي خان ، وقفاً خاصاً لساكني مدرسته ، التي بناها ببلدة قم في (١١٢٣) ، وتُعرف بمدرسة خان»(١).

يظهر ممّا جاء في كلام المحقّق الطهراني أُمور :

الأوّل : إنّ المفسّر لم يكتف بذكر الرواية ولم يرض بنقلها فقط ، بل حقّق في كلماتها وجملها ، وفي ضوء هذا التحقيق لابُدّ من الجمع والتوفيق

__________________

(١) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٧ / ١٥٤.

۸۹

بين الروايات لو كانت متنافية.

الثاني : إنّ التفسير المذكور كان تفسيراً موضوعياً ، إلاّ أنّه لم يقنع بموضوع واحد ، بل جمع فيه موضوعات مختلفة من العقائد والأحكام والأخلاق وغيرها من المعارف.

الثالث : إنّ تفسيـر القـرآن بالروايـات المرويّة ، من حكيـم عارف مع العناية الكاملـة بالحكمـة وبالحكماء والعرفـاء ـ الـتي تظهـر من خلال تعبيـره عـن الميرداماد : بسيّـد الحكماء المتأخّـرين ، وعـن الملاّ صدرا : بالفاضـل العارف ، وتأليفـه كتابـي إحيـاء الحكمـة والفـرق بيـن الرأييـن وبنيـان الحكمتيـن ـ يدلّ علـى تعبد المؤلّف بالروايـات وآثـار الأئمّة عليهم‌السلام.

٢١ ـ تفسير بديع البيان لمعاني القرآن :

ألّفه محمّد بن علي نعمة الله العاملي ، من معاصري الشيخ البهائي ، وكان حيّاً سنة ١٠٦٨ هـ ، على ما يظهر ممّا قاله في هديّة الأحباب(١).

وقد وصفه البخشايشي في طبقاته ، بأنّ هذا التفسير تفسير مزجي من أقوال المفسّرين وما جاء في الأخبار ، حيث قال المؤلّف : التفسير بما قاله المفسّرون ، التفسير بالأحاديث المرويّة(٢).

فالجمع بين الروايات وأقوال المفسّرين إنّما هو لتفسير آيات لم ترد

__________________

(١) هدية الأحباب : ٥٦.

(٢) طبقات مفسران شيعة ٣ / ١٥٠ ، نقله عن معجم مخطوطات الشيعة حول القرآن : ١٨.

۹۰

فيها رواية ولا أثر ، أو لتأييد ما استنبطه من الآيات ، أو لبيان معارف أُخرى لم تنلها أيدي التحقيق ، وبعبارة أُخرى : مقايسة ومقارنة بين ما قاله المفسّرون وبين ما ورد عن الأئمّة عليهم‌السلام من التفسير.

٢٢ ـ مختصر تفسير نهج البيان :

ذكره في الذريعة ووصفه بأنّه : «تفسير جليل ، محتو على جلّ ما جاء في التفاسير مع اختصاره ، ثمّ قال : ... بخطّ الشيخ صالح بن ناصر بن صالح البحراني ، وفرغ من الكتابة سنة ١٠٩٧ هـ»(١).

لم يُعلم ـ ممّا جاء في الذريعة وغيرها ـ مؤلِّفُ هذا التفسير ، ولا تاريخ تأليفه ، وإنْ قال في طبقات مفسّران شيعه : إنّ المؤلّف كان حيّاً إلى سنة ١١٠١ هـ ، استناداً إلى ما جاء في التراث العربي بأنّه ... كتبه إبراهيم بن عليّ بن يونس العاملي ٢١ محرّم سنة ١١٠١ هـ(٢) ، وذلك لأنّ الكتابة والكاتب أعمّ ، لاسيّما بأنّ الطهراني يعبّر في غير هذا الموضع عن أرباب الكتب بالمؤلّف والمصنّف ، وعن تاريخ التأليف بقوله : فرغ منه.

وعلى أيّ حال ، فإنّ هذا التفسير مختصر من كتاب نهج البيان عن كشف معاني القرآن من مصنّفات القرن السابع ، وهو المنسبوب إلى محمّد ابن الحسن الشيباني ، وهو تفسير روائي ، حيث قال مؤلّف أصل الكتاب : «بأنّه يذكر ما ورد عن أهل البيت ، ولا يتعرّض فيه لوجوه الإعراب واختلاف القراءات ، ويذكر الناسخ والمنسوخ»(٣).

__________________

(١) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٢٠ / ٢١٥.

(٢) طبقات مفسران شيعة ٣ / ٢٩٧.

(٣) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٢٤ / ٤١٥.

۹۱

٢٣ ـ تفسير نور الأنوار ومصباح الأسرار :

ألّفه محمّد بن محمّد تقي ، المدعوّ برضيّ الدين الحسيني ، من تلامـذة عبد عليّ الحويـزي ، صاحب نور الثقليـن ، كان حيّاً سنة ١١٠٧ هـ.

قال الطهراني : «نور الأنوار ومصباح الأسرار : تفسير مزجى في عدّة مجلَّدات ، الأُولى إلى آخر البقرة ، وأُخرى من الكهف إلى آخر الفاطر ، رأيتها في خزانة عبد الحسين البروجردي بخراسان ، ثمّ في عام ١٣٦٥ رأيتهما قد انتقلتا إلى الخزانة (الرضوية) ، ونسخة أُخرى من الأوّل عند (سلطان المتكلمين) في مجلّد كبير ، وله خطبة طويلة أدرج فيها أسماء جميع سور القرآن براعة للاستهلال ، وكتب أسماء السور بالحمرة لجلب النظر ، وقدم له ١٢ فائدة ، نظير الصافي الذي هو أيضا مزجي ...

والمؤلِّف ، هو : السيد محمّد بن محمّد تقي ، المدعو برضى الدين الحسيني ، كما في ديباجة المجلّد الأوّل ، وهو من تلاميذ عبد عليّ الحويزي مؤلِّف نور الثقلين ، كما في إجازة كتبها في ١١٠٧ على كتابه جامع الأحكام ، الموجودة في (الرضوية)»(١).

وذكره البخشايشي في طبقاته ، وقال : «إنّه أتى في كلّ آية مباحث القراءة والإعراب وأقوال المفسّرين والروايات ، وعليه يُعدّ من التفاسير المأثورة ، ونقل الأخبار مع التصريح بمصادرها»(٢).

__________________

(١) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٢٤ / ٣٦١ ـ ٣٦٢.

(٢) طبقات مفسران شيعة ٣ / ٣٥٥.

۹۲

٢٤ ـ تفسير رموز التفاسير :

تأليف خليل بن الغازي القزويني ، المتوفّى سنة ١٠٨٩ هـ.

ذكره السيّد محسن الأمين في الأعيان ، وعنونه برموز التفاسير الواردة عن الأئمّة الصادقين عليهم‌السلام الواقعة في الكافي والروضة وغيرهما(١).

ويبدو ممّا جاء في الذريعة في وصفه ، أنّه فهرس للروايات الواردة عن المعصومين عليهم‌السلام ، حيث قال : أحببت أنْ أُصنّف رسالة رموز تفاسير الأئمّة ، لتعيين موضع ما تعلّق بكلّ آية منه ، سواء كان الحديث لتفسير الآية أو لتفسير شيء منها(٢).

ولتلميذه في نفس القرن ، علي أصغر بن محمّد القزويني ـ أيضاً ـ رموز تفاسير الآيات الواردة في الكتب الأربعة وغيرها من كتب الحديث(٣) ، ولعلّه هو نظير دليل الآيات وأسماء السور في أحاديث البحار ، الذي قام بإعداده قسم معجم أحاديث الشيعة في مركز الأبحاث والدراسات الإسلامية التابع لمكتب الاعلام الإسلامي بقم.

٢٥ ـ تفسير مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار :

تأليف : أبي الحسن بن محمّد طاهر العاملي ، المتوفّى سنة ١١٣٨ هـ(٤).

__________________

(١) اعيان الشيعة ٦ / ٣٥٦.

(٢) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ١١ / ٢٥١.

(٣) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ١١ / ٢٥١ ، ومعجم المفسرين ١ / ٣٥٥.

(٤) قد يعبر عنه بأبي الحسن الشريف الأفتوني.

۹۳

والكتاب هذا وإنْ كان من مؤلّفات أوائل القرن الثاني عشر ، لكن بما أنّه صار كالمقدّمة على تفسير البرهان وطبع معه ؛ ذكرناه استطراداً من جملة التفاسير المؤلّفة في القرن الحادي عشر.

المقدّمة هذه تشتمل على : مقدّمات ، ومقالات ، وخاتمة ، تحتوي على أبحاث حول القرآن ، من أنّ للقرآن بطوناً ولآياته تأويلات ، وأنّ بطن القرآن وتأويله إنّما هو بالنسبة إلى الأئمّة عليهم‌السلام وولايتهم ، ووجوه تناسب الظواهر مع البطون ، وإثبات وجوب الإيمان بظاهر القرآن وباطنه وتنزيله وتأويله معاً كوجوب الإيمان بمحكمه ومتشابهه ، وأنّ علم تأويل القرآن بل كلّه عند أهل البيت عليهم‌السلام ، والمنع من تفسير القرآن بالرأي ، وغيرها من المباحث.

أتى في المقدّمة الثالثة فيها ـ وهي في بيان التأويلات المأثورة من الأئمة والمفهومة من بعض الروايات ـ بالكلمات القرآنية مرتّبة على حروف الهجاء ، منتهجاً نهج كتب اللغة ، وتحتوي المقدمة على ١٢٠٠ كلمة ، وأشار في الخاتمة إلى تأويلات الحروف المقطّعة التي في أوائل السور.

وقد قال المحقّق الطهراني في الذريعة : «مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار في تفسير القرآن ، وقد يقال : مشكاة الأنوار ، للمولى الشريف العدل أبي الحسن بن الشيخ محمّد طاهر بن الشيخ عبد الحميد بن موسى بن علي بن معتوق بن عبد الحميد الفتوني النباطي العاملي الأصفهاني الغروي ، ابن أخت الأمير محمّد صالح الخواتون آبادي ، الذي هو صهر العلاّمة المجلسي ، توفّي المولى أواخر الأربعين بعد المائة والألف ، وهو من أجداد صاحب الجواهر ، من طرف أمّه ، وهو تفسير جليل ، مقصور على ما ورد في متون الأخبار ، لكنّه لم يخرج منه إلاّ شيء يسير بعد مقدماته ، وهو في

۹۴

نسخة شيخنا العلاّمة النوري من أول سورة الفاتحة إلى أواسط سورة البقرة في مجلّد كبير ، وفي نسخة أُخرى إلى الآية الرابعة من سورة النساء : (مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ) ، كما يأتي ، والمجموع أزيد من المجلّد الأوّل منه الذي هو في مقدّمات التفسير.

وقد طبع المجلّد الأوّل وحده في إيران ١٣٠٣ ، وهو يقرب من عشرين ألف بيت ، ونسب في الطبع إلى الشيخ عبد اللطيف الكازروني ؛ لعدم اطلاع مباشر الطبع ، وأمّا نفس التفسير ، فرأيت منه نسختين : إحداهما كانت بخط شيخنا العلاّمة النوري ، استنسخها عن نسخة الخزانة الغروية ظاهراً ، وكان في مكتبة السيد المجدّد الشيرازي ، واشتراه بعد ذلك الحجّة الميرزا محمّد الطهراني العسكري ، وهو موجود في مكتبته بسامراء إلى اليوم.

وأمّا مجلّد المقدّمة المطبوعة : يقرب من عشرين ألف بيت في ما يتعلّق بعلوم القرآن ، لم يكتب مثلها ، مشتمل على ثلاث مقدّمات ، وفي أول المقدّمات مقالات ثلاثة ، في كلّ مقالة فصول ، والمقدمة الثانية في تنقيص القرآن في أربعة فصول ، والمقدمة الثالثة في التأويلات العامّة المأثورة في الأحاديث الشريفة في مقالتين : أولاهما ما يبتني على التجوّز العقلي ، والثانية ما يبتني على المجاز اللُّغوي ، مرتباً ، له على حروف الهجاء ، وأمّا تأويلات خصوص كلّ آية ؛ فيذكرها مع الآية في نفس الكتاب.

وبعد تلك المقدّمات خاتمة في فصلين : أوّلهما في المقطعات التي في أوائل السور ، وثانيهما في بعض الفوائد.

قال في آخره : هذا آخر ما أردنا إيراده في مقدمات تفسيرنا. وشرع بعد هذا في أصل التفسير ، ثمّ شرع من أوّل سورة الفاتحة إلى أواسط سورة

۹۵

البقرة ، كما في نسخة خط شيخنا العلاّمة النوري.

أمّا النسخة الأُخرى التي رأيتها ، فهي تنتهي إلى آخر أربع آيات في سورة النساء (مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً)(١) وتلك النسخة بخطّ رديء ، وقف الميرزا أبي القاسم الكلباسي في ١٣٠٧ ، في مكتبة العلامة الشيخ علي كاشف الغطاء رحمه الله تعالى»(٢).

وقد ذكر هذا التفسير والمقدّمة ، الدكتور الذهبي في كتابه التفسير والمفسّرون ، ونسبه إلى عبد اللطيف الكازروني ، ورماه بالغلوّ ، وعدّ تفسيره من التفاسير الباطنية(٣).

أمّا النسبة إلى الكازروني ؛ فغير صحيحة ، على ما قاله صاحب الذريعة ، وعلى ما حقّقه الموسوي الزرندي في مقدّمته عليها ، وعلى ما قاله المحدّث النوري في حاشية الخاتمة : «الشريف العدل المولى أبي الحسن ابن محمّد طاهر بن عبد الحميد بن موسى بن علي بن معتوق بن عبد الحميد الفتوني النباطي العاملي الأصبهاني الغروي ، المتوفّي في أواخر عشر الأربعين بعد المائة والألف ، أفضل أهل عصره ، وأطولهم باعاً ، صاحب تفسير مرآة الأنوار ـ إلى أواسط سورة البقرة ـ تقرب مقدماته من عشرين ألف بيت ، لم يعمل مثله ، وكتاب ضياء العالمين في الإمامة في سنين. ألف بيت ، مع نقصان مجلّد واحد من وسطه على ما يظهر من فهرسته ، وغير ذلك.

وكانت أُمّه أُخت السيد الجليل الأمير محمّد صالح الخاتون آبادي ،

__________________

(١) سورة النساء ٤: ٣.

(٢) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٢٠ / ٢٦٤ ـ ٢٦٥.

(٣) التفسير والمفسرون ٣ / ٢٥٧ ـ ٢٨٠.

۹۶

الذي هو صهر المجلسي على بنته ، وهو جدّ شيخ الفقهاء ـ صاحب جواهر.

ومن الحوادث الطريفة ، والسرقات اللطيفة : إنّ مجلّد مقدّمات تفسير هذا المولى الجليل المسمّى بمرآة الأنوار ، موجود الآن بخطّ مؤلِّفه في خزانة كتب حفيده شيخ الفقهاء ، صاحب جواهر الكلام طاب ثراه ، واستنسخناه بتعب ومشقّة ، وكانت النسخة معي في بعض أسفاري إلى طهران ، فأخذها منّي بعض أركان الدولة ، وكان عازماً على طبع تفسير البرهان ، للعالم السيد هاشم البحراني ، وقال لي : إنّ تفسيره خال عن البيان ، فيناسب أن نلحق به هذه النسخة ؛ ليتم المقصود بها ، فاستنسخها ، ورجعت إلى العراق ، وتوفّي هذا الباني قبل إتمام الطبع ، فاشترى ما طبع من التفسير ونسخة المرآة من ورثته بعض أرباب الطبع ، فأكمل الناقص ، وطبع المرآة في مجلّد.

ولمّا عثرت عليه ـ في المشهد الغروي ـ رأيت مكتوباً على ظهر الورقة الأُولى منه : كتاب مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار ، وهو مصباح لأنظار الأبرار ، ومقدمة للتفسير الذي صنّفه الشيخ الأجل ، والنحرير الأنبل ، العالم العلاّمة ، والفاضل الفهامة ، الشيخ عبد اللطيف الكازراني مولداً ، والنجفي مسكناً ... إلى آخره ؛ فتحيّرت ، وتعجّبت من هذه السرقة؟! فكتبت إلى باني الطبع ما معناه : إنّ هذا التفسير للمولى الجليل أبي الحسن الشريف ، وأمّا عبد اللطيف ، فلم أسمع بذكره ، ولم نره في كتاب ، ولعلّ الكاتب ـ السارق المطفئ لنور الله ـ اشتبه عليه ما في صدر الكتاب بعد الخطبة من قوله : يقول العبد الضعيف ، الراجي لطف ربه اللطيف ، خادم كلام الله الشريف ... إلى آخره ، فظن أنه أشار إلى اسمه في ضمن هذه العبارة ،

۹۷

ولكن النسبة إلى كازران لا أدري ما منشؤها؟!.

فوعدني في الجواب أن يتدارك ويغير ويبدل الصفحة الأُولى ، ويكتب على ظهرها اسم مؤلِّفه ، وشرح حاله الذي كتبته سالفاً على ظهر نسختي من التفسير ، وإلى الآن ما وفّى بعهده ، وأعدَّ نفسه لمؤاخذة المولى الشريف في غده.

فليبلغ الناظر الغائب ، أنّ هذا التفسير المطبوع في سنة ١٢٩٥ في طهران ، المكتوب في ظهره ما تقدّم للمولى أبي الحسن الشريف ، الذي يعبر عنه في الجواهر بجدّي العلاّمة ، لا لعبد اللطيف الكازراني ، الذي لم يتولّد بعد»(١).

مأخذ التأويلات :

إنّ المهمّ في هذه المقدّمة وما فيها من المقالات ، أنّ المؤلّف سعى لإثبات ما ادّعاه من التأويلات بالأخبار المرويّة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل البيت عليهم‌السلام ، وهو ينقل الروايات من الجوامع الروائية المعتبرة ، كالكتب الأربعة وسائر المصنّفات من مؤلّفيها ومن غيرهم ، ومن الكتب التفسيرية ومن الجوامع الروائية عند أهل السُنّة ، لكنّه حذف الإسناد ، بل حذف المصدر أيضاً.

حيث قال : «فشرعت في جمع تلك الروايات بطريق الإيجاز والاختصار مع ذكر لبّ المقصود من الآيات والأخبار ... ولهذا طويت عن ذكر تمام تلك الأخبار بعباراتها وأسانيدها ـ بل كلّ الكتب المأخوذة منها ـ

__________________

(١) خاتمة المستدرك ٢ / ٥٤ ـ ٥٥.

۹۸

كشحاً»(١).

أقول :

استدلّ بالروايات في إثبات ما ادّعاه في غير المقالة الثانية من المقدّمة الثالثة ، وأمّا في هذه المقدّمة وهي كبيرة جدّاً ، وفيها معظم أبحاث هذا الكتاب ، فكثير من تأويلاته غير مستندة إلى نصّ صريح ، بل استفاده من غيره ، وإنْ قال في الفائدة السابعة من الخاتمة : «كلّ ما سنذكره في كتابنا هذا من التأويل فهو غير خال من المستند المستفادة من الأئمّة»(٢).

حقيقة أو مجاز :

إنّ جلّ ما جاء في الكتاب تأويل ، وخلاف لظاهر القرآن ، وموهم بأنّ القائل غال أو مشرك أو غير ذلك ، ممّا حدى بالمؤلّف في الفائدة الخامسة إلى القول : «إنّ كلّ ما نذكره من تأويل الآيات والكلمات القرآنية في كتابنا فمبناه على التجوّز في المعنى أو الإسناد ، أو نحو ذلك من وجوه الاستعارات وأمثالها ، ومع هذا لا يجري على ذلك في موضع إلاّ بعد وجدان مستند له ، أو في مثله ، أو بحسب العموم والإطلاق الشامل له ، .. وأنّه ليس من الغلوّ في شيء ، ولا يستلزم القول بألوهيّتهم [الأئمّة] العياذ بالله ، ولا بمدخليّتهم في أمر الخلق والرزق والعبادة ، بل بيّنا أنّ هذا التجوّز لكونهم عبيدالله المقرّبين ... فلا تتوهّم كون اعتقادنا الورود على سبيل الحقيقة»(٣).

__________________

(١) تفسير البرهان قبل المجلد الاول ص ٣.

(٢) تفسير البرهان : ٣٥٨.

(٣) تفسير البرهان : ٣٥٧.

۹۹

وقد ذكر هذا التفسير والمقدّمة ، الدكتور الذهبي في كتابه التفسير والمفسّرون ، ونسبه إلى عبد اللطيف الكازروني ، ورماه بالغلوّ ، وعدّ تفسيره من التفاسير الباطنية(١).

فرميه بالغلوّ ، يظهر جوابه من مقالة مؤلّف الكتاب ، وهذا الاستنتاج غير بعيد لدى من لا يعرف الأسرار ولا يقول بها.

وأمّا كونه من الباطنية ، فإنْ كان المراد به أنّ ما أودعه في التفسير هو التأويل وكلّ ما أورده فيه كان من البطون لا من الظواهر ؛ فهو صحيح ، فنأخذ ما كان قد صدر عن المعصوم ، وأمّا إنْ كان المراد به كونه من الباطنية الباطلة ؛ فلا نسلّم ، كما يظهر.

خاتمة :

هذا بعض ما وقفنا عليه من التفاسير الروائية المدوّنة في القرن الحادي عشر ، الذي تفجّرت فيه النهضة الجديدة لجمع الأخبار ، وتوقّدت فيها الأفكار بما فيها هذه التفاسير التي تحتوي على الدراسات القيّمة والمطالب الثمينة والمعارف الراقية ، مع ما فيها من الروايات الصحيحة.

__________________

(١) التفسير والمفسرون ٣ / ٢٥٧ ـ ٢٨٠.

۱۰۰

المصادر

١ ـ القرآن الكريم.

٢ ـ الاعتقادات في دين الإمامية ، للشيخ الصدوق (ت ٣٨١ هـ) ، دار المفيد ، بيروت / ١٤١٤ هـ.

٣ ـ أعيان الشيعة ، لمحسن الأمين (ت ١٣٧١ هـ) ، دار التعارف ، بيروت / ١٤٠٣ هـ.

٤ ـ أمل الآمل ، للحرّ العاملي (ت ١١٠٤ هـ) ، دار الكتاب الاسلامي ، قم / ١٤٠٤ هـ.

٥ ـ تفسير الأصفى ، للفيض الكاشاني (ت ١٠٩١ هـ) ، مكتب الإعلام الإسلامي ، قم / ١٤١٨ هـ.

٦ ـ تفسير البرهان ، للسيّد هاشم البحراني (ت ١١٠٧ هـ) ، مؤسسة إسماعيليان ، قم / ١٤١٧ هـ.

٧ ـ تفسير التبيان ، لشيخ الطوسي (ت ٤٦٠ هـ) ، مكتب الإعلام الإسلامي ، قم / ١٤٠٩ هـ.

٨ ـ تفسير الصافي ، للفيض الكاشاني (ت ١٠٩١ هـ) ، مؤسسة الهادي ، قم / ١٤١٦ هـ.

٩ ـ تفسير كنز الدقائق ، للميرزا محمّد المشهدي (ت ١١٢٥ هـ) ، تحقيق : حسين الدرگاهي ، وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي ، طهران / ١٤١٠ هـ.

١٠ ـ تفسير كنز الدقائق ، للميرزا محمّد المشهدي (ت ١١٢٥ هـ) ، تحقيق : مجتبى العراقي ، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين ، قم / ١٤٠٧ هـ.

١١ ـ تفسير مجمع البيان ، للطبرسي (ت ٥٤٨ هـ) ، مؤسسة الأعلمي ، بيروت / ١٤١٥ هـ.

١٢ ـ تفسير نور الثقلين ، لعبد علي بن جمعة العروسي الحويزي (ت ١١١٢ هـ) ، مؤسسة إسماعيليان ، قم / ١٤١٢ هـ.

۱۰۱

١٣ ـ التفسير والمفسرون ، للدكتور الذهبي ، نسخة لم يذكر فيها دار النشر ولا سنة الطبع.

١٤ ـ خاتمة المستدرك ، للميرزا النوري (ت ١٣٢٠ هـ) ، مؤسّسة آل البيتعليهم‌السلاملإحياء التراث ، قم / ١٤١٥ هـ.

١٥ ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة ، لآغا بزرك الطهراني (ت ١٣٨٩ هـ) ، دار الأضواء ، بيروت / ١٤٠٣ هـ.

١٦ ـ رياض العلماء ، للميرزا عبد الله الأفندي الأصبهاني ، مطبعة الخيام ، قم / ١٤٠١ هـ.

١٧ ـ طبقات أعلام الشيعة ، لآغا بزرك الطهراني ، مؤسسة مطبوعات إسماعيليان ، قم / ١٤١٤ هـ.

١٨ ـ طبقات مفسران شيعة ، لعقيقي البخشايشي ، دفتر نشر نويد اسلام ، قم / ١٤١٥ هـ.

١٩ ـ معادن الحكمة في مكاتيب الأئمة ، لمحمّد بن المحسن بن المرتضى الكاشاني ، مؤسسة النشر الإسلامي ، قم / ١١١٥ هـ.

٢٠ ـ هدية الأحباب ، للشيخ عباس القمّي ، كتابخانه صدوق ، طهران / ١٤٠٤ هـ.

۱۰۲

تاريخ النظرية الفقهية

في المدرسة الإمامية

(٢)

السيد زهير الأعرجي

تعرضنا إلى تاريخ النظرية الفقهية ، مروراً بالمدارس الفقهية في التاريخ الإمامي ، وعوداً على بدء نستأنف البحث ..

١١ ـ مدرسة القرن الحادي عشر الهجري

ومن أبرز فقهاء تلك المدرسة : الشيخ البهائي ، والمحقّق السبزواري ، والفيض الكاشاني ، والمحقّق الخونساري.

١ ـ الشيخ البهائي : محمّد بن حسين بن عبد الصمد (ت ١٠٣٠ هـ) ، وكتبه الفقهية : الجامع العباسي رسالة عملية باللغة الفارسية ، كتبها إلى الشاه عبّاس الصفوي.

والاثنا عشريّات الخمس في الطهارة والصلاة والزكاة والصوم والحجّ ، مرتّب على عشرين باباً ، خرج منه خمسة أبواب في العبادات إلى آخر الحجّ فأدركه الأجل ، ثمّ تمّمه بعده تلميذه نظام الدين الساوجي.

وله حاشية على القواعد الشهيدية ، أوّلها : «اللّهمّ إنّا نحمدك بلسان الحال والمقال ، ونشكرك على ترادف الأنعام والأفضال ، ونستكفيك على

۱۰۳

رفع جلباب الغموض والإجمال ، عن القواعد الشهيدية التي هي محكّ فحول الرجال». عناوينه : (قوله ، قوله) ، طبع بعضها على حواشي القواعد المطبوع سنة ١٣٠٨ هـ(١).

وله أيضاً حاشية على كتاب من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق ، في ثلاثة أجزاء ، لم يسعده التوفيق في إكماله ، بل وصل إلى مرحلة في كتاب الطهارة.

وله كتاب حرمة ذبائح أهل الكتاب ، وقد تطرّق إلى أقوال علماء الإمامية حتّى الشهيد الأوّل محمّد بن مكّي ؛ ثمّ ردّ فقهاء المذاهب الأُخرى التي قالت بالحلّية.

فقال : «والجواب عمّا احتجّوا به [أي فقهاء المذاهب] عن أصالة الحلّ فبأنّ الأصل إنّما يتمسّك به إذا بقي على حاله ولم يرتفع حكمه بشيء من الدلائل ، وقد قدّمنا دلالة الآية الكريمة وأحاديث أهل البيت على ما قلناه.

وأمّا عمّا هو عمدتهم ، وهو الاستدلال بآية : (وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوْتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ)(٢) ، فيه أنّه لا ريب أنّ ظاهرها ينافي ظاهر آية : (وَلاَ تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ الله عَلَيْهِ)(٣) ، ولكن رفع التنافي بينهما ليس منحصراً في ما ذكرتم ليتمّ كلامكم ؛ فإنّ رفعه بتخصيص الطعام فيها بما عدا اللحوم أولى وأحسن من حملكم وتأويلكم البعيد ، وتخصيص الطعام بالبرّ والتمر ونحوهما شائع ، وفي حديث أبي سعيد الخدري : «كنّا نخرج صدقة

__________________

(١) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٦ / ١٧٣ رقم ٩٤٠.

(٢) سورة المائدة ٥ : ٥.

(٣) سورة الانعام ٦ : ١٢١.

۱۰۴

الفطرة على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صاعاً من طعام أو صاعاً من شعير»(١).

قال ابن الأثير في النهاية : «قيل المراد به البرّ ، وقيل التمر ، وهو أشبه ؛ لأنّ البرّ كان عندهم قليلاً ولا يتّسع لإخراج زكاة الفطرة(٢)» ... وقد روى أصحابنا عن أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام أنّ المراد بالطعام في هذه الآية الحبوب وما شابهها ... (٣).

٢ ـ المحقّق السبزواري : ملاّ محمّد باقر (ت ١٠٩٠ هـ) وكتاباه الفقهيّان : الذخيرة ، والكفاية.

٣ ـ الفيض الكاشاني (ت ١٠٩١ هـ) وكتابه الحديثي الفقهي : الوافي.

الوافي :

يصف الفيض الكاشاني (ت ١٠٩١ هـ) كتابه الوافي بهذه العبارات : «هذا كتاب واف في فنون علوم الدين ، يحتوي على جملة ما ورد منها في القرآن المبيّن ، وجميع ما تضمّنته أُصولنا الأربعة التي عليها المدار في هذه الأعصار ، أعني : الكافي ، والفقيه ، والتهذيب ، والاستبصار من أحاديث الأئمّة الأطهار سلام الله عليهم. حداني إلى تأليفه ما رأيت من قصور كلّ من الكتب الأربعة عن الكفاية ، وعدم وفائه بمهمّات الأخبار الواردة للهداية ، وتعسّر الرجوع ؛ إلى المجموع لاختلاف أبوابها في العنوانات ، وتباينها في مواضيع الروايات ، وطولها المنبعث في المكرّرات»(٤).

__________________

(١) سنن النسائي ٥ / ٥١ ، باب التمر في زكاة الفطر.

(٢) النهاية ـ لابن الاثير ـ ٣ / ١٢٧.

(٣) حرمة ذبائح أهل الكتاب : ٦٩ ـ ٧٠.

(٤) الوافي ـ للفيض الكاشاني ـ : ٦.

۱۰۵

وبعد أن يعرض أهدافه في تصنيف هذا الكتاب ، يتعرّض إلى موارد النقص في الكتب الأربعة :

أ ـ فـ : الكافي في رأيه ـ وإن كان أشرفها وأوثقها وأتمُّها وأجمعها ؛ لاشتماله على الأصول ـ إلاّ أنّه أهمل كثيراً من الأحكام ولم يأتِ بأبوابها ، وربّما اقتصر على أحد طرفي الخلاف من الأخبار ، ولم يشرح المُبهمات والمشكلات ، ولم يحسن ترتيب الكتب والأبواب والروايات.

ب ـ ومن لا يحضره الفقيه خال من الأُصول وفيه قصور عن كثير من الأبواب والفصول ، وربّما يشبه الحديث فيه بكلامه ، ويختلط كلام المصنّف بذيل الحديث ، وربّما يرسل الحديث إرسالاً ويهمل الإسناد.

ج ـ والتهذيب ـ وإن كان جامعاً للأحكام ـ إلاّ أنّه كسابقه خال من الأُصول ، ويشتمل على تأويلات بعيدة ، ويفرّق لما ينبغي أن يجمع ، ويجمع لما ينبغي أن يفرّق ، ووضع كثير من الأخبار في غير مواضعها ، مع قصور في العناوين ، وتكرار للمطالب والروايات.

د ـ والاستبصار ـ الذي هو بضعة من التهذيب ـ يقتصر على الأخبار المختلفة ، جمع بينها المصنّف بالقريب والغريب.

وبكلمة ، فإنّ الفيض الكاشاني استشعر بأنّ الكتب الحديثية الأربعة لم يكن لها نظام واحد تامّ يجمع الأُصول والأحكام ؛ بسبب اختلاف أزمان المصنّفين الثلاثة أعلى الله مقامهم ، واختلاف آرائهم وطريقة جمعهم. فقام بتصنيف الوافي على ضوء المنهج التالي :

١ ـ جمع الروايات جمعاً منظّماً ، حسبما أوحاه له علمه بذلك ، وحذف المكرّر منها.

٢ ـ أرجع جميع الروايات التي جاءت في الكتب الأربعة إلى

۱۰۶

أسانيدها ، حسبما استطاع إلى ذلك سبيلاً.

٣ ـ شرح الروايات الغامضة التي كانت بحاجة إلى شرح وبيان مختصر.

وليس في كلام المصنّف قدس‌سره من توهين بحجّية الكتب الأربعة ، بل قد يستفاد من كلامه العكس ، فقد كان يؤمن ـ بسبب عقيدته الأخبارية ـ بقطعية الأخبار الواردة في تلك الكتب الحديثية ، ومنهجه في تنظيم الروايات وشرحها كان رائعاً ، ولنعرض نموذجاً في ذلك :

«(كا)(١) عليّ ، عن أبيه ، عن ابن المغيرة ، عن ابن مسكان ، عن محمّد بن الميسر ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن الرجل الجنب ينتهي إلى الماء القليل في الطريق ، ويريد أن يغتسل منه ، وليس معه إناء يغرف به ويداه قذرتان؟ قال : «يضع يده ويتوضّأ ، ثمّ يغتسل». هذا ممّا قال الله تعالى : (مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَج)(٢).

(بيان)(٣) : ويتوضّأ ، يعني : يغسل يده ، فإنّه كثيراً ما يجيء بهذا المعنى ، وإنّما تلا عليه‌السلام الآية ؛ لأنّ الماء الذي يستعمل في الطهارة من الحدث لا بدّ له من مزيد اختصاص في حالة الاختيار ، وأقلّه أن لا يلاقي شيئاً من النجاسات إن كان قليلاً ، ولا يكون آجناً متغيّر اللون والطعم بغير النجاسة ، ولا يكون مسخّناً بالشمس ، إلى غير ذلك كما يظهر من الأخبار الآتية.

فإذا اضطرّ الإنسان إلى استعمال غيره سقط اعتباره دفعاً للحرج ،

__________________

(١) هذا الرمز يشير إلى أنّ الرواية مصدرها كتاب (الكافي) للشيخ الكليني.

(٢) سورة الحج ٢٢ : ٧٨.

(٣) شرح المصنف للرواية.

۱۰۷

فيكفيه ما يجوز استعماله في غير ذلك من المياه ، وكذا إذا علم به بعد استعماله فإنّه يجزيه كما يأتي بيانه»(١).

٤ ـ المحقّق الخوانساري : حسين ـ من فقهاء القرن الحادي عشر ـ وهو صهر المحقّق السبزواري ، كتابه الفقهي : مشارق الشموس في شرح الدروس ، وهو شرح لكتاب الدروس الشرعية للشهيد الأوّل.

١٢ ـ مدرسة القرن الثاني عشر الهجري

ومن أبرز فقهائها : الحرّ العاملي ، والفاضل الهندي ، والمحقّق البحراني.

١ ـ محمّد بن الحسن بن علي الحرّ العاملي (ت ١١٠٤ هـ) ، وكتابه : وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة.

استخرج مصنّفه الأحاديث الشريفة في الفروع الفقهية والآداب الشرعية من الكتب الأربعة ، وأضاف إليها أحاديث أُخرى من كتب الأصحاب ، تربو على مائة وثمانين كتاباً ، ووزّع الأحاديث حسب ترتيبها الفقهي من الطهارة إلى الديّات.

قال المصنّف في مقدّمته : «كتاب يطمئنّ الخاطر به ، وتركن النفس إليه ، ويصلح للوثوق به والاعتماد عليه ، ويكتفي به أرباب الفضل والكمال ، في الفقه والحديث والرجال ، كتاب كافل ببلوغ الأمل ، كاف في العلم والعمل ، يشتمل على أحاديث المسائل الشرعية ، ونصوص الأحكام الفرعية ، المروية في الكتب المعتمدة الصحيحة التي نصّ على صحّتها

__________________

(١) الوافي ٤ / ٥.

۱۰۸

علماؤنا نصوصاً صريحة تكون مفزعاً لي في مسائل الشريعة ، ومرجعاً يهتدي به من شاء من الشيعة»(١).

وللحرّ العاملي كتاب : بداية الهداية ، وهو في الواجبات والمحرّمات المنصوصة من أوّل كتب الفقه إلى آخرها على سبيل الاختصار. وعبارات الكتاب ـ في أغلب الأحيان ـ عين ألفاظ الروايات ، وإن لم تنقل على نحو الروايات. وهذا الكتاب في الواقع هو مختصر لكتاب آخر هو : هداية الأُمّة إلى أحكام الأئمّة بحذف الأسانيد والمكرّرات. وقد حصر عدد الواجبات المنصوصة فكانت : ألف وخمسمائة وخمسة وثلاثين واجباً ، وعدد المحرّمات المنصوصة : ألف وأربعمائة وثمانية وأربعين محرّماً.

وقد أضاف الشيخ عبّاس بن محمّد رضا القمّي (ت ١٣٥٩ هـ) إلى ذلك الجهد جهداً أضافياً ، فكتب : لبّ الوسائل إلى تحصيل المسائل ذكر فيه المستحبّات والمكروهات.

٢ ـ الفاضل الهندي : الشيخ بهاء الدين الأصفهاني (ت ١١٣٧ هـ) ، وكتابه الفقهي : كشف اللثام.

٣ ـ المحقّق يوسف البحراني (ت ١١٨٦ هـ) ، وكتابه الموسوعي : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة ، وهو موسوعة فقهية من الطهارة إلى الظهار ، حافلة بمهامّ المسائل ، طافحة بأمّهات الدلائل ، وجامعة للفروع والأحكام والأحاديث والأخبار. وقد انبرى لآراء الفقهاء وما فهموه من الروايات فناقشها. والقاعدة في الكتاب أنّ المصنّف كان يضمّ إلى كلِّ رأي أدلّته ، ويضيف إلى كلِّ قول مستنده وما يؤيّده ويدعمه ، ثمّ يحاول

__________________

(١) الوسائل ١ / مقدّمة.

۱۰۹

نقاشها بما يستطيع أن يورد عليها من نقود ومؤاخذات ، فإن تمّ عنده الدليل ورأى الشبهة باطلة ردّها ، وأحكم الدليل واثبته ، واختار ما أدّى إليه اجتهاده.

ولم يتسنّ للمصنّف إكمال كتابة الموسوعة ، فقام ابن أخيه الشيخ حسين البحراني بتكملة المشروع ، بعنوان : عيون الحقائق الناظرة في تتميم الحدائق الناضرة : طبعت في النجف الاشرف سنة ١٣٥٤ هـ. وهو يحتوي على تسعة من كتب الفقه ، وهي : الظهار ، الإيلاء ، اللعان ، العتق ، الإقرار ، الجعالة ، الإيمان ، النذر ، الكفّارات.

والحدائق الناضرة : يحتوي على اثني عشر مقدّمة في الأخبار ، ونقل الحديث ، والظروف التي واجهت الشيعة في ذلك ، وأصول الفقه ، ثمّ يبدأ بالطهارة ، وينتهي بكتاب الظهار ، كما ذكرنا. وعيون الحقائق الناظرة يبدأ بإتمام كتاب الظهار ، وينتهي بكتاب الكفّارات.

١٣ ـ مدرسة القرن الثالث عشر الهجري

وتعدّ هذه المدرسة من أغنى المدارس الشيعية في البحث العلمي ، واستقصاء الدليل ، وتفريع البحوث ، واعتماد الأُصول. ومن أبرز فقهائها : الوحيد البهبهاني ، والنراقي ، والمراغي ، والنجفي ، والأنصاري.

١ ـ الوحيد البهبهاني : محمّد باقر بن محمّد أكمل (ت ١٢٠٦ هـ) من تلامذة السيّد صدر الدين الرضوي القمّي ، صاحب شرح الوافية.

تصدّى للحركة الأخبارية ودافع عن الاجتهاد ، وكتبه الفقهية أكثرها رسائل مختصرة أو حواشي مثل : رسالة في النكاح ، ورسالة في الصلاة والطهارة ، ورسالة في استحباب صلاة الجمعة ، ورسالة في التقية ، ورسالة

۱۱۰

في الحيض وأحكامه ، ورسالة في المتاجر ، وحاشية على المسالك ، وحاشية على المدارك ، وحاشية على شرح الإرشاد ونحوها من الرسائل والحواشي ، ولم يؤثر عنه قدس‌سره أنّه كتب دورة فقهية كاملة.

٢ ـ السيّد مهدي بحر العلوم (ت ١٢١٢ هـ) ، من تلامذة الوحيد البهبهاني ، بلغ في تهذيب النفس حدّاً كبيراً ، وله منظومة في الفقه.

٣ ـ الشيخ جعفر كاشف الغطاء (ت ١٢٢٨ هـ) ، وكتابه الفقهي : كشف الغطاء.

٤ ـ أبو القاسم الجيلاني القمّي (ت ١٢٣١ هـ) ، وله كتاب : جامع الشتات ، يشتمل على مباحث فقهية من الطهارة وحتّى الديّات. وله كتاب : غنائم الأيّام ، وهو فقه استدلالي مفصّل في العبادات ، خرج منه كتاب الطهارة والصلاة والزكاة والخمس والصوم والاعتكاف والحجّ. وله رسائل في ، بيع الفضولي ، وبيع المعاطاة ، وفي إخراج المؤن من الزكاة ، والجزية ، والحجّ وغيرها.

٥ ـ أحمد بن محمّد مهدي النراقي (ت ١٢٤٥ هـ) ، وكتابه : مستند الشيعة في أحكام الشريعة في مجلّدين ضخمين على الطبعة الحجرية (ط ١٣٢٥ هـ) ، من الطهارة وحتّى آخر الفرائض ، من الكتب الفقهية الاستدلالية المتميّزة بالدقّة وكثرة التفريعات ، حتّى ذُكر في مدحه ما لم يُذكر لسواه في تلك المرحلة ، فقيل فيه : «لا يعادله كتاب في الجامعية والتمامية ؛ لاشتماله على الأقوال ، مع الإحاطة بأوجز مقال من غير قيل وقال ، وارتجاله في الاستدلال ، وما به الإناطة بأخصر بيان ومثال من دون خلل وإخلال. فقد أجمل في الإيجاز والإعجاز ، وفصّل في الإجمال حقّ الامتياز. فهو بإجماله فصيل ، وفي تفصيله جميل ، سيّما في كتاب القضاء ، فقد اشتهر بين

۱۱۱

الفضلاء أنّه لم يكتب مثله»(١).

يقول المصنّف في المقدّمة في بيان منهجيته العلمية في الكتاب : «هذا كتاب مستند الشيعة في أحكام الشريعة ، جعلته تذكرة لنفسي ، وذخيرة ليوم فاقتي وفقري ، مقتصراً فيه من المسائل على أهمّها ، ومن الدلائل على أتمّها ، وما اقتفيت فيه أثر أكثر من تقدّم علىّ من بيان المسائل غير المهمّة ، وإيراد الفروع الشاذّة النادرة. واحترزت عن الاشتغال بوجوه النقض والإبرام ، والإكثار فيما لا اعتناء بشأنه ولا اهتمام. وتركتُ فيه ذكر المؤيّدات الباردة ، وردّ القياسات الضعيفة الفاسدة ، بل أوردت فيه أمّهات المسائل الشرعية ، وأودعت فيه مهمّات الأحكام الفرعية. وذكرت عند كلِّ مسألة من المسائل ، ما ثبت عندي حجيّته من الدلائل ، ولم أتجشّم في المسائل الوفاقية غالباً لعدّ النصوص والأخبار ، وطلبت في كلِّ حال ما هو أقرب إلى الإيجاز والاختصار. وطويت عن ذكر المروي عنه في الأخبار ؛ لعدم حاجة إليه ولا افتقار.

ورمزتُ إلى فقهائنا الأطياب ، بما هو أقربُ إلى الأدب وأبعد من الإطناب ...»(٢).

والمعروف عند الفقهاء ، أنّ كتاب المستند امتاز بتحليل أصل المسألة وتفريعها ومناقشتها إلى أن تثبت مشروعيّتها. ففي باب «النجاسات»(٣) مثلاً فصّل في الفصل السابع حول «الكفّار» فقسّمهم إلى ثلاثة أقسام ، هم : غير الكتابي الذي لم ينتحل الإسلام ، والكتابيّون ، والمنتحلون للإسلام. ثمّ

__________________

(١) مستند الشيعة : المقدّمة.

(٢) مستند الشيعة ١ / ٣.

(٣) مستند الشيعة ١ / ١٩٦.

۱۱۲

استعرض بعد ذلك ما أجمع عليه فقهاء المذهب حول نجاستهم ، ثمّ حاول أخيراً الاستدلال على رأيه الفقهي حول الموضوع. فقال في مناقشة نجاسة النواصب ـ الذين ينتحلون الإسلام ولكنّهم يظهرون البغض لأهل البيت عليهم‌السلام ـ : «والمستفاد من كثير من العبارات بل المصرّح به في كلام جماعة(١) نجاسة المنكر لما يعلم ثبوته أو نفيه من الدين ضرورة. وهو مشكل ؛ لأنّا وإن قلنا بكفر ذلك ، ولكن لا دليل على نجاسة الكافر مطلقاً بحيث يشمل المقام. وشمول الإجماعات المنقولة لمثله غير معلوم. فإنّ ظاهر بعض كلماتهم أنّ مرادهم من الكفّار بالإطلاق غير فِرْق الإسلام. ألا ترى الفاضل قال في المنتهى ـ بعد دعوى الإجماع على نجاسة الكفّار ـ : حكم الناصب حكم الكفّار ؛ لأنّه ينكر ما يعلم من الدين ضرورة(٢). وكذا تُشعر بذلك عبارة المعتبر(٣) وغيره(٤) أيضاً. ومع ذلك يعاضده عدم التبادر ، وتبادر الغير. ويؤكّد ذلك أنّ منهم من حكم بكفر المخالفين لإنكاره الضروري ، ومع ذلك قال بطهارتهم ، كالفاضل ، فإنّه صرّح في زكاة المنتهى(٥) ، وشرح فصّ الياقوت(٦) : بأنّ المخالفين لإنكارهم ضروريّ الدين كفرة ، ومع ذلك هم طاهرون عنده. ولذا قيل في ردّ استدلال من يقول بنجاسة المخالفين بكفرهم : إنّه على تقدير إطلاق الكفر عليهم حقيقة

__________________

(١) العلاّمة الحلّي في تحرير الأحكام ١ / ٢٤.

(٢) المنتهى ١ / ١٦٨.

(٣) المعتبر ١ / ٩٨.

(٤) مجمع الفائدة والبرهان ١ / ٢٨٣.

(٥) المنتهى ١ / ٥٢٢.

(٦) لم نعثر على هذا الكتاب.

۱۱۳

فلا دليل على النجاسة كلّية ، وإن هو إلاّ مصادرة محضة(١). فالطهارة هنا قوية ، للأصل. والقياس على غير المنتحل مردود. والآية(٢) على فرض تماميّتها غير نافعة ؛ لعدم تحقّق الشرك مطلقاً ، وعدم ثبوت الإجماع المركّب»(٣).

ويتميّز الكتاب أيضاً بمنهجية مبنائية ، فهو يستند على بعض المباني الفقهية والأُصولية التي آمن بها المصنّف ، منها : عدم اجتماع الأمر والنهي ، وعدم إفادة الجملة الخبرية للوجوب والتحريم ، وكون الشهرة الفتوائية جابرة أو كاسرة لسند الرواية ، وعدم جريان الاستصحاب في الحكم الكلّي ، وغيرها من المباني الأُصولية.

٦ ـ السيّد مير عبد الفتاح الحسيني المراغي (ت ١٢٥٠ هـ) ، وكتابه : العناوين.

ويحتوي على نيّف وتسعين عنواناً من القواعد الفقهية المتلّقاة عن أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام ، ونذكر من تلك العناوين بعض النماذج :

أ ـ أصالة الاشتراك في التكليف. ويعني أنّه إذا ثبت حكم لأحد المكلّفين بخطاب لفظي أو بغيره فالقاعدة تقتضي باشتراك سائر المكلّفين معه في ذلك الحكم.

ب ـ قاعدة الشكّ بعد الفراغ والتجاوز. وتشمل تلك القاعدة للشكّ الابتدائي في أجزاء العمل بعد الفراغ من جزء والدخول في جزء آخر مترتّب عليه شرعاً مستقلّ في الاسم.

__________________

(١) الرياض ١ / ٨٥.

(٢) قوله تعالى : (وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوْتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ) سورة المائدة ٥ : ٥.

(٣) المستند ١ / ٢٠٤.

۱۱۴

ج ـ أصالة عدم تداخل الأسباب. ويراد بتداخل الأسباب : اشتراكها في التأثير في مسبّب واحد. فمثلاً لو اجتمعت أسباب الوضوء ـ من نوم وبول وريح التي يؤثّر كلٌّ منها في وجوب الوضوء ـ كان مقتضى تداخلها وضوءات ثلاثة. ومعنى عدم تداخلها اجتماعها في وضوء واحد ، بمعنى كون هذا الوضوء الواحد مقتضى كلّ واحد من الأسباب(١).

ونلمس من كتاب العناوين طريقة فقهاء الشيعة في تأسيس الضوابط الفقهية على نهج الأدلّة الشرعية والعقلية ، ومحاولاتهم الهادفة إلى بناء القواعد الفقهية ، من أجل تيسير الاستدلال الشرعي لقضايا الاستنباط.

٧ ـ الشيخ محمّد حسن النجفي (ت ١٢٦٦ هـ) ، وموسوعته الفقهية الجليلة : جواهر الكلام في شرح شرائع الاسلام ، وهو شرح استدلالي على شرائع الإسلام للمحقّق الحلّي.

وتتّصف تلك الدورة الفقهية بالموسوعية والشمولية ، والدقّة الفائقة في نقل أقوال فقهاء الطائفة ، وتمحيصها ، والردّ عليها ردّاً علميّاً.

فمن ميزات منهجيّتها :

١ ـ محاولة المصنّف الإحاطة بجميع الأبواب الفقهية المعهودة من الطهارة وحتّى الديّات.

٢ ـ السعة والإحاطة بأقوال الفقهاء وأدلّتهم ، مع مناقشتها مناقشة استدلالية معمّقة.

٣ ـ الأُسلوب الأدبي والنسق اللغوي العلمي الذي انتهجه المصنّف ، إنّما انتهجه لجميع الموسوعة في أعدادها الـ (٤٣) مجلّداً.

__________________

(١) العناوين : ٢٠ ، ١٥٢ ، ٢٣١.

۱۱۵

٤ ـ كثرة التفريعات الفقهية التي حاول المصنّف طرحها ، ومحاولته جمع أُمّهات المسائل وفروعها.

٥ ـ قال المصنّف : «... أنا ما كتبته على أن يكون كتاباً يرجع إليه الناس ، وإنّما كتبته لنفسي حتّى أخرج إلى العذارات] منطقة ريفية قرب الحلّة يسكن فيها أخواله [، وهناك أُسأل عن المسائل ، وليس عندي كتب أحملها ؛ لأنّي فقير ، فعزمت على أن أكتب كتاباً يكون لي مرجعاً عند الحاجة. ولو أردت أن أكتب كتاباً مصنّفاً في الفقه ، لكنت أحبّ أن يكون على نحو رياض المير السيّد علي فيه عنوان الكتابية في التصنيف»(١).

والكتاب ينقل غالباً عن المحكي عن المصادر الفقهية ، دون أن يتيسّر للكاتب الرجوع إليها ، وهو دليل على صحّة قصد المصنّف. فقد كان كتاب مذاكرة ومراجعة للمسائل الفقهية. وقد اقتطف المصنّف بعض عبارات الرياض ، وشرح اللمعة ونحوها من دون الإشارة العلمية إلى ذلك. وقد أخذ عليه بعض المتأخّرين في ذلك ، دون علم بنية المصنّف. ولكن كلّ ذلك لا يقلّل من قيمة العمل العلمي الجبّار الذي قام به الشيخ النجفي رضوان الله تعالى عليه. فقد عرض بإيجاز وعمق متميّز ما وصل إليه الفكر الفقهي الإمامي في القرن الثالث عشر الهجري.

ونعرض في ما يلي نماذج منتقاة ، تكشف عن طبيعة النقل والردّ والاستدلال في تلك الموسوعة العلمية :

أ ـ عندما تعرّض في كتاب التجارة لمسألة جواز الولاية من قبل الجائر إذا كان مكرهاً ، عرض آراء الفقهاء ، ثمّ ناقش توهّم بعضهم بتخيّل

__________________

(١) جواهر الكلام ١ / ١٦ مقدّمة الشيخ المظفرقدس‌سره.

۱۱۶

أنّ المسألة من باب التعادل والتراجيح فالتزموا الموازنة بين ما يظلم به وما يخشاه من الظلم عليه.

وأجاب على ذلك التوهّم وغيره بالقول : «لا يخفى عليك تنقيح ذلك كلّه بعد ما عرفت موضوع المسألة ومدركها ، كما أنّه لا يخفى عليك عدم جواز ظلم الغير بأمر الجائر الذي يُخشى من تخلّفه ظلماً على بعض آخر دون نفس المُكرَه وماله وعرضه. ضرورة عدم مشروعية رفع الظلم عن مؤمن بظلم مؤمن آخر. وكون ذلك قد يقتضي التقية في بعض الأحوال ، لا يستلزم اقتضاءَه في الفرض. وكذا لا يخفى عليك أنّ المراد بالإكراه هنا ، أعمّ من التقية التي هي دين في العبادات ، لمعلومية عدم الفرق هنا بين وقوع الإكراه من الموافق في المذهب والمخالف بعد فرض تسلّطه على النفس والعرض والمال ...»(١).

ب ـ وعندما تعرّض لمسألة جوائز السلطان الجائر وضرورة إرجاعها إلى مالكها الحقيقي مع الإمكان ، قال في ردّه على بعض مآخذ المسألة : «نعم ، لو كان قد قبضه ـ أي جوائز السلطان الجائر ـ من أوّل الأمر بعنوان الاستنقاذ والإرجاع إلى مالكه اتّجه حينئذ عدم ضمانه بالتلف بغير تفريط ؛ لأنّ يده حينئذ يد أمانة ، لا من فروع يد الغاصب المعامل نفسه معاملة المالك ؛ ولأنّه حينئذ محسنٌ لا سبيل عليه. وفرق واضح بين هذا القبض وبين القبض بعنوان قبول الهبة ، وإثبات يد المدفوع إليه بدل يد الدافع. فليست هي حينئذ إلاّ يد الدافع الذي قد فُرض كونه غاصباً ، وإن كان المدفوع إليه جاهلاً وعزم على إرجاعها على مالكها بمجرّد علمه بالغصب.

__________________

(١) جواهر الكلام ٢٢ / ١٦٩.

۱۱۷

لكن قد سبقت ذلك يد الضمان ، فلا يجديه هذا العزم في رفعه ، ولا في تحقيق كونها يد أمانة ، كما هو واضح بأدنى تأمّل هذا.

ولا يخفى عليك حكمها في يد الظالم من الأخذ منه قهراً مع الإمكان إن بقيت في يده وعوضها مع التلف ويقاصّ بها من أمواله. من غير فرق في ذلك بين موته وحياته ، وبين كونها معلومة المالك ومجهولته ؛ لأنّها بحكم الديون. لكن في شرح الأُستاذ أنّ ما في يده من المظالم تالفاً لا يلحقه حكم الديون ، في التقديم على الوصايا والمواريث ؛ لعدم انصراف الدين إليه ، وإن كان منه وبقاء عموم الوصية والمواريث على حاله. والسيرة المأخوذة يداً بيد من مبدء الإسلام إلى يومنا هذا ، فعلى ذلك لو أوصى بها بعد التلف خرجت من الثلث ، وما كان منها باقياً يجب ردّه. ولو امتنعوا منه ، حلَّ الحلال وحُرِّمَ الحرام.

وفيه ، مع أنّه لم نجد له موافقاً عليه منعٌ واضح. خصوصاً بعد معلومية المغصوب منه. ودعوى عدم الانصراف ـ كدعوى السيرة المجدية ـ ممنوعتان أشدّ المنع. وما في كتاب التحرير من أنّ الأفضل للمظلوم عدم أخذه ما ظلم به وإن تمكّن منه أجنبي عن ذلك ، ويمكن أن يكون وجهه مراعاة التقية ، والله أعلم»(١).

ج ـ وعندما تعرّض لمسألة البيع وانطباقها على العقود ، قال مناقشاً الآراء الفقهية في ذلك : «والظاهر أنّه النقل للتبادر الذي لا ينافي اقتضاء الحقيقة إطلاقه على العقد المبني على المسامحة ، كما نبّه عليه ثاني الشهيدين في الروضة. والعقود المقابلة للإيقاعات في اصطلاحهم

__________________

(١) جواهر الكلام ٢٢ / ١٧٩.

۱۱۸

ما توقّفت على الإيجاب والقبول ، فلا تأييد فيه للقول بكون البيع نفس العقد. ولأنّ البيع فعلٌ فلا يكون انتقالاً ؛ لأنّه انفعال ولا عقداً لما تعرفه إن شاء الله تعالى ، ولأنّه لفظ من مقولة الكيف ، والمقولات العشرة متباينة ، فلا يصدق بعضها على بعض. وحمل العقد على المعنى المصدري ليكون فعلاً بعيد جدّاً فإنّ المفهوم منه اصطلاحاً هو المعنى الاسمي لا المصدري. ولأنّ الانتقال أثر البيع وغايته المترتّبة عليه ، والعقد سببه المؤدّي ، والسبب غير المسبّب ، فيمتنع تعريف أحدهما بالآخر ، بالقول عليه وإن جاز أخذه قيداً للمقول. ولأنّ النقل هو الموافق لتصاريف البيع ، وما يشتقّ من الأفعال والصفات بخلاف غيره ، إذ لا يراد ببعتُ مثلاً معنى الانتقال ، كما هو ظاهر ، ولا العقد ، وإلاّ لكان إيجاباً وقبولاً معاً ، وهو معلوم البطلان. وكذا البائع فإنّه ليس بمعنى المنتقل ولا بمعنى الموجب والمقابل ، والمطّرد في الجميع هو النقل. فيكون البيع موضوعاً له إجراء له على الأصل من لزوم التوافق مع الإمكان. فلا يقدح تخلّفه في النكاح ، لثبوت وضعه للعقد ، وامتناع الموافقة في أنكحت ونحوه ، فوجب صرفه إلى معنى آخر ، كتمليك الانتفاع ، والتسليط على الوطيء وغيرهما ممّا يناسب العقد ، بخلاف المقام الذي لم يثبت وضعه فيه للعقد»(١).

وهذا المستوى من النقاش العلمي في طول المواضيع الفقهية التي آمنت بها الإمامية ، وضع الفقه الاستدلالي الشيعي على قمّة الفكر الديني في العالم.

٨ ـ الشيخ مرتضى الانصاري (ت ١٢٨١ هـ) ، من نوابغ الفقهاء ،

__________________

(١) جواهر الكلام ٢٢ / ٢٠٦.

۱۱۹

وعرف بخاتم الفقهاء والمجتهدين. عيّنه صاحب الجواهر للمرجعية العامّة بعده. وكتابه الفقهي هو : المكاسب.

ويتضمّن كتاب المكاسب بين دفّتيه على علم جمٍّ ، واستدلال دقيق ، وإثارة لقوّة الاجتهاد ، وتعليم لمناهج الاستنباط. وتظهر قوّة المصنّف العلمية في مناقشته الاستدلالية للمكاسب المحرّمة ، والولاية وأقسامها ، والبيع ، والمعاطاة ، وبيع الفضولي وإشكالات الشيخ أسد الله التستري الواردة على بيع الفضولي وإجابات الشيخ الأنصاري عليها ، والخيارات وأقسامها ، وجوائز السلطان ، والخراج ونحوها. ونستعرض نماذج منتقاة من اسلوبه الاستدلالي في كتاب المكاسب :

أوّلاً : في البيع : يبدأ الشيخ الأنصاري بالتعريف اللغوي للبيع ، فيقول : إنّه مبادلة مال بمال ، ويستشهد بكلام صاحب المصباح المنير ، ويستظهر اختصاص المعوّض بالعين ويؤيّده باستقرار اصطلاح الفقهاء. ثمّ يستدرك ذلك بالقول : نعم ربّما يستعمل في كلمات بعضهم في نقل غيرها. ثمّ يستظهر الاستدراك المذكور من خلال نقل عدد من الأخبار.

ولا شكّ في كون العوض منفعة ، كما في القواعد ، والتذكرة ، وجامع المقاصد ، فيقول : ولا يبعد عدم الخلاف فيه. نعم نسب إلى بعض الخلاف فيه. ثمّ يذكر وجهاً لهذا الاستدراك بالقول : ولعلّه لمّا اشتهر في كلامهم من أنّ البيع نقل الأعيان. والظاهر إرادتهم بيان البيع نظير قولهم : إنّ الإجارة لنقل المنافع.

ثمّ يدخل في عمل الحرّ ، ثمّ يذكر الحقوق الأُخرى فيقسّمها على قسمين ، ثمّ يقول : ولا ينتقض ببيع الدين على من هو عليه. ثمّ يفرق بين الحقِّ والملك. ثمّ يستظهر عدم وجود حقيقة شرعية ولا متشرّعية في البيع.

۱۲۰

ثم يذكر اختلاف الفقهاء في تعريف البيع فينقل عن المبسوط ، والتذكرة ما عرف البيع به.

ثم يقول : في هذا التعريف مسامحة ، ثمّ يؤيّد هذه المسامحة بالقول : وحيث إنّ في هذا التعريف مسامحة واضحة ، عدل آخرون إلى تعريفه : بالإيجاب والقبول الدالّين على الانتقال.

بعد ذلك يستشكل على هذا التعريف ، ويقول : إنّ البيع لمّا كان من مقولة المعنى دون اللفظ المجرّد أو بشرط قصد المعنى ، عدل جامع المقاصد عن تعريفه ، وقال : إنّ البيع هو نقل العين بالصيغة المخصوصة. ثمّ يورد على تعريف جامع المقاصد : بأنّ النقل بالصيغة أيضاً لا يعقل إنشاؤه بالصيغة.

هذا بالإضافة إلى أنّ النقل ليس مرادفاً للبيع ، ولذا صرّح في التذكرة بأنّ إيجاب البيع لا يقع بلفظ «نقلتُ» وجعل النقل من الكنايات. ولا يندفع الإشكال الوارد على تعريف صاحب جامع المقاصد بأنّ المراد من البيع نفس النقل الذي هو مدلول الصيغة ، لأنّه إن أُريد بالصيغة خصوص «بعتُ» ؛ لزم الدور. وإن أُريد بها ما يشمل «ملكتُ» ؛ وجب الاقتصار على مجرّد التمليك والنقل.

والأولى في تعريف البيع أن يقال : إنّ البيع إنشاء تمليك عين بمال. ولا يرد على هذا التعريف شيء من الإيرادات الواردة على التعريف السابق.

ثمّ يقول : نعم ، يبقى على هذا التعريف أُمور منها ومنها ومنها ... مع ذكر الجواب على كلّ واحد من هذه الأُمور.

بعد ذلك يعرض حقيقة المصالحة في الجواب عن الإشكال الخامس

۱۲۱

الوارد على تعريفه البيع ، بأنّه إنشاء تمليك عين بمال.

ثمّ يذكر الفرق بين المصالحة والتمليك : بأنّ طلب المصالحة من الخصم لا يكون إقراراً له ، بخلاف طلب التمليك من الخصم فإنّه إقرار له.

وأخيراً يعرض ما أفاده الشيخ كاشف الغطاء في موارد استعمالات البيع بالمعنى الذي آمن به الشيخ الأنصاري فأنهاها إلى ثلاثة. ثمّ يأخذ في الإشكال على تلك الموارد المستعمل فيها لفظ البيع واحداً بعد الآخر.

ثانياً : في مورد «الغيبة» المسألة الرابعة عشر يقول : إنّها حرام بالأدلّة الأربعة فيذكرها. ثمّ يشرح الغيبة إعلالاً ، فيقول : إنّه اسم مصدر لإغتاب ، والمصدر : الاغتياب ، وبالفتح مصدر غاب. ثم يذكر ما ورد عن أهل اللغة في تعريف الغيبة ، وما أفاده الفقهاء في تحديدها وتعريفها. ويقارن بين التعريفين ، فيذكر الأخبار الواردة في تعريفها. ثمّ يتناول موضوع النـزاع بين الفقهاء حول الغيبة : فهل هي الغيبة المجرّدة عن قصد الانتقاص ، أم لا بدّ في حرمتها من قصد الانتقاص؟ وهل أنّ المراد من العيب : العيب الجلي ، أم العيب الخفي؟ وهل أنّ المحرَّم كليهما ، أم الخفي منهما؟ وهل أنّ المراد من الذكر في تعريف الغيبة هو الذكر باللسان كما هو المنصرف منه ، أو مطلق الذكر؟ وبعد أن يشرح تلك الموارد يستقرّ رأيه على أنّ المراد مطلق الذكر ؛ فيؤيّد مختاره بالأخبار والأدلّة.

ثمّ يأخذ في كفّارة الغيبة الماحية لأثرها ، وهو العقاب الأُخروي فيسهب في الكلام فيها. ويذكر موارد جواز الغيبة واستثنائها.

ثالثاً : في أوائل باب الخيارات عند ذكر العمومات الدالّة على أنّ الأصل هو اللزوم ، قال : منها قوله تعالى : (... أَوْفُوا بِالْعُقُودِ)(١) ، ثمّ

__________________

(١) سورة المائدة ٥ : ١.

۱۲۲

قال : دلّ على وجوب الوفاء بكلّ عقد. والمراد بالعقد مطلق العهد ـ كما فسّر به في صحيحة ابن سنان المروية في تفسير علي بن إبراهيم ـ أو ما يسمّى عقداً لغةً وعرفاً. والمراد بوجوب الوفاء : العمل بما اقتضاه العقد في نفسه بحسب الدلالة اللفظية نظير الوفاء بالنذر. فإذا دلّ العقد ـ مثلاً ـ على تمليك العاقد ماله من غيره ، وجب العمل بما يقتضيه التمليك من ترتيب آثار ملكية ذلك الغير له. فأخذه من يده بغير رضاه ، والتصرّف فيه كذلك نقض لمقتضى ذلك العهد ، فهو حرام. فإذا حرم بإطلاق الآية جميع ما يكون نقضاً لمضمون العقد ـ ومنها التصرّفات الواقعة بعد فسخ المتصرّف من دون رضى صاحبه ـ كان هذا ملازماً مساوياً للزوم العقد(١).

وتلك النماذج أظهرت لنا قوّة استدلال الشيخ الأنصاري ، وسعة تفريعات مسائله ، وشمولية المواضيع التي بحثها لجميع الحجج الشرعية والعقلية.

١٤ ـ مدرسة القرن الرابع عشر الهجري

وتميّزت هذه المدرسة بنضوجها الفقهي ، وثراء استدلالها العقلي والشرعي ، ومن فقهائها :

١ ـ الشيخ رضا الهمداني (ت ١٣٢٦ هـ) ، وله كتاب مصباح الفقيه في شرح شرائع الإسلام ، خرج منه كتاب الصلاة ، الطهارة ، الخمس ، الزكاة.

٢ ـ المحقّق الخراساني ، المعروف بالآخوند (ت ١٣٢٩ هـ) ، وله

__________________

(١) المكاسب : ٢١٥ القسم الثالث.

۱۲۳

رسالة في الفقه ، اللمعات النيّرة ، والقطرات والشذرات ، وتعليقة على المكاسب للشيخ الأنصاري.

ولا شكّ أنّ نشاطه الأُصولي كان قد طغى على نشاطه الفقهي. فليس له في الفقه أثر يقابل كتاب كفاية الأُصول.

٣ ـ السيّد محمّد كاظم الطباطبائي اليزدي (ت ١٣٣٧ هـ) ، تصدّى للإنجليز أثناء هجومهم على العراق ، واستشهد ولده السيّد محمّد الطباطبائي في ذلك. له كتاب العروة الوثقى ، وهو موسوعة فقهية دقيقة ، تشتمل على العبادات والمعاملات ، وفروع عباداتها أكثر من فروع معاملاتها.

٤ ـ الشيخ عبد الكريم الحائري (ت ١٣٥٥ هـ) ، مؤسّس الحوزة العلمية في قم المشرّفة. له كتاب الصلاة في الفقه مطبوع ، ورسائل في صلاة الجمعة ، والمواريث ، والنكاح ، والرضاع ، وحاشية فتوائية على العروة الوثقى.

٥ ـ الميرزا حسين النائيني (ت ١٣٥٥ هـ) ، له في الفقه رسالة لا ضرر ، ووسيلة النجاة. وكان من الفقهاء الكبار الذين وقفوا إلى جانب الدولة العثمانية في حربها ضدّ الانجليز. ألف كتاب تنبيه الأمّة وتنـزيه الملّة في الدفاع عن الحكومة الإسلامية ورفض الاستبداد. لم يعرف له أثر مكتوب بقلمه سوى كتاب تنبيه الأُمّة وتنزيه الملّة ، وما عداه تقريرات بأقلام تلامذته منها : فوائد الأصول للشيخ محمّد علي الكاظمي ، وأجود التقريرات للسيد الخوئي وهما في الأصول ، ومنية الطالب في شرح المكاسب للشيخ موسى النجفي ، وهو في الفقه.

إمّا رسالته العملية وسيلة النجاة ، فتكشف عن عمق أفكاره الفقهية ،

۱۲۴

وقابليته على ضغط العبارات. ونعرض هنا نموذجاً لما ورد فيها :

«في الاحتياط. وفيه مسائل : الأُولى : حقيقة الاحتياط في كلّ مسألة هي الأخذ بالأوثق والمتيقّن في تلك المسألة. فإن كان متيقّناً بالنسبة إلى جميع محتملاتها ولم يعارضه احتياط آخر من جهة أُخرى كان حقيقياً حينئذ وموجباً للقطع بإصابة الواقع. ولو كان متيقّناً بالنسبة إلى بعضها كأقوال أهل العصر مثلاً ، أو العدة المعلومة أعلميّة أحدهم ، أو كان معارضاً باحتياط آخر ولكنّه كان أولى بالرعاية منه كالتطهّر بالمستعمل في رفع الحدث الأكبر عند الانحصار ونحو ذلك كان حينئذ إضافياً يوجب القطع بالخروج عن عهدة التكليف دون إصابة الواقع ...»(١).

٦ ـ محمّد حسين الأصفهاني (ت ١٣٦١ هـ) ، وله رسائل فقهية ثلاث ، هي : صلاة الجماعة ، وصلاة المسافر ، والإجارة ، طبعت تحت عنوان : بحوث في الفقه. وتلحظ في بحوث الشيخ الأصفهاني اللمسات الفلسفية في التعبير والتحليل.

ففي كتاب الإجارة ـ «في جواز إجارة المستأجر المشترط عليه الاستيفاء بنفسه» نلحظ النصّ التالي. فهو بعد أن يذكر بأنّ كلّ تصرّف مناف للحقّ باطل ، يبيّن بأنّ الحقّ إمّا يتعلّق بالعين كحقّ الشفعة وحقّ الرهانة ، وإمّا يتعلّق ، بغير العين بل بفعل وترك ، كحقِّ ترك الفسخ ، وحقِّ ترك الإجارة من الغير ، ثمّ يقول : «وإمّا الحقّ المتعلّق بفعل أو ترك فهو على قسمين :

أحدهما : ما يكون نسبة التصرّف المعاملي إلى مورد الحقّ نسبة

__________________

(١) وسيلة النجاة : الصفحة ج.

۱۲۵

الشيءِ إلى نقيضه. كالإجارة بالإضافة إلى تركها المشروط على المستأجر ، وكالفسخ بالإضافة إلى تركه المشروط على المشتري مثلاً.

وثانيهما : ما يكون نسبة التصرّف المعاملي إلى مورد الحقّ نسبة الضدّ إلى ضدّه ، كالبيع بالنسبة إلى العتق المشروط على المشتري.

فإن كان من قبيل الأوّل فلا يعقل أن يكون الحقّ مانعاً عن نفوذ التصرّف المعاملي ، وذلك لأن متعلّق الالتزام إمّا ترك إنشاء الإجارة فقط أو ترك الإجارة بالحمل الشايع.

فإن كان الأوّل فلا محالة تتحقّق المخالفة للشرط بمجرّد الإنشاء فيسقط الحقّ فلا مانع من تأثير الإنشاء ، وتستحيل مانعية الحقّ عن وجود الإنشاء الذي التزم بتركه.

وإن كان الثاني فمن المسلّم في محلّه والمحقّق عند أهله أنّ القدرة على متعلّق الشرط شرط صحّته ، فلا بدّ من أن يكون ترك الإجارة بالحمل الشايع مقدوراً عليه في ظرف العمل بالالتزام وأداء الحقّ. وإذا كان الترك مقدوراً عليه كان الفعل مقدوراً عليه لاستواء نسبة القدرة إليهما ...»(١).

والصبغة الفلسفية في التحليل واضحة ، كذكر النقيض والضدّية والحمل الشايع والشرط والإنشاء والمانعية ونحوها ، ولا تحتاج إلى عرض إضافي.

٧ ـ السيّد أبو الحسن الأصفهاني (ت ١٣٦٥ هـ) ، عُرف بحسن إدارة الحوزة العلمية بعد أُستاذه الآخوند الخراساني ، له رسالة عملية في الفقه.

٨ ـ الشيخ محمّد حسين آل كاشف الغطاء (ت ١٣٧٣ هـ) ، وكتابه

__________________

(١) بحوث في الفقه : ١١٧ كتاب الاجارة.

۱۲۶

الموسوم بـ : تحرير المجلة حيث أضاف رأي الفقه الإمامي إلى مجلّة الأحكام العدلية. وتلك المجلّة كانت مجموعة من فتاوى فقهية في الأحوال الشخصية على المذهب الحنفي ، صدرت عام ١٨٦٩ م عن حكومة الدولة العثمانية. وكانت موادّها القانونية ملزمة في تركيا وغيرها من بلدان الدولة العثمانية عدا مصر.

٩ ـ السيّد حسين البروجردي (ت ١٣٨٠ هـ) ، أشرف على تأليف جامع أحاديث الشيعة ، الذي أراد له أن يكون محوراً للبحث الفقهي بدلاً عن وسائل الشيعة ، وذلك لأنّه كان يؤمن بأنّ في وسائل الشيعة من خصائص سلبية كالتكرار والتقطيع والفضول ممّا لا تنسجم مع متطلّبات البحث الفقهي.

١٠ ـ السيّد محسن الحكيم (ت ١٣٩٠ هـ) ، وكتابه الفقهي مستمسك العروة الوثقى في أربعة عشر مجلّداً ، وهو شرح استدلالي لكتاب العروة الوثقى للسيّد كاظم اليزدي (ت ١٣٣٧ هـ) ، ويتميّز المستمسك بدقّة علمية من خلال الاعتماد على أُصول المذهب والروايات الصحيحة سنداً والمتينة متناً.

خذ على سبيل المثال تعليقه على مسألة صلاة الصبي قبل البلوغ ثمّ بلغ في أثناء الوقت فالأقوى كفايتها : «لما عرفتَ من أنّ عموم حديث (رفع القلم عن الصبي حتّى يحتلم)(١) بمناسبة وروده في مقام الامتنان ، إنّما يرفع التكليف والإلزام. لأنّه الذي في رفعه الامتنان لا غير. فيكون فعل الصبي كفعل البالغ من جميع الجهات إلاّ من حيث الإلزام. فإنّه غير ملزم به وإن

__________________

(١) الوسائل ١/٤٥ ح ١١.

۱۲۷

كان واجداً لملاك الإلزام كفعل البالغ. فإذا جاء به الصبي في حال صباه فقد حصل الغرض وسقط الأمر ، فلا مجال للامتثال ثانياً. وكذا الحال فيما لو بلغ في أثناء الصلاة»(١).

والمحصّل : إنّ مدرسة القرن الرابع عشر الهجري أضافت للفقه الشيعي الإمامي الكثير من الأفكار الخاصّة بالتكليف الشرعي في زماننا. وكان عمقها العقلي والفلسفي متميّزاً ورائداً في حقله.

١٥ ـ مدرسة القرن الخامس عشر الهجري

هذه المدرسة معاصرة. وفيها من عمق الاستدلال والبحث عن الحجّية ما لا يخفى. ونأمل أن نعرض آراء روّادها في كتاب آخر بإذنه تعالى ، ومن فقهائها :

١ ـ السيّد الشهيد محمّد باقر الصدر (ت ١٤٠٠ هـ) ، له شرح على العروة الوثقى ، والفتاوى الواضحة.

٢ ـ السيّد الموسوي الخميني (ت ١٤٠٩ هـ).

٣ ـ السيّد أبو القاسم الخوئي (ت ١٤١٣ هـ).

٤ ـ السيّد محمّد رضا الكلبايكاني (ت ١٤١٤ هـ).

٥ ـ الشيخ محمّد علي الأراكي (ت ١٤١٥ هـ).

وفقهاء آخرون أثروا المكتبة الفقهية الشيعية بآثارهم العلمية المتميّزة ، تغمّدهم الله تعالى برحمته ، وحفظ الأحياء منهم بتسديده وعنايته.

والحمد لله ربّ العالمين.

__________________

(١) مستمسك العروة الوثقى ٥ / ١٧١.

۱۲۸

مصادر البحث

١ ـ القرآن المجيد.

٢ ـ أحكام القرآن ، لأبي بكر ، أحمد بن علي الرازي الجصاص (ت ٣٧٠ هـ). الأوقاف الاسلامية ـ استانبول ١٣٣٥ هـ.

٣ ـ أحكام النساء ، لأبي عبد الله ، محمّد بن محمّد بن النعمان ، المعروف بالشيخ المفيد (ت ٤١٣ هـ). نسخة خطية ـ مكتبة آية الله المرعشي النجفي ـ قم المشرفة رقم ٢٤٣ ـ ١.

٤ ـ الاختصاص ، المنسوب إلى محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي ، المعروف بالشيخ المفيد (ت ٤١٣ هـ). تحقيق : علي أكبر الغفاري. مؤسسة النشر الإسلامي ـ قم المشرفة ١٤١٤ هـ.

٥ ـ الإعلام بما اتفقت عليه الإمامية من الأحكام ، للشيخ المفيد (ت ٤١٣ هـ). دار المفيد ـ بيروت ١٤١٤ هـ.

٦ ـ إعلام الورى بأعلام الهدى ، لأبي علي ، الفضل بن الحسن الطبرسي (ت ٥٤٨ هـ). المطبعة الحيدرية ـ النجف الأشرف ١٣٩٠ هـ.

٧ ـ الأمالي ، للشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان (ت ٤١٣ هـ). دار المفيد ـ بيروت ١٤١٤ هـ.

٨ ـ بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار ، لمحمّد باقر المجلسي (ت ١١١٠ هـ). مؤسّسة الوفاء ـ بيروت ١٩٨٣ م.

٩ ـ بحوث في الفقه (رسائل فقهية ثلاث في صلاة الجماعة ، وصلاة المسافر ، والإجارة) ، لمحمّد حسين الاصفهاني (ت ١٣٦١ هـ). جامعة المدرسين ـ قم المشرفة.

١٠ ـ بصائر الدرجات في فضائل آل محمّد عليهم‌السلام ، لمحمّد بن الحسن الصفار. تصحيح الميرزا محسن كوجه باغي. منشورات الأعلمي ـ طهران ١٤٠٤ هـ.

تاريخ الكوفة

١١ ـ تحرير الأحكام. أبي منصور الحسن بن يوسف المطهر ، المعروف بالعلاّمة الحلّي (ت ٧٢٦ هـ). مؤسسة آل البيت عليهم‌السلام ـ قم المشرفة.

۱۲۹

١٢ ـ تحف العقول عن آل الرسول عليهم‌السلام لابن شعبة الحرّاني. تحقيق : علي أكبر الغفّاري. مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين ـ قم ١٤٠٤ هـ.

١٣ ـ تذكرة الفقهاء. للحسن بن يوسف بن علي بن مطهّر ، المعروف بالعلاّمة الحلي (ت ٧٢٦ هـ). تحقيق وطبع مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام ـ قم المشرفة ١٤١٤ هـ.

١٤ ـ تنقيح المقال في علم الرجال. لعبد الله المامقاني (ت ١٣٥١ هـ). تحقيق محيي الدين المامقاني. مؤسسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ـ قم المشرفة ١٤٢٣ هـ.

١٥ ـ تنوير الحوالك في شرح موطأ مالك. لجلال الدين السيوطي (ت ٩١١ هـ). تحقيق : محمّد عبد العزيز الخالدي. دار الكتب العلمية ـ بيروت ١٤١٨ هـ.

١٦ ـ تهذيب الأحكام في شرح المقنعة للشيخ المفيد. للشيخ أبي جعفر ، محمّد ابن الحسن الطوسي (ت ٤٦٠ هـ). دار الكتب الإسلامية ـ طهران.

١٧ ـ الجمل والعقود ، لمحمّد بن الحسن الطوسي (ت ٤٦٠ هـ). ضمن الرسائل العشرة. مكتبة آية الله المرعشي ـ قم المشرفة.

١٨ ـ جواهر الفقه ، للقاضي عبد العزيز الطرابلسي ، المعروف بابن البراج (ت ٤٨١ هـ). جماعة المدرسين ـ قم المشرفة ١٤١١ هـ.

١٩ ـ جواهر الكلام في شرح شرائع الاسلام. لمحمّد حسن النجفي (ت ١٢٦٦ هـ). تحقيق : محمود القوجاني. الكتب الإسلامية ـ طهران ، بدون تاريخ.

٢٠ ـ حرمة ذبائح أهل الكتاب. للشيخ البهائي (ت ١٠٣١ هـ). تحقيق السيد زهير الأعرجي. الأعلمي ـ بيروت ١٩٩٠ م.

٢١ ـ حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ، لأبي نعيم الأصفهاني. دار الكتاب العربي في ١٠ مجلدات ـ بيروت ، بدون تاريخ.

٢٢ ـ خاتمة المستدرك. للميرزا النوري (ت ١٣٢٠ هـ). تحقيق ونشر : مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ـ قم ١٤١٦ هـ.

٢٣ ـ الخصال ، لأبي جعفر ، محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي ،

۱۳۰

المعروف بالشيخ الصدوق (ت ٣٨١ هـ). تحقيق : علي أكبر الغفاري. الأعلمي ـ بيروت ١٤١٠ هـ.

٢٤ ـ الخلاف في الأحكام. لأبي جعفر ، محمّد بن الحسن الطوسي (ت ٤٦٠ هـ). المطبعة العلمية ـ طهران ، بدون تاريخ.

٢٥ ـ الدروس الشرعية في فقه الإمامية ، لمحمّد بن مكي العاملي ، المعروف بالشهيد الأول (ت ٧٨٦ هـ). طبعة حجرية. صادقي ـ قم المشرفة ، بدون تاريخ.

٢٦ ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة ، للشيخ آغا بزرك الطهراني (ت ١٣٨٩ هـ). دار الأضواء ـ بيروت ١٤٠٣ هـ.

٢٧ ـ ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة ، لمحمّد بن مكي العاملي ، المعروف بالشهيد الأول (ت ٧٨٦ هـ). طبعة حجرية ، طهران ١٢٧١ هـ.

٢٨ ـ رجال الكشي (اختيار معرفة الرجال) ، لأبي جعفر ، محمّد بن الحسن الطوسي (ت ٤٦٠ هـ). تحقيق : ميرداماد الأسترآبادي ، السيّد مهدي الرجائي. مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ـ قم.

٢٩ ـ رجال النجاشي ، لأحمد بن علي النجاشي (ت ٤٥٠ هـ). جماعة المدرسين ـ قم المشرفة ١٤٠٧ هـ.

٣٠ ـ روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات ، لمحمّد باقر بن السيد زين العابدين الخوانساري (ت ١٣١٣ هـ). فرغ من تأليفه سنة ١٢٨٦ هـ ، وطبع في ثمانية أجزاء في إيران.

٣١ ـ الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية ، لزين الدين الجبعي العاملي ، المعروف بالشهيد الثاني (ت ٩٦٥ هـ). تصحيح السيد محمّد كلانتر. نشر دار العالم الاسلامي ـ بيروت.

٣٢ ـ رياض المسائل ، للسيد علي بن محمّد علي الطباطبائي (ت ١٢٣١ هـ). تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ـ قم المشرفة ١٤١٨ هـ.

٣٣ ـ زبدة البيان في أحكام القرآن ، لأحمد بن محمّد ، المعروف بالمقدَّس الأردبيلي (ت ٩٩٣ هـ). المكتبة المرتضوية ـ طهران.

٣٤ ـ السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي ، لمحمّد بن منصور العجلي ، المشهور بابن

۱۳۱

أدريس الحلّي (ت ٥٩٨ هـ). طبعة حجرية ، إيران ١٢٧٠ هـ.

٣٥ ـ سنن النسائي ، لأحمد بن شُعيب. تصحيح عبد الوارث محمّد علي. دار الكتب العلمية ـ بيروت ١٤١٦ هـ.

٣٦ ـ شرح نهج البلاغة ، لعز الدين بن هبة الله بن أبي الحديد (ت ٦٥٥ هـ). تحقيق : محمّد أبو الفضل إبراهيم البابي الحلبي ـ القاهرة ١٩٥٩ م.

٣٧ ـ الصحاح (تاج اللغة وصحاح العربية). لإسماعيل بن حمّاد الجوهري (ت ٤٠٠ هـ). دار العلم للملايين ـ بيروت ١٤٠٧ هـ.

٣٨ ـ صحيح البخاري ، لمحمّد بن إسماعيل البخاري (ت ٢٥٦ هـ). عالم الكتب ـ بيروت ١٤٠٦ هـ.

٣٩ ـ الطبقات الكبرى ، لمحمّد بن سعد ، كاتب الواقدي (ت ٢٣٠ هـ). طبعة ليدن سنة ١٣٢٢ هـ.

٤٠ ـ عناوين الأُصول. للسيّد مير عبد الفتاح الحسيني المراغي (ت ١٢٥٠ هـ). طبعة جماعة المدرسين ـ قم المشرفة ١٤١٧ هـ.

٤١ ـ غنية النـزوع إلى علمي الأصول والفروع ، لمحمّد بن حمزة الحسيني الحلبي المعروف بابن زهرة (ت ٥٨٥ هـ). ضمن كتاب (الجوامع الفقهية) طبعة حجرية. مكتبة آية الله المرعشي النجفي ـ قم المشرفة ١٤٠٤ هـ.

٤٢ ـ فتح الباري بشرح صحيح البخاري ، لأحمد بن علي العسقلاني ، المعروف بابن حجر (ت ٨٥٢ هـ). دار المعرفة ـ لبنان.

٤٣ ـ الفصول المهمة في أصول الأئمة ، للحرّ العاملي (ت ١١٠٤ هـ). تحقيق : محمّد بن محمّد الحسين القائيني. مؤسّسة (معارف إسلامي إمام رضا عليه‌السلام) ـ قم ١٤١٨ هـ.

٤٤ ـ الفوائد الرجالية ، للسيّد بحر العلوم (ت ١٢١٢ هـ). تحقيق : محمّد صادق بحر العلوم ، وحسين بحر العلوم. مكتبة الصادق ـ طهران ١٤٠٥ هـ.

٤٥ ـ الفهرست ، لأبي جعفر ، محمّد بن الحسن الطوسي (ت ٤٦٠ هـ). المكتبة المرتضوية ـ النجف الأشرف ، بدون تاريخ.

٤٦ ـ الفهرست. لأبي الفرج ، محمّد بن اسحاق النديم الكاتب الورّاق البغدادي

۱۳۲

(ت ٣٨٥ هـ). مطبعة جامعة طهران ١٣٩١ هـ.

٤٧ ـ الكافي في الفروع والأُصول ، للشيخ أبي جعفر ، محمّد بن يعقوب الكليني (ت ٣٢٩ هـ). دار الكتب الإسلامية ـ طهران.

٤٨ ـ كنـز العرفان في فقه القرآن ، للفاضل المقداد بن عبد الله السيوري (ت ٨٢٦ هـ). المرتضوية ـ طهران ، بدون تاريخ.

٤٩ ـ كنـز العمال من سنن الأقوال والأفعال ، لعلاء الدين المتقي الهندي (ت ٩٧٥ هـ). الطبعة الثانية. جمعية دائرة المعارف العثمانية ـ حيدر آباد ١٣٦٩ هـ.

٥٠ ـ لسان العرب ، لابن منظور ، محمّد بن مكرّم. مطبعة الجوائب ـ مصر ١٣٠٠ هـ.

٥١ ـ المبسوط في فقه الإمامية ، لأبي جعفر ، محمّد بن الحسن الطوسي (ت ٤٦٠ هـ). المرتضوية ـ طهران ، بدون تاريخ.

٥٢ ـ مجمع البيان في تفسير القرآن ، لأبي عليّ ، الفضل بن الحسن الطبرسي (ت ٥٤٨ هـ). مطبعة العرفان ـ صيدا ١٣٣٣ هـ.

٥٣ ـ مجمع الفائدة والبرهان في شرح إرشاد الأذهان ، لأحمد بن محمّد ، المعروف بالمقدَّس الأردبيلي (ت ٩٩٣ هـ). جماعة المدرسينـ قم المشرفة ، بدون تاريخ.

٥٤ ـ المراسم العلوية في الأحكام النبوية ، لأبي يعلى حمزة بن عبد العزيز الديلمي ، الملقب بـ : (سلاّر) (ت ٤٤٨ هـ). ضمن كتاب (الجوامع الفقهية). طبعة حجرية. آية الله المرعشي ـ قم المشرفة ١٤٠٤ هـ.

٥٥ ـ المستدرك على الصحيحين ، لأبي عبد الله الحاكم النيسابوري (ت ٤٠٥ هـ). دار المعرفة ـ بيروت ، بدون تاريخ.

٥٦ ـ مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل ، للميرزا حسين النوري الطبرسي (ت ١٣٢٠ هـ). تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ـ قم المشرفة ١٤٠٨ هـ.

٥٧ ـ مستمسك العروة الوثقى ، للسيّد محسن الحكيم (ت ١٣٩٠ هـ). مطبعة

۱۳۳

الآداب ـ النجف الاشرف ١٣٨٩ هـ.

٥٨ ـ مستند الشيعة في أحكام الشريعة ، لأحمد بن محمّد مهدي النراقي (ت ١٢٤٥ هـ). تحقيق وطبع مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام ـ قم المشرفة.

٥٩ ـ المعتبر في شرح المختصر ، لنجم الدين جعفر بن الحسن ، المعروف بالمحقّق الحلّي (ت ٦٧٦ هـ). سيد الشهداء ـ قم المشرفة ، بدون تاريخ.

٦٠ ـ المقنع ، لأبي جعفر ، محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي ، المعروف بالشيخ الصدوق (ت ٣٨١ هـ). ضمن كتاب (الجوامع الفقهية). طبعة حجرية. مكتبة آية الله المرعشي ـ قم المشرفة ١٤٠٤ هـ.

٦١ ـ المقنعة ، لأبي عبد الله ، محمّد بن محمّد بن النعمان ، المعروف بالشيخ المفيد (ت ٤١٣ هـ). جماعة المدرسين ـ قم المشرفة ١٤١٠ هـ.

٦٢ ـ المكاسب ، للشيخ مرتضى الأنصاري (ت ١٢٨١ هـ). خط طاهر خوشنويس. تبريز. طبعة حجرية ١٣٧٥ هـ.

٦٣ ـ منتهى الطلب ، لأبي منصور ، الحسن بن يوسف المطهّر ، المعروف بالعلاّمة الحلّي (ت ٧٢٦ هـ). طبعة حجرية ـ قم المشرفة ، بدون تاريخ.

٦٤ ـ من لا يحضره الفقيه ، لمحمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي ، المعروف بالشيخ الصدوق (ت ٣٨١ هـ). الأعلمي ـ بيروت ١٤٠٨ هـ.

٦٥ ـ ميزان الاعتدال ، لشمس الدين محمّد بن أحمد الذهبي (ت ٧٤٨ هـ). تحقيق : عبد الفتاح أبو سنّة. دار الكتب العلمية ـ بيروت ١٤١٦ هـ.

٦٦ ـ نضد القواعد الفقهية على مذهب الامامية ، للفاضل المقداد بن عبد الله السيوري (ت ٨٢٦ هـ). مكتبة آية الله المرعشيـ قم المشرفة ١٤٠٣ هـ.

٦٧ ـ النهاية في غريب الأثر ، لمجد الدين أبي السعادات ، المبارك بن محمّد الجرزي ، ابن الأثير (ت ٦٠٦ هـ). المكتبة العلمية ـ بيروت ، بدون تاريخ.

٦٨ ـ نهج البلاغة ، جمع الشريف الرضي. شرح محمّد عبده ، دار الذخائر ـ قم ١٤١٢ هـ.

٦٩ ـ نهج البلاغة ، جمع الشريف الرضي من كلام الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، مصورة من نسخة مخطوطة نادرة من القرن الخامس الهجري ،

۱۳۴

إعداد السيد محمود المرعشي. مكتبة آية الله المرعشي ـ قم المشرفة ١٤٠٦ هـ.

٧٠ ـ نهج الحق وكشف الصدق ، لجمال الدين الحسن بن يوسف بن المطهّر ، المعروف بالعلاّمة الحلّي (ت ٧٢٦ هـ). تحقيق : عين الله الحسني الأرموي. دار الهجرة ـ قم المشرفة ١٤٠٧ هـ.

٧١ ـ الوافي ، لمحمّد محسن الفيض الكاشاني (ت ١٠٩١ هـ). ايران ط حجرية ١٣٢٤ هـ.

٧٢ ـ وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة ، لمحمّد بن الحسن ، الحرّ العاملي (ت ١١٠٤ هـ). دار إحياء التراث العربي ـ بيروت ١٩٨٣ م.

٧٣ ـ وسيلة النجاة ، للميرزا حسين النائيني (ت ١٣٥٥ هـ). المطبعة العلوية ـ النجف الأشرف ١٣٤٢ هـ.

۱۳۵

شعـر منصور النّمـري

يقظـة بعـد غفلـة

الشيخ عبد الرسول الغفاري

بسم الله الرحمن الرحـيم

نسبه :

منصور بن الزبرقان ، وقيل : منصور بن سلمة بن الزبرقان بن شريك بن مطعم الكبش ، ينتهي نسبه إلى النَّمر بن قاسط.

وهو من ربيعة بن نزار ، وكنيته : أبو الفضل ، أو أبو القاسم. كانت ولادته في رأس العين بجزيرة ابن عمر بالشام ، كما في طبقات ابن المعتز(١).

وجاء في الأغاني : وهو من أهل الجزيرة ، وكان مسكنه بالشام(٢).

وفي معجم البلدان لياقوت : (... ويقال رأس العين مدينة كبيرة

__________________

(١) طبقات الشعراء : ٢٤٢ وأعيان الشيعة : ٤٨ / ١٠٨.

(٢) الاغاني : ١٢ / ١٧.

۱۳۶

مشهورة من مدن الجزيرة بين حرّان ونصيبين ودنيسر)(١).

وكان مقدّماً عند الرشيد ، ويمتُّ إليه باُمّ العباس بن عبد المطلب ، وهي نَمرِيّة غَرَيّة ، واسمها : نُتيلة ، وكان الرشيد يُعطيه ويجزل ، وكان يُظهر له أنّه عبّاسي الرأي منافر لآل عليّ ولغيرهم(٢).

وفي ضبط كلمة النّمري ، جاء عند السمعاني في الأنساب : بفتح النون والميم وفي آخره الراء.

شاعرية النّمري :

يُعدّ النّمري من الشعراء المجيدين ، الذين لهم عناية خاصّة في شعرهم ، فهو لا يذيع ما ينظمه إلاّ بعد التنقيح والتعديل والاعتناء المتزايد.

نقل المرزباني في موشّحه : إنّ النّمري قال لأبي العتاهية(٣) ـ عندما سأله : كم تقول في اليوم من الشعر ... ثمّ ردّ عليه النّمري : نعم ، أمّا على قولك.

* ألا يا عتب الساعة الساعة *

فأنت تقول ما شئت ، ولكنّي ما أخرج القصيدة إلاّ بعد شهر حتى أمحو بيتاً وأجدد بيتاً ثم أخرجها ، وإنما الشعر عقل المرء يظهره(٤).

هذا كلام من يعتني عناية شديدة في انتخاب ألفاظه ، وانتقاء معانيه ، وهو ما يزال يجهد فكره وخياله حتى يسعف سامعيه بالجميل من الكلام ،

__________________

(١) معجم البلدان : ٣ / ١٣.

(٢) الشعر والشعراء لابن قتيبة : ٥٩٠.

(٣) ذكرنا ذلك في شعر أبي العتاهية ، انظر كتابنا (حقيقة الزهد عند أبي العتاهية).

(٤) الموشح : ٢٥٦.

۱۳۷

وبالطرائف والظرائف النادرة.

وكان مُجيداً للشعر ، حتّى قالوا فيه : إنّ أمدح بيت قالته العرب قول منصور النّمري :

إنَّ المَكارِمَ والمعروفَ أوديةٌ

أحلّكَ اللهُ مِنها حَيثُ تَجْتَمِعُ

وقال فيه ابن المعتزّ ـ مشيراً إلى إحدى قصائده ـ : «... وهذه القصيدة عجيبة في المدح فصيحة وتشبيبها في الشيب لم يقل مثله أحد»(١).

وقال فيه أيضاً مادحاً : إنّه من فحولة المحدّثين(٢).

قال المرزباني في تلخيص أخبار شعراء الشيعة : كان عربيّ الألفاظ ، جيّد الشعر ، وقيل ما كسب أحد بالشعر كسبه ، مدح الخلفاء مع أنّه كان يسر التشيّع فإذا ظهر عليه أسهب بمدح بني العبّاس إلاّ أنه ظهرت أشعاره بعد موته ...(٣).

وقال الخطيب البغدادي : بسنده عن حمّاد بن إسحاق قال : كان أبي عند الفضل بن يحيى وعنده مسلم بن الوليد الأنصاري ومنصور النّمري ينشدانه. فقال : احكم بينهما. فقلت : الحكم عيب عليَّ والأمير أولى من حكم ، وقد سمع شعرهما.

قال : أقسمت عليك لما فعلت ، قلت : هما صديقان شاعران وقل من حكم بين الشعراء فسلم منهم ، ولكن إن أحبّ الأمير وصفت له شعرهما. قال : فصفه.

__________________

(١) طبقات الشعراء : ٢٤٣.

(٢) طبقات الشعراء : ٢٤٨.

(٣) أعيان الشيعة ٤٨ / ١٠٨.

۱۳۸

قلت : أمّا منصور النّمري فغريب البنا ، قريب المعنى ، سهل كلامه ، صعب مرامه ، سليم المتون ، كثير العيون ، وأمّا مسلم فمزج كلام البدويّين بكلام الحضريّين ، وضمّنه المعاني اللطيفة ، والألفاظ الظريفة فله جزالة البدويّين ورقّة الحضريّين.

قال : أبيت أن تحكم فحكمت ، منصور أشعرهما(١).

صلات النّمري بالشعراء وذوي السلطان :

علاقته بالشاعر كلثوم بن عمرو العتّابي :

اتصل الشاعر بكلثوم بن عمرو العتّابي (ت ٢٢٠ هـ) ، وهو شامي ، نزل بغداد ، وقد ذكر الأصفهاني أنّه كان مؤدّباً وأُستاذاً للنَّمري ، وعلى هذا فهو تلميذ وراوية العتّابي ، وعنه أخذ(٢).

وقال ابن المعتز في طبقاته : إنّ النَّمري كان يجلّ العتّابي ويعظّمه ؛ لقناعته وديانته ؛ ولعلمه وسعة أدبه(٣) ، وقد ساعد العتّابي تلميذه النَّمري في الانتقال من الشام إلى بغداد وإيصاله إلى الرشيد(٤).

وفي رواية ثانية : إنّ النّمري كان قد مدح الفضل بن يحيى البرمكي بقصيدة ـ وهو مقيم بالجزيرة ـ فأوصلها العتّابي إليه ، واسترفده له ، وسأله استصحابه ؛ فأذن له في القدوم ، فحظي عنده(٥).

كان العتّابي هو الشاعر المجيد ذو المنزلة المرموقة عند الرشيد

__________________

(١) تاريخ بغداد ١٣ / ٦٧ ـ ٦٨.

(٢) وفيات الاعيان ٤ / ١٢٣.

(٣) طبقات الشعراء : ٢٤٢.

(٤) الأغاني ١٣ / ١٤٠.

۱۳۹

والوزراء ، وقد نال منهم الهبات والنوائل ، ولمّا قدم النّمري على الرشيد واعجب بشعره وأدبه ؛ استأثره على غيره وأصبح يُضاهي العتّابي ؛ ممّا تولّدت بينهما العداوة والبغضاء.

علاقة النّمري بمروان بن أبي حفصة :

سلك شاعرنا مذهب مروان في مدح العباسيّين ، إذ فطن النَّمري إلى منزلة مروان عند الرشيد وماله من تفضيل وحفاوة وتقدير ونيل الجوائز والهبات ، والنّمري استطاع ـ بذكائه وجودة أدبه ـ أن يتقرّب إلى الرشيد ويحتلّ موقعاً جيّداً يغبطه عليه سائر الشعراء ومنهم مروان ، فلا عجب إذا كانت الهبات مصيرها نحو النّمري وحرمان ابن أبي حفصة أن تؤدّي إلى العداوة والبغضاء ، بين الشاعرين.

يقول النّمري : وألحقني الرشيد بمروان ، وأمر لي بمائة ألف درهم أمّا مروان فكان يقول : هذا الشامي ـ أي النّمري ـ وأنا حجازي أفتراه يكون أشعر منّي؟!

وفي ذلك يقول الأصفهاني : ودخله من ذلك ما يدخل مثله من الغمّ والحسد(١).

علاقته بسلم الخاسر والخريمي :

اجتمع النّمري مع سلم والخريمي عند الرشيد ، أو عند المأمون قبل خلافته. ولم نقف على تفصيل في ما يخصّ هذه العلاقة بين الشاعر

__________________

(١) الأغاني ١٢ / ١٧.

۱۴۰

وأقرانه.

سلم الخاسر : الشاعر العبّاسي المعروف ، المتوفّى سنة ١٨٦ هـ.

وهكذا إسحاق بن حسّان الخريمي : الشاعر العبّاسي ، المتوفّى سنة ٢١٤ هـ. وربّما كانت زيارة عابرة اصطحبهما مروان بن أبي حفصه إلى الرشيد مرّة ، وإلى المأمون أُخرى.

علاقته بطاهر بن الحسين :

كان طاهر بن الحسين مقرّباً عند المأمون ، وقد ولاّه شرطة بغداد بعدما تولّى قتل الأمين ، ووطّد الحكم له ، ثمّ ولاّه خراسان.

وقد اتصل به شاعرنا ؛ لرفع الخصومة بينه وبين العتّابي وقد تمّ الصلح بينهما. والمصادر لا تذكر غير هذا.

علاقته بيزيد بن مزيد الشيباني :

حاول النّمري أن يقترب من رجال الدولة ويستفيد من نفوذهم السياسي والاجتماعي ، كما طمع في نوالهم ، مِن ذلك.

قال يمدح يزيداً :

لو لم يكن لبني شيبان من حسب

سوى يزيد لفاقوا الناس في الحسب

وكذلك رثاه بعد وفاته بسبعة أبيات يقول فيها :

مضى ابنُ سعيد حِينَ لَمْ يبقَ مَشرِقٌ

ولا مَغرِبٌ إلاّ لَهُ فيهِ مادحُ

وبدأت علاقته بالشيباني ، بعد أن منعه الفضل بن الربيع من الدخول على الرشيد ، وفي ذلك يقول :

۱۴۱

مرّ بي ذات يوم يزيدُ بن مزيد الشيباني ، فصحت به يا أبا خالد ، أنا رجل من عشيرتك وقد لحقني ضيم ولذتُ بِك ، فوقف ، فعرّفته خبري وسألته أن يذكرني إذا مرّت به رقعتي ، ويتلطّف في إيصالي ، ففعل ذلك ...(١).

ويزيد هذا هو ابن أُخت معن بن زائدة ، تولّى الشيباني أرمينية وأذربيجان ، وتوفّي فيها سنة ١٨٥ هـ.

ويبدو لشاعرنا أكثر من قصيدة في حقّ يزيد الشيباني منها البائية ومطلعها :

لمّا رأيت سوام الشّيب منتشراً

في لمّتي وعبيد الله لم يشبِ(٢)

علاقته بالفضل بن الربيع(٣) ، وتخليصه من يد الرشيد :

روى الأصفهاني بسنده قال : حبس الرشيد منصوراً النّمري بسبب الرفض فتخلّصه الفضل بن الربيع ، ثمّ بلغه شعره في آل علي عليهم‌السلام فقال للفضل : اطلبه. فستره الفضل عنده ، وجعل الرشيد يلحُّ في طلبه ، حتّى قال يوماً للفضل :

ويحك يا فضل تُفوِّتُني النّمري؟ قال : يا سيّدي هو عندي قد حصلته. قال : فجئني. وكان الفضل قد أمره أن يطوِّلَ شعره ويكثر مباشرة الشمس ؛ ليشحُبَ وتسوء حالته ، ففعل ، فلمّا أراد إدخاله عليه ألبسه فروة

__________________

(١) الأغاني ١٢ / ٢٢.

(٢) السوام في الأصل : الإبل الراعية ، وعنى به الشيب المتفرّق في جوانب الرأس. واللّمة : الشعر المجاور شحمة الأُذن.

(٣) الأغاني ١٣ / ١٤٩.

۱۴۲

مقلوبة ، وأدخله عليه وقد عفا شعره وساءت حالته ، فلمّا رآه ، قال : السيف! فقال الفضل : يا سيّدي ، من هذا الكلْب حتّى تأمر بقتله بحضرتك؟ قال : أليس هو القائل :

ألا مساعير يغضبون لها

بسلّة البِيض والقَنا الذّابل(١)

فقال منصور : لا يا سيّدي ما أنا قائل هذا ، ولقد كذب عليَّ ولكنّي القائل :

يا منزل الحيِّ ذا المغاني

أنعِمْ صباحاً على بلاكا(٢)

هارون يا خيرَ مَنْ يُرجّى

لَمْ يطِعِ الله من عصاكا

في خَيرِ دِين وخيرِ دُنيا

مَنْ اتقى الله واتّقاكا

فأمر بإطلاقه وتخلّية سبيله.

فقال منصور يمدح الفضل بن الربيع :

رأيت المُلك مُذ آزر

ت قد قامت محانيهِ(٣)

هو الأوحدُ في الفضلِ

فَما يُعرف ثانيهِ

علاقة النّمري بالبرامكة :

كانت علاقته جيّدة مع البرامكة ؛ لأنّهم كانوا السبب في إيصال الشاعر إلى هارون الرشيد ، وبسببهم نال الحظوة والمنزلة والجاه عند السلطان لهذا مدحهم بقصائد عديدة ، كما رثاهم أيضاً.

من ذلك قال يمدح الفضل بن يحيى البرمكي لمّا تولّى إمارة

__________________

(١) الأغاني ١٢ / ٢١.

(٢) البلى : القِدم.

(٣) آزرتُ : عاونتُ وصرتُ وزيراً ، محانيه : معاطفه.

۱۴۳

خراسان ـ :

أمست بمرو على التّوفيق قد صفقتْ

على يدِ الفضلِ أَيدي العُجم والعَرَبِ

لبيعة لوليّ العهدِ أحكَمَها

بالنّصحِ مِنُه وبالإشفاقِ والحدب

قد وكّدَ الفضلُ عَقداً لا انتقاضَ لهُ

لمصطفىً مِن بني العبّاسِ منتخبِ(١)

وفي جعفر أيضاً يقول النّمري ـ لما أرسله الرشيد لإخماد فتنة الشام ـ :

لقد اُوقِدَتْ بالشام نيران فتنة

فهذا أوانُ الشامِ تُخمدُ نارُها

إذا جاش موج البحر مِن آلِ بَرمَك

عليها خَبتْ شُهْبانُها وشَرارُها

رماها أميرُ المؤمنين بجعفر

وفيهِ تلاقى صَدعُها وانجبارها(٢)

بين الرشيد والنّمري :

لما أوقع أبو عصمة الشيعي(٣) بأهل ديار ربيعة وكان الرشيد أمره بذلك ؛ فأوفدت ربيعة إلى الرشيد وفداً مائة رجل ، فيهم النّمري ، فلمّا صاروا إلى بابه ، قال : تخيّروا من هذه العدّة النصف ، ففعلوا. فقال : يكثرون ، فاختاروا منهم الربع. فاستكثرهم ، فاختاروا عشرةً النّمري منهم ، ثمّ من العشرة اثنان النّمري أحدهما ، فلمّا دخلا قال : ما تريدان؟

فاندفع النّمري ينشد ولم يكن منه شعر قبل ذلك بل كان مؤدباً :

__________________

(١) تاريخ الطبري : ٨ / ٢٤٠.

(٢) الديوان : ٩٢ ، والقصيدة تضم ٢٣ بيتاً.

(٣) أبو عصمة الخراساني الزيدي ، وهو : نوح بن أبي مريم ، ويعرف بالجامع ؛ لجمعه العلوم ، يروي عن الزهري ، ويروي عنه أبو حنيفه. قال ابن المبارك : كان يضع (أي الحديث) ، مات سنة ١٧٣ هـ. ويظهر من قول الشهيد أنّه كان من الوضّاعين.

۱۴۴

* ما تنقضي لوعةٌ منّي ولا جزعُ *

فقال الرشيد : عد عن هذا ، وسل حاجتك.

قال :

* إذا ذكرت شباباً ليس يرتجعُ *

وأنشد القصيدة إلى قوله :

ركبٌ من النّمرِ عاذَوا بابنِ عمَّتِهِم

مِن هاشم حِين لجّ الأزلمُ الجذعُ

مشوا إليك بقربى مِنك تَعرِفُهَا

لهم بها في سَنام المَجدِ مطلعُ

قومٌ هُمُ وَلَدُوا العبّاسَ والدَهم

وأنتَ بَرٌّ وعند النمرِ مصطنعُ

إنّ المكارمَ والمعروف أوديةٌ

أحلّك اللهُ مِنها حَيثُ تجتمعُ

فقال : ويحك ، حاجتك؟!

فقال : يا أمير المؤمنين أُخربت الديار ، وأُخذت الأموال ، وقتل الرجال ، وهُتِك الحرم.

فقال : اكتبوا له بكلّ ما يريد. وأمر له بعشرة آلاف درهم ، ولجميع أصحابه بمثلها واحتبسه وشخّص أصحابه ، فقضيت حوائجهم.

قال : ولم يأخذ أحد من الرشيد ولا تقدّم عنده مثله ، وأُعجب به عجباً شديداً ؛ ولقّبه خال العبّاس بن عبد المطلب ، ولم يزل عنده يقول الشعر فيه وفي عيسى بن جعفر حتّى استأذن له في أن يرى أهله برأس العين فأذن له(١).

أقول : وتنسب الأبيات المتقدّمة إلى منصور بن بجرة بن منصور الذي ينتهي نسبه إلى الخزرج بن تيم الله بن النمر بن قاسط ؛ فلمّا سمعها منصور

__________________

(١) تلخيص أخبار شعراء الشيعة ، أعيان الشيعة : ٤٨ / ١٠٩.

۱۴۵

ابن سلمة بن الزبرقان ، استوهبها منه فوهبها له ، وكان منصور بن بجرة هذا موسراً لا يتصدّى لمدح ، ولا يفِد إلى أحد ، ولا ينتجعه بالشعر ، وكان هارون الرشيد قد جرّد السيف في ربيعة ، فوجّه منصور بن سلمه هذه القصيدة إلى الرشيد ، وكان رجلاً تقتحمه العين جوّاً ، ويزدريه من رآه ؛ لدمامة خلقه ، فأمر الرشيد ـ لمّا عرضت عليه ـ بإحضار قائلها.

قال النّمري : فلمّا وصلت إليه عرّفني الحاجب ، ولمّا عُرضت عليه قرأها واختارها على جميع شعر الشعراء جميعاً وأمره بإدخالي ، فلمّا قربت من حاجبه الفضل بن الربيع ازدراني ؛ لدمامة خلقي ، وكان قصيراً أزرقَ أحمرَ أعمش نحيفاً.

قال : فردّني ، وأمر بإخراجي فأُخرجت ، فمرّ بي ذات يوم يزيد بن مزيد الشيباني ، فصحت به : يا أبا خالد ، أنا رجل من عشيرتك ، وقد لحقني ضيم ، وعذت بك ، فوقف فعرّفته خبري ، وسألته أن يذكرني إذا مرّت به رقعتي ، ويتلطّف في إيصالي ، ففعل ذلك ، فلمّا دخلت على أمير المؤمنين أنشدته هذه القصيدة :

* أتسلو وقد بان الشباب المزايلُ *

فقال لي : غداً إن شاء الله آمرُ برفع السيف عن ربيعة وخرج يزيد يركضُ ، فما جاءت العصر من الغدِ حتّى رفع السيف عن ربيعة بنصيبين وما يليها وأنشدته القصيدة ، فلمّا صرت إلى هذا الموضع :

يُجرِّد فينا السيف من بين مارق

وعان بجودٌ كلهم متحاملُ(١)

قالوا : فلمّا سمع الجلساء هذا البيت ، قالوا : ذهب الأعرابي وافتضح ،

__________________

(١) العاني : الأسير. بجود : جمع بجد ، الجماعة من الناس.

۱۴۶

فلمّا قلت :

وقد عَلِمَ العُدوان والجور والخنا

بأنّك عيّافٌ لهن مزايلُ(١)

ولو عَلِموا فِينا بأمرِك لم يكن

ينال برِيّاً بالأذى متناولُ

لنا منك أرحام ونعتدُّ طاعةً

وبأساً إذا اصطكّ القنا والقَنابلُ(٢)

وما يحفظ الأنسابَ مثلَك حافظٌ

ولا يصِلُ الأرحامَ مثلُكَ واصلُ

جَعلناكَ ، فامنعنا ، معاذاً ومفزعاً

لنا حين عضّتنا الخطوبُ الجلائلُ(٣)

وأنت إذا عاذت بوجهِكَ عُوَّذ

تطامَن خوفٌ واستقرّتْ بلابلُ(٤)

فقال الجلساء : أحسن والله الأعرابي يا أمير المؤمنين.

فقال الرشيد : يُرفع السيف عن ربيعة ويُحسَن إليهم(٥).

الرشيد في شعر النّمري :

وروى الأصبهاني ، عن الراوية البيدق ، قال : دخلت على الرشيد وعنده الفضل بن الربيع ، ويزيد بن مزيد ، وبين يديه خوان لطيف عليه جديان ، ورُغفان سميد ، ودجاجتان ، فقال لي : أنشدني. فأنشدته قصيدة النّمري العينية ، فلمّا بلغت إلى قوله :

أيُّ امرىء بَات مِن هارون في سَخَط

فليسَ بالصلواتِ الخمس ينتفعُ

إن المكارمَ والمعروفَ أوديةٌ

أحلّكَ اللهُ مِنها حَيثُ تتسعُ

إذا رفعت امرأً فالله يرفعه

ومَن وَضَعْتَ من الأقوامِ مُتّضعُ

__________________

(١) العيّاف : الشديد الكراهة. المزايل : المفارق.

(٢) القَنابل : ـ بفتح القاف ـ : جمع قنبلة ، الطائفة من الناس والخيل.

(٣) الجلائل : العظيمات.

(٤) العوّذ : جمع عائذ : وهو الملتجئ. البلابل : الوساوس والهواجس.

(٥) الأغاني : ١٣ / ١٥٣.

۱۴۷

نفسي فداكَ والأبطال مُعلِمَة

يوم الوغى والمنايا بينها قُرعُ

قال : فرمى بالطعام بين يديه ، وصاح : هذا والله أطيب من كلِّ طعام ، وكلِّ شيء. وبعث إليه بسبعة آلاف دينار(١).

وقال الحصري القيرواني :

كان الرشيد يقدّم منصوراً النّمري بجودة شعره ، ولِما يمتّ إليه من النسب من العباس بن عبد المطلب ، وكانت نثيلة أم العبّاس من النّمر بن قاسط ، ولِما كان يُظهرُ من الميل إلى إمامة العباس وأهله ، والمنافرة لآل علي عليهم‌السلام وهو القائل :

أميرَ المؤمنينَ إليكَ خُضْنا

غِمارَ الموتِ مِنْ بَلَد شطيرِ(٢)

بِخُوص كَالأهلَّة جَانِفات

تَمِيلُ عَلى السُرَى وَعَلى الهَجيرِ(٣)

حَمَلنَ إليكَ آمالاً عِظاماً

وَمِثْلَ الصَّخرِ والدّرِّ النَثيرِ(٤)

فَقَدْ وَقَفَ المديحُ بِمُنتَهاهُ

وَغَايَتِهِ وَصارَ إلى المَصيرِ

إلى مَنْ لا تُشِيرُ إلى سِوَاهُ

إذا ذُكِرَ النَّدَى كَفُّ المُشيرِ

يَدٌ لَكَ في رِقابِ بَني عَلِيٍّ

وَمَنٌّ ليسَ بِالمَنِّ اليَسيرِ

مَنَنْتَ عَلى ابنِ عبد اللهِ يَحيى

وكانَ مِنَ الحُتوفِ عَلى شَفِيرِ(٥)

وَقَدْ سَخِطَتْ لِسَخْطَتِكَ المَنايا

عَلَيهِ فَهْيَ خاتمة النشورِ

__________________

(١) تاريخ بغداد : ١٣ / ٦٨ ، الأغاني : ١٣ / ١٠٠.

(٢) الشطير : البعيد.

(٣) الخوص : جمع خوصاء ، وهي الناقة ؛ لما في عينها من غؤور وصغر.

(٤) أراد شعراً جزلاً هو الغاية في النفاسة.

(٥) شفير كل شيء : حافته ، حرفه.

۱۴۸

ولو كافأتَ ما اجتَرَحَتْ يداهُ

دَلَفْتَ لَهُ بِقاصِمَةِ الظُهورِ

ولكِنْ حَلَّ حِلْمُكَ واجتَباهُ

عَلى الهفواتِ عَفوٌ مِنْ قَديرِ

فَعَادَ كأنَّهُ لم يَجْنِ ذَنَباً

وَقَدْ كانَ اجتَنى حَسَكَ الصُّدورِ

لَهُمُ رَحِمٌ تُصَوّرُكُم عَلَيهِم

وتَكسِرُ عَنْكُمُ حُمَةَ النّكِيرِ

فإن شَكَرُوا فَقَدْ أنعَمْتَ فِيهِم

وإلاَّ فالنّدَامَةُ لِلكفُورِ

ألا للهِ درُّ بَنِي عَليٍّ

وَزُور مِنْ مَقالَتِهِمْ كَثيرِ

يُسَمُّونَ النَّبيَّ أباً ويأبَى

من الأحزابِ سَطرٌ في سطورِ

وإنْ قَالوا بَنُو بنت فَحَقٌّ

وَردُّوا ما يُناسِبُ للذّكورِ

وما لِبَنِي بَنات مِنْ تُراث

مَعَ الأعَمامِ في وَرَقِ الزَّبورِ

بَنِي حَسَن وَرَهْطَ بَنِي حُسَين

عَلَيكُم بِالسَّدادِ مِنَ الأُمورِ

أَمِيطُوا عَنكُمُ كَذِبَ الأمَاني

وأحلاَماً يَعدنَ عِداتِ زورِ

فقد ذُقْتُم قِراعَ بَني أبِيكُمْ

غداةَ الرّوعِ بالبيضِ الذّكورِ

أَحينَ شَفَوكُمُ مِن كلِّ وتر

وصخُّوكُم إلَى كنف وثيرِ

وجادوكُمْ على ظماء شديد

سُقيتمُ مِن نوالِهِمُ الغزيرِ

فَما كانَ العُقوقُ لَهُم جزاءً

بفعلِهمُ وآدى للثُّؤور

وإنّكَ حينَ تبلغَهُم أذاةٌ

وإنْ ظلموا لَمْحزُونُ الضمير(١)

لمّا سمع الرشيد هذه القصيدة ، ولا سيّما البيت الأخير ، قال : شيء كان في صدري منذ عشرين سنة لم أقدر على إظهاره فأظهرته بهذا البيت.

ثمّ أمر الفضل بن الربيع أن يدخل الشاعر بيت المال ، ويأخذ كلّ ما فيه من البُدر ، وكان فيه سبع وعشرون بدرة ، فاحتملها وذهب.

__________________

(١) طبقات الشعراء : ٢٤٥ ، زهر الآداب : ٢ / ٥٦ ، أمالي المرتضى : ٢ / ٢٧٤ ، الأغاني : ١٢ / ١٧ ، الشعر والشعراء لابن قتيبة : ٧٣٧.

۱۴۹

وفي هذه القصيدة قال مروان بن أبي حفصة ـ وكان حاضراً عندما أنشدها النّمري للرشيد ـ : وددت والله لو أنّه أخذ جائزتي وسكت.

وفي قصيدة أُخرى يقول ـ في مدح الرشيد وكذلك يتعرّض فيها إلى آل البيت عليهم‌السلام ـ :

حُكْمُ الخَليفةِ هَارون يُذكّرنا

أحكامَ أحمدَ بَلْ أخلاقُهُ جُمَعُ

مَشَابِهٌ مِنْ نبيِّ اللهِ تَنْزعُهُ

إلى المحاسِنِ والأشبَاه تُنْتَزعُ

ومِنْ إمَامِ الهُدى المَنصورِ يَلحَقُهُ

قَهرُ الأُمورِ وَحَزمٌ حِينَ يَقْتَرِعُ

وتُشبِهُ القائِمَ المَهدِيَّ مَرْحَمَةٌ

مِنهُ وبَحرُ نوال حِينَ يُنْتَجَعُ

وما أَختلَّ وَصِيُّ الأوصياءِ به

محمّد بْنُ عليٍّ نُورُهُ الصَّدعُ

ذُرِّيَّةٌ بعضُها مِنْ بعض اصطُنِعتْ

فالحقُّ ما نَطَقوا والحَقُّ ما شَرَعُوا

يا ابن الأئِمةِ مِنْ بَعْدِ النبيِّ ويا بـ

ـنَ الأوصياءِ أقرَّ النَّاسُ أم دَفَعوا

إنَّ الخِلافَة كانَتْ إرثَ والدِكُمْ

مِنْ دُونَ تَيم وعفوُ اللهِ مُتَّسِعُ

لولا عديٌّ وتيمٌ لَمْ تَكُنْ وَصَلَتْ

إلى أُميَّة تَمْريها وتَرْتَضعُ

تِسعينَ عاماً إلى عَشر مُجرَّمة

مِنَ السِّنينَ وأنفُ الحقِّ يُجْتَدَعُ

وما لاِلِ عليٍّ في إمَارَتِكم

حَقٌّ ومالَهُمُ في إرثِكُم طَمَعُ

يا أيّها النّاسُ لا تَعزَبْ عُقُولكُمُ

ولا تُضِفْكُم إلى أكنافِها البِدَعُ

العَمُّ أولى من ابنِ العمِّ فاستَمِعوا

قولَ النَّصِيحِ فإنّ الحَقَّ يُسْتَمعُ(١)

__________________

(١) أعيان الشيعة : ٤٨ / ١٠٩ ، الشعر والشعراء لابن قتيبة : ٢٤٤ ، تاريخ الطبري ٨ / ٣٦٢ ، العقد الفريد ٥ / ٣٣٥ ، أبو تمام : ١٨ ، تلخيص أخبار شعراء الشيعة : ٨٠ ، أمالي المرتضى : ٢ / ٢٧٧.

۱۵۰

اضطراب العقيدة عند النّمري :

في معالم العلماء ، عدّه ابن شهر آشوب في شعراء الشيعة المتّقين ، وقد نبشوا قبره ...(١)

وذكره المرزباني ضمن شعراء الشيعة السبعة والعشرين ، فقال : كان عربيّ الألفاظ ، جيّد الشعر ، وقيل : ما كسب أحد بالشعر كسبه ، مدح الخلفاء مع أنّه كان يسرّ التشيّع فإذا ظهر عليه ؛ أسهب بمدح بني العبّاس ، إلاّ أنّه ظهرت أشعاره بعد موته(٢).

وقال الحصري : وكان يضمر غير ما يظهر ، ويعتقد الرفض ، وله في ذلك شعر كثير لم يظهر إلاّ بعد موته ، وبلغ الرشيد قوله :

آلُ النّبيّ وَمَنْ يُحِبُّهم

يتطامنون مخافة القتل

أمِنَ النصارى واليهود ومَنْ

مِن أُمّةِ التوحيد في أزلِ

الا مصالت يَنصُرونَهم

بظبا الصّوارمِ والقَنا الذُّبلِ(٣)

فأمر الرشيد بقتله ، وكان حينئذ برأس العين ، فمضى الرسول فوجده قد مات ، فقال الرشيد : لقد هممتُ أن أنبش عظامه فأحرقها ، وكان يُلْغز في مدحه لهارون ، وإنّما يريد قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي رضوان الله تعالى عليه : (أنت مني بمنزلة هارون من موسى).

وفي تذكرة ابن المعتز ذكر إنّ بين النّمري والعتّابي ـ أحد شعراء ذلك

__________________

(١) معالم العلماء : ١٨٦.

(٢) أعيان الشيعة : ٤٨ / ١٠٩.

(٣) زهر الآداب وثمر الألباب ٢ / ٦٥٠.

۱۵۱

العصر ـ نزاع أدّى إلى العداوة ، وكان النّمري يوماً غائباً عن مجلس هارون الرشيد في جهة الرقّة ؛ فاغتنم العتّابي فرصة غيابه ، فجرى في أثناء حديثه مع الرشيد ذكر الشيعة فقرأ العتابي قصيدة للنمري في مدح أهل البيت وذمّ أعدائهم ، يقول فيها :

شاءٌ من الناس راتعٌ هامِلْ

يُعلِّلونَ النفوسَ بالباطال

إلى أن وصل إلى قوله :

ألا مساعير يغضبون لها

بسلّةِ البيضِ والقَنا الذّابل

سأله الرشيد : لمن هذا الشعر؟

فقال له العتّابي : هذا شعر عدوّك منصور النّمري الذي تحسب أنّه وليّك ، ثمّ قرأ تتمّة القصيدة ، حتّى وصل إلى الأبيات المتضمّنة تغلّب العبّاسيين على الملك ، وحثّ الناس على دفعهم ، فاستوى الرشيد جالساً وقال :

ويل لابن ... يرغّب الناس في الخروج علينا ، ويظهر موالاتنا ، ويبطن عداوتنا ، وقد وصلت إليه أموالاً كثيرة من جهتنا ونال منزلة عندنا لم يصل إليها أحد من أقرانه.

قال ابن المعتزّ : وفي الحقيقة أنَّ النّمري كان يتديّن في السِّرّ بدين الإمامية ، ويمدح أهل البيت ، ويتعرّض في شعره للسلف ، ولم يكن الرشيد يعلم ذلك ، حتّى قرأ له العتّابي هذه القصيدة ، ثمّ قرأ له قصائد في حقّ آل أبي طالب ؛ فغضب هارون غضباً شديداً ، وأمر أبا عصمة أحد قوّاده أن يذهب من فوره إلى الرقّة ويأخذ منصور النّمري ويقطع لسانه ، ويقتله ، ويبعث إليه برأسه ، فلمّا وصل أبو عصمة إلى باب الرقّة رأى جنازة النّمري

۱۵۲

خارجة منه ، فعاد إلى الرشيد وأخبره بوفاة النّمري(١).

وروى الحصري ، عن الجاحظ : وكان يذهب أوّلاً مذهب الشراة ، فدخل الكوفة وجلس إلى هشام بن الحكم الرافضي وسمع كلامه ، فانتقل إلى الرفض.

وأخبرني من رآه على قبر الحسين بن علي رضي الله عنهما ينشد قصيدته التي يقول فيها :

فما وَجَدتُ على الأكتافِ مِنهُم

ولا الاقفاء آثارُ النُّصولِ

ذكر هذه إلى عشرة أبيات(٢).

وقال ابن حزم في الجمهرة : وكان أوّل أمره خارجيّاً صفريّاً ، فدخل مدينة الرقّة ، فاستند إلى سارية فإذا بها سارية داود الرّقي الرّافضي ، فأتى داود وصلّى واستند إلى السارية ، فصارت السارية بينهما ، وجعل داود يتكلّم في الإمامة مع أصحابه فرجع منصور من حينه إلى مذهب الإمامية من الرافضة(٣).

وقال ابن قتيبة في الشعر والشعراء : إنّه كان يُظْهِر أنّه عبّاسي الرأي ، منافر لآل عليّ وغيرهم ... وكان مع هذا شيعيّاً(٤).

وقال الحصري في زهر الآدب : إنّه كان يُضْمِر غير ما يُظْهِر ، ويعتقد الرفض ، وله في ذلك شعر كثير لم يظهر إلاّ بعد موته(٥).

__________________

(١) تاريخ بغداد ١٣ / ٦٨ ، طبقات الشعراء لابن المعتز : ٢٤٤ ، الأغاني ١٣ / ١٠٠ مع اختلاف بسيط.

(٢) زهر الآداب وثمر الألباب ٢ / ٦٥٠ ـ ٦٥١.

(٣) الجمهرة : ٢٨٥ ، الشعر والشعراء لمصطفى الشعكه : ٦١٥.

(٤) الشعر والشعراء لابن قتيبه : ٧٣٦.

(٥) زهر الآداب ٢ / ٦٥٠.

۱۵۳

وعدّه المرتضى في أماليه(١) ، وابن شهر آشوب في المناقب والمعالم(٢) ، والعاملي في الأعيان(٣) ، ومحسن غياض في التشيع وأثره ، كلّ هؤلاء أكّدوا على مذهب الشاعر الشيعي الإمامي.

وكان يقوم بالتورية في شعره ، ففي الغرر والدرر للمرتضى : عن الجاحظ ، قال : كان منصور النّمري يأتي باسم هارون في شعره ، ومراده به صاحب منزلة هارون عليه‌السلام ، يعني أمير المؤمنين عليه‌السلام ، حتى وجد العتّابي الشاعر ـ من أعداء النّمري ـ فرصة فأظهر حاله للرشيد ، وقرأ له القصائد التي كان قالها في مدح آل علي ومثالب آل عبّاس ، فعزم الرشيد على قتله ، فمات بأجله قبل ذلك بيومين أو ثلاثة ، ولم يصل إليه الرشيد بمضرّة ببركة محبّته لأهل بيت النبوّة.

ومن جملة الأبيات التي يذكر فيها هارون ، ومراده به صاحب منزلته قوله :

آلُ الرسولِ خيارُ الناسِ كُلّهم

وخيرُ آلِ رسول الله هارونُ

رَضيتُ حُكمَكَ لا أَبغي بهِ بَدَلا

لأنَّ حلمك بالتوفيقِ مَقرونُ(٤)

وممّا يؤيّد عقيدته الشيعية أنّه ذكر الخليفتين الأوّل والثاني لمّا غصبا فدكاً من الزهراء ، وقد صرّح الشاعر في شعره بظلمهما للزهراء ، وهذا من متبنّيات الإمامية ، ممّا يستدلّ بقول النّمري على تشيّعه لمذهب الإمامية.

وممّا يؤيّد شيعيّته ـ على ضعفها ـ أنّ الرشيد أرسل أبا عصمة الزيدي

__________________

(١) أمالي المرتضى ٢ / ٢٧٦.

(٢) المناقب والمعالم : ١٥٢.

(٣) أعيان الشيعة ٤٨ / ١٠٨.

(٤) أعيان الشيعة : ٤٨ / ١١٣.

۱۵۴

الخراساني للفتك بالشاعر ؛ لأنّ الزيدية تقرُّ خلافة الشيخين على العكس من الإمامية ، كما أنّ الزيدية لا تطعن في الأوّل والثاني ، ولا تنسب لهما الظلم ، ولا تعتقد أنّهما تجاوزا في أمر فدك ... وعليه ، فإنّ الخلاف بين الزيدية والإمامية واضح ، ممّا بعث الرشيد أبا عصمة حتّى يكون الانتقام على يد رجل يخالف الشاعر في مذهبه ؛ ومن ثُمَّ يذهب دم القتيل هدراً تحت هذا الغطاء الذي اصطنعه الرشيد ، ولكن لم يوفّق.

وممّا يؤيّد عقيدته الشيعية قوله :

ما كان ولّى أحمدٌ والياً

على عليّ فتولّوا عليه

بل كانَ أنْ وجَّهَ في عسكر

فالأمرُ والتدبيرُ فيهِ إليه

قل لأبي القاسم إنّ الذي

ولّيت لم يترك وما في يديه

وله أبيات يقول فيها :

هل في رسول الله مِنْ أُسوَة

لَو يَقْتدِي القومُ بما سَنَّ فيه

أخوكَ قد خُولِفتَ فيه كما

خَالف موسى قومُه في أخِيه

وله أيضاً :

وليس نصير الحقّ من صدَّ دونه

وندّ ولا من شكّ فيه وألحدا

وله أيضاً :

ممر القوى مستحكِمُ الأمرِ مُطرِق

لَهُ الدهرُ لا وَان ولا مُتَخاذِل

إذا ما رأى والرأي مُغْلقٌ بابُهُ

على القومِ لَم تَسدُد عليه المَداخِل(١)

__________________

(١) الأعيان : ٤٨ / ١١٥.

۱۵۵

ولا يخفى أنّ جوائز السلطان وعطاياه الكثيرة ممّا يسيل لها لعاب الشعراء والأدباء ، وقد حرص النّمري كلّ الحرص أن ينافس الشاعر مروان ابن أبي حفصة ويحتلّ الصدارة في بلاط الرشيد.

ومروان الشاعر معروف عند الكلِّ ببغضه الشديد لأهل البيت عليهم‌السلاموهجاؤه لهم ، وهذا المسلك هو الذي قرّب مروان إلى البلاط واحتلّ مكانة مرموقة عند هارون ، فما كان من شاعرنا النّمري إلاّ أن يقتفي سيرة صاحبه ومنافسه الوحيد في دار السلطنة العباسية ؛ لذا وجدنا مدائح منصور النّمري للرشيد كانت مشفوعة في الوقت نفسه بذمّ أهل البيت عليهم‌السلام والانتقاص من ولد علي وفاطمة عليهما‌السلام وردّ دعواهم في مسألتين مهمّتين ؛ الأولى : مسألة الخلافة ، والثانية : مسألة فدك.

وإنّ الشيعة الإمامية لا ينفكّون عن دفاعهم في أحقّيّة أهل بيت العصمة في قضية الخلافة ، وأنّها حقٌّ لأمير المؤمنين عليه‌السلام ولابنائه المعصومين عليهم‌السلام.

كما أنّ المناظرات والبحوث الكلامية قد أكّدت هذا الحقّ المغتصب.

وأمّا قضية فدك فهي الأُخرى ، ويؤكّدون أهل البيت عليهم‌السلام على أنّ من جملة حقوقهم المغتصبة هي أرض فدك التي وهبها الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى ابنته الزهراء في حياته ، وكانت الزهراء عليها‌السلام في حياة أبيها تتصرّف بواردها كيف شاءت ....

إذن مسألة الخلافة وحقّ فدك هي من صلب عقائد الإمامية ، وإنّ النزاع الطويل العريض بين أهل البيت ومشايخ السقيفة هي تلك المسألتين ... فكيف يجرأ هذا الشاعر لأن يقف إلى صفِّ العباسيّين ويخذل العلويّين في حقِّهم المسلوب؟!

۱۵۶

فإلى أيّ حدّ كان هذا الشاعر متخاذلاً؟! وهل لمثله أن يعدّ من الشيعة؟! فهذا شعره يشكّل طعنة في صميم التراث الشيعي وخنجراً في صدر عقائدهم ، وشوكة تؤلم كلّ شيعي غيور انظر كيف يمدح الرشيد ويلبسه ثوب الخلافة فيقول :

إنّ الخلافة كانت إرثَ والدكُم

من دون تيم وعفو الله مُتَّسِعُ

ثم يقول :

وما لآل عليٍّ في إمارتكم

حقٌّ وما لهم في إرثكم طمعُ

يا أيّها الناس لا تعزب عقولكم

ولا تضيفكم إلى أكنافها البدعُ

العمُّ أولى من ابن العمِّ فاستمعوا

قول النّصيح فإنَّ الحقّ يستمعُ

هذا كلام لا يقوله حتّى جهّال الناس ، بل حتّى المناوئين لأهل البيت عليهم‌السلام ، لو خاطبت ضمائرهم لنطقوا بالحقّ واستسلموا للواقع ... فهذا عمر بن عبد العزيز أوّل من أعاد فدكاً إلى أهلها ، ثمّ توالت الأيدي من بعد حتّى كانت الدولة العباسية ، فهي مرّة تطلق فتمنح لأصحابها الشرعيين ومرّة تشحّ بها نفوس فتحبسها عن أهلها ....

مهما يكن من أمر أنّ عقيدة الشاعر مذمومة في هذا الجانب ، ولو اعتذر الشاعر بأنّه يستعمل التقية بغية للمال فهذا ممّا لا يقبله أي عاقل ، وما قيمة المال تجاه العقيدة والمبدأ ، ثم أي تقيّة هذه قبال المال ... التقية تستعمل أو يستطيع الإنسان يستتر بستارها فيما لو خاف القتل ، لا لمن خاف انصراف المال إلى غيره ..

۱۵۷

وأيّ شريعة أو مبداء يجوّز لنا سبّ أهل البيت عليهم‌السلام أو إغماط حقّهم كي نصبوا إلى دنيا زائلة ومتاع قليل؟!

في الوقت الذي تبذل الأرواح والأنفس والأموال لأجلهم والدفاع عنهم وعن حقّهم السليب .. وهذا التاريخ يحدّثنا عن الأوائل الذين أرخصوا دماءهم من أجل أئمّتهم عليهم‌السلام ، وما ساوموا قيد شعرة سواء في حبّهم أو ولائهم أو انتمائهم ، ناهيك عن البعض الآخر الذين كانوا يجهرون بذلك الحبّ والولاء بوجه الطغاة من بني أُمية ومن بني العبّاس ..

وهل غاب عن ذهن الشاعر ما كان عليه حجر بن عدي الكندي وأصحابه الكرام من صمود وتفاني من أجل العقيدة والمبدأ؟! حقّاً لو قيل عنهم : إنّهم من حواري أمير المؤمنين عليه‌السلام؟

وهل نسي الشاعر موقف التوّابين وما أقدموا عليه من التضحية والفداء طلباً بدم الحسين عليه‌السلام؟!

أم هل نسي الشاعر موقف الفرزدق والكُميت من طغاة زمانهم.

أم نسي الشاعر موقف السيّد الحميري ودعبل الخزاعي وأضرابهم؟!

مهما يكن من عذر لدى الشاعر ؛ فإنّ المال والتزلّف إلى الظالمين ليس له أيّ مسوّغ ، والتقية هنا ليس لها أيّ مبرّر ، بل في ما أظنّ أنّ استخلاص المال بهذه الطريقة أنّها دناءة وسقوط.

وإلاّ فإنّ الشاعر كان في غنىً عن هذا الالتواء والابتذال وكان باستطاعته أن يسلك مسلك بقية الشعراء فيمدح وليّ نعمته الزائف ـ الرشيد ـ دون أن يتعرّض للعلويّين بسوء ، أو يهاجمهم بشعر قد أسخط الله سبحانه والرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ، اُنظر إلى قوله :

ألا لله درّ بني علي

وزور من مقالتهم كبير

۱۵۸

يسمّون النبي أباً ويأبى

من الأحزاب سطر من سطور

أو يقول :

فإن شكروا فقد انعمت فيهم

وإلاّ فالندامة للكفور

وإن قالوا بنو بنت فحقٌّ

وردّوا ما يناسب للذكور

وما لبني بنات من تراث

مع الأعمام في ورق الزبور

إنّه دفاع مستميت عن العباسيّين ، وقد أغناهم في كلامه هذا عن سائر الأقوال والحجج ، كما أنّ خذلانه لبيت النبي والزهراء عليها‌السلام يُعدّ دفاعاً آخر للعباسيّين ، وقد طار الرشيد فرحاً وانتعش مسروراً لهذا الدفاع.

وعليه فإنّ الرجل ركن إلى أطماع عريضة طويلة ، بحيث كانت أموال الرشيد وصلاته ـ التي نالها الشاعر ـ أقوى من عقيدة النّمري.

كان منصور النّمري متكسّباً في شعره ، وقد دفعه الأمر أن يذمّ أهل البيت عليهم‌السلام أمام الرشيد ؛ طلباً للمال والجائزة وتقرّباً لرجال الدولة العباسية.

من ذلك أنّه مدح الرشيد وهجا آل علي عليهم‌السلام ، فضجر هارون وقال له : يا بن اللخناء أتظنّ أنّك تتقرّب إليّ بهجاء قوم أبوهم أبي ونسبهم نسبي ، وأصلهم وفرعهم أصلي وفرعي؟!

فقال النّمري : ما شهدنا إلاّ بما علمنا. فازداد غضبه وأمر مسروراً فضربه في عنقه وأُخرج من البلاط.

ممّا اضطر الشاعر أن يغيّر من أُسلوبه ، وينشد هارون في مدح آل البيت عليهم‌السلام ، فقال :

بَني حَسَن ورهط بَني حُسينِ

عَليكُمُ بالسّداد من الأُمور

فَقَد ذُقتم قراع بني أبِيكم

غَداة الرّوعِ بالبِيض الذكور

۱۵۹

يقظة بعد غفلة :

وفي ما يبدو أدرك الشاعر في أواخر عمره ما جنته يداه ، وما ارتكب من عظيم المعصية والذنب الكبير بحقّ أهل البيت ، فأراد أن يغسل ذاك العار الذي لحقه ، فأنشأ قصيدته اللاّمية الأُخرى التي يُعرّض بالرشيد ويرثي فيها الإمام الحسين عليه‌السلام ، ولا أدري كيف تمحو هذه الحسنة تلك السيئات؟! نسأل الله سبحانه أن يمنّ عليه بالنجاة وأن تدركه شفاعة الحسين عليه‌السلام إنّه باب النجاة ، ومأوى العصاة وبه الخلاص.

وهكذا انتصر للزهراء عليها‌السلام بعد تفريط قد سبق ، فقال في أواخر عمره :

مظلومةٌ والنبيّ والِدُها

تُديرُ أرجاءَ مُقلة حَافل

اَلا مَساعير يَغضِبُون لَها

بسلّةِ البِيضِ والقَنا الذابل

وله في رثاء الإمام الحسين عليه‌السلام :

قال الحصري القيرواني في زهر الآداب(١) :

ثمّ ذكر الحصري نقلاً عن الجاحظ : إنّ منصور النّمري كان يذهب أوّلاً مذهب الشراة ، فدخل الكوفة وجلس إلى هشام بن الحكم الرافضي وسمع كلامه ، فانتقل إلى الرفض(٢).

أخبرني من رأى النّمري على قبر الحسين بن علي عليه‌السلام ينشد

__________________

(١) زهر الآداب ٣ / ٧٠٥.

(٢) زهر الآداب ٣ / ٧٠٥.

۱۶۰

قصيدته التي يقول فيها(١) :

مَتى يَشفِيكَ دَمْعُكَ مِنْ هُمولِ

وَيَبرُدُ ما بِقَلبِكَ مِنْ غَليلِ

ألا يا رُبَّ ذِي حَزَن تَعَايا

بِصَبر فاستراحَ إلى العَويلِ

قُتِيلٌ مَا قَتِيلُ بَنِي زِيَاد

ألا بِأَبِي وأُمِّي مِنْ قَتيلِ

رُوَيدَ ابنِ الدَّعيِّ ومَا ادّعاهُ

سَيَلقى ما تَسَلّفَ عَنْ قَليلِ

غَدَتْ بِيضُ الصَّفائِحِ والعَوالي

بأيدِي كُلِّ مؤتَشِب دَخيلِ

مَعاشِرُ أوْدَعَتْ أيّامُ بَدْر

صُدُورَهُمُ وَدِيعَاتِ العَليلِ

فَلَمّا أمكَنَ الإسلامُ شَدُّوا

عَلَيهِ شِدّةَ الحَنِقِ الصَّؤولِ

فوافَوا كَرْبلاءَ مع المَنايا

بِمرادة مُسوَّمَةِ الخُيولِ

وأبناءُ السَّعادةِ قَدْ تَواصَوا

عَلى الحِدْثان بِالصَّبرِ الجَميلِ

فما بَخَلَتْ أكُفُّهُم بِضَرب

كأمثالِ المَصاعِبَةِ البُزولِ

ولا وُجِدَتْ عَلى الأصلاَبِ مِنهُمْ

ولا الأكتافِ آثارُ النُّصولِ

ولكنّ الوُجوهَ بِها كُلومٌ

وفَوقَ نُحورِهِمْ مَجرى السُيّولِ

أُرِيقَ دَمُ الحُسينِ وَلَم يُراعُوا

وَفِي الأحياءِ أمواتُ العُقولِ

فَدَتْ نفسٌ جَبينَكَ من جَبِين

جَرى دَمُهُ عَلى خَدٍّ أسيلِ

أَيَخْلو كُلُّ ذي وَرَع ودين

مِنَ الأحزَان والهَمِّ الطَّويلِ

فُؤادَكَ والسُّلوَّ فَإنَّ قَلبي

سَبَايا أن تَعُودَ إلى ذُهولِ

وَقَدْ شَرِقَتْ رِمَاحُ بَني زِياد

بِرِيٍّ مِنْ دِمَاءِ بَني الرّسولِ

أَلَمْ يَحْزُنكَ سِرْبٌ مِنْ نِساء

لاِلِ محمّد خُمشِ الذُّيولِ

يُشقِّقنَ الجُيُوبَ عَلى حُسَين

أيامي قَدْ خَلَونَ مِنَ البُعولِ

__________________

(١) زهر الآداب ٣ / ٧٠٥.

۱۶۱

فَقَدْنَ محمّداً فَلَقِينَ ضَيماً

وكُنّ بِهِ مَصُوناتِ الحُجولِ

أَلَمْ يَبْلُغكَ والأنْبَاءُ تُنمى

مِصالُ الدّهرِ في وَلَدِ البَتولِ

بِتُربَةِ كربلاءَ لَهُم ديارٌ

نِيَامُ الأهلِ دَارِسَةُ الطّلولِ

فأوصالُ الحُسينِ بِبَطنِ قاع

مَلاعِبُ لِلدَّبورِ ولِلْقَبولِ

تَحِيّاتٌ ومَغْفِرةٌ وَرَوحٌ

على تِلك المَحَلّةِ والحُلولِ

ولا زَالتْ مَعَادِنُ كُلِّ غَيث

من الوَسْميِّ مُرتَجِس هَطولِ

بَرِئنا يا رسول الله ممّن

أَصَابكَ بالأذاءَةِ والذُّحُولِ

ألا يا ليتني وُصِلَتْ يَمِيني

هُناكَ بِقائِمِ السّيفِ الصَّقيلِ

فَجُدتُ على السُّيوفِ بِحُرِّ وجهي

وَلَم أخذِل بَنيِك مع الخَذولِ(١)

وله في رثاء الإِمام الحسين عليه‌السلام وأهل البيت عليهم‌السلام :

شاءٌ مِنَ النّاسِ راتِعٌ هَامِل

يُعَلِّلونَ النُّفوسَ بِالباطِلْ

تُقْتَلُ ذُرِّيَّةُ النَّبيِّ وَيَرْ

جونَ جِنانَ الخُلود لِلقاتِلْ

وَيْلَكَ يا قاتِلَ الحُسَينِ لَقَدْ

بُؤْتَ بِحِمْل يَنوءُ بالحَامِل

أيُّ حِباء حَبَوتَ أحْسَدَ في

حُفْرتِهِ مِنْ حَرارَةِ الثّاكل

بأيِّ وَجْه تَلقَى النّبِيَ وَقَدْ

دَخَلْتَ في قَتلِهِ مَعَ الدّاخِل

هَلُمَّ فاطلُب غَداً شَفَاعَتَهُ

أوْ لا فَرِدْ حَوْضَهُ مَعَ النّاهِل

ما الشَّكُّ عِندي في حالِ قاتِلِهِ

لكِنّني قَد أشُكُّ في الخاذِل

نفسي فِداءُ الحسين يَومَ غَدا

إلى المَنايا غُدُوَّ لا قافِل

__________________

(١) الزهرة ٢ / ٤٥ ، تلخيص أخبار شعراء الشيعة : ٨١ ، زهر الآداب ٣ / ٧٠٥ ، أمالي المرتضى ٢ / ٢٧٦ ، أدب الطف ١ / ٢٠٩ ، أعيان الشيعة ٤٨ / ١١٠.

۱۶۲

ذلِكَ يَومٌ أَنْحَى بِشَفْرَتِهِ

على سَنامِ الإسلامِ والكاهِل

حَتّى مَتى أنتِ تَعجَبِين ألا

تَنْزِلُ بالقومِ نِقمَةٌ العاجِل

لا يَعْجَلُ اللهُ إنْ عَجِلْتَ ومَا

رَبُّك عَمّا يُرِيدُ بِالغافِل

وَعَاذِلي أنّني أُحِبُّ بَني

أحْسَدَ فالتُّربُ في فَمِ العاذِل

قد دِنتُ ما دِينُكُم عَلَيه فَما

وَصَلْتُ مِنْ دينِكُم إلى طائِل

دِينُكُمُ جَفْوةُ النّبيِّ وَمَا الـ

ـجافي لآلِ النّبيِّ كالواصِل

مَظْلومةٌ والنّبيُّ والِدُهَا

تُديِرُ أرجاءَ مُقْلَة حَافِل

ألا مَساعِير يَغْضَبُون لَهَا

بِسَلَّةِ البِيضِ والقَنَا الذّابِل(١)

__________________

(١) طبقات الشعراء : ٢٤٣ ، الأغاني ١٢ / ١٩ ، مقاتل الطالبيين : ٥٢٢ ، الوساطة للجرجاني : ٣٤٧ ، أمالي المرتضى ٢ / ٢٧٦ ، تاريخ بغداد ١٣ / ٦٨ ، أعيان الشيعة ٤٨ / ١١٢.

۱۶۳

مصادر البحث

١ ـ القرآن الكريم.

٢ ـ أخبار أبي تمّام ، لمحمّد بن يحيى الصولي ، دار الآفاق الجديدة ، بيروت ١٩٨٠ م.

٣ ـ أدب الطفّ ، لجواد شبّر ، ط ١ ، بيروت ١٩٧٧ م ، وطبعة مؤسّسة البلاغ ١٤٠٩.

٤ ـ أعيان الشيعة ، لمحسن الأمين العاملي ، تحقيق حسن الأمين ، بيروت ، ط ١ ، ١٩٥٨ م. وطبعة دار التعارف.

٥ ـ الأغاني ، لأبي الفرج الأصبهاني ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، وطبعة دار الكتب العلمية ، بيروت ، ١٩٨٦ م.

٦ ـ الأمالي ، للسيّد المرتضى علم الهدى ، م السعادة بمصر ، وطبقة أخرى.

٧ ـ أنساب الأشراف ، للبلاذري ؛ أحمد بن يحيى (ت ٢٧٩ هـ) ، تحقيق المحمودي ، مؤسّسة الأعلمي بيروت. وطبعة أُخرى ، تحقيق إحسان عبّاس ، الشركة المتحدة للتوزيع ، بيروت.

٨ ـ الأنساب ، للسمعاني ، عبدالكريم بن محمّد (ت ٥٦٢ هـ) ، دار الكتب العلمية ، بيروت.

٩ ـ البديع في نقد الشعر ، لأُسامة بن منقذ ، مكتبة البابي الحلبي ، القاهرة ، ١٩٦٠ م.

١٠ ـ تاريخ الأدب العربي (العصر العبّاسي الأوّل) ، و. شوقي شيف ، دار المعارف ، القاهرة ، والطبعة السادسة والعاشرة.

١١ ـ تاريخ بغداد ، للخطيب البغدادي (ت ٤٦٣ هـ) ، م السعادة ، مصر.

١٢ ـ تاريخ الطبري ، لمحمّد بن جرير (ت ٣١٠ هـ) ، طبعة قم.

١٣ ـ التشيّع وآثره في شعر العصر العبّاسي الأوّل ، للدكتور محسن غياض ، مطبعة النعمان ، النجف الأشرف.

۱۶۴

١٤ ـ تلخيص أخبار شعراء الشيعة ، للمرزباني.

١٥ ـ الجمهرة ، لابن حزم الأندلسي.

١٦ ـ حدائق السحر في دقائق الشعر ، لرشيد الدين محمّد العمري الوطواط ترجمة عن الفارسية إبراهيم أمين الشواربي ، القاهرة ، ١٩٤٥ م.

١٧ ـ الحيوان ، للجاحظ ؛ عمرو بن عثمان (ت ٢٥٥ هـ) ، دار إحياء التراث العربي ١٩٥٠ م.

١٨ ـ ديوان الحماسة ، لأبي تمّام الطائي.

١٩ ـ ديوان المعاني ، لأبي هلال العسكري دار الأضواء ، بيروت ١٩٨٩ م.

٢٠ ـ زهر الآداب وثمر الألباب ، لأبي إسحاق الحصري القيرواني ، دار الفكر العربي ، بيروت. وط ٤ ، دار الجيل ، بيروت ١٩٧٢ م.

٢١ ـ الزهرة ، لمحمّد بن داوود الأصبهاني ، تحقيق إبراهيم السامرّائي ، ط ١ ، والطبعة الثانية الأردن ، ١٩٨٥ م.

٢٢ ـ الشعر والشعراء ، لابن قتيبة ، دار إحياء العلوم ، بيروت ، ١٩٨٧ م.

٢٣ ـ الشعر والشعراء ، للدكتور مصطفى الشعكة.

٢٤ ـ الصحّاح ، لإسماعيل الجوهري ، تحقيق العطّار ، دار العلم للملايين ، ط ٣ ، بيروت.

٢٥ ـ طبقات الشعراء ، لابن المعتز ، دار المعارف ، القاهرة.

٢٦ ـ العقد الفريد ، لابن عبد ربّه الأندلسي ، دار الكتب العلمية ، بيروت. وطبعة دار الكتاب العربي ، بيروت.

٢٧ ـ عيار الشعر ، لمحمّد بن أحمد بن طباطبا العلوي ، القاهرة ، ١٩٥٦ م. وطبعة دار الكتب العلمية ، بيروت ، ١٩٨٢ م.

٢٨ ـ الكامل في اللغة والأدب ، لأبي العبّاس ، محمّد بن يزيد المبرّد ، مؤسّسة المعارف ، بيروت.

٢٩ ـ كتاب الأوراق ، لمحمّد بن يحيى الصولي ، دار المسيرة ، بيروت.

٣٠ ـ كتاب الصناعتين ، لأبي هلال العسكري ، دار الكتب العلمية ، بيروت ١٩٨٤ م.

۱۶۵

٣١ ـ كتاب الوزراء والكتّاب ، للجهشياري ؛ محمّد بن عبدوس ، دار الفكر الحديث ، بيروت ١٩٨٨ م.

٣٢ ـ الكنى والألقاب ، لعبّاس القمّي ، مطبعة العرفان ، صيدا ١٣٥٨ هـ ، والمطبعة الحيدرية النجف ١٣٧٦ م.

٣٣ ـ لسان العرب ، لابن منظور المصري ، أدب الحوزة ، قم المقدسة.

٣٤ ـ المثل السائر ، لضياء الدين ابن الأثير ، دار نهضة مصر للطبع والنشر ، الفجالة ، القاهرة.

٣٥ ـ مجالس المؤمنين ، لنور الله التستري ، طبعة كتابفروشي ، طهران.

٣٦ ـ مجمع البحرين ، للشيخ الطريحي (ت ١٠٨٥ هـ) ، مكتب نشر الثقافة الإسلامية ، طهران.

٣٧ ـ محاسن الكلام (كتاب المحاسن في النظم والنثر) ، لأبي الحسن ، نصر بن الحسن المرغيناني ، ط إيران.

٣٨ ـ المزهر في علوم اللغة وأنواعها ، لجلال الدين السيوطي ، تحقيق جاد المولى ، دار التراث ، القاهرة.

٣٩ ـ المصباح المنير ، لأحمد بن محمّد الفيومي ، القاهرة ١٩٢٩ م.

٤٠ ـ معالم العلماء ، لابن شهرآشوب المازندراني ، المطبعة الحيدرية ، النجف ١٩٦١ م.

٤١ ـ معجم الأُدباء ، لياقوت الحموي ، القاهرة ١٩٣٠ م.

٤٢ ـ معجم البلدان ، لياقوت الحموي ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت.

٤٣ ـ مقاتل الطالبيّين ، لأبي الفرج الأصبهاني ، علي بن الحسين ، طبعة قم.

٤٤ ـ مناقب آل أبي طالب ، لابن شهرآشوب ، المطبعة العلمية ، قم.

٤٥ ـ الموازنة ، لأبي القاسم الآمدي ، الحسن بن بشر ، دار المعارف القاهرة ، ١٩٩٢ م. وطبعات أُخر.

٤٦ ـ الموشّح ، للمرزباني ، محمّد بن عمران ، دار الفكر ، القاهرة.

٤٧ ـ الوافي بالوفيات ، لصلاح الدين الصفدي ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ٢٠٠٠ م.

۱۶۶

٤٨ ـ الوساطة بين المنتبّي وخصومه ، لعليّ بن عبد العزيز الجرجاني ، منشورات المكتبة العصرية ، صيدا ١٩٦٦ م.

٤٩ ـ وفيات الأعيان ، لابن خلّكان ، تحقيق إحسان عباس ، ط ٢ ، دار الثقافة ، بيروت.

۱۶۷

فهرس مخطوطات

مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام العامّة

النجف الأشرف

(٢١)

السيّد عبد العزيز الطباطبائي قدس‌سره

(١٢١٣)

العروة الوثقى

تأليف العلاّمة السيّد عبد الله بن أبي تراب الحسيني الطباطبائي.

في علم الأُصول ، يبحث عن حجّية الأدلّة الأُصولية ودليليّتها بصورة مفصّلة مبسوطة ، وفيها تعرّض لأكثر المباحث الأُصولية ، وعليه تقريظات من أعلام عصره ، منهم : الحاج ميرزا أبو القاسم إمام الجمعة الطهراني ، والسيّد محمود صاحب المواهب ابن عليّ نقي بن جواد الطباطبائي ، تاريخه شعبان سنة ١٢٥٤ ، ومنهم : السيّد عبد الرزاق الحسني الجهانشاهي ، ومنهم : السيّد محمّد يوسف بن عبد الفتّاح الحسني الحسيني الموسوي الرضوي الطباطبائي ، من تلامذة الوحيد البهبهاني ، وصاحب الرياض ، والسيّد ميرزا مهدي الشهرستاني ، ويروي عنهم بالإجازة ، وأجاز للمؤلّف بالرواية عنه عن هؤلاء بطرقهم التي ذكرها إلى الشهيد الثاني.

وفرغ المؤلّف من تأليفه هذا سنة ١٢٤٠.

ومن المقرّظين : ميرزا عبد الرسول المتخلّص آزاد ، قرّظه بقصيدة

۱۶۸

جيمية عربية ، فأصلحها المؤلّف ، وأضاف إليها ثمانية أبيات ، وللمؤلّف على الكتاب حواش كثيرة منه.

نسخة كتابتها سنة ١٤٦٠ ، والظاهر أنّها في حياة المؤلّف ، وعليه حواشي كثيرة منه ، وبأوّله إلى آخره بلغ قبالاً ، وفي آخره : تمّ المجلّد الأوّل من العروة الوثقى والطريقة الوسطى ، وتقع في ٢١٤ ورقة ، مقاسها ٧ / ١٤ / ٢٠ ، تسلسل ١١٤.

(١٢١٤)

العشرة الكاملة

فارسي.

أوّلها : (وبه أستعين حمد وسپاس مر خداوندى راست كه خواص بندگان خود را ...).

صدّره باسم خان خانان ، وأطراه كثيراً.

نسخة بخطّ فارسي جميل ، ضمن مجموعة من رسائله ، كتبها أحد خطّاطي القرن الحادي عشر من الورقة ٨٥ أإلى الورقة ٩٦ ب ، رقم ٦ / ٢٠٠٥.

(١٢١٥)

عقائد الشيعة

تركي.

رسالة في الاعتقادات وأُصول الدين ، تركية تنسب إلى المولى المقدَّس الأردبيلي ، المتوفّى سنة ٩٩٣.

۱۶۹

نسخة فرغ منها كاتبها سلخ جمادى الآخرة سنة ١١١٤ ، وتقع في ٩٣ ورقة ، مقاسها ١٢ / ١٨ تسلسل ٧٢٨.

(١٢١٦)

عقائد الشيعة

في فوائد الشريعة

فارسي.

للشيخ علي أصغر بن علي أكبر ، ألّفه بطلب من السلطان محمّد شاه القاجاري ، صدّره باسمه ، وأثنى عليه ، وذكر إنّه طلب منّي أن أكتب كتاباً في عقائد الشيعة مبسّطاً من دون تكلّف أو تعقيد.

أوّله : (الحمد لله الذي شرح صدورنا بعقائد أسرار محبته ، ورشح في قلوبنا فوائد أنوار مودّته ...).

رتّبه على مقدّمة وخاتمة ، بينهما عدّة مصابيح في كلّ مصباح عدّة أنوار.

نسخة بخطّ فارسي خشن جميل ، كتبها الخطّاط السيّد محمّد الحسيني ، وفرغ منها ٢٣ جمادى الأُولى سنة ١٢٧٣ ، وأظنّها نسخة كتبت ليطبع عليها ، وتقع في ٩٣ ورقة ، رقم ١٨٥٨.

(١٢١٧)

عقائد النسوان

فارسي.

المشتهر بكلثوم ننه ، كتاب هزلي ، تأليف المحقّق آقا حسين بن

۱۷۰

جمال الدين الخونساري ، المتوفّى سنة ١١٢٥ ، استهزأ فيه بما يعتقده النساء من خرافات.

نسخة بأوّل مجموعة هزلية خلاعية ، من منظوم ومنثور كتبها محمّد تقي سنة ١٢٤٩ ، رقم المجموعة ١٦٣٤.

(١٢١٨)

العقد الطهماسبي

للشيخ المحدّث الفقيه الشيخ عزّ الدين الحسين عبد الصمد العاملي الجبعي الهمداني ، المتوفّى سنة ٩٨٤ ، ألّفه للسلطان شاه طهماسب الصفوي.

وهو في مسائل الطهارة وأحكامها ، ولا سيّما ما يكثر فيه الوسواس وتعمّ به البلوى بين الناس.

أوّله : (الحمد لله الذي أنزل من السماء ماء طهوراً ...).

نسخة القرن الحادي عشر ضمن المجموعة رقم ٦ / ٢٢٩٩ ، وعليها تملّك درويش بن محمّد فطيم الحلّي سنة ١١٤٢ ، وعبد بن زامل.

(١٢١٩)

عقيدة

عقيدة الشيباني أبي عبد الله محمّد ، المذكور في الفهارس ، إنّما هي منظومة ، وهذه منشورة.

نسخة بخطّ سعيد بن قابل النجدي الشافعي ، كتبها سنة ٩٩٥ ضمن

۱۷۱

مجموعة ، وفيها شرحان على هذه العقيدة ، رقم المجموعة ٨٤٠.

(١٢٢٠)

عكاسي

فارسي.

كتاب فارسي في فنّ التصوير الضوئي ، تأليف محمّد كاظم بن أحمد المحلاّتي ، كتبه بأمر ناصر الدين شاه القاجاري.

نسخة كتابتها جمادى الأُولى سنة ١٢٨١ ، وتقع في ٨٢ ورقة ، رقم ١٥٩٢.

(١٢٢١)

علاج الأرواح

للحاج محمّد كريم خان بن إبراهيم الكرماني ، المتوفّى سنة ١٢٨٨.

مرتّب على مقدّمة ومقالتين ، كتبه بعد دقائق العلاج في علاج الأبدان ، جمع فيه الأحراز والعوذات والرقي وأشباهها ، وفرغ منها في جمادى الأُولى سنة ١٢٧١.

نسخة فرغ منها الكاتب بخطّ نسخ جيّد في ربيع الأوّل سنة ١٣٠٥ ، والكاتب محمّد كريم بن محمّد صادق ، وقبله حرز سمّاه دعاء الأقالة ، ويظهر من بعض الهوامش أنّه كتبه عن نسخة الأصل ، وبعده كتاب جوامع العلاج للمؤلّف ، وبخطّ الكاتب نفسه ، رقم المجموعة ٣٣٩.

۱۷۲

(١٢٢٢)

علل الشرائع

تأليف رئيس المحدّثين ، الشيخ الصدوق ابن بابويه أبي جعفر محمّد ابن عليّ بن موسى القمّي ، المتوفّى سنة ٣٨١.

نسخة كتبها عبد القادر بن عبد الغني المازندراني ، في مكّة المكرّمة ، بخطّ فارسي ، وفرغ منها في ٢٢ شوّال سنة ١٠٥٣ ، والعناوين مكتوبة بالشنجرف ، وعليها تصحيحات ، وبأوّلها فهرس أبواب الكتاب ، تقع في ١٤٩ ورقة ، رقم ٢٦٦٠.

نسخة فرغ منها الكاتب ٢٦ جمادى الآخرة سنة ١٠٥٨ ، وهي مصحّحة ، وعليها تصحيحات ، وبأوّلها فهرس أبواب الكتاب ، تقع في ٢٣٦ ورقة ، رقم ١٧٦٨.

نسخة بخطّ نسخ جيّد ، كتبها السيّد علي بن مير بديع الحسيني ، وفرغ منها أواسط رجب سنة ١١١٤ ، ثمّ كتب الكاتب بخطّه الفارسي الجيّد في آخرها : بلغت مقابلته من أوّله إلى آخره مقابلة تحقيق وتدقيق ... سلخ شعبان سنة ١١١٦ ، على يد كاتبه ومالكه المجاز سيّد علي ، فيظهر أنّه من العلماء ، وتقع في ١٤٣ ورقة ، رقم ١٨٩٥.

(١٢٢٣)

علم الله تعالى

للمحدّث الحكيم المحقّق الفيض الكاشاني ، وهو محمّد محسن بن

۱۷۳

مرتضى الكاشاني ، المتوفّى سنة ١٠٩١.

أوّله : (الحمد لله العلي الحكيم ، الذي لا يعزب عن علمه مثقال ذرّة ...) ، شرحه الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي ، المتوفّى سنة ١٢٤١ ، وسمّاه اللباب ، راجع الذريعة ج ١٥ ص ٣٢٢.

نسخة بخطّ حسن علي بن عبد الكريم المجلسي العاملي ، بأوّل مجموعة مكتوبة في القرن الثاني عشر ، رقم ٤٥٧.

(١٢٢٤)

عماد الإسلام

ويقال له مرآة العقول أيضاً ، ولكن طبع باسم عماد الإسلام ، وهو في علم الكلام ، تأليف السيّد دلدار علي بن محمّد معين النصير آبادي الهندي ، المولود سنة ١١٦٦ ، والمتوفّى سنة ١٢٣٥ ، في خمس مجلّدات في الأُصول الخمسة.

المجلّد الأوّل : في التوحيد ، والثاني : في العدل ، والثالث : في النبوّة ، وهذه الثلاثة مطبوعة بالهند نادرة.

والمجلّد الرابع : في الإمامة.

أوّله : (الحمد لله حمداً كثيراً والصلاة والسلام على سيّد المرسلين ...). مجلّد ضخم ، استوعب فيه البحث ، واستقصى الكلام ، ونقل أقوال القوم بنصوصها ، وفي آخره المطاعن.

نسخة بخطّ نسخ جيّد ، فرغ منها الكاتب غرّة شعبان سنة ١٢٤٥ ، وتقع في ٥١١ ورقة ، رقم ١٨٦٥.

۱۷۴

(١٢٢٥)

العمدة

في عيون صحاح الأخبار

في مناقب أمير المؤمنين وأهل البيت عليهم‌السلام

تأليف الشيخ ابن بطريق ، يحيى بن الحسن الحلّي.

أوّله : (الحمد لله شكراً لجزيل آلائه ، واستدعاءً لمزيد نعمائه ...).

نسخة قيّمة قديمة نفيسة ، كتبت في عهد المؤلّف أو قريباً منه ، مصحّحة مقروّة على ابن المصنّف ، وعليها إجازة بخطّه لمن قرأها عليه ، وهي : قرأ على الأجلّ الأوحد ، عزّ الإسلام ، كهف الطائفة ، أبو العباس ابن الأجل تاج الدين ، إبراهيم ابن أحمد بن الأجلّ العفيف الموصلي أدام الله سعادته وبلّغه إرادته ، من أوّل هذا الكتاب ، وهو كتاب العمدة في عيون صحاح الأخبار ، تأليف والدي رحمه‌الله ، إلى فصل : إنّه عليه‌السلام أوّل من أسلم ، وأذنت له أن يروي ذلك عن والدي المصنّف بالقراءة ... بالإجازة ، وعليها ختم لك البهاء كلّه ١٠٨٨ ، ولكن النسخة مشوّشة في التجليد ، رقم ٢٢٣٥.

(١٢٢٦)

عمل شعر

فارسي.

رسالة فارسية في علم الصنعة والكيمياء.

أوّلها : (بستاند حجر حكما را كه از بيست سالگى تا چهل سالگى باشد).

۱۷۵

نسخة ضمن مجموعة في علم الصنعة من ص ٣٠٥ إلى ص ٣١٣ ، وهي بخطّ حاج ملاّ محمّد نعمت اللّهي ، رقم المجموعة ١٧٥٠.

(١٢٢٧)

العمل الصالح

في سعد الأيّام ونحسها واختيارات الأيّام والنجوم والطلسمات ، تأليف السيّد إسماعيل الحسيني الخاتون آبادي ، تلميذ السيّد حسن النجفي ، ألّفه باستدعاء محمّد صالح المنجّم ، رتّبه على مقالات ثلاث ، كلّ مقالة على أعمال.

أوّله : (حمد بى حدّ صانعى را سزد كه احصاء اسماء لطف انتمايش وابداء أوصاف قهر آزمايش خاك نشينان عالم ناسوت را ...).

نسخة ضمن مجموعة بخطّ محمّد حسين بن محمّد مهدي ، كتبها في أصفهان ، وفرغ من بعض ما فيها سنة ١٢٨٤ ، رقم ١٥٩٦.

(١٢٢٨)

العناوين

للسيّد مير عبد الفتاح بن السيّد علي الحسيني المراغي ، من تلامذة الشيخ علي نجل الشيخ الأكبر الشيخ جعفر كاشف الغطاء ، فرغ منه ١٨ شهر رمضان سنة ١٢٤٦ ، وتوفّي سنة ١٢٥٠ ، مشتمل على ثلاثة وتسعين عنواناً في المباحث الأُصولية التي يتفرّع عليها الفروع الفقهية ، طبع مكرّراً منها سنة ١٢٧٤ وسنة ١٢٩٧ ، وهو مشحون بالتحقيق من تقرير أبحاث شيخيه الشيخ علي والشيخ موسى نجل الشيخ جعفر كاشف الغطاء ، ترجم له تربيت في

۱۷۶

دانشمندان آذربايجان ص ٢٥٨.

نسخة تقع في ٤٣٢ ورقة ، مقاسها ٧ / ١٤ × ٢٠ ، تسلسل ٥٢٤.

(١٢٢٩)

العنوان

في القراءات لأبي طاهر ، إسماعيل بن خلف النحوي المقري ، المتوفّى سنة ٤٥٥ ، لخّصه من كتابه الكبير الذي سمّاه الاكتفاء ، قال : فجعلت هذا المختصر كالعنوان له والترجمة عنه.

أوّله : (الحمد لله الذي أنشأنا بقدرته ، وهدانا للإسلام وفطرته ...).

نسخة ناقصة الآخر بخطّ فارسي جيّد ، كتبها محمّد مقيم بن معصوم علي ، بآخر مجموعة بخطّه ، كتبها سنة ١٠٣٤ ، وعليها خطّ محمّد مقيم الخطيب العبد العظيمي ، وتاريخ ختمه ١١٤٨ ، وابنه محمّد معصوم بن محمّد مقيم ، رقم ٢٢٨٨.

(١٢٣٠)

عهد الإمام إلى مالك الأشتر

هو ما عهد به أمير المؤمنين عليه‌السلام إلى مالك بن الحارث الأشتر.

نسخة جميلة بخطّ أحد خطّاطي العهد القاجاري ، كتبه بالنسخ الجميل ، وكتب ترجمتها بالخطّ الفارسي الرائع ، بالحمرة في خلال السطور ، وفرغ منها في شهر رمضان سنة ١٢٧٩ ، تقع في ٣٥ ورقة ، رقم ١٥٢٨.

۱۷۷

(١٢٣١)

عوالم العلوم والمعارف

الجزء السادس عشر ، وهو مقتل أبي عبد الله الحسين عليه‌السلام ، ليس له تاريخ ، إلاّ أنّ عليها بعض الكتابات لها تاريخ ، وأقدمها سنة ١٢٦٣ ، تقع في ٢٢٠ ورقة ، رقمها ١١٤٧.

الجزء السادس عشر ناقص الآخر ، وبآخره ورقتان ليست من الكتاب ، رقم ١١٥٠.

(١٢٣٢)

العوامل المائة

لم أعرف المؤلّف.

أوّله : (الحمد لله ربّ ... أمّا بعد : فإنّ العوامل في النحو على ما ألّفه الشيخ الإمام ... مائة عامل ، لفظية ، ومعنوية ، فاللفظية منها على ضربين : سماعية ، وقياسية).

نسخة ضمن مجموعة بخطّ رحمة الله بن عبد الكريم ، كتبها في القرن العاشر ، فرغ من بعض ما فيها سنة ٩٧٦ ، رقم المجموعة ٨٦٣.

(١٢٣٣)

العوامل المائة

لعبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني.

مطبوعة مرّات كثيرة.

۱۷۸

نسخة ضمن مجموعة تاريخها ١١٢٥ ، رقمها ٨٦٢.

نسخة بآخر البهجة المرضية للسيوطي ، كتبت سنة ١٢٦٥ ، رقم ١٩٠٦.

نسخة كتبت بخطّ نسخ جيّد خشن ، ضمن مجموعة أدبية ، تاريخها سنة ١٢٧١ ، رقم ١٨٢٤.

نسخة بخطّ علي محمّد اللواساني ، كتبها بخطّ فارسي جميل في رجب سنة ١٢٨١ ، في أوّل مجموعة أدبية ، وبعدها شرح العوامل ، وبعده الغري في التصريف ، كلّها بخطّه في غاية الجودة ، وبأوّل كلّ منها لوحة جميلة رائعة ، رقم ١١٦٩.

(١٢٣٤)

عوامل ملاّ محسن في النحو

متن متوسّط جيّد.

أوّله : (أحمدك يامن يرفع اليد صالح العمل ، وأُصلّي على نبيّك محمّد وآله المبني لهم كرامة المحل ، أمّا بعد : النحو علم).

نسخة بخط نسخ خشن جيّد ، كتبها أقلّ الطلاّب عبد الصمد بن ملاّ محمّد حسين ، وفرغ منها ٢٦ جمادى الثانية سنة ١٢٩٨ في ٤٥ ورقة رقم ١٨٥٦.

(١٢٣٥)

عين الحياة

للعلاّمة المحدّث المجلسي ، محمّد باقر بن محمّد تقي الأصفهاني ، المتوفّى سنة ١١١١.

۱۷۹

وهو شرح مبسوط على وصية النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لأبي ذر رحمه‌الله ، وهو كتاب جامع لشتات المواعظ والنصائح والأخلاقيات ، مطبوع مرّات كثيرة منذ عام ١٢٤٠ إلى يومنا هذا ، في إيران ، وفي الهند ، ولخّصه المؤلّف وسمّاه مشكاة الأنوار ، والملخّص أيضاً مطبوع.

نسخة بخطّ فارسي جميل خشن بديع ، كتبها أحد خطّاطي القرن الثالث عشر لأحد الملوك أو وزرائهم فالنسخة خزائنية ، بأوّلها لوحة جميلة والصفحتين الأوّليين مزوّقة بالأزهار والنقوش ، والجلد مطلي بالميناء والأزهار من جانبه ، والأوراق مؤطّرة باللاّجورد والشنجرف ، تقع في ٥٤٠ ورقة ، رقم ١٨٥٩.

(١٢٣٦)

عين اليقين

للفيض الكاشاني.

طبع ضمن أربع كتب من مؤلّفات الفيض سنة ١٣١٤.

قطعة منه بخطّ فارسي ، كتبها السيّد محمّد مهدي بن محمّد جواد العلوي ، ضمن مجموعة من مؤلّفات الفيض ، كتبها سنة ١٢٢٦ ، وهذه القطعة تبدأ من أوائل كيفية نشوء الآخرة من الأُولى إلى أوّل ، البحث في مبدأ الوجود من ص ٢٩٠ المطبوع إلى ص ٣٠١.

(١٢٣٧)

عيون أخبار الرضا عليه‌السلام

نسخة بخطّ نسخ جيّد ، كتبها محمّد شفيع بن محمّد مقيم

۱۸۰

الأردكاني ، وفرغ منها سلخ ذي القعدة سنة ١١١٢ ، وعليها بلاغات وتصحيحات وتعليقات ، وأكثر أوراقها مطلي مفروش بماء الذهب ، تقع في ٣٣٨ ورقة ، رقم ٩٨٧.

نسخة بخطّ محمّد غفر الله ذنوبه ، كتبها بخطّ نسخ جيّد خشن واضح ، وفرغ منها أواخر شهر رمضان سنة ١٠٧٠ ، والنسخة مصحّحة مقابلة قيّمة ، عليها تصحيحات وتعليقات ، وفي هوامشها تفسير غريب لغات الكتاب ، وتعاليق أُخرى لغوية وأدبية وحديثية ، كتبها العلاّمة أبو طالب بن ملاّ محمّد حسن الآراني الكاشاني ، وفرغ منها ١٧ شعبان سنة ١٢٤٢.

وفي ظهر الورقة الأخيرة أيضاً دعاؤه عليه‌السلام في الاستخارة.

كتبها بخطّه العلاّمة بهاء الدين محمّد بن محمود بن ميرزا محمّد محسن المشرفي ، وعليها أيضاً قصيدة بائية في مدح أمير المؤمنين عليه‌السلامأوّلها :

إذا كنتم ممّن يروم لحاقه

فهلاّ برزتم نحو عمرو ومرحب

رقم ٥١٧.

وأيضاً :

أبا حسن لو كان حبّك مدخلي

جهنّم كان الفوز عند جحيمها

وكيف يخاف النار من مات موقناً

بأنّ أمير المؤمنين قسيمها

رقم ١٥٧.

نسخة على يدي الفقير يحيى ، كتبها بخطّ فارسي جميل ، وفرغ منها منتصف ذي القعدة سنة ١٠٩٧ ، والنسخة مصحّحة على الهوامش

۱۸۱

تصحيحات وبعض التعليقات ، وتقع في ٢٧٠ ورقة ، رقم ٤٦.

نسخة بخطّ نسخ جيّد ، كتبها محمّد حسين بن محمّد هاشم الهزارجريبي ، وفرغ منها ٢٤ ذي الحجّة سنة ١٠٧٠ ، وعليها تصحيحات ، وتقع في ٣٦٧ ورقة ، رقم ١٧٦٩.

وبظهر الورقة الأُولى مسائل أربع فقهية منقولة من الشيخ الأجلّ العلاّمة أبي طالب الشيخ إسماعيل زراني ، عن أبيه ، عن الشيخ الشهيد الأوّل.

نسخة كتابة القرن الحادي عشر ، بخطّ نسخ جيّد ، ناقصة من آخرها قليلاً ، وتقع في ٢٣٧ ورقة ، رقم ٤٤١.

نسخة القرن الحادي عشر ، تقع في ٣١٩ ورقة ، رقم ٢٢٠٤.

(١٢٣٨)

عيون الأُصول

في علم أُصول الفقه ، تأليف الشيخ محمّد تقي بن آقا محمّد البرغاني القزويني ، الشهير بالشهيد الثالث ، المستشهد سنة ١٢٦٤ ، أكثر فيه من الاعتراض على صاحب القوانين ، فرغ منه ليلة الجمعة عاشر جمادى الآخرة سنة ١٢٣٨ ، ألّفه في حياة صاحب القوانين.

نسخة بخطّ عبد الصمد بن محمّد باقر الأنصاري ، فرغ منها يوم الأربعاء من محرّم سنة ١٢٣٩ ، وهي مكتوبة في حياة المؤلّف ، وعليها حواشي كثيرة للمؤلّف ، تقع في ٢١٨ ورقة ، مقاسها ٥ / ٢٠ × ٧ / ٢٩ ، تسلسل ٤٦٤.

۱۸۲

(١٢٣٩)

العيون والأنهار

في الآيات والأسرار

للحاج المولى عبد الله بن حاجي هادي الهرندي الأصفهاني ، من أعلام القرن الثالث عشر.

في المعارف والمبدأ والمعاد ، مرتّب على اثني عشر عيناً ، في كلّ عين عدّة أنهار ، من تلامذة العلاّمة المجلسي ، وإمام الجمعة ، والزعيم الروحي في بلاده.

نسخة من المجلّد الأوّل ، وهي إلى تمام العين الثامن بخطّه الشريف ، وبآخرها خطّ سبطه الشيخ شمس الدين محمّد الهرندي ، نبّه على أنّ هذا الكتاب بتمامه بخطّ مؤلّفه جدّ والدي العامل الكامل ...

وبعد إطراء بالغ : الحاج ملاّ عبد الله الهرندي ، وتاريخ هذا الخطّ سنة ١٣٣٠ ، وأمّا الكتاب نفسه ، فلم يؤرّخ ويقع في ٢٠٢ ورقة ، مقاسها ٣ / ١٠ × ١٥ ، تسلسل ٥٦٤.

(١٢٤٠)

عيون المعجزات

للحسين بن عبد الوهاب من أعلام القرن الخامس ، ترجم له شيخنا العلاّمة الأوردبادي رحمه‌الله في مقدّمة طبعته النجفية.

نسخة بخطّ نسخ جيّد ضمن مجموعة ، فرغ منها الكاتب في صفر سنة ١٢٣١ ، وقد كتب عليه أنّه منتخب من عيون المعجزات ، ولكن بعد

۱۸۳

مطابقته مع المطبوع ؛ تبيّن أنّه لم ينقص عن المطبوع شيء إلاّ أن يكون المطبوع أيضاً ناقصاً ملخّصاً ، رقم ٤ / ٢١٥٩.

(١٢٤١)

غاية البادي

شرح المبادئ

مبادئ الأُصول في أُصول الفقه ، للعلاّمة الحلّي ، وهو الشيخ جمال الدين أبو منصور ، الحسن بن سديد الدين يوسف بن المطهّر الحلّي ، المتوفّى سنة ٧٢٦ ، والشرح لابن أُخته وتلميذه السيّد العميدي.

نسخة بآخر مجموعة ، كتابة أوائل القرن الحادي عشر ، ناقصة الآخر ، والموجود إلى أوائل مباحث العموم والخصوص ، وبآخر المجموعة أوراق فيها فوائد وأشعار ، رقم ٥٦٧.

(١٢٤٢)

غاية التهذيب

ويسمّى مهذّب التهذيب أيضاً.

هو نظم متن تهذيب المنطق لسعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني.

والناظم العلاّمة الفقيه ميرزا محمّد حسين الشهرستاني الحائري ، المتوفّى سنة ١٣١٥.

أوّله :

الحمد لله الذي هدانا

إلى طريق الحقّ واجتبانا

وبعد هذا غاية التقريب

مهذّب بمنطق التهذيب

۱۸۴

فرغ من نظمه ٣ رجب سنة ١٢٨٣ في مدينة الكاظمية.

نسخة بخطّ محمّد بن محمّد حسين الفارسي الحائري ، كتبها بخطّ نسخ جيّد ، وفرغ منها ١٠ ربيع الآخر سنة ١٣٢٣ ، ٢٠ ورقة ، رقم ١٧٥٨.

(١٢٤٣)

الغاية القصوى

في أُصول الفقه ، للسيّد محمّد بن عبد الصمد الحسيني الشهشهاني الأصفهاني ، توفّي سنة ١٢٧٨ من تلامذة صاحب الرياض.

أوّله : (نحمدك اللّهم على ترادف النعماء ، ونشكرك على تواتر الآلاء التي تعدى أُصولها عن الغاية القصوى ...) ، رتّبه على مقدّمة وأبواب وخاتمة.

قال في خطبته بأنّه بدأ بتأليفه بعد عام ١٢٤٠ في وطنه أصفهان في مجلّدين.

المجلّد الأوّل : بخطّ السيّد محمّد إسماعيل بن محمّد علي الحسيني ، في مقدّمات الأُصول ومشتركات الكتاب والسنّة ، كتب بخطّ نسخ جيّد ، وفرغ الكاتب غرّة ذي القعدة سنة ١٢٩١ ، مقابل مصحّح ، عليه بلاغات ، وفي آخره : بلغ ، وعليه ختم السيّد بديع الموسوي والسيّد عبد المجيد الحسيني ، ٣٦٤ ورقة ، رقم ١٩٩٣ ، وبأدلّة فقهية ذكر فيها أنّه وقف حسب وصية المؤلّف.

المجلّد الثاني : بخطّ السيّد محمّد إسماعيل بن محمّد علي

۱۸۵

الحسيني ، كتبه بخطّ نسخ جميل ، وفرغ منه ٨ ربيع الأوّل سنة ١٢٩٠ ، وعليه تصحيحات وبلاغات ، منها في آخره : بلغ قبالاً ، وعليه ختم السيّد بديع الموسوي والسيّد عبد المجيد الحسيني ، وبأوّله وقفية حسب وصية المؤلّف ، تاريخه ١٢٧٥ ، رقم ١٩٩٤.

(١٢٤٤)

غاية المأمول

في شرح زبدة الأُصول

زبدة الأُصول للعلاّمة المحقّق المشارك في العلوم العقلية والنقلية ، شيخنا شيخ الإسلام والمسلمين بهاء الملّة والدين محمّد بن الحسين بن عبد الصمد الحارثي العاملي ، المتوفّى ١٢ شوال سنة ١٠٣١ ، وعليها شروح كثيرة ، وهذا الشرح لتلميذه المحقّق الكاظمي المشتهر بالفاضل الجواد ، وهو محمّد الجواد بن سعدالله بن جواد ، شرحها في حياة أُستاده المؤلّف.

نسخة بخطّ علي بن ملاّ جعفر الرودباري ، كتبها سنة ١٢٢٤ ، وبآخرها بخطّ بعض العلماء ، فائدة في الفرق بين الفتوى والحكم ، في ١٦١ ورقة ، رقم ١٧٠٥.

نسخة مكتوبة في هرات ، بخطّ ابن الحاج سيّد باقر العالم الحسيني الفواهي ، فرغ منها في ١٦ جمادى الأُولى سنة ١٢٣٧ ، وتقع في ١٨٥ ورقة ، مقاسها ٨ / ١٣ × ٣ / ١٩ ، أثّرت فيها الرطوبة ونسخها شايعة كثيرة ، تسلسل ١٤٢.

نسخة كتابة القرن الثاني عشر ١٤٣ ورقة ، رقم ٨٧٠.

۱۸۶

(١٢٤٥)

غاية المراد

في شرح نكت الإرشاد

إرشاد الأذهان للعلاّمة الحلّي.

وغاية المراد للشهيد الأوّل شمس الدين محمّد بن مكّي العاملي الجزيني ، المستشهد سنة ٧٨٦.

نسخة قيّمة بخطّ العلاّمة الشيخ علوان الجزائري ، كتبها بخطّه في أصفهان ، وفرغ منها ٢٢ شعبان سنة ١٠٣٥ في ٢٣٦ ورقة ، رقم ٦٨٤.

نسخة قيّمة بخطّ محمّد بن علي قلي ، فرغ منها يوم الخميس ٢٦ جمادى الأُولى سنة ١١٣٥ ، ثمّ قابلها وصحّحها على نسخة مصحّحة على نسخة الأصل ، وفرغ من التصحيح الدقيق الممتّد إلى سنة كاملة في جمادى سنة ١١٣٦.

وبجانبيه فوائد بخطوط العلماء ، وبآخره شيء ممّا يتعلّق بترجمة المؤلّف ، وعليها تعليقات لبعض العلماء ، وجميع العناوين والمطالب مكتوبة بالهوامش بالحمرة لتيسير المراجعة ، وتقع في ١٥٧ ورقة ، مقاسها ٢٠ × ٢٩ ، تسلسل ١٠٦٦.

(١٢٤٦)

غاية المرام

في شرح تهذيب الأحكام

للمحدّث الجزائري السيّد نعمة الله.

۱۸۷

نسخة الأصل بخطّ يد المؤلّف من الحديث رقم ١١ من الباب الأوّل من كتاب الجهاد إلى الحديث رقم ٢٢٩ من كتاب المكاسب ، ١٥٠ ورقة ، رقم ٦٢٦.

(١٢٤٧)

غاية المرام

في شرح المختصر النافع ، المتن للمحقّق الحلّي نجم الدين أبي القاسم جعفر بن سعيد الهذلي الحلّي ، المتوفّى سنة ٦٧٣.

والشرح للسيّد محمّد العاملي صاحب المدارك ، المتوفّى سنة ١٠٠٩.

قطعة من أوّل كتاب النكاح إلى أواسطه ، ضمن مجموعة جمعها العلاّمة الشيخ عبد الحسين الحلّي سنة ١٣٢٤ ، وهي بخطّ نسخ جيّد ، وكتب على المجموعة إنّ هذا الشرح المختصر النافع لصاحب المدارك ، رقم ٣٨٩.

(١٢٤٨)

غرائب الأخبار

تأليف المحدّث الجليل السيّد نعمة الله بن عبد الله الحسيني الجزائري ، المتوفّى سنة ١١١٢ ، جمع فيه غرائب أحاديث الأئمّة وشرحها وبيّن معضلها ، ورتّبه على ترتيب ما روي عن الأئمّة ، فبدأ بما روي عن النبيّ ، ثمّ أمير المؤمنين ، ثمّ الأئمّة واحداً بعد واحد عليهم جميعاً صلوات الله ، وله عليه حواش قليلة.

نسخة بخطّ الشيخ محمّد بن علي الرودبادي الرشتي ، فرغ منها ١٩

۱۸۸

جمادى الآخرة سنة ١٢٦٩ بخطّه الجيّد ، وله عليها حواش لمحرّره ، كما أنّ للمصنّف حواش منه رحمه‌الله ، ومعها الرسالة الذهبية في الطبّ للإمام علي بن موسى الرضا عليه‌السلام ، وفائدة رجالية ، ومراثي للسيّد بحر العلوم ٧ / ١٢ × ٨ / ١٩ ، تسلسل ٨٦.

(١٢٤٩)

غرر الفوائد ودرر القلائد

للسيّد المرتضى علم الهدى.

نسخة فرغ منها الكاتب في ٢٢ ذي الحجّة سنة ١٠٨٣ ، وبأوّلها خطّ السيّد عبّاس بن السيّد حسن الخرسان ، رقم ٢١٣٠.

فوائد ومنتخبات ومجالس منتقاة منه انتقاها وكتبها بخطّه بهاء الدين محمّد بن محمّد القاري في آخر مجموعة كلّها بخطّه كتبها في مكّة المكرّمة ، تاريخ فراغه من بعضها سنة ١٠٧٤ ، رقم ٣٧.

مجلّد كتابة القرن الثاني عشر ، رقم ٢١٧٣.

(١٢٥٠)

الغرفة

من بحار معجزات الأئمّة

هو تلخيص لكتاب مدينة المعاجز ، تأليف المحدّث البحراني السيّد هاشم الكتكاني البحراني ، المتوفّى سنة ١١٠٧ ، لخّصه السيّد محمّد علي الحسين الشاه عبد العظيمي النجفي ، المتوفّى سنة ١٣٣٤.

نسخة بخطّ فارسي جيّد ، كتبها جدّنا المرحوم الحاج محمّد حسن

۱۸۹

ابن إبراهيم بن عبد الغفور اليزدي وهو أبو زوجة جدّنا المرحوم آية الله السيّد محمّد كاظم الطباطبائي اليزدي ، وكان ينسخ الكتب ولا سيما كتب الحديث حسبة وقربة إلى الله تعالى بل سمعت بعض أحفاده أنّه كان قد أخذ على نفسه كتابة مقدار معيّن في كلّ يوم وكتب هذه النسخة سنة ١٣٠١ بدأ بها في شوال ، وفرغ منها ٢٤ جمادى الأُولى ، وكان تاجراً صالحاً ورعاً رحمه‌الله رحمة واسعة ، والنسخة بأوّل مجموعة رقم ٧٨٦.

(١٢٥١)

غزليّات

شمس تبريزي ، وشعره.

نسخة بخطّ فارسي خشن جميل ، كتبها الخطّاط محمّد شريف الهمداني الملقّب صهبا ، فرغ منها ١٧ ربيع الآخرة سنة ١٢٨١ ، ٧٦ ورقة ، بقطع كبير ، رقم ١٤٢٠.

(١٢٥٢)

غزليّات أمير معزى

نسخة ضمن مجموعة ، هي آخرها رقم ١٣٧٩.

(١٢٥٣)

غزليّات جامي

قطعة تحتوي ٧٣ غزلاً من غزليّاته ، بخطّ أحد خطّاطي القرن الحادي عشر ، مجدول بالذهب والشنجرف ، في ٢٦ ورقة ، مقاسها ٣ / ١٤ × ٢٣ ،

۱۹۰

تسلسل ٣٥٩.

(١٢٥٤)

غنائم الأيّام

للمحقّق القمّي.

نسخة كتابة القرن الثالث عشر في ٢٦١ ورقة ، بآخرها فائدة في جواز العقد على الصغيرة لأجل النظر ، ردّ فيها على المحقّق الكركي القائل بعدم الجواز ، بخطّ السيّد عبد الله الموسوي البهبهاني نزيل طهران ، تاريخها ٩ رجب سنة ١٢٩٤ ، رقم ١٠٦٩.

المجلّد الأوّل : إلى آخر صلاة الجنائز وأحكام الموتى ، قال : ويتلوه في المجلّد الثاني كتاب الزكاة ، كتبها ملاّ يار علي المافي لأجل الآخوند المولى نصير ، وفرغ منه ٩ ربيع الأوّل سنة ١٢٥٠ ، ٣١٧ ورقة ، رقم ٢١٣٩.

المجلّد الأوّل : إلى آخر أحكام الموتى ، بخطّ نسخ جيّد ، كتابة القرن الثالث عشر ، في ٤١٦ ورقة ، رقم ٢٢٧٥.

(١٢٥٥)

غنية الأنام

في معرفة الساعات والأيّام من أخبار أهل البيت عليهم‌السلام

للمحقّق المحدّث الفيض الكاشاني ، محمّد محسن بن مرتضى المتوفّى سنة ١٠٩١.

۱۹۱

أوّله : (الحمد لله الذي كوّر الليل على النهار ، وكوّر النهار على الليل ، وجعلهما خلفة ... وسمّيتها في بادئ النظر بكتاب من لا يحضره التقويم وبعد النظر التام بغنية الأنام ... ورتّبتها على مقدّمة ومقالتين وخاتمة ...).

نقل شيخنا دام ظلّه في الذريعة عن فهرست تصانيفه أنّه ألّفه أوائل صباه ، واستظهر من تاريخ تأليفه أنّه عمّر ٨٤ سنة ، وتاريخ تأليفه له كلمة (آخر كرد)

راجع الذريعة حرف الغين ص ٦٦ ، ذكر المؤلّف في آخره أنّه ألّفه أوائل ذي القعدة سنة ١٠٢٥.

نسخة بخطّ درويش محسن بن درويش محمّد الشيرازي ، فرغ منها ٢٧ رجب سنة ١١١٣ ، بخطّ نسخ جيّد بأوّل المجموعة رقم ١٩٤٣.

(١٢٥٦)

غنية المتملّى

في شرح منية المصلّي وغنية المبتدي

المتن لسديد الدين محمّد بن محمّد الكاشغري ، المتوفّى سنة ٧٠٥ ، متن متداول عند الحنفية وعليه بضع شروح ، منها ـ وهو أشهرها ـ هذا الشرح ، للشيخ إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم الحلبي ، المتوفّى سنة ٩٥٦ ، وهو مطبوع مراراً.

نسخة فرغ منها الكاتب ٢٥ ربيع الثاني سنة ١٢١٠ ، والمتن مكتوب بالحمرة في ٢٨٥ ورقة ، رقم ٦٦٢.

۱۹۲

(١٢٥٧)

غنية النزوع

في علم الأُصول والفروع

للسيّد عز الدين أبي المكارم حمزة بن علي بن زهرة الحسيني الحلبي ، المولود سنة ٥١١ ، والمتوفّى في حلب سنة ٥٨٥ ، والمدفون في جبل جوشن بجوار مشهد النقطه في حلب.

مرتّب على ثلاثة أقسام : القسم الأوّل : في أُصول الدين ، والثاني : في أُصول الفقه ، والقسم الثالث : في الفقه وهو الفروع.

طبع الأُصول والفقه ضمن الجوامع الفقهية في إيران.

ويظنّ أنّ معتقد الإماميّة ترجمة للغنية إلى الفارسية ، وقد طبع بطهران.

نسخة القسم الثاني في أُصول الفقه ، نسخة القرن العاشر بخطّ نسخ خشن جيّد ، وبآخرها بلغ مقابلة إلى أربع مرّات ، وعليه خطّ الشيخ عبد الحسين الحويزي ، في ٦٢ ورقة ، رقم ٨٧٥.

(١٢٥٨)

غياث اللغات

في اللغة الفارسية ، تأليف غياث الدين بن جلال الدين بن شرف الدين ، فرغ من تأليفه سنة ١١٤٢.

نسخة بخطّ فارسي ، كتبها خليفة شاه محمّد ، وفرغ منها ٢٥ ذي القعدة سنة ١٢٥٦ ، بأوّلها لوحة ، والعناوين واللغات مكتوبة بالشنجرف ،

۱۹۳

رقم ٢٠١٤.

(١٢٥٩)

فائـدة

في طرق روايات العلاّمة الجليل شيخنا الفقيه الشيخ ميرزا أبو القاسم ابن محمّد تقي الغروي الأوردبادي ، المتوفّى ٥ شعبان سنة ١٣٣٣ ، وبيان مشايخه وإجازاته وروايته عنهم وسلسلة أسانيدهم ، وأوّل من يروي عنه من مشايخه هو الشيخ الفقيه الورع الشيخ محمّد طه نجف.

نسخة كتبها الشيخ أبو القاسم الأردوبادي رحمه‌الله بنفسه وبخطّ يده ، في آخر مجلّد الطهارة من كتابه الكبير الفقه الاستدلالي ، رقم ١٨٧٤.

(١٢٦٠)

فائـدة

في الموارد التي تحرم المرأة على زوجها ، وأنهاها إلى ثلاثة عشر مورداً.

أوّلها : (در بيان علماى إمامية بسيزده وجه زن بر شوهرش حرام مى شود ...).

بآخر نسخة من إرشاد الأذهان ، رقم ١٩٧٢.

(١٢٦١)

فائـدة

في تعليم كيفية رسم صفحة على الجدار تكون بمنزلة الساعة في

۱۹۴

تعيين الأوقات.

نسخة ضمن مجموعة رسائل عربية فارسية أكثرها في القبلة ، كتبت في القرن الثاني عشر ص ١٣٧ ، رقم المجموعة ١٣١٤.

(١٢٦٢)

فائـدة

في الخلاف بين الأخباريّين والأُصوليّين في حجّية الظنّ وغيره ، والانتصار للأُصوليّين ، وبيان مرادهم من حجّية الظنّ.

أوّله : (الحمد لله ربّ العالمين ... أمّا بعد در بيان اختلاف علما وفقهاى اثنى عشريه متأخّرين ...).

وقال في آخره : واين فائده بكرى بود كه جناب مستطاب مقدّس القاب مجتهد العصر والزمانى آقا سيد محمّد .. (المجاهد) در كاظمين در حضور صد نفر از فضلاء اجتهادى واخبارى جارى نمود ...

نسخة بأوّل المجموعة رقم ١٩٩٨ ، كتبت في عهد السيّد المجاهد الطباطبائي سنة ١٢٣٢.

(١٢٦٣)

فائـدة

في الأوزان والمقادير الشرعية ، ويتطرّق إلى تعيين مقادير الديّات ، فارسية مختصرة ، مكتوب عليها : إنّها من إفادات مرحوم ميرزا هادي شيرازي.

نسخة منها بأوّل نسخة من قواعد الأحكام للعلاّمة الحلّي ، بخطّ

۱۹۵

محمّد بن الحسن بن الحسين الصلواتي ، كتبها سنة ٩٩٤ ، بخطّ فارسي جميل جيّد ، تسلسل ٥٥.

(١٢٦٤)

فائـدة

في ترجمة فرات بن إبراهيم الكوفي ، صاحب التفسير المطبوع باسم تفسير فرات ، للعلاّمة الجليل الأديب البارع الشيخ محمّد علي الغروي الأردوبادي ، المتوفّى سنة ١٣٨٠ هـ ، كتبها بآخر نسخة من تفسير فرات قد كتبها بخطّ يده ، وفرغ منها ١٥ ج ١ سنة ١٣٣٤ ، ترجم له ، وذكر من اعتمد عليه ، ونقل من تفسيره من أعلام المحدّثين في كتبهم ، وعدّد له ١٧ شيخاً من مشايخه.

نسخة الأصل بخطّ يده ، بآخر نسخة تفسير فرات ، المكتوبة أيضاً بخطّ يده رحمه‌الله رقم ١٨٩٠.

(١٢٦٥)

فائـدة

مكتوب عليها من مفادات المحقّق الطوسي.

وهو خواجة نصير الدين محمّد بن محمّد بن الحسن الطوسي المتوفّى سنة ٦٧٢ ، وهو في نفي شريك الباري وربط الحادث بالقديم.

أوّله : (المبدأ الأوّل الذي لا أوّل قبله ولا مبدأ له يستحيل أن يكون أكثر من واحد ...).

نسخة مكتوبة في القرن الحادي عشر ، ضمن مجموعة فلسفية ،

۱۹۶

رقم ٥٥٨.

(١٢٦٦)

فائـدة

في الزبر والبينات ، وتعليم حساب الجمل ، وكيفية تطبيق اسم لآخر ، أو جملة لأُخرى ، أو اسم لجملة بحساب زبرهما أو بيّناتهما أو زبر أحدهما مع بيّنات الآخر ، وأورد أمثلة لذلك من نثر ونظم ، وهو للشيخ شمس الدين ابن خاتون محمّد بن علي العاملي ، تلميذ الشيخ البهائي بأوّل نسخة من كتاب جامع عباسي ، كتبت ٢٠ ذي القعدة سنة ١٠٥٤ ، رقم ١٧٧٤.

(١٢٦٧)

فائـدة

في المقادير والأوزان ، للعلاّمة الجليل الشيخ عبد الله بن محمّد كاظم الأصفهاني ، من أعلام أصفهان في القرن الثاني عشر.

نسخة كتبها المؤلّف بخطّه ، في آخر مجموعة من رسائل الشهيد الثاني وغيره ، كلّها بخطّه ، فرغ منها ٥ محرم سنة ١١٣٧ رقم ١٥٦.

(١٢٦٨)

فائـدة

في بيان أنّ العالم هو صورة الحقيقة الإنسانية.

نسخة كتبها الخطّاط إسماعيل المراغي في القرن الثالث عشر ، ضمن مجموعة عرفانية ، كلّها بخطّه النسخ الممتاز ، مجدولة باللاجورد

۱۹۷

والشنجرف ، كانت في خزانة صدر السلطنة النوري ، وعليها تملّك سنة ١٢٤٤ رقم المجموعة ١٥١٥ ، وبعدها فوائد أُخرى.

(١٢٦٩)

فائـدة

حول حديث : قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمن.

للشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي ، المتوفّى سنة ١٢٤١.

نسخة ضمن مجموعة من رسائله ، وهذه بهوامش الرسالة الأُولى من تلك المجموعة ، تسلسل ٦٩٣.

(١٢٧٠)

فائـدة

في القبلة ووجوه الجمع بين علاماتها وأماراتها ، نقلاً عن معارج التحقيق للشيخ أبي محمّد البسطامي.

نسخة ضمن مجموعة رسائل ، أكثرها في القبلة ص ١٣٦ ، رقم ١٣١٤.

(١٢٧١)

فائـدة

في قبلة جامع الكوفة ومشاهد الأئمّة عليهم‌السلام بالعراق وما فيها من تياسر وتيامن ومقدار انحراف كلّ منها عن نصف النهار وتفسير ما ورد من

۱۹۸

استحباب التياسر لأهل العراق ومناقشة السيّد مير علي شرف الدين الشولستاني فيما أفاد في هذا الصدد وتوقيعه ـ م ق ر ـ ولم أُشخّص محمّد باقر هذا من هو.

نسخة بخطّ فارسي جميل ضمن مجموعة كتبت سنة ١١٦٣ في الصفحتين ١٣١ و ١٣٢ منها رقم المجموعة ١٣١٤.

(١٢٧٢)

فائـدة

في تعليم صناعة الآلة المعروفة بقبلة نما ، نقلاً عن رسالة القبلة لغياث الدين منصور الدشتكي ، وبعدها مطالب أُخرى فلكية أيضاً.

نسخة بخطّ فارسي جميل ، ضمن مجموعة كتبت في القرن الثاني عشر في الصفحتين ١٣٨ و ١٣٩ ، رقم ١٣١٤.

(١٢٧٣)

فائـدة

في قبلة مشهد أمير المؤمنين عليه‌السلام في النجف الأشرف وسائر مشاهد الأئمّة عليهم‌السلام بالعراق ، وقبلة المسجد الأعظم بالكوفة ، ومحراب أمير المؤمنين عليه‌السلام برواقه هو المتروك غير المعروف ، وما في كلّ منها من تياسر وتيامن ، ولمحة عن تطوّر البناء والتجديد في جامع الكوفة ، كلّ ذلك نقلاً عن السيّد أمير شرف الدين علي الشولستاني ، أظنّه مدرج في كتاب المزار

۱۹۹

من بحار الأنوار فراجع.

نسخة بخطّ فارسي جميل ، ضمن مجموعة كتبت سنة ١١٦٣ ، في الصفحتين ١٣٠ و ١٣١ ، رقم المجموعة ١٣١٤.

للموضوع صلّة ...

۲۰۰

من المخطوطات العربية

في المتحف البريطاني

لندن

(٣)

الشيخ محمّد مهدي نجف

بسم الله الرحمن الرحيم

(٧٦)

الزهرات الزويّة في الروضة البهيّة

شرح اللمعة الدمشقية

Or. ٧٨٢٥

تأليف : علي بن محمّد بن الحسن بن زين الدين بن علي بن أحمد الجبعي العاملي ، المولود سنة ١٠١٣ ، والمتوفّى سنة ١١٠٤ هجرية.

الروضة البهية للشيخ السعيد زين الدين بن علي بن أحمد الجبعي العاملي المعروف بالشهيد الثاني المتوفّى سنة ٩٦٥ هجرية ، تقدّمت الإشارة إلى بعض نسخه ، وهو شرح مزجي استدلالي لكتاب اللّمعة الدمشقية للشهيد السعيد محمّد بن جمال الدين مكّي العاملي الجزيني المعروف بالشهيد الأوّل.

أوّله بعد البسملة : الحمد لله الذي نوّر روضة الدين البهيّة الزاهرة ، وأوضح مسالك الشرايع السّنيّة الباهرة ...

۲۰۱

آخره من كتاب الديّات ، قوله : وهو مشكل على إطلاقه. التعرّض في هذا ونحوه للإشكال من حيث ضعف الرواية ، فلا يتوهّم ذلك ، هذه صورة خطّه أدام الله تأييده. انتهى ما سهّله الله تعالى من هذا التعليق ... وذلك في يوم الأربعاء السابع والعشرين من شهر جمادي الآخر ، سنة خمس وسبعين بعد الألف (١٠٧٥) الهجري.

مجهول الناسخ والتاريخ ، فرغ منه كاتبه سنة ١١٠٧ هجرية.

في ٤٣٦ ورقة ، ٣ / ٢٤ × ٥ / ١٨ سم. في كلّ صفحة ٢٣ سطراً × ١٢ سم.

* الذريعة ٢ : ٦٧ و ١٣ : ٢٩٤ ، الفوائد الرضوية : ٣٢٢ ، هدية العارفين ١ : ٧٥٩ ، إيضاح المكنون ١ : ٥١٦ ، أمل الآمل ١ : ١٢٩ ، روضات الجنّات ٤ : ٣٩٠ ، معجم المؤلّفين ٧ : ١٩١.

Brockelmann: g, II: ٤١١. s, II: ٤٥٠.

(٧٧)

السبعين في مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام

Add. ١٦٨٤٠

تأليف : مير سيّد علي بن شهاب الدين بن محمّد بن علي بن يوسف بن محمّد الهمداني الحسيني ، من مشاهير متصوّفة القرن الثامن ، المولود سنة ٧١٤ ، والمتوفّى سنة ٧٨٦ هجرية.

أوّله بعد البسملة : الحمد لله الذي جعل ميامن آثار السيادة إلى السماء السعادة ... جمعت سبعين حديثاً ، فيما ورد في فضائله ومناقبه ...

آخره : الحديث الموفّى سبعين ، عن ابن عبّاس رضي الله عنه قال :

۲۰۲

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، لو أن الرياض أقلام ، والبحر مداد ، والجنّ حسّاب ، والإنس كتّاب ، ما أحصوا فضائل علي بن أبي طالب. رواه صاحب الفردوس ... والدخول في ذُلّ الطلب والضراعة شهدا بذلك العلم والعقل إذا خرجا من أسر الهوى ، وسَلِمَ عن علائق الدنيا ... إنّه قريب مجيب.

مجهول الناسخ والتاريخ ، من خطوط القرن الحادي عشر الهجري.

في ٦ ورقة ، ضمن مجموع من الورقة ٣١٦ ـ ٣٢٢ ، بحجم ٥ / ٢٥ × ١٨ سم. في كلّ صفحة ١٩ سطراً × ١١ سم.

* الذريعة ١٢ : ١٣٢ ، طبقات أعلام الشيعة ق/٨ : ١٥٠ ، معجم المؤلّفين ٧ : ٢٢٥ ، أهل البيت في المكتبة العربية (تراثنا : ١٠/٥١).

(٧٨)

سلاسل الحديد وتقييد أهل التقليد

بما انتُخب من شرح ابن أبي الحديد

في فضائل أمير المؤمنين وآله الطاهرين

Or. ٨٤١٠

تأليف : السيّد هاشم بن سليمان بن إسماعيل بن عبدالجواد الحسيني البحراني المتوفّى سنة ١١٠٧ هجرية.

ينقص من أوّله بمقدار صفحة واحدة فقط. وأوّل الموجود : واضع أهل مكّة ، وقد عرفتم أنّ الزبير سلّ سيفه واستقبل المشركين ...

تمّ الكتاب بخط مؤلّفه ، جاء في آخره : وقع الفراغ من تسويد هذا الجزء باليوم الثالث والعشرين من شهر رمضان ، سنة ألف ومائة ، على يد مؤلّفه ... هاشم بن سليمان بن إسماعيل بن عبدالجواد الحسيني البحراني ،

۲۰۳

والحمد لله وحده ، وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين.

نسخة نفيسة ، في ٣٠٨ ورقة ، ٢٠ × ١٦ سم. في كلّ صفحة ٢٢ سطراً × ٥ / ٩ سم.

* الذريعة ١٢ : ٢١٠ ، رياض العلماء ٦ : ٢٩٨ ، إيضاح المكنون ٢ : ٢٠ ، معجم المؤلّفين ١٣ : ١٤٨ ، لؤلؤة البحرين : ٦٣ ، روضات الجنّات ٨ : ١٨١ ، أعيان الشيعة ١٠ : ٢٤٩ ، الكنى والألقاب ٣ : ١٠٧.

(٧٩)

السهل في الكيمياء

Add. ٧٧٢٢

تأليف : أبي موسى جابر بن حيّان بن عبدالله الصوفي ، الكوفي ، المولود سنة ١٢٠ ، والمتوفّى سنة ٢٠٠ هجرية ، وقيل : غير ذلك.

أوّله بعد البسملة : الحمد لله المحمود بآلآئه ، والمشكور على نعمائه ، وصلّى الله على خيرته من خلقه محمّد وآله. قد تقدّم لنا ضروب من التدابير ، بعضها في أركان مفردة ، وبعضها في عدّة أركان ...

آخره : وإذ قد أتينا على هذا التدبير ، وانتهى إلى هذا المكان ، فليكن آخر الكتاب والحمد لله.

مجهول الناسخ والتاريخ ، من خطوط القرن الثالث عشر الهجري.

في ورقتين ، ضمن مجموع ، يبتدأ بالورقة ٧٠ ـ ٧١ ، بحجم ٢١ × ٥ / ١٤ سم. في كلّ صفحة ٢٠ سطراً × ٨ سم.

* الذريعة ١٢ : ٢٦٣ ، الفهرست لابن النديم : ٤٢٠ ، تاريخ الحكماء : ١٦٠ ، أعيان الشيعة ٤ : ٣٠ ، معجم المؤلّفين ٣ :

۲۰۴

١٠٥ ، الأعلام ٢ : ١٠٣ ، هدية العارفين ١ : ٢٤٩.

Brockelmann: g, I: ٢٤٠.

(٨٠)

شرايع الإسلام في مسائل الحلال والحرام

Or. ٨٣٣٣

تأليف : نجم الدين ، أبي القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى بن الحسن بن سعيد الهذلي ، الشهير بالمحقّق الحلّي ، المولود سنة ٦٠٢ ، والمتوفّى سنة ٦٧٦ هجرية.

من أحسن الكتب والمتون الفقهيّة ترتيباً ، وأجمعها للفروع ، وقد ولع به المحقّقين من لدن عصر مؤلّفهقدس‌سره إلى الآن ، ولا يزال من الكتب الدراسيّة في عواصم العلم والحوزات العلميّة الشيعيّة الإماميّة ، وقد اعتمد عليه فقهاؤهم خلال هذه القرون ، وكتبوا شروحهم وحواشيهم عليه.

أوّله بعد البسملة : اللّهمّ إنّي أحمدك حمداً يقلّ في انتشاره حمد كلّ حامد ، ويضمحلّ باشتهاره جحد كلّ جاحد ، ويفلّ بغراره حسد كلّ حاسد ... وبعد : فإنّ رعاية الإيمان توجب قضاء حقّ الأُخوان ... سألني أن أملي عليه مختصراً في الأحكام متضمّناً لرؤوس مسائل الحلال والحرام ...

مجهول الناسخ والتاريخ ، كُتب بخطوط مختلفة ، من خطوط القرن الثامن الهجري ، وقد كتب على القسم الأوّل منه حواش وشروح كثيرة.

نسخة نفيسة في ٢٦١ ورقة ، ٣٨ × ٥ / ٢٩ سم. في كلّ صفحة ٢٣ سطراً × ١٦ سم.

* الذريعة ١٣ : ٤٧ ، إيضاح المكنون ٢ : ٤٢ ، الكنى

۲۰۵

والألقاب ٣ : ١٥٤ ، روضات الجنّات ٢ : ١٨٢ ، أعيان الشيعة ٤ : ٨٩ ، شعراء الحلّة ١ : ١٩٤ ، معجم المؤلّفين ٣ : ١٣٧ ، لؤلؤة البحرين : ٢٢٧.

Brockelmann: s, I: ٧١٢.

(٨١)

نسخة أُخرى

Or. ١٠٠

حديثة الخطّ ، كتبها محمّد سليم بن أحمد الخفري الشيرازي ، في شهر محرّم الحرام سنة ١٠٨٢ هجرية.

في ٣٩٠ ورقة ، ٢٧ × ٥ / ١٥ سم. في كلّ صفحة ١٨ سطراً × ٩ سم.

(٨٢)

شرح أُصول الكافي (ج ١)

Or. ٨٤٦٠

تأليف : المولى محمّد صالح بن أحمد المازندراني السروي المتوفّى سنة ١٠٨١ أو ١٠٨٦ هجرية.

الكافي في الحديث (أصوله وفروعه وروضته) تأليف ثقة الإسلام محمّد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي المتوفّى سنة ٣٢٩ هجرية ، وهو أحد الكتب الحديثيّة الأربعة التي عليها مدار العمل ، وعليها المعوّل في استنباط الأحكام الشرعية عند فقهاء الاماميّة الاثنا عشرية.

أوّله بعد البسملة : نحمدك يا مروّج عقول العارفين بمظاهر كمالك ليلاً ونهاراً ، ونشكرك يا مفرّج قلوب السالكين بظواهر جلالك ...

آخره : عن سماعة ، عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام قال : كلّ شيء في

۲۰۶

كتاب الله وسنّة نبيّه (صلى الله عليه وآله) ، أو تقولون فيه بآرائكم أو بإلهام مجدّد ربّاني من غير أن يسبق ذكره ... فلا هادي له ، نسأل الله الدراية والهداية ، ونعوذ بالله من الغباوة والغواية ، إنّه على كلّ شيء قدير ، وبالإجابة جدير(١).

نسخة نفيسة ، بخطّ المؤلّف ، مجهول التاريخ ، جاء في هامش الصفحة الأخيرة ما لفظه :

بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا الكتاب بخطّ والدي الشارح طاب ثراه. وكنت حاضراً عنده في أكثر الأوقات كتابة له ، ولقد أهداه مع مجلّد شرح التوحيد ، وهو أيضاً بخطّه إلى المرحوم ملاّ روح الله المازندراني ، وكتب محمّد هادي عفي عنه في شهر محرّم الحرام سنة ١١١٢ هجرية.

في ٣٣٤ ورقة ، ٥ / ٢٠ × ٥ / ١٥ سم. في كلّ صفحة ٢٠ سطراً × ٨ سم.

* الذريعة ١٣ : ٩٧ ، أعيان الشيعة ٩ : ٣٦٩ ، أمل الآمل ٢ : ٢٧٦ ، الفوائد الرضوية : ٥٤٢ ، ريحانة الأدب ٣ : ٤٢٤ ، روضات الجنّات ٤ : ١١٨.

(٨٣)

نسخة أُخرى من الجزء الأوّل

Or. ٨٤٦١

أوّلها بعد البسملة : نحمدك يا مروّج عقول العارفين ...

آخرها : كمل كتاب العقل والتوحيد من كتاب الكافي ، ويتلوه كتاب الحجّة. الجزء الثاني من كتاب الحجّة ... واتّفق الفراغ من شرحه في يوم الخميس ، وهو أوّل يوم من شهر رمضان المبارك من شهور سنة أربع

__________________

(١) إلى هنا ينتهي الحديث العاشر من باب الردّ إلى الكتاب والسنّة من كتاب فضل العلم.

۲۰۷

وستّين بعد ألف من الهجرة ...

في ٣١٥ ورقة ، ٥ / ٣٠ × ١٨ سم ، في كلّ صفحة ٣٦ سطراً × ٥ / ١١ سم.

(٨٤)

الجزء الثاني منه

Or. ٨٣٩٨

أوّله بعد البسملة : يا عالم الدقايق والسراير ، ويا ملهم الحقايق على الضماير ، لك الحمد على ما اعطيتنا من دقايق الأسرار ... وبعد فيقول المفتقر إلى رحمة ربّه الغني محمّد صالح الطبرسي : إنّي بعد ما شرحت ما تقدّم من الكافي ... وشرعت في كتاب الحجّة على تلك الحجّة ... قوله : (باب الاضطرار إلى الحجّة) ...

آخره : هذا آخر ما أردنا شرحه من كتاب الإيمان والكفر ، ويتلوه كتاب الدعاء إن شاء الله ...

مجهول الناسخ والتاريخ ، من خطوط القرن الحادي عشر الهجري.

في ٣٩٧ ورقة ، ٥ / ٢٩ × ١٩ سم. في كلّ صفحة ٣٥ سطراً × ٥ / ١١ سم.

هذه النسخة من الكتاب من موقوفات آل عصفور على العالم منهم.

(٨٥)

الجزء الثالث منه

Or. ٣٢٦٧

أوّله بعد البسملة : قوله كتاب الإيمان والكفر ، قدّم الإيمان لأنّه الأصل والأهمّ والمقصود ، أو لأنّه وجودي والكفر عدمي ...

۲۰۸

آخره : تمّ كتاب العِشْرة ... ويتلوه كتاب الطهارة ... في يوم الثلاثاء خامس عشر شهر شوّال ، سنة خمس وتسعين بعد الألف ... على يد ... شير علي.

وجاء في هامش الصفحة الأخيرة بلاغ مقابلة ، للمرحوم حسينعلي بن المرحوم محمّد صالح المازندراني مصنّف الكتاب ، في مجالس متعدّدة ، آخرها يوم الثلاثاء ثلاث بقين من شهر ذي القعدة الحرام سنة ١٠٩٥ هجرية.

في ٣٣٧ ورقة ، ٥ / ٢٨ × ٥ / ١٧ سم. في كلّ صفحة ٢٨ سطراً × ٥ / ٩ سم.

الكتاب كلّه مجدول بماء الذهب.

Supplement p. ٨٩, No. ١٥٤.

(٨٦)

نسخة أُخرى

Or. ٨٣٩٤

تبدأ بعد البسملة بشرح كتاب الدعاء من أُصول الكافي ، وتنتهي بآخر كتاب الروضة من الكافي ، وهو آخر الكتاب.

مجهولة الناسخ والتاريخ ، من خطوط القرن الثاني عشر الهجري.

فـي ٣٠١ ورقـة ، ٣ / ٢٩ × ١٧ سم. فـي كلّ صفـحة ٣٥ سطراً × ٥ / ١١ سم.

(٨٧)

شرح البديعية

Add. ٢٣٤٤٩

تأليف : أبي المحاسن ، صفي الدين ، عبدالعزيز بن سرايا بن علي بن

۲۰۹

أبي القاسم الحلّي المعروف بابن السرايا ، السنبسي ، الطائي ، المولود سنة ٦٧٧ والمتوفّى سنة ٧٥٠ هجرية.

البديعية الموسومة بـ : «الكافية البديعية» في مدح خير البرية ، في ماية وخمسة وأربعين بيتاً من بحر البسيط ، مشتملة على ماية وخمسين نوعاً من أنواع البديع.

شَرَحَ الناظم بنفسه قصيدته هذه ، وأسماه «بالتسامح (النتايج) الألمعيّة».

ناقص الصفحة الأولى ، وقد أُكملت بخطّ حديث.

أوّله بعد البسملة : الحمد لله الذي حلّل لنا سحر البيان ، وجعل تلقّيه بالعقل ...

آخره : هذا آخر الأنواع المذكورة بعد ختام القصيدة ، والحمد لله وحده ... فرغ العبد العاجز ... عبدالسلام بن الحسن بن علي غفر الله له ذنوبه ... من كتابته لنفسه في الخامس والعشرين من ثاني الشهور ختم الله بالخير والظفر من سنة ٧٥٤ (هجرية). وكتبتها من خطّ الناظم وشارحها عبد العزيز بن سرايا بن علي بن أبي القاسم الحلّي ... في سلخ شوّال من سنة ٧٤٤ (هجرية).

نسخة نفيسة في ٦٧ ورقة ، ٥ / ١٩ × ٥ / ١٦ سم في كلّ صفحة ١٢ سطراً × ٥ / ١٠ سم.

* الذريعة : ٣ : ٧٦ ، الكنى والألقاب ٢ : ٣٨٢ ، أعيان الشيعة ٨ : ١٩ ، روضات الجنّات ٥ : ٨٠ ، النجوم الزاهرة ١٠ : ٢٣٨ ، أمل الآمل ٢ : ١٤٩ ، الدرر الكامنة ٢ : ٤٧٩ ، معجم المؤلّفين ٥ : ٢٤٧.

۲۱۰

(٨٨)

شرح التذكرة النصيريّة

Or. ١١٢٠٧

تأليف : السيّد الشريف علي بن محمّد بن علي الحسيني الحنفي الاسترآبادي الجرجاني ، المعروف بالشريف الجرجاني المولود سنة ٧٤٠ والمتوفّى سنة ٨١٦ هجرية.

التذكرة النصيريّة في الهيئة ، لمؤلّفها الخواجه نصير الدين محمّد بن محمّد بن الحسن الطوسي.

أوّله بعد البسملة : تبارك الذي جعل في السماء بروجاً متخالفة المراتب والآثار ... وبعد : فإنّ علم الهيئة مرقاة منصوبة إلى معارج السموات العلى ...

آخره : هذا منتهى الأبعاد المعلومة المقادير ، وأمّا بعد محدث الفلك الأعظم فلا يعلمه إلاّ الله سبحانه وتعالى ... تمّت كتابة هذه النسخة الشريفة بعون الله وحسن توفيقه في اليوم التاسع عشر من شهر شوّال ... سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة (٨٣١) ... على يد أضعف عباد الله الأكبر عمر بن عبدالعزيز بن عمر الملقّب بعالم درقة ...

نسخة نفيسة ، في ١٠٠ ورقة ، ٥ / ٢٦ × ١٨ سم. في كلّ صفحة ٢٩ سطراً.

* الذريعة ١٣ : ١٤٤ ، كشف الظنون ١ : ٣٩١ ، هداية العارفين ١ : ٧٢٨ ، الضوء اللامع ٥ : ٣٢٨ ، الكنى والألقاب ٢ : ٣٥٨ ، روضات الجنّات ٥ : ٣٠٠ ، معجم المؤلّفين ٧ : ٢١٦.

Brockelmann: g, II: ٢١٦, s, II: ٣٠٥.

۲۱۱

(٨٩)

شرح التذكرة النصيرية

Or. ١٣٠٦٠

تأليف نظام الدين عبدالعلي بن محمّد بن الحسين البيرجندي المتوفّى سنة ٩٣٢ هجرية.

أوّله بعد البسملة : الحمد لله الذي خلق السموات والأرض ، وجعل الظلمات والنور ...

آخره : وقد اتفق جفاف القلم عن تأليفه ... في شهر ربيع الأوّل من السنة الثالثة عشر المنيفة على التسعمائة من الهجرة ... نمّقه العبد ... محمّد يوسف بن محمّد علي بن عبدالرحمن ، في بلدة قم ... صبيحة يوم الأحد سلخ شهر شعبان المعظّم من شهور السنة السابعة ، من العشر الأخير ، من المائة الأولى ، من الألف الثاني من الهجرة (١٠٩٧).

قوبلت هذه النسخة على نسخة أخرى ، كما جاء ذلك في صورة المقابلة المكتوبة على ظهر الورقة الأخيرة.

في ٣٩٤ ورقة ، ٢٥ × ١٢ سم. في كلّ صفحة ٢٣ سطراً × ٧ سم.

* الذريعة ١٣ : ١٤٤ ، الكنى والألقاب ٢ : ١١٢ ، كشف الظنون ١ : ٣٩٢ ، هدية العارفين ٢ : ٥٨٦ ، معجم المؤلّفين ٥ : ٢٦٦.

(٩٠)

شرح خلاصة الحساب

Or. ٨٣٥١

تأليف : جواد بن سعد الله بن جواد الكاظمي المعروف بالفاضل الجواد ، المتوفّى سنة ١٠٦٥ هجرية.

۲۱۲

خلاصة الحساب من مصنّفات بهاء الدين محمّد بن الحسين الحارثي العاملي الشهير بالشيخ البهائي ، المتوفّى سنة ١٠٣٠ هجرية ، وهو أجمع كتاب لفنون الحساب على اختصاره ، وتقدّم وصف نسخة خطّية منه في هذا الفهرس ، والشارح هذا هو تلميذ المؤلف.

أوّله بعد البسملة : الحمد لله الواحد العظيم ، والفرد القديم ، الذي يقصر العدّ آلائه ...

آخره : واعلم أيّها الأخ العزيز الطالب لنفائس المطالب ، إنّي قد أوردت لك في هذه الرسالة الوجيزة ، بل الجوهرة العزيزة ... فاحفظ وصيّتي إليك ، والله حفيظ عليك ، حيث انتهى كلام المصنّف ...

مجهول الناسخ والتاريخ ، من خطوط القرن الثالث عشر الهجري ، في ٢٤٤ ورقة ، ١٧ × ١٢ سم في كلّ صفحة ١٥ سطراً × سم.

* الذريعة ١٣ : ٢٢٨ ، معجم المؤلّفين ٣ : ١٦٥ ، روضات الجنّات ٢ : ٢١٥ ، الكنى والألقاب ٣ : ٩.

(٩١)

شرح دعاء ختم القرآن العظيم

(من أدعية صحيفة السجّادية).

Or. ٣٨٨٤

الشارح : محمّد بن زيد بن محمّد بن الحسن بن القاسم بن محمّد الحسني الصنعاني المولود سنة ١٠٩٠ والمتوفّى سنة ١١٤٩ هجرية.

الصحيفة السجادّية : هي مجموعة من الأدعيّة التي ينتهي سند روايتها لزين العابدين وسيد الساجدين الإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام وللأصحاب اهتمام خاصّ بروايتها ، وكتبوا الشروح

۲۱۳

الكثيرة عليها ، أو على بعض أدعيتها ، منها الشرح المذكور.

أوّله بعد البسملة : اللهمّ إنّك أعنتني على ختم كتابك ، الختم : بلوغ الخاتمة ، ويجوز أن يستعمل فيه مجازاً ، فإنّ أحد معانيه الطبع وبلوغ الخاتمة ...

آخره : كتبت ما علّقه مولانا السيّد العلاّمة ... محمّد بن زيد بن محمّد بن الحسن مدّ الله عمره ... ضُحَ الخميس ، سلخ شهر ذي الحجّة الحرام ، عام ١١٤٣ الهجري.

وبهامشه مقابلة على نسخة بخطّ المؤلّف ، آخر نهار الجمعة ، ٨ شهر محرّم الحرام ، عام ١١٤٤ هـ.

ضمن مجموع ، من الورقة ٣٦ ـ ٢٧ ، بحجم ٣ / ٢٠ × ١٤ سم. في كلّ صفحة ١٩ سطراً × ٥ / ٧ سم.

* معجم المؤلّفين ١٠ : ١٣.

(٩٢)

شرح الشافية

Or. ٨٤٨٨

تأليف : أبي جعفر محمّد بن الحسين بن محمّد بن محسن بن عبد الجبّار بن إسماعيل بن عبدالمطلب الحسيني. المعروف بابن أمير الحاج المتوفّى حدود سنة ١١٨٠ هجرية.

الشافية : قصيده ميمية لأبي فراس الحمداني إلى الحارث بن سعيد بن حمدان المقتول سنة ٣٥٧ هجرية ، ويقال لها المذهّبة أيضاً ، مدح بها بني هاشم ، وذمّ بني العبّاس مطلعها :

الحقّ مهتضم والدين مخترم

وفيء آل رسول الله مقتسم

۲۱۴

من شروح هذه القصيدة الشرح المذكور ، كتبه المؤلّف باسم الأمير أبي سعد السيّد عبدالله فخري زاده.

أوّله بعد البسملة : الحمد لله الذي أنزل ن والقلم وما يسطرون ...

أكمل الشرح سنة ١١٧٣ هجرية كما ينطبق على نظم تاريخه :

هذا الكتاب يسرّني تاريخه

عند النبي جزاء شرحي الشافية

مجهول الناسخ والتاريخ ، من خطوط القرن الثاني عشر الهجري ، في ١٧٥ ورقة ٢١ × ١٥ سم. في كلّ صفحة ٢١ سطراً × ١٠ سم.

* الذريعة ١٣ : ٣١٥ ، معجم المؤلّفين ٩ : ٢٥٨ ، أعيان الشيعة ٩ : ٢٥٩.

(٩٣)

شرح المختصر في معرفة التقاويم

Add. ٧٤٨٠

مجهول الشارح.

المختصر في معرفة التقاويم لنصير الدين محمّد بن محمّد بن الحسن الطوسي ، المعروف بالخواجه نصير الدين ، أصله بالفارسية المسمّى بـ : «سي فصل» لشموله على ثلاثين فصلاً ، وقد ترجمه إلى العربية وشرحه أيضاً مؤلّفهقدس‌سره. وكُتبت عليه بعض الشروح أيضاً منها الشرح المذكور.

أوّله بعد البسملة : الحمد لله الذي جعل الأحوال الجزئية في السقليّات مربوطة بالأوضاع الفلكية ... أما بعد : فإنّ المختصر الذي ألّفه في علم التنجيم ... نصير الدين الطوسي ... مشتملاً على مسائل دقيقة ... قال : هذا مختصر في معرفة التقاويم مشتمل على ثلاثين فصلاً ... أقول : لمّا كانت الكتب المؤلّفة في علم النجوم ...

۲۱۵

آخره : التاسع البيع والشرى ، وهما لدخولهما تحت التجارة يوافقهما كون القمر في البرج المنقلبة ... ثمّ الكتاب على يد أضعف العباد يحيى الموصلي بن حسين بن مصطفى بن حسن يات ، يوم الخميس ، التاسع والعشرون من ذي القعدة ١١٧٤ هجرية.

في ٤٧ ورقة ، ٢١ × ١٥ سم. في كلّ صفحة ٢٢ سطراً × ١٠ سم.

* الذريعة ١٢ : ٢٩١.

(٩٤)

شرح نهج البلاغة (ج ٧)

Or. ٤٠٢٩

تأليف : عزّ الدين ، أبي حامد عبدالحميد بن هبة الله بن محمّد بن محمّد ابن الحسين المدائني المعتزلي ، المعروف بابن أبي الحديد ، المتوفّى سنة ٦٥٥ هجرية.

نهج البلاغة : هو مجموعة مختارة من الكلمات والخطب المنسوبة لأمير المؤمنينعليه‌السلام ، جمعها الشريف أبي الحسن محمّد بن الحسين الموسوي ، المعروف بالشريف الرضي.

أوّله بعد البسملة من الخطبة ١٩٢ : الأصل ، وكلّما كانت البلوى والاختبار أعظم ، كانت المثوبة والجزاء أجزل ، ألا ترون أنّ الله سبحانه اختبر الأوّلين من لدن آدم عليه‌السلام ...

آخره : قال الواقدي وقد سمعنا في قتل أُميّة غير ذلك ، حدّثني عبيد بن يحيى ، عن معاذ بن رفاعة بن رافع ، عن أبيه قال : لمّا كان يوم بدر وأحدقنا بأُميّة ابن خلف ... وكان معمر رجلاً ذميماً ، فسمع بذلك الحرث

۲۱۶

بن حاطب ، فغضب له(١).

مجهول الناسخ والتاريخ ، من خطوط القرن العاشر الهجري.

في ١٣٣ ورقة ، ٥ / ٢٨ × ٢٠ سم ، في كلّ صفحة ١٩ سطراً × ١٤ سم.

* الذريعة ١٤ : ١٥٨ ، كشف الظنون ٢ : ١٩٩١ ، فوات الوفيات ١ : ٢٤٨ ، البداية والنهاية ١٣ : ١٩٩ ، معجم المؤلّفين ٥ : ١٠٦ ، روضات الجنّات ٥ : ٢٠ ، الكنى والألقاب ١ : ١٩٣ ، ريحانة الأدب ٧ : ٣٣٣.

Brockelmann: g, I: ٢٤٩, ٢٨٢ ـ ٢٨٣.

Supplement p. ٣٢٥, No. ٥٢٧.

(٩٥)

المجلّد الأوّل منه

Or. ١٢٦

أوّله بعد البسملة : الحمد لله الذي تفرّد بالكمال ، فكلّ كامل سواه منقوص ، واستوعب عموم المحامد والممادح ...

المجلّد يشتمل على خمسة أجزاء ، فالأجزاء الأربعة الأُولى منه المنتهية بالورقة ٢٥٣ مجهولة الناسخ ، من خطوط القرن الحادي عشر الهجري ، أمّا الجزء الخامس فقد أنهاه عبدالباقي اللاهوري في شهر شعبان ، سنة ثمانين بعد الألف (١٠٨٠) هجرية.

في ٣٨٣ ورقة ، ٣٠ × ٢٠ سم ، في كلّ صفحة ٢٣ سطراً × ١٠ سم و ٢٧ سطراً × ١٤ سم.

__________________

(١) يبدأ هذا الجزء من منتصف الصفحة (١٥٦) من الجزء الثالث عشر ، إلى منتصف الصفحة (١٣٧) من الجزء الرابع عشر من المطبوع.

۲۱۷

(٩٦)

المجلّد الثاني منه

Or. ١٢٧

يضمّ هذا المجلّد ، الجزء السابع والثامن والتاسع من الكتاب ، وقد كُتب بخطّين مختلفين أيضاً ، من خطوط القرن الحادي عشر الهجري ، ولعلّ كاتبه هو : محمّد بن علي بن عمران بن فياض المنعمي البحراني ، وذلك لوحدة الخطّ بينه وبين الجزء الثالث عشر والرابع عشر الآتيين.

في ٣٠٦ ورقة ، ٣٠ × ٢٠ سم. في كلّ صفحة ١٩ سطراً × ٥ / ١٣ سم.

(٩٧)

المجلّد الثالث منه

Or. ١٢٨

يضمّ هذا المجلّد أيضاً ، الجزء العاشر إلى الجزء الخامس عشر من هذا الشرح.

كُتب بعدّة خطوط مختلفة ، منها مجهولة الناسخ والتاريخ ، من خطوط القرن الحادي عشر الهجري ، أمّا الجزء الثالث عشر والرابع عشر ، تمّ الفراغ منهما في رابع عشر صفر سنة ١٠٨١ هجرية ، على يد محمّد بن علي بن عمران ابن فيّاض المنعمي البحراني.

في ٤١١ ورقة ، ٣٠ × ٢٠ سم. مختلف الأسطر.

(٩٨)

المجلّد الرابع منه Or. ١٢٩

يضمّ الجزء السادس عشر إلى آخر الكتاب ، مختلف الخطّ ، بعض

۲۱۸

أجزائها مجهولة الناسخ والتاريخ ، من خطوط القرن الحادي عشر الهجري أيضاً.

جاء في آخر الجزء السادس عشر والسابع عشر ما صورته : تمّ الجزء السادس عشر ... نُسخ من خطّ الكامل علي بن منصور بن حسين الزيدي برسم ... الشيخ حسين المشغري.

في ٣٧١ ورقة ، ٣٠ × ٢٠ سم. تختلف عدد أسطر صفحاته.

(٩٩)

الشعر

Add. ٧٧٢٢

تأليف : أبي موسى جابر بن حيّان بن عبدالله الكوفي الصوفي ، المولود سنة ١٢٠ ، والمتوفّى سنة ٢٠٠ ، وقيل غير ذلك.

أوّله بعد البسملة : الحمد لله ربّ العالمين ، وصلاته على محمّد وآله أجمعين ، إنّا نظّمنا كلّ فنّ من فنون الفلاسفة والحكماء ... وقد نظّمنا في هذا الكتاب تدبير الشعر ، ولخّصناه ...

آخره : فتفهّم كلامي وعه إن شاء الله تعالى. تمّ كتاب الشعر بحمد الله وحسن توفيقه.

مجهول الناسخ والتاريخ ، من خطوط القرن الثالث عشر الهجري.

ضمن مجموع ، من الورقة ٧٢/ب ـ ٧٥/ب ، بحجم ٢١ × ٥ / ١٤ سم. في كلّ صفحة ٢٠ سطراً × ٨ سم.

* الفهرست لابن النديم : ٤٢٠ ـ ٤٢١ ، تاريخ الحكماء : ١٦٠ ، أعيان الشيعة ٤ : ٣٠ ، معجم المؤلّفين ٣ : ١٠٥ ، الأعلام ٢ : ١٠٣ ، هدية العارفين ١ : ٢٤٩.

Brockelmann: g, I: ٢٤٠.

۲۱۹

(١٠٠)

الصافي

Add. ٧٧٢٢

تأليف : أبي موسى جابر بن حيّان بن عبدالله الصوفي ، الكوفي ، المولود سنة ١٢٠ ، والمتوفّى سنة ٢٠٠ هجرية. وقيل غير ذلك.

أوّله بعد البسملة : الحمد لله المجازي بالإحسان ، المتفضّل بالغفران ... إعلم إنّ كلامنا في هذا الكتاب إنّما يختصّ بالركن الروحاني الذي إذا صفا من أكدار الطبيعة وأوساخ ...

آخره وإذ أتينا على ما في هذا الكتاب والتدبير ، فليكن آخر الكتاب والحمد لله ...

مجهول الناسخ والتاريخ ، من خطوط القرن الثالث عشر الهجري.

في ورقة واحدة ، ٧١/ب ـ ٧٢/أ ـ بحجم ٢١ × ٥/١٤ سم. في كلّ صفحة ٢٠ سطراً × ٨ سم.

* الذريعة ١٥ : ٤ ، كشف الظنون ٢ : ٢٨٤ ، الفهرست لابن النديم : ٤٢٠ ، تاريخ الحكماء : ١٦٠ ، أعيان الشيعة ٤ : ٣٠ ، معجم المؤلّفين ٣ : ١٠٥ ، الأعلام ٢ : ١٠٣ ، هدية العارفين ١ : ٢٤٩.

Brockelmann: g, I: ٢٤٠.

(١٠١)

الصحيفة السجادية

Or. ٣٩٥٤

للإمام زين العابدين وسيّد الساجدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، الذي استشهد مسموماً سنة ٩٥ هجرية.

۲۲۰

أوّلها بعد البسملة ، سلسلة سند رواية الصحيفة نصّه : حدّثنا السيّد الأجل نجم الدين ، بهاء الشرف ، أبو الحسن محمّد بن الحسن بن أحمد ابن علي بن محمّد بن عمر بن يحيى العلوي الحسيني ...

آخرها : فاق القلم من بكائه في هذه الأوراق ، باليوم السابع والعشرين من شهر رمضان ، السنة الخامسة والثمانين والألف ، على يد ... علي بن الحسن بن محمّد بن يحيى.

يليه صورة مقابلة نصّه : يسّر الله الفراغ من مقابلة هذه الصحيفة المباركة ، بأمر مولانا أحمد بن الحسن بن أمير المؤمنين المنصور بالله القاسم بن محمّد بن رسول الله أطال الله بقاه ... على نسخة صحيحة قديمة لحيّ مولانا ... المؤيّد بالله الحسن بن أمير المؤمنين المؤيّد بالله ...

وفي آخر النسخة المذكورة مكتوب بخطّ كاتبها ما لفظه :

نقلت هذه الصحيفة من خطّ الشهيد السعيد خاتمة المجتهدين ، أبي عبدالله محمّد بن مكّي قدّس الله روحه ، ونوّر ضريحه ، وفرغت من تحريره في يوم الاثنين ، سابع شهر ربيع الأوّل ، سنة خمس وخمسين وتسعمائة.

وفيها أيضاً ما لفظه : حكاية ما كتبه الشيخ الشهيد ... في آخر الصحيفة التي نقلت منها هذه : نقلت هذه الصحيفة من خطّ علي بن أحمد السديد رحمه الله تعالى ، وفرغت في حادي عشر شعبان سنة اثنين وسبعين وسبعمائة.

وقد كتب أيضاً ما صورته : نقلت هذه الصحيفة من خطّ علي بن السكون ... وذلك في شهر ذي الحجّة سنة ثلاث وأربعين وستمائة :

وكُتب فيها أيضاً ما لفظه : بلغت مقابلة وتصحيحاً بالنسخة المنقول

۲۲۱

منها ، فصحّت بحسب ... وذلك في شهر ذي الحجة سنة ثلاث وأربعين وستمائة.

وعليها كُتب أيضاً ما لفظه : بلغت مقابلة مرّة ثانية بخطّ السعيد محمّد بن إدريس رحمه الله ... وذلك في شهر ذي القعدة سنة أربع وخمسين وستمائة.

نسخه نفيسه ، كلّها مجدولة بماء الذهب ..

جاء في آخرها : تمّ ذلك والحمد لله كثيراً ، في شهر ربيع الأوّل عام ١٠٨٧ هجرية.

في ٢٨١ ورقة ، ٥ / ١٨ × ٥ / ١٠ سم. في كلّ صفحة ١٩ سطراً × ٥ سم.

* الذريعة ١٥ : ١٨ ، طبقات ابن سعد ٥ : ١٥٦ ، أعيان الشيعة ١ : ٦٣٠ ، وفيات الأعيان ١ : ٣٢٠ ، حلية الأولياء ٣ : ١٣٣ ، صفة الصفوة ٢ : ٥٢ ، الأعلام ٤ : ٢٧٧.

Supplement p. ١٦٣, No. ٢٤٧.

(١٠٢)

نسخة أُخرى

Or. ٧٨١٩

نسخة مجدولة ، كُتبت بين أسطرها ترجمة الصحيفة بالفارسيّة ، بخطّ أحمر.

كتبها إسماعيل بن شرمزار ، في الخامس من شهر شعبان المعظّم سنة ١٠٧٩ هجرية.

في ١٣٥ ورقة ، ٧ / ١٨ × ٣ / ١١ سم. في كلّ صفحة ١١ سطـراً × ٧ / ٥ سم.

۲۲۲

(١٠٣)

الصفيحة الاسطرلابية

Add. ٢٣٥٧٠

تأليف : بهاء الدين ، محمّد بن الحسين بن عبدالصمد الحارثي الجباعي العاملي ، المعروف بالشيخ البهائي ، المولود سنة ٩٥٣ ، والمتوفّى سنة ١٠٣١ هجرية.

أوّلها بعد البسملة : ارتفعت درجات جبروتك عن إحاطة أفهامنا القاصرة ، وتقدّست دقائق ملكوتك عن علاقة أوهامنا الخاسرة ... وبعد : فيقول ... بهاء الدين العاملي ... هذه رسالة صغيرة الحجم ... إنطوت من الأعمال الاسطرلابية على زبدة أُصولها ولبابها ... مسمّياً لها بالصفيحة ، لإمكان رسمها على صفيحة من صفائح الاسطرلاب ...

مجهولة الناسخ والتاريخ ، من خطوط القرن العاشر الهجري.

ضمن مجموعة ، من الورقة ٧ ـ ١٣ بحجم ١٧ × ٥ / ٩ سم. في كلّ صفحة ١٧ سطراً × ٥ / ٤ سم.

* الذريعة ١٥ : ١٦ ، خلاصة الأثر ٣ : ٤٤٠ ، وسلافة العصر : ٢٨٩ ، روضات الجنّات ٧ : ٥٦ ، هدية العارفين ٢ : ٢٧٣ ، الفوائد الرضوية : ٥٠٢ ، مصفّى المقال : ٤٠٤ ، معجم المؤلّفين ٩ : ٢٤٣ ، الكنى والألقاب ٢ : ١٠٠.

Brockelmann: g, II: ٤١٤ ـ ٤١٥, s, II: ٥٩٥ ـ ٥٩٧.

(١٠٤)

عدّة الداعي ونجاح الساعي

Or. ٧٨١٧

تأليف : جمال الدين ، أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن فهد الأسدي

۲۲۳

الحلّي ، المولود سنة ٧٥٧ ، والمتوفّى سنة ٨٤١ هجرية.

رتّب المؤلّف قدس‌سره كتابه هذا على مقدّمة في تعريف الدعاء ، وستّة أبواب. الأوّل : في الحثّ على الدعاء. الثاني : أسباب الإجابة ، الثالث : آداب الداعي. الرابع : كيفيّة الدعاء ، الخامس : في الذِكْر ، السادس : في تلاوة القرآن. وخاتمة في الأسماء الحسنى.

أوّله بعد البسملة : الحمدلله سامع الدعاء ، ودافع البلاء ، ومفيض الضياء ، وكاشف الظلماء ، وباسط الرجاء ...

آخره : وليكن هذا آخر ما نمليه في هذه الرسالة ... قد فرغ من تسويدها الفقير أحمد بن فهد ، ليلة الاثنين المسفر صباحها سادس عشر من جمادي الأُولى ، من سنة إحدى وثمانمائة (٨٠١) هلاليّة ، ... تمّت على يد الفقير ... ابن روز ، محمّد باقر ، سنة ١٠٨٨ هجرية.

ناقص الورقة الاُولى فقط ، وقد أُكملت بخطّ آخر حديث.

في ٢٠٨ ورقة ، ٢٠ × ٥ / ١٢ سم.

* الذريعة ١٥ : ٢٢٨ ، إيضاح المكنون ٢ : ٩٥ ، روضات الجنّات ١ : ٧١ ، أعيان الشيعة ٣ : ١٤٧ ، تنقيح المقال ١ : ٩٢ ، معجم المؤلّفين ١٢ : ١٤٤ ، الكنى والألقاب ١ : ٣٨٠.

Brockelmann: s, II: ٢١٠.

(١٠٥)

علل الشرايع والأحكام

Add. ٢٣٢٦١

تأليف : أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي ، المعروف بالشيخ الصدوق ، المتوفّى سنة ٣٨١ هجرية.

۲۲۴

أوّله بعد البسملة : الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين ، وسلّم تسليماً. قال الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي ابن الحسين بن بابويه ... باب العلّة التي من أجلها سُمّيت السماء سماء ...

كتبه محمّد بن عبدالحسين بن مطّلب الأسدي الجزائري ... اليوم السابع عشر من شهر شعبان ، للسنة الثانية والعشرين بعد الماية والألف (١١٢٢) هجرية.

في ٢٣٨ ورقة ، ٢٢ × ٥ / ١٥ سم. في كلّ صفحة ٢٣ سطراً × ١٠ سم.

* الذريعة ١٥ : ٣٧٥ ، رجال النجاشي ٢ : ٣١٣ ، الفهرست للشيخ الطوسي : ١٨٤ ، إيضاح المكنون ٢ : ١٣٣ ، طبقات أعلام الشيعة ق/٤ : ٢٨٧ ، أمل الآمل ٢ : ٢٨٣ ، الكنى والألقاب ١ : ٢٢٠ ، ريحانة الأدب ٣ : ٤٣٤ ، روضات الجنّات ٦ : ١٣٢ ، معجم المؤلّفين ١١ : ٣.

Brockelmann: s, ٣٢١ ـ ٣٢٢.

(١٠٦)

عيون أخبار الرضا عليه السلام

Or. ١٣٠

تأليف : أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي ، المعروف بالشيخ الصدوق ، المتوفّى سنة ٣٨١ هجرية.

أوّله بعد البسملة : الحمد لله الواحد القهّار ، العزيز الجبّار ، الغفّار ، فاطر الأرض والسماء ، خالق الظُلمة والضياء ...

سقط من أوّل النسخة ومن آخرها بعض الأوراق ، وقد أُكمل النقص

۲۲۵

بخطّين مختلفين حديثين.

مجهول الناسخ والتاريخ ، من خطوط القرن الحادي عشر الهجري.

في ٢٣٩ ورقة ، ٥ / ٢٢ × ٥ / ١٥ سم. في كلّ صفحة ٢٥ سطراً × ٥ / ١٠ سم.

* الذريعة ١٥ : ٣٧٥ ، إيضاح المكنون ٢ : ١٣٣ ، طبقات أعلام الشيعة ق/٤ : ٢٨٧ ، أمل الآمل ٢ : ٢٨٣ ، رجال النجاشي ٢ : ٣١٣ ، الفهرست للطوسي : ١٨٤ ، الكنى والألقاب ١ : ٢٢٠ ، ريحانة الأدب ٣ : ٤٣٤ ، روضات الجنّات ٦ : ١٣٢ ، معجم المؤلّفين ١١ : ٣.

Brockelmann: s, ٣٢١ ـ ٣٢٢.

(١٠٧)

غرر الحكم ودُرر الكلم من كلام

أمير المؤمنين عليه السلام

Add. ٧٣٠٢

تأليف : أبي الفتح ، عبدالواحد بن محمّد بن عبدالواحد الآمدي ، التميمي. المتوفّى سنة ٥١٠ هجرية ، وقيل في وفاته غير ذلك.

جمع فيه المؤلّفقدس‌سره الكلمات الحكميّة ، والمواعظ المشتهرة نسبتها إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام على حروف المعجم.

أوّله بعد البسملة : الحمد لله الذي هدانا بتوفيقه إلى جادّة طريقه ... أمّا بعد : فيقول ... عبدالواحد بن محمّد بن عبدالواحد الآمدي التميمي : أنّ الذي حداني على تخصيص فوائد هذا الكتاب ...

آخره : ... بالرجل أن يقصر عمله من علمه ، ويعجز فعله عن قوله. تمّ الكتاب ...

۲۲۶

وتمّ نسخاً في يوم السبت ، خمس وعشرين من جمادى الثاني ، سنة أربع وستين وتسعماية (٩٦٤) هجرية.

نسخة نفيسة في ١٨٢ ورقة ، ٧ / ٢٠ × ٣ / ١٣ سم. في كلّ صفحة ١٧ سطراً × ٧ / ٧ سم.

* الذريعة ١٦ : ٣٨ ، كشف الظنون ٢ : ١٢٠٠ ، روضات الجنّات ٥ : ١٧٠ ، هدية العارفين ١ : ٦٣٥ ، الفوائد الرضوية ١ : ٢٥٩ ، معجم المؤلّفين ٦ : ٢١٣ ، الكنى والألقاب ٢ : ٧ ، ريحانة الأدب ١ : ٦٢.

(١٠٨)

فائق المقال في الحديث والرجال

Or. ٨٤٥٩

تأليف : الحافظ أحمد بن عبدالرضا البصري ، الشهير بمهذّب الدين ، كان حيّاً سنة ١٠٨٥ هجرية.

المؤلّف من أجلّة تلامذة المحدّث الشهير محمّد بن الحسن الحرّ العاملي رضوان الله تعالى عليه ، المتوفّى سنة ١١٠٤ هجرية.

أوّله بعد البسملة : أمّا بعد الحمد لوليّه وأهله ، والصلاة على نبيّه وآله ، فيقول الجاني الراجي عفو ربّه ... المشتهر بمهذّب الدين أحمد بن عبدالرضا ، هذا فائق المقال في الحديث والرجال ... فصلٌ ، علم الدراية يبحث فيه عن متن الحديث وكيفيّة تحمّله ، وآداب نقله ، وفيه أبواب. باب الهمزة ، آدم بن إسحاق الأشعري القمّي ، ثقة ، ق. آدم بن الحسين النحّاس الكوفي ، ثقة ، ق ...

آخره : إتّفق مشقّة مشقه بداية أوّل الشهر السابع ، ونهاية ثاني عشرة ،

۲۲۷

من السنة الخامسة ، من العشر التاسع ، من المائة الأولى ، من الألف الثاني ، من الهجرة النبويّة (١٠٨٥) ... سنة قدومي من بلدة حيدر آباد ... على يد مؤلّفه ... أفقر خليقته إلى رحمته ، المشتهر بالمهذّب أحمد بن عبدالرضا ...

نسخة نفيسة ، في ١٥٥ ورقة ، ٢٥ × ٧ / ١٤ سم. في كلّ صفحة ١٥ سطراً.

* الذريعة ١٦ : ٩١ ، مصفّى المقال : ٥٠ ، أعيان الشيعة ٢ : ٦٢٤ ، معجم المؤلّفين ١ : ٢٧٣.

Brockelmann: g, II: ٤١٢. s, II: ٥٧٧ ـ ٥٧٨.

(١٠٩)

الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة

Or. ٨٤٧٢

تأليف : نور الدين ، علي بن محمّد بن أحمد ، المعروف بابن الصبّاغ المكّي ، المالكي ، المولود سنة ٧٨٤ ، والمتوفّى سنة ٨٥٥ هجرية.

كتاب يبحث عن معرفة الأئمّة الاثني عشر وفضلهم ، ومعرفة أولادهم ونسلهم.

أوّله بعد البسملة : الحمد لله الذي جعل من صلاح هذه الاُمّة نصب الإمام العادل.

آخره : ... ويخرج من سرار الغيبة ، فيملأ القلب بسروره ، وينشر عدله ، فيكون أضوء من البدر المنير في مسيره (انتهى) ...

مجهول الناسخ والتاريخ ، من خطوط القرن الثالث عشر الهجري.

في ١٧٣ ورقة ، ٥ / ٢٥ × ١٥ سم. في كلّ صفحة ١٧ سطراً × ٥ / ٨ سم.

۲۲۸

* الذريعة ١٦ : ٢٤٦ ، كشف الظنون ٢ : ١٢٧١ ، معجم المؤلّفين ٧ : ١٧٨ ، الأعلام ٥ : ٨ ، الكنى والألقاب ١ : ٣٣٦.

Brockelmann: g, II: ١٧٦. s, II: ٢٢٤.

(١١٠)

نسخة أُخرى

Or. ١٢٥٩٧

مجهولة الناسخ والتاريخ ، من خطوط القرن الحادي عشر الهجري ، في ١١٦ ورقة ، ٥ / ١٩ × ١٤ سم. في كلّ صفحة ١٩ سطراً × ٩ سم.

(١١١)

الفوائد المكّية

Add. ٧٦١٢

تأليف : محمّد أمين بن محمّد شريف الاسترآباذي ، الأخباري ، المتوفّى سنة ١٠٣٣ هجرية.

هو شرح لكتاب الاستبصار فيما اختلف من الآثار ، لشيخ الطائفة أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي ، المتوفّى سنة ٤٦٠ هجرية.

أوّله بعد البسملة : الحمد لله على نعمائه ، ومن جملتها أنّه فطر العباد كلّهم ... تلك أحاديث متواترة عن العترة الطاهرةعليهم‌السلام قد ذكرنا جملة منها في الفوائد المدنيّة ، فيها الكفاية ... وبعد : فهذه فوائد شريفة علّقتها على كتاب الاستبصار لرئيس الطائفة ... وسمّيتها بالفوائد المكّية ...

آخره : ... فاتضح أنّ الأجلاّء الثلاثة أخذوا أحاديث كتبهم الأربعة من الاُصول المجمع عليها كتاب الطهارة.

الكتاب ضمن مجموع كلّه بخطّ واحد ، جاء في آخر الكتاب الذي سبق هذا الكتاب ما نصّه : كتبه محمّد أمين بن محمّد مؤمن توسركاني ،

۲۲۹

غرّة شهر شوّال ، في شهور سنة ستّة وخمسين بعد الألف (١٠٥٦).

نسخة نفيسة ، في ٦٦ ورقة ، ٤ / ٢٠ × ١١ سم ، يبدأ بالورقة ٤٤ ـ ١١٠. في كلّ صفحة ٢٢ سطراً × ٢ / ٥ سم.

* الذريعة ١٦ : ٣٥٩ ، الفوائد الرضوية : ٣٩٨ ، هدية العارفين ٢ : ٢٧٤ ، معجم المؤلفين ٩ : ٧٩ ، لؤلؤة البحرين : ١١٧ ، روضات الجنّات ١ : ١٢٠.

Brockelmann: s, II: ٥٧٧ ـ ٥٩٠.

(١١٢)

قواعد الأحكام في مسائل الحلال والحرام

Or. ٨٤٠٣

تأليف : جمال الدين ، أبي منصور ، الحسن بن يوسف بن علي بن مطهّر الحلّي ، المعروف بالعلاّمة ، المولود سنة ٦٤٨ ، المتوفّى سنة ٧٢٦ هجرية.

أوّله بعد البسملة : الحمد لله على سوابغ النعماء ، وترادف الآلاء ، المتفضّل بإرسال الأنبياء ... أمّا بعد : فهذا كتاب قواعد الأحكام في معرفة الحلال والحرام ، لخّصت فيه كتب الفتاوى خاصّة ، وبيّنت فيه قواعد الأحكام الخاصّة ...

آخره وصية المؤلّف لولده : اعلم يا بُنيّ أعانك الله تعالى على طاعته ... هذه وصيّتي إليك ، والله خليفتي عليك ... فرغت من استنساخ الجزء الثاني من كتاب قواعد الأحكام في مسائل الحلال والحرام ، عصر يوم الاثنين ، التاسع عشر من شهر جمادي الثاني ، أحد شهور سنة خمس وتسعين وثمان ماية (٨٩٥) على يد حميد بن حسن

۲۳۰

بن إبراهيم بن حسن بن عبدالله بن أحمد بن سهيل بن معالي الأوالي ...

على الكتاب عدّة تملّكات ، وكُتب على القسم الأوّل منه حواشي وتعليقات كثيرة بين أسطره وفي هامش صفحاته.

نسخة نفيسة ٢٨١ ورقة ، ٥ / ٢٩ × ٥ / ٢٣ في كلّ صفحة ١٨ سطراً.

* الذريعة ١٧ : ١٧٧ ، إيضاح المكنون ٢ : ٢٤٢ ، روضات الجنّات ٢ : ٢٦٩ ، الأعلام ٢ : ٢٢٧ ، الدرر الكامنة ٢ : ٧١ ، النجوم الزاهرة ٩ : ٢٦٧ ، أعيان الشيعة ٥ : ٣٩٦ ، مرآة الجنان ٤ : ٢٧٦ ، معجم المؤلّفين ٣ : ٣٠٣.

Brockelmann: g, II: ١٦٤. s, II: ٢٠٦ ـ ٢٠٩.

(١١٣)

نسخة أُخرى (ج ١)

Or. ٨٣٤١

آخرها : ... ولو قال إدفع إليه بعد موتي لم ينعزل ... وقع الفراغ من تسويد الجزء الأوّل من كتاب قواعد الأحكام ... ظهر يوم الأحد سبعة وعشرين شهر رمضان المبارك من شهور سنة ثمان وستّين وألف من الهجرة (١٠٦٨) ... محمّد تقي بن إبراهيم المازندراني ...

في ١٨٣ ورقة ، ٣ / ٢٩ × ١٩ سم. في كلّ صفحة ٢٤ سطراً × ١١ سم.

(١١٤)

نسخة أُخرى (٢)

Or. ٣٥٣٠

ناقصة الأوّل : تبدأ بأوائل الفرع الخامس ، من المطلب الثالث في أحكام الرضاع : ثلاث زوجاته ، كلّ واحدة زوجة دفعة حَرَمْنَ جمع إن كان

۲۳۱

دخل بالكبيرة ، وإلاّ فسد نكاح الصغائر ...

آخرها من وصية المؤلّف لابنه : ... وأصلح ما تجد فيه من الخلل والنقصان ، والخطأ والنسيان ، هذه وصيّتي إليك ، والله خليفتي عليك ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.

تمّ الكتاب ... في تاريخ خامس وعشرين من شهر رمضان المبارك ، سنة تسع وعشر وألف (١٠١٩) من الهجرة النبوية على يد [...].

في هوامش صفحات الكتاب شروح وتعليقات كثيرة.

في ٢٦٧ ورقة ، ٣ / ٢٦ × ١٩ سم. في كلّ صفحة ٢١ سطراً × ٥ / ٩ سم.

Supplement p. ٢١٢, No. ٣٣١.

(١١٥)

الكافي في الحديث (الاُصول)

Or. ٣٥١٠

تأليف : أبي جعفر محمّد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي ، المتوفّى سنة ٣٢٩ هجرية.

هو من أجلّ الكتب الحديثيّة الأربعة ، المعوّل عليها عند الإماميّة الاثنى عشرية ، قيل عنه : أنه لم يكتب مثله في المنقول من آل الرسول ، وهو مشتمل على أربعة وثلاثين كتاباً ، في ثلاثمائة وستة وعشرين باباً ، وأحاديثه حُصرت في ستّة عشر ألف حديث.

أوّله بعد البسملة : الحمد لله المحمود لنعمته ، المعبود لقدرته ، المطاع في سلطانه ، المرهوب لجلاله ...

آخره : تمّ كتاب العِشْرة ، تمّ الجزء الأوّل من كتاب الكافي ... في عصر يوم الثاني والعشرين من شهر ربيع الثاني من شهور السنة الثانية

۲۳۲

والسبعين وألف هجرية (١٠٧٢) ... جعفر بن حسين بن محمّد بن سليمان الحسيني البحراني التوبلي.

في ٢٤١ ورقة ، ٨ / ٢٨ × ٨ / ١٩ سم. في كلّ صفحة ٣٠ سطراً × ٥ / ١٢ سم.

الكتاب من ممتلكات عبدالله بن صالح السماهيجي البحراني.

* الذريعة ١٧ : ٢٤٥ ، الفهرست للطوسي : ١٣٥ ، رجال النجاشي ٢ : ٢٩٠ ، روضات الجنّات ٦ : ١٠٨ ، الفوائد الرضوية : ٦٥٧ ، اتقان المقال في أحوال الرجال : ١٣٤ ، هدية العارفين ٢ : ٣٥ ، معجم المؤلّفين ١٢ : ١١٦.

Brockelmann: g, I: ١٨٧. s, I: ٣٢٠.

Supplement p. ٨٩, No. ١٥٣.

(١١٦)

نسخة أُخرى منه

Or. ٢٩٧٨

أوّلها بعد البسملة : الحمد لله المحمود لنعمته ، المعبود لقدرته ...

جاء في الورقة ١٥/أما نصّه : كمل كتاب العقل والتوحيد من كتاب الكافي ، يتلوه كتاب الحجّة ، الجزو الثاني من كتاب الكافي ...

ناقصة الآخر ، آخرها من كتاب الفيء : علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ... وعن المعادن كم فيها؟ قال الخمس ... محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد عن ...

أقول : وهذا الموضع هو أوّل الحديث (٢٠) من باب الفيء والأنفال من كتاب الحجّة.

۲۳۳

مجهولة الناسخ والتاريخ ، من خطوط القرن الحادي عشر الهجري.

في ٤٤ ورقة ، ٧ / ٣٤ × ٥ / ٢٢ سم. في كلّ صفحة ٣٤ سطراً × ٥ / ١٥.

Supplement p. ٨٨, No. ١٥٢.

(١١٧)

نسخة أُخرى

Or. ٨٢٥٢

تبدأ بكتاب العقل والجهل إلى آخر كتاب الحجّ.

كتبها : عبدالله بن ذوالفقار القهبائي ، في غرة شهر ربيع الأوّل سنة ١٠٨٩ هجرية.

جاء في آخرها : تمّ كتاب الحج بحمد الله ... ابن ذو الفقار القهبائي عبدالله ، في عشر الأوّل من شهر رمضان المبارك. وكانت كتابة هذا الكتاب بأمر محمود القهبائي.

في ٣٤٠ ورقة ، ٣٧ × ٥ / ٢٣ سم. في كلّ صفحة ٣٥ سطراً × ١٤ سم.

(١١٨)

نسخة أُخرى منه

Or. ٨٣٩٦

تبدأ بكتاب النكاح إلى آخر كتاب الأيمان والنذور والكفّارات ، وهو آخر كتاب الكافي.

كتبها : محمّد مهدي بن محمّد علي ، وذلك بين سنة ١٠٥٨ ـ ١٠٦٠ هجرية. وكتب كتاب المواريث فما بعده إلى آخر الكتاب حسن بن محمّد

۲۳۴

علي سنة ١٠٦٠ هجرية.

في ٥٤٧ ورقة ، ٣٠ × ٢٠ سم. في كلّ صفحة ٢٠ سطراً × ٥ / ١٢ سم.

Supplement p. ٨٨, No. ١٥٢.

(١١٩)

الكافي في الحديث (الروضة)

Or. ٨٥٣٩

أوّله بعد البسملة : كتاب الروضة ، محمّد بن يعقوب الكليني قال : حدّثني علي بن إبراهيم ...

آخره : تمّت الروضة من الكافي ، وهو آخر ، والحمد لله ربّ العالمين ... سنة ١٠٧٠ هـ.

مجهول الناسخ ، في ٨٥ ورقة ، ٥ / ٢٥ × ٥ / ١٨ سم. في كلّ صفحة ٢٢ سطراً × ١٢ سم.

(١٢٠)

كشف الرموز الخفيّة في شرح الروضة البهيّة

Or. ١١٠٢٨

تأليف : محمّد بن حسن بن زين الدين بن علي بن أحمد الجبعي العاملي ، حفيد الشهيد الثاني ، المتوفّى سنة ١٠٣٠ هجرية.

الروضة البهية للشيخ السعيد زين الدين بن علي بن أحمد الجبعي العاملي المعروف بالشهيد الثاني المتوفّى سنة ٩٦٥ هجرية ، تقدّمت الإشارة إلى بعض نسخها.

أوّله بعد البسملة : كتاب الطهارة ، قوله : والمراد منه الطاهر في نفسه

۲۳۵

إلى قوله في هذا الباب غرضهقدس‌سره ...

ناقص الآخر ، آخره من كتاب البيع : ... وأمّا أوّلاً فلأنّ إسقاط الأجل إنّما يقتضي جواز أخذ الدين لا وجوبه ، كما صرّح به ... وإنّما أسلفنا فيه.

مجهول الناسخ والتاريخ ، من خطوط القرن الثالث عشر الهجري ، في ٢٥٥ ورقة ، ٢٦ × ١٩ سم. في كلّ صفحة ٢٣ سطراً × ٥ / ١٢ سم.

* معجم المؤلّفين ٩ : ١٩١ ، لؤلؤة البحرين : ٨٢.

(١٢١)

كشف الغمّة في معرفة الأئمّة

Or. ٨٤٢٣

تأليف : أبي الحسن علي بن عيسى بن أبي الفتح الأربلي البغدادي المتوفّى سنة ٦٩٢ هجرية ، وقيل في وفاته غير ذلك.

جمع فيه المؤلّفقدس‌سره أحوال النبي(صلى الله عليه وآله) والزهراء البتول والأئمة الاثني عشرعليهم‌السلام ، وتواريخهم ، ومناقبهم ، وفضائلهم ، ومعجزاتهم.

أوّله بعد البسملة : الحمد لله الذي ألزمنا كلمة التقوى ، ووفّقنا للتمسّك بالسبب الأقوى ... وقد كانت نفسي تنازعني دائماً ، أن أجمع مختصراً أذكر فيه لُمعاً من أخبارهم ، وجملة من صفاتهم وآثارهم ... وسمّيته كتاب كشف الغمّة في معرفة الأئمّة ...

جاء في آخره : تمّ الكتاب بأسره يوم الثلاثاء ، الخامس من شهر ربيع الأوّل المنتظم ، في سلك شهور سنة تسعين بعد الألف (١٠٩٠) نقلاً من نسخة نقلت من نسخة نقلت تلك النسخة التي بخطّ السعيد المرحوم مجد الدين أبي جعفر الفضل بن يحيى بن علي بن المظفّر بن الطيبي الكاتب بواسط العراق. والنسخة المشار إليها منقولة من نسخة الأصل بخطّ المصنّف.

۲۳۶

نسخة نفيسة جميلة الخطّ ، مجدولة الصفحات.

في ٣٣٨ ورقة ، ٣٠ × ١٩ سم. في كلّ صفحة ٢٥ سطراً × ١١ سم.

* الذريعة ١٨ : ٤٧ ، هدية العارفين ١ : ٧١٤ ، الفوائد الرضوية : ٣١٤ ، فوات الوفيات ٢ : ٦٦ ، كشف الظنون ١٤٩٢ ، روضات الجنّات ٤ : ٣٤١ ، معجم المؤلّفين ٧ : ١٦٣ ، طبقات أعلام الشيعة ق/٧ : ١٠٧.

Brockelmann: s, I: ٧١٣.

(١٢٢)

كمال الدين وتمام النعمة

Or. ٨١٢٥

تأليف : أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ، المعروف بالشيخ الصدوق ، المتوفّى سنة ٣٨١ هجرية.

أوّله بعد البسملة : الحمد لله الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، الحيّ القادر ... إنّ الذي دعاني إلى تأليف كتابي هذا ، أنّي لمّا قضيت وطري من زيارة علي بن موسى الرضا صلوات الله عليه رجعت إلى نيسابور ، وأقمت بها ، فوجدت أكثر المختلفين إليّ من الشيعة قد حيّرتهم الغيبة ، ودخلت عليهم ...

آخره : تمّ كتاب كمال الدين وتمام النعمة ، في إثبات الغيبة وكشف الحيرة ... في يوم الأربعاء ، خمس وعشرين ربيع الأوّل ، في سنة أربع وثمانين وألف (١٠٨٤) الهجري ، على يد أقلّ العباد ملاّ محمّد مقيم ...

في هوامش بعض صفحات الكتاب بلاغ مقابلة.

في ٣٤٨ ورقة ، ٢٥ × ١٩ سم. في كلّ صفحة ١٩ سطراً × ٥ / ١٠ سم.

۲۳۷

* الذريعة ٢ : ٢٨٣ و ١٨ : ١٣٧ ، إيضاح المكنون ٢ : ٣٨١ ، طبقات أعلام الشيعة ق/٤ : ٢٨٧ ، أمل الآمل ٢ : ٢٨٣ ، رجال النجاشي ٢ : ٣١٣ ، الفهرست للطوسي : ١٨٤ ، الكنى والألقاب ١ : ٢٢٠ ، ريحانة الأدب ٣ : ٤٣٤ ، روضات الجنّات ٦ : ١٣٢ ، معجم المؤلّفين ١١ : ٣ ، أعيان الشيعة ١٠ : ٢٤.

Brockelmann: s, ٣٢١ ـ ٣٢٢.

(١٢٣)

كنز الدقايق وبحر الغرائب(١)

Or. ٨٣٩٢

تأليف : ميرزا محمّد بن محمّد رضا بن إسماعيل بن جمال الدين القمّي ، المشهدي ، المتوفّى حدود سنة ١١٢٥ هجرية.

أوّله بعد البسملة : الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب وجعله للنّاس بشيراً ونذيراً ... أمّا بعد : فيقول الفقير إلى رحمة ربّه الغني ميرزا محمّد المشهدي ...

آخره في تفسير آية ١١٩ من سورة المائدة ، قوله تعالى : (لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الاَنْهَارُ ... رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).

قد تشرّف بإتمام هذا المجلّد الشريف العالي ، أضعف العباد ، محمّد بن الحافظ القاري ، في يوم الخميس ، تاسع شهر ذي الحجّة الحرام سنة ١١٠٨ هجريّة ، بإشارة مؤلّفه العالم الكامل ...

__________________

(١) أسماه المؤلّف في بعض أجزائه بـ «كنز الحقايق».

۲۳۸

نسخة نفيسة ، في ١٢٤ ورقة ، ٥ / ٣٦ × ٥ / ٢٣ سم. في كلّ صفحة ٣٨ سطراً × ٥ / ١٦ سم.

* الذريعة ١٨ : ١٥٣ ، إيضاح المكنون ٢ : ٣٨٥ ، روضات الجنّات ٧ : ١١٠ ، أمل الآمل ٢ : ٢٧٢ ، الفوائد الرضوية : ٦١٨ ، هدية العارفين ٢ : ٣٠٤ ، أعيان الشيعة ٩ : ٤٠٧ ، معجم المؤلّفين ١١ : ٢١٧.

Brockelmann: s, II: ٥٨٢.

(١٢٤)

كنز المطالب وبحر المناقب

Add. ٢٤٣٦٨

تأليف : السيّد ولي الله بن نعمة الله الرضوي الحسيني الحائري ، من أعلام القرن العاشر الهجري.

يحتوي الكتاب على تسعة وتسعين باباً بعدد أسماء الله الحسنى ، كلّها في فضائل مولانا أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام ، وقد ذكر المؤلّف قدس‌سره في أوّله فهرس الأبواب مفصّلاً.

أوّله بعد البسملة : الحمد لله الذي خلق الأكوان ، وصوّر الإنسان ، وعلّمه البيان(١) ... وبعد فيقول أفقر العباد إلى الله الغني ، تراب نعل أبي تراب وصي النبي الاُمي ، ولي بن نعمة الله الحسيني الرضوي : إنّي لمّا

__________________

(١) إختلف النصّ المتقدم مع ما جاء في كتاب الذريعة وفي نسخة المكتبة الفيضيّة في قم، حيث جاء في أوّلهما ما لفظه : الحمد لله المتفضل المنّان ، المتطول الحنّان ، المتوحد بالكبرياء والعظمة والسلطان ...

۲۳۹

رأيت أكثر هذه الاُمّة منحرفين عن فضائل علي بن أبي طالب ...

آخره : وكان ابتداء الشروع في جمع هذا الكنز في شهر ذي القعدة الحرام ، وكان إتمامه في ثامن عشر صفر ختم بالخير والظفر ، سنة إحدى وثمانين وتسعماية ، في جوار السبط الشهيد ، الإمام الرشيد أبي عبدالله الحسينعليه‌السلام.

مجهول الناسخ والتاريخ ، من مخطوط القرن الثاني عشر الهجري. في ٢٨٩ ورقة ، ١٩ × ٥ / ١٢ سم. في كلّ صفحة ١٨ سطراً × ٥ / ٧ سم.

* الذريعة ١٨ : ١٦٦ ، إيضاح المكنون ٢ : ٣٨٧ ، الاعلام ٨ : ١١٨ ، معجم المؤلفين ١٣ : ١٦٩.

Brockelmann: s, II: ٥٠٣.

(١٢٥)

لباب الأنساب وألقاب الأعقاب

Or. ١٤٠٦

تأليف أبي الحسن ، علي بن زيد بن محمّد بن الحسين بن سليمان بن أيّوب الأنصاري ، البيهقي ، الشافعي ، المولود سنة ٤٩٩ ، والمتوفّى سنة ٥٦٥ هجرية.

أوّله بعد البسملة : الحمد لله الذي خلق الخلايق في بسايط متباينة الأقسام ...

كتبه علي بن قاسم بن حمزة بن علي بن محسن الحسيني الموسوي النجفي النسّابة ، في رابع وعشرين من شهر صفر سنة ٨٦٦ هجرية.

* نسخة نفيسة ، في ٤٨ ورقة ، ٥ / ٢٥ × ٧ / ١٧ سم. في

۲۴۰

كلّ صفحة ٣٠ سطراً × ٥ / ١٥ سم.

الذريعة ١٨ : ٢٧٧ ، معجم المؤلّفين ٧ : ٩٦.

(١٢٦)

مئة منقبة في علي بن أبي طالب عليه السلام

Or. ٨٢٧٩

تأليف أبي الحسن ، محمّد بن أحمد بن علي بن الحسن القمّي ، المعروف بابن شاذان ، من أعلام القرن الخامس الهجري.

أوّله بعد البسملة : الحمد لله الأوّل في ديموميّته ، الآخر في أزليّته ، العادل في قضيته ... أمّا بعد : فقد جمعت لك أيّها الشيخ ما التمست ، وفيه رغبت ، من فضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام ... فالاُولى بإسناده عن حبّة العرني ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قال : قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) : علي بن أبي طالب أفضل من خلق الله تعالى غيري.

آخره : هذا ما وجدناه في النسخة التي كتبناه منها ... وافق الفراغ من تسويد هذه الفضائل ، ضحى يوم الحادي عشر من شهر شوّال ، أحد شهور سنة ٩٥١ هـ. على يد العبد الأقلّ ناصر بن سليمان ...

ضمن مجموع ، من الورقة ٢٢٣ ـ ٢٥١ ، ٥ / ١٤ × ٧ / ٩ سم. في كلّ صفحة ١٥ سطراً × ١٠ سم.

* الذريعة ١٩ : ٢ ، طبقات أعلام الشيعة ق/٥ : ١٥٠ ، أعيان الشيعة ٩ : ١٠١ ، روضات الجنّات ٦ : ١٧٩ ، الفوائد الرضوية : ٣٩٠ ، هدية العارفين ٢ : ٦٣ ، معجم المؤلّفين ٨ : ٢٩٥ ، ميزان الاعتدال ٣ : ٢٠ ، الكنى والألقاب ١ : ٣٢٣ ، أمل الآمل ٢ : ٢٤١.

۲۴۱

(١٢٧)

مبادئ الوصول إلى علم الأُصول

Or. ١٠٩٦٣

تأليف : أبي منصور ، جمال الدين ، الحسن بن يوسف بن علي بن المطهّر ، المعروف بالعلاّمة الحلّي ، المولود سنة ٦٤٨ ، والمتوفّى سنة ٧٢٦ هجرية.

أوّله بعد البسملة : الحمد الله المتفرّد بالأزليّة والدوام ، المتوحّد بالجلال والإكرام ... أمّا بعد : فهذا كتاب مبادئ الوصول إلى علم الأُصول ، قد اشتمل من علم أُصول الفقه على مالا بدّ منه ...

آخره : البحث التاسع في الاستصحاب ، الأقرب أنّه حجّة ...

هذا آخر ما نذكره في هذه المقدّمة والحمد لله ... على يد ... علي بن الحسن بن الرضي العلوي الحسيني ... في سلخ رجب ، سنة خمس عشر وسبعماية (٧١٥) ...

نسخة نفيسة ، قرءها كاتبها على ابن المصنّف ، الإمام العالم فخر الملّة والدين محمّد بن الحسن بن يوسفقدس‌سره ، وكانت هذه القراءة في جمادي الأوّل من سنة خمس وعشرين وسبعمائة (٧٢٥). إضافة إلى ذلك فإنّ النسخة قوبلت مع نسخة قُرءت أيضاً على ابن المصنّف.

في ٣٦ ورقة ، ١٨ × ١٠ سم. في كلّ صفحة ١٧ سطراً.

* الذريعة ١٩ : ٤٣ ، إيضاح المكنون ٢ : ٤٢٣ ، روضات الجنّات ٢ : ٢٦٩ ، الأعلام ٢ : ٢٢٧ ، الدرر الكامنة ٢ : ٧١ ، النجوم الزاهرة ٩ : ٢٦٧ ، أعيان الشيعة ٥ : ٣٩٦ ، مرآة الجنان ٤ : ٢٧٦ ، معجم المؤلّفين ٣ : ٣٠٣.

۲۴۲

Brockelmann: g, II: ١٦٤. s, II: ٢٠٦ ـ ٢٠٩.

(١٢٨)

المبسوط في الفقه (ج ١)

Or. ٣٥٨٥

تأليف شيخ الطائفة ، أبي جعفر محمّد بن الحسن بن علي الطوسي ، المولود سنة ٣٨٥ ، والمتوفّى سنة ٤٦٠ هجرية.

أوّله بعد البسملة : الحمد لله الذي أوضح دلائل معرفته ، وأنهج سبيل هدايته ...

يضمّ بين دفتيه كتاب الطهارة إلى كتاب العارية.

آخره : مردودة أراد به الشاة التي تستعار لينتفع بلبنها ، وفي الناس من قال : لا يجوز. كمالا يجوز إجارتها. تمّ الجزء الأوّل من المبسوط ، ويتلوه في الثاني كتاب الغصب ، وهو من ثلاثة أجزاء مجلّدات ، وتمّم ما كان ذهب منه وسطاً وأخيراً العبد المذنب الفقير إلى رحمة ربه محمّد بن أحمد بن عوض الحائري ، بالحلّة ، في جمادى الأولى ، من سنة سبع وتسعين وستمئة (٦٩٧) والحمد لله ....

وكتب على ظهر الورقة الاُولى والثانية عدّة تملّكات وفوائد أُخرى. منها تملّك الحسين بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن عوض المذكور.

نسخة نفيسة ، في ٢٧٦ ورقة ، ٧ / ٢٤ × ٥ / ١٥ سم ، في كلّ صفحة ٢٥ سطراً.

* الذريعة ١٩ : ٥٤ ، إيضاح المكنون ٢ : ٤٢٤ ، الفهرست للطوسي : ١٦١ ، معالم العلماء : ١٠٢ ، روضات الجنّات ٦ : ٢١٦ ، النجوم الزاهرة ٥ : ٨٢ ، المنتظم ٨ : ٢٥٢ ، لؤلؤة

۲۴۳

البحرين : ٢٩٢ ، مصفّى المقال : ٤٠٢.

Brockelmann: g, I: ٤٠٥, s, I:٧٠٦ ـ ٧٠٧. Supplement p. ٢١١, No. ٣٣١.

(١٢٩)

نسخة أُخرى

Or. ١٠٩٦٢

ناقصة الأوّل ، بمقدار ورقة واحدة ، أوّل الموجود :

ومنصوص عليه عن أئمّتنا الذين قولهم في الحجّة يجري مجرى قول النبي(صلى الله عليه وآله) ، إمّا خصوصاً أو عموماً ... فصل في ذكر حقيقة الطهارة وجهة وجوبها وكيفية أقسامها ...

آخرها : فإذا فرغ عطايا أقارب الرسول عليه‌السلام بدأ بالأنصار وقدّمهم على جميع العرب ... تمّ الجزء الأوّل من المبسوط ... ويتلوه في الجزء الثاني كتاب البيوع ، ووافق الفراغ منه يوم الأحد ، خامس شهر صفر سنة ستمائة (٦٠٠) كتبه الفقير ... محمّد بن أبي غالب بن الحسن بن أبي غالب الناتلي ...

يليه بلاغ نصّه : بلغ العرض حسب الجهد والطاقة. وكتب محمّد بن أبي غالب سنة ستمائة.

وفي آخرها أيضاً إجازة نصّها : قرأ عليّ الجزء الأول من كتاب المبسوط ، الشيخ العالم الفاضل الفقيه الحسن بن يحيى بن الزاهد الناتلي أيّده الله قراءة صحيحة ... وأذنت له في روايته عنّي ، عن الشيخ الموفّق علي بن يحيى بن علي بن محمّد ، الراوي عن الشيخ الفقيه المقري أبي محمّد عربي بن مسافر العبادي رضي الله عنه قراءة عليه ، عن الشيخ

۲۴۴

العالم الياس بن هشام الحائري رحمه الله ، عن أبي علي ولد المصنّف ، عن والده رحمهم الله جميعاً ، فليرو ذلك عنّي ... وكتب الفقير إلى رحمة الله تعالى يوسف بن علوان بن نصر السرّاج ... في غرّة جمادي الآخرة ، سنة أربعة وعشرين وستمائة (٦٢٤) والحمد لله. وله أن يرويه عنّي أيضاً عن الشيخ الموفّق محمّد بن جعفر الحائري.

نسخة نفيسة في ١٩٩ ورقة ، ٥ / ٢٤ × ٥ / ١٦ سم. في كلّ صفحة ٢٥ سطراً.

(١٣٠)

مجمع البيان لعلوم القرآن

Add. ٢٥١١٠

تأليف : أمين الإسلام ، أبي علي ، الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي ، الطوسي ، المتوفّى سنة ٥٥٢ ، وقيل : ٥٤٨ هجرية.

أوّله بعد البسملة : الحمد لله الذي ارتفعت عن مطارح الفكر جلالته ، وجلّت عن مطامح الهمم عزّته ، وتعالت عن مشابهة الأنام صفته ، ... وإنّما اَحذف أسانيد أمثال هذه الأحاديث إيثاراً للتخفيف ، ولاشتهارها عند أصحاب الحديث ... وسمّيته كتاب مجمع البيان لعلوم القرآن ...

نسخة نفيسة خزائنية ، مجهولة الناسخ والتاريخ ، كتبت بخطّ جميل ، من خطوط القرن التاسع الهجري ، مجدولة بماء الذهب ، أوراقها الأولى والثانية مزيّنة بنقوش جميلة :

في ٦٨٩ ورقة ، ٤٠ × ٢٨ سم. في كلّ صفحة ٣٧ سطراً × ١٨ سم.

* الذريعة ٢٠ : ٢٤ ، إيضاح المكنون ٢ : ٤٣٣ ، لؤلؤة البحرين : ٣٤٦ ، هدية العارفين ١ : ٨٢٠ ، الفوائد الرضوية :

۲۴۵

٣٥٠ ، أعيان الشيعة ٨ : ٣٩٨ ، روضات الجنّات ٥ : ٣٥٧ ، تنقيح المقال ٢ : ٧ ، معجم المؤلّفين ٨ : ٦٦ ، اتقان المقال : ١٠٨ ، أمل الآمل ٢ : ٢١٦ ، الكنى والألقاب ٢ : ٢٤٤.

(١٣١)

نسخة أُخرى

Or. ٥٧٩٢

ناقصة الأوّل والآخر ، تبدأ بتفسير قوله تعالى في سورة البقرة (١٨٥) : (شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن هُدىً للناس وبيّنات من الهدى والفرقان ...) قوله : بل عند الإنزال ، والأوّل أقوى. وقوله : (ومن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدّة من أيام أُخر) قد مضى تفسيره في الآية المتقدّمة ...

وتنتهي بتفسير قوله تعالى في سورة يونس (٢٤) : (إنّما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض ...) قوله : وقيل معناه فاختلط بسببه بعض النبات بالبعض ، فاختلط ما يأكل الناس.

مجهولة الناسخ والتاريخ ، من خطوط القرن الحادي عشر الهجري.

في ٢٩٦ ورقة ، ٢٩ × ٥ / ٢٠ في كلّ صفحة ٣١ سطراً × ٥ / ١٣ سم.

(١٣٢)

مجمع الفائدة والبرهان

شرح إرشاد الأذهان

Or. ٨٤٠٧

تأليف : المولى أحمد بن محمّد الأردبيلي النجفي ، المتوفّى سنة ٩٩٣ هجرية.

۲۴۶

إرشاد الأذهان إلى أحكام الإيمان ، تأليف الشيخ جمال الدين أبي منصور ، الحسن بن يوسف بن علي بن المطهّر الحلّي المتوفّى سنة ٧٢٦ هجرية.

أوّله بعد البسملة : قوله كتاب الزكاة إلخ ، إعلم أنّ ما أراد بالزكاة ما هو المتعارف والمصطلح المشهور ، بل أراد إخراج المال الواجب إصالة ...

آخره من كتاب الجهاد : المقصد الخامس في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، قوله : والوالي إلخ. نقل عن ذلك في المنتهى رواية عن نهاية الشيخ ، ومنع ابن إدريس ، ويمكن حملها على المجتهد ...

مجهول الناسخ والتاريخ ، من خطوط القرن الثاني عشر الهجري.

في ٣١٦ ورقة ، ٢٥ × ١٩ سم. في كلّ صفحة ٢٥ سطراً × ١٢ سم.

* الذريعة ٢٠ : ٣٥ ، أعيان الشيعة ٣ : ٨٠ ، روضات الجنّات ١ : ٧٩ ، منتهى المقال : ٤٠ ، لؤلؤة البحرين : ١٤٨ ، معجم المؤلّفين ٢ : ٧٩ ، أمل الآمل ٢ : ٣٢ ، الكنى والألقاب ٣ : ٢٠٠.

(١٣٣)

مجموعة من أدعية الصحيفة السجّادية

وبعض الأحراز

Or. ١٢٤١٤

مجهولة الجامع.

كتبها : فضل الله الحسيني الراوندي.

مجهولة التاريخ ، من خطوط القرن الثالث عشر الهجري ، جميع صفحات الكتاب مجدولة ومزيّنة بماء الذهب.

۲۴۷

في ٤١ ورقة ، ١٧ × ١٠ سم. في كلّ صفحة ١١ سطراً × ٥ / ٧ سم.

(١٣٤)

المحكم والمتشابه

Or. ٨٥١٢

تأليف أبي القاسم ، علي بن الحسين بن موسى بن محمّد بن موسى ابن إبراهيم بن موسى الكاظم عليه‌السلام ، المعروف بالشريف المرتضى ، المولود سنة ٣٥٥ ، والمتوفّى سنة ٤٣٦ هجرية.

أوّله بعد البسملة : الحمد لله العدل ذي العظمة والجبروت ، والعزّ والملكوت ... واعلم يا أخي وفّقك الله لما يرضيه ، أنّ القرآن مع أهل بيته ، وهم التراجمة ...

آخره : تمّت الرسالة الشريفة في المحكم والمتشابه ، تأليف السيّد السند الأجلّ ... أبي القاسم علي بن الحسين الموسوي.

جاء في هامش الصفحة الأخيرة صورة مقابلة نصّها : قد قوبلت هذه النسخة بمثلها ، وإنّما صُحّح منها ما صحّح بالقرينة ، وما بقي منقوط عليه نقطة الشك ، ومالكها أعرف بها. حرّره الأقلّ عبد الحسين بن حاجي منصور النجفي.

أقول : صرّح بعض من ذكر هذا الكتاب ، بأنّ كلّه منقول عن تفسير الشيخ أبي عبدالله محمّد بن إبراهيم بن جعفر النعماني ، تلميذ الشيخ الكليني ، وليس له في كتب القدماء ذكر في عداد مصنّفاته قدس‌سره.

مجهول الناسخ والتاريخ ، من خطوط القرن الثالث عشر الهجري.

في ٦٣ ورقة ، ٢٤ × ١٤ سم. في كلّ صفحة ١٥ سطراً × ٥ / ٨ سم.

* الذريعة ٢٠ : ١٥٤ ، فهرست الطوسي : ٩٨ ، رجال

۲۴۸

النجاشي ٢ : ١٠٢ ، أعيان الشيعة ٨ : ٢١٣ ، لؤلؤة البحرين : ٣١٣ ، روضات الجنّات ٤ : ٢٩٤ ، المنتظم ٨ : ١٢٠ ، وفيات الأعيان ١ : ٤٣٣ ، معجم الأُدباء ٣ : ١٤٦ ، النجوم الزاهرة ٥ : ٣٩. شذرات الذهب ٣ : ٢٥٦.

Brockelmann: g, I:٤٠٤ ـ ٤٠٥, s, I: ٧٠٤ ـ ٧٠٦

(١٣٥)

المختصر النافع (النافع في مختصر الشرايع)

Or ٧٨٢٣.

تأليف : نجم الدين ، أبي القاسم ، جعفر بن الحسن بن يحيى بن الحسن ابن سعيد الحلّي الهذلي ، الملقّب بالمحقّق ، المولود سنة ٦٠٢ ، والمتوفّى سنة ٦٧٦ هجرية.

شرايع الإسلام في مسائل الحلال والحرام للمؤلّف أيضاً ، من أحسن الكتب والمتون الفقهيّة ترتيباً ، تقدّم وصف بعض نُسخه.

الكتاب موضوع البحث هو تلخيص واختصار للشرايع.

أوّله بعد البسملة : الحمد لله الذي صغرت في عظمته عبادة العابدين ، وحصرت عن شكر نعمته ألسنة الحاوين ، وقصرت عن وصف كماله أفكار العالمين ... أمّا بعد ، فإنّي مُورد لك في هذا المختصر خلاصة المذهب المعتبر ...

آخره فهذا آخر ما أردنا ذكره ، وقصدنا حصره ، مختصرين مطوّله ، مجرّدين محصّلهُ ... تمّت الكتاب بعون الملك الوهّاب على يد الفقير الحقير رضا قلي كربلائي بن ملك علي كربلائي ، سنة سبع وخمسين بعد الألف (١٠٥٧) ، في شهر شوّال المعظّم.

۲۴۹

يلي الكتاب بعض الفوائد الفقهية وغيرها في بضع أوراق.

في ١٤٤ ورقة ، ٢٥ × ٢١ سم. في كلّ صفحة ١٤ سطراً × ١٣ سم.

* الذريعة ٢٠ : ٢١٣ ، الكنى والألقاب ٣ : ١٥٤ ، لؤلؤة البحرين : ٢٢٧ ، روضات الجنّات ٢ : ١٨٢ ، أعيان الشيعة ٤ : ٨٩ ، شعراء الحلّة ١ : ١٩٤ ، معجم المؤلّفين ٣ : ١٣٧.

Brockelmann: s, I: ٧١٢

(١٣٦)

نسخة أخرى

Or. ٨٤٦٥

جاء في آخرها : وكان الفراغ من نسخه هذا الكتاب يوم الثلاثاء قريب الزوال من أوائل شهر ربيع الأوّل من شهور سنة ستّة عشر وألف الهجرية على مشرّفها أفضل السلام والتحية في بلدة ساري ... جلال الدين بن عبداللطيف المتولّي بكربلاء والنجف سابقاً.

في ١٦٣ ورقة ، ٢٥ × ٥ / ١٧ سم. في كلّ صفحة ١٥ سطراً × ٥ / ٩ سم.

(١٣٧)

نسخة أخرى

Or. ٤٠٢٨

ناقصة الأوّل والآخر.

أوّلها : تأخيره عنه. الخامس غسل الأموات والنظر في أُمور أربعة ، الأوّل الاحتضار والفرض فيه استقبال الميّت إلى القبلة ...

آخرها : الثاني في الجناية على الحيوان ، من أتلف حيواناً مأكولاً

۲۵۰

كالنعم ... ولا يضمن المسلم ما عدا ذلك. أمّا ما هلكه الذمّي كالخنزير فالمتلف.

مجهولة الناسخ والتاريخ ، مختلفة الخطّ ، من خطوط القرن الثالث عشر الهجري.

في ١٧٥ ورقة ، ٥ / ٢٠ × ١٦ سم. في كلّ صفحة ١٤ سطراً × ٥ / ٧ سم.

(١٣٨)

نسخة أخرى

Or. ٨٥٢٧

كتبت بخطوط مختلفة ، حديثة الخطّ ، من خطوط القرن الرابع عشر الهجري.

في ١٨٣ ورقة ، ٧ / ١٩ × ١٤ سم ، معدّل الأسطر في كلّ صفحة ١٤ سطراً × ٩ سم.

(١٣٩)

مختلف الشيعة في أحكام الشريعة

Or. ٧٨١١ (١)

تأليف : أبي منصور ، الحسن بن يوسف بن علي المطهّر الحلّي ، المعروف بالعلاّمة ، المولود سنة ٦٤٨ ، والمتوفّى سنة ٧٢٦ هجرية.

أوّله بعد البسملة : الحمد لله محقّ الحقّ ومظهره ، وقامع الباطل ومدّمره ... أمّا بعد : فإنّي لمّا وقفت على كتب أصحابنا المتقدّمين رضوان الله عليهم ، ومقالات علمائنا السابقين في علم الفقه ، وجدت بينهم خلافاً في مسائل كثيرة متعدّدة ، ومطالب عظيمة متبدّدة ، فأحببت إيراد تلك

۲۵۱

المسائل في دستور يحتوي على ما وصل إلينا ... ووسمنا كتابنا هذا بمختلف الشيعة في أحكام الشريعة ...

آخره من كتاب التجارة : مسألة قال ابن البرّاج : إذا أقرّ اللقيط بالعبودية ... تمّ الجزء الثالث من كتاب مختلف الشيعة ... وقد تشرّف بكتابته لنفسه العبد الفقير ... محمود بن حسام الدين الجزائري المشرفي ، في ظهر اليوم السابع من جمادى الثانية ، أحد شهور سنة ستّ وعشرين وألف (١٠٢٦) في المشهد المطهّر الغروي.

ينتهي الجزء الأوّل منه بالورقة ١٥٦.

في ٣٩٠ ورقة ، ٢٦ × ٥ / ١٩ سم. في كلّ صفحة ٢٤ سطراً × ١٣ سم.

* إيضاح المكنون ٢ : ٤٥١ ، الذريعة ٢١ : ١١٠ ، روضات الجنّات ٢ : ٢٦٩ ، الدرر الكامنة ٢ : ٧١ ، النجوم الزاهرة ٩ : ٢٦٧ ، أعيان الشيعة ٥ : ٣٩٦ ، مرآة الجنان ٤ : ٢٧٦ ، معجم المؤلّفين ٣ : ٣٠٣.

Brockelmann: g, II: ١٦٤. s, II: ٢٠٦ ـ ٢٠٩

(١٤٠)

جزء آخر منه

Or. ٧٨١١ (٢)

أوّله بعد البسملة : كتاب الوديعة وتوابعها ، وفيه فصول ...

آخره : تمّ الجزء السابع من مختلف الشيعة في أحكام الشريعة ، وهو آخر الكتاب ، جميعه على يد أضعف عباد الله حسن بن يوسف ، يوم الخميس ثامن عشرين من شهر محرّم الحرام ، سنة أربع وسبعين وتسعمائة

۲۵۲

(٩٧٤).

نسخة نفيسة ، في ٤٠٥ ورقة ، ٢٥ × ٥ / ١٨ سم. في كلّ صفحة ٢٥ سطراً × ٥ / ١٠ سم.

(١٤١)

مسالك الأفهام في شرح شرايع الإسلام

Or. ٨٣٤٠

تأليف : زين الدين بن علي بن أحمد بن محمّد بن جمال الدين بن صالح ابن مشرف العاملي ، الجبعي ، المشهور بالشهيد الثاني. كان مولده سنة ٩١١ ، وتوفّي سنة ٩٦٥ هجرية.

شرايع الإسلام في مسائل الحلال والحرام لمؤلّفه أبي القاسم نجم الدين جعفر بن الحسن الحلّي المعروف بالمحقّق ، المتوفّى سنة ٦٧٦ هجرية ، وقد تقدّم وصف بعض نسخه.

أوّله بعد البسملة : قوله كتاب الوقف والصدقات ، الوقف عقد ثمرته تحبيس الأصل وإطلاق المنفعة ، عرّف الوقف ببعض خواصّه تبعاً للحديث الوارد ...

ينتهي بانتهاء كتاب اللّعان : قوله فُرقة اللّعان فَسخٌ وليس طلاقاً ... وعلى الثاني يثبت الجميع لأنّ تنصيفه قبل الدخول مشروط بالطلاق ، أو بدليل خاصّ. تمّ الجزء بعون الله وقوّته والحمد لله ربّ العالمين.

مجهول الناسخ والتاريخ ، من خطوط القرن الثالث عشر الهجري.

في ٤٧٥ ورقة ، ٥ / ٣١ × ٥ / ١٩ سم. في كلّ صفحة ٢٨ سطراً × ٥ / ١٠ سم.

* الذريعة ٢٠ : ٣٧٨ ، هدية العارفين ١ : ٧٤٧ ، الكنى

۲۵۳

والألقاب ٢ : ٣٨١ ، لؤلؤة البحرين : ٢٨ ، روضات الجنّات ٣ : ٣٥٢ ، أمل الآمل ١ : ٨٥ ، أعيان الشيعة ٧ : ١٤٣ ، معجم المؤلّفين ٤ : ١٩٣.

Brockelmann: g, II: ٣٢٥, s, II: ٤٤٩ ـ ٤٥٠

(١٤٢)

جزء منه أيضاً

Or. ٨٣٤٤

أوّله بعد البسملة : كتاب النكاح ، إعلم أنّ النكاح يستعمل لُغةً في الوطي كثيراً ، وفي العقد يستعمل بقلّة ، قال الجوهري : النكاح الوطي ...

جاء في آخر الورقة (١٢٠) تمّ قسم العقود بحمد الله ... فرغ من تأليف هذا الشرح ضحى يوم الأربعاء ، الحادي والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وستّين وتسعماية. يليه كتاب الطلاق. وجاء في آخر الورقة (٢٨٢) تمّ قسم الإيقاعات بعون الله وتوفيقه في رابع شهر محرّم الحرام سنة أربع وسبعين [...].

مجهول الناسخ والتاريخ ، من خطوط القرن الحادي عشر الهجري.

في ٢٨٢ ورقة ، ٥ / ٣٠ × ٢٠ سم. في كلّ صفحة ٣٤ سطراً × ٥ / ١٢ سم.

(١٤٣)

الجزء الثالث منه أيضاً

Or. ٧٨١٢ B

أوّله بعد البسملة : الحمد لله ربّ العالمين ... القسم الثاني في العقود وفيه خمسة عشر كتاباً. قوله كتاب التجارة ...

۲۵۴

آخره : تمّ المجلّد الثالث من كتاب مسالك الأفهام ... فرغ من تعليقه لنفسه ... محمّد بن أحمد بن محمّد العاملي الشهير بابن الشبري من قرية عثرون ، وذلك عند عصيرية يوم الثلاثاء الثامن والعشرين من شهر شوّال المبارك ، سنة ألف واثني عشر من هجرة سيّد البشر ...

في ٢٥٥ ورقة ، ٣٠ × ٢١ سم. في كلّ صفحة ٣٥ سطراً × ٥ / ١٦ سم.

(١٤٤)

الجزء الرابع منه أيضاً

Or. ٧٨١٢.A

أوّله بعد البسملة : كتاب النكاح ، إعلم أنّ النكاح يستعمل لغة في الوطي ...

وجاء في آخره : تمّ المجلّد الرابع من كتاب مسالك الأفهام في تنقيح شرائع الإسلام ... ويتلوه في المجلّد الخامس كتاب الخلع ... السيّد علي بن السيّد عبدالنبي ... وذلك في اليوم الأوّل من ربيع الأوّل ، سنة سبع وستّين وتسعماية (٩٦٧).

نسخة نفيسة ، في ١٩٨ ورقة ، ٢٧ × ٥ / ١٧ سم. في كلّ صفحة ٢٧ سطراً × ٥ / ١١ سم.

(١٤٥)

الجزء السادس منه

Or. ٨١٢٤

أوّله بعد البسملة : القسم الرابع في الأحكام ، وهي اثنى عشر كتاباً ، كتاب الصيد والذباحة ، إنّما ترجم الكتاب بالصيد والذباحة ...

۲۵۵

آخره : تمّ كتاب الفرائض ، وبتمامه تمّ المجلّد السادس من كتاب مسالك الأفهام ... وقع الفراغ من تحريره يوم الأربعاء بعد الظهر من شهر رمضان المبارك سنة ١٠٦٣ هـ.

في ١٥٤ ورقة ، ٥ / ٢٥ × ١٩ سم. في كلّ صفحة ٢٣ سطراً × ٥ / ١٣ سم.

للموضوع صلة ...

۲۵۶

من ذخائر الترّاث

۲۵۷
۲۵۸

۲۵۹
۲۶۰

مقـدِّمة التحقيق :

بسم الله الرحمن الرحيم

اهتمامي بالمتكلّم الكبير «هشام بن الحكم» يعود إلى سنوات عدّة ، وأثمر هذا الاهتمام بأُطروحة دكتورا عنه في الجامعة الإسلامية في لبنان ، بإشراف الاُستاذ الدكتور رضوان السيّد(١). وعنايتي بهذا المتكلّم جعلت منّي أُفتّش عن كلّ شيء له صلة به ، حتّى عثرت على هذا المخطوط الذي أُقدّمه اليوم للباحثين والمهتمّين.

وقبل عرض المخطوط ، من الضروري جدّاً المرور ولو سريعاً بسيرة هشام بن الحكم.

١ ـ اسمه ، وكنيته ، ولقبه :

هو : هشام بن الحكم الكوفي ، من أصحاب الإمامين جعفر الصادق وموسى الكاظم عليهما‌السلام(٢).

__________________

(١) واليوم أُحضّر أطروحة أخرى عنه في جامعة LYON٢ فرنسا ، بعنوان «المدرسة الكلامية والفقهية عند الهشامين : هشام بن الحكم ، وهشام بن سالم».

(٢) الفهرست للطوسي : ٢٥٨ رقم ٧٨٣ ، رجال النجاشي : ٤٣٣ رقم ١١٦٤ ، الفهرست لابن النديم : ٢٢٣ الفصل في الملل والنحل لابن حزم ٤ / ٧٧ ، معالم

۲۶۱

وكنيته : أبو محمّد(١) ، وأبا الحكم(٢).

ويستفاد من رواية ذكرت عن الإمام الصادق عليه‌السلام : إنّه كان ينادي هشام بن الحكم «بأبي الحكم» ، وذلك عندما حضر الشامي لمناظرة الصادق عليه‌السلام في الإمامة ، فقال الصادق عليه‌السلام لهشام : «كلّمه يا أبا الحكم»(٣).

ولعلّ الطوسي في رجاله ، والشيخ المفيد في الفصول المختارة ، أخذا لقب «أبا الحكم» من هذه الرواية.

وهو من الموالي لبني شيبان ، أو كندة.

فالكشي(٤) ، والنجاشي(٥) : اعتبرا هشام بن الحكم مولى «لكندة» ، ولكنّه كان ينزل على بني شيبان في الكوفة.

أمّا البرقي(٦) وابن النديم(٧) ، فقالا : بأنّه مولى لبني شيبان ، وكذلك

__________________

العلماء : ١٦٢ رقم ٨٦٢ ، التحرير الطاووسي : ٥٩٣ رقم ٤٥٤ ، رجال ابن داوود ١ / ٢٠٠ رقم ١٦٧٤ ، لسان الميزان ٦ / ٢٣٤ رقم ٦٩١ ، خلاصة الأقوال : ٢٨٨ رقم ١٠٦١ ، رجال الكشّي : ٢٥٦ ـ ٢٨٠ رقم ٤٧٧ ـ ٥٠٠.

(١) الفهرست لابن النديم : ٢٢٣ ، رجال النجاشي : ٤٣٣ رقم ١١٦٤ ، رجال الطوسي : ٣١٨ رقم ٤٧٥٠ ، التحرير الطاووسي : ٥٩٣ رقم ٤٥٤ ، رجال ابن داوود : ٢٠٠ رقم ١٦٧٤ ، خلاصة الأقوال : ٢٨٨ و ٤٩٣ ، معالم العلماء : ١٦٣ رقم ٨٦٢ ، هدية العارفين : ٥٠٧.

(٢) رجال الطوسي : ٣١٩ رقم ٤٧٥٠.

(٣) رجال الكشّي : ٢٧٦ رقم ٤٩٤.

(٤) رجال الكشّي : ٢٥٦ رقم ٤٧٥.

(٥) رجال النجاشي : ٤٣٣ رقم ١١٦٤.

(٦) رجال البرقي : ٣٥.

(٧) الفهرست لابن النديم : ٢٢٣.

۲۶۲

الشيخ المفيد(١).

والملفت ، أنّ الشيخ الطوسي وقع في تناقض أثناء حديثه عن مواليّة هشام ، ففي رجاله(٢) اعتبره مولى لكندة ؛ ولعلّ السبب في ذلك يعود إلى أنّه نقل عن الكشّي والنجاشي ، لكن في الفهرست ـ ونقلاً عن ابن النديم ـ قال : بأنّه مولى لبني شيبان(٣).

أمّا باقي المصادر ، فتوزّعت ، منها ما أخذ عن ابن النديم كصاحب لسان الميزان(٤) ، والطوسي(٥) الذي سار معه ابن شهرآشوب(٦) ناقلاً عن الفهرست بالذات ، وعنهما أخذ ابن داوود(٧) ، وعن الكشّي والنجاشي أخذ العلاّمة الحلّي في رجاله(٨) ، وابن طاووس في التحرير الطاووسي(٩).

والملفت أنّ السيّد الصدر ، في كتابه تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام ، ذكر بأنّ هشام من قبيلة خزاعة العربية(١٠) ، ولأسباب ذكرها في محلّها(١١).

وكنت قد ذهبت في أُطروحتي : إنّ هشاماً من الموالي لكِندة بالذات ، بدليل ما ذكرته المصادر القديمة ، إضافة إلى أنّ ولده الحكم كان من موالي

__________________

(١) الفصول المختارة : ٥٢.

(٢) رجال الطوسي : ٣١٨ رقم ٤٧٥٠.

(٣) الفهرست ـ للطوسي ـ : ٢٥٨ رقم ٧٨٣.

(٤) لسان الميزان ٦ / ٢٣٤ رقم ٦٩١.

(٥) الفهرست ـ للطوسي ـ : ٢٥٨ رقم ٧٨٣.

(٦) معالم العلماء : ١٦٢ رقم ٨٦٢.

(٧) رجال ابن داوود ١ / ٢٠٠ رقم ١٦٧٤.

(٨) خلاصة الأقوال : ٢٨٨ رقم ١٠٦١.

(٩) التحرير الطاووسي : ٥٩٣ رقم ٤٥٤.

(١٠) تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام لحسن الصدر : ٣٦٠.

(١١) هشام بن الحكم : ٤٠.

۲۶۳

كندة(١).

ولكن اليوم ، أُغيّر رأيي وأميل إلى ما ذكره السيّد حسن الصدر سابقاً ؛ لأنّ إحدى المخطوطات عن هشام بن الحكم(٢) قد أشارت إلى عروبته ، وانتسابه إلى قبيلة خزاعة العربية.

أمّا والده الحكم ؛ فإنّ المصادر لم تتعرّض له أبداً. ولكن الظاهر من نصٍّ وجدته ، أنّه كان إماميّاً ، وهو ما رواه «هشام بن الحكم ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن عبد الله بن عبّاس ، عن رسول الله : إنّ خلفاءه وأوصياءه من بعده اثنا عشر إماماً أوّلهم أخي وآخرهم ولدي.

قيل : يا رسول الله ، من أخوك؟ قال : عليّ بن أبي طالب. ومن ولدك؟ قال : المهدي ...»(٣).

أمّا بالنسبة لأعمامه ؛ فإنّني لم أجد أي ذكر لهم في المصادر ، غير أنّ عمر بن يزيد السابري ، قال : «وكان ابن أخي هشام يذهب في الدين مذهب الجهمية»(٤).

وعليه ، ذهب البعض إلى ضرورة حمل كلمة «ابن أخي» على ظاهر المعنى ، فيكون عمر بن يزيد السابري هو عمّ هشام وأخو والده الحكم(٥).

ولكن لا نجد هذا الدليل قويّاً لأمرين :

أوّلاً : ليس بالضرورة من مناداة عمر بن يزيد السابري لهشام ابن أخي ، دليل على أنّه عمّه ؛ لأنّنا نجد في كلام العرب كثيراً مثل هذه

__________________

(١) رجال النجاشي : ١٣٦ رقم ٣٥١.

(٢) أعمل حالياً على تحقيق هذه المخطوطة ، وإن شاء الله أنشرها لاحقاً.

(٣) إعلام الورى بأعلام الهدى ٢ / ١٧٣.

(٤) رجال الكشّي : ٢٥٦ رقم ٤٧٦.

(٥) هشام بن الحكم : ٥٨.

۲۶۴

المناداة ، ولا يصبح المنادى هو ابن الأخ ، كما حصل مع ورقة بن نوفل ، ابن عمّ خديجة بنت خويلد ، زوجة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، في حديث ابتداء الوحي بغار حراء ، حيث إنّ خديجة طلبت من ورقة أن يسمع من الرسول ، فقال له ورقة : يا ابن أخي ماذا ترى(١)؟

فهل مناداة ورقة بن نوفل للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) «يا ابن أخي» تعني أنّ ورقة أصبح عمّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والرسول ابن أخيه؟

ثانياً : توجد رواية في الكافي ، ووسائل الشيعة عن ابن أبي عمير وردت هكذا : «عن ابن أبي عمير ، عن محمّد بن الحكم ـ أخو هشام ـ ، عن عمر بن يزيد ، عن أبي عبدالله ...»(٢).

فلو كان عمر بن يزيد هو عمّ هشام لذكره كما ذكر محمّد بن الحكم بأنّه أخو هشام.

والجدير ذكره ، أنّ عمر بن يزيد بيّاع السابري هذا هو مولى ثقيف(٣) ، بينما هشام هو مولى كندة ، كما رأينا سابقاً.

ويذكر أنّ لدى هشام بن الحكم أخ هو محمّد(٤) ، وكان أحد رواة الحديث ، ولم يتعرّض له التاريخ بأكثر من ذلك.

وأمّا أولاده ؛ فقد وجدنا ـ حسب المصادر ـ : إنَّ لديه ابنة اسمها : فاطمة ، التي خطبها إليه صديقه عبدالله بن يزيد الأباضي فلم يجبه هشام إلى ذلك(٥).

__________________

(١) الأعلام ٨ / ١١٥.

(٢) الكافي ٦ / ٤٣٥ ح ٥ ، وسائل الشيعة ١٧ / ٣١٩ ح ٢٢٦٤٩.

(٣) رجال الكشّي : ٣٣١.

(٤) كما في الكافي ٦ / ٤٣٥ ح ٥ ، وسائل الشيعة ١٧ / ٣١٩ ح ٢٢٦٤٩.

(٥) مروج الذهب ٢ / ١٧٤.

۲۶۵

وكذلك فإنّ لديه ولداً يدعى الحكم ، لقبه أبو محمّد ، وكان مشهوراً بالكلام ، كلّم الناس ، وحكي عنه مجالس كثيرة ، وذكر أنّ له كتاباً في الإمامة. وهو مولى لكندة ـ كأبيه ـ ، وسكن البصرة(١).

والجدير ذكره ، أنّ النجاشي فقط هو الذي تعرّض لذكره ، أمّا باقي المصادر ؛ فلا أجد فيها أي كلام عنه.

٢ ـ ولادته ، ومنشأه ، وتجارته :

تضاربت المصادر في الحديث عن مكان ولادة هشام ، فقد ذكر الكشّي : إنّ أصله كوفي ، ولادته ومنشأه واسط(٢).

بينما يذهب النجاشي إلى أنّه ولد في الكوفة ، ونشأ في واسط(٣) ، ولكن ، ابن النديم في الفهرست يرى أنّه كوفي ، وتحوّل إلى بغداد من الكوفة(٤) ، وهذا يعني أنّ ولادته وسكنه الكوفة ، ومنها انتقل إلى بغداد.

والأرجح أنّه سكن واسط ؛ لأنّ هشاماً كان يتعاطى التجارة(٥) ، ومدينة واسط أفضل مكان لتجارته ؛ لتوسّطها ما بين البصرة والكوفة والأهواز وبغداد ، فإنّ بينها وبين كلّ واحد من هذه المدن مقدار واحد

__________________

(١) رجال النجاشي : ١٣٦ رقم ٣٥١.

(٢) رجال الكشّي : ٢٥٥ رقم ٤٧٥.

(٣) رجال النجاشي : ٤٣٣ رقم ١١٦٤.

(٤) الفهرست لابن النديم : ٢٢٣.

(٥) رجال الكشّي : ٢٥٥ رقم ٤٧٥ ، رجال النجاشي : ٤٣٣ رقم ١١٦٤ ، خلاصة الأقوال : ٢٨٨ رقم ١٠٦١ ، رجال ابن داوود : ٢٠٠ رقم ١٦٧٤ ، التحرير الطاووسي : ٥٩٣ رقم ٤٥٤ ، الفهرست ـ لابن النديم ـ : ٢٢٣.

۲۶۶

وخمسين فرسخاً ، ولذلك سُمّيت واسطاً(١).

ولسبب آخر ، هو أنّ المدينة قد بناها الحجّاج ، وبالتالي لابدّ أن يلزم الناس السكن فيها لإعمارها ، ولعلَّ أهلُ هشام من الذين أجبروا على السكن فيها.

ولم تعيّن المصادر تجارة هشام ، ولكنّني وجدت المسعودي في مروج الذهب ينعت هشاماً بالحرّار أو الخرّار(٢) ، ولعلّه تصحيف لكلمة الخرّاز ، جمع : خرز.

وبالتالي ، فمن الأرجح أن تجارة هشام هي الخرز ؛ لأنّ شريكه في التجارة عبدالله بن يزيد الأباضي كان خرّازاً ، وكانا معاً في حانوت واحد(٣).

والجدير ذكره ، أنّ الإمام الكاظم ، وتشجيعاً لهشام على التجارة ، وعظه أوّلاً بأنّ استثمار المال من تمام المروءة(٤) ، ومن ثمّ سرّح إليه عشرة آلاف درهم ؛ ليتاجر بها ، ويأكل ربحها ، ويعيد للإمام رأس المال(٥).

ولكن لم يطل هشام الإقامة في واسط ، بل وجد أنّ نجاح تجارته تقتضي منه السكن في بغداد ، عاصمة الخلافة الإسلامية ، وهذا ما حصل بالفعل ، انتقل هشام إلى بغداد ، وكانت تجارته في الكرخ ، في درب الجنب ، من مدينة السلام ، ومنزله عند قصر وضّاح ، في الطريق الذي يأخذ

__________________

(١) التنبيه والإشراف للمسعودي : ٣١١.

(٢) مروج الذهب ٤ / ٢١.

(٣) مروج الذهب ٣ / ١٩٤ ، هشام بن الحكم : ٤٠.

(٤) الكافي ١ / ٢٠ ضمن الحديث ١٢ ، مستدرك الوسائل ٨ / ٢٢٤ ح ٩٣١٤ و ١٣ / ٤٩ ح ١٤٧٠٧.

(٥) رجال الكشّي : ٢٦٩ رقم ٤٨٤ وفيه خمسة عشر ألف درهم.

۲۶۷

في بركة بني ذر أو زرزر حيث تباع الطرايف والخلنج(١).

ويذكر النجاشي : إنّ هشام بن الحكم انتقل إلى بغداد سنة ١٩٩ هـ ، ويقول : إنّه في هذه السنة مات(٢).

ولكن ابن النديم في الفهرست ، يرى أنّ هشاماً قد انقطع إلى البرامكة ، وكان القيّم في مجالس يحيى بن خالد البرمكي(٣).

فالإشكال هو : كيف يعقل أن يكون هشام قيّماً في مجالس البرامكة ، وقد انتهى أمرهم قبل انتقال هشام إلى بغداد بما يقارب اثنتي عشرة سنة ، بقضية عرفت في التاريخ بأزمة البرامكة سنة ١٨٧ هـ(٤)؟

واستناداً إلى ما ورد ، فإنّني أرجّح كلام ابن النديم ؛ لأنّ هشاماً وحسب النصوص التي بين أيدينا ، تبيّن أنّه بالفعل كان قيّماً في مجالس البرامكة ، بل وكان الحكم فيما بين المتكلّمين(٥). وهذه المكانة الكبيرة لا تحصل ، إلاّ إذا كان هشام مستقراً في بغداد ، وتردّد لسنوات طويلة على البرامكة حتّى «أصبح منقطعاً إلى يحيى بن خالد ...» ، وهذا الأمر حصل وبالتأكيد قبل أزمة البرامكة ، أي قبل سنة ١٨٧ هـ ولسنوات عديدة. ولهذا يرجح ما أورده الكشّي بأنّ هشاماً توفّي سنة ١٧٩ هـ(٦).

__________________

(١) انظر المصادر التالية : رجال النجاشي : ١٣٦ رقم ٣٥١ ، رجال الكشّي : ٢٥٥ رقم ٤٧٥ ، الفهرست ـ للطوسي ـ : ٢٥٩ رقم ٧٨٣ ، خلاصة الأقوال : ٢٨٨ رقم ١٠٦١ ، رجال ابن داوود : ٢٠٠ رقم ١٦٧٤ ، التحرير الطاوُسي : ٥٩٣ رقم ٤٥٤.

(٢) رجال النجاشي : ١٣٦ رقم ٣٥١.

(٣) الفهرست ـ لابن النديم ـ : ٢٢٣.

(٤) هشام بن الحكم : ٥٠.

(٥) رجال الكشي : ٢٥٩ رقم ٤٧٧.

(٦) رجال الكشّي : ٢٥٦ رقم ٤٧٥.

۲۶۸

ولم تذكر المصادر العام الذي ولد فيه هشام ، فلذلك أنّ تحديد سنة ولادته من الأُمور الصعبة ، ولكنّني سأحاول أن أبيّن هذه السنة بناءً على مقارنات واستنباطات.

أوّلاً : ذكر أنّ هشام كان من أصحاب الجهم بن صفوان(١).

والجهم قتل في آخر ملوك بني اُميّة سنة ١٢٨ هـ(٢).

وعليه إذا افترضنا أنّ هشام بن الحكم كان صاحباً لجهم وعمره ١٥ سنة لتتمّ الصحبة وصحبه سنة وفاته ، فتكون ولادته سنة ١١٣ هـ ، وكلّما تقدّمت الصحبة تنازل الرقم في الولادة.

ثانياً : من المعروف أنّ هشام بن الحكم ناظر عمرو بن عبيد ، وكانت وفاة عمرو بن عبيد سنة ١٤٤ هـ(٣).

لنفترض أنّ المناظرة حصلت سنة وفاة عمرو ولهشام من العمر ٢٠ سنة للقدرة على المناظرة ، وعليه تكون ولادة هشام سنة ١٢٤ هـ.

والجدير ذكره ، أنّ الترجيح الأوّل والثاني أوردها الشيخ عبدالله نعمة في كتابه هشام بن الحكم(٤).

ثالثاً : يذكر ابن حزم الظاهري في كتابه الفِصل في الملل والنحل : إنّ هشام بن الحكم في كتابه المعروف الميزان ردّ على الكسفية(٥).

والكسفية : هم أتباع أبي منصور العجلي الذي زعم أنّ الإمامة دارت في أولاد علي حتّى انتهت إلى الباقر ، وادّعى العجلي أنّه خليفة الباقر بعد

__________________

(١) الفهرست لابن النديم ١ / ٢٢٤.

(٢) الملل والنحل ١ / ٨٦ ولم تذكر السنة فيه. فتح الباري للعسقلاني ١٣ / ٢٩١.

(٣) معتزلة البصرة وبغداد : ٨٤.

(٤) هشام بن الحكم : ٤٢ ـ ٤٣.

(٥) الفِصل في الملل والنحل ٤ / ١٤٢.

۲۶۹

وفاته ، وأنّه فوّض إليه أمره وجعله وصيّه من بعده(١).

ومن المعلوم أنّ الباقر عليه‌السلام توفّي سنة ١١٤ هـ(٢).

وبالتالي ، إذا افترضنا أنّ هشام بن الحكم ردّ على الكسفية سنة وفاة الباقر عليه‌السلام وله من العمر عشرون سنة على أقلّ تقدير لتمكّنه من الردّ ، فتكون ولادة هشام سنة ٩٤ هـ.

رابعاً : ورد في رجال الكشّي عن لسان الفضل بن شاذان ، أنّ يونس بن عبد الرحمن ، خلف هشام بن الحكم بعد موته للردّ على المخالفين(٣).

ووجدت أنّ يونس لم يروِ عن الصادق عليه‌السلام (ت ١٤٧ هـ) ، بل كلّ ما رواه عن الصادق هو عن طريق هشام ، هذا يدلّ على أنّ هشاماً أكبر سنّاً من يونس ، وأقدم صحبة مع الصادق.

وعليه ، يذكر الفضل بن شاذان أيضاً ، أنّ يونس ولد في آخر عهد هشام بن عبد الملك بن مروان(٤).

فإذا فرضنا أنّ يونس ولد في السنة التي توفّي فيها هشام بن عبد الملك ، أي سنة ١٢٥ هـ ، هذا يعني أنّ هشام بن الحكم ولد قبل هذا التاريخ حكماً ؛ لكبره على يونس.

خامساً : يذكر الكشّي أنّ هشام بن الحكم ولد ونشأ في واسط(٥) ،

__________________

(١) فرق الشيعة : ٣٨ ، الفرق بين الفرق ، ص ٢٣٤ ، مقالات الإسلاميين ١ / ٩.

(٢) منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل ٢ / ١٨٢.

(٣) رجال الكشّي : ٥٣٩ رقم ١٠٢٥.

(٤) رجال الكشّي : ٤٦٨ رقم ٩٢٠.

(٥) رجال الكشّي : ٢٥٥ رقم ٤٧٥.

۲۷۰

ومن المعلوم أنّ مدينة واسط بناها الحجّاج ما بين سنة ٨٣ و ٨٤ هـ(١).

هذا يعني أنّ ولادة هشام بن الحكم ليست قبل هذا التاريخ بل بعده مؤكّداً.

هذه هي الاحتمالات الممكن منها استنباط سنة ولادة هشام.

٣ ـ شخصيّته ، واتصاله بالأئمّة :

هذا التاجر ، كانت شخصيّته قلقة في بداية عمره ، بدأ جهميّاً(٢) ، ومن ثمّ ديصانيّاً(٣) ، وأخيراً إماميّاً.

ولم تفصل المصادر التحدّث عن حياة هشام الجهمية والديصانية ، ولكنّها بيّنت وتوسّعت بالكلام على إماميّته.

ولهذا ، أُرجّح أنّ هذه الميول الجهمية والديصانية ليست صحيحة ، بل هي مختلقة من خصوم هشام الفكريّين والعقائديّين ، أقصد بهم : المعتزلة ، والواقفة ، والغلاة(٤).

وتؤكّد نصوص عديدة أنّ شخصية هشام بن الحكم هي شخصية

__________________

(١) التنبيه والإشراف : ٣١١.

(٢) رجال الكشّي : ٢٥٦ رقم ٤٧٦ ، بحار الأنوار ٤٨ / ١٩٣ ح ٢ نقلاً عن الكشي.

(٣) رجال البرقي : ٤٧ ، رجال ابن داوود : ٢٨٤ رقم ٥٤٦ نقلاً عن البرقي. وعالجت هذه النسبة إلى هشام في الباب الثالث آراء هشام : ١٥٣ و ١٥٤ و ١٥٥ و ١٥٦.

(٤) عالجت هذه المسألة في أطروحتي عن «هشام بن الحكم وأثره في الفكر الإسلامي» ، إشراف د. رضوان السيد ، في الجامعة الإسلامية في لبنان ، وبيّنت فيها أنّ خصوم هشام الفكريين والعقائديين هم من نسب إلى هشام التشبيه والتجسيم وغيرها من التشنيعات. وبهذا الأمر ، خالفت المرحوم الشيخ عبدالله نعمة الذي رأى في كتابه القيّم عن هشام بن الحكم ، بأنّ هشاماً قد قال بالتشبيه والتجسيم ، وكان من أتباع الجهمية والديصانية ، ولكنّه تاب على يد الإمام الصادق.

۲۷۱

ذكية وفطنة ، حاضرة الجواب ، تتمتّع بروح النّقد والردّ. سئل يوماً عن معاوية بن أبي سفيان أشهد بدراً : قال : نعم ، من ذلك الجانب(١) ، أي مع أعداء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

أو كما فعل مع صديقه عبدالله بن يزيد الأباضي ، عندما خطب منه ابنته فاطمة ، فقال له الأباضي : «تعلم ما بيننا من مودّة ودوام الشراكة ، وقد أحببت أن تنكحني ابنتك فاطمة ، فقال هشام : إنّها مؤمنة. فأمسك الأباضي ولم يعاوده في شيء»(٢).

ومن خصائص شخصيته العبقرية ، أنّه كثيراً ما كان يردّ على الخصوم ويستعين لإفحامهم بالقرآن الكريم ، كالذي فعله مع يحيى بن خالد البرمكي وبحضور الرشيد ، عندما سأله عن علي عليه‌السلام والعبّاس لمّا اختصما عند أبي بكر على الميراث ، فأي منهما كان على حقّ؟(٣).

أو جوابه على الحكمين يوم صفّين عمرو بن العاص وأبي موسى الأشعري بأنّهما لم يريدا الإصلاح بين الطائفتين(٤).

وكلامه مع أبي عبيدة المعتزلي عندما قال لهشام : بأنّ الدليل على صحّة معتقدنا وبطلان معتقدكم هو كثرتنا وقلّتكم(٥).

__________________

(١) الفهرست ـ لابن النديم ـ : ٢٤٩ ، الفهرست ـ للطوسي ـ : ٢٥٩ رقم ٧٨٣ ، رجال ابن داوود : ٢٠٠ رقم ١٦٧٤.

(٢) مروج الذهب للمسعودي ٣ / ١٩٤ ، ضحى الإسلام : ٢٠٠ ، رجال الحلّي ٣ / ٢٦٨.

(٣) الفصول المختارة : ٤٩ ، بحار الأنوار ١٠ / ٢٩٣ ح ٢ نقلاً عن الفصول المختارة و ٢٩ / ٦٩ ح ٢.

(٤) من لا يحضره الفقيه ٣ / ٥٢٢.

(٥) المناقب ـ لابن شهرآشوب ـ : ١ / ٢٧٤.

۲۷۲

وكمثل أخير ، ردّه على من سأله لِمَ فضّلت عليّاً على أبي بكر والله يقول : (ثَانيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ)(١) ...(٢).

وتميّز هشام بن الحكم بدماثة الخُلُق ، وسعة الصدر أثناء الحوار مع الخصم ، كالذي حصل مع الجاثليق عندما هاجمه الجاثليق بقوله : بأنّه قد ناظر كلّ المسلمين ، ومن لهم علم بالكلام في النصرانيّة فما وجد عندهم شيء.

فردّ عليه هشام ضاحكاً : إن كنت تريد منّي آيات كآيات المسيح فليس أنا بالمسيح ولا مثله(٣) ...

ومن خصائص شخصيّته ، الإخلاص في صداقته ومحبّته لأصدقائه ، وحسن صحبته لمن يصادقه وإن اختلفت آراؤهما ، كصداقته مع عبدالله بن يزيد الأباضي الخارجي(٤) ، وضرب المثل فيهما حتّى جعلهما الجاحظ أفضل المتضادين(٥). لأنّنا نجد في التاريخ أنّ جعفر بن المبشر (معتزلي) ، وأخيه حنش (من رؤساء الحشوية ومن أصحاب الحديث) طالت بينهما المناظرة والمباغضة والتباين ، وآل كلّ واحد منهما ألاّ يخاطب الآخر إلى أن لحق بخالقه(٦).

ومن إخلاصه لإخوانه وأصحابه ، كان يروي عن الإمام الترحّم عليهم

__________________

(١) التوبة ٩ : ٤٠.

(٢) الاختصاص : ٩٦ ، بحار الأنوار ١٠ / ٢٩٧ ح ٦ نقلاً عن الاختصاص والجدير ذكره أنّني قد عالجت هذه الروايات بالتفصيل في أطروحتي السابقة.

(٣) التوحيد : ٢٧٠ ، بحار الأنوار ١٠ / ٢٣٤ نقلاً عن التوحيد.

(٤) المناقب ـ لابن شهرآشوب ـ : ١ / ٢٧٤.

(٥) البيان والتبيين ١ / ٤٦ ، وانظر مروج الذهب ٣ / ١٩٤.

(٦) البيان والتبيين : ٤٦١.

۲۷۳

والمكانة العليا لديهما ، كروايته المادحة عن الإمام لابن الطيّار(١) ، وحمران بن أعين(٢) ، وهذا نادراً ما نجده عند الأصحاب إلاّ من كانت سريرته طيّبة.

وكان هشام فقيهاً ، ناقلاً للحديث(٣) ، ومدقّقاً فيه ، ويحذّر من المدسوس في كتب الشيعة ، لاسيّما الغلوّ فيه ، ويردّه حسب رواية الصادق إلى المغيرة بن سعيد(٤) ، حتّى أنّ تلميذه يونس بن عبد الرحمن ، عندما سأله بعض أصحابه عن سبب شدّته في الحديث ، وإنكاره لما يرويه بعض الأصحاب ، دافع عن منهجه بكلام رواه له أستاذه هشام بن الحكم ، بأنّ أبي عبدالله الصادق عليه‌السلام حذّر من الحديث الذي لا يوافق القرآن والسنّة(٥).

وكان لهذه الشخصية العبقرية الموقع الكبير عند الإمامين الصادق والكاظم عليهما‌السلام ، فالصادق دعا له ، وقال : «هشام بن الحكم رائد حقّنا ، وسائق قولنا ، المؤيّد لصدقنا ، والدّافع لباطل أعدائنا ، من تبعه وتبع أثره تبعنا ، ومن خالفه وأَلحَدَ فيه فقد عادانا وأَلحَدَ فينا»(٦).

إذن ، هشام بن الحكم عند الصادق عليه‌السلام هو الفصل ما بين التابع للإمامة والملحد فيها ، وكيف لا يكون كذلك ، وهو الذي دعا له الصادق عليه‌السلام بالدعاء نفسه الذي دعا به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) للشاعر حسان بن

__________________

(١) رجال الكشّي : ٣٤٩ رقم ٦٥١.

(٢) رجال الكشّي : ١٨٠ ـ ١٨١ ، الاختصاص : ١٩٦.

(٣) عالجت هذا الأمر في أطروحتي وفي فصل مستقل هو الفقه عند هشام.

(٤) رجال الكشّي : ٢٢٥ رقم ٤٠٢.

(٥) رجال الكشّي : ٢٢٤ رقم ٤٠١.

(٦) معالم العلماء : ١٢٨ رقم ٨٦٢.

۲۷۴

ثابت(١) : «يا هشام ، ما زلت مؤيّداً بروح القدس ما نصرتنا والشفاعة من ورائك». حتّى كان هشام يتقوّى في هذا الدعاء في بعض مناظراته الحرجة(٢).

وكان الصادق عليه‌السلام يثني عليه كثيراً(٣) ، حتّى ظنَّ النّاس أنّ هشام بن الحكم من ولد عقيل(٤).

وذات مرّة ـ وبعد مناظرة ، وبوجود عدد من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام ـ قال له : «مثلك يا هشام فليكلّم الناس ، اتّق الزلّة والشفاعة من ورائك»(٥).

وكذلك الإمام الكاظم عليه‌السلام ، ومن شدّة اهتمامه وحبّه وثقته بهشام ، كان يكلّفه بأُموره الخاصّة جدّاً ، وأعطاه ذات مرّة عشرة الآف درهم ، وقال له : «كُل ربحها ورد إلينا رأس المال»(٦) ، ودعا له أن يكون ثوابه الجنّة(٧).

كما نجد أنّ الأئمّة بعد موت هشام ترحّموا عليه ، فالإمام الرضا عليه‌السلام(ت ٢٠٣ هـ) ، وبعد سؤال من سليمان بن جعفر الجعفري عن هشام بن الحكم قال : «رحمه الله ، كان عبداً ناصحاً أوذي من قبل أصحابه حسداً

__________________

(١) تاريخ مدينة دمشق : ١٢ / ٣٩٢.

(٢) الفصول المختارة : ٤٩ ، بحار الأنوار ١٠ / ٢٩٣ ح ٢ عن الفصول المختارة.

(٣) وسائل الشيعة ٢٧ / ١٧٧ ح ٣٣٥٣٣ ، بحار الأنوار ٢٣ / ٩ ح ١٢ ، نقلاً عن الاحتجاج و ٢٩ / ٦٩.

(٤) الكافي ١ / ١٧١ ح ٤ ، الإرشاد ٢ / ١٩٥ ، إعلام الورى بأعلام الهدى ١ / ٥٣١.

(٥) الإرشاد ٢ / ١٩٩ ، بحار الأنوار ٤٨ / ٢٠٥ ح ٧ نقلاً عن الإرشاد ، والإعلام ، الاحتجاج ٢ / ١٢٥ ، إعلام الورى بأعلام الهدى ١ / ٥٣٤.

(٦) رجال الكشّي : ٢٦٩ رقم ٤٨٤.

(٧) رجال الكشّي : ٢٧٠ رقم ٤٨٧.

۲۷۵

منهم له»(١).

وهذا الكلام من الرضا عليه‌السلام ـ لاسيّما حسد الأصحاب لهشام ـ ، يوضّح لنا الروايات الذامة في حقّ هشام.

حتّى الإمام الجواد عليه‌السلام (ت ٢١٩) ، وبعد ثلاثة عقود ونيّف ، عندما سئل عن هشام بن الحكم ، قال عليه‌السلام : «رحمه الله ، ما كان أذبّه عن هذه الناحية»(٢).

هذه المحبّة من الإمامين الصادق والكاظم عليهما‌السلام ، ردّها هشام إخلاصاً وتفانياً ، حتّى أنّه روي عنه دعاء كان يقول به دائماً ، يبيّن لنا مدى عشقه وإخلاصه للأئمّة.

يقول هشام : «اللّهمّ ما عملت وأعمل من خير مفترض وغير مفترض ، فجميعه عن رسول الله وأهل بيته الصادقين صلواتك عليه وعليهم حسب منازلهم عندك ، فتَقَبّل ذلك كلّه منّي وعنهم ، وأعطني من جزيل جزاك به حسب ما أنت أهله»(٣).

وكثيراً ما كان هشام يؤكّد على هذا الدعاء ، وأنّ جميع ما يعمله عن الرسول وأهل بيته : فهو من أئمّته ، فمثلاً بعد مناظرته لعمرو بن عبيد قال له الصادق عليه‌السلام : «من أين تعلّمت هذا؟» ، أكّد هشام بأنّ كلامه أخذه عن إمامه ، وألّف فيه شيئاً ما(٤).

حتّى إنّه إذا ما أراد الإمام حاجة ما ، قام بها هو قبل غيره ، كما حصل

__________________

(١) رجال الكشّي : ٢٧٠ رقم ٤٨٦.

(٢) أمالي الطوسي : ٤٦ ح ٥٦ ، رجال الكشّي : ٢٧٨ رقم ٤٩٥ ، خلاصة الأقوال : ٢٨٩ رقم ١٠٦١ ، بحار الأنوار ٤٨ / ١٩٧ ح ٥ نقلاً عن أمالي الطوسي.

(٣) رجال الكشّي : ٢٧٤ رقم ٤٩٢.

(٤) الكافي ١ / ١٧٠ ـ ١٧١ ح ٣ ، علل الشرايع : ١٩٥ ح ٢ ، كمال الدين : ٢٠٩.

۲۷۶

مع الإمام الكاظم(١). وبعد موت الصادق ، التزم هشام بإمامة الكاظم ، وأثناء حياة الكاظم آمن هشام بإمامة الرضا من بعد أبيه ، حتّى أنّه لمّا عرف ذلك من علي بن يقطين ضرب هشام جبهته براحته وقال : إنّ الأمر والله فيه من بعده(٢). ويعتبره الشيخ المفيد من الراوين على إمامة الرضاعليه‌السلام(٣).

٤ ـ علاقته بهارون الرشيد والبرامكة :

هذا الحبّ والإخلاص والتفاني بمذهب الإمامة ، حمله معه هشام بن الحكم إلى كلِّ مكان ، وكان يجاهر به في كلِّ لحظة وزمان ، فعرف كشيخ للإمامية ، ومنظّر للمذهب(٤) في مجالس هارون الرشيد والبرامكة.

وعاش هشام فترة من حياته في منزلة رفيعة عند بني برمك ، وبالذات عند يحيى بن خالد البرمكي ، الذي انقطع إليه هشام وكان القيّمَ في مجالس كلامه ونظره(٥) ، وفي هذه المجالس كان «الحَكَم» فيما بين المتكلّمين إذا ما اختلفوا بمسائل كلامية(٦).

وهذا ليس بالغريب ، وهو الحاذق بصناعة الكلام(٧) ، وكبير الصنعة

__________________

(١) رجال الكشّي : ٢٧٠ رقم ٤٨٧.

(٢) الكافي ١ / ٣١١ ح ١ ، عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ / ٢١ ح ٣ ، الإرشاد ١ / ٢٤٩ ، الغيبة : ٣٥ ، بحار الأنوار ٤٩ / ١٣ ح ٤.

(٣) الإرشاد ١١ / ٢٤٨.

(٤) الفصول المختارة : ٥٠ ، المناقب ـ لابن شهرآشوب ـ : ١ / ٢٦٨.

(٥) رجال ابن داوود ١ / ٢٠٠ رقم ١٦٧٤ ، الفهرست ـ للطوسي ـ : ٢٥٩ رقم ٧٨٣ ، الفهرست ـ لابن النديم ـ : ٢٢٣.

(٦) رجال الكشّي : ٢٥٩ رقم ٤٧٧.

(٧) الفهرست ـ للطوسي ـ : ٢٥٩ رقم ٧٨٣ ، الفهرست ـ لابن النديم ـ : ٢٢٣.

۲۷۷

في عصره(١).

ومن خلال هذه المجالس ، المنعقدة يوم الأحد من كلّ أسبوع(٢) ، تعرّف هارون الرشيد على هشام بن الحكم ، وأُعجب به ، واستحسن كلامه ، وأمر بجوائز عديدة له(٣).

ولكن فيما بعد انقلب هارون على هشام وتغيّر قلبه نحوه ولطالما كان يهمّ بقتله(٤).

وذلك لأسباب عديدة منها : تشييع هشام عند هارون من قبل يحيى بن خالد البرمكي ، بقوله لهارون بأنّه : استبطن أمر هشام وأنّه يقول : بوجود إمام لهذا العصر غير هارون الرشيد(٥).

وحسب ظاهر النصوص ، أنّ هشام بن الحكم انتبه لهذا الأمر ، وأسرّ إلى تلميذه يونس بن عبد الرحمن ، بأنّ هذا الملعون ، أي يحيى بن خالد البرمكي ، قد انقلب عليه ، حتّى أنّه تمنّى إذا ما شفي من مرضه ، سيترك الكلام ويذهب إلى الكوفة ويلزم المسجد ، وينقطع عن مشاهدة هذا الملعون(٦).

والجدير ذكره ، أنّ هارون الرشيد والظاهر من نصّ آخر ، أنّه أدرك خطورة هشام بن الحكم عليه حتّى أنّه في إحدى مناظرات هشام التي سمعها منه عضَّ على شفتيه ، وقال : هذا حيٌّ ويبقى ملكي ساعة ، والله أنّ

__________________

(١) مروج الذهب ٣ / ٣٧٢.

(٢) كمال الدين : ٣٦٧ ، بحار الأنوار ٤٨ / ١٩٧ ح ٧ عن كمال الدين.

(٣) الفصول المختارة : ٥٠ ، المناقب لابن شهرآشوب ١ / ٢٦٨ ، بحار الأنوار ٢٩ / ٦٩.

(٤) الاختصاص : ٩٦.

(٥) كمال الدين : ٣٦٧ ، بحار الأنوار ٦٩ / ١٥١ ح ٢٩.

(٦) رجال الكشّي : ٢٦٠ رقم ٤٧٧.

۲۷۸

لسانه أشدّ من ضربة ألف سيف(١).

فلذلك صمّم هارون الرشيد على قتل هشام ، وحبس الإمام الكاظم بعد مناظرة هشام الأخيرة في مجلس يحيى(٢) ، فضلاً عن سجنه رجالات الشيعة ، كابن التمّار ، وسليمان النوفلي(٣).

وكأنّ هارون أصبح لديه هاجسٌ من خطّ الإمامة المتمثّل بموسى الكاظم وأصحابه ، فلذلك نجد أنّ هشاماً توفّي سنة ١٧٩ هـ ، كما سنثبّته لاحقاً ، وابن التمّار في السنة نفسها(٤).

وهذا ليس صدفة ، بل هو خوف هارون على الملك والسلطة.

٥ ـ وفاة هشام بن الحكم :

إذن ، قرّر هارون الرشيد قتل هشام ، ولكن كيف تمّ هذا القتل؟ وبمعنى آخر ، هل ذكرت المصادر شيئاً عن موت هشام؟

في الواقع ، وجدت مصدرين فقط يتحدّثان عن قصّة وفاة هشام. والمصدران هما : الشيخ الصدوق في كمال الدين وتمام النعمة والكشّي في رجاله.

اتفقت المصادر على أنّ هشام بن الحكم مات على أثر علّة ، وهي قرح في القلب ، وأنّه هرب من هارون الرشيد ، ومات في زمانه في الكوفة.

__________________

(١) كمال الدين : ٣٦٧.

(٢) رجال الكشّي : ٢٦٢ رقم ٤٧٧.

(٣) رجال الكشّي : ٢٦٢ رقم ٤٧٧.

(٤) الأعلام ٧ / ٣٧ رقم ٢٨١.

۲۷۹

ولكن اختلفت المصادر في المناظرة الأخيرة من حياة هشام ، والشخص الذي مات عنده.

فالصدوق أورد رواية واحدة عن وفاة هشام ، وبيّن أنّ مناظرته الأخيرة كانت عن الإمامة ، وفي مجلس يحيى بن خالد وبوجود عدد من المتكلّمين ، وآخر مناظرة حصلت مع ضرار بن عمرو الضبّي حين سأله ضرار عن إمام هذا العصر؟

أمّا الكشّي ، فقد ذكر ثلاث روايات عن موت هشام :

الأُولى : عن عمر بن يزيد ـ هذا الذي نادى هشاماً بابن أخي(١) ، وذكر بأنّه كان جهميّاً وآمن بالصادق ، عمر هذا ـ حدّثنا بأنّ هشاماً مات لعلّة في القلب ، بعد أن عجز الأطبّاء من شفائه.

الثانية : عن يونس بن عبد الرحمن ، وهو صاحب هشام وخلفه في الردّ على المخالفين كما ذكرت سابقاً ، وأورد يونس أنّ مناظرة هشام الأخيرة كانت في مجلس يحيى بن خالد وبحضور عددِ من المتكلّمين ، وآخر حديث لهشام كان ردّاً على سليمان بن جرير (زيدي) حول إطاعة الإمام موسى الكاظم إذا ما طلب منه الخروج بالسيف.

وتذكر الرواية : إنّ هشاماً هرب من بعد المناظرة ، ومات في الكوفة.

ثالثاً : عن يونس (هكذا دون ذكر نسبه) ، يذكر أنّه كان مع هشام في مسجده عندما أتاه صاحب بيت الحكمة ، وقال له بلسان يحيى بن خالد : بأنّك يا هشام أفسدت على الرافضة دينهم ؛ لأنّهم يزعمون أنّ الدين لا يقوم إلاّ بإمام حيٍّ ، وهم لا يدرون إمامهم اليوم حيٌّ أو ميّت؟

__________________

(١) رجال الكشّي : ٢٥٦ رقم ٤٧٦ ، وانظر التعليق على هذا القول في اسمه وكنيته ولقبه.

۲۸۰

ونقل مسلم جواب هشام ليحيى ، فنقله هذا بدوره لهارون ، فطلب هشام فوجده قد مات في الكوفة.

إذن ، هذه هي الروايات التي تحدّثت عن وفاة هشام.

ولكنّني سأحاول أن أعرض هذه الروايات حسب ما وردت في مصادرها ، وذلك توضيحاً لهذا المبحث ، ولأهمّية أن نعرف المناظرة الأخيرة من حياة هشام بن الحكم ، وسأُعلّق عليها ، وأُقارن وأجمع فيما بينها ؛ لأنّ منهج الجمع هو من يوحّد بين الروايات لا غير سواه ويوضّح قصّة وفاة هشام.

والجدير ذكره ، أنّ صاحب بحار الأنوار ينقل لنا رواية عن كتاب البرهان ، ومضمون الرواية هي نفسها المعروضة عند الشيخ الصدوق ، مع بعض التفاصيل في المناظرة ، ويبيّن فيها أنّ يحيى كان محبّاً لهشام ، وأنّ هشاماً توفّي على أثر هربه من المجلس تاركاً رداءه في هذا المجلس ؛ ليوهم الجمع أنّه عائد ، وذهب من فوره إلى الكوفة ، ومات فيها(١). ولذلك فلن أتعرّض لهذه الرواية لأنّها شبيهة برواية الصدوق.

علّة وفاة هشام بن الحكم عند الشيخ الصدوق :

نقل الشيخ الصدوق في كتابه كمال الدين وتمام النعمة(٢) ، ونقل عنه الرواية المجلسي في البحار(٣) ، أنّ وفاة هشام بن الحكم حصلت كما يلي :

١ ـ بناء على طلب من هارون الرشيد ، جمع يحيى بن خالد

__________________

(١) بحار الأنوار ٦٩ / ١٥١ ح ٢٨.

(٢) كمال الدين وإتمام النعمة : ٣٦٢ ـ ٣٦٨.

(٣) بحار الأنوار ٤٨ / ١٩٧ ـ ٢٠٣ ح ٦.

۲۸۱

المتكلّمين في داره ، ويكون هارون من وراء الستر ، حتّى يسمع كلامهم ولا يعلمهم بمكانه ومعه جعفر البرمكي.

والمتكلّمون هم : بيان الحروري ، ضرار بن عمرو الضبّي ، عبدالله بن يزيد الأباضي ، وهشام بن الحكم.

٢ ـ دار بين هشام والمتكلّمين مناظرات حول :

ـ أصحاب علي وقت حكم الحكمين في أي شيء كانوا مؤمنين أم كافرين؟

(هذه المناظرة مع بيان الحروري).

ـ كيف تعقد الإمامة وما هي صفات الإمام؟

(مع عبدالله الأباضي وضرار بن عمرو الضبّي)

ـ من هو إمام هذا العصر (مع ضرار أيضاً).

وهنا كانت الكارثة ، وبالرغم من أنّ هشاماً أجاب بأنّ إمام العصر هو صاحب هذا القصر (أي هارون الرشيد) وذلك مداراة واحتيالاً.

ولكن فحوى المناظرة مع ضرار لا توحي بما قاله من المداراة ، فلذلك غضب هارون الرشيد غضباً شديداً ، حتّى إنّه عضَّ على شفتيه وقال : «أعطانا والله من جراب النورة».

ونظر هارون إلى جعفر البرمكي وسأله عن قصد هشام ، فكان جواب جعفر بأنّه قصد موسى بن جعفر الكاظم.

في هكذا أجواء ، دخل يحيى بن خالد وراء الستر ، وطلب من هارون أن «يتكفّى» ، أي نتكفّى شرّه ونقتله(١) ، بعد أن غضب هارون

__________________

(١) بحار الأنوار ٤٨ / ٢٠٣.

۲۸۲

عليه ، وقال له : يا عبّاسي ويحك من هذا الرجل.

ولكن عاد يحيى بن خالد وطلب من هارون أن يتكفّى ، وخرج إلى المجلس وغمز هشاماً ، فقام هشام من فوره وترك المجلس ، ومن شدّة خوفه مرّ على أهله ، وطلب منهم التواري ، وهرب إلى الكوفة ، ونزل على بشير النبّال ، وكان بشير هذا من حملة الحديث عن أبي عبدالله الصادق ، واعتلّ هشام علّته الأخيرة وعرض عليه بشير أن يحضر له طبيباً ، فأبى هشام ، وقال له : إنّي ميّت.

مات هشام وحمله بشير ووضعه في الكناسة ، وكتب رقعة عليها : هذا هشام بن الحكم الذي طلبه أمير المؤمنين ، مات حتف أنفه ، وذلك بناء على طلب من هشام عندما حضره الموت.

وعندما علم هارون بموت هشام ، واطمئناناً لصحّة ما سمع ، أرسل القاضي وصاحب المعونة والعامل والمعدّلين بالكوفة ؛ ليتأكّدوا من موت هشام ، وبعد التأكّد حمد الله هارون لموته وخلّى سبيل من أخذ به.

هذه هي الأجواء التي أوردها الشيخ الصدوق.

علّة وفاة هشام بن الحكم عند الكشّي :

أورد الكشّي ثلاث روايات عن موت هشام ، ومن النقد الباطني للنصّ ، نستطيع أن نجمع هذه الروايات ونركّبها ؛ لتصبح على الأرجح ، وكأنّها رواية واحدة باختلاف بسيط هو الشخص الذي مات عنده هشام.

تأويل النصوص وجمعها وتركيبها هو كما يلي :

بناء على مكيدة من يحيى بن خالد ، قرّر هارون الرشيد أن يسمع

۲۸۳

هشاماً والمتكلّمين من وراء الستر ، وهذه المكيدة تلخّصت بأن أسرّ يحيى بن خالد إلى هارون وشنّع أمر هشام عنده ، وقال له : «يا أمير المؤمنين إنّي قد استبطنت أمر هشام فإذ هو يزعم أن لله في أرضه إماماً غيرك ، مفروض الطاعة. قال : سبحان الله. قال : نعم. ويزعم أنّه لو أمره بالخروج لخرج وإنّما يرى الإلباد بالأرض».

ـ وأمّا المتكلّمون الذين حضروا المجلس فهم : ضرار بن عمرو الضبّي ، سليمان بن جرير ، عبد الله بن يزيد الأباضي ، مؤيّد (رأس المجوس) ، رأس الجالوت.

ـ أجواء المجلس حوار وتناظر ، فاختلف الجمع ، فاقترح عليهم يحيى بن خالد أن يكون هشام حكماً بينهم ، فقبلوا. وكان ذلك من يحيى حيلة على هشام. فأرسل يحيى من يستدعي هشاماً ويبرّر له أنّ يحيى بن خالد لم يستدعِه من أوّل المجلس ـ اتّقاء عليه من العلّة ـ ؛ لأنّ يحيى يعلم بمرض هشام.

فحضر هشام وحكم ضدّ سليمان بن جرير ، فحقدها هذا عليه.

ـ وهنا بدأت المكيدة ، وبالتعاون مع سليمان بن جرير.

قال يحيى : إنّا قد أعرضنا عن المناظرة والمجادلة اليوم ، ولكن إن رأيت يا هشام أن تبيّن لنا عن فساد اختيار الناس الإمام ، وأنّ الإمامة في آل بيت الرسول دون سواهم.

وبعد أن ساق هشام بن الحكم الأدلّة على الإمامة ، اعترض يحيى ، وقال لسليمان بن جرير ـ وهو الذي حقد على هشام ـ : سل أبا محمّد عن شيء من هذا الباب.

وسأعرض الأسئلة كما وردت في النصّ ، وفيها دلالة على تحفّظ

۲۸۴

هشام عن الإجابة ، ولكن في النهاية وقع في الفخّ.

قال سليمان لهشام : أخبرني عن علي بن أبي طالب مفروض الطاعة؟ قال هشام : نعم.

قال سليمان : فإن أمرك الذي بعده بالخروج بالسيف معه تفعل وتطيعه؟

قال هشام : لا يأمرني.

قال سليمان : ولم ، إذا كانت طاعته مفروضة عليك ، أن تطيعه.

فقال هشام : عد عن هذا فقد تبيّن منه الجواب.

فقال سليمان : فلم يأمرك في حال تطيعه وفي حال لا تطيعه؟

فقال هشام : ويحك ، لم أقل لك إني لا أطيعه ، فتقول إنّ طاعته مفروضة ، إنّما قلت لك لا يأمرني.

فقال سليمان : ليس أسألك إلاّ على سبيل سلطان الجدل ، ليس على الواجب أنّه لا يأمرك.

فقال هشام : كم تحول حول الحمى؟ هل هو إلاّ أن أقول لك إن أمرني فعلت ، فتنقطع أقبح الانقطاع ، ولا يكون عندك زيادة وأنا أعلم بما يجب قولي ، وما إليه يؤول جوابي.

وهكذا أفصح هشام عن علاقته بالكاظم وطاعته لأمره.

ـ وبعد هذه المناظرة ، تغيّر وجه هارون ، وقال : أفصح ، وكأنّ ما قاله يحيى بن خالد له قد تأكّد منه.

وهنا قال هارون ليحيى : شدّ يدك بهذا وأصحابه. وبعث هارون إلى أبي الحسن الكاظم وحبسه.

ويتابع الكشّي الرواية ويقول لنا : بأنّ هشاماً غادر المجلس ، وتوجّه

۲۸۵

إلى المدائن.

وهنا يأتي دور الرواية الثانية ، لنجمعها مع هذه الرواية ، وبالتالي نتابع قصّة وفاة هشام ؛ لتصبح على الشكل التالي :

بعد ذهاب هشام إلى المدائن ، سجن هارون الرشيد الكاظم عليه‌السلام ، عندها أرسل يحيى بن خالد البرمكي مسلماً ، صاحب بيت الحكمة ، ليقول لهشام بأنّه «أفسد على الرافضة دينهم ؛ لأنّهم يقولون إنّ الدين لا يقوم إلاّ بإمام حيّ ، وهم لا يدرون إمامهم اليوم حيّ أم ميّت؟».

فأجاب هشام مسلماً : «إنّما علينا أن ندين بحياة الإمام أنّه حي ، حاضراً كان عندنا أو متوارياً عنّا ، حتّى يأتينا موته ، فنحن مقيمون على حياته».

نستظهر من سؤال مسلم وجواب هشام : إنّ هذه الرواية حصلت بعد مناظرة هشام الأولى ، وسجن الكاظم ، ومغادرة هشام مجلس يحيى إلى المدائن ، بدليل أنّ يحيى أرسل إلى هشام ليسأله عن إمامه هل هو حيّ أم ميّت ، وهذا يشير ويوضّح سجن الكاظم الذي علمناه منذ الرواية الأولى.

وأكثر من ذلك ، إنّ مجرّد إرسال يحيى مسلماً إلى هشام ليسأله عن إمامه ، هو متابعة من يحيى المكيدة التي أراد تنفيذها ، وكأنّه ينفّذ أمر هارون بأن يشدّد على هشام وأصحابه ، وبالتالي يعود لتحريض هارون على قتل هشام ؛ لأنّ هشاماً ما زال مؤمناً بإمامة موسى الكاظم ، ولو كان إمامه في السجن.

وبالفعل ، يتابع الكشّي روايته ، أنّ مسلماً نقل ليحيى جواب هشام ، وهو : البقاء على خطّ إمامه ما دام أنّه لا يعرف مصيره ، ويحيى بدوره نقل الجواب لهارون ، عندها حقّق يحيى ما أراده ، وهو قتل هشام ، فما كان من

۲۸۶

هارون ، إلاّ أن أرسل في الغد بطلب هشام في منزله ، فلم يجده ، ولكن لم يلبث هشام إلاّ شهرين أو أكثر ومات في منزل محمّد وحسن الحنّاطين (حسب رواية يونس) ، أو عند ابن شرف (على رواية يونس بن عبد الرحمن)(١).

هذه هي ـ وعلى الأرجح ـ قصّة وفاة هشام ، بعد جمع الروايات مع بعضها البعض.

أمّا الرواية الثالثة في الكشّي ، أي رواية عمر بن يزيد ، فالظاهر أنّها عبارة عن حديث عام ووصف لوفاة هشام ، بدليل أنّها لم تذكر المناظرات التي حصلت مع هشام ، بل أوردت فقط أنّ هشاماً مات في علّته التي قبض فيها ، وامتنع عن الاستعانة بالأطبّاء ، ولكن ألحّوا عليه أن يفعل ذلك فأجابهم : «فأدخل عليه جماعة من الأطبّاء فكان إذا دخل الطبيب عليه وأمره بشيء سأل هشام يا هذا هل وقعت على علّتي؟ فمنهم من كان يقول : لا ، ومنهم من قال : نعم ، فإن استوصف ممّن يقول نعم وصفها ، فإذا أخبره كذّبه ، ويقول هشام : علّتي غير هذه ، فيُسأل عن علّته ، فيقول : علّتي قرح القلب ممّا أصابني من الخوف ، وقد كان قدّم ليضرب عنقه ، فأقرح قلبه ذلك حتّى مات».

إذن ، رواية عمر هذه ، هي عبارة عن ذكر حال وفاة هشام وتحديد علّة وفاته. وهكذا ، وعلى الأرجح ، ومن خلال جمع هذه الروايات الثلاث نكون قد بيّنا قصّة وفاة هشام.

وإنّني أُرجّح رواية يونس بن عبد الرحمن ؛ لأنّه يعتبر من أصحاب

__________________

(١) رجال الكشّي : ٢٥٨ رقم ٤٧٧ و ٢٦٦ رقم ٤٨٠.

۲۸۷

هشام ، وممّن خلفه في الدفاع عن المذهب والردّ على المخالفين ، حسب ما ذكره الفضل بن شاذان(١).

مقارنة ونتائج بين النصوص :

١ ـ اتفقت جميع المصادر أنّ المناظرة حصلت في مجلس يحيى بن خالد البرمكي ، بناءً على طلب من هارون الرشيد ، وأنّه يريد أن يسمع كلام المتكلّمين من وراء الستر.

٢ ـ اتفقت جميع المصادر أنّ وفاة هشام في علّة في القلب. ولكن حسب رواية الصدوق أنّ بشير النبّال عرض عليه الأطباء فرفض هشام ؛ لأنّه ميّت ، بينما في إحدى روايات الكشّي دخل عليه الأطبّاء وعجزوا عنه.

٣ ـ في كلا المصدرين اتفاق على أنّ هشام بن الحكم هرب من مجلس يحيى بن خالد ، ولكن عند الصدوق : يحيى يغمز هشام ويشير عليه بالهرب ، بينما في إحدى روايات الكشّي عكس ذلك ، حيث إنّ يحيى يكيد لهشام «كأنّ ذلك كان من يحيى حيلة على هشام».

٤ ـ اتّفقت المصادر على أسماء بعض المتكلّمين الذين حضروا المجلس ، وتفرّد كلّ مصدر ببعض الأسماء.

٥ ـ أكّدت جميع المصادر أنّ وفاة هشام حصلت بعد هذه المناظرة ، وأيّام ملك هارون الرشيد.

ولعلّ أهمّ أمر ـ من الجدير ذكره ـ هو أنّني وجدت عند الكشّي رواية ، تبيّن لنا أنّ هشام بن الحكم قد أشرك في دم الإمام الكاظم ، كان

__________________

(١) رجال الكشّي : ٥٣٩ رقم ١٠٢٥.

۲۸۸

السبب في قتله من قبل هارون.

«عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن غيره ، عن أبي الحسن الرضا قال : أما كان لكم في أبي الحسن (الكاظم) عظة! ما ترى حال هشام بن الحكم فهو الذي صنع بأبي الحسن ما صنع ، وقال لهم وأخبرهم أترى الله يغفر له ما ركب منّا»(١).

تظهر هذه الرواية أنّ هشام بن الحكم قد ارتكب ذنباً كبيراً «أترى الله يغفر له ما ركب منّا» ، هو إيجاد الحجّة لهارون لقتل الإمام الكاظم ، ولعلّ هذه الرواية وضعت بعد دخول الكاظم السجن ، وهروب هشام إلى الكوفة.

وهي تتناقض مع الروايات المادحة بهشام من قبل الأئمّة ، ومن الرضا عليه‌السلام بالخصوص ؛ لأنّ الرضا عليه‌السلام اعتبر هشاماً عبداً ناصحاً(٢) ، وأمر بعض أصحابه أن يتولّوه بعد سؤالهم له بأنّه قد أشرك في دم الكاظم ، فكان ردّه عليه‌السلام أن يتولّوا هشاماً حتّى أنّ بعض أصحابه قال : «ألم أخبركم أنّ هذا رأيه في هشام بن الحكم غير مرّة»(٣).

بقي أنّ «أحمد بن محمّد بن عيسى» رجل الراية الذامّة هو من الذين أرادوا الوقيعة بيونس بن عبد الرحمن تلميذ هشام بناء على رؤيا رآها ، ولكنّه عاد واستغفر وتاب من وقيعته(٤).

فلعلّ روايته الذامّة في هشام من قبيل صنيعه في يونس ، وخاصّة أنّ هشام بن الحكم أُوذي من قبل أصحابه حسداً منهم له ، كما صرّح الإمام

__________________

(١) رجال الكشي : ٢٧٨ رقم ٤٩٦.

(٢) رجال الكشّي : ٢٧٠ رقم ٤٨٦.

(٣) رجال الكشّي : ٢٦٩ رقم ٤٨٣.

(٤) رجال الكشّي : ٤٩٦ رقم ٩٥٢.

۲۸۹

الرضا(١).

بقي أمر واحد من الضروري ذكره ، هو أنّني وجدت في رجال الكشّي ، رواية أخرى عن علي بن محمّد ، عن غيره ، عن عبد الرحمن بن الحجّاج يقول له فيها أبو الحسن (الكاظم) بأن يذهب إلى هشام ، ويقول له : أيسرّك أن تشرك في دم امرئ مسلم ، فإن قال : لا ، فقل له : ما بالك شركت في دمي؟!(٢).

هذا النصّ يوحي إلينا أنّ هشام بن الحكم كان حادّاً في مناظرته ودفاعه عن الإمام ، بدليل ما حصل في مناظرته الأخيرة من حياته مع ضرار ، بأنّه لو طلب منه إمامه الخروج لخرج ، هذه المدافعات والتصريح المخيف للسلطة ، لعلّه دعا بالإمام الكاظم عليه‌السلام إلى أن يرسل إليه أحد أصحابه ويلفت نظره إلى ضرورة الحذر والسكوت هذه الأيّام ؛ لأنّ الكاظم يدرك جيّداً حبّ هشام له ، وهذا ما يظهر مليّاً من النصّ ؛ لأنّ الكاظم أثناء إرساله عبد الرحمن بن الحجّاج أكّد له بأنّ هشاماً لا يريد الوقيعة بإمامه ؛ لأنّه لا يريد أن يشرك بدم أي مسلم فكيف بإمامه؟

وعلمنا من النصوص أنّ هشام ابن الحكم ، أراد الالتزام بكلام إمامه ، وذلك عندما أدرك أنّ يحيى يريد الوقيعة به ، فلذلك قال هشام لصاحبه يونس أنّه : لو منّ الله عليه الخروج من علّته لأشخصنّ إلى الكوفة وأحرم الكلام(٣).

نعم ، هذا النصّ يوحي إلينا ما ذكرناه دون أن يؤكّد أنّ هشاماً قد

__________________

(١) رجال الكشّي : ٢٧٠ رقم ٤٨٦.

(٢) رجال الكشي : ٢٧٩ رقم ٤٩٨.

(٣) رجال الكشّي : ٢٦٠ رقم ٤٧٧.

۲۹۰

ارتكب ذنباً بإشراكه في دم أبي الحسن الكاظم.

والجدير ذكره ، أنّ السيّد الخوئي في رجاله ، ضعّف هذه الرواية بعلي بن محمّد(١).

* * *

في أي سنة توفّي هشام بن الحكم من علّة القلب هذه؟

تضاربت النصوص في تحديد العام الذي توفّي فيه هشام ، ووجدتها كما يلي :

١ ـ ابن النديم والطوسي ناقلاً عنه :

«... توفّي بعد نكبة البرامكة بمدّة مستتراً ، وقيل في خلافة المأمون ..»(٢).

ونقل عنه الشيخ الطوسي في الفهرست حرفيّاً بإضافة

«... وكان لاستتاره قصّة مشهورة في المناظرات ..»(٣).

٢ ـ النجاشي : «... انتقل إلى بغداد سنة ١٩٩ هـ ، ويقال إنّ في هذه السنة مات ...»(٤).

٣ ـ الكشّي : «... مات سنة ١٧٩ هـ بالكوفة في أيّام الرشيد ...».

__________________

(١) معجم رجال الحديث ٢٠ / ٣١٥.

(٢) الفهرست ـ لابن النديم ـ : ٢٢٤.

(٣) الفهرست ـ الطوسي ـ : ٢٥٩ رقم ٧٨٣.

(٤) رجال النجاشي : ٤٣٣ رقم ١١٦٤.

۲۹۱

وإذا ترجمنا كلام ابن النديم أرقاماً ، يصبح وفاة هشام عند ابن النديم هكذا :

ـ ... توفّي بعد نكبة البرامكة بمدّة مستتراً. أي سنة ١٨٧ هـ على الأقلّ ؛ لأنّ أزمة البرامكة في هذه السنة.

ـ وقيل في خلافة المأمون أي سنة ١٩٨ هـ على الأقلّ ؛ لأنّ هذه السنة بداية خلافته.

وعليه ، تصبح احتمالات سنة وفاة هشام ، وحسب النصوص جميعها ، كما يلي :

ـ إمّا سنة ١٩٨ ـ ١٩٩ هـ (ابن النديم والنجاشي والطوسي).

ـ وإمّا سنة ١٨٧ هـ (ابن النديم والطوسي).

ـ وإمّا سنة ١٧٩ هـ (الكشّي).

وإنّني سأُناقش وأحلّل هذه الاحتمالات ؛ ليترجّح معنا سنة وفاة هشام.

الاحتمال الأوّل : سنة ١٩٨ هـ أو ١٩٩ هـ.

إنّني استبعد هذه الاحتمالات للأسباب التالية :

١ ـ إذا كان هشام بن الحكم قد توفّي سنة ١٩٩ هـ ، هذا يعني أنّه عاصر إمامة علي الرضا عليه‌السلام ما يقارب ست عشرة سنة (من ١٨٣ هـ إمامة الرضا(١) حتّى ١٩٩ هـ وفاة هشام).

فهل من المعقول أن يكون هشام بن الحكم بعيداً كلّ البعد عن الإمام

__________________

(١) الإرشاد ٢/٢٤٧.

۲۹۲

الرضا عليه‌السلام حتّى لم يروِ عنه ولا رواية واحدة؟

قد يقال إنّ السبب في ذلك ، هو استتاره من هارون الرشيد.

لنفرض أنّ هذا ممكناً ، ولكن هارون توفّي سنة (١٩٣ هـ) ، هذا يعني أنّ هشاماً بقي بعده ست سنوات حيّاً ، حتّى سنة ١٩٩ هـ وفاة هشام ، ولكنّه لم يروِ خلال هذه السنوات الستّ أي رواية عن الرضا؟ قد يقال إنّه كان مستتراً حتّى خلافة المأمون (١٩٨ هـ).

وعليه ، أليس من الغريب أن يتوارى هشام عن السلطة ما يقارب اثنتي عشرة سنة على الأقلّ (من سنة ١٨٧ هـ نكبة البرامكة حتّى ١٩٩ هـ وفاة هشام) ، وهو المعروف والمشهور بين رجالات الشيعة البارزين. هل عجزت عنه السلطة؟

أو عفا عنه المأمون؟

ولكن ، إنْ عفا عنه بقي الإشكال قائماً وهو :

لماذا لم يرو عن إمام زمانه الرضا أي رواية أو حديث؟

بل أنَّ المصادر لم تحدّثنا أي شيء عن هشام وعن علاقته بالرضا ، وهذا غير معقول ومقبول من رجل الشيعة الأوّل كهشام بن الحكم.

وهناك احتمال آخر ، هو أنّ هشام بن الحكم بعد وفاة الكاظم كان واقفيّاً ، أي من الذين وقفوا على إمامة موسى الكاظم(١).

وهذا الأمر ضعيف ؛ لأنّه لم نعثر في المصادر الشيعية ما يؤكّد لنا ذلك ، بل نجد العكس ، وهو إيمان هشام بإمامة الرضا ، وذلك أثناء إمامة

__________________

(١) الواقفة : هم من وقف على إمامة موسى الكاظم ، ولم يقل بإمامة ابنه الرضا. راجع : فرق الشيعة : ٨٠ ـ ٨١.

۲۹۳

الكاظم(١).

ويعتبره الشيخ المفيد من الراوين على إمامة الرضا(٢).

علماً ، أنّنا نجد نصوصاً ، تحدّثنا عن بعض أصحاب الإمامين جعفر الصادق وموسى الكاظم ، أنّهم كانوا من الواقفة ، كالحديث الذي أورده الشيخ الطوسي في رجاله : «عن إبراهيم بن عبد الحميد بأنّه من أصحاب أبي عبدالله عليه‌السلام ، وأدرك الرضا عليه‌السلام ، ولكنّه لم يسمع منه ؛ لأنّه واقفي»(٣).

هذا الكلام ، لم يذكر في المصادر عن هشام بن الحكم ، بل وردت روايات عن الإمامين الرضا والجواد مادحة بحقّه ومترحّمة عليه.

روي عن سليمان بن جعفر الجعفري قال : سألت أبا الحسن الرضا عن هشام بن الحكم قال : فقال لي : «رحمه الله كان عبداً ناصحاً وأُوذي من قبل أصحابه حسداً منهم له»(٤).

حتّى أنّ الإمام الجواد عندما سئل عن هشام بن الحكم قال : «رحمه الله ، ما كان أذبّه عن هذه الناحية»(٥).

٢ ـ فضلاً عن ذلك ، لو أنّ هشام بن الحكم قد عاش في زمن الرضا وصحبه ، لكان من أبسط الأمور أن يذكر في كتب الرجال بأنّه من أصحابه. وهذا الأمر لم يحصل ، فالشيخ الطوسي في رجاله ، ذكره من بين أصحاب

__________________

(١) الكافي ١ / ٣١١ ح ١ ، إعلام الورى ٢ / ٤٣ ـ ٤٤.

(٢) الإرشاد ٢ / ٢٤٩.

(٣) رجال الطوسي : ٣٥١ رقم ٥١٩٥.

(٤) رجال الكشّي : ٢٧٠ رقم ٤٨٦.

(٥) أمالي الطوسي : ٤٦ ح ٥٦ ، رجال الكشّي : ٢٧٨ رقم ٤٩٥ ، خلاصة الأقوال : ٢٨٩ رقم ١٠٦١.

۲۹۴

الكاظم والصادق ، ولم يورده بين أصحاب الرضا ، علماً أنّ الطوسي نفسه قد ذكر ما يقارب اثنى عشر رجلاً من أصحاب الرضا وهم في الوقت نفسه كانوا من أصحاب أبيه وجدّه(١) ، فلو كان هشام حيّاً أثناء إمامة الرضا ومن أصحابه ؛ لأورده الطوسي على الأقلّ كما ذكر غيره.

والأمر نفسه في رجال البرقي ، فالبرقي ، عندما يتحدّث عن أصحاب أي إمام ، فإنّه يذكر أصحاب الأئمة السابقين والذين عاصروا الإمام الذي يريد ذكره ، فإنّه عندما أورد أصحاب الرضا ، تحدّث عن ستّة عشر رجلاً من أصحاب الصادق والكاظم كانوا أصحاباً له ، ولم يذكر هشام بن الحكم من بينهم(٢). هذا الأمر يدلّنا على أنّ هشاماً توفّي قبل إمامة الرضا. أي قبل (١٨٣ هـ).

حتّى أنّ النّوبختي في فرق الشيعة اعتبر هشاماً من الذين قالوا بإمامة موسى الكاظم بعد وفاة الصادق ، ولم يتعرّض له بأي ذكر بعد وفاة الكاظم(٣).

إذن ، لا يوجد في النصوص أي إشارة توحي أنّ هشام بن الحكم قد ترك القول بإمامة علي الرضا حتّى لا يروي عنه ، وهذا يعني أنّ هشاماً لم يصحب الرضا ، وبالتالي كانت وفاة هشام ، وعلى الأرجح ، قبل إمامة الرضا ، أي قبل سنة ١٨٣ هـ ، وعليه يستبعد ما ذكر عن ابن النديم والطوسي والنجاشي بأنّ وفاة هشام سنة ١٩٨ هـ ـ ١٩٩ هـ.

__________________

(١) رجال الطوسي : ٣٦٦ ـ ٣٩٦.

(٢) رجال البرقي : ٥٣.

(٣) فرق الشيعة : ٨٠ ـ ٨١.

۲۹۵

الاحتمال الثاني : سنة ١٨٧ هـ :

إذا افترضنا أنّ موت هشام كان بعد أزمة البرامكة بمدّة يسيرة مستتراً ، هذا يعني أنّ هشاماً من سنة ١٨٣ هـ (وفاة الكاظم) حتّى سنة ١٨٧ هـ (أزمة البرامكة)(١) ، أي أربع سنوات كان حرّاً ، بل القيّم بمجالس يحيى بن خالد البرمكي.

فالسؤال : لماذا لم تذكر لنا المصادر أي إشارة من هشام عن قضية وفاة الكاظم؟ فلعلّ السياسة تمنعه ذلك ، وكان هشاماً مستتراً من هارون من سنة وفاة الكاظم حتّى أزمة البرامكة.

ولكن ، لماذا يتوارى هشام من هارون كلّ هذه المدّة ، ولم يفعل ذلك إمامه الرضا؟ وهو أولى بالاستتار من هارون إن كانت هناك مطاردات لرجال الشيعة ، ولو أنّ التاريخ يذكر لنا أنّ هاروناً جعل وفاة الكاظم أمراً طبيعيّاً(٢) ؛ وذلك خوفاً من نقمة اتباع الكاظم ـ فضلاً عن ذلك ـ إذا فرضنا مجدّداً ، أنّ هشاماً استتر من هارون ، فلابُدّ أن يكون لهذا الاستتار سببٌ.

ولعلّ السبب ما أشار إليه الطوسي في الفهرست سريعاً ، ولم يذكره ابن النديم ، وهو أنّ لاستتار هشام قصّة مشهورة في المناظرات(٣).

فراجعت المصادر ، وجدت قصّة مناظرة هشام المشهورة ، والتي على أثرها كانت وفاته ، وفحوى القصّة ـ المناظرة ـ ، والتي عرضتها بالتفصيل في كلامي حول علّة وفاة هشام ، تبيّن لنا أنّ هشاماً استتر والإمام الكاظم

__________________

(١) هشام بن الحكم : ٥٠.

(٢) الإرشاد ٢ / ٢٤٢.

(٣) الفهرست ـ للطوسي ـ : ٢٥٩ رقم ٧٨٣.

۲۹۶

حيّاً.

هذا يعني أنّ وفاة هشام ـ وعلى أحسن التقديرات ـ كان سنة ١٨٣ هـ سنة وفاة الكاظم.

وعليه هذا الكلام يتناقض مع ما ذكره ابن النديم أنّ هشاماً توفّي بعد أزمة البرامكة ، أي سنة ١٨٧ هـ ، وبالتالي يستحيل الجمع ما بين المصادر.

قد يقال : إنّه ليس من الضروري أن تكون هذه المناظرة هي سبب استتار هشام ، ولكن هذا الكلام يردنا إلى الإشكالية السابقة المعروضة في الاحتمال الأوّل ، وهي لماذا لم يروِ هشام عن الرضا خلال هذه السنوات الأربع (من سنة ١٨٣ هـ حتى ١٨٧ هـ)؟ إلاّ إذا كان واقفياً ، وهذا مستبعد على هشام ، كما بيّنا سابقاً.

وهكذا نرجّح الاحتمال الثالث ، الذي أورده الكشّي في رجاله ، وهو أنّ وفاة هشام حصلت سنة ١٧٩ هـ ، بسبب ما ذكرناه سابقاً ، ولتوافق هذا التاريخ مع مضمون مناظرة هشام واستتاره ، ومن ثمّ وفاته ، والكاظم ما زال حيّاً ، أي ما قبل سنة ١٨٣ هـ ، وبالتالي حلّ إشكالية عدم رواية هشام عن الرضا عليه‌السلام أو حديث هشام عن وفاة الكاظم.

وأيضاً نوافق قول من اعتبر أنّ سنة ١٩٩ هـ هو تصحيف السبعين بالتسعين(١).

والجدير ذكره ، أنّ بعض الباحيثن المعاصرين اعتبر أنّ وفاة هشام سنة ١٨٨ هـ(٢) ، ولا أعلم من أين استمدّ هذه المعلومة المستبعدة؟

__________________

(١) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٢ / ١٦٧ رقم ٦١٦.

(٢) معتزلة البصرة وبغداد : ١٠٨.

۲۹۷

٦ ـ مؤلّفاته ومكانته العلمية :

بالرغم من تعاطيه التجارة ، وجد هشام بن الحكم الوقت الكافي لكتابة ما يقارب ثلاثة وثلاثين مؤلّفاً في موضوعات شتّى ، في الفقه والحديث والفلسفة والكلام وأُصول المذهب والردود على المنكرين والمخالفين للدين ، ولكثرة مؤلّفاته عدّه الشهرستاني في الملل والنحل من مؤلّفي كتب الإمامية(١).

وللأسف ، فقدت جميع مؤلّفات هشام ، ولو أنّها بقيت ؛ لمكّنتنا من معرفة فكره بدقّة أكثر ، ولأغنت مؤلّفاته المكتبة الإسلامية.

وعلى كلّ حال ، عدّ ابن النديم له ستة وعشرين كتاباً(٢) ، والنجاشي(٣) والطوسي(٤) سبعة وعشرين كتاباً ، وابن شهر آشوب(٥) ثمانية وعشرين كتاباً ، ولكن دون أن تكون الأسماء واحدة ، وهذا ما سأوضّحه في هذا الجدول الذي سأورد فيه أسماء الكتب ومصدرها وذلك ضمن عناوين استنبطتها من أسماء مؤلّفاته.

__________________

(١) الملل والنحل ١ / ١٩٠.

(٢) الفهرست ـ لابن النديم ـ : ٢٢٣.

(٣) رجال النجاشي: ٤٣٣ رقم ١١٦٤ وقد عدّ ٢٩ كتاباً.

(٤) الفهرست ـ للطوسي ـ : ٢٥٨ ـ ٢٥٩ رقم ٧٨٣.

(٥) معالم العلماء : ١٢٨ رقم ٨٦٢.

۲۹۸

۲۹۹

۳۰۰

۳۰۱

يلاحظ أنّ عدد الكتب المتّفق عليها عند الجميع هي واحد وعشرون كتاباً ، وأمّا باقي المؤلّفات فتفرّد بها البعض عن الآخر.

تعليقات عامّة حول بعض الكتب :

لا نستطيع عادة أن نحكم على كتاب ونحدّد مضمونه ؛ إلاّ إذا ما طالعناه ، ولكن بما أنّ بعض الباحثين قد تأوّلوا في مضمون بعض الكتب دون مطالعتها ، فلذلك سأعرض ما أثبتوه وأُعلّق عليه.

١ ـ كتاب الألفاظ :

ذهب الشيخ محمّد رضا الجعفري ، بأنّه قد يكون كتاب الألفاظ

۳۰۲

لهشام بن الحكم هو كتاب في شرح المصطلحات التي كان يستعملها هشام أثناء مجادلاته الكلامية(١).

بينما رأي السيّد حسن الصدر : إنّ كتاب هشام بن الحكم هذا ، هو ليس كتاباً لغويّاً أو نحويّاً ، بل هو كتاب يتناول مباحث الدلالة وأصول الفقه ، وبالتالي هو أقدم ما وضع لدى الشيعة في مباحث علم الأصول(٢). وأيّده في ذلك الشيخ محمّد مهدي شمس الدين(٣).

علماً أنّ السيّد الصدر ، يعتبره أوّل كتاب وضع في علم الأصول ، لا كتاب الشافعي ، ولو أنّ الشيخ شمس الدين يذهب للتوفيق ما بين كتاب هشام والشافعي ، فيرى أنّ علم أُصول الفقه بصورته البدائية والشاملة والعامّة يعود إلى الشافعي ، بينما علم أُصول الفقه ـ باعتباره مفردات وقواعد متفرّقة ـ يعود إلى الإمام الصادق ، وبالتالي إلى تلميذه هشام بن الحكم(٤).

وإنّني أُرجّح أن يكون كتاب الألفاظ لهشام بن الحكم في الشعر والأدب لا في الفقه والكلام.

بدليل أنّ هشام بن الحكم سئل مرّة عن الشعر وعن أفضل شاعر(٥) ، هذا يعني أنّ لدى هشام اهتمام بالشعر.

وأيضاً لاحظت عند ابن النديم : إنّ كلّ الذين ذكر أنّ لهم كتاباً اسمه الألفاظ هم شعراء وأُدباء.

__________________

(١) مقدّمة سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد ١ / ١٩٤.

(٢) تأسيس الشيعة لعلوم الشريعة : ٣١٠.

(٣) الاجتهاد والتجديد للشيخ محمّد مهدي شمس الدين : ٢٢.

(٤) الاجتهاد والتجديد : ٢٦.

(٥) متشابه القرآن ٢ / ٢.

۳۰۳

ومنهم معاصر لهشام : كمفضّل الضبّي ، الذي كان شاعراً للمهدي ، وعمل الأسفار له والمسمّاة المفضليّات(١). والقاسم بن معن ، وكان أشدّ الناس افتناناً في الأدب ، ولاّه الخليفة المهدي القضاء(٢). والعتّابي أبو عمرو كلثوم بن عمرو بن أيّوب الثعلبي العتّابي ، الذي كان شاعراً ويصحب البرامكة(٣).

وحتّى الذين جاؤوا بعد هشام ، ووضعوا كتباً أسموها الألفاظ ، كانوا أيضاً أُدباء وشعراء ، كعبد الرحمن بن عيسى الهمداني(٤) ، والأصمعي(٥) ، ومحمّد بن الحسين الكاتب(٦) ، وابن السَكّيت(٧) ، ومحمّد بن سهل.

٢ ـ كتاب الردّ على هشام الجواليقي :

هشام بن سالم الجواليقي ، من أصحاب الإمام الصادق ومن التابعين له ، والملاحظ أنّ هشام بن الحكم قد ردّ على المتّفق معه في المذهب ، وهذه دلالة على حرّية البحث ، والسعي نحو الحقيقة ، لا النظر إلى الأشخاص ، حتّى أنّ السكّاك ، تلميذ هشام ابن الحكم ، قد خالف أستاذه في أشياء كثيرة إلاّ في أصل الإمامة(٨).

__________________

(١) الفهرست ـ لابن النديم ـ : ٧٥.

(٢) الفهرست ـ لابن النديم ـ : ٧٩.

(٣) الفهرست ـ لابن النديم ـ : ١٥٢.

(٤) الفهرست ـ لابن النديم ـ : ٦١.

(٥) الفهرست ـ لابن النديم ـ : ١٩٦.

(٦) الفهرست ـ لابن النديم ـ : ١٣٥.

(٧) رجال النجاشي : ٤٥٠ رقم ١٢١٥.

(٨) الفهرست ـ للطوسي ـ : ٢٠٧ رقم ٥٩٥.

۳۰۴

وهذه الردود من الأصحاب على بعضهم البعض ، جعل التابعين لاحقاً يضعون مؤلّفات تحت عنوان كتاب ما بين هشام بن الحكم وهشام بن سالم(١).

٣ ـ الردّ على أرسطو طاليس في التوحيد :

يبيّن عنوان الكتاب : إنّ فكر أرسطو قد ظهر وبقوّة في الأوساط الإسلامية ، وإلاّ لما استدعى من شخصية فكرية كهشام بن الحكم الردّ عليه.

ولعلّ هشاماً في ردّه على توحيد أرسطو ، يريد أن يبيّن لنا ، أنّ إله الفلاسفة ، وأرسطو منهم ، يتعلّق بالمجال العقلي الذي يقول عنه بأنّه «المحرّك الأوّل» ، وليست له أي علاقة بالعواطف والإحساسات والمشاعر.

بينما إله المسلمين ، وهشام بن الحكم واحد منهم ، هو إله الأنبياء ، فبالإضافة إلى الجانب المنطقي العقلي ، يوجد ارتباط محكم بالضمير ، والشعور ، والإحساس ، يجعل علاقة الإنسان بالله ، علاقة محبّة وشوق ، وعلاقة محتاج إلى غير محتاج.

وعليه ، فإنَّ كلام بعض الباحثين ، بأنّ المعتزلة هم الوحيدون من المسلمين ، الذين كانت لهم الجرأة الكافية لدراسة المبادئ الجديدة وتمحيصها ومحاولة حلّها(٢) ، ليس دقيقاً ، إذا ما عرفنا أنّ هشاماً قد درس

__________________

(١) رجال النجاشي : ٢٢٠ رقم ٥٧٣ ، معجم رجال الحديث ١١ / ١٤٩ رقم ٦٧٦٦.

(٢) المعتزلة : ٢٥٤.

۳۰۵

الفكر الأجنبي ، بل وردّ عليه.

٤ ـ كتاب الاستطاعة :

إنّ موضوع الاستطاعة والحرّية الإنسانية قد لعبا دوراً مهمّاً في الحياة الفكرية أيّام هشام.

والظاهر أنّ هشام بن الحكم كان له رأي خاصّ بالاستطاعة ، بدليل أنّ الحسن بن موسى النّوبختي ـ صاحب كتاب فرق الشيعة ـ وضع كتاباً في الاستطاعة ، ولكن على مذهب هشام بن الحكم ، وكان يقول به(١).

٥ ـ كتاب الميزان :

وضعته ضمن عنوان أُصول المذهب.

والظاهر أنّه كتاب لإثبات أحقّية أولاد الإمام علي عليه‌السلام في الإمامة ، وتثبيت المذهب ، بدليل أنّ ابن حزم الظاهري يذكر أنّ هشام بن الحكم في كتابه الميزان المعروف ، ردّ على الكسفية ، وهو أعلم الناس بهم ؛ لأنّه جارهم بالكوفة(٢).

٦ ـ كتاب الحكمين :

لعلّه بحث حول معركة صفّين بين الإمام علي عليه‌السلام ومعاوية بن أبي سفيان وانتهائها بالتحكيم.

والحكمان هما عمرو بن العاص وأبو موسى الأشعري. ويحاول

__________________

(١) رجال النجاشي : ٦٣ رقم ١٤٨.

(٢) الفِصل في الملل والنحل ٤ / ١٤٢.

۳۰۶

هشام أن يبيّن أنّ الحكمين كانا غير مريدين للإصلاح ، وذلك من خلال رواية ذكرت عنه يبيّن فيها ما ذكرته(١).

٧ ـ كتاب الإمامة :

أورده كلّ من ابن النديم(٢) والنجاشي(٣) والطوسي(٤) وابن شهرآشوب(٥) ، ويذكر النجاشي : إنّ هذا الكتاب جمعه فيما بعد علي بن منصور صاحب هشام بن الحكم(٦).

وبسبب غزارة هذه المؤلّفات ، وفتق الكلام بالإمامة والنظر بالمذهب ، أصبح لهشام بن الحكم لاحقاً أصحاب وأتباع أُطلق عليهم اسم الهشامية(٧) ، أو الحكمية(٨) ، أو الهشامية الأُولى(٩).

والغريب أنّني وجدت في كتاب مفاتيح العلوم للخوارزمي اسم

__________________

(١) من لا يحضره الفقيه ٣ / ٥٢٢.

(٢) الفهرست ـ لابن النديم ـ : ٢٢٤.

(٣) رجال النجاشي : ٤٣٣ رقم ١١٦٤.

(٤) الفهرست ـ الطوسي ـ : ٢٥٨ رقم ٧٨٣.

(٥) معالم العلماء : ١٢٨ رقم ٨٦٢.

(٦) رجال النجاشي : ٤٣٣ رقم ١١٦٤ وذكر فيه كتاب الإمامة ، وكتاباً آخر اسمه التدبير في الإمامة ، وهو الذي جمعه علي بن منصور.

(٧) الفرق بين الفرق : ٤٧ ، مقالات الإسلاميين ١ / ٣١. الملل والنحل ١ / ١٨٤ ، منهاج السنة النبوية ١ / ٢١٧ و ٣١٢ نقلاً عن مقالات الإسلاميين ، بيان تلبيس الجهمية ١ / ٤١٤ نقلاً عن مقالات الإسلاميين ، تلبيس إبليس : ١١٠. التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية من الفرق الهالكين ١ / ٣٨.

(٨) اعتقادات فرق المسلمين والمشركين ١ / ٣٨.

(٩) اللباب في تهذيب الأنساب ٣ / ٣٧٩.

۳۰۷

«الهاشمية» أي أصحاب هشام بن الحكيم (بالياء)(١) ، ولعلّ هناك تصحيف في الهاشمية واسم الحكم.

وأيضاً وجدت البغدادي في الفرق بين الفرق يعتبر الهشامية أصحاب هشام بن عمرو الفوطي(٢).

والجدير ذكره ، أنّ في زمن هشام وأثناء حياته ، لم يطلق على أصحابه أي اسم وبالذات الهشامية ، فهذه التسمية جاءت لاحقاً ، بدليل أنّ الخليفة المهدي عندما تشدّد على أصحاب الأهواء ، كتب له ابن المفضَّل صنوف الفرق والتي قرأها على الناس في المدينة ، وفي مدينة الوضّاح ، ولم يرد اسم هشام كرئيس مذهب(٣).

ووجدت أنّ المسعودي في مروج الذهب ، يصف هشاماً بأنّه شيخ الإمامية وكبير الصنعة(٤) (أي الكلام) ، ولو أنّ المسعودي نادراً ما يتعرّض لهشام بل يذكر الذين هم أقلّ شأناً منه أكثر ممّا يتحدّث عنه ، وهذا ما استغربته من المسعودي الشيعي ، ولكنّني عدت ولاحظت أنّ المسعودي نفسه وكأنّه يوضّح هذه التساؤلات ، فيذكر بأنّه في كتاب آخر اسمه كتاب أخبـار الزمان أورد فيـه أربـاب المقـالات وأهـل المذاهب والجـدل والآراء والنحل وأخيارهم ومناظراتهم وتباينهم في مذاهبهم حتّى سنة ٣٣٢ هـ(٥).

__________________

(١) مفتاح العلوم : ٢٠.

(٢) الفرق بين الفرق : ١٤٥.

(٣) رجال الكشي : ٢٦٦ رقم ٤٧٩ ، بحار الأنوار ٤٨ / ١٩٥ ح ٣.

(٤) مروج الذهب ٣ / ٣٧٢.

(٥) مروج الذهب ٣ / ٢٠٨.

۳۰۸

وهذا الكتاب أكّد وجوده النجاشي في رجاله(١).

٧ ـ شيوخ هشام بن الحكم في الرواية :

أقصد بشيوخ هشام في الرواية : أي الذي روى عنهم هشام أحاديث إماميه الصادق والكاظم أو أحاديث رسوله الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

وتبيّن لي أنّ عدد الرواة ـ الذين روى عنهم هشام بن الحكم وصولاً لرسول الله أو الإمام ـ هو عشرون راوياً.

ولكن إذا أضفنا الإمامين الصادق والكاظم ، يكون عدد من روى عنهم هشام اثنان وعشرون راوياً.

وسأورد أسماء شيوخ هشام مع ترجمة مقتضبة عنهم ؛ لنعرف مكانتهم العلمية والاجتماعية. فضلاً عن تحديد رقم الرواية في «المسند» وتبيان موضوعها.

والجدير ذكره ، أنّ السيّد الخوئي في رجاله لم يذكر سوى تسعة رجال ، حتّى فاته عبد الكريم بن حسّان ، وفضيل بن يسار راوي رواية زيارة قبر الحسين في كامل الزيارات وهي زيارة مشهورة ومعروفة.

إذن ، شيوخ هشام هم :

١ ـ الإمام جعفر الصادق عليه‌السلام (ت ١٤٨ هـ) :

هو جعفر بن محمّد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، سادس أئمّة أهل البيت ، أبو عبدالله المعروف

__________________

(١) رجال النجاشي : ٢٥٤ رقم ٦٦٥.

۳۰۹

بالصادق.

قال ابن خلكّان (ت ٦٨١ هـ) : فكان من سادات أهل البيت ، لُقِّب بالصادق ؛ لصدقه في مقالته ، وفضله أشهر من أن يذكر.

عاش الصادق شطراً من حياته في العصر الأموي ، وقد رأى بعينه الكارثة التي حلّت بعمّه زيد بن علي زين العابدين ، الذي خرج على هشام ابن عبد الملك ، فقتله ، ثمّ نبش قبره وصلب جثمانه.

ولمّا وجد الدولة الأموية ينتابها الضعف ، وتسير نحو الانهيار ، نهض بكلّ إمكانيّاته ، لنشر أحاديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وعلوم آبائه ، وتوافد عليه العلماء وطلاّب العلم ، وهشام بن الحكم من بينهم ، وقيل : إنّ جابر بن حيّان الصوفي الطرسوسي من تلامذته.

وللصادق مناظرات مع الزنادقة والملحدين في عصره ، ونقل هشام بن الحكم البعض منها.

وقيل : إنّ مالك بن أنس (ت ١٧٩ هـ) ، المنسوب إليه المذهب المالكي ، كان من أصحابه وأخذ منه.

ويقال : إنّ أبا حنيفة (ت ١٥٠ هـ) ، صاحب المذهب الحنفي ، من تلامذته ، وكذلك سفيان الثوري (ت ١٦١ هـ) حسب ما يروي ذلك الجاحظ.

ولهذا قال الشهرستاني (ت ٥٤٨ هـ) في الملل والنحل : كان أبو عبدالله الصادق ذا علم غزير في الدين ، وأدب كامل في الحكمة ، وزهد في الدنيا ، وورع تامٍّ عن الشهوات(١).

__________________

(١) الملل والنحل ١ / ٢٧٢ ، وراجع ترجمته في الإرشاد ٢ / ١٧٩ ، إعلام الورى

۳۱۰

روى عنه هشام الكثير من الروايات جمعتها في مسند هشام بن الحكم ، الذي هو هذا الكتاب الذي بين يديكم.

٢ ـ الإمام موسى الكاظم عليه‌السلام (ت ١٨٣ هـ) :

هو موسى بن جعفر بن محمّد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب. سابع أئمّة أهل البيت ، أبو الحسن ، وأبو إبراهيم ، ويعرف بألقاب متعدّدة منها : الكاظم ، وهو أشهرها ـ والصابر الصالح.

كان جليل القدر ، عظيم المنزلة ، مهيب الطلعة ، كثير التعبّد ، عظيم الحلم ، شديد التجاوز حتّى لقّب بالكاظم ، كان صابراً محتسباً.

وممّا أُثر عن الكاظم وصيّته لهشام بن الحكم ، وهي وصيّة طويلة قد ذكرتها في المسند(١).

عاش في زمن المهدي العبّاسي ، وهارون الرشيد (ت ١٩٣ هـ) ، وسجن كثيراً على يد المهدي والرشيد ، حتّى دسّ الرشيد له السمّ وهو في سجنه(٢).

روى عنه هشام بعض الروايات ، أوردتها في مسند هشام بن الحكم.

__________________

١ / ٥١٣ ، موسوعة طبقات الفقهاء ٢ / ٥ ، تاريخ الطبري ٧ / ٥٥٢ حوادث سنة ١٤٥ هـ ، وفيات الأعيان ١ / ١٦٨ رقم ١٣١.

(١) راجع نص الوصية في مسند هشام بن الحكم ، رقم ١ و ٢.

(٢) الإرشاد ٢ / ٢١٥ ، إعلام الورى ٢ / ٦ ، تاريخ بغداد ١٣ / ٢٧ رقم ٦٩٨٧ ، وفيات الأعيان ٣ / ١٥٥ رقم ٧٤٦.

۳۱۱

٣ ـ أبي حمزة الثمالي (ت ١٥٠ هـ) :

ثابت بن أبي صفية دينار ، أبو حمزة الثمالي الأزدي ـ بالولاء ـ الكوفي.

استشهد ثلاثة من أولاده مع زيد بن علي بن الحسين.

وكان من كبار علماء عصره في الفقه والحديث وعلوم اللغة.

أخذ العلم عن : علي بن الحسين زين العابدين (ت ٩٥٠ هـ) ، والباقر (ت ١١٤ هـ) ، والصادق (ت ١٤٨ هـ) ، والكاظم (ت ١٨٣ هـ) ، وروى عنهم ، وكان منقطعاً إليهم مقرّباً عندهم.

وهو من خيار رجال الشيعة ، وثقاتهم ، ومتعمديهم في الرواية والحديث.

روى له الترمذي (ت ٢٧٩ هـ)(١) ، والنسائي (ت ٣٠٣ هـ) في مسند علي(٢) ، وله حديث عند ابن ماجة (ت ٢٧٥ هـ) في كتاب الطهارة(٣).

وله كتب عديدة(٤).

روى عنه هشام عن الصادق حول خيار العباد وأولياء الله

__________________

(١) سنن الترمذي ١ / ٣٣ ح ٤٥.

(٢) سنن النسائي ٢ / ١٢٢ ، وراجع ترجمته في تهذيب المزّي ٤ / ٣٥٧ رقم ٨١٩.

(٣) سنن ابن ماجة ١ / ٧٧ ح ٤١٠ باب ما جاء في الوضوء مرّة مرّة.

(٤) راجع ترجمته في : رجال النجاشي : ١١٥ رقم ٢٩٦ ، رجال ابن داوود : ٥٩ رقم ٢٧٧ ، رجال الكشّي : ٢٠١ ـ ٢٠٣ رقم ٣٥٣ ـ ٣٥٧ ، الفهرست ـ للطوسي ـ : ٩٠ رقم ١٣٨ ، خلاصة الأقوال : ٨٥ رقم ١٧٩ ، الفهرست ـ لابن النديم ـ : ٣٦.

۳۱۲

(الدعاء)(١). ولم يذكره الخوئي في معجم رجال الحديث.

٤ ـ أبو عبيدة الحذّاء (توفّي قبل ١٤٨ هـ)(٢) :

زياد بن أبي رجاء عيسى (منذر) ، أبو عُبيدة الحذّاء الكوفي.

لازم الإمامين الباقر والصادق ، وتفقّه ودرس عليهما وروى عنهما.

كان أحد عيون المحدّثين ، ثقة ، صحيحاً ، حسن المنزلة عند الأئمّة.

روي أنّه لمّا مات وقف الصادق عند قبره ودعا له فقال : «اللّهم برّد على أبي عبيدة ، اللّهمّ نوّر له قبره ، اللّهمّ ألحقه بنبيّه»(٣).

روى عنه هشام عن الصادق حول استحباب بناء المساجد(٤).

٥ ـ الأحول (ت ١٦٨ أو ١٦٩ هـ) :

من المحتمل أن يكون إمّا الحسن بن صالح الأحول (ت ١٦٨ أو ١٦٩ هـ) أو محمّد بن علي بن النعمان ، أبو جعفر ، ويلقّب بالأحول (ت ١٦٠ أو ١٨٠ هـ).

فالأوّل هو الحسن بن صالح الأحول ، كوفي ، له كتاب(٥).

__________________

(١) راجع نص الرواية في مسند هشام بن الحكم رقم ١٧٩ و ١٨٨ (ذكر في الرواية الأخيرة عن أبي حمزة فقط).

(٢) موسوعة طبقات الفقهاء ، ٢ / ٢١٦ رقم ٤٢٨.

(٣) رجال النجاشي : ١٧٠ رقم ٤٤٨ ، رجال ابن داوود : ٩٩ رقم ٦٥٤ ، رجال الكشّي : ٣٤٧ رقم ٦٤٧ و ٣٦٨ رقم ٦٨٧ ـ ٦٨٨ ، خلاصة الأقوال : ١٤٨ رقم ٤٢٦ و ٤٢٧.

(٤) راجع نص الرواية في مسند هشام بن الحكم ، رقم ٢٣٤.

(٥) رجال النجاشي : ٥٠ رقم ١٠٧ ، رجال ابن داوود : ٧٤ رقم ٤٢٤.

۳۱۳

وأمّا الثاني : فهو محمّد بن علي بن النعمان ، أبو جعفر ، مولى بجيلة ثقة ، وكان يلقّب بالأحول ، والمخالفون يلقّبونه شيطان الطاق ، كان كثير العلم ، حسن الخاطر(١). من أصحاب الكاظم ، ولقّبه هشام بن الحكم بمؤمن الطاق ، مقابل لقب المخالفين(٢).

صحب الصادق ، وأخذ عنه العلوم والمعارف ، وروى عنه. وعُدّ من أصحاب الكاظم(٣).

وكان حاذقاً في صناعة الكلام ، سريع الخاطر والجواب(٤).

ويرجّـح البعـض أن يكـون الحسن بـن صالـح الأحـول ، هـو الحسن بـن صالـح بـن حـي الهمدانـي الثـوري الكوفـي ، الزيـدي(٥) ؛ لأنّـه لـو كان الأحـول غيـر ابـن حـي لذكرت ولا أقـلّ روايـة واحـدة عنـه ، مع أنّـها غيـر موجـودة. فبـذلك يثبـت أنّ الأحـول هـو ابـن حـي بعينـه(٦).

ولسبب آخر ، هو أنّ الطوسي تعرّض له بنسبه(٧) ، فذكر الحسن بن

__________________

(١) رجال الكشّي : ١٨٥ رقم ٣٢٥ ، رجال الطوسي : ٣٠٢ رقم ٣٥٥ ، خلاصة الأقوال : ٢٣٧ رقم ٨١٠.

(٢) لسان الميزان ٥ / ٣٠٠ رقم ١٠١٧.

و «الطاق» اسم حصن بطبرستان كان يسكنه محمّد بن النعمان. القاموس المحيط ٣ / ٢٦٠.

و «الطاق» اسم حصن بطبرستان كان يسكنه محمّد بن النعمان. القاموس المحيط ، ٣ / ٢٦٠.

(٣) موسوعة معجم طبقات الفقهاء ، ٢ / ٥١٥ ـ ٥١٦ رقم ٦٤٢.

(٤) الفهرست ـ لابن النديم ـ : ٢٢٤.

(٥) رجال الطوسي : ١١٣ رقم ٦ ، خلاصة الأقوال : ٣٣٧ رقم ١٣٣٠.

(٦) معجم رجال الحديث ٥ / ٣٥٣ ـ ٣٥٤ رقم ٢٨٨٢.

(٧) الفهرست ـ للطوسي ـ : ١٠٠ ١٧٦.

۳۱۴

صالح بن حيّ ، والنجاشي تعرّض له بلقبه فأورده الحسن بن صالح الأحول(١).

ونرجّح أن يكون الأحول هو الحسن بن صالح بن حيّ الزيدي ؛ لأنّ هشام بن الحكم من عادته الرواية عن رجال الزيدية ، فروى عن جارود(٢) ، وثابت بن هرمز(٣) ، وهما من الزيدية ، وكذلك من الممكن الرواية عن الحسن بن صالح بن حيّ ؛ لمعرفته به ، بل هو أعلم الناس به ؛ لأنّه كان جاره في الكوفة(٤).

روى هشام عن الأحول ، وهذا بدوره عن الصادق حول الصوم(٥). ولم يذكره الخوئي في معجمه.

٦ ـ ثابت بن هرمز الفارسي (..................) :

أبو المقدام الحدّاد(٦) ، مولى بني عجل(٧) ، الكوفي(٨) ، ويذكر الكشّي في رجاله أنّ أبا المقدام هو زيدي بتري(٩).

وعدّه الطوسي في رجال من أصحاب علي بن الحسين (السجّاد)

__________________

(١) رجال النجاشي : ٥٠ رقم ١٠٧.

(٢) الفهرست ـ للطوسي ـ : ٩٥ رقم ١٥٩ وتأتي ترجمته في الصفحة التالية تحت الرقم ٧.

(٣) يأتي تحت رقم ٦ وراجع نص الرواية في مسند هشام الرقم ١٥٩.

(٤) الفصل في الملل والنحل ٤ / ١٤٢.

(٥) راجع نص الرواية في مسند هشام بن الحكم ، رقم ٢٩١.

(٦) رجال النجاشي : ١١٦ رقم ٢٩٨.

(٧) رجال الطوسي : ٨٤ رقم ٢.

(٨) رجال الطوسي : ١١٠ رقم ١ و ١٦٠ رقم ١.

(٩) رجال الكشّي : ٢٣٦ رقم ٤٢٩ و ٣٩٠ رقم ٧٣٣.

۳۱۵

وابنه الباقر وابنه الصادق(١).

روى عنه هشام ، بسنده عن بلال مؤذّن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، عن رسول (صلى الله عليه وآله وسلم) حول الجنّة والصبر والأذان والإقامة وفضلهما(٢).

٧ ـ جارود بن المنذر (ت ١٥٠ هـ)(٣) :

زياد بن المنذر الهمداني الخارفيّ(٤) ، ويقال الثقفي ، أبو الجارود الكوفي الأعمى ، أحد فقهاء الزيدية ، وإليه تُنسب الجارودية.

صحب الباقر ، وروى عنه كثيراً ، وروى أيضاً عن الصادق ، صنّف كتاباً في تفسير القرآن الكريم ، رواه عن الباقر.

توفّي سنة مئة وخمسين للهجرة ، ونسب إلى البخاري أنّه ذكره في فصل من مات من الخمسين إلى الستّين ومائة(٥).

روى عنه هشام ، عن أبي عبدالله الصادق حول فضل البنات وتحريم تمنّي موت البنات(٦).

__________________

(١) رجال الطوسي : ٨٤ رقم ٢ و ١١٠ رقم ١ و ١٦٠ رقم ١.

(٢) راجع نصوص الروايات في مسند هشام بن الحكم ، وبتسلسل الموضوعات رقم ١٥٩ و ١٧٦ و ٢٢١.

(٣) موسوعة طبقات الفقهاء ، ٢ / ٢١٩ رقم ٤٣٠.

(٤) نسبة إلى (خارف) بطن من همدان. اللباب ١ / ٤١٠.

(٥) رجال النجاشي : ١٣٠ رقم ٣٣٤ ، رجال البرقي : ١٣ ، رجال ابن داوود : ٢٤٦ رقم ١٩٣ ، معالم العلماء : ٥٢ رقم ٣٤٥ ، منتهى المقال ٣ / ٢٨١ رقم ١٢١٢ ، معجم رجال الحديث ٨ / ٣٣٢ رقم ٤٨١٥.

(٦) راجع مسند هشام بن الحكم ، رقم ١٩١ و ١٩٢ و ١٩٣.

۳۱۶

٨ ـ حفص بن البختري (كان حيّاً بعد ١٨٣ هـ)(١) :

البغدادي ، الكوفي الأصل.

أخذ العلم عن الصادق والكاظم وروى عنهما. وكان محدّثاً ثقة ، له حديث كثير في الفقه ، وله أصل(٢).

روى عنه هشام ، عن الصادق في طلاء الأبط في الحمّام ، والظلال للمحرم(٣) ، ولم يذكره الخوئي في معجم رجال الحديث.

٩ ـ حجر بن زائدة (......... ـ .......) :

قال النجاشي : «حجر بن زائدة الحضرمي ، أبو عبدالله ، روى عن أبي جعفر الباقر وأبي عبدالله الصادق ، ثقة ، صحيح المذهب ، صالح ، من هذه الطائفة (أي شيعيّاً) ، له كتاب يرويه عنه عدّة من أصحابنا»(٤).

أخذ عنه هشام ما رواه عن الإمام الباقر حول أصحابه وأهل زمانه(٥).

ولم يذكره الخوئي في معجم رجال الحديث.

__________________

(١) موسوعة طبقات الفقهاء ٢ / ١٤٧ رقم ٣٧٧.

(٢) رجال البرقي : ٣٧ ، رجال النجاشي : ١٣٤ رقم ٣٤٤ ، رجال الطوسي : ١٧٧ رقم ١٩٧ و ٣٤٧ رقم ١٤ ، الفهرست للطوسي : ١١٦ رقم ٢٤٣ ، رجال ابن داوود : ٨٢ رقم ٥٠١ ، خلاصة الأقوال : ١٢٨ رقم ٣٣٥ ، معالم العلماء : ٤٣ رقم ٢٨١ ، منتهى المقال ٣ / ٨٩ رقم ٩٥٠.

(٣) راجع مسند هشام بن الحكم : رقم ٢٠٧ و ٢٤٩ و ٢٦١.

(٤) رجال النجاشي : ١٤٨ رقم ٣٨٤ ، رجال الطوسي : ١٩٢ رقم ٢٣٨٧ ، معالم العلماء : ٤٤ رقم ٢٨٦ ، منتهى المقال ٢ / ٣٣٥ رقم ٦٧٤.

(٥) رجال الكشّي : ١٧٦ رقم ٣٠٣ ، بحار الأنوار ٤٦ / ٣٣٨ ح ٢٦.

۳۱۷

١٠ ـ حمران بن أعين (........ ـ ......) :

الشيباني ، مولى ، كوفي ، تابعي(١).

ويذكر أنّه من حواري الباقر والصادق(٢).

مات قبل الصادق (ت ١٤٨ هـ) ، لأنّ الصادق عندما جرى ذكر حمران عنده قال : مات والله مؤمناً(٣).

وكان أحد حملة القرآن ، ويذكر اسمه في القراءات ؛ لأنّه روي أنّه قرأ على أبي جعفر الباقر (ت ١١٤ هـ) ، وكان مع ذلك عالماً بالنحو واللغة(٤).

وكان بعض أخوته يذهب مذهب العامّة مخالفين له(٥).

روى عنه هشام ، عن الإمام زين العابدين ، علي بن الحسينعليه‌السلامحول وجوب أداء الأمانة إلى البرّ والفاجر(٦).

والجدير ذكره أنّ هشام بن الحكم يروي عن الصادق أنّه ترحّم عليه(٧).

ولم يذكره الخوئي في معجمه.

__________________

(١) رجال الكشّي : ١٧٦ ـ ١٨١ رقم ٣٠٣ ـ ٣١٤ ، رجال الطوسي : ١٩٤ رقم ٢٤١٥ ، منتهى المقال ٣ / ١٢٦ رقم ١٠٠٨.

(٢) خلاصة الأقوال : ١٣٤ رقم ٣٦١.

(٣) خلاصة الأقوال : ١٣٥ رقم ٣٦١.

(٤) منتهى المقال ٣ / ١٢٨ رقم ١٠٠٨.

(٥) رسالة أبي غالب الزراري : ١٣٧.

(٦) راجع مسند هشام بن الحكم : رقم ١٧٩.

(٧) مسند هشام بن الحكم : رقم ٨٠.

۳۱۸

١١ ـ زُرارة بن أعين (ت ١٥٠ هـ) :

ابن سُنسن (سُنبس) الشيباني بالولاء ، أبو الحسن ، أو أبو علي الكوفي.

كان والده عبداً روميّاً لرجل من بني شيبان ، تعلّم القرآن ثمّ أعتقه.

وكان من مشاهير الشيعة فقهاً وحديثاً وكلاماً ، وهو من أصحاب الباقر والصادق.

وكان الصادق يبجّل زرارة ، ويعتزّ به ؛ لأنّه من كبار العلماء والفقهاء الذين تتلمذوا على أبيه الباقر(١).

روى عن الإمامين الباقر(٢) والصادق(٣). وعنه روى هشام حول الكفر والتمر والأرز(٤).

١٢ ـ سدير بن حكيم الصيرفي (كان حيّاً قبل ١٤٨ هـ)(٥) :

ابن صهيب الصيرفي ، من أصحاب السجّاد والباقر والصادق ، وهو والد حنّان.

كان من كبار رجال الشيعة ، فاضلاً ، من خواصّ الصادق ، وكان

__________________

(١) رجال البرقي : ٤٧ ، رجال النجاشي : ١٧٥ رقم ٤٦٣ ، رجال الكشّي : ١٣٣ رقم ٢٠٨ ، الفهرست ـ للطوسي ـ : ١٣٣ رقم ٣١٢ ، منتهى المقال ٤ / ٢٥٠ رقم ١١٧٣.

(٢) راجع مسند هشام بن الحكم : رقم ١٣٢.

(٣) مسند هشام بن الحكم : رقم ١٩٩ و ٢٠٠.

(٤) مسند هشام بن الحكم : رقم ١٣٢ و ١٩٩ ـ ٢٠٠.

(٥) موسوعة طبقات الفقهاء ٢ / ٢٢٩ رقم ٤٣٥.

۳۱۹

يسعى في أواخر الدولة الأموية إلى جعل زمام قيادة العالم الإسلامي بيده(١).

روى عنه هشام ، عن الصادق في إطعام المؤمن(٢).

١٣ ـ سعد الإسكاف الخفّاف (كان حيّاً قبل ١٤٨ هـ)(٣) :

الحنظلي ، التميمي بالولاء ، الإسكاف ، الكوفي. ويقال : سعد الخفّاف.

أدرك علي بن الحسين ، زين العابدين (ت ٩٥٠ هـ). وأخذ العلم عن الإمامين الباقر والصادق وروى عنهما. كان محدّثاً ، صحيح الحديث ، قاصّاً ، موالياً لأهل البيت(٤).

روى هشام بن الحكـم عنـه ، عن الإمام الباقر حول حديث الثقلين(٥).

ولم يذكره الخوئي في معجم رجال الحديث.

__________________

(١) رجال البرقي : ١٥ و ١٨ ، رجال الكشّي : ٢١٠ رقم ٣٧١ ـ ٣٧٢ ، رجال الطوسي : ١١٤ رقم ١١٣٤ و ١٣٧ رقم ١٤٤٢ و ٢٢٣ رقم ٢٩٩٤ ، خلاصة الأقوال : ١٦٥ رقم ٤٧٩ ، رجال ابن داوود : ١٠١ رقم ٦٧٢ ، التحرير الطاووسي : ٢٨٨ رقم ١٩٧.

(٢) مسند هشام بن الحكم : رقم ١٣٦.

(٣) موسوعة الفقهاء ٢ / ٢٣٣ رقم ٤٣٨.

(٤) رجال البرقي : ٩ ، رجال النجاشي ١٧٨ رقم ٤٦٨ ، رجال الكشّي : ٢١٤ رقم ٣٨٤ ، رجال الطوسي : ١١٥ رقم ١١٤٧ و ١٣٦ رقم ١٤٣٠ ، خلاصة الأقوال : ٣٥٢ رقم ١٣٩٠ ، رجال ابن داوود : ١٠١ رقم ٦٨٠ ، التحرير الطاووسي : ٢٦٥ رقم ١٨٦.

(٥) مسند هشام بن الحكم : رقم ٨٤.

۳۲۰

١٤ ـ شهاب بن عبد ربّه (كان حيّاً حدود ١٥٠ هـ)(١) :

ابن أبي ميمونة الأسدي بالولاء ، كان هو وإخوته من صلحاء الموالي بالكوفة ، كلّهم خيار فاضلون.

وكان شهاب موسراً ذا حال ، محدّثاً ، ثقة ، صحب الصادق وروى عنه(٢).

روى عنه هشام ، عن الصادق حول الطعام(٣).

١٥ ـ عيسى بن أبي منصور (توفّي بعد ١٤٨ هـ)(٤) :

أبو صالح الكوفي ، مولى ، المعروف بـ : شلقان.

من أصحاب الباقر والصادقعليهما‌السلام. كان خيّراً ، فاضلاً ، من أعلام الفقهاء المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا والأحكام(٥).

أخذ عنه هشام بن الحكم ما رواه عن الإمام الباقر حول علم الله

__________________

(١) موسوعة طبقات الفقهاء ٢ / ٢٧١ رقم ٤٦٤.

(٢) رجال النجاشي : ١٩٦ رقم ٥٢٣ ، رجال الكشّي : ٤١٣ رقم ٧٧٨ و ٤١٥ رقم ٧٨٥ ، رجال الطوسي : ٢٢٤ رقم ٣٠١٢ ، الفهرست ـ للطوسي ـ : ١٤٥ رقم ٣٥٥ ، رجال ابن داوود : ١٠٩ رقم ٧٦٠ ، خلاصة الأقوال : ١٦٨ رقم ٤٩٢ ، التحرير الطاووسي : ٢٩٨ رقم ٢٠٥ ، معالم العلماء : ٥٩ رقم ٤٠١.

(٣) راجع مسند هشام بن الحكم : رقم ١٩٤ و ١٩٥.

(٤) موسوعة طبقات الفقهاء ٢ / ٤٣٣ رقم ٥٩٠.

(٥) رجال البرقي : ١١ ـ ١٢ و ٣٠ ، رجال الكشّي : ٣٢٩ رقم ٥٩٩ ، رجال الطوسي : ١٤٠ رقم ١٤٩٢ و ٢٥٨ رقم ٣٦٥٠ ، خلاصة الأقوال : ٢١٥ رقم ٧٠٧ ، معالم العلماء : ٨٧ رقم ٥٩٧ ، التحرير الطاووسي : ٤٢٦ رقم ٣٠٤ ، رجال ابن داوود : ١٤٨ رقم ١١٦٢.

۳۲۱

تعالى(١). لم يذكره الخوئي في معجم رجال الحديث.

١٦ ـ عمر بن يزيد (توفّي بعد ١٤٨ هـ)(٢) :

الثقفي بالولاء ، أبو الأسود الكوفي ، بيّاع السابري ، أحد مَن كان يفد في كلّ سنة إلى المدينة ، ثقة جليل القدر.

أخذ الفقه والحديث عن الصادق والكاظم وروى عنهما. وكان له منزلة شريفة عند الصادق(٣).

أخذ عنه هشام ما رواه عن الصادق حول تعليم رسول الله لعلي ، وفضل البنات ، والنرد والشطرنج ، وغسل الإحرام ، وتلقين المحتضر ، وتفسير لبعض الآيات(٤).

١٧ ـ عبدالكريم بن حسان (..... ـ .....) :

النبطي ، من أصحاب الصادق(٥).

روى عنه هشام ، عن الصادق زيارة قبر الحسين(٦). ولم يذكره

__________________

(١) راجع النصوص في مسند هشام بن الحكم تحت رقم ٤٣.

(٢) موسوعة طبقات الفقهاء ٢ / ٤١٨ رقم ٥٧٩.

(٣) رجال البرقي : ٣٦ و ٤٧ ، رجال النجاشي : ٢٨٣ رقم ٧٥١ ، رجال الكشّي : ٣٣١ رقم ٦٠٥ ، رجال الطوسي : ٢٥٢ رقم ٣٥٤١ ، الفهرست ـ للطوسي ـ : ١٨٤ رقم ٥٠٢ ، معالم العلماء : ٨٥ رقم ٥٨٤ ، رجال ابن داوود : ١٤٦ رقم ١١٣٧ ، خلاصة الأقوال : ٢١٠ رقم ٦٨٦ ، التحرير الطاووسي : ٤١٦ رقم ٢٩٦.

(٤) راجع مسند هشام بن الحكم : رقم ٥٨ و ٦٢ و ١١٨ و ١٦٢ و ١٩٢ و ٢٠٢ و ٢٣٠ و ٢٥٤ و ٢٩٩ و ٣١٧.

(٥) رجال الطوسي : ٢٣٩ رقم ٣٢٧٣.

(٦) مسند هشام بن الحكم : رقم ٢٦٣.

۳۲۲

الخوئي في معجم رجال الحديث.

١٨ ـ الفُضَيْل بن يَسار : (توفّي قبل ١٤٨ هـ)(١) :

النهدي ، الفقيه ، المحدّث ، الثقة ، أبو القاسم ، وأبو مسور البصري ، كان من حملة الحديث ، ورجال الفقه ، أخذ العلم عن الباقر وولده الصادق وروى عنهما.

وأجمعت الشيعة على تصديقه ، ووردت أخباراً في مدحه. وتوفّي في حياة الصادق(٢).

روى عنه هشام بن الحكم ، عن الصادق زيارة قبر الحسين(٣).

١٩ ـ مُيَسِّر (توفّي ١٣٦ هـ) :

النخعي ، المدائني ، وقيل : الكوفي ، بيّاع الزطّي ، صحب الباقر ، ثمّ لازم ابنه الصادق فكان من خواصّه ، وروى عن الإمامين الفقه والحديث.

ورد فيه عن الإمامين عدّة أخبار تدلّ على فضله وجلالته وشدّة إيمانه وولائه لأهل البيت(٤).

__________________

(١) موسوعة طبقات الفقهاء : ٢ / ٤٥٠ رقم ٦٠٣.

(٢) رجال البرقي : ١١ و ١٧ ، رجال النجاشي : ٣٠٩ رقم ٨٤٦ ، رجال الكشّي : ٢١٢ رقم ٣٧٧ ، رجال الطوسي : ١٤٣ رقم ١٥٤٥ و ٢٦٩ رقم ٣٨٦٨ ، خلاصة الأقوال : ٢٢٨ رقم ٧٦٦ ، رجال ابن داوود : ١٥٢ رقم ١٢٠٥.

(٣) راجع مسند هشام بن الحكم : رقم ٢٦٤.

(٤) رجال البرقي : ١٥ و ١٨ وفيه «ميسرة» ، رجال الكشّي : ٢٤٢ ـ ٢٤٤ رقم ٤٤٣ ـ ٤٤٨ ، رجال الطوسي : ١٤٥ رقم ١٥٨١ و ٣١٠ رقم ٤٥٩٠ ، خلاصة الأقوال : ٢٧٨ رقم ١٠٢٢ ، رجال ابن داوود : ١٩٥ رقم ١٦٢٥.

۳۲۳

أخذ عنه هشام ما رواه عن الصادق حول استحباب صلة الأرحام ومعجزات الإمام(١). ولم يذكره الخوئي في معجم رجال الحديث.

٢٠ ـ منصور الصيقل (كان حيّاً بعد ١٤٨ هـ)(٢) :

هو منصور بن الوليد الصيقل ، أبو محمّد الكوفي.

أدرك أبا جعفر الباقر وروى عنه ، ثمّ أخذ عن الصادق ، وروى عنه الحديث وكان من خُلَّص أصحابه(٣).

روى عنه هشام ، عن الصادق حول علم الله(٤).

ولم يذكره الخوئي في معجم رجال الحديث(٥).

٢١ ـ الحكم ، والد هشام بن الحكم :

لم تذكر المصادر عنه شيئاً ، سوى أنّ هشاماً قد روى عنه ، عن ابن عبّاس ، عن رسول الله حديثاً حول أوصياء الله وخلفائه ووجوب الغيبة(٦).

لم يذكره الخوئي في معجم رجال الحديث.

__________________

(١) راجع مسند هشام بن الحكم : رقم ٧٠ و ١٦١.

(٢) موسوعة طبقات الفقهاء : ٥٧٤ رقم ٦٨٠.

(٣) رجال البرقي : ٣٩ ، رجال الطوسي : ٣٠٦ رقم ٤٥٠٨ ، تنقيح المقال ٣ / ٢٥٠ رقم ١٢١٧٣ (حجري) ، منهج المقال : ٣٤٦ (حجري) ، منتهى المقال ٦ / ٣٣٨ رقم ٣٠٥٣.

(٤) مسند هشام بن الحكم : رقم ٤٢.

(٥) معجم رجال الحديث ١٩ / ٣٨٠ رقم ١٢٧١٤ و ٣٨٤ رقم ١٢٧١٨.

(٦) مسند هشام بن الحكم : رقم ٧٧ و ١١٧.

۳۲۴

٢٢ ـ هشام بن أحمر (كان حيّاً قبل ١٨٣ هـ)(١) :

الكوفي ، أدرك الصادق ، وصحب الكاظم واختصّ به ، وأخذ عنه الفقه والحديث(٢).

روى عنه هشام ، عن الكاظم حول شرب الماء(٣).

لم يذكره الخوئي.

خلاصة عامّة :

نستنتج ممّا سبق ، أنّ هشاماً روى عن شيوخه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)وعن الإمام زين العابدين ، علي بن الحسين (ت ٩٥ هـ) ، والإمام الباقر (ت ١١٤ هـ) ، والإمام الصادق (ت ١٨٤ هـ) ، والإمام الكاظم (ت ١٨٣ هـ). وما رواه هشام هو كما يلي :

أوّلاً : عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : روى هشام ذلك عن :

١ ـ والده ، بسنده عن الصحابي ابن عبّاس ، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

٢ ـ عن ثابت بن هرمز ، بسنده عن بلال مؤذن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

ثانياً : عن الإمام زين العابدين : راو واحد هو حمران بن أعين.

ثالثاً : عن الباقر : أربعة رواة هم :

١ ـ حجر بن زائدة.

__________________

(١) موسوعة طبقات الفقهاء ٢ / ٥٩٨ رقم ٧٠٠.

(٢) رجال البرقي : ٤٨ ، رجال الكشّي : ٣٢٢ رقم ٥٨٥ ، رجال الطوسي : ٣١٩ رقم ٤٧٥٢ و ٢٤٥ رقم ٥١٥٥ ، تنقيح المقال ٣ / ٢٩٤ رقم ١٢٨٥٠ ، منهج المقال : ٣٥٩.

(٣) مسند هشام بن الحكم : رقم ٢٠١ (التعليق).

۳۲۵

٢ ـ زرارة بن أعين (روى عن الإماميين الصادق والباقر).

٣ ـ سعد الإسكاف.

٤ ـ عيسى بن أبي منصور.

رابعاً : عن أبي عبدالله الصادق : ثلاثة عشر راوياً هم :

١ ـ أبو حمزة الثمالي.

٢ ـ أبو عبيدة الحذّاء.

٣ ـ الأحول.

٤ ـ جارود.

٥ ـ حفص بن البختري.

٦ ـ زرارة بن أعين (روى عن الباقر والصادق).

٧ ـ سدير الصيرفي.

٨ ـ شهاب بن عبد ربّه.

٩ ـ عمر بن يزيد.

١٠ ـ عبدالكريم بن حسّان.

١١ ـ الفُضَيْل بن يَسار.

١٢ ـ مُيَسِّر.

١٣ ـ منصور الصيقل.

خامساً : عن الإمام الكاظم : راو واحد هو : هشام بن أحمر.

٨ ـ تلامذة هشام بن الحكم في الرواية :

إنّ عدد تلامذة هشام بن الحكم هو ثلاثة وعشرون راوياً ، وجميع رواياتهم نقلاً لكلام الإمامين الصادق عليه‌السلام والكاظم عليه‌السلام. باستثناء :

۳۲۶

العبّاس بن عمرو الفقيمي وأحمد بن العبّاس وجعفر بن سليمان ، حيث نقلوا عن هشام بن الحكم عن غيره وصولاً لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). علماً ، أنّ العبّاس بن عمرو الفقيمي روى عن هشام عن الصادق أيضاً.

وسأُشير إلى هذا الاستثناء في مكانه.

والجدير ذكره ، أنّ السيّد الخوئي في معجم رجال الحديث(١) ، عندما تحدّث عن طبقة الحديث عند هشام فإنّه أورد ستّة عشرة رجلاً كرواة عن هشام ، وفاته سبعة رجال ، وسأُبيّن أثناء عرضي للرواة ما فات الخوئي من رجال.

إذن تلامذة هشام في الرواية هم :

١ ـ ابن أبي عمير (ت ٢١٧ هـ) :

هو محمّد بن أبي عمير زياد بن عيسى الأزدي بالولاء. أحد الستّة أصحاب الكاظم والرضا الذين أجمعت الشيعة على تصديقهم والإقرار لهم بالفقه.

وهو من المكثرين في الحديث ، وفي الفقه.

له تصانيف كثيرة ، قيل : إنّها أربعة وتسعين كتاباً ، وقد تلف معظمها أيّام حبسه. قيل : إنّ أُخته دفنتها فتلفت ، وقيل : بل تركها في غرفة فسال عليها المطر فتلفت.

وروي أنّ المأمون العبّاسي حبسه حتّى ولاّه قضاء بعض البلاد. وكان ابن أبي عمير أحد وجوه الشيعة ، وعلماً من أعلامها ، جليل القدر ، بعيد

__________________

(١) معجم رجال الحديث ٢٠ / ٣٢٢.

۳۲۷

الصيد ، عظيم المنزلة عند الفريقين الشيعة والسنّة.

وكان موصوفاً بالعبادة والورع وطول السجود ، وكانت داره مقصداً للمشايخ.

توفّي سنة سبع عشرة ومائتين(١).

وهو أكثر من روى عن هشام بن الحكم ، روى عنه للصادق والكاظم ما يزيد عن مئة رواية في موضوعات شتّى(٢).

__________________

(١) رجال البرقي : ٤٩ ، رجال النجاشي : ٣٢٦ رقم ٨٨٧ ، رجال الكشّي : ٥٥٦ رقم ١٠٥٠ و ٥٨٩ رقم ١١٠٣ ، الفهرست ـ للطوسي ـ : ٢١٨ رقم ٦١٧ ، رجال الطوسي : ٣٦٥ رقم ٥٤١٣ ، معالم العلماء : ١٠٢ رقم ٦٨٢ ، خلاصة الأقوال : ٢٣٩ رقم ٨١٦ ، رجال ابن داوود : ١٥٩ رقم ١٢٧٢ ، التحرير الطاووسي : ٥١٧ رقم ٣٧٨.

(٢) راجع نصوص هذه الروايات في مسند هشام بن الحكم تحت أرقام : ٣ ، ١٠ ، ١٥ ، ١٧ ، ٤٢ ، ٦٢ ، ٦٩ ، ٧٩ ، ٨٣ ، ٩٩ ، ١٠٨ ، ١١١ ، ١١٣ ، ١١٤ ، ١١٦ ، ١٢٤ ، ١٢٥ ، ١٢٦ ، ١٢٧ ، ١٣٠ ، ١٣٥ ، ١٣٦ ، ١٤٨ ، ١٤٩ ، ١٦١ ، ١٦٢ ، ١٦٣ ، ١٦٤ ، ١٨٧ ، ١٨٨ ، ١٩٠ ، ١٩١ ، ١٩٢ ، ١٩٣ ، ١٩٤ ، ١٩٥ ، ١٩٦ ، ١٩٧ ، ١٩٨ ، ٢٠٢ ، ٢٠٣ ، ٢٠٤ ، ٢٠٥ ، ٢٠٦ ، ٢٠٧ ، ٢٠٨ ، ٢٠٩ ، ٢١٠ ، ٢١١ ، ٢١٢ ، ٢١٣ ، ٢١٧ ، ٢١٨ ، ٢٢٧ ، ٢٣٠ ، ٢٣٤ ، ٢٣٥ ، ٢٣٦ ، ٢٣٧ ، ٢٣٩ ، ٢٤٠ ، ٢٤١ ، ٢٤٢ ، ٢٤٥ ، ٢٤٦ ، ٢٤٧ ، ٢٤٨ ، ٢٤٩ ، ٢٥٠ ، ٢٥١ ، ٢٥٢ ، ٢٥٣ ، ٢٥٤ ، ٢٥٥ ، ٢٥٨ ، ٢٥٩ ، ٢٦٠ ، ٢٦٢ ، ٢٦٣ ، ٢٦٤ ، ٢٦٥ ، ٢٦٧ ، ٢٦٨ ، ٢٦٩ ، ٢٧٠ ، ٢٧٣ ، ٢٧٥ ، ٢٧٧ ، ٢٧٨ ، ٢٧٩ ، ٢٨٠ ، ٢٩٣ ، ٢٩٦ ، ٣٠٠ ، ٣٠٢ ، ٣٠٨ ، ٣١٤ ، ٣١٦ ، ٣١٧ ، ٣١٨ ، ٣٢٠.

والجديـر ذكـره أنّ ما رواه ابـن أبـي عميـر ، عـن هشـام ، عـن الكاظـم وردت فـي مسنـد هشـام بـن الحكـم تحت رقـم ٢٠١ و ٢٠٨ و ٢٦٦ و ٢٧٢ و ٢٩٣ و ٢٩٩.

ورواية الرقمان الأخيران وردتا تحت اسم محمد بن زياد ، وهو نفسه ابن أبي عمير ، وأمّا ما رواه ابن أبي عمير ، عن هشام ، عن الصادق هو سائر أرقام الروايات الواردة سابقاً.

۳۲۸

٢ ـ الحسن بن علي (ت ٢٢٤ هـ) :

هو الحسن بن علي بن فضّال بن عمرو بن أيمن(١) ، مولى تيم الرباب بن ثعلبة ، أبو محمّد الكوفي.

كان فطحيّاً(٢) يقول بإمامة عبدالله بن جعفر الأفطح ، ابن الإمام الصادق ، ثمّ رجع إلى إمامه الكاظم بعد موت الأفطح(٣).

عدّه ابن النديم في الفهرست من فقهاء الشيعة ومحدّثيهم وعلمائهم(٤) ، وبهذا قال ابن حجر العسقلاني (ت ٨٥٢ هـ)(٥).

روى عن هشام بن الحكم ، عن الصادق(٦).

لم يذكره الخوئي في معجم رجال الحديث.

٣ ـ أحمد بن العبّاس (... ـ ....) :

لم أعثر على ترجمة له في كتب الرجال ، سوى أنّه روى عن

__________________

(١) ويذكر ابن حجر في لسان الميزان ٢ / ٢٢٥ رقم ٩٧٦ (أنيس) ، ولعلّه تصحيف (أيمن).

(٢) الأفطح : هو عبدالله بن جعفر الصادق. وهو أكبر ولده ، وإليه تنسب الفطحية ، الذين قالوا بإمامة عبدالله بدلاً من أخيه موسى الكاظم. فرق الشيعة : ٧٧.

(٣) رجال الطوسي : ٣٥٤ رقم ٥٢٤١ وفيه قد عدّه الشيخ من أصحاب الرضاعليه‌السلام فقط.

(٤) الفهرست ـ لابن النديم ـ : ٢٧٨.

(٥) لسان الميزان ٢ / ٢٢٥ رقم ٩٧٦ ، وراجع ترجمة مفصلة في موسوعة طبقات الفقهاء ٣ / ١٩٧ رقم ٨٧٥ ، ومنتهى المقال ٢ / ٤٢٧ رقم ٧٧١.

(٦) راجع مسند هشام بن الحكم : رقم ٩٨ و ٢٨٣.

۳۲۹

هشام بن الحكم ، بسنده عن بلال مؤذّن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)(١).

٤ ـ العبّاس بن عمرو الفقيمي/ العبّاس بن عمرو (... ـ ...) :

يستظهر الخوئي أنّهما واحد(٢) ، ولا توجد له ترجمة في الرجال.

روى عـن هشـام بـن الحكـم بسنـده عـن بـلال مؤذّن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وأيضاً روى عن هشـام عن الصادق(٣).

٥ ـ جعفر بن سليمان (... ـ ...) :

عدّه الشيخ الطوسي (ت ٤٦٠ هـ) من أصحاب الكاظم(٤). وروى عن الكاظم(٥). روى عن هشام بن الحكم ، بسنده عن ابن عبّاس ، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)(٦).

لم يذكره الخوئي في معجم رجال الحديث(٧).

__________________

(١) راجع مسند هشام بن الحكم : رقم ١٥٢ و ١٥٩ و ١٧٦ و ٢٢١.

(٢) معجم رجال الحديث ١٠ / ٢٥٧ رقم ٦١٩٩ ـ ٦٢٠١.

(٣) مسند هشام بن الحكم : رقم ١٥٢ ، ١٥٩ ، ٢٢١.

(٤) رجال الطوسي : ٣٣٣ رقم ٤٩٦٢ ، وعدّه كذلك من أصحاب الهادي عليه‌السلام ٣٨٤ رقم ٥٦٦١.

(٥) معجم رجال الحديث ٥ / ٣٦ رقم ٢١٧٠.

(٦) راجع مسند هشام بن الحكم : رقم ٧٧ و ١١٧.

(٧) معجم رجال الحديث ٥ / ٣٦ رقم ٢١٧٠.

۳۳۰

٦ ـ داوود بن رزين أو زربـي (كـان حيّاً بعد سنة ١٨٣ هـ)(١) :

هو أبو سليمان الخندقي(٢) ، البذّار ، أخذ عن الصادق ، وكان مورد عنايته وعطفه ، ثمّ لقي الكاظم ، وانضمّ في عداد خاصّة أصحابه وثقاته ، وروي أنّه أدرك الرضا ، وسلّمه أمانة من أبيه الكاظم(٣).

ويستظهر السيّد الخوئي في رجاله أنّه مصحّف (داوود بن زربي) ؛ لعدم وجود (داوود بن رزين) في كتب الرجال(٤). وكان أخصّ الناس بالرشيد(٥).

روى عن هشام بن الحكم ، عن الصادق(٦).

٧ ـ عبدالله بن المغيرة (كان حيّاً بعد ١٨٣ هـ)(٧) :

هو أبو محمّد البجلي ، مولى جندب بن عبدالله بن سفيان العَلَقي(٨) ، وقيل : مولى بني نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب ، خرّاز ،

__________________

(١) موسوعة طبقات الفقهاء ٢ / ١٨٨ رقم ٤٠٨.

(٢) هذه النسبة إلى الخندق ، وهو موضع بجرجان ومحلة كبيرة بها. اللباب ١ / ٤٦٦.

(٣) رجال الكشّي : ٣١٣ رقم ٥٦٥ ، معجم رجال الحديث ٨ / ١٠٧ ـ ١٠٨.

(٤) معجم رجال الحديث ٨ / ١٠٤ رقم ٤٣٩٤ و ١٠٥ رقم ٤٣٩٦.

(٥) رجال الكشّي : ٣١٢ ، خلاصة الأقوال : ١٤٢ رقم ٣٩٢ ، رجال ابن داوود : ٩٠ رقم ٥٨٥ ، التحرير الطاووسي : ١٨٨ رقم ١٤٨ وراجع ترجمته في رجال الطوسي : ٢٠٢ رقم ٢٥٧٩ و ٣٣٦ رقم ٥٠٠٦ ، رجال النجاشي : ١٦٠ رقم ٤٢٤ ، معالم العلماء : ٤٨ رقم ٣٢١.

(٦) مسند هشام بن الحكم : رقم ٢٦٥ (التعليق).

(٧) موسوعة طبقات الفقهاء ٢ / ٣٥٠ رقم ٥٢٦.

(٨) العَلَقي : بفتح العين المهملة واللام. هذه النسبة إلى علقة ، هو بطن من بجيلة ، وهو عَلَقة بن عبقر ... الأنساب ٤ / ٢٢٧ (باب العين واللام).

۳۳۱

كوفي.

قال النجاشي : ثقة ، ثقة ، لا يعدل به أحد من جلالته ، ودينه وورعه. أخذ العلم عن الكاظم والرضا وروى عنهما. صنّف ثلاثين كتاباً(١). روى عن هشام بن الحكم عن الصادق(٢).

٨ ـ علي بن الحكم (كان حيّاً قبل ٢٢٠ هـ)(٣) :

ابن الزبير النخعي بالولاء ، أبو الحسن الأنباري الكوفي ، الضرير ، تلميذ محمّد بن أبي عمير. وكان ثقة ، جليل القدر. عُدَّ من أصحاب الرضا وولده الجواد ، روى الكثير من حديث وفقه أهل البيت(٤).

روى عن هشام بن الحكم ، عن الصادق(٥).

ولم يذكره الخوئي.

__________________

(١) رجال النجاشي : ٢١٥ رقم ٥٦١ ، وفيه : روى عن الكاظم ، وراجع ترجمته في : رجال البرقي : ٤٩ و ٥٣ ، رجال الكشّي : ٥٩٤ رقم ١١١٠ ، رجال الطوسي : ٣٤٠ رقم ٥٠٦٠ و ٣٥٩ رقم ٥٣١٨ ، خلاصة الأقوال : ١٩٩ رقم ٦١٩ ، معالم العلماء : ٧٧ رقم ٥٢٢ ، رجال ابن داوود : ١٢٤ رقم ٩٠٩ ، التحرير الطاووسي : ٣٤٣ رقم ٢٣٥.

(٢) مسند هشام بن الحكم : رقم ٢١٩ و ٣٠٣ و ٣٢١.

(٣) موسوعة طبقات الفقهاء ٣ / ٣٩١.

(٤) راجع ترجمته في : رجال النجاشي : ٢٧٤ رقم ٧١٨ ، رجال الكشّي : ٥٧٠ رقم ١٠٧٩ ، الفهرست ـ للطوسي ـ : ١٥١ رقم ٣٧٦ ، رجال الطوسي : ٣٦١ رقم ٥٣٤٤ ، معالم العلماء : ٦٢ رقم ٤٢٣ ، خلاصة الأقوال : ١٨٤ رقم ٥٤٤ ، رجال ابن داوود : ١٣٨ رقم ١٠٤٦ ، التحرير الطاووسي : ٣٧٠ رقم ٢٥٩.

(٥) مسند هشام بن الحكم : رقم ١٩٠.

۳۳۲

٩ ـ علي بن معبد (كان حيّاً سنة ٢٣٣ هـ)(١) :

البغدادي ، أحد أصحاب الإمام الهادي. له كتاباً ، كان حيّاً سنة ٢٣٣ هـ(٢).

روى عن هشام بن الحكم ، عن الصادق(٣).

١٠ ـ عبدالعظيم الحسني(ت ٢٥٢ هـ)(٤) :

هو عبدالعظيم بن عبدالله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن المجتبى بن علي أمير المؤمنين ، أبو القاسم العلوي الحسني.

اختصّ بالإمام الجواد ، وأخذ عنه الفقه والحديث ، كما صحب الإمام الهادي.

كان محدّثاً ، فقيهاً ، صوّاماً قوّاماً ، زاهداً ، جليل القدر ، ذا منزلة رفيعة عند الإمامين(٥).

__________________

(١) موسوعة طبقات الفقهاء ٣ / ٤٠٨ رقم ١٠٣٨.

(٢) رجال البرقي : ٥٨ ، رجال النجاشي : ٢٧٣ رقم ٧١٦ ، رجال الطوسي : ٣٨٨ رقم ٥٧٠٩ ، الفهرست ـ للطوسي ـ : ٣٨٨ رقم ٥٧٠٩ ، الفهرست ـ للطوسي ـ : ١٥١ رقم ٣٧٨ ، معالم العلماء : ٦٣ رقم ٤٢٦ ، رجال ابن داوود : ١٤١ رقم ١٠٨٩.

(٣) راجع مسند هشام بن الحكم : رقم ٦٦.

(٤) موسوعة طبقات الفقهاء ٣١٩ رقم ٩٦٩.

(٥) رجال النجاشي : ٢٤٧ رقم ٦٥٣ ، الفهرست ـ للطوسي ـ : ١٩٣ رقم ٥٤٨ ، رجال الطوسي : ٣٨٧ رقم ٥٧٠٦ و ٤٠١ رقم ٥٨٧٥ وفيه عدّه من أصحاب الهادي

۳۳۳

روى عن هشام بن الحكم عن الصادق(١).

١١ ـ عكرمة بن عبدالعرش (... ـ ...)(٢) :

لم أعثر على ترجمة له ، غير أنّه ورد تحت اسم عكرمة خمسة أشخاص ، أحدهم مولى لابن عبّاس(٣) ، وآخر من أصحاب الباقر ويكنّى أبو إسحاق(٤) ، وثلاثة من أصحاب الصادق ، وهم من المعاصرين لهشام بن الحكم وهم :

ـ عكرمة بن إبراهيم الأزدي ، أصله كوفي(٥).

ـ عكرمة بن بريد البجلي (العجلي) الأحمسي الكوفي(٦).

ـ عكرمة بن بريد (يزيد) الكوفي(٧).

ومهما يكن ، روى عكرمة بن عبد العرش ، عن هشام بن الحكم ، عن الصادق(٨).

ولم يذكره الخوئي.

__________________

والعسكريعليهما‌السلام ، خلاصة الأقوال : ٢٢٦ رقم ٧٥٥ ، معالم العلماء : ٨١ رقم ٥٥١ ، رجال ابن داوود : ١٣٠ رقم ٩٦٣.

(١) راجع مسند هشام بن الحكم : رقم ٦١ و ٣١٥.

(٢) علماً أنّه في علل الشرايع : ٣٣٥ ح ٢ ، ورد بلفظ (عبد العزيز) بدل (عبد العرش) ولعلّ الثاني تصحيف عن الأوّل.

(٣) رجال الكشّي : ٢١٦ رقم ٣٨٧.

(٤) رجال الطوسي : ١٤٠ رقم ١٥٠٢.

(٥) رجال الطوسي : ٢٦١ رقم ٣٧٢٨.

(٦) رجال الطوسي : ٢٦١ رقم ٣٧٢٩.

(٧) رجال الطوسي : ٢٦٢ رقم ٣٧٣٠ ، وفيه (عرفة) ، وفي نسخة بدل (عكرمة).

(٨) راجع مسند هشام بن الحكم : رقم ٢٨٨.

۳۳۴

١٢ ـ عمر بن عبدالعزيز (... ـ ...) :

هو عمر بن عبدالعزيز ابن أبي بشّار ، أبو حفص البصري ، المعروف بـ : زُحل(١).

وهو عربيّ ، بصريّ ، مخلّط ، له كتاب(٢).

روى عن هشام بن الحكم ، عن الصادق(٣).

ولم يذكره الخوئي في معجم رجال الحديث(٤).

١٣ ـ علي بن بلال (... ـ ...) :

بغدادي ، يكنّى أبا الحسن ، انتقل إلى واسط ، روى عن أبي الحسن الثالث (الجواد)عليه‌السلام ، له كتاب ، وهو ثقة.

عدّه الطوسي في رجاله تارة من أصحاب الجواد (ت ٢٢٠ هـ) ، وأُخرى من أصحاب الهادي (ت ٢٥٤ هـ)(٥).

وأمّا البرقي فعدّه من أصحاب الجواد والهادي والعسكري

__________________

(١) موسوعة طبقات الفقهاء ٢ / ٤١٦ رقم ٥٧٧.

(٢) رجال النجاشي : ٢٨٤ رقم ٧٥٤ ، رجال الطوسي : ٤٣٤ رقم ٦٢٢٠ ، الفهرست ـ للطوسي ـ : ١٨٧ رقم ٥١٢ ، معالم العلماء : ٥٨ رقم ٥٨٦ ، خلاصة الأقوال : ٣٧٦ رقم ١٥٠٦ ، رجال ابن داوود : ٢٦٤ رقم ٣٧١ ، التحرير الطاووسي : ٤٢٠ رقم ٢٩٩.

(٣) راجع مسند هشام بن الحكم : رقم ٩.

(٤) معجم رجال الحديث ١٤ / ٤٦ رقم ٨٧٧٣.

(٥) رجال الطوسي : ٣٥٩ رقم ٥٣٢١ و ٣٧٧ رقم ٥٥٧٨ و ٣٨٨ رقم ٥٧٠٨ و ٤٠٠ رقم ٥٨٥٩ ، وفيه عدّه من رجال الرضا والجواد والهادي والعسكريعليهم‌السلام.

۳۳۵

(ت ٢٦٠ هـ)(١).

روى عن هشام بن الحكم ، عن الصادق(٢).

١٤ ـ علي بن منصور (... ـ ...) :

أبو الحسن الكوفي ، سكن بغداد ، متكلّم ، من أصحاب هشام بن الحكم ، له كتب منها : كتاب التدبير في التوحيد والإمامة(٣).

ويذكر النجاشي : إنّ علي بن منصور هذا قد جمع كتاب التدبير في الإمامة لهشام بن الحكم(٤). روى عن هشام ، عن الصادق(٥).

١٥ ـ محمّد بن الحسن (كان حيّاً قبل ١٨٠ هـ)(٦) :

هو محمّد بن الحسن بن زياد العطار الكوفي.

وكان أحد مشايخ الشيعة ، فقيهاً ، ثقة ، راوياً لأحاديث أهل البيت.

عدّه ابن النديم من المصنّفين في الأُصول والفقه(٧). وهو مجهول

__________________

(١) رجال البرقي : ٥٧ و ٥٩ و ٦١.

(٢) راجع مسند هشام بن الحكم : رقم ٢٧٦.

(٣) رجال النجاشي : ٢٥٠ رقم ٦٥٨ ، رجال الكشّي ٢٥٦ ضمن الرقم ٤٧٥ و ٢٧٨ ذيل الرقم ٤٩٤ ، رجال ابن داوود : ١٤١ رقم ١٠٩٠ ، منتهى المقال ٥ / ٧٣ رقم ٢١١٨ ، معجم رجال الحديث ١٣ / ٢٠١ رقم ٨٥٤٢.

(٤) رجال النجاشي : ٤٣٣ ضمن ترجمة هشام بن الحكم رقم ١١٦٤.

(٥) راجع مسند هشام بن الحكم : رقم ٦ و ٦٨.

(٦) موسوعة طبقات الفقهاء ٣ / ٤٨٩.

(٧) الفهرست ـ لابن النديم ـ : ٢٧٥.

۳۳۶

الولادة والوفاة. ولكن ، روى أبوه عن الصادق ، وهو روى عن أبيه(١).

روى عن هشام بن الحكم ، عن الصادق ، بالاشتراك مع نوح بن شعيب(٢).

١٦ ـ محمّد بن إسحاق (كان حيّاً بعد ١٨٣ هـ)(٣) :

ابن عمّار بن حيّان التغلبي ، الصيرفي ، الكوفي.

كان من خواصّ أصحاب الكاظم الثقات ، وعيون المحدّثين ، من أهل الورع والعلم والفقه. صنّف كتاباً في الحديث(٤).

روى عن هشام بن الحكم ، عن الصادق(٥).

١٧ ـ مَرْوَك بن عبيد (كان حيّاً قبل ٢٢٠ هـ)(٦) :

هو ابن سالم بن أبي حفصة العجلي بالولاء. من أهل قم ، واسم مروك يعني : صالح.

__________________

(١) رجال النجاشي : ٣٦٩ رقم ١٠٠٢ ، الفهرست ـ للطوسي ـ : ٢٢٨ رقم ٦٥١ ، معالم العلماء : ١٠٦ رقم ٧١٤ ، خلاصة الأقوال : ٢٦٤ رقم ٩٣٧ ، رجال ابن داوود : ١٦٩ رقم ١٣٤٨.

(٢) راجع مسند هشام بن الحكم : رقم ٢٧١ و ٢٧٤ و ٢٩٧.

(٣) موسوعة طبقات الفقهاء ٢ / ٤٨٦ رقم ٦٢٥.

(٤) راجع ترجمته في : رجال النجاشي : ٣٦١ رقم ٩٦٨ ، الفهرست ـ للطوسي ـ : ٢٢٧ رقم ٦٤٥ و ٢٣٢ رقم ٦٨١ ، رجال الطوسي : ٣٤٤ رقم ٥١٢٩ و ٣٦٥ رقم ٥٤١٠ ، معالم العلماء : ١٠٩ رقم ٧٣٩ ، خلاصة الأقوال : ٢٦٢ رقم ٩٢١ ، رجال ابن داوود : ٢٦٩ رقم ٤٢٨.

(٥) راجع مسند هشام بن الحكم : رقم ٥ و ٣٥ و ٨٧.

(٦) موسوعة طبقات الفقهاء ٣ / ٥٧٦ رقم ١١٧٧.

۳۳۷

عُدّ من أصحاب الجواد ، وروى عن الرضا(١).

روى عن هشام بن الحكم عن الصادق(٢).

لم يذكره الخوئي(٣).

١٨ ـ محمّد بن الحكم (... ـ ...) :

هو أخو هشام بن الحكم(٤).

ولم يتعرّض له التاريخ بشيء يذكر ، سوى أنّه روى عن أخيه هشام ، عن الصادق(٥).

لم يذكره الخوئي(٦).

١٩ ـ النضر بن سويد الصيرفي (كان حيّاً قبل ١٨٣ هـ)(٧) :

الكوفي ، ثمّ البغدادي. كان محدّثاً ثقة ، صحيح الحديث ، أخذ الحديث وأحكام الشريعة عن الكاظم ، وعن كبار أصحاب الأئمّة ، له

__________________

(١) رجال النجاشي : ٤٢٥ رقم ١١٤٢ ، رجال الكشّي : ٥٦٣ رقم ١٠٦٣ ، الفهرست ـ للطوسي ـ : ٢٥٠ رقم ٧٥٥ ، رجال الطوسي : ٣٧٨ رقم ٥٦٠٨ ، رجال ابن داوود : ١٢٣ رقم ٨٣٣ ، خلاصة الأقوال : ٢٨١ رقم ١٠٢٨ ، رجال ابن داوود : ١٨٨ رقم ١٥٤٨ ، التحرير الطاووسي : ٥٧٦ رقم ٤٣٩.

(٢) راجع مسند هشام بن الحكم : رقم ٨٠.

(٣) معجم رجال الحديث ١٨ / ١٣٧ ـ ١٣٨ رقم ١٢٢٦٣ ـ ١٢٢٦٥.

(٤) تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٩٤ ، تنقيح المقال ٣ / ١٠٩ رقم ١٠٦٢١ ، منتهى المقال ٦ / ٣٣ رقم ٢٥٩٧.

(٥) راجع مسند هشام بن الحكم : رقم ٨٠.

(٦) معجم رجال الحديث ١٧ / ٣٥ رقم ١٠٦٤٤.

(٧) موسوعة طبقات الفقهاء ٢ / ٥٨٣ رقم ٦٨٨.

۳۳۸

كتاب(١).

روى عن هشام بن الحكم ، عن الصادق(٢).

٢٠ ـ نشيط بن صالح بن لفافة (... ـ ...) :

كوفي ، مولى بني عجل ، روى عن أبي الحسن موسى الكاظم ، وكان يخدمه ، وهو ثقة. وله كتاب(٣).

روى عن هشام بن الحكم ، عن الصادق(٤).

٢١ ـ نوح بن شعيب البغدادي ، أو نوح بن صالح البغدادي (... ـ ...) :

وقد أشار الشيخ الطوسي (ت ٤٦٠ هـ) في رجاله أنّه قيل : إنّ نوح بن شعيب البغدادي هو نوح بن صالح(٥).

__________________

(١) رجال البرقي : ٤٩ ، رجال النجاشي : ٤٢٧ رقم ١١٤٧ ، وفيه (نصر) ، بدل (نضر) ، رجال الطوسي : ٣٤٥ رقم ٥١٤٧ ، رجال الطوسي : ٢٥٤ رقم ٧٧٢ ، معالم العلماء : ١٢٦ رقم ٨٥٠ ، خلاصة الأقوال : ٢٨٣ رقم ١٠٤٠ ، رجال ابن داوود : ١٩٦ رقم ١٦٣٦.

(٢) راجع مسند هشام بن الحكم : رقم ٣٠ و ٢٢٣.

(٣) رجال النجاشي : ٤٢٩ رقم ١١٥٣ ، رجال الكشّي : ٤٥٢ رقم ٨٥٥ ، رجال الطوسي : ٣١٦ رقم ٤٧٠١ و ٣٤٥ رقم ٥١٤٦ و ٥١٤٨ ، وفيه عدّه من أصحاب الصادق والكاظمعليهما‌السلام ، ومرّة ورد (نشيط بن عبد الله) ، والثانية (نشيط بن صالح) ، الفهرست ـ للطوسي ـ : ٢٥٥ رقم ٧٧٤ ، معالم العلماء : ١٢٦ رقم ٨٥٢ ، رجال ابن داوود : ١٩٦ رقم ١٦٣٢ ، التحرير الطاووسي : ٥٨٥ رقم ٤٣٩.

(٤) راجع مسند هشام بن الحكم : رقم ٢٣٨.

(٥) رجال الطوسي : ٣٧٩ رقم ٥٦١٩.

۳۳۹

ورجّح ذلك كلّ من الحائري في كتابه منتهى المقال(١) وأيضاً الخوئي في معجم رجال الحديث(٢).

وهو من أصحاب الجواد ، وكان فقيهاً ، عالماً ، صالحاً ، مرضيّاً(٣).

وعدّه ابن شاذان في مناقبه من أصحاب الهادي(٤).

ويروي الكشّي (من أعلام القرن الرابع الهجري) في رجاله : إنّ هشام بن الحكم كان عند نوح بن شعيب مضرب المثل في الصلاة وراء المرجئة(٥).

روى عن هشام بن الحكم ، عن الصادق بالاشتراك مع محمّد بن الحسن(٦).

٢٢ ـ يونس بن عبدالرحمن (ت ٢٠٨ هـ) :

مولى علي بن يقطين بن موسى ، مولى بني أسد ، أبو محمّد. كان فقيهاً ، محدّثاً ، مفسّراً ، جليل الشأن ، عظيم المنزلة عند أئمّة أهل البيت ، وقد وردت عنهم أخبار كثيرة تشيد بفضله وسمّو منزلته.

شبّهه الإمام الرضا بسليمان الفارسي. وهو أحد الأعلام الذين

__________________

(١) منتهى المقال ٦ / ٣٩١ رقم ٣١٣٣.

(٢) معجم رجال الحديث ، ٢٠ / ١٩٩ رقم ١٣١٣٥ و ٢٠٠ رقم ١٣١٣٨.

(٣) رجال الطوسي : ٣٧٩ رقم ٥٦١٩.

(٤) مناقب ابن شاذان ٤ / باب إمامة أبا الحسن علي بن محمّدعليه‌السلام ، فصل في مقدّمات.

(٥) رجال الكشّي : ٥٥٨ رقم ١٠٥٦.

(٦) راجع مسند هشام بن الحكم : رقم ٢٧١ و ٢٧٤ و ٢٩٦.

۳۴۰

أجمعت الشيعة على تصديقهم والإقرار لهم بالفقه(١).

وكان خلفاً لهشام بن الحكم في الردّ على المخالفين ، ويحتجّ على أصحابه بما رواه هشام من الشدّة في الحديث(٢).

روى عن هشام بن الحكم ، عن الصادق(٣). وفي رواية واحدة عن الكاظم والصادق معاً(٤).

٢٣ ـ يونس (... ـ ...) :

يذكر الشيخ الطوسي في رجاله : إنّ يونس يكنّى أبا إسحاق السبيعي(٥).

والسبيعـي ، من أصحـاب الصادق(٦). واتّهم أنّـه من العامّة ، وشديـد التعصّب(٧) ، وضعّف البعض أن يكون يونس هو أبو إسحـاق

__________________

(١) موسوعة طبقات الفقهاء ٣ / ٦٣٤ ، ١٢٢٦.

(٢) راجع ما ذكرت حول ترجمته في الباب الرابع : أثر هشام بن الحكم ، ص ٥٦٧.

وراجع ترجمته في : رجال البرقي : ٤٩ ، رجال النجاشي : ٤١٦ رقم ١٢٠٨ ، رجال الكشّي : ٤٨٣ رقم ٩١٠ ، الفهرست ـ للطوسي ـ : ٢٦٦ رقم ٨١٣ ، رجال الطوسي : ٣٤٦ رقم ٥١٦٧ و ٣٦٨ رقم ٥٤٧٨ ، معالم العلماء : ١٣٢ رقم ٨٩٣ ، خلاصة الأقوال : ٢٩٦ رقم ١١٠٣ ، رجال ابن داوود : ٢٨٥ رقم ٥٦٥ ، التحرير الطاووسي : ٦٢٠ رقم ٤٧١.

(٣) راجع مسند هشام بن الحكم : رقم ٤ و ٦ و ٦٧ و ٩١ و ٢١٦ و ٢٣٢ و ٢٣٣.

(٤) مسند هشام بن الحكم : رقم ٦٧.

(٥) رجال الطوسي : ٣٢٤ رقم ٤٨٥٢ ، وفيه (ابن أبي إسحاق) وفي نسخة : يكنّى أبا إسحاق.

(٦) رجال الطوسي : ٣٢٤ رقم ٤٨٥٢ ، وفيه (ابن أبي إسحاق) وفي نسخة : يكنّى أبا إسحاق.

(٧) رجال النجاشي : ١١٨ ضمن الرقم ٣٠٣.

۳۴۱

السبيعـي(١). ويرى الخوئي في معجم رجاله : إنّ يونس هو مشترك بين جماعة ، وإنّما التمييز بالراوي والمروي عنه(٢).

ومهما يكن ، روى عن هشام بن الحكم ، عن الصادق(٣) ، علماً أنّ أسانيد هذه الروايات مختلفة عن أسانيد روايات يونس بن عبدالرحمن السابقة.

٢٤ ـ سعد بن هشام بن الحكم ، أو سعد بن أبي خَلَف :

ذُكر اسم (سعد) في ثلاثة مصادر :

ـ في الكافي ورد اسم سعد هكذا : «... عن ابن أبي عمير ، عن سعد بن هشام بن الحكم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ...»(٤).

ـ وفي تهذيب الأحكام : «... عن ابن أبي عمير ، عن سعد وهشام بن الحكم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ...»(٥).

ـ وفي وسائل الشيعة : «... عن ابن أبي عمير ، عن سعد بن أبي خَلَف ، عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ...»(٦).

إذن سعد : هل هو ابن هشام بن الحكم ، أو ابن أبي خلف؟

وهل روى عن هشام ، أم لم يروِ عنه؟

__________________

(١) منتهى المقال ٧ / ٨٦ ـ ٨٧ رقم ٣٣٠١.

(٢) معجم رجال الحديث ٢١ / ١٩٩ ذيل الرقم ١٣٨٤٧.

(٣) راجع مسند هشام بن الحكم : رقم ٣١ و ٥٨ و ٦٠ و ٨١ و ٨٤ و ١١٨ و ١٩٩ و ٢٠٠ و ٣٠٩ و ٣١٩.

(٤) الكافي ٧ / ٤١٤ ح ١.

(٥) تهذيب الأحكام ٦ / ٢٢٩ ح ٥٥٢.

(٦) وسائل الشيعة ٢٧ / ٢٣٢ ح ٣٣٦٦٣.

۳۴۲

هذه هي الاحتمالات الواردة من هذه الرواية المتعدّدة المصدر.

لم تذكر المصادر أنّ لهشام بن الحكم ولداً اسمه سعد ، وكلّ ما ذكرته أنّ لديه الحكم ، وكان مشهوراً بالكلام(١).

ولو أنّ بعضهم ذهب إلى القول : إنّ سعد هو ابن هشام بن الحكم ، ولكن لم يذكره أصحاب كتب الرجال والتراجم في كتبهم(٢).

عليه ، هذا يعني أنّ سعد هو ابن أبي خلف ، كما بيّنه صاحب الوسائل المحقّق المعروف. ولكن ، هل روى سعد عن هشام بن الحكم؟

إنّني أُرجّح عدم رواية سعد ، عن هشام ؛ بدليل أنّ النجاشي يذكر سعد كراو عن أبي عبدالله ، وأنّ له كتاب يرويه عنه ابن أبي عمير(٣).

وكما هو ظاهر في الرواية أنّ ابن أبي عمير هو الراوي ، وعليه ما ورد في تهذيب الأحكام بأنّ ابن أبي عمير روى عن سعد وهشام هو الأصحّ.

وهكذا يصبح عدد الرواة عن هشام بن الحكم ـ إذا ما ألغينا سعد بن أبي خلف ـ ثلاثة وعشرين راوياً ، ذكر منهم الخوئي في رجاله ستة عشر راوياً ، وفاته سبعة رواة.

والجدير ذكره ، أنّ هناك بعض الروايات مروية عن هشام بن الحكم بأسانيد مرفوعة ، بمعنى أنّ الرواة ليسوا من طبقة هشام ، ولكنّهم نقلوا عنه بعض الروايات دون ذكر السند.

وعليه سأذكر أسماء الرواة ، وكيفية نقلهم عن هشام كما وردت في المصادر ، وأيضاً ، سأورد كلّ ما روي عن هشام دون إسناد ، وهو كما يلي :

__________________

(١) رجال النجاشي : ١٣٦ رقم ٣٥١.

(٢) أصحاب الإمام الصادق ـ لعبد الحسين الشبستري ـ : ٣٨.

(٣) رجال النجاشي : ١٧٨ رقم ٤٦٩.

۳۴۳

١ ـ الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول : عن هشام بن الحكم ...(١).

٢ ـ أبو عبدالله الأشعري ، عن بعض أصحابنا ، رفعه عن هشام بن الحكم ...(٢).

٣ ـ محمّد بن عيسى ، عن رجل ، بإسناده عن هشام بن الحكم ...(٣).

٤ ـ محمّد بن علي بن الحسين ، بإسناده عن هشام بن الحكم ...(٤).

٥ ـ عن هشام بن الحكم ...(٥).

٦ ـ قال هشام بن الحكم ...(٦).

٧ ـ عن بعض أصحابنا ، رفعه عن هشام بن الحكم ...(٧).

٨ ـ بإسناده عن هشام ...(٨).

٩ ـ سأل هشام بن الحكم أبا عبدالله الصادق ...(٩).

__________________

(١) راجع مسند هشام بن الحكم : رقم ١٣٩ و ١٤٠ و ١٤١ و ١٤٢ و ١٤٤ و ١٤٥ و ١٤٦ و ١٤٧ و ١٥١ و ١٥٣ و ١٥٨ و ١٦٦ و ١٧٣.

(٢) مسند هشام بن الحكم : رقم ١.

(٣) مسند هشام بن الحكم : رقم ٣١ و ٦٤ و ١٥٠.

(٤) مسند هشام بن الحكم : رقم ٢٢٥.

(٥) مسند هشام بن الحكم : رقم ٨ و ٦٣ و ٦٨ و ٨٩ و ١٢٠ و ١٢١ و ١٣٧ و ١٥٧ و ١٨٠ و ١٨١ و ٢٢٠ و ٢٨٦ و ٣٠٥ و ٣٠٧ و ٣١٢ و ٣٢٢.

(٦) مسند هشام بن الحكم : رقم ٧٤ و ١٠٠ و ١٦٥ و ٢٨٨.

(٧) مسند هشام بن الحكم : رقم ١٧٤ و ١٧٧.

(٨) مسند هشام بن الحكم : رقم ٢٣٢ و ٢٦١.

(٩) مسند هشام بن الحكم : رقم ٢٨١ و ٢٨٤ و ٢٩٠.

۳۴۴

١٠ ـ مسند أبو حنيفة ، قال هشام بن الحكم : ...(١).

١١ ـ في رواية هشام بن الحكم ...(٢).

١٢ ـ روي أن هشام بن الحكم ...(٣).

١٣ ـ روى هشام بن الحكم ...(٤).

خلاصة عامّة :

نستنتج ممّا سبق : إنّ هشام بن الحكم قد روى عنه ثلاثة وعشرون راوياً ، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والإمام الصادق والإمام الكاظم ، وهي كما يلي :

أوّلاً : عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) روى ثلاثة هم :

١ ـ العبّاس بن عمرو الفقيمي (بالاشتراك مع أحمد بن العبّاس) ، عن هشام بن الحكم ، بسنده عن بلال مؤذّن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (روى أيضاً عن الصادق).

٢ ـ أحمد بن العبّاس (بالاشتراك مع العبّاس بن عمرو الفقيمي) ، عن هشام ، بسنده عن رسول الله (الرواية السابقة).

٣ ـ جعفر بن سليمان ، عن هشام ، بسنده عن الصحابي عبدالله بن عبّاس عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

ثانياً : عن الصادق عليه‌السلام : روى عن هشام ، عن الصادق واحد وعشرون راوياً هم :

__________________

(١) مسند هشام بن الحكم : رقم ٨٢.

(٢) مسند هشام بن الحكم : رقم ٢٥٦.

(٣) مسند هشام بن الحكم : رقم ٧٢.

(٤) مسند هشام بن الحكم : رقم ١٢٢ و ١٧٨ و ٢٢٢ و ٢٥٧.

۳۴۵

١ ـ ابن أبي عمير (روى أيضاً عن هشام عن الكاظم).

٢ ـ الحسن بن علي.

٣ ـ داوود بن رزين أو زربي.

٤ ـ العبّاس بن عمرو الفقيمي (روى أيضاً عن هشام ، بسنده عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

٥ ـ عكرمة بن عبد العرش.

٦ ـ عبدالله بن المغيرة.

٧ ـ علي بن الحكم.

٨ ـ علي بن معبد.

٩ ـ عبدالعظيم.

١٠ ـ عمر بن عبدالعزيز.

١١ ـ علي بن بلال.

١٢ ـ علي بن منصور.

١٣ ـ محمّد بن الحسن.

١٤ ـ محمّد بن إسحاق.

١٥ ـ مروك بن عبيد.

١٦ ـ محمّد بن الحكم (أخو هشام).

١٧ ـ النضر بن سويد.

١٨ ـ نشيط بن صالح.

١٩ ـ نوح بن شعيب.

٢٠ ـ يونس بن عبدالرحمن (روى أيضاً عن هشام عن الكاظم).

٢١ ـ يونس.

۳۴۶

ثالثاً : عن الكاظم عليه‌السلام : روى اثنان هما :

١ ـ ابن أبي عمير (روى أيضاً عن الصادق).

ملاحظة :

يلاحظ أنّ ابن أبي عمير ، ويونس بن عبد الرحمن نقلا عن هشام ، عن الصادق والكاظم عليهما‌السلام. بينما العبّاس بن عمرو الفقيمي نقل عن هشام ، بسنده عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

وصف المخطوط :

المخطوط نسخة فريدة في «مسجد أعظم» قم/ إيران برقم ٩٢٥. وقد أشار إليه آغا بزرك الطهراني في كتابه الذريعة. والمخطوط من ضمن كرّاس فيه ثلاثة ضمائم ، والمخطوط هو الثاني منها ، حيث يبدأ من ص ١٨ حتّى ص ٢٥ ، وضمّت كلّ ورقة ما بين ١١ و ١٢ سطراً ، باستثناء الصفحة الأخيرة حيث ورد فيها سبعة أسطر ، ومسطرتها ٢٠ × ١٠ سم.

كَتَب مالك الكرّاس ، وهو مجهول ، على واجهة كرّاسه : «إلى ولدي(١) قرّة عيني الميرزا محمّد علي ليلة الجمعة ٢٣(٢) شهر الجمادي الأوّل : اللّهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات ، والمسلمين والمسلمات ، الأحياء منهم والأموات بحقّ محمّد وآل محمّد».

ولا بدّ من القول ، أنّ هذا المخطوط ليس نصّاً من مؤلّفات المتكلّم الكبير هشام بن الحكم ، وإنّما هو رواية عن الشيخ المفيد ، مسندة إلى ابن الأشعث ، المعروف بابن مكلِّم الذئب ، واصفاً وناقلاً ما جرى في مجلس هارن الرشيد ما بين هشام بن الحكم وبعض الفقهاء والمتكلّمين.

__________________

(١) وردت (ولد) والصحيح ما أثبتناه.

(٢) ورد (٣٢) والصحيح ما ذكرناه ؛ لأنّه لا يوجد (٣٢) في التقويم الشهري.

۳۴۷

منهجية العمل على المخطوط :

بعـد البحث لـم نعثـر علـى نسخـة أُخـرى للمخطـوط ، فلذلـك اعتمدنا علـى هـذه النسخـة فـي التحقيـق ، وكانت خطـوات عملنـا كما يلي :

١ ـ قمنا باستنساخ المخطوط.

٢ ـ تخريج الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة.

٣ ـ ترجمنا الرواة والعلماء الذين وردت أسماؤهم في متن المخطوط.

٤ ـ توضيح وتصحيح بعض المفردات اللغوية.

٥ ـ إضافة بعض العبارات ؛ لإخراج المعنى بشكل سليم. والإضافات وضعناها ما بين معكوفين بهذا الشكل.

٦ ـ قارنت بعض المعلومات الواردة في هذا المخطوط مع مصادر روائية وتاريخية أُخرى.

وقبل أن أترك القارئ الكريم ـ ليطالع مناظرات هشام مع المتكلّمين كما أوردها هذا المخطوط ـ ، أُشير إلى أنّه سيتبع هذا العمل إن شاء الله تعالى ، عمل آخر عن مخطوط جديد عن هشام بن الحكم.

وختاماً أتقدّم بجزيل الشكر لإدارة مؤسسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ، وخصوصاً الحاج حامد الخفّاف ، ومجلّة تراثنا لإتاحتهم لي الفرصة لنشر هذا المخطوط.

۳۴۸

وشكر خاص للأخ العزيز علي زعيتر ، المقيم في طهران ، والذي تكبّد عناء السفر إلى «قم» ؛ ليرسل لي نسخة هذا المخطوط دون منّة أو مقابل.

والله تعالى من وراء القصد

خضر محمّد نبها

بعلبك في ١٠/١١/٢٠٠٥

۳۴۹

۳۵۰

۳۵۱

بسم الله الرحمن الرحیم

قال الشيخ(١) رحمه‌الله : وحدَّثني أبو الفضل جعفر بن إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم بن الحسن(٢) ، قال : حدّثني أبو الحسن البصري(٣) ، عن أبي عبدالله الحسين بن محمّد الجرير(٤) ، عن محمّد بن الأشعث(٥) ،

__________________

(١) هو الشيخ المفيد ، أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان الحارثي العكبري البغدادي (٣٣٦ ـ ٤١٣ هـ) ، من جلّة متكلّمي الإمامية ، انتهت رئاسة الإمامية في وقته إليه ... وكان فقيهاً ، متقدّماً فيه ، حسن الخاطر ، دقيق الفطنة ، حاضر الجواب.

الفهرست ـ للطوسي ـ : ٢٣٨ رقم (٧١١) ، الفهرست ـ لابن النديم ـ : ٣٧٧.

(٢) أبو الفضل جعفر بن إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم بن الحسن (لم أعثر عليه).

(٣) أبو الحسن البصري. قال عنه السيّد الخوئي في معجم رجال الحديث : اسمه محمّد بن عمر بن علي «أبو الحسن البصري» ، من مشايخ الصدوق. العيون : الجزء ١ ، الباب ١١ ، فيما جاء عن الرضا علي بن موسى عليهما‌السلام من الأخبار في التوحيد ، الحديث ٤٤. معجم رجال الحديث ١٨ / ٨٤ رقم ١١٤٩٧.

وقال عنه السيّد علي البروجردي في كتابه طرائف المقال : محمّد بن عمرو بن علي ، روى عنه الصدوق غير مرّة في توحيد وغيره ، ولم أجده في الرجال ، مجهول ، فقاهةً. طرائف المقال ١ / ١٩.

(٤) أبو الجرير صاحب الكاظم عليه‌السلام. (رجال ابن داوود : ٣١١)

(٥) محمّد بن الأشعث بن عقبة بن أهبان الخزاعي ، وال من كبار القوّاد في عصر المنصور العبّاسي ، ولاّه المنصور مصر سنة ١٤١ هـ ، غزا بلاد الروم مع العبّاس بن عمّ المنصور ، فمات في الطريق سنة ١٤٩ هـ.

الأعلام ٦ / ٤٠ ، البداية والنهاية ١٠ / ١١٢.

۳۵۲

المعروف بابن مكلّم الذئب الخزاعي ، قال : دخلت على هارون الرشيد(١)في بعض الأيّام ، فوقفت بين يديه ، وأنا متّكئ على سيفي ، إذ دخل عليه شابّ قد وجب عليه حدّ ، فأمر الرشيد أن يقام عليه أربعة حدود ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، إنَّ الله غضب لنفسه بحدّ واحد ، فلا تفضله بأكثر ممّا غضب لنفسه.

ثمّ التفت إلى ابن أبي ليلى(٢) فقال : أما إنّك لا تحسن مثله.

__________________

وجدّه أهبان بن أوس الأسلمي ، يُعرف بمكلّم الذئب ، وهو من أصحاب الشجرة ، قال : كنت في غنم لي فشدّ الذئب على شاة منها فصحت عليه ، فأقعى ـ أي جلس على إسته وبسط ذراعيه مفترشاً رجليه وناصباً يديه ـ الذئب على ذنبه ، وخاطبني وقال : مَنْ لها يوم تشتغل عنها ، أتنزع مني رزقاً رزقني الله؟ قال : فصفّقتُ بيدي وقلتُ : ما رأيتُ أعجب من هذا.

أسد الغابة ١ / ١٣٧ ، الإصابة ١ / ٢٨٩ رقم ٣٠٧.

(١) هارون الرشيد : (١٤٩ ـ ١٩٣ هـ) ابن محمّد (المهدي) بن المنصور العبّاسي ، أبو جعفر ، خامس خلفاء الدولة العبّاسية وأشهرهم ، ولد بالرّي ، وبُويع بالخلافة بعد وفاة أخيه الهادي سنة ١٧٠ هـ ، فقام بأعبائها ، وازدهرت الدولة في أيّامه ... وكان الرشيد عالماً بالأدب ، وأخبار العرب ، والحديث ، والفقه ... وهو صاحب وقعة البرامكة ، وكانوا قد استولوا على شؤون الدولة ، فقلق من تحكّمهم ، فأوقع بهم في ليلة واحدة ، ولايته ٢٣ سنة وشهران وأيّام ، وتوفّي في «سناباذ» من قرى طوس وبها قبره. الأعلام ٨ / ٦٢.

(٢) محمّد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى الأنصاري ، القاضي ، أبو عبدالرحمن الكوفي ، تفقّه بالشَّعبي ، وسمع منه ، ومن عطاء بن أبي رباح وغيرهم. وعُدّ من أصحاب الصادق. روى عنه سفيان الثوري وغيره.

كان فقيهاً مفتياً ، قارئاً للقرآن. وقيل : كان من أصحاب الرأي ، ولي القضاء والحكم بالكوفة لبني أمية ثم لبني العبّاس ، واستمرّ ثلاثاً وثلاثين سنة. وكان يقضي بين المسلمين من غير استناد إلى أئمّة أهل البيت ، ولكن ذلك لا يمنعه من الأخذ بفقههم. رجال الطوسي : ٢٨٨ رقم ٤١٨٥ ، رجال ابن داوود : ١٧٧ رقم ١٤٤٢ ، الطبقات الكبرى ٦ / ٣٥٨ ، الفهرست ـ لابن النديم ـ : ٢٥٦.

۳۵۳

ثمّ أدناني وقرَّبني ، فحسدني البرامكة(١).

فلمَّا كان ذات يوم ، أقبل يحيى بن خالد البرمكي(٢) فقال : يا أمير المؤمنين ، إنَّ هذا الذي قرّبته وأدنيته ، يزعم أنَّ لله عزَّ وجلّ في أرضه إماماً غيرك ، مفترض الطاعة ، في ولد علي بن أبي طالب ، ويدّعي أنَّهُ معصوم من كلِّ ذنب.

قال الرشيد : سبحان الله ما أعجب هذا!

قال يحيى : فَتُحبّ أن تسمع كلام أهل المقالات يا أمير المؤمنين؟ ثمّ قال يحيى : ليس المعوَّلُ على هؤلاء أن تسمع كلامهم.

قال الرشيد : فالمعوّل على كلام من؟

قال يحيى : على مَنْ يقول بمقالة ابن مكلّم الذئب.

قال الرشيد : فمن هو يا يحيى؟

قال يحيى : هو هشام بن الحكم ، صاحب الصادق.

قال الرشيد : ابعث إليه ليأتيني.

قال : لا يأتي.

__________________

(١) ينتسب البرامكة إلى بَرْمَك بن جاماس ، خادم النوربهار (وهو بيت النار) في بلخ ، وكانت المجوس في بلخ توقد النيران في النوبهار وتعبدها ، واشتهر برمك ونوّه بسدانته ، وكان برمك عظيم القدر عند المجوس ، ولم أعلم هل أسلم أم لا. وفيات الأعيان ٦ / ٢١٩.

(٢) يحيى بن خالد البرمكي ، هو : أبو الفضل يحيى بن خالد بن برمك وزير هارون الرشيد ، كان من النبل والعقل وجميع الخلال على أكمل حال ، ولمّا استخلف هارون الرشيد عرف له حقّه ، وقال له : يا أبت ، أنت أجلستني في هذا المجلس ببركتك ويمنك وحسن تدبيرك وقد قلّدتك الأمر ، ودفع له خاتمه ، إلى أن نكب هارون البرامكة فغضب عليه ، وخلّده في الحبس إلى أن مات فيه. انظر تاريخ بغداد ١٤ / ١٣٢ الترجمة رقم ٧٤٥٩.

۳۵۴

قال الرشيد : ولِمَ ذلك؟

قال يحيى : يخاف أن تقتله.

قال الرشيد : فاكتب له أماناً.

فكتب له يحيى عهداً عن الرشيد ، وبعثه إليه. فلمّا حضر بالباب أذِنَ له بالدّخول ، فدخل ، وجلس الرشيد من وراء الستر ، فدخل هشام ، واجتمع أهل الكلام.

فقال يحيى بن خالد لضرار بن عمرو (١) : سل يا أبا محمّد ، يعني هشاماً(٢).

قال هشام : ما لي ولكلام الناصبة والخارجة عن ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

قال يحيى : لقد كنّا معكم على ولاية علي عليه‌السلام ، فلمّا ادَّعيتم لذريّته ما ليس لهم بحقّ خالفناكم على ولايتهم.

قال هشام : قد أقررت أنّ الحقّ في أيدينا ، فأقم الآن البيّنة بادّعائك الباطل ، بأنّ الحقّ الذي معنا ما ليس بحقّ ، حتّى نجليه.

__________________

(١) ضرار بن عمرو الغطفاني (... ـ ١٩٠ هـ) : قاض من كبار المعتزلة ، طمع برئاستهم في بلده فلم يدركها ، فخالفهم ، فكفّروه فطردوه ، وصنّف نحو ثلاثين كتاباً ، بعضها في الردّ عليهم وعلى الخوارج ، وفيها مقالات خبيثة ، وشهد عليه أحمد بن حنبل عند القاضي سعيد بن عبد الرحمن المحي ؛ فأفتى بضرب عنقه ، فهرب ، وقيل : إنّ يحيى بن خالد البرمكي أخفاه.

قال الجشعمي : ومَنْ عدّه من المعتزلة فقد أخطأ ؛ لأنّا نتبرّأ منه فهو من المجبرة.

وقال عنه صاحب سير أعلام النبلاء في ١٠ / ٥٤٤ : هو من رؤوس المعتزلة وشيخ الضرارية. ميزان الاعتدال ٢ / ٣٢٨ ، الأعلام ٣ / ٢١٥.

(٢) وردت في المخطوطة «هشام» وما أوردناه هو الصحيح نحوياً.

۳۵۵

قال يحيى : يا هشام إيّما أفضل النبوّة ، أم الإمامة؟

قال هشام : لا فرق بينهما ، إذ قال : كان الله تبارك وتعالى أعطى محمّداً التنزيل ، وأعطى الإمام التأويل(١) ، وبهذا خبّر أنس بن مالك(٢) ، قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وقد دخل عليه علي عليه‌السلام من باب المسجد فقال لي : يا أنس ، أنا وهذا الرّجل حجج الله تعالى على خلقه(٣) ، وهذا قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)لعلي أنت منّي وأنا منك(٤) ، وهذا خبر المباهل حيث يقول الله جلّ اسمه لنبيّه (صلى الله عليه وآله وسلم) (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِل فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ)(٥)(٦).

قال يحيى : لعنة الله على الكاذبين.

وقال يحيى : يا هشام ، إنّي لم أسألك إلاّ عن الفضل في مقام بَدْوِ (٧) الصريح بالرسالة.

__________________

(١) كفاية الأثر : ٧٦ (باب ما جاء عن أنس). الأمالي ـ للطوسي ـ : ٣٥١ ح ٧٢٦. المناقب ـ للخوارزمي ـ : ٦١ ح ٣١.

(٢) أنس بن مالك (١٠ هـ ـ ٩٣ هـ) ، هو : أنس بن مالك بن النضر الخزرجي الأنصاري ، أبو تمامة ، أبو حمزة ، صاحب رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وخادمه ، روى عنه رجال الحديث ٢٢٨٦ حديثاً. مولده بالمدينة ، ثمّ رحل إلى دمشق ومنها إلى البصرة ، فمات فيها. وهو آخر مَنْ مات بالبصرة من الصحابة. الأعلام : ٢ / ٢٤.

(٣) تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٣٠٨.

(٤) صحيح البخاري ٥ / ٨٥ باب عمرة القضاء من كتاب المغازي ، مسند أحمد بن حنبل ١ / ١٠٨. المستدرك للحافظ ٣ / ١٢٠ (حديث الخالة ...).

(٥) سورة آل عمران ٣ : ٦١.

(٦) شرح الأخبار ٢ / ٢٢٩ ح ٦٨٠ ـ ٦٨١ ، تفسير القرآن ـ للصنعاني ـ ١ / ١٢٢ ، جامع البيان ٣ / ٤٠٨ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٨٢ ، شواهد التنزيل ١ / ١٥٥ ح ١٦٨.

(٧) بدا : يبدو : بُدُوّاً ، وبَدْاءً: بمعنى: ظهر. لسان العرب ١/٢٧.

۳۵۶

قال هشام : ذلك محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم).

قال يحيى : فهذا محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) لا تقوم له عصمة ، حتّى يقول جلَّ اسمه : (وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى)(١) ، فهل يكون الضّالّ رجلاً معصوماً من [الذنوب ، فيأتي بأضعف من الذنب حتّى يجمع على ظهره فيكون وزراً عظيماً.

قال هشام : يا يحيى ، خبّرني عن الضلال على كَم وجه؟

قال : يحيى على ثلاثة وجوه : ضالٌّ عن علم ، وضالٌّ عن طريق ، وضالٌّ عن هدى.

قال هشام : صدقت يا يحيى ، إنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، لمّا أُسري به(٢) إلى السماء ، وصار عند سدرة المنتهى زجّ به جبرائيل عليه‌السلام في النور ، فنادى : «يا جبرائيل ، هَهُنا يترك الخليل خليله ، والحبيب حبيبه؟!»

قال جبرائيل عليه‌السلام : إنّي لا أستطيعُ أنْ أسلك معك في النور.

فبقي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وحده لا يدري كيف الطريق(٣) ، فحاشا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يكون ضالاًّ عن هدى أو عن علم.

قال يحيى : ومن يسلّم إليك ، أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أُسري به إلى السماء إنّما يتأوّل بقوله تعالى : (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الاَْقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ)(٤).

__________________

(١) سورة الضحى ٩٣ : ٧.

(٢) تقول : أسرى الليل ، وأسرى به : قطعه بالسير قال تعالى : (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الاَْقْصَى).

(٣) ورد نحوه في الأمالي ـ للطوسي ـ : ٤٣٥ ضمن ح ٥٧٦. روضة الواعظين : ٥٥ (باب الكلام في المعراج).

(٤) سورة الإسراء ١٧ : ١.

۳۵۷

قال هشام : فأخبرني عن هذا المسجد الأقصى أين هو؟

قال يحيى : هو بيت المقدس.

قال هشام : إنَّ الله عزّ وجلّ قال : الأقصى ، والأقصى لا يكون وراءه شيء ؛ لأنَّ الله عزّ وجلّ ذكر أنّهُ الأقصى ، وهذا لا يكون وراءه شيء ، وبيت المقدس ، إنْ كان وراءه شيء لا يستحيل ، فهذا ورآء هذا.

قال يحيى : هكذا قال الله سبحانه.

قال هشام : ووجه آخر يا يحيى ، إنَّ ضلال النبي حبّه لربّه.

قال : وكيف يكون الضّالّ محبّاً؟

قال هشام : إنّ الله عزّ وجلّ يقول عن يوسف عليه‌السلام : (اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أبي يَأْتِ بَصِيراً وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ)(١) إلى قوله : (قَالَ أَبُوهُمْ : إِنِّي لاََجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ * قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيِم)(٢) ، يعنون به حبّه ليوسف ، وكذلك كان ضلال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)حبّه لربّه ، كضلال يعقوب بحبّ يوسف عليه.

ووجه آخر ، وهو ما لا يُدْفَعُ يا يحيى ، ولا يمكنك إنكاره ، ولا يمكن الخصم دفعه ، ولا يهتدي له أحد من الناس ، وهو في كتاب الله عزّ وجلّ.

فقال له يحيى : ما هو يا هشام؟

قال : أمَّا قوله عزّ وجلّ : (وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى)(٣) ، أراد وجدك نَسِيّاً فجعلك ذَكُوراً.

__________________

(١) سورة يوسف ١٢ : ٩٣.

(٢) سورة يوسف ١٢ : ٩٤ و ٩٥.

(٣) سورة الضحى ٩٣ : ٧.

۳۵۸

قال : وكيف يكون الضلال نسياناً؟

قال هشام : أما سمعت قول الله عزّ وجلّ : (أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الاُْخْرَى)(١) ، أراد أن تنسى(٢).

قال : فلمّا رأى الرشيد الحجّة قد أفلجت على يحيى ، قال : والله لقد ظهر عليك يا يحيى ، وأعجبه كلام هشام ، وخروجه من حججه ، وجعل يهتزُّ في مجلسه ، ويكرّر الآيات ويستحسن وقوعها ، وعظم هشام عنده.

ثمَّ قال يحيى : هذه واحدة ، فأخبرني عن الوزر(٣)؟

قال هشام : ويحك يا يحيى ، ليس الوزر الذنب ، أما سمعت قول الله سبحانه : (حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا)(٤).

قال : بلى. فما وزر الحرب؟

قال : أنْ تقوم على ساق فكان من شأن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنْ يباشر الحرب بنفسه ، فوضع الله عزّ وجلّ عنه وزر الحرب ، وأيّده بأخيه وابن عمّه علي بن أبي طالب ، وهذا تأويل قوله جلّ اسمه : (وَوَضَعْنَا عَنكَ وَزْرَكَ)(٥) يعني وزر الحرب ، لا وزر الذنب.

قال يحيى : يا هشام ، قد أقمت عصمة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وعصمة علي بن أبي طالب ، فأخبرني عن الخلق هل يحتاجون إلى إمام أم لا؟

__________________

(١) سورة البقرة ٢ : ٢٨٢.

(٢) الأقوال في معنى «الضلال» في الآية موجودة في : البحار ١٦ / ١٣٧. التنزيه : ٩١ (في تنزيه سيّدنا محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم)) ، التبيان ١٠ / ٣٦٩ ، مجمع البيان ١٠ / ٣٨٣ ، تفسير الثعلبي ١٠ / ٢٢٨ ، تفسير السمعاني ٦ / ٢٤٤ ، تفسير البغوي ٤ / ٤٩٩.

(٣) مرداه ما جاء من قوله تعالى في كتابه الكريم : (وَوَضَعْنَا عَنكَ وَزْرَكَ).

(٤) سورة محمّد ٤٧ : ٤.

(٥) سورة الانشراح ٩٤: ٢.

۳۵۹

قال هشام : لا بدّ من إمام مفترض الطاعة.

قال يحيى : وما الدليل على ذلك؟

قال هشام : رأيت الله عزّ وجلّ قد أوجب على الخلق حدوداً لا يقدر العبد أن يؤدّيها من نفسه كـ قتل القاتل ، وقطع السارق وحدّ الزاني ، فلمّا رأيتهم مع ذلك مأمورين ومنهيّين ، علمت أنّه لابدّ من إمام مفترض الطّاعة ، وليس كلُّ من ادّعى الإمامة جاز له ذلك ؛ لأنَّ إمامي المفترض الطاعة ، موصوف منعوت بأربع خصال.

قال يحيى : ما هي؟

قال هشام : أمَّا الأولى ، فإنّه يكون معصوماً.

قال يحيى : وما الدليل على عصمته؟

قال هشام : إنّي رأيت رعيّته معاقبة على الموبقات التي توجب الحدود ، ومتى جاز عليه ما جاز على رعيّته لم آمن أن يَثْبُتَ من جنبه حدّ ، ولا يجوز أن يقيم الحدود عن الله من جنبه حدّ ، ومن كان بهذه الصفة ، فلا يجوز أن يكون السفير بين الله وبين خلقه.

قال يحيى : هذه واحدة.

قال هشام : والثانية أن يكون شجاعاً.

قال يحيى : وما الدليل على شجاعته؟

قال هشام : إنّي لا آمن أن يلتقي هو وطائفته من المؤمنين طائفة من الكافرين ، فيولّيهم الدّبر ، فيستوجب العقاب لقوله تعالى : (وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِقِتَال أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَة فَقَدْ بَاءَ بِغَضَب مِنَ

۳۶۰

اللهِ)(١) ، ولا يجوز أن يؤمّ الخليقة مَنْ غضب الله عليه.

قال يحيى : فالثالثة؟

قال هشام : ويكون عارفاً بالأحكام والسنن والشرايع ، لأنّه لا يؤمّن عليه أن يشذّ عليه شيء فيحتاج إلى من يعلمه ويحكم عليه ، ومن يحكم عليه لا يجوز أن يكون حاكماً ، فيكون الناس حينئذ لا فرق بين حاكم ومحكوم عليه.

قال يحيى : فالرابعة؟

قال هشام : ويكون أيضاً من العرب.

قال يحيى : وإذا كان من العرب؟

قال هشام : ميّزهم يا يحيى ، فليس للعرب أكفاء.

قال يحيى : خيرهم مُضر(٢).

قال هشام : ميّزهم ، فليس ولد مُضر كلُّهم أكفاء ، فانظرك أيَّهم خير.

فحينئذ قال يحيى : ولد النّضر(٣) ، وهم قريش(٤).

__________________

(١) سورة الأنفال ٨ : ١٦.

(٢) مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، جدّ جاهلي ، من سلسلة النسب النبوي ، من أهل الحجاز ، قيل : إنّه أوّل من سنّ الحداء للإبل في العرب ... أمّا بنوه فهم من أهل الكثرة والغلبة في الحجاز ، كانت الرياسة لهم بمكّة والحرم. الأعلام ٧ / ٢٤٩.

(٣) النضر بن كنانة بن خريمة بن مدركة ، من بني نزار ، من عدنان. جد جاهلي ، من سلسلة النسب النبوي. كنيته أبو يخلد ، وقيل : اسمه قيس ، ولقب بالنضر ؛ لجماله. بنوه قبائل وبطون كثيرة ، كانت مساكنهم حول مكّة وما والاها. الأعلام ٨ / ٣٣.

(٤) قريش بن بدر بن يخلد بن النظر بن كنانة ، من عدنان. جاهلي من أهل مكّة. كان دليل بني كنانة في تجاراتهم ، فإذا أقبل في القافلة يقال : «قدمت عِير قريش» ، فغلب لفظ «قريش» على ما كان في عهده من بني النضر بن كنانة. والقرشيون أو

۳۶۱

قال : ميّزهم.

قال : ولد هاشم(١).

قال : ميّزهم(٢).

قال : ولد عبدالمطلب(٣).

قال : ميّزهم.

قال : ولد عبدالله(٤).

__________________

(بنو قريش) قسمان : قريش البطاح وقريش الظواهر. وقد تفرّع من هذين القسمين بطون كثيرة منها : بنو تيم ، وبنو المطلب ، وبنو أميّة ، وبنو هاشم ... وتفرّعت عن هؤلاء بطون كثيرة في الإسلام. الأعلام ٥ / ١٩٤.

(١) هو : هاشم (نحو ١٢٧ ق. هـ ـ نحو ١٠٢ ق. هـ) بن عبدالمناف بن قصي بن كلاب بن مرّة ، من قريش : أحدُ مَن انتهت إليهم السيادة في الجاهلية ، ومن بنيه النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) .. وهو أوّل من سنّ الرحلتين لقريش للتجارة .. وكان أحد الأجواد الذين يضرب بهم المثل في الكرم. ولد بمكّة ، وساد صغيراً ، فتولّى بعد موت أبيه سقاية الحاج ورفادته .. وفد على الشام في تجارة له ، فمرض في طريقه إليها ، فتحوّل إلى غزّة (في فلسطين) فمات فيها شاباً. وبه يُقال لغزّة : غزّة هاشم .. وإليه نسبه الهاشميين على تعدّد بطونهم. الأعلام ٨ / ٦٦.

(٢) أضيفت هذه العبارة ؛ لاقتضاء السياق.

(٣) هو : عبدالمطلب (نحو ١٢٧ ق. هـ ـ نحو ٤٥ ق. هـ) بن هاشم بن عبدمناف ، أبو الحارث : زعيم قريش في الجاهلية ، وأحد سادات العرب ومقدميهم ، مولده في المدينة ومنشأه في مكّة .. كان عاقلاً ذا أناة ونجدة ، فصح اللسان .. أحبّه قومه ورفعوا من شأنه ، فكانت له السقاية والرفادة .. وهو جدّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، قيل : اسمه شيبة ، وعبدالمطّلب لقبٌ غلب عليه .. مات بمكّة عن نحو ثمانين عاماً أو أكثر. الأعلام ٤ / ١٥٥.

(٤) هو : عبدالله (٨١ ق. هـ ـ ٥٣ ق. هـ) بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي ، أبو قتم الهاشمي القرشي ، الملقّب بالذبيح ، والد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) .. ولد بمكّة وهو أصغر أبناء عبد المطلب .. وزوجه (أي

۳۶۲

قال هشام : صدقت ، ولد عبدالله ليس له نظير ، ومحمّد بن عبدالله رسول الله ، فانظر يا يحيى من شقيق نوره ، ومن واساه بنفسه في الضرّاء والبأساء؟

قال يحيى : لا أعرف.

قال هشام : لم يخف والله ، ولا يُخفى هو علي بن أبي طالب(١) ، أمير المؤمنين صلوات الله عليه.

قال يحيى : كيف أوجبت الإمامة لعلي عليه‌السلام دون إخوته ، وعمومته ، وبني عمّه ، ونظرائه من قومه؟

قال : أوجبت له الإمامة لخروجه من حدّ الطفولية على الإيمان ، كخروج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من الطفولية على الإيمان ، لم يشرك بالله عزّ وجلّ ، ولا عبد وثناً ؛ لأنَّ الشرك ظلم ، ولا يجوز أن يكون الإمام ظالماً ؛ لأنَّ من ظلم فقد حلّ من الله عز وجلّ محلّ العداوة.

قال : فحرّك الرشيد السّتر ، فقال : ويلك ، من هذا الذي تصفه بهذه الصفات.

قال : ذاك أمير المؤمنين العالي القدر الشريف المكان.

__________________

عبد الله) آمنة بنت وهب ، فحملت بالنبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ، ورحل في تجارة إلى غزة ، وعاد يريد مكة ، فلما وصل إلى المدينة مرض ومات بها ، وقيل : مات بالأبواء بين مكّة والمدينة. الأعلام ٤ / ١٠٠.

(١) هو : أبو طالب (٨٥ ق. هـ ـ ٣ ق. هـ) بن عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم من قريش : والد عليرضي‌الله‌عنه ، وعمّ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ، وكافله ، ومربّيه ، ومناصره. كان من أبطال بني هاشم ورؤوسائهم .. نشأ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) في بيته ، وسافر معه إلى الشام في صباه. ولمّا أظهر (النبي) الدعوة إلى الإسلام همَّ أقرباؤه (بنو قريش) بقتله ، فحماه أبو طالب ، وصدّهم عنه. الأعلام ٤ / ١٦٦.

۳۶۳

قال الرشيد : إنْ كنت وصفتني بهذه الصفة ، فإنَّي والله منسلخ منها ، ولو سألتني عمّا كان على يدي من السكاريج(١) بالأمس ما علمت ، والله يا هشام لأقتلنَّك.

قال هشام : أو يكفي الله عزّ وجلّ.

قال الرشيد : عليّ بحدّاد وقيد. فقيّد هشام وغلّه ، وبعث به على السجن.

وجعل الرشيد يجمع أهل الكلام ويقول : هل فيكم أحد يقطع هشاماً حتّى أقتله بحجّة؟

قال أبو الهذيل(٢) : أنا أسأله مسألة أوجب عليه فيها القتل.

وقال يحيى : أنا أوجب عليه القتل بمسألة أسأله أيّاها.

وقالت جارية من جواري الرشيد : أنا أسأله مسألة أوجب عليه فيها القتل.

فأمر الرشيد بإحضار هشام ، وأمر بالسّتر أن يُرفع بينه وبينه.

قال له : يا هشام ، أنت في هذا اليوم ، وهو آخر يوم من أيّامك ، وأوّل يوم من آخرتك ، وهو يوم الفصل ، فإنْ كان الحقُّ معك ولك خلّيت سبيلك ، وإنْ كان الحقّ لنا ومعنا أبحتُ دمك.

__________________

(١) السكاريج. واحدها سُكرجة ، وتجمع على سُكرجات : إناء صغير يؤكل فيه الشيء القليل من الأدم ؛ وهي فارسية ، وأكثر ما توضع فيها الكوامخ ونحوها. النهاية في غريب الحديث ٢ / ٣٨٤ ، لسان العرب ٢ / ٢٩٩.

(٢) أبو الهذيل العلاّف (١٣٥ ـ ٢٣٥ هـ) ، هو : محمّد بن محمّد بن الهذيل بن عبد الله بن مكحول العبدي ، مولى عبدالقيس ، وهو من أئمّة المعتزلة ، ولد في البصرة واشتهر بعلم الكلام ، له مقالات في الاعتزال ، ومجالس ، ومناظرات ، كُفّ بصره في آخر عمره ، وتوفّي بسامرّاء. له كتب كثيرة. الأعلام ٧ / ١٣١.

۳۶۴

قال هشام : قد أبحتُ دمي لكلّ من يقطعني ممّن على وجه الأرض.

فقال له أبو الهذيل العلاّف : يا هشام ، ما تقول في علم علي عليه‌السلام ، أهو من الله جلّ اسمه أو وحي منه ، أو إلهام ، أو تعليم من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟

قال هشام : هو جمع الأمرين ؛ لأنّه عليه‌السلام قال : «علّمني رسول الله»(١) ، فلمّا قال : علّمني رسول الله ، لم يجز لي أن أقول له : لا ، ورأيت الله عزّ وجلّ قد أعطى الخضر عليه‌السلام من العلم ما لم يؤت موسى عليه‌السلام ، وهو خير من الخضر ، فقد أعطاه الله العلم وحباه إيّاه ، وكما أعطاه الخضر حبّاً وإلهاماً.

قال أبو الهذيل : فأين كان علمه؟

قال هشام : في أيّ المواطن.

قال في صفّين ، حيث وقف هو وابنه الحسن على قتلى أهل الشام. فقال : «يا بنيّ ، هذا فلان ، وهذا فلان من فتية آل فلان ، يا بنيّ ، قومٌ بغَوْا علينا فقتلناهم بأسيافنا ، فودّ أبوك أنّه مات قبل هذا بعشرين سنة»(٢). هل كان شاكّاً فيهم أنّهم ليسوا من أهل النّار ، أم كان شاكّاً في نفسه بتمنّيه الموت أنّه قَتَلَ قوماً من أهل الجنّة؟

قال هشام : مسألة.

__________________

(١) بصائر الدرجات : ٣٢٣ (الباب ١٦ في ذكر الأبواب التي علّمها رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)عليّاًعليه‌السلام ، الكافي ١ / ٢٣٩ ح ١ و ٢٩٦ / ٤ ـ ٥ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٣٨٥ ، نظم درر السمطين : ١١٣ ، كنز العمّال ١٣ / ١١٤ ح ٣٦٣٧٢.

(٢) البحار ٢٩ / ٤٤٩ ، مناقب ابن شهرآشوب ١ / ٢٣٧ ، الطبقات الكبرى ٥ / ٥٥ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٤٥٨. وقد ورد فيها : (الجمل) ، بدل : (صفّين) ، وفي بعضها ورد عين استدلال هشام.

۳۶۵

قال أبو الهذيل : قل يا هشام.

قال : أخبرني عن مريم لمّا ضربها الطَّلق ، وجاءها المَخاض ، قال الله عزّ وجلّ حاكياً عنها : (قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذَا وَكُنتُ نَسْياً مَنْسِيّاً)(١) ، أخبرني عنها ، لِمَ تمنّت الموت ، أكانت شاكّة في نفسها ، أو شاكّة فيما في بطنها وقد كلّمها لوقته؟

قال الرشيد : يا أبا الهذيل لا تطلق على مريم الشكّ ، إنّما قالت ذاك عند الضجر.

قال هشام : وإنّما وقع ذلك من عليّ ضجراً ، أو لسبب عصيانهم إيّاه.

قـال يحيـى : ألست تـروي عـن صاحبـك جعفـر بـن محمّد(٢) أنّـه قـال عـن جـدّه علـي بـن أبـي طالـب عليه‌السلام : «إنّ الله وهب لـي أربعـة أسماء» ، وإنّـه سماه صدّيقـاً(٣) وسمّـي بـه غيره ، وسمّاه فاروقاً(٤) وسُمِّي به غيره ، وسمّاه وصيّاً(٥) ، فورثه النّاس دونه ، وسمّاه أمير

__________________

(١) سورة مريم ١٩ : ٢٣.

(٢) جعفر بن محمّد الصادق عليه‌السلام كنيته : أبو عبدالله ، ولد بالمدينة سنة ٨٣ هـ ، وقبض بالمدينة في شوال سنة ١٤٨ هـ ، له خمس وستون سنة.

(٣) المصنّف لابن أبي شيبة الكوفي ٧ / ٤٩٨ ح ٢١ ، الآحاد والمثاني : ١٤٨ ح ١٧٨ ، السنّة لابن أبي عاصم : ٥٨٤ ح ١٣٢٤ ، سنن ابن ماجة ١ / ٤٤ ح ١٢٠ ، المستدرك للحاكم ٣ / ١١٢ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٣٣ ، أُسد الغابة ٥ / ٢٨٧ ، تهذيب الكمال ١٢ / ١٨ ، كنز العمّال ١١ / ٦١٦ ح ٣٢٩٩٠.

(٤) المعجم الكبير للطبراني ٦ / ٢٦٩ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١ / ٣٠ و ٤ / ١٢٢ ، الاستيعاب ٤ / ١٧٤٤ ضمن الترجمة رقم ٣١٥٧ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٤١ ـ ٤٣ ، أُسد الغابة ٥ / ٢٨٧ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٠٢ ، كنز العمّال ١١ / ٦١٦ ح ٣٢٩٩٠.

(٥) تاريخ الطبري ٢ / ٦٣ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٣ / ٢١١ و ٢٤٤ ،

۳۶۶

المؤمنين(١) فسمّي به غيره ، ووعده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن لا يتسمّى غيره إلاّ بُلي الأُبنة(٢) والعِنّة(٣) ، واحتجّ بقول الله تعالى : و (إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَرِيداً)(٤).

قال هشام : بلى ، قد قال ذلك سيّدي الصادق وابن الصادقين صلوات الله وسلامه عليه.

قال يحيى : وَلِمَ دعا علي بن أبي طالب عليه‌السلام عمر بن الخطاب بأمرة المؤمنين وسمّاه بها ، هل كان صادقاً في ذلك أم لا؟

قال هشام : إنّ الله جلّ وعزّ وصف عن إبراهيم صلّى الله عليه إذ قال : (فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ)(٥). فوصف الأصنام بأنّها آلهة وليست بآلهة في الحقيقة ، والله الصادق البارّ ، وكذلك وصف علي عليه‌السلام عمر بن الخطّاب بأمرة المؤمنين ، وليس بأمير المؤمنين على الحقيقة وعلي عليه‌السلام الصادق.

فسكت يحيى.

__________________

شواهد التنزيل ١ / ٤٨٦ ح ٥١٤ ، المناقب للخوارزمي : ٨ ، كنز العمّال ١٣ / ١١٤ ح ٣٦٣٧١ ، ينابيع المودّة للقندوزي ١ / ٢٣٤ ح ٣ و ٢٣٨ ح ١٠ و ٤٠٢ ح ١ و ٢ / ٢٩٩ ح ٨٥٦.

(١) تفسير فرات الكوفي : ٢٦٦ ، شرح الأخبار للقاضي النعماني ٢ / ٣٩٧ ضمن ح ٧٤٥ و ٣ / ٤٤٣ ح ١٣٠٧ ، الأمالي للصدوق : ٤٥٠ ح ٦٠٩ و ٦٥٦ ضمن ح ٨٩١ ، المسترشد : ٣٤٦ ح ٢٨ ، المناقب الخوارزمي : ٣٢٣ ح ٣٢٩.

(٢) الأُبنة ـ بالضم ـ : العيب ، وهو كناية عن التخنّث ، ومنه المخنّث. (توضيح ورد في المخطوطة).

(٣) الهداية الكبرى للخصيبي : ١٩٢ ، الكافي ١ / ٤١١ ح ٢ ، تفسير العيّاشي ١ / ٢٧٦ ح ٢٧٤ ، علل الشرايع : ١٦٠ ح ١ ، مناقب ابن شهرآشوب ٢ / ٢٥٤ ، اليقين لابن طاووس : ٢٤ ـ ٢٧ ح ١ ـ ١٠ وقد ورد فيه بعدّة ألفاظ.

(٤) سورة النساء ٤ : ١١٧.

(٥) سورة الصافات ٣٧ : ٩١.

۳۶۷

فقالت الجارية لهشام : أسألك مناظرة ، وإنَّما هي مسألة ، فإن أجبت عنها بالحقّ ؛ خلاّ أمير المؤمنين سبيلك ، وإنْ عجزت أباح دمك.

قال هشام : سلي عمّا بدا لك ، وبالله المستعان على ما تصفون.

قالت : خبّرني عن إمامك علي بن أبي طالب لَمَّا اختصم وعمّه العبّاس إلى أبي بكر ، أيّهما كان الظالم؟

قال هشام : فَوَردَتَ عليّ مسألة لم يَردْ عليّ مثلها ، فقلت في نفسي : إنْ قلت عليّاً ؛ استوجبت النّار ، وإنْ قلت العبّاس ؛ قتلني الرشيد لا محالة ، فأطرقتُ مليّاً وقد خنق(١) الرشيد غيظاً عليّ ، وقد رأى أنّه أصاب عليّ فرصة ، فقال : يا هشام ، هذا والله يومك ، كلّمها وأخبرنا.

قلت : يا أمير المؤمنين ، أخبرني عن الخصمين اللذيْن اختصما إلى داوود ، وَذُكر أنّهما جبرائيل وميكائيل ، أيّهما كان الظالم(٢)؟

قال الرشيد : بل كان داوود الظالم لهما ، وإنَّ الحقّ لهما دونه مآل.

قال هشام : قد أقررت يا أمير المؤمنين أنّ الذي اختصما إليه كان ظالماً لهما ، وأنّ الحقّ لهما دونه(٣).

__________________

(١) خنق : حَنَقَ ، والحنق : الغيظ ، والجمع حناق. انظر الصحاح ١٤٦٥ «حنق».

(٢) يقصد بذلك قوله تعالى : (وَهَلْ أَتَاكَ نَبَؤُا الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِـحْرَابَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لاَ تَخَفْ خَصْمانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْض فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلاَ تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ) سورة ص ٣٨ : ٢٢.

(٣) أورد هذه المناظرة الشيخ المفيد في الفصول المختارة ، ولكن فيها أن يحيى البرمكي هو من سأل هشام عن هذه المسألة وليست الجارية. وكذلك ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث. علماً أنّ ابن شهرآشوب لم يصرّح باسم يحيى بن خالد ، بل يقول بأنّ متكلّماً قال للرشيد : أريد أن أقرّر هشام بن الحكم بأنّ عليّاً كان ظالماً. وكذلك ابن عبد ربّه في العقد الفريد لم يصرّح باسم يحيى.

۳۶۸

فضحك الرشيد ، حتّى تقطّعت أزراره ، ثُمَّ أطلق هشاماً ، وقال : قاتلك الله ، ما أنت من النّاس.

فخرج هشام ، وهو يقول : كلاّ والله ، لا يقطعني إنسان ، وقد تفل في فمي الصادق جعفر بن محمّد عليهما‌السلام ، ثمّ انصرف.

__________________

غير أنّ التوحيدي في الذخائر والبصائر يذكر بأنّ الاختصام كان عند عمر بن الخطّاب ، وليس عند أبي بكر الصديق ، وأنّ السائل هو يحيى البرمكي. والأمر نفسه ذكره ابن حمدون في التذكرة الحمدانية ، غير أنّه لم يصرّح باسم يحيى بل أورد أنّ رجلاً قال لهشام ...

راجع المصادر التالية : الفصول المختارة : ٤٩ ، المناقب لابن شهرآشوب ٣ / ٤٩ و ٧٨ (وردت قطعة من الحديث) ، بحار الأنوار ١٠ / ٢٩٣ ح ٢ ، تأويل مختلف الحديث : ٩٨ ـ ٩٩ ، الذخائر والبصائر ٥ / ١٩٩ ح ٧٠٠ ، العقد الفريد ٢ / ٤١٢ ، التذكرة الحمدونية ٧ / ١٨٧ ح ٨٦٥.

۳۶۹

ثبت مصادر ومراجع التحقيق

١ ـ القرآن الكريم.

٢ ـ الآراء الكلامية للشيخ المفيد ، لمارتين مكدرموت ، ترجمة : أحمد آرام ، مؤسّسة المطالعات الإسلامية ـ جامعة مك كيل شعبة طهران ١٣٦٣ هـ. ش.

٣ ـ الاجتهاد والتجديد ، لمحمّد مهدي شمس الدين ، المؤسّسة الدولية ، بيروت ١٩٩٩ م.

٤ ـ الاحتجاج ، للطبرسي أمين الإسلام أبي علي الفضل بن الحسن (ت ٥٤٨ هـ) ، دار النعمان ، بيروت ١٩٦٦ م.

٥ ـ الاختصاص ، للشيخ المفيد : محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري (ت ٤١٣ هـ) ، دار المفيد ، بيروت ١٤١٤ هـ.

٦ ـ اختيار معرفة الرجال (رجال الكشّي) ، للشيخ الطوسي : أبو جعفر محمّد بن الحسن (ت ٤٦٠ هـ) ، مؤسّسة النشر في جامعة مشهد ١٣٤٨ ش.

٧ ـ الإرشاد ، للشيخ المفيد : محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري (ت ٤١٣ هـ) ، دار المفيد ، بيروت ١٤١٤ هـ.

٨ ـ الاستيعاب ، لابن عبد البرّ : يوسف أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمّد أحمد بن عبد البرّ النمري (ت ٣٦٣ هـ) ، دار الجيل ، بيروت ١٤١٢ هـ.

٩ ـ أسد الغابة ، لعلي بن محمّد بن محمّد بن عبد الكريم المعروف بـ : ابن الاثير.

١٠ ـ الإصابة ، لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت ٨٥٢ هـ) ، دار الكتب العلمية ، بيروت ١٤١٥ هـ.

١١ ـ أصحاب الامام الصادق عليه‌السلام ، لعبد الحسين الشبستري ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم.

١٢ ـ اعتقادات فرق المسلمين والمشركين ، لفخر الدين الرازي (ت ٣٢٧ هـ) ، دار الكتب العلمية ، بيروت ١٤٠٢ هـ.

١٣ ـ إعلام الورى بأعلام الهدى ، للشيخ امين الإسلام أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي (ت ٥٤٨ هـ) ، تحقيق وطبع مؤسسة آل البيتعليهم‌السلام لإحياء التراث ـ قم

۳۷۰

١٤١٧.

١٤ ـ الأعلام ، خير الدين الزركلي (ت ١٤١٠ هـ) ، دار الملايين ، بيروت ١٩٩٨ م.

١٥ ـ أمالي الصدوق ، لأبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي الشيخ الصدوق (ت ٣٨١ هـ) ، مؤسّسة البعثة ، قم ١٤١٧ هـ.

١٦ ـ أمالي الطوسي ، لأبي جعفر محمّد بن الحسن الشيخ الطوسي (ت ٤٦٠ هـ) ، دار الثقافة ، قم ١٤١٤ هـ.

١٧ ـ الأنساب ، لعبد الكريم بن محمّد بن منصور التميمي السمعاني (ت ٥٦٢ هـ) ، طبعة دار الجنان ، بيروت ، سنة ١٤٠٨ هـ.

١٨ ـ أوائل المقالات ، للشيخ المفيد : محمّد بن محمّد بن النعمان (ت ٤١٣ هـ) ، دار المفيد ، قم ، سنة ١٤١٣ هـ.

١٩ ـ بحار الأنوار ، للشيخ محمّد باقر المجلسي (ت ١١١١ هـ) ، مؤسّسة الوفاء ، بيروت ١٤٠٣ هـ.

٢٠ ـ البداية والنهاية ، لاسماعيل بن كثير الدمشقي (ت ٧٧٤ هـ) ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ١٤٠٨ هـ.

٢١ ـ بصائر الدرجات ، لمحمّد بن الحسن الصفّار (ت ٢٩٠ هـ) ، منشورات الأعلمي ، طهران ١٤٠٤ هـ.

٢٢ ـ البصائر والذخائر ، لعلي بن محمّد بن العبّاس المعروف بـ : أبي حيّان التوحيدي (ت ٤١٤ هـ) ، دار صادر ، بيروت.

٢٣ ـ بيان تلبيس الجهمية ، لأحمد بن عبد الحليم بن تيمية (ت ٧٢٨ هـ) ، مطبعة الحكومة ، السعودية ، سنة ١٣٩٢ هـ.

٢٤ ـ البيان والتبيين ، لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ (ت ٢٥٥ هـ) ، دار الجيل ، بيروت.

٢٥ ـ تاريخ بغداد ، للحافظ الخطيب أبو بكر البغدادي (ت ٤٦٣ هـ) ، دار الكتب العلمية ، بيروت ١٤١٧ هـ.

٢٦ ـ تاريخ دمشق ، لعلي بن الحسن بن هبة الله الشافعي ابن عساكر

۳۷۱

(ت ٥٧١ هـ) ، دار الفكر ، بيروت ١٤١٥ هـ.

٢٧ ـ تاريخ الطبري ، لأبي جعفر محمّد بن جرير الطبري (ت ٣١٠ هـ) ، مؤسّسة الأعلمي ، بيروت ١٤٠٣ هـ.

٢٨ ـ تاريخ اليعقوبي ، لأحمد بن أبي يعقوب (ت ٢٨٤ هـ) ، دار صادر ، بيروت.

٢٩ ـ تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام ، للسيّد حسن الصدر (ت ١٣٥٤ هـ) ، مؤسّسة النعمان ، بيروت ١٩٩١ م.

٣٠ ـ تأويل مختلف الحديث ، لعبد الله بن مسلم بن قتيبة (ت ٢٧٦ هـ) ، دار الكتب العلمية ، بيروت.

٣١ ـ التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية من الفرق الهالكين ، لأبي المظفر طاهر بن محمّد الاسفرايني (ت ٤٧١ هـ) ، عالم الكتب ، بيروت ، سنة ١٩٨٣ م.

٣٢ ـ التبيان ، للشيخ الطوسي (ت ٤٦٠ هـ) ، مكتب الإعلام الإسلامي ، قم ١٤٠٩ هـ.

٣٣ ـ التحرير الطاووسي ، للشيخ حسن بن زين الدين الشهيد الثاني (ت ١٠١١ هـ) ، مكتبة المرعشي النجفي ، قم ١٤١١ هـ.

٣٤ ـ التذكرة الحمدونية ، لمحمّد بن الحسن بن محمّد بن علي (ابن حمدون) (ت ٣٠٩ هـ) ، دار صادر ، بيروت ١٩٩٦ م.

٣٥ ـ تعليقة الوحيد البهبهاني على منهج المقال ، لمحمّد باقر الوحيد البهبهاني (ت ١٢٠٥ هـ) ، ضمن منهج المقال ، طبعة سنة ١٣٠٦ هـ.

٣٦ ـ تفسير البغوي ، للحسين بن مسعود الغرّاء البغوي (ت ٥١٠ هـ) ، دار المعرفة ، بيروت.

٣٧ ـ تفسير الثعلبي ، لأبي إسحاق أحمد المعروف بـ : الثعلبي (ت ٤٢٧ هـ) ، دار إحياء التراث ، بيروت ١٤٢٢ هـ.

٣٨ ـ تفسير السمعاني ، لمنصور بن محمّد السمعاني (ت ٤٨٩ هـ) ، دار الوطن ، الرياض ١٤١٨ هـ.

۳۷۲

٣٩ ـ تفسير العياشي ، لمحمّد بن مسعود العيّاشي (ت ٣٢٠ هـ) ، المكتبة العلمية الإسلامية ، طهران.

٤٠ ـ تفسير فرات الكوفي ، (ت ٣٥٢ هـ) ، مؤسّسة النشر لوزارة الثقافة والإرشاد ، طهران ١٤١٠ هـ.

٤١ ـ تفسير القرآن ، لعبد الرزاق بن همام الصنعاني (ت ٢١١ هـ) ، مكتبة الرشيد ، الرياض ١٤١٠ هـ.

٤٢ ـ تلبيس إبليس ، لعبد الرحمن ابن الجوزي (ت ٥٩٧ هـ) ، دار الكتاب العربي ، بيروت ١٩٨٥ م.

٤٣ ـ التنبيه والاشراف ، لأبي الحسن علي بن الحسين المسعودي (ت ٣٤٥ هـ) ، دار صعب ، بيروت.

٤٤ ـ التنزيه ، لعلي بن الحسين السيّد المرتضى (ت ٤٣٦ هـ) ، دار الأضواء ، بيروت ١٤٠٩.

٤٥ ـ تنقيح المقال ، للشيخ عبد الله المامقاني (ت ١٣٥١ هـ) ، طبعة حجرية ، المطبعة المرتضوية ، النجف الأشرف.

٤٦ ـ تهذيب الأحكام ، للشيخ الطوسي (ت ٤٦٠ هـ) ، دار الكتب الإسلامية ، إيران ١٣٩٠ هـ.

٤٧ ـ تهذيب التهذيب ، للحافظ شهاب الدين بن حجر العسقلاني (ت ٥٢٨ هـ) ، دار الفكر ، بيروت ١٤٠٤ هـ.

٤٨ ـ تهذيب الكمال في أسماء الرجال ، لجمال الدين يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف المزي (ت ٧٤٢ هـ) ، مؤسّسة الرسالة ، بيروت ١٩٩٢ م.

٤٩ ـ جامع البيان ، لمحمّد بن جرير الطبري (ت ٣١٠ هـ) ، دار الفكر ، بيروت ١٤١٥ هـ.

٥٠ ـ الجرح والتعديل ، للحافظ أبو محمّد عبد الرحمن الرازي (ت ٣٢٧ هـ) ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ١٣١٧ هـ.

٥١ ـ خلاصة الأقوال ، للحسن بن يوسف بن علي بن المطهّر العلاّمة الحلّي (ت ٧٢٦ هـ) ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم ١٤١٧ هـ.

۳۷۳

٥٢ ـ درر السمطين ، لمحمّد بن يوسف بن الحسن الزرندي الحنفي (ت ٧٥٠ هـ).

٥٣ ـ الذخيرة ، لعلي بن الحسين علم الهدى المعروف بالشريف المرتضى (ت ٤٣٥ هـ) ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم ، سنة ١٤١١ هـ.

٥٤ ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة ، للشيخ محمّد محسن بن علي المعروف بـ : آقا بزرك الطهراني (ت ١٣٨٩ هـ) ، دار الاضواء ، بيروت ١٩٨٣ م.

٥٥ ـ رجال ابن داوود ، لتقي الدين الحسن بن علي بن داوود (ت ٧٠٧ هـ) مؤسّسة النشر في جامعة طهران ١٣٨٣ هـ. ش.

٥٦ ـ رجال البرقي ، لأحمد بن محمّد بن خالد البرقي (ت ٢٧٤ هـ) مؤسّسة النشر الاسلامي ، قم ١٣٨٣ هـ.

٥٧ ـ رجال الشيخ الطوسي ، لأبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (ت ٤٦٠ هـ) ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم ١٤١٥ هـ.

٥٨ ـ رجال النجاشي ، لأبي العبّاس أحمد بن علي النجاشي (ت ٤٥٠ هـ) ، مؤسّسة النشر الاسلامي ، قم ١٤١٦ هـ.

٥٩ ـ رسالة أبي غالب الزراري ، لأحمد بن محمّد الزراري (ت ٣٦٨ هـ) ، نشر مركز البحوث والتحقيقات الاسلامية ، قم.

٦٠ ـ روضة الواعظين ، لمحمّد بن الفتّال النيشابوري (ت ٥٠٨ هـ) ، منشورات الشريف الرضي ، قم.

٦١ ـ سنن ابن ماجة ، للحافظ أبي عبد الله محمّد بن يزيد القزويني ابن ماجة (ت ٢٧٥ هـ) ، دار الكتب العلمية ، بيروت ٢٠٠٢ م.

٦٢ ـ سنن الترمذي ، لأبي عيسى محمّد بن عيسى بن سورة (ت ٢٩٧ هـ) ، دار الفكر ، بيروت سنة ١٤٠٣ هـ.

٦٣ ـ السنّة ، لابن أبي عاصم (ت ٢٨٧ هـ) ، المكتب الإسلامي ، بيروت ١٤١٣ هـ.

٦٤ ـ سير أعلام النبلاء ، لمحمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت ٧٤٨ هـ) ، مؤسّسة الرسالة ، بيروت ١٤١٣ هـ.

۳۷۴

٦٥ ـ شرح الأخبار ، لأبي حنيفة النعمان بن محمّد التميمي المغربي (ت ٣٦٣ هـ) ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم ١٤١٤ هـ.

٦٦ ـ شرح نهج البلاغة ، لابن أبي الحديد المعتزلي (ت ٦٥٦ هـ) ، دار إحياء الكتب العربية ، بيروت ١٣٧٨ هـ.

٦٧ ـ شواهد التنزيل ، للحافظ عبيد الله بن أحمد الحاكم الحسكاني (من أعلام القرن الخامس الهجري) ، مؤسّسة النشر التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي ، طهران ١٤١١ هـ.

٦٨ ـ صحيح البخاري ، لمحمّد بن اسماعيل بن ابراهيم البخاري (ت ٢٥٦ هـ) ، دار الفكر ، بيروت ١٤٠١ هـ.

٦٩ ـ ضحى الإسلام ، لأحمد أمين ، مكتبة النهضة المصرية ، القاهرة ١٩٦١ م.

٧٠ ـ الطبقات الكبرى ، لمحمّد بن سعد (ت ٢٣٠ هـ) ، دار صادر ، بيروت.

٧١ ـ العقد الفريد ، لأحمد بن محمّد بن عبد ربّه الأندلسي (ت ٣٢٨ هـ) ، دار الكتاب العربي ، بيروت ١٤٠٦ هـ.

٧٢ ـ علل الشرائع ، لأبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي الشيخ الصدوق (ت ٣٨١ هـ) ، المكتبة الحيدرية ، النجف الأشرف ١٩٦٦ م.

٧٣ ـ عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ، لأبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي الشيخ الصدوق (ت ٣٨١ هـ) ، دار العلم للنشر ، إيران ١٣٧٨ هـ. ش.

٧٤ ـ كتاب الغيبة للحجّة ، لأبي جعفر محمّد بن الحسن الشيخ الطوسي (ت ٤٦٠ هـ) ، مؤسّسة المعارف الاسلامية ، قم ١٤١١ هـ.

٧٥ ـ فتح الباري ، لابن حجر العسقلاني (ت ٨٥٢ هـ) ، دار المعرفة للطباعة والنشر ، بيروت ، لبنان.

٧٦ ـ الفرق بين الفِرق ، لأبي منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي (ت ٤٢٩ هـ).

٧٧ ـ فِرق الشيعة ، لأبي محمّد الحسن بن الحسين بن علي النوبختي (ت ٤٠٢ هـ) ، دار الاضواء ، بيروت ١٩٨٤ م.

۳۷۵

٧٨ ـ الفِصل في الملل والنحل ، لابن حزم الأندلسي (ت ٤٥٦ هـ) ، مكتبة الخانجي ، القاهرة.

٧٩ ـ الفصول المختارة ، لمحمّد بن محمّد النعمان العكبري ، الشيخ المفيد (ت ٤١٣ هـ) ، دار المفيد ، قم ١٤١٤ هـ.

٨٠ ـ الفهرست ، لأبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (ت ٤٦٠ هـ) ، مؤسّسة النشر الاسلامي ، قم ١٤١٧ هـ

٨١ ـ الفهرست ، لمحمّد بن إسحاق ابن النديم (ت ٣٨٥ هـ) ، مطبعة مروي ، طهران ١٣٩٣ هـ.

٨٢ ـ القاموس المحيط ، لمحمّد بن يعقوب الفيروزآبادي (ت ٨١٧ هـ) ، دار الفكر ، بيروت ١٤٠٣ هـ.

٨٣ ـ الكافي ، للشيخ ثقة الاسلام أبي جعفر محمّد بن يعقوب بن إسحاق الكليني (ت ٣٢٩ هـ) ، دار الكتب الإسلامية ، طهران ١٤٠٥ هـ.

٨٤ ـ كشف الغمة ، لعلي بن عيسى بن أبي الفتح الإربلي (ت ٤١٣ هـ) ، دار الأضواء ، بيروت ١٤٠٥ هـ.

٨٥ ـ كفاية الأثر ، لعلي بن محمّد بن علي الخزّار القمّي (ت ٤٠٠ هـ) ، منشورات (بيدار) ، قم.

٨٦ ـ كمال الدين ، لأبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي الشيخ الصدوق (ت ٣٨١ هـ) ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم ١٤٠٥ هـ.

٨٧ ـ كنز العمّال ، لعلي المتّقي بن حسام الدين الهندي (ت ٩٧٥ هـ) ، مؤسّسة الرسالة ، بيروت ١٤٠٩ هـ.

٨٨ ـ اللباب في تهذيب الأنساب ، لابن الأثير الجزري (ت ٦٣٠ هـ) ، مكتبة المثنّى ، بغداد.

٨٩ ـ لسان العرب ، لجمال الدين محمّد بن مكرم بن منظور المصري (ت ٧١١ هـ) ، منشورات أدب الحوزة ، قم ١٤٠٥ هـ.

٩٠ ـ لسان الميزان ، لابن حجر العسقلاني (ت ٨٥٢ هـ) ، دار الفكر ، بيروت

۳۷۶

١٩٨٧ م.

٩١ ـ متشابه القرآن ، لابن شهرآشوب (ت ٥٨٨ هـ) ، دار (بيدار) للنشر ، قم ١٣٦٩ هـ.

٩٢ ـ مجمع البيان ، للفضل بن الحسن الطبرسي (ت ٥٤٨ هـ) ، مؤسّسة الأعلمي ، بيروت ١٤١٥.

٩٣ ـ مجمع الزوائد ، لعلي بن أبي بكر الهيثمي (ت ٨٠٧ هـ) ، دار الكتب العلمية ، بيروت ١٤٠٨ هـ.

٩٤ ـ مروج الذهب ، لأبي الحسن علي بن الحسين المسعودي (ت ٣٤٦ هـ) ، دار الهجرة ، قم ١٤٠٩ هـ.

٩٥ ـ مستدرك الوسائل ، للشيخ حسين بن محمّد تقي النوري الطبسي (ت ١٣٢٠ هـ) ، تحقيق وطبع مؤسّسة آل البيتعليهم‌السلام لإحياء التراث ، بيروت ، سنة ١٤٠٨ هـ.

٩٦ ـ المستدرك ، للحافظ أبي عبد الله الحاكم النيسابوري (ت ٤٠٥ هـ).

٩٧ ـ المسترشد ، لمحمّد بن جرير الطبري الشيعي (ت القرن الرابع) ، مؤسّسة الثقافة الإسلامية لكوشانبور ١٤١٥ هـ.

٩٨ ـ مسند أحمد ، لابن حنبل أبي عبد الله الشيباني (ت ٢٤١ هـ) ، دار صادر ، بيروت.

٩٩ ـ مسند هشام بن الحكم ، للدكتور خضر محمّد نبها ، دار الهادي ، بيروت ٢٠٠٥ م.

١٠٠ ـ المصنّف ، لابن أبي شيبة الكوفي (ت ٢٣٥ هـ) ، دار الفكر ، بيروت ١٤٠٩ هـ.

١٠١ ـ معالم العلماء ، للحافظ أبو عبد الله محمّد علي ابن شهرآشوب (ت ٥٨٨ هـ) ، منشورات المطبعة الحيدرية ، النجف الأشرف ١٣٨٠ هـ.

١٠٢ ـ المعتزلة ، لزهدي جار الله ، المؤسّسة العربية للدراسات والنشر ، بيروت ١٩٩٠ م.

١٠٣ ـ معتزلة البصرة وبغداد ، لرشيد خيّون ، دار الحكمة ، لندن توزيع بيسان ،

۳۷۷

بيروت ١٩٩٧ م.

١٠٤ ـ معجم رجال الحديث ، للسيد أبو القاسم الخوئي (ت ١٤١١ هـ) مركز نشر الثقافة الاسلامية ، قم ١٩٩٢ م.

١٠٥ ـ المعجم الكبير ، لسليمان بن أحمد الطبراني (ت ٣٦٠ هـ) ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت.

١٠٦ ـ مفاتيح العلوم ، لمحمّد بن أحمد بن يوسف الخوارزمي (ت ٣٨٧ هـ) ، إدارة الطباعة المنيرة مصر ، ومطبعة الشرق مصر ، القاهرة.

١٠٧ ـ مقالات الإسلاميّين ، لأبي الحسن علي بن اسماعيل الأشعري (ت ٣٢٤ هـ) ، دار فرانز شتاينر بفيسبادن ، ألمانيا ، سنة ١٤٠٠ هـ.

١٠٨ ـ مقدّمة سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد ، لمحمّد رضا الجعفري ، دار المفيد قم ١٩٩٣ م.

١٠٩ ـ الملل والنحل ، لأبي الفتح محمّد بن عبد الكريم بن أبي بكر أحمد الشهرستاني (ت ٥٤٨ هـ) ، دار المعرفة ، بيروت.

١١٠ ـ المناقب ، للحافظ أبو عبد الله محمّد بن علي ابن شهرآشوب (ت ٥٨٨ هـ) ، المكتبة الحيدرية ، النجف الأشرف ١٩٥٦ م.

١١١ ـ مناقب الخوارزمي ، للموفّق بن أحمد بن محمّد المكّي الخوارزمي (ت ٥٦٨ هـ) ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم ١٤١٤ هـ.

١١٢ ـ منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل ، للشيخ عبّاس القمّي (ت ١٣٥٩ هـ) ، مؤسّسة النشر الاسلامي ، قم.

١١٣ ـ منتهى المقال ، لأبي علي الحائري (ت ١٢١٦ هـ) ، نشر وتحقيق مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام ، قم ١٤١٦ هـ.

١١٤ ـ من لا يحضره الفقيه ، للشيخ الصدوق : أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (ت ٣٨١ هـ) ، مؤسّسة النشر الاسلامي ، قم ، إيران.

١١٥ ـ منهاج السنة النبوية ، لأحمد بن عبد الحليم بن تيمية (ت ٧٢٨ هـ) ، مؤسّسة قرطبة ، السعودية ، سنة ١٤٠٦ هـ.

١١٦ ـ منهج المقال ، لمحمّد بن علي الاسترآبادي (ت ١٠٢٨ هـ) ، المطبوعة سنة

۳۷۸

(ت ١٣٠٦ هـ) ، طبعة حجرية.

١١٧ ـ موسوعة طبقات الفقهاء ، لجعفر السبحاني ، دار الاضواء ، بيروت ١٩٩٩ م.

١١٨ ـ ميزان الاعتدال ، لمحمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت ٧٤٨ هـ) ، دار المعرفة ، بيروت ١٣٨٢ هـ.

١١٩ ـ النهاية في غريب الحديث ، للمبارك بن محمّد بن الأثير الجزري (ت ٦٠٦ هـ) ، منشورات إسماعيليان ، قم ١٤٠٦ هـ.

١٢٠ ـ وسائل الشيعة ، للشيخ محمّد بن الحسن الحر العاملي (ت ١١٠٤ هـ) ، تحقيق وطبع مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ، قم ١٤١٤ هـ.

١٢١ ـ وفيات الأعيان ، لابن خلكان (ت ٦٨١ هـ) ، دار الثقافة ، بيروت.

١٢٢ ـ الهداية الكبرى ، للحسين بن حمدان الخصيبي (ت ٣٣٤ هـ) ، مؤسّسة البلاغ ، بيروت ١٤١١ هـ.

١٢٣ ـ هديّة العارفين ، لاسماعيل باشا البغدادي (ت ١٣٣٩ هـ) ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، لبنان.

١٢٤ ـ هشام بن الحكم ، للشيخ عبد الله نعمة ، دار الفكر اللبناني ، بيروت ١٤٠٥ هـ.

١٢٥ ـ اليقين ، لعلي بن طاووس الحلّي (ت ٦٦٤ هـ) ، مؤسّسة دار الكتاب ، قم ١٤١٣ هـ.

١٢٦ ـ ينابيع المودّة ، لسليمان بن إبراهيم القندوزي (ت ١٢٩٤ هـ) ، دار الأُسوة للطباعة والنشر ، قم ١٤١٦ هـ.

۳۷۹

من أنبـاء التـراث

هيئة التحرير

كتب صدرت محقّقة

* كفاية الأُصول ج (١ ـ ٣).

تأليف : الشيخ محمّد كاظم الآخوند الخراساني (ت ١٣٢٩ هـ).

نسخة مصحّحة ومحقّقة ، أعدّها المحقِّق للدراسات العليا في منهجيّتها وأُسلوبها التحقيقي.

فقام بمنهجية التحقيق العلمي على مقابلة الكتاب مع عدّة نسخ معتبرة ، منها نسخة المؤلّف ، المكتوبة بخطّه ، فأثبت في المتن ما رآه صحيحاً ، وذكر ما كان مخالفاً لها في التعليقة ـ والجدير بالذكر أنّ مؤسسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث حقّقت هذا السفر القيّم اعتماداً على نسختين إحداهما بخطّ المؤلّف والأخرى حجرية قام بتصحيحها رحمه‌الله صدرت سنـة

١٤٠٩ هـ ـ وقام بوضع عناوين للمواضيع الأصليّة والفرعيّة حسب الاقتضاء لما لم يعنونه المصنّف ، مع تخريج الآيات والروايات ، وذكر النصوص والنظريّات العلمية ، معتمداً أقدم المصادر وأصحّها ، وإرجاع ما أشار إليه المصنّف بقوله : (سبق وتقدّم وقد مرّ وسيأتي) إلى مواضعها المشار إليها ، وقد خرّج أغلب الأقوال التي لم ينسبها إلى أحد من مصادرها ـ مع ذكر أسماء أصحابها في الهامش ـ وقام بوضع الإعراب في الجمل التي حازت أكثر أهمّيّة ؛ تسهيلاً لطالب العلم في فهم مضامين العبارة.

وأخيراً عمد إلى ذكر الآراء الحديثة التي ساعدت في تطوير فنّ علم الأُصول ، كالمحقّق الشيخ محمّد حسين الأصفهاني ،

۳۸۰

والمحقّق الشيخ الميرزا النائيني ، والمحقّق الشيخ ضياء الدين العراقي. والسيّدين العلمين : الإمام الخميني ، والمحقّق الخوئي رضوان الله عليهم ، مع ذكر تعليقات لتوضيح المبهمات ورفع الغوامض التي تبيِّن مراد المصنّف ، وكان تحقيق الكتاب بثلاثة أجزاء احتوت على جميع مواضيع الكفاية.

تحقيق : الشيخ عبّاس علي السبزواري.

نشر : مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين ـ قم ـ إيران / ١٤٢٦ هـ.

* رياض المسائل في تحقيق الأحكام بالدلائل ، ج ١٦.

تأليف : الفقيه الأُصولي ، السيّد علي بن محمّد علي الطباطبائي (١١٦١ ـ ١٢٣١ هـ).

من كتب فقه الإماميّة القيّمة ، استدلالي مبسوط ، حاو للأبواب الفقهـيّة ـ عدا كتابي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والمفلّس ـ حسن الترتيب ، كثير الفوائد ، مع إحاطة بشتّى جوانب البحث ، ونقل للروايات والكلمات بعبارات موجزة بليغة ؛ إذ يورد محلّ الشاهـد من النصّ الروائي بنحو من الاختصار والدقّة الرفيعة.

وانتشر انتشاراً واسعاً في الأوساط والحوزات العلميّة ، لمتانة البحث وقوّة الاستدلال فيه ، مع دقّة عباراته وسهولتها.

وهو شرح مزجي دقيق ومتين لكتاب المختصر النافع للمحقّق الحلّي ، نجم الدين جعفر بن الحسن الهذلي (٦٠٢ ـ ٦٧٦ هـ) ، وهو الشرح الكبير للمصنّف ؛ إذ له شرح ثان صغير مختصر عن هذا ، مطبوع في ٣ مجلّدات.

تمّ تحقيق هذا السفر اعتماداً على ١٤ نسخة مخطوطة لكتب الفقه المتعدّدة ، إضافة إلى المطبوعة على الحجر.

اشتمل هذا الجزء على كتب : القضاء ، الشهادات ، وكتاب الحدود والتعزيرات.

تحقيق ونشر : مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلاملإحياء التراث ـ قم ـ إيران / ١٤٢٣ هـ.

* فاسألوا أهل الذكر.

تأليف : محمّد التيجاني السماوي.

كتاب يحتوي على مجموعة كبيرة من التساؤلات المهمّة في المناقشات الدائرة في البحوث العقائدية والتاريخية التي كانت محلّ اختلاف الفرق الإسلامية مع الإجابة عنها من خلال مواقف وتعاليم أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام ، تناولها الكتاب عبر دراسة للنصوص الروائية والتاريخية

۳۸۱

للفريقين.

اشتمل على المواضيع التالية : دعوة المسلمين إلى نبذ الخلافات والتمسّك بالآية (فَسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ ...) ، التوحيد ، النبوّة ، الولاية والخلافة ، آل البيت عليهم‌السلام.

تحقيق ونشر : مركز الأبحاث العقائدية ـ قم ـ إيران / ١٤٢٧ هـ.

* شرح الباب الحادي عشر.

تأليف : مقداد بن عبدالله السيوري الحلّي (ت ٨٢٦ هـ).

كتاب كلامي ، فلسفي ، يهتمّ في شرح رسالة العلاّمة الحلّي التي كتبها لبيان معرفة الخالق سبحانه وتعالى ، وصفاته ، وسائر أُصول الدين ، التي ذكرها العلاّمة ووصفها الشارح بأنّها «مع وجازة لفظها ، كثيرة العلم ، ومع اختصار تقريرها كبيرة الغُنم» ، فقام الفاضل المقداد بِفَكّ عباراتها وشرح مضامينها.

احتوى على مقدّمة في ما يجب على عامّة المكلّفين معرفته من اُصول الدين ، وسبعة فصول في : إثبات واجب الوجود ، صفاته الثبوتية ، صفاته السلبية ، العدل ، النبوّة ، الإمامة ، المعاد ، مع ذكر بعض الفوائد في الأمر بالمعروف والنهي عن

المنكر ، والتوبة ، وغيرهما ..

لم يذكر المحقّق النسخ التي اعتمدها في تحقيق هذا الكتاب ، ولا منهجيّته في تحقيقه.

تحقيق : علي النظامي الهمداني.

نشر : مؤسّسة النشر التابعة لجماعة المدرسين ـ قم ـ إيران / ١٤٢٦ هـ.

* منتقد المنافع في شرح المختصر النافع ج ١.

تأليف : حبيب الله الكاشاني (ت ١٣٤٠ هـ).

وهو من الكتب المؤلّفة في الفقه المقارن الاستدلالي ؛ وهو أحد الموسوعات الفقهيه الكبيرة ، حيث بلغت مجلّداته أربعة عشر مجلّداً ، طبعت ثلاثة منها بعدما صوّرت من الخطّية ـ أوفسيت ـ أمّا الباقية فلم تطبع لحدّ الآن ، وقد وصفه المصنّف في ديباجة الكتاب بأنّه شرح على شرح «المختصر النافع» المسمّى بـ : «رياض العلماء».

تناول الكتاب أقوال الفقهاء المتقدّمين والمتأخّرين في كلّ مسألة ، على منهجية العلاّمة الحلّي في نقل أقوال أهل العامّة في المسائل الدينية ، مع استعراض أدلّتهم ، كما تناول آراء الفضل بن روزبهان في ردّه

۳۸۲

على العلاّمة الحلّي ، كما ذكر الروايات بأسانيدها ، مع الإشارة إلى حال كلّ راو من الوثاقة والضعف برمز خاصّ.

اعتُمد في تحقيق هذه الموسوعة على النسخة الخطّية الفريدة لها ، حيث شرع في تحقيق المجلّدات الثلاثة الأُول المصوّرة ، والتي يحتمل أن تصل إلى أكثر من ستّة مجلّدات.

يحتوي هذا الجزء على مقدّمة تضمّ حياة المؤلّف ، والتعريف بالكتاب مع مقدّمة للمؤلّف ، وشرح خطبة المحقّق ؛ وكتاب الطهارة الذي يحتوي على أربعة أركان منها ركنين هما : في المياه ، وفي الطهارة المائية ، مع مسائل وتنبيهات تتعلّق بالركنين.

تحقيق : مركز العلوم والثقافة الإسلامية.

نشر : (بوستان كتاب) ـ قم ـ إيران / ١٤٢٦ هـ.

* لوامع الأنوار في شرح الصحيفة السجّادية ج (١ ـ ٦).

تأليف : السيّد محمّد باقر الموسوي الشيرازي.

يعدّ هذا الكتاب من الكتب النفيسة التي أُلّفت في شرح مضامين الصحيفة

السجّادية ومن أكبرها ، وقد ألمّ بالحِكَمِ والمعارف الإلهية ، معتمداً في شرحه على العديد من المصادر العلمية ، وذكر المحقّق مقدّمة أودعها في بداية الجزء السادس ، بيّن فيها حياة المؤلّف ، وأُسرته وآثاره العلمية ، كما عرّف الكتاب ومنهجيته وأسلوبه في التحقيق والتصحيح والتعليق عليه.

تحقيق : مجيد هادي زاده.

نشر : مؤسّسة الزهراء عليها‌السلام الثقافية الدراسية ـ أصفهان ـ إيران / ١٤٢٥ هـ.

* العبّاس عليه‌السلام.

تأليف : السيّد عبد الرزّاق المقرّم (ت ١٣٩١ هـ).

يضمّ هذ السفر بين طيّاته : نسب أبي الفضل العبّاس عليه‌السلام ، يبدأ من سلسلة الآباء والأعمام وما رافقتهم من أحداث ، وأُخوته وأخواته مع نبذة عنهم ، وبعض من سيرة والدته أُمّ البنين عليها‌السلام وزواجها ، وما حدث في ولادته من أُمور ، وصفاته ، وكُناه ، ونشأته ، وما قاله الأئمّة عليهم‌السلام في حقّه ، وكراماته ، ثمّ يعرّج على شجاعته ومواقفه في الحروب ، خاصّة في واقعة الطفّ حتّى الشهادة ؛ ثمّ يُشير إلى بعض الأُمور المتعلّقة بها : الحائر ، ونهر

۳۸۳

العلقمي ، ومواضع الرأس والكفّين ، مع آداب الزيارة وأعمالها ، وذكر أولاده وأحفاده ، وعمارة المشهد وتاريخه وسدنته وبعض الأحداث التي جرت على المشهد الشريف والكرامات التي حصلت فيها ، وما قيل في حقّه عليه‌السلام من المدح والرثاء.

اُعتمد في تحقيق هذا الكتاب على طبعة مكتبة الشريف الرضي ، حيث تمّ تصحيح النصوص التي أوردها المصنّف ، بعد مطابقتها مع مصادرها قدر المستطاع ، واستخراج ما يحتاج إلى استخراج من آيات وروايات وأقوال.

تحقيق : الشيخ محمّد الحسّون.

نشر : منشورات الاجتهاد ـ قم ـ ايران / ١٤٢٧ هـ.

* نوادر الأخبار في ما يتعلّق بأُصول الدين.

تأليف : الشيخ محسن الفيض الكاشاني (ت ١٠٩١ هـ).

كتاب حديثي ، كلامي ، عقائدي يهتمّ بأُصول الدين والأحاديث التي وردت في هذا المجال ، يحظى بمنهج جديد في ترتيبه.

فهو مستدركات على كتابه الشافي ؛

جمع فيه روايات أُصول الدين من مصادر غير الكتب الأربعة ، وقال في ديباجته للكتاب : «أردنا أن نضبط أيضاً غير ما وجدناه من كتب أصحابنا المعتبرة ، ما لم يكن فيها بألفاظه ، ولا مضامينه على منهاج كتاب الشافي ، ليكون تكميلاً ، وتداركاً لما فات منه ، فيكون معاً كتاباً جامعاً للمهمّات والمحكمات ...».

اشتمل على ستّة مواضيع في : العقل ، العلم ، التوحيد ، النبوّة والإمامة ، الفتن ، المعاد.

اعْتُمد في تحقيقه على ثلاثة نسخ خطّية ، تمَّت مقابلة الروايات مع المصادر الحديثية التي أُخذت منها ومراجعتها مع أكثر من مائة كتاب حديثي آخر ، كما تمّت مقابلتها مع الروايات في كتب أهل العامّة ، ومصادرهم المعتبرة ، كما تمّ توضيح لما لم يتمّ توضيحه من قبل الشيخ رحمه‌الله.

تحقيق : الشيخ مهدي الأنصاري.

نشر : مؤسّسة الشهيد الأنصاري القمّي لإحياء التراث ـ قم ـ إيران / ١٤٢٦ هـ.

* شرح هداية المسترشدين.

تأليف : الشيخ محمّد باقر النجفي الأصفهاني (١٣٠١ هـ).

كتاب أُصولي تدور أبحاثه حول مسألة

۳۸۴

حجّية الظنّ ، الذي ألّفه والد الشارح الشيخ محمّد تقي الرازي النجفي الأصفهاني ، المتوفّى سنة (١٢٤٨ هـ) ، والذي كان معاصراً للشيخ الأنصاري قدس‌سره.

اعتُمد في تحقيق هذا الكتاب على نسختين خطّيتين ونسخة حجرية ، وقد ذكرت مقدّمة لمنهجية التحقيق ..

يحتوي هذا الكتاب على تقديم للشيخ هادي النجفي ، مع مقدّمة وتمهيد وخمسة مطالب هي : معنى الدليل ، أقسام الدليل ، إنّ المدار من الأدلّة الشرعية حصول العلم منها ، إنّ المناط في وجوب الأخذ بالعلم هو اليقين بالواقع أو اليقين بالوظيفة ، هل الحجّة في زمن الغيبة هي الظنّ المطلق أو الظنّ الخاصّ؟ أدلّة المانعين عن العمل بالظنّ المطلق وأجوبتها ، الوجوه لتصحيح حجّية الظنون الخاصّة وهي ثمانية ..

تحقيق : الشيخ مهدي الباقري السيّاني.

نشر : مطبعة عطر العترة ـ قم ـ إيران / ١٤٢٧ هـ.

* غاية المرام وحجّة الخصام في تعيين الإمام من طريق الخاص والعام ج (٢).

تأليف : السيّد هاشم بن سليمان الحسيني البحراني (ت ١١٠٧ هـ).

اتّخذ فيه المصنّف رحمه‌الله طريقة تحقيقيّة ودراسةً علميّةً جديدةً في إثبات الإمامة للأئمّة الأثني عشر عليهم‌السلام ، فقد بيّن المحقّق في تقديمه للكتاب المنهج العلمي والعملي الذي قام به المصنّف من أجل جمع هذا الكتاب في دراسة موضوعيّة.

وقد طبع هذا الكتاب ثلاث مرّات منذ تأليفه ، ولكن امتازت هذه الطبعة بتحقيق ودراسة علمية ، حيث عمدت فيها لجنة التحقيق إلى ذكر جميع المصادر التي اعتمد عليها المؤلّف ، مع ذكر الاختلافات بينها وبين الكتاب ، وذكر معاني الكلمات لغويّاً ، إضافةً إلى استدراكات زادت في منهج الكتاب التحقيقي دقّةً.

اشتمل الجزء الأوّل على ستّة عشر باباً ، واحتوى هذا الجزء على الباب السابع عشر حتّى الباب الثالث والعشرين ، حيث تضمّنت بحوثاً في : نصّ الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) على ولاية أمير المؤمنين عليه‌السلامفي غدير خمّ ، النصّ بأنّه الوليّ في آية : (إنّما وَليّكم) ، من طرق العامّة والخاصّة ، النصّ عليه عليه‌السلام وعلى الأئمة الأحد عشر من بنيه في آية : (إنّما وليّكم) ، وفي حديث المنزلة من طرق العامّة : وفيه مائة حديثاً ، ومن طرق الخاصّة وفيه سبعون حديثاً ، وفي أنّ

۳۸۵

الأئمّة الإثني عشر هم الأوصياء بنصّ الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) من طريق العامّة وفيه سبعون حديثاً ، ومن طريق الخاصّة وفيه مائة وعشرة أحاديث.

تحقيق : السيد رضا الصدر.

نشر : نشر دانش ـ قم ـ إيران / ١٤٢٥ هـ.

* البسيط في شرح الكافية.

تأليف : ركن الدين الحسن بن محمّد ابن شرف شاه الأسترابادي (ت ٧١٥ هـ).

كتاب في علم النحو ، وهو شرح لـ : كافية ابن الحاجب ، التي تعدّ من أهمّ التأليفات في النحو ، عثر عليه المحقّق أثناء تحقيقه للكتاب ، حيث كان يظنّ أنّه لمحمود بن عبد الرحمن الأصبهاني.

اشتمل الكتاب على قسمين : الأوّل منهما على ثلاثة فصول في : سيرة المصنّف وثقافته ومذهبه النحوي وشيوخه وتلاميذه وآثاره ، وتعريف موجز بابن الحاجب وكتابه الكافية مع ذكر أهمّ شروحه ، واسم الكتاب ونسبته إلى المؤلّف وقيمته ومصادره ، والقسم الثاني : ضمّ منهجية تحقيق الكتاب والنسخ المعتمد عليها.

تحقيق : حازم سليمان الحلّي.

نشر : المكتبة الأدبية المختصّة ـ قم ـ إيران / ١٤٢٧ هـ.

* أحسن التقويم.

تأليف : السيّد عبدالله شبّر.

كتاب أخلاقي تدور أبوابه حول سعادة الأيّام ونحوستها ، وما يتعلّق بها من أعمال مستحبّة لدفع المكاره ، اعتماداً وأخذاً بروايات أهل بيت العصمة والطهارة عليهم‌السلاموردّاً لما قاله المنجِّمون.

اشتمل على مقدّمة وثلاثين بابا منها : ما يتعلّق بالأشهر العربية والفارسية ، وفي ابتداء خلق الدنيا وكيفيّتها ، وفي علامات الكسوف والخسوف ، وفي الأبراج وقوس الرحمن ، وفي رؤية الأهلّة ، وبعض الأذكار والأدوار ، والمندوبات والمكروهات ، وآداب السفر ، وأوقات الاستخارة وأنواعها ، و ...

تحقيق : مشتاق صالح المظفّر.

نشر : منشورات (باقيات) ـ قم ـ إيران / ١٤٢٦ هـ.

* السيف الصنيع لرقاب منكري علم البديع.

تأليف : الشيخ محمّد رضا النجفي الأصفهاني.

۳۸۶

كتاب موضوعي ، اهتمّ بعلم البديع من بين علوم اللغة العربية ، حيث كان مؤلّفه متأثّراً بالبديعية مع تضلّعه بسائر علوم العرب ، وقد قدّم المحقّق له مقدّمةً اعتمد بها الأُمور التالية : ذكر شيء عن ترجمة المؤلّف وسوانح حياته ، المؤلّف وعلوم الأدب العربي ، المؤلّف وما رام أن يبيّنه فيه ، والعمل في تحقيق الكتاب.

تحقيق : مجيد هادي زاده.

نشر : المكتبة الأدبيّة المختصّة ـ قم ـ إيران / ١٤٢٧ هـ.

* البراهين القاطعة.

تأليف : الشيخ محمّد جعفر الأسترآبادي.

يعدّ هذا الكتاب من الموسوعات الكلامية للشيعة الإمامية ، وهو من أهمّ الشروح لكتاب تجريد العقائد للشيخ نصير الدين الطوسي قدس‌سره ، حيث جمعت فيه الأدلّة العقلية والنقلية ، وقد حوى لآراء المتقدّمين والمتأخّرين من الفلاسفة والمتكلّمين ، وامتاز بمباحثه العلمية بالتمييز بين اُصول الدين واُصول المذهب ، حيث اختصّت الأولى على ما بنيت عليه الشريعة الإسلامية من حقن الدماء وحفظ الأموال والأعراض ، والثانية

على الاعتقادات التي بني عليها المذهب الشيعي الجعفري ويتوقّف عليها ترتّب أحكام الإيمان.

احتوى الكتاب على مقدّمتين : إحداهما لمنهجية التحقيق ، والثانية للمؤلّف ومنهجيته في تأليف الكتاب ، وقد اشتمل على خمسة مقاصد في : الاُمور العامّة ، والجواهر والأعراض ، وفي إثبات الصانع وأفعاله المتعلّقة بمباحث العدل ، والنبوّة ، والإمامة ، والمعاد الذي لا يستقلّ بإثبات تفاصيله العقل بل يحتاج إلى النقل من الكتاب والسنّة.

نشر وتحقيق : مركز الأبحاث والدراسات الإسلامية قسم إحياء التراث الإسلامي (مؤسّسة بوستان كتاب) ـ قم ـ إيران / ١٤٢٤ هـ.

طبعات جديدة

لمطبوعات سابقة

* خلافة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بين الشورى والنص.

تأليف : صائب عبد الحميد.

بحث يتناول أوسع قضايا الخلاف بين المسلمين ، وهي قضيّة نظام الحكم في الإسلام وأساسه ، والأُسلوب المفترض

۳۸۷

لتعيين رأس هذا النظام في موقع رئاسة الدولة الإسلامية ؛ ودراسة ومناقشة للنظريّتين الأساسيّتين اللتين يعتمدها المسلمون في هذه المسألة ، وبيان المتهافت والمتماسك منهما.

إذ تناول دراسة نظرية الشورى من خلال موقعها في القرآن الكريم والسُنّة النبوية المطهّرة ، ثمّ واقعها في التاريخ والفقه السياسي ، كما تناول النظرية الأُخرى من خلال ضرورة النصّ بين الخليفـة والنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وعرض النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة المباشرة في تعيين الخليفة ، والتي صرّح في معظمها بإمامة وخلافة الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام بعد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم).

سبـق أن صدر في قم سنة ١٤١٧ هـ ، ضمن سلسلـة (المعـارف الإسلاميـة) ، برقم (٣) ، وأعاد مركز الرسالة نشره سنة ١٤٢٦ هـ.

* الشيعة هم أهل السُنّة.

تأليف : محمّد التيجاني السماوي.

كتاب غنيٌّ بمحتواه ، يعرض فيه كثيراً من مخالفات «أهل السنّة والجماعة» لسنّة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وعمل الشيعة الإمامية

بها دونهم ، وذلك بالاستناد إلى اُمّهات المصادر المعتمدة لدى «أهل السنّة والجماعة» ، فيتبيّن من ذلك كلّه كم كذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وكم من شخصية رفيعة المستوى وضعت ، وكم من وضيعة رفعت ، كلّ ذلك من أجل الترؤّس والتسلُّط على رقاب الناس ومعاداة لأهل البيت النبوي الطاهر عليهم‌السلام.

سبق أن صدر في قم سنة ١٤١٢ هـ ، وأعاد مركز الأبحاث العقائدية طبعه سنة ١٤٢٧ هـ.

* مطارحات في الفكر والعقيدة.

تأليف : عبدالجبار شرارة ، صائب عبد الحميد ، ثامر العمدي.

كتاب تجري أحداثه على أرض العقيدة وأُصول الدين ، فهو يعتني بالردّ على ما أثاره المنحرفون عن الإسلام المحمّدي الأصيل من شبهات وأكاذيب افتراها صاحب البحث الموسوم «تهافت عقيدة الشيعة الإمامية الاثني عشرية» ، فنهض هذا البحث مستعيناً بأُمّهات المصادر ، ومشفّعاً بالأدلّة الدامغة التي لا تترك للخصم منفذاً إلاّ أوصدته ، وقد وُسم بـ : «تهافت التهافت» ؛ ردّاً على ما ادّعاه المفتري من تهافت عقيدة الشيعة.

۳۸۸

يحتوي هذا الكتاب على مدخل وثلاثة فصول هي : خطبة أمير المؤمنين عليه‌السلام حول بدء وقوع الفتن ، الإمامة والخلافة وقضية النصّ ، أكاذيب وافتراءات على الشيعة الإمامية، لمحات عن تاريخ السنّة النبوية الشريفة. وكان قد طبع سابقاً من قبل مركز الرسالة سنة ١٤١٨ هـ ، وأعاد المركز نشره سنة ١٤٢٦ هـ.

كتب صدرت حديثاً

* موسوعة الإمامة في نصوص أهل السنّة ، ج (١ ـ ٥).

تأليف : السيّد شهاب الدين المرعشي النجفي (ت ١٤١١ هـ).

كتاب يتناول موضوع الإمامة في كتب أهل السنّة ، وهو عينه كتاب ملحقات إحقاق الحقّ الذي أُلحق بأصله ـ كتاب احقاق الحقّ وإزهاق الباطل ـ مع استدراكات مهمّة متعلّقة بالموضوع ومطالب جديدة أُضيفت إليه ؛ ليخرج بهيكليّة جديدة ، يبلغ عدد أجزاء هذه الموسوعة حوالي (٣٠) جزءاً ، تناول فيها بحث الإمامة وأهل البيت عليهم‌السلام ؛ حيث كُرّس الجزءان الأوّل والثاني لبيان الآيات النازلة في الإمامة والأئمّة عليهم‌السلام ، ويقع

موضوعهما في فصلين :

الأوّل : القرآن وأهل البيت عليهم‌السلام.

والثاني : أهل البيت عليهم‌السلام في القرآن.

وتناولت الأجزاء الثلاثة الاُخرى : النصوص العامّة حول الإمامة ، ومعرفة أهل البيت ، ومعنى أهل البيت ، وخصائص أهل البيت ومكانتهم وفضائلهم ، وحبّ أهل البيت ومحبّيهم وشيعتهم ، والبغض والظلم لأهل البيت عليهم‌السلام ، وحقوق أهل البيت عليهم‌السلام ، ومعرفة الإمام وشرائطه ولزوم طاعته ، والنصوص على إمامة الأئمّة عليهم‌السلام.

نشر : مكتبة آية الله السيّد المرعشي النجفي ـ قم ـ إيران / ١٤٢٦ هـ.

* الفوائد والعبر في شرح الباب الحادي عشر.

تأليف : السيّد حسين أبو سعيدة الموسوي.

كتاب احتوى على شرح كامل لـ : الباب الحادي عشر للعلاّمة الحلّي رحمه‌الله ، فقصد متن كتابه دون شرح المقداد السيوري المتعاهد دراسته في الحوزات العلمية ، وضِعَتْ عبارات الكتاب بمنهجية علمية معاصرة ، حيث حملت آراء العلماء ، وشرحت العقائد الإسلامية وفق

۳۸۹

المفهوم الفلسفي الذي تقرّه الأدلّة المعقولة.

اشتمل على مقدّمة وبحوث في : معنى الوجوب وأقسامه ، وتعريف المكلّف والتكليف ، ومعرفة اُصول الدين ، ووجوب معرفة الله ، كما ضمّ خمسة أُصول بمباحثها في بيان أُصول الدين الخمسة.

نشر : مؤسّسة عاشوراء ـ قم ـ إيران / ١٤٢٥ هـ.

* تاريخ مقام الإمام المهدي عليه‌السلام في وادي السلام.

تأليف : أحمد علي مجيد الحلّي.

كتاب تناول مقام الإمام المهدي عجّل الله فرجه في وادي السلام ، وذلك في سلسلة من المباحث في هذا المجال.

اشتمل على مقدّمة وثلاثة عشر فصلاً في : مقام الإمام المهدي عليه‌السلام في وادي السلام ، إشارة الإمام الصادق عليه‌السلام إلى هذا المقام ، صحّة نسبة هذا المقام للإمامين الصادق والمهدي عليهما‌السلام ، مقام الإمام المهدي عليه‌السلام في الأدب العربي ، ذكر من دفن في المقام وفي جواره ، أهمّ الأحداث التي طرأت على المقام ، تاريخ عمارة المقام ، أقوال العلماء في المقام ، موقع

المقام ووصف عمارته ، في ذكر سدنة المقام ، زيارة الإمامين الصادق والمهدي عليهما‌السلام ، والوثائق والصور الفوتغرافية للمقام.

نشر : منشورات (دليل ما) ـ قم ـ إيران / ١٤٢٦ هـ.

* المختصر لحياة الأئمّة الاثني عشر.

تأليف : الشيخ فاضل الخفاجي الكربلائي.

كتيّب تناول حياة الأئمّة المعصومين الاثني عشر ، ونبذ من سيرتهم ، وأخلاقهم وعبادتهم ، وأدعيتهم ، والنصّ على إمامتهم ، وبعض قصصهم ، وبعض الأبيات الشعرية المنسوبة إليهم ، مراعياً في كلّ ذلك الاختصار.

نشر : دار الأنصار ـ قم ـ إيران / ١٤٢٥ هـ.

* بلاغة الإمام الحسين بن علي عليه‌السلام ، ج ١.

تأليف : السيّد حسين أبو سعيدة الموسوي.

مجموع ما تمكّن من جمعه من كلام سبط رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وريحانته ، أبي الأحرار وسيّد الشهداء أبي عبدالله

۳۹۰

الحسين بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، من شبابه إلى حين استشهاده ، ثمّ قام بشرح ما استأثره منه عليه‌السلام.

اشتمل على : ما نطق به عليه‌السلام من حكم ومواعظ ، حصر دعائه ومناجاته ، ضبط ما نسب له من شعر ، مناظراته وتسجيل لقاءاته قبل وأثناء نهضته ، ما كتبه من كتب ورسائل ، ضبط خطبه قبل إعلان ثورته وحتّى شهادته.

وقد صدر من هذا الكتاب حتّى الآن الجزء الأوّل فقط.

نشر : مؤسّسة عاشوراء ـ قم ـ إيران / ١٤٢٥ هـ.

* دعوة إلى الإصلاح الديني والثقافي.

تأليف : الشيخ حسن الجواهري.

اهتمّ الكتاب بتوعية المسلمين لما يحيط بهم من أخطار ، وبثِّ الثفاقة الإسلامية بينهم ، وحثّهم على التمسّك بحبل الله وسنّة رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وفهم الإسلام من أجل إعادة الوضع الإسلامي الأصيل إلى بلد وشارع وسوق المسلمين ، ضمن العمل الدؤوب على تطبيق أحكام الشرع الحنيف ، ونشر المودّة والإخاء في نفوس المسلمين لتوحيد صفوفهم.

اشتمل الكتاب على سبعة فصول في :

الاعتقادات الباطلة ، التخلّفات الثقافية والعلمية ، المثل الأعلى في الاستناد إلى القرآن والسنّة ، الخلافة والإمامة عند المسلمين ادعاءات باطلة وردود ، أخطاء يجب أن تصحّح ، مفهوم الشفاعة ، ضرورة الوحدة الإسلامية.

نشر : المجمع الإسلامي العالمي لأهل البيت عليه‌السلام ـ قم ـ إيران / ١٤٢٧ هـ.

* الفوائد القمّية.

تأليف : السيّد يوسف المدني.

كتاب احتوى فوائد علمية في مختلف المعارف الدينية كالقرآن ، والسيرة والتاريخ ، والدعاء ، والذكر وبعض المسائل والأحكام في العبادات ، وقد أُلحق بهذه المجموعة كتاب القضاء ، وخاتمة ، وموضوع في علم الإمام بالغيب.

نشر : مكتبة (بصيرتي) ـ قم ـ إيران / ١٤٢٦ هـ.

* إفادات من ملفّات التأريخ.

تأليف : محمّد سليم عرفة.

كتابٌ أماط اللثام عن الكثير من الحوادث التأريخية التي حصلت بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، من اُمور الخلافة وماتبعها من حوادث وحروب وفتن

۳۹۱

ومؤامرات. وضعت أبوابه على طريقة إحضار الشخصيّات التي لعبت دوراً في التأريخ ، وكان لها الأثر الكبير في ما حدث حتّى الآن ، فيسألون عمّا حصل ، وتُسجّل إفاداتهم ، اعتماداً على كتب التأريخ والحديث والتفسير عند أهل السنّة.

اعتمد في هذا الكتاب على كتب عدّة سجّلت في الهامش ولم يكن الاعتماد إلاّ على الروايات الواردة من كتب أهل السنة.

نشر : مركز الأبحاث العقائدية ـ قم ـ إيران / ١٤٢٧ هـ.

* معراج الهداية.

تأليف : سعيد يعقوب.

كتاب قَدَّم عرضاً جديداً لشخصية الإمام علي عليه‌السلام والإمامة الذي يعتبر أصلاً من اُصول مذهب أهل البيت عليهم‌السلام ، وركناً هامّاً من أركانه الأساسية ، حيث حاول المؤلّف خلال بحثه في موضوع الإمامة أن ينظر إليه من زاوية اختصاصه في علم النفس ، فنظر إلى الإمامة من منظارين الأوّل : إنّ الإمامة ضرورة فطرية تسعى نحوها النفس البشرية كافّة.

الثاني : الدور الذي نهض به الإمام علي عليه‌السلام بما هو مصداق واقعي لذلك السعي الفطري الإنساني الباحث عنه.

اشتمل على فصلين في : الإمامة ماهيّتها ومعناها ، وبين الإمامة والقيادة.

نشر : مركز الأبحاث العقائدية ـ قم ـ إيران / ١٤٢٤ هـ.

* الاستنساخ ومنه البشري وأحكامه التكليفية منها والوضعية.

تأليف : محمّد حسين الأنصاري.

كتاب علمي ، فقهي ، تحليلي ، استدلالي ؛ يتحدّث عن مسألة الاستنساخ سواء كان حيوانياً أو بشرياً وكيفية حصوله ، والأدوار التي مرّ بها من الناحية العلمية ، ثمّ تطرّق إلى بحث هذه المسألة من الناحية الشرعية مع استعراض لآراء الفقهاء فيها.

كما طرح مسألة التلقيح الصناعي ، وأولاد الأنابيب ، باعتبارها ترتبط بالموضوع.

يحتوي هذا الكتاب على تمهيد وسبعة فصول في : ما هو الاستنساخ ، والاستنساخ البشري بين الرفض والقبول والتعليق على التحليل والتحريم الأزهري ، وما هي حجّة التحليل والتحريم؟ وعلماء النجف ورأيهم في الاستنساخ ، وأطفال الأنابيب ، وتركيب الخلية وبعض أسرارها ، والعلاقات النسبية بين المُستَنْسَخْ وصاحب الخلية ، وبحث

۳۹۲

في جواز نفس العملية (التلقيح).

طبع في سدني ـ استراليا ـ ١٤٢٧ هـ.

* التبيين في شرح معالم الدين وملاذ المجتهدين.

تأليف : السيّد حسين أبو سعيدة الموسوي.

شرح لكتاب معالم الدين وملاذ المجتهدين المتعاهد دراسته في الحوزات العلمية لدى طلاّب علوم الدين ، استعمل فيه العبارات السهلة ، وأُضيفت إليه بعض الموارد الأُصولية المهمّة التي يحتاجها الطالب المبتدئ ؛ لتمهيد الطريق له لدراسة الأُصول في المراحل العليا ، وقد تمّ هذا الشرح في ثلاثة أجزاء.

نشر : مؤسّسة عاشور ـ قم ـ إيران / ١٤٢٥ هـ.

* الرسالة العالمية للحوزة العلمية.

تأليف : السيد زهير الأعرجي.

يبيّن هذا الكتاب أهمّية فقه أهل البيت عليهم‌السلام ، والحوزة العلمية ، ومدى تأثيرهما على الصعيد العالمي في إرساء العقيدة وتوطيد مباني الدين المحمّدي (صلى الله عليه وآله وسلم) الحنيف ، بعطائهما الفكري في شتّى المجالات ، الاجتماعية

وحوار الحضارات وأسلمة المعرفة ، حيث تميّزت نظريّاتهم باعتمادها على معرفة الخالق جلّ وعلا.

اشتمل الكتاب على مقدّمة وخمسة فصول في : الرسالة العالمية للحوزة العلمية ، الحوزة العلمية وأسلمة المعرفة ، وحوار الحضارات ، فلسفة الحرية في رسالة الحوزة ، وملاحق الكتاب.

صدر في قم سنة ١٤٢٤ هـ.

* مرقاة الأُصول.

تأليف : الشيخ بشير النجفي.

كتاب أُصولي ، يمثّل أوّليّات علم الأُصول ، وأُمّهات مسائله ، فيعتبر تمهيد لذلك العلم ؛ لاحتوائه على بحوث تمهيدية في أُصول الفقه ، ترسم إطاراً يعمّ أغلب مباحث علم الأُصول شمولاً إجمالياً.

يحتوي هذا الكتاب على مقدّمة فيها عشرة أُمور ، أوّلها : المعالم الرئيسية لعلم الأُصول ، وآخرها : في المشتق ؛ وثمانية مقاصد : في الأوامر ، والنواهي ، والمفاهيم ، والعامّ والخاص ، والمطلق والمقيّد والمجمل والمبيّن ، ومباحث الحجّة ، والأُصول العملية ، والتعادل والتراجيح ، وخاتمة في الاجتهاد والتقليد ؛

۳۹۳

علماً أنّ كلاًّ منها يحتوي على عدّة فصول.

نشر: دار الفقه للطباعة والنشر ـ قم ـ إيران / ١٤٢٥ هـ.

* محاضرات الوائلي ج (١ ـ ٦).

إعداد : مصطفى الشيخ عبد الحميد.

جمع هذا الكتاب محاضرات رائد المنبر الحسيني الدكتور الشيخ أحمد الوائلي ، الذي شاع صيته وعلا صوته في إظهار كلمة الحقّ وإبداء منطق أهل البيت عليهم‌السلام في مختلف بلدان العالم ، فأخذ بمجامع القلوب ، وانقادت إليه الأفكار ؛ لتقتبس من فكره الوقّاد ، وتستلهم من صرح علمه الزاهر.

فالكتاب عبارة عن دورتين لمحاضراته القيمة رحمه‌الله ، وستصدر عن قريب بقية الأجزاء تباعاً إن شاء الله تعالى.

نشر : شركة دار المصطفى لإحياء التراث ـ بيروت ـ لبنان / ١٤٢٦ هـ.

* الإمامة والخلافة وشبهة الفصل بينهما.

تأليف : أياد المنصوري.

كتاب عقائدي ، يقوم بدراسة نقدية تحليلة حول ما أُثير مؤخّراً من دعوى

فصل الإمامة الدينية عن الزعامة الدنيوية للإمام عليّ عليه‌السلام ، هو ردّ على ما أثاره البعض في موضوع خلافة الإمام علي عليه‌السلامهل هي بالنصّ أم بالنصب ، حيث ادّعي فيه الفرق بين الإمامة والخلافة.

يشتمل هذا الكتاب على مدخل للبحث ، وثلاثة فصول في : خلاصة ما طرحه صاحب الشبهة من آراء وأفكار ، والتقييم الإجمالي له ، والمنطلقات التي اعتمدها صاحب الشبهة لمعالجة الفكرة وفيه منطلقان ، والأسئلة والاستفهامات التي تثار حول الشبهات ، ونتائج البحث.

نشر : مؤسّسة السيّدة المعصومة عليها‌السلام ـ قم / ١٤٢٦ هـ.

* ثمار الأفكار ج (١).

تأليف : الشيخ علي الكوراني.

عرض هذا الكتاب حوارات عديدة دارت في الشبكة المعلوماتية ، يعالج بها المؤلّف مختلف الأفكار ، من ملحدين ومشكّكين في وجود الله تبارك وتعالى ، ومناقشات في منهج الحداثويّين وأفكارهم ، وردود على شبهات السلفيّين ، فجرت بينه وبينهم عدّة مناقشات ، مما أدّت إلى هروب البعض وتقبّل البعض الآخر منطق العقل والصواب.

۳۹۴

نشر : دار الهدى ـ قم ـ إيران / ١٤٢٥ هـ.

* معجم طبقات المتكلّمين. ج (١ ـ ٤).

تأليف : اللجنة العلمية لمؤسّسة الإمام الصادق عليه‌السلام بإشراف الشيخ جعفر السبحاني.

تتضمّن هذه الموسوعة ترجمة رجالات العلم والفكر عبر أربعة عشر قرناً ، وقد قدّمت لها رسالة لتبيين تاريخ علم الكلام وكيفية نشوئه وتكامله ومدارسه والعراقيل التي كانت في مسيره ، لينتفع بها روّاد العلم.

وقد اشتملت هذه الرسالة على العناوين التالية : سبب تسمية علم الكلام بهذا الاسم ، وتعريف العلم وموضوعه ، وشبهات منكري علم الكلام ، وعلم الكلام وعوامل نشوئه ، وبدايات الخلاف في عصر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وبعد رحيله ، والعوامل المؤثِّرة في نشوء المدارس الكلامية ، والمدارس الكلامية المهمّة ، والمسائل الجديدة في علم الكلام ، والمراحل الأربع التي مرّ بها الكلام الإمامي.

نشر : مؤسّسة الإمام الصادق عليه‌السلام

قـم ـ إيـران ـ ١٤٢٤ هـ.

* مائة مقالة سلطانية.

تأليف : السيّد محمّد الموسوي (سلطان الواعظين).

قـام هـذا الكتـاب بمقارنـة بيـن الأديـان السماويـة الثلاثـة: اليهوديـة والمسيحيـة والإسلام ، حيث قـدّم عرضـاً علميّـاً عقليّـاً لقـراءة نصوص كتبها التـوراة والإنجيـل والقـرآن ، ويبحثـها بـتـتـبّـع ودراسة ، لتمييـز الغثِّ من السميـن منها ، باختيـار الديـن الأفضـل الذي بات بعيـداً عـن أيـدي التحريف ، وذلك فـي ماءة مقالـة ، داعيـاً أهـل الأديان قراءة الكتاب بإنصاف وعناية ودقَّة بلا تعصّب وبلا نظرة سلبية.

ترجمه إلى العربية الشيخ فاضل الفراتي.

صدر الكتـاب فـي كربلاء المقدّسة ـ العراق / ١٤٢٦ هـ.

* الإمام المهدي عجّل الله فرجه المصلح العالمي المنتظر.

تأليف : الشيخ محمّد جواد الطبسي.

قدّم الكتاب دراسة علمية جديدة في القضية المهدوية ، وما يدور حولها من

۳۹۵

أبحاث ، على شكل أسئلة يطرحها ويجيب عنها ، حيث تناول شخصية الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف ، بدءاً بولادته وحتّى غيبته وظهوره عليه‌السلام ، استناداً إلى آيات الذكر الحكيم والأحاديث ، واعتماداً على أكثر من ماءة مصدر من مصادر الفريقين.

اشتمل على مقدّمة وتسعة فصول في : الاعتقاد بالمهدوية ، وولادة الإمام المهدي عليه‌السلام ، وسرّ طول عمر الإمام عليه‌السلام ، وفلسفة الغيبة ، وعلامات الظهور ، ومميّزات الإمام عليه‌السلام ، ودولته عليه‌السلام ، وأنصاره عليه‌السلام في زمن الغيبة ، وأعداء الإمام عليه‌السلام.

نشر : دار الهدى ـ قم ـ إيران / ١٤٢٦ هـ.

* الصديق الأكبر.

تأليف : السيد زهير الأعرجي.

يبحث الكتاب ـ بأسلوبه العلمي ودراسته التاريخية ونظرته الجديدة ـ حياة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، والفلسفة الاجتماعية فيها ، حيث حفل تاريخه بالمواقف المشرّفة الخالدة ، والأحداث التي قدّم بها الإمام عليه‌السلام للأجيال كلمته المشرّفة في سياسته وجهاده

وصموده وحكمته وعرفانه ومن الصفات التي جمعتها شخصيته الفذّة.

اشتمل الكتاب ـ بدراسته ـ على السيرة الذاتية للإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام وعلى خمسة أبواب بفصولها في : شخصية الإمام عليه‌السلام ومرحلة بناء الذات ، والدفاع عن الإسلام : الجهاد السلمي ، والدفاع عن الإسلام : الدفاع المسلّح ، والولاية ومشاكل السياسة ، والخلافة والدولة ، كما ضمّ فهارس عديدة متنوعة تسهيلاً للقارئ.

صدر في قم.

* مصادر حديث المنزلة.

تأليف : محمّد جعفر الطبسي.

كتيِّب تناول بإيجاز استخراج حديث المنزلة من أهمّ مصادر السنّة ، وذكر تصريحات أكابر العلماء فيه ، وبيّن موارد نقله وأسماء رواة الحديث ، وفي الختام : أورد إشارة إلى توثيق بعضهم ؛ وذلك بعد ما نقل الحافظ المزّي في تهذيب الكمال عن إسماعيل بن عيّاش ، عن حريز تحريف مدلول الحديث ، كما قد اشتمل على : وقفة قصيرة مع الذهبي ، الإشكالات المختلفة التي نقل بها الحديث الشريف ، وقفة قصيرة مع حريز ، المدافعين عن حريز الناصبي.

۳۹۶

نشر : مدين ـ قم ـ إيران / ١٤٢٦ هـ.

* مناظرات في مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة.

تأليف : السيّد عبد الكريم القزويني.

كتيّبٌ قدّم إجابة سهلةً مبسّطة على ثلاث شبهات في : من هي الفرقة الناجيّة؟ الجمع بين الصلاتين ، التقية في الإسلام.

علماً أنّ المؤلّف تعرّض لهذه الأسئلة وهو في الحرم المكّي في مكّة المكرّمة ، والحرم النبوي في المدينة المنوّرة.

صدر في قم / ١٤٢٤ هـ.

* ومن النهاية كانت البداية.

تأليف : باسم محمّد بن خضراء.

كتاب يعالج في مقدّمته مسألة التعصّب المذهبي وأنّه جهلٌ حاصل بالأمور المحيطة ، لعدم تنشيط العقل وتفعيله ، وعدم فتح الحوار مع الآخرين ، ثمّ تعرّض للسير الفكري للمؤلّف ، الذي حطّم فيه قيود التعصّب ، وتفتّح فكره لمعرفة واعتناق مذهب أهل البيت عليهم‌السلام.

اشتمل على مواضيع منها : الاندفاع لمعرفة الشيعة ، تأثّره بمصيبة أهل البيت عليهم‌السلام ، الحطّ من شأن الأنبياء عليهم‌السلامفي صحيح البخاري ، البحث عن

المكتبات الشيعية ، البحث حول حديث الثقلين ، إيمان أبي طالب و ...

نشر : مركز الأبحاث العقائدية ـ قم ـ إيران / ١٤٢٥ هـ.

* الإمامة الإلهية ج (١ ـ ٣).

تأليف : الشيخ محمّد السند.

كتاب كلامي ، عقائدي ، تحليلي ، استدلالي ، تناول مسألة العقيدة والمعرفة الدينية في الاُصول الاعتقاديّة الخمسة ، وهو حصيلة محاضرات ألقاها المؤلّف على تلامذته ، وقد قاموا بجمعها وتهذيبها واستخراج مصادرها ، وقد خرج كلٌّ من المجلّدات الثلاثة باسم مقرّرها.

اشتمل المجلّد الأوّل منها على : مقدّمة في التوحيد ، وثلاث فصول بمباحثها في : منهج المعرفة الدينية وتصوير الحكم الشرعي في العقائد والميزان في أصولها ، ونظرية الحكم على ضوء الإمامة الإلهية ، والمقام الغيبي في الإمامة.

واشتمل المجلّد الثاني على : جزئين احتويا تتمّة البحوث في : الغلوّ والتقصير ، والفرق المذمومة ، والمناهج التي اعتمدها الإماميّة ، وبيان توحيد الله وعبادته بولاية أهل البيت وطاعتهم عليهم‌السلام ، ابتغاء الوسيلة ، والشفاعة ، والعصمة ، وحديث

۳۹۷

الغدير ، و ...

واشتمل المجلّـد الثـالث علـى : أربعـة فصول فـي : بيـان حقيقـة التوسل فـي اللغـة والاصطـلاح والأدلّـة العقلية على ذلك ، والأدلّـة والآيـات القرآنيـة الناصّـة على التشريع الإلهي لعقيدة التوسّل ، وشرطية التوسّل وضرورته ، والتعرّض لأهمّ الشبهات التي ذكرت حول التوسل.

نشر : منشورات الاجتهاد ـ قم ـ ايران / ١٤٢٧ هـ.

* المحسن السبط مولود أم سقط.

تأليف : السيّد محمّد مهدي السيّد حسن الموسوي الخرسان.

بعد رحيل الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) ، حلّت نوائب على عترته الطاهرة عليهم‌السلام ، تناول هذا الكتاب بعض ممّا جرى من تلكم المصائب والمحن ، فتناول هجوم المنافقين على دار فاطمة وعلي عليه‌السلام ، وإسقاط البضعة البتول ذا بطنها المسمّى محسناً ، بدراسة تأريخية اشتملت على ثلاثة أبواب في : ما دلّ على صحّة السلب عن حديث اكتناء الإمام بأبي حرب ،

وبحث في (المحسن السبط) هل هو مولود أم سقط ، وبحث في الأحداث التي رافقت حدث السقط ، وخاتمة في نتائج البحث.

نشر : (دليل ما) ـ قم ـ ايران / ١٤٢٦ هـ.

* السجود والتربة الحسينية.

تأليف : الشيخ داود سلمان الربيعي.

كتيِّب تناول اختلاف آراء علماء المسلمين في ما يصحّ السجود عليه وما يتعلّق بمفهومه بدراسة تفصيلية ، وفقاً لمنهج البحث العلمي الموضوعي ، مستهدياً بآيات القرآن الكريم وبما ثبت من السنّة النبوية الشريفة وسيرة أهل البيت عليهم‌السلام.

وذلك ضمن أربعة فصول في : بيان مفهوم السجود وآثاره العبادية ، وأنواع السجود ، وبيان حرمة السجود لغير الله ، وبيان ما يصحّ السجود عليه وما لا يصحّ ، وتوضيح الأسباب الموجبة للسجود على التربة الحسينية.

نشر : مركز الرسالة ـ قم ـ إيران / ١٤٢٦ هـ.

۳۹۸